اغتيال: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
{{مقالات مختارة}}
[[صورة:assasination_picture.jpg|left|250px|]]
[[صورة:assasination_picture.jpg|left|250px|]]
'''الإغتيال''' مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير [[فكر|فكري]] او [[سياسة|سياسي]] او [[جيش|عسكري]] أو قيادي ويكون مرتكز عملية الإغتيال عادة أسباب [[عقيدة|عقائدية]] او سياسية أو [[إقتصاد|إقتصادية]] أو [[إنتقام|إنتقامية]] تستهدف شخصا معينا يعتبره منظموا عملية الإغتيال عائقا في طريق إنتشار أوسع لأفكارهم او أهدافهم . يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الإغتيال من شخص واحد فقط الى مؤسسات عملاقة و[[حكومة|حكومات]] ولايوجد إجماع على إستعمال مصطلح الإغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية إغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملا بطوليا, ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الأغتيال تعقيدا هو ان بعض عمليات الإغتيال قد يكون أسبابها و دوافعها إضطرابات [[علم النفس|نفسية]] للشخص القائم بمحاولة الإغتيال وليس سببا عقائديا او سياسيا وأحسن مثال لهذا النوع هو إغتيال [[جون لينون]] على يد [[مارك ديفيد تشابمان]] في 21 [[يناير]] 1981 [http://www.rotten.com/library/bio/crime/assassins/mark-david-chapman/] ومحاولة إغتيال الرئيس الأمريكي السابق [[رونالد ريغان]] على يد [[جون هنكلي جونيور]] في 30 [[مارس]] 1981 الذي صرح فيما بعد انه قام بالعملية إعجابا منه [[تمثيل|بالممثلة]] [[جودي فوستر]] ومحاولة منه لإسترعاء إنتباهها [http://www.law.umkc.edu/faculty/projects/ftrials/hinckley/HBIO.HTM].
'''الإغتيال''' مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير [[فكر|فكري]] او [[سياسة|سياسي]] او [[جيش|عسكري]] أو قيادي ويكون مرتكز عملية الإغتيال عادة أسباب [[عقيدة|عقائدية]] او سياسية أو [[إقتصاد|إقتصادية]] أو [[إنتقام|إنتقامية]] تستهدف شخصا معينا يعتبره منظموا عملية الإغتيال عائقا في طريق إنتشار أوسع لأفكارهم او أهدافهم . يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الإغتيال من شخص واحد فقط الى مؤسسات عملاقة و[[حكومة|حكومات]] ولايوجد إجماع على إستعمال مصطلح الإغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية إغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملا بطوليا, ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الأغتيال تعقيدا هو ان بعض عمليات الإغتيال قد يكون أسبابها و دوافعها إضطرابات [[علم النفس|نفسية]] للشخص القائم بمحاولة الإغتيال وليس سببا عقائديا او سياسيا وأحسن مثال لهذا النوع هو إغتيال [[جون لينون]] على يد [[مارك ديفيد تشابمان]] في 21 [[يناير]] 1981 [http://www.rotten.com/library/bio/crime/assassins/mark-david-chapman/] ومحاولة إغتيال الرئيس الأمريكي السابق [[رونالد ريغان]] على يد [[جون هنكلي جونيور]] في 30 [[مارس]] 1981 الذي صرح فيما بعد انه قام بالعملية إعجابا منه [[تمثيل|بالممثلة]] [[جودي فوستر]] ومحاولة منه لإسترعاء إنتباهها [http://www.law.umkc.edu/faculty/projects/ftrials/hinckley/HBIO.HTM].

نسخة 12:20، 20 يونيو 2006

ملف:Assasination picture.jpg

الإغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري او سياسي او عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الإغتيال عادة أسباب عقائدية او سياسية أو إقتصادية أو إنتقامية تستهدف شخصا معينا يعتبره منظموا عملية الإغتيال عائقا في طريق إنتشار أوسع لأفكارهم او أهدافهم . يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الإغتيال من شخص واحد فقط الى مؤسسات عملاقة وحكومات ولايوجد إجماع على إستعمال مصطلح الإغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية إغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملا بطوليا, ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الأغتيال تعقيدا هو ان بعض عمليات الإغتيال قد يكون أسبابها و دوافعها إضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الإغتيال وليس سببا عقائديا او سياسيا وأحسن مثال لهذا النوع هو إغتيال جون لينون على يد مارك ديفيد تشابمان في 21 يناير 1981 [1] ومحاولة إغتيال الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان على يد جون هنكلي جونيور في 30 مارس 1981 الذي صرح فيما بعد انه قام بالعملية إعجابا منه بالممثلة جودي فوستر ومحاولة منه لإسترعاء إنتباهها [2].

يستعمل مصطلح الإغتيال في بعض الأحيان في إطار أدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي كإستعمال تعبير "إغتيال الفكر" او "إغتيال قضية" او "إغتيال وطن" او "إغتيال البراءة" وغيرها من التعابير المجازية. الكلمة الإنجليزية لمصطلح الإغتيال Assassination مشتقة من جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين Hashshashin الذين كانوا طائفة إسماعيلة نزارية نشيطة من القرن الثامن الى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة فإستنادا الى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت Alamut التي تبعد 100 كلم عن طهران [3] وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات إنتحارية وإغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش بينما يرى البعض إن في هذه القصة تلفيقا وسوء ترجمة لإسم زعيم القلعة حسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل [4] , بغض النظر عن هذه التناقضات التأريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات إغتيال في غاية التنظيم و الدقة ضد الصليبيين و العباسيين والسلاجقة [5].

الإغتيالات في التأريخ القديم

بالنسبة للتيار المقتنع بالحقيقة التأريخية للكتب الدينية المقدسة فإن الإغتيال عملية قديمة قدم خلق الإنسانية ويورد البعض مثال قتل قابيل لهابيل (أبناء آدم) كأول عملية إغتيال بالأضافة الى 7 إغتيالات مذكورة في العهد القديم ومنهاعلى سبيل المثال:

  • إغتيال أبنير ابن عم شائوول اول ملوك بني إسرائيل على يد يؤاب ابن عم الملك داوود ثاني ملوك بني إسرائيل كإنتقام من يؤاب من أبنير لقتله أخاه [7].
  • إغتيال آمنون الإبن الأكبر للملك داوود على يد الإبن الأصغر عبشلوم حيث كانوا أشقاء من والدتين مختلفتين وقام عبشلوم بالإغتيال إنتقاما من إغتصاب أخته تمر على يد أمنون [8].
ملف:Masada zealots.jpg
قلعة مسادا في إسرائيل آخر معاقل القوة لمجموعة الزيلوت

بعيدا عن العهد القديم في الكتاب المقدس فإنه من المعروف و الموثق تأريخيا إن مملكة اليهود في فلسطين والتي كانت تعرف بيهودا , كانت تتمتع بنوع من الإستقلالية تحت حماية الإمبرطورية الفارسية ولكن هذه الحالة الشبه مستقلة إنتهت في عام 63 قبل الميلاد عندما اجتاحت الجيوش الرومانية فلسطين واصبحت مملكة يهودا تحت الحكم المباشر للرومان الذين قاموا بتنصيب القائد العسكري الروماني هيرودس ملكاً عليها عام 37 قبل الميلاد والذي قام بفرض ضرائب باهظة علي اليهود وأدت هذه التغيرات السياسية الى ظهور مجموعة الزيلوت Zealot الثوريين الرافضين للتبعية الرومانية والرافضين لدفع الضرائب ودعا الزيلوت إلى الثورة المسلحة وتحرير يهودا نهائياً من الحكم الروماني، ومن بين الزيلوت ظهر مجموعة تقوم بعمليات الإغتيال المنظمة وكانوا يعرفون بإسم السيكاري Sicari أي حملة الخناجر الذين كانوا يطعنون الرومانيين بالخناجر [9]

هناك العديد من عمليات الإغتيال السياسية التم تمت في القرون التي سبقت مولد المسيح وخاصة أثناء حكم الأسر و الممالك المتصارعة في الصين وهناك حالة موثقة تاريخيا في القرن الثالث قبل الميلاد عندما تمكنت أسرة تشين من ضم الممالك الصينية المجاورة لهم وهذا المد العسكري لهذه الأسرة أوقع خيفة في قلب أمير أسرة يان الذي قام بإرسال شخص إسمه جنك كي Jīng Kē لإغتيال حاكم اسرة تشين الإمبراطور شي هوانغ Shǐ Huáng ولكن عملية الإغتيال كانت فاشلة [10].

من عمليات الإغتيال المشهورة في فترة قبل الميلاد هو عملية إغتيال فيليبوس الثاني المقدوني (382 - 336 قبل الميلاد) المثيرة للجدل على يد أحد افراد طاقم حمايته وهناك جدل حول المسؤولية التأريخية عن الإغتيال فالبعض يعتقد إن الإغتيال كان من تدبير زوجته أوليمبياس التي كانت أميرة لمنطقة البلقان بينما يتهم البعض الآخر إبنه الإسكندر الكبير , ويذهب البعض الآخر الى إلقاء اللوم على الملك الفارسي داريوش الثالث [11]. كانت الإغتيالات الوسيلة الشائعة لتصفية الخصوم السياسيين اثناء تحول جمهورية روما الى الإمبراطورية الرومانية ومنها على سبيل المثال تصفية يوليوس قيصر في سنة 44 قبل الميلاد الذي كان بداية سقوط الجمهورية وبداية إنشقاق طبقي بين المتعاطفين مع قيصر من الطبقة الكادحة و الوسطى ضد الطبقة الأرستقراطية التي يعتبرها البعض منظم عملية الإغتيال [12].

هيباتيا

عندما أصبح قسطنطين الأول (272 - 337) المعتنق للمسيحية إمبراطور روما بدون منازع في عام 323 , أصبحت المسيحية ديانة مسموحة بها حسب الأتفاق الذي تم التوصل اليه في مرسوم ميلان الذي نص على حيادية الإمبراطورية الرومانية تجاه العقائد الدينية منهيا بذلك عقودا من الإضطهاد الديني [13]. بعد وفاة قسطنطين الأول تقاسم السلطة 2 من أبنائه , قسطنطين الثاني (317 - 361) ويوليوس قونسطان (320 - 350) وبعد مقتل الثاني اصبح قسطنطين الثاني حاكما مطلقا وكان اكثر تشددا من والده حول الحريات الدينية فقام بإصدار مراسيم بإغلاق كل المعابد الوثنية ومعاقبة كل من يقوم بطقس وثني , قام عامة الشعب بإستغلال هذا المرسوم وبدأت عمليات نهب و سلب وتخريب واسعة النطاق للمعابد الوثنية وتلى هذا التخريب إستهداف شبه منظم للزعامات الدينية الوثنية . من عمليات الإغتيال المثيرة للجدل الى يومنا هذا هو قيام مجموعة من المتطرفين بإغتيال عالمة الرياضيات والفيلسوفة والمعلمة الغنوصية هيباتيا وكان عملية الإغتيال بتوجيه من بطريرك الإسكندرية كيرلس الأول (376 - 444) [14] [15] [16].

عند ظهور الإسلام وإنتشار الرسالة الإسلامية حدثت مجموعة من الإغتيالات المثيرة للجدل منها:

  • إغتيال الشاعر اليهودي كعب بن الاشرف على يد محمد بن مسلمة وبتعاون أبو نائلة الأخ الرضاعي لكعب بن الأشرف وكان الإغتيال بتوجيه من الرسول محمد نتيجة لتحريض ابن الأشرف قريش على الثأر لهزيمة غزوة بدر وإنشاده أشعاراً يبكي فيها قتلى قريش وقصائد اخرى أعتبرت تشهيرا بنساء المسلمين [17] , [18].
  • إغتيال أبي رافع بن عبد الله على يد سرية مكونة من عبد الله بن عتيك ، وعبد الله بن أنيس ، وأبو قتادة ، والأسود بن خزاعي ومسعود بن سنان نتيجة لتحريضه غطفان ومن حوله لحرب الرسول محمد [22]
  • إغتيال سلام بن أبي الحقيق على يد سرية مكونة من عبد الله بن عتيك، ومسعود بن سنان، وعبد الله بن أنيس، وأبو قتادة الحرث بن ربعي، وخزاعة بن أسود نتيجة لعداء ابن أبي الحقيق للرسول محمد ومحاولة الخزرج التساوي بالمنزلة مع الأوس الذين قتلوا كعب بن الأشرف [23]

بعد وفاة الرسول محمد تم إستهداف 3 من الخلفاء الراشدين في عمليات إغتيال ناجحة فقد تم إغتيال عمر بن الخطاب على يد أبو لؤلؤة سنة 23 من الهجرة، وتم إغتيال عثمان بن عفان في حادثة فتنة مقتل عثمان سنة 35 من الهجرة وتم إغتيال علي بن أبي طالب على يد الخارجي عبدالرحمن بن ملجم سنة 40 للهجرة.

الإغتيالات في العصر الحديث

في العصر الحديث إزداد دقة وحجم وتنظيم عمليات الإغتيال وتخطت أسباب الإغتيال حدود كونها نتيجة صراع داخلي بل إتخذت طابعا إقليميا ففي روسيا القيصرية تم إغتيال 5 من القياصرة في أقل من 200 سنة حيث تم إغتيال بطرس الثالث في 17 يوليو 1762 و ايفان السادس في 5 يوليو 1764 , و بولص الأول في 23 مارس 1801 وأسكندر الثاني في 13 مارس 1881 و نيقولاس الثاني في 17 يوليو 1918 بعد الثورة البلشفية [24]. في الطرف الآخر من العالم يعتبر إغتيال أبراهام لينكولن (1809 - 1865) في 15 ابريل 1865 في مسرح فورد الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة , حيث قام الممثل المسرحي جون ولكس بووث بإطلاق رصاصة على رأس لينكولن اثناء مشاهدته لعرض مسرحي حيث كان بووث من المناصرين لإبقاء نظام العبودية الذي ألغاه لينكولن في 1 يناير 1863 [25]. بالأضافة الى لينكولن تم إغتيال 3 رؤساء أمريكيين آخرين وأولهم كان الرئيس العشرون جيمس كارفيلد في 2 يوليو 1881 بعد إطلاق تشارلز غوتو رصاصتين عليه ولم يتم العثور ابدا على الرصاصة الثانية رغم محاولات ألكسندر غراهام بيل إستعمال جهازه المتواضع لكشف المعادن لمعرفة مكان إستقرار الطلقة في جسم كارفيلد وبقاء الطلقة الثانية بجسمه اودت بحياته بعد 80 يوما من محاولة الإغتيال نتيجة لتسمم الدم وتوفي كارفيلد في 19 سبتمبر 1881 وكان سبب الإغتيال هو رفض كارفيلد تعيين غوتو كقنصل للولايات المتحدة في باريس [26].

ملف:Lee-oswald.jpg
لي هارفي اوسولد

بعد كارفيلد تم إغتيال الرئيس الأمريكي الخامس و العشرون وليام مكينلي في 6 سبتمبر 1901 على يد اللاسلطوي ليون زولغوس في نيويورك اثناء مشاهدته لعرض بعض الإختراعات الجديدة . ومن مفارقات القدر ان احد الأجهزة الذي كان يطلع عليها هو جهاز الأشعة السينية الذي لم يفكر احد بإستعماله لمعرفة موضع إستقرار الطلقة ومات مكينلي متأثرا بجراحه بعد 8 ايام في 14 سبتمبر 1901 اما زولغوس فقد تم إعدامه بالكرسي الكهربائي وكانت آخر كلماته "لقد قتلته لأنه كان عدوا للبسطاء الكادحين ولا اشعر بالأسف لقتله" [27] . اما الرئيس الأخير الذي تم إغتياله فهو جون كينيدي حيث تم إطلاق النار عليه في يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 في الساعة 13:30 اثناء زيارة لمدينة دالاس , وبعد 10 ساعات اي في الساعة 23:30 تم إتهام لي هارفي اوسولد بإغتيال كينيدي وبعد اقل من يومين من توجيه التهمة له اطلق جاك روبي النار عليه في مركز الشرطة ونشأت بعدها الكثير من نظريات المؤامرة حول إغتياله ومزاعم بتورط وكالة المخابرات الأمريكية و المافيا و المخابرات السوفيتية و فيدل كاسترو و نائب الرئيس ليندل جونسون ولكن لم يتم لحد الآن إثبات اي من هذه النظريات [28] [29].

في اوروبا تسبب إغتيال الدوق النمساوي فرانتس فرديناند في 28 يونيو 1914 في سراييفو إعلان النمسا الحرب على صربيا ومن ثم إندلاع الحرب العالمية الأولى وكان منفذ العملية هو عضو في التنظيم القومي الصربي اليد السوداء ذو التطلعات القومية الهادفة الى توحيد صربيا مع البوسنة و الهرسك التي كانت تحت هيمنة النمسا آنذاك [30]. اثناء الحرب العالمية الثانية قامت المخابرات البريطانية M16 بتدريب مجموعة من التشيكوسلوفاكيين لإغتيال القائد العسكري النازي رينهارد هايدريش (1904 - 1942) [31] وتمكنوا من نصب كمين محكم لموكبه في 27 مايو 1942 وإلقاء الرمانات على سيارته وتوفي بعد اسبوع في 4 يونيو 1942 في مستشفى بمدينة براغ حيث كان يشغل منصب وكيل الرعية وكان هذا المنصب في الواقع هو الحاكم المطلق على تشيكوسلوفاكيا الذي نصب فيه هتلر حكومة صورية من التشيكوسلوفاكيين المتعاونين مع المانيا النازية [32] .

الحرب الباردة

بسبب الإختلافات الفكرية العميقة بين الأطراف المتصارعة في الحرب الباردة شهدت الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية تطورا نوعيا و كميا في الإغتيالات السياسية . من أبرز محاولات الإغتيال في هذه الفترة هي التي نجى منها فيدل كاسترو بإعجوبة عدة مرات وكانت كل هذه المحاولات مخططة لها من قبل وكالة المخابرات الأمريكية وبالتعاون مع معارضين كوبيين وكان إحدى الوسائل التي أستعملت هي إستعمل سيجار تم حقنه بسموم قاتلة [33], وهناك مزاعم أخرى في ضلوع الوكالة في محاولات لإغتيال القائد الثوري تشي جيفارا و الرئيس الشيلي السابق سلفادور أليندي (1908 - 1973) الذي تشير مصادر أخرى انه مات منتحرا [34]. قام الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في عام 1976 بإصدار قانون يمنع ضلوع الحكومة الأمريكية بكل قنواتها في عمليات الإغتيال [35] .

في نفس الوقت كانت هيئة أمن الدولة السوفيتي او ما كان يعرف بالحروف المختصرة كي جي بي نشيطة جدا في إغتيال المعارضين الذين كانوا لاجئين في دول أخرى ومن الأمثلة التقليدية على ذلك هو إغتيال الروائي و المسرحي البلغاري غوركي ماركوف (1929 - 1978) الذي لجأ الى بريطانيا وعمل كصحفي و مراسل لهيئة الأذاعة البريطانية وقام بتوجيه إنتقادات شديدة لحكومة بلغاريا الشيوعية وبعد محاولتين فاشلتين تم إغتياله بنجاح في لندن في 7 سبتمبر 1978 [36].

رغم إنتهاء الحرب الباردة وبالرغم من إصدار جيرالد فورد القرار رقم 12333 القاضي بمنع الإغتيالات إلا ان هناك مؤشرات على إستمرار تجنيد و تدريب منفذي الإغتيالات في الولايات المتحدة و روسيا. ففي مدينة كولومبيا الواقعة في ولاية جورجيا يوجد مؤسسة العالم الغربي الأمنية Western Hemisphere Institute for Security Cooperation وهي مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومهمتها تدريب الهيئات الأمنية والعسكرية لدول أمريكا الجنوبية [37] ويتخرج حوالي 1000 طالب سنويا من هذه المؤسسة وهناك الكثير من الجدل حول الأغراض الحقيقية لهذه المؤسسة ففي عام 1999 إعترض الكونغرس الأمريكي على إستعمال المؤسسة كتابا منهجيا عن طرق التعذيب في المنهج الدراسي للمعهد [38] وقيام هذه المؤسسة بتدريب جهاز الأمن في دول هي على اللائحة العالمية لإساءتها لحقوق الإنسان, ويسمى هذه المؤسسة من قبل المعارضين بمدرسة الإغتيالات [39]. ونفس الإتهام موجه الى روسيا على إستمرارها على تكتيكات المخابرات السوفيتية السابقة فيما يخص الإغتيالات وخاصة في الشيشان

الصراع العربي - الإسرائيلي

أحد أفراد منظمة أيلول الأسود من على شرفة المجمع الرياضي الإسرائيلي في ميونخ

يعتبر عملية ميونخ التي قامت بها أفراد من منظمة أيلول الأسود , والتي يعتقد إنها كانت من تنظيم صلاح خلف الأبرز من سلسلة الإغتيالات الطويلة و المستمرة نتيجة الصراع العربي - الإسرائيلي وبالرغم من كون الإغتيالات ليست بظاهرة جديدة في هذا الصراع إلا ان عملية ميونخ أعتبرت من قبل البعض من أهم الهجمات الإرهابية في العصر الحديث، وأنها دفعت بالقضية الفلسطينة تحت الأضواء العالمية، لافتة الإنتباه لعقود من الصراع في الشرق الأوسط. قام أفراد من منظمة أيلول الأسود أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ، ألمانيا عام 1972 بإحتجاز أفراد من الفريق الأولمبي الإسرائيلي كرهائن، مطالبين بإطلاق سراح 234 معتقل في السجون الإسرائيلية بالإضافة الى إطلاق سراح الألمانيين أندرياس بادير و أولريك مينهوف أعضاء حركة الجيش الأحمر الألمانية اليسارية الإرهابية وقام المختطفون برمي احد الرياضيين من الشرفة لإقناع السلطات الإسرائيلية و الألمانية الرافضة للمفاوضات بجديتهم وقامت قوة من الشرطة الألمانية بمحاولة إنقاذ فاشلة لكن الأمر إنتهى بإغتيال 11 رياضيا إسرائيليا وقتل 5 من المختطفين الثمانية . وفيما يلي بعض من الإغتيالات المتعلقة بالصراع العربي - الإسرائيلي:

إغتيال الرؤساء

رؤساء عرب

الإسم الدولة و سنوات الحكم تأريخ الإغتيال المسؤول عن الإغتيال
الآمر بأحكام الله المنصور
الدولة الفاطمية (1101 - 1130) 7 اكتوبر 1130 جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين [40]
ملف:Yemen yahya.jpg
يحيى حميد الدين
ملك (إمام) اليمن (1904 - 1948) 1948 إزدياد المعارضة الداخلية بعد هزيمة عسكرية على يد عبد العزيز آل سعود [41]
عبدالله الأول بن الحسين
ملك الأردن (1921 - 1951) 20 يوليو 1951 على يد مصطفى شكري بسبب ورود شائعات عن نية الملك عقد صلح مع إسرائيل [42]
فيصل الثاني
ملك العراق (1939 - 1958) 14 يوليو 1958 إنقلاب عسكري بقيادة عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف.
ملف:Kingfaisal.jpg
فيصل بن عبد العزيز آل سعود
ملك السعودية (1964 - 1975) 25 مارس 1975 فيصل بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود
ملف:ابراهيم الحمدي.jpg
إبراهيم محمد الحمدي
رئيس اليمن الشمالي (1974 - 1977) 11 اكتوبر 1977 مؤشرات على ضلوع المخابرات السعودية في الإغتيال [43]
ملف:Alghashmi.jpg
أحمد حسين الغشمي
رئيس اليمن الشمالي (1977 – 1978) 24 يونيو 1978 رسالة مفخخة نقلها مبعوث لرئيس اليمن الجنوبي
محمد أنور السادات
رئيس مصر (1970 - 1981) 6 أكتوبر 1981 خالد الإسلامبولي عضو تنظيم الجهاد المصري
ملف:Reneh mouawad.jpg
رينيه معوض
رئيس لبنان من 5 نوفمبر 1989 - 22 نوفمبر 1989 (17 يوم فقط) 22 نوفمبر 1989 تفجير سيارة مفخخة اثناء الحرب الأهلية اللبنانية
ملف:PhotoboudiafG.jpg
محمد بوضياف
رئيس الجزائر (يناير 1992 - يونيو 1992) 29 يونيو 1992 احد أفراد طاقم حمايته أثناء الحرب الأهلية الجزائرية.

رؤساء أفريقيون

رؤساء آسيويون

إغتيالات عسكرية

ترجع فكرة إغتيال قائد عسكري او الإغتيال لأسباب عسكرية بحتة الى عهود سحيقة حيث يوجد في كتاب الامير لنيكولو مكيافيلي [44] و كتاب فن الحرب لسون وو [45] مؤشرات واضحة و صريحة حول أهمية دور قائد عسكري معين في الروح المعنوية لجنوده وكيف ان مقتل قائد واحد في بعض الأحيان كفيل بكسر شوكة جيش عملاق ولكن البعض الآخر يرى ان إغتيال القائد العسكري هو سلاح ذو حدين فقد يكون لمقتله رفع للروح القتالية لجنوده المطالبين بالإنتقام او يكون في مقتله إحتمالية لتقليل فرص السلام عن طريق فتح المجال لقيادات اقل مركزية ونفوذ ومحورية .

يورد البعض مقتل ملك السويد غوستافوس أدولفوس الذي كان قائد الجيش السويدي البروتستانتي في الخطوط الأمامية في معركة قرب ساكسن-أنهالت ضد الإمبراطورية البيزنطية الكاثوليكية في نوفمبر 1632 وبالرغم من انه لم يغتال بل وقع قتيلا اثناء المعركة إلا ان قتله كان عاملا مهما حسب المؤرخيين في إنتصار الجيش السويدي في تلك المعركة [46] ولكن التيار المقتنع بأهمية إغتيال او مقتل القادة العسكريين يوردون بعض الأمثلة التأريخية الأخرى ومنها التأثير السلبي على معنويات الجيش الياباني بعد اغتيال القائد العام للقوات البحرية اليابانية اثناء الحرب العالمية الثانية, إيسوروكو ياماموتو , في عملية إستهداف منظمة من قبل الإستخبارات العسكرية الأمريكية التي إستطاعت إلتقاط الإشارات الاسلكية اليابانية وعلمت بان القائد المذكور سيقوم برحلة لتفقد القطعات البحرية اليابانية فقامت طائرة حربية امريكية بإسقاط الطائرة التي كان يستقلها [47].

إغتيالات إقتصادية

عندما يتم الإغتيال عن طريق وسيط او شخص او مجموعة تم توظيفهم او توكيل مهمة الإغتيال اليهم فإن الشخص الذي يقوم بعملية الإغتيال يكون هدفه الرئيسي هو إستلام المبلغ او المزايا الإقتصادية المتعلقة بقيامهم بعملية الإغتيال ومن اشهر الوسطاء في التاريخ هم المافيا . في عام 1994 طفى على السطح ولأول مرة مصطلح غريب و مثير للجدل الا وهو بورصة الإغتيال على يد مهندس الحاسوب تيموثي ماي Timothy C. May الذي تحدث عن بورصة نظرية يضع فيه شخص ما توقعاته عن يوم إغتيال شخص معين ويراهن بمبلغ معين عن طريق الإنترنت ويشارك في هذا الرهان مجموعة من مستخدمي الإنترنت ويكون الفائز هو الذي توقع التأريخ الدقيق لإغتيال الشخص [48], [49].

إغتيالات سياسية

الإغتيالات السياسية ظاهرة قديمة و شائعة جدا ولاتكاد اي فترة تاريخية او بقعة جغرافية تخلو من هذه الظاهرة, هناك حوادث إغتيال سياسية سلطت عليها الأضواء وهناك حوادث اخرى لم تلق إهتماما كبيرا من قبل الإعلام. من الأمثلة على الإغتيالات السياسية في الشرق الأوسط التي لم تحضى بإهتمام كبير هي الإغتيالات التالية:

  • اغتيال الطفل اقبال مسيح (1982 - 1995) من باكستان في 16 ابريل 1995 الذي تم بيعه كعبد لإحدى معامل السجاد عندما كان عمره 4 سنوات بمبلغ 12 دولار وإستطاع الفرار من عبوديته عندما اصبح عمره 10 سنوات واصبح ناشطا و متحدثا في مجال عبودية الأطفال وبعد 5 سنوات من إغتياله منح جائزة دولة السويد لحقوق الأطفال [52].

طرق و وسائل الإغتيالات

ملف:Bulgeons.jpg

عملية الإغتيال عادة تتم بعد تخطيط و تحظير ويتراوح مدى تعقيد خطة الإغتيال من بسيطة الى غاية في التعقيد نسبة الى مدى صعوبة الوصول الى الشخص المستهدف . كانت إغتيالات العصر القديم بدائية في تخطيطها و تنفيذها وكان الإغتيال يتم على الأغلب بواسطة العصا او الهراوة او طعنة الخنجر ولكن حتى الهراوة القديمة قدم الإنسانية تم تطويرها في العصر الحديث بتحويلها الى هراوات قادرة على إحداث صعقات كهربائية والتي تسببت في مقتل 73 شخصا من عام 1999 الى 2004 [54]. بالنسبة للطعن بالخنجر فقد تم إغتيال العديد من القادة المهمين في التاريخ بإستعمال هذه الطريقة البسيطة و منهم يوليوس قيصر و نيرون [55] و علي بن أبي طالب و عمر بن الخطاب. كانت هذه الطرق البدائية فعالة بسبب عدم وجود حماية محكمة و متطورة لهؤلاء القادة وكان من السهولة الوصول اليهم والإحتكاك بهم بصورة مباشرة ومع التطور اصبح وصول المحكوم الى الحاكم اكثر صعوبة مما ادى الى تخطيط اكثر تعقيدا لعملية الإغتيال.

مع إزدياد الحماية للاشخاص المهمين اصبح وسيلة إختراق ذلك الطوق اهم خطوة في الوصول الى الهدف واصبح إستعمال السموم الوسيلة المفضلة في هذه المرحلة التاريخية ومن اشهر الذين تم إغتيالهم بهذه الطريقة :

  • إيرفن رومل الذي كان يلقب بثعلب الصحراء حيث خيره هتلر بين تناول السم و المثول للمحكمة بتهمة محاولة التآمر على هتلر [57]

من محاولات الإغتيال الحديثة بإستعمال السم هو محاولة إغتيال خالد مشعل , قائد الجناح السياسي لحركة حماس من قبل الموساد الإسرائيلي ولكن المخابرات الأردنية إكتشفت محاولة الإغتيال وقامت بالقاء القبض على إثنين من عناصر الموساد المتورطين ، وطالب الملك حسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصل المضاد للمادة السّامة التي حُقن بها خالد مشعل [58].

مع إختراع الأسلحة النارية أصبح الطوق الأمني البشري غير كافيا بمنع إغتيال الشخصيات المهمة واصبح بمقدور منفذ العملية الإستهداف من بعيد والفرار بعد تنفيذه للعملية . من محاولات الإغتيال القديمة والموثقة عن طريق إستعمال المواد المتفجرة هي المحاولة الفاشلة من قبل المتعاطفين مع الكاثوليك لإغتيال الملك جيمس الأول من إنكلترا وعائلته و معظم الأرستقراطيين البروتستانت دفعة واحدة عن طريق تفجير البرلمان البريطاني في 5 نوفمبر 1605 ولايزال يوم 5 نوفمبر يوما يحتفل به الكثيرين في بريطانيا و نيوزيلندا و جنوب أفريقيا و كندا [59].

تطور الأمر تدريجيا الى إستعمال بنادق القنص و السيارات المفخخة ومن اشهر من تم إغتيالهم بواسطة القناص هو جون كينيدي اما السيارات المفخخة فقد تم إستعمالها بكثافة في أيرلندا الشمالية من قبل الجيش الجمهوري الايرلندي وفي الشرق الأوسط تم إستعمال السيارات المفخخة على نطاق واسع لأول مرة من قبل حزب الله اثناء الحرب الأهلية اللبنانية وتم إستعمال السيارات المفخخة من قبل نمور التاميل في سريلانكا وبعض فصائل المقاومة العراقية بعد غزو العراق 2003 .وفيما يلي بعض الأمثلة على الأغتيالات بإستعمال السيارات المفخخة او التفجيرات ذو التحكم البعيد :

الإسم المكان تأريخ الإغتيال النوع
ملف:Ali salama.jpg
علي حسن سلامة
بيروت , لبنان 22 يناير 1979 انفجار ذو تحكم بعيد
بشير الجميل
بيروت , لبنان 14 سبتمبر 1982 قنبلة موقوتة
ملف:Hassan-khalid.jpg
المفتي حسن خالد
بيروت , لبنان 16 مايو 1989 انفجار ذو تحكم بعيد
إيلي حبيقة
بيروت , لبنان 24 يناير 2002 انفجار ذو تحكم بعيد
ملف:Baqer al hakim.jpg
محمد باقر الحكيم
نجف , العراق 29 اغسطس 2003 انفجار ذو تحكم بعيد
ملف:Yanda.jpg
زليمخان ياندربيف
الدوحة , قطر 13 فبراير 2004 انفجار ذو تحكم بعيد
ملف:Ezadin saleem.jpg
عزالدين سليم
بغداد , العراق 17 مايو 2004 سيارة مفخخة
رفيق الحريري
بيروت , لبنان 14 فبراير 2005 سيارة مفخخة
ملف:PortraitSamirKassir fp.jpg
سمير قصير
بيروت , لبنان 2 يونيو 2005 انفجار ذو تحكم بعيد
ملف:Georgehawi.jpg
جورج حاوي
بيروت , لبنان 21 يونيو 2005 انفجار ذو تحكم بعيد

إغتيالات فكرية

  • اغتيال جبران تويني رئيس مجلس ادارة صحيفة النهار اللبنانية في 12 ديسمبر 2005 وتبنت جماعة اطلقت على نفسها "المناضلين لوحدة وحرية الشام" مسؤوليتها عن الإغتيال [61]

المصادر

[62]

[63]

[64]

[65]

[66]

[67]

[68]

[69]

[70]

[71]

[72]

[73]

[74]

[75] [76]

[77]

[78] , [79]

[80]

[81] , [82]

[83]

[84]

[85]

[86]

[87]

[88]

[89] [90]

[91]

[92]

[93]

[94]

[95]

[96]

[97]

[98]

[99]

[100]

[101]

[102]

[103]

[104]

[105]

[106]

[107]

[108]