مناذرة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:Lakhmids.jpg|thumb|300px|خريطة لأهم مدن مملكة المناذرة]]
[[صورة:Lakhmids.jpg|thumb|300px|خريطة لأهم مدن مملكة المناذرة]]
'''المناذرة''' سلالة عربية حكمت [[العراق]] قبل الإسلام. ثمة هجرات تدريجية حدثت بعد خراب [[سد مأرب]] في ال[[يمن]] بعد "السيل العرم"، أي بدءاً من أواخر الألف الأول قبل الميلاد. فكان من هذه الهجرات هجرة [[تنوخ]] التي منها [[بنو لخم]] (المناذرة) إلى [[العراق]] واتخاذهم [[الحيرة]] عاصمة لهم ومن مدنهم في العراق [[النجف]] و [[عين التمر]] و [[النعمانية]] و [[أبلة]] و [[الأنبار]] و [[هيت]] و [[عانة (مدينة)|عانة]] و [[بقة]].
'''المناذرة''' سلالة عربية حكمت [[العراق]] قبل الإسلام. ثمة هجرات تدريجية حدثت بعد خراب [[سد مأرب]] في [[اليمن]] بعد "السيل العرم"، أي بدءاً من أواخر الألف الأول قبل الميلاد. فكان من هذه الهجرات هجرة [[تنوخ]] التي منها [[بنو لخم]] (المناذرة) إلى [[العراق]] واتخاذهم [[الحيرة]] عاصمة لهم ومن مدنهم في العراق [[النجف]] و [[عين التمر]] و [[النعمانية]] و [[أبلة]] و [[الأنبار]] و [[هيت]] و [[عانة (مدينة)|عانة]] و [[بقة]].


لقد كوََن المناذرة مملكة قوية من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للمالك العربية العراقية التي سبقتها مثل [[مملكة ميسان]] و [[مملكة الحضر]], وقد امتد سلطان مملكة المناذرة من العراق ومشارف الشام شمالاً حتى عمان جنوباً, متضمنة [[إقليم البحرين|البحرين]] و[[هجر]] وساحل الخليج العربي. استمرت مملكتهم في الحيرة من ([[268]]-[[633]]م). احتل الفرس تلك المملكة في مهدها فأصبحت مملكة شبه مستقلة وتابعة للفرس مع ذلك اكملت الحيرة ازدهارها وقوتها. وقد كان لهذه المملكة دور مهم بين الممالك العربية فقد كان لها صلات مع [[الحضر]] و[[تدمر]] و[[الأنباط]] والقرشيين فكانت الآلهة في هذه المدن هي نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل, ومما يؤكد ذلك الروايات الكثيرة بصلات [[جذيمة الأبرش]] بملكة تدمر زنوبيا مثلا وعلاقتهم, وعلاقة ملوك الحيرة بملوك مملكة [[الحضر]] وأحيانا ينسب المؤرخون السلالة الحاكمة في مملكة المناذرة وهم بنو لخم إلى ملوك الحضر في العراق<ref>البدء والتاريخ, ص 184</ref>, وكذلك نجد في النقوش الأثرية مثل نص ام الجمال الذي كتب بخط نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة ملك تنوخ" وهذا يدل على صلاتهم الواسعة بالممالك العربية الأخرى هذا سوى الروايات الكثيرة من المؤرخين, وكان لمملكة المناذرة سوق من أشهر أسواق العرب يقام في [[الحيرة]] وفي [[دومة الجندل]] يتبادل فيه التجار البضائع ومنها البضائع الفارسية التي يجلبها تجار المناذرة وكذلك يتبادلون الأدب والشعر والخطب. أطلق ملوك المناذرة على انفسهم لقب "ملوك العرب" ومن المؤكد أن نقش قبر امرؤ القيس الأول المتوفى سنة ([[288]]م) مكتوب عليه "هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم". وهذا الحاكم له إنجازات عظيمة من تكوين أسطول بحري في ال[[بحرين]] هاجم مدن فارسية إلى سيطرته على مدن تمتد من [[العراق]] حتى [[نجران]].
لقد كوََن المناذرة مملكة قوية من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للمالك العربية العراقية التي سبقتها مثل [[مملكة ميسان]] و [[مملكة الحضر]], وقد امتد سلطان مملكة المناذرة من العراق ومشارف الشام شمالاً حتى عمان جنوباً, متضمنة [[إقليم البحرين|البحرين]] و[[هجر]] وساحل الخليج العربي. استمرت مملكتهم في الحيرة من ([[268]]-[[633]]م). احتل الفرس تلك المملكة في مهدها فأصبحت مملكة شبه مستقلة وتابعة للفرس مع ذلك اكملت الحيرة ازدهارها وقوتها. وقد كان لهذه المملكة دور مهم بين الممالك العربية فقد كان لها صلات مع [[الحضر]] و[[تدمر]] و[[الأنباط]] والقرشيين فكانت الآلهة في هذه المدن هي نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل, ومما يؤكد ذلك الروايات الكثيرة بصلات [[جذيمة الأبرش]] بملكة تدمر زنوبيا مثلا وعلاقتهم, وعلاقة ملوك الحيرة بملوك مملكة [[الحضر]] وأحيانا ينسب المؤرخون السلالة الحاكمة في مملكة المناذرة وهم بنو لخم إلى ملوك الحضر في العراق<ref>البدء والتاريخ, ص 184</ref>, وكذلك نجد في النقوش الأثرية مثل نص ام الجمال الذي كتب بخط نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة ملك تنوخ" وهذا يدل على صلاتهم الواسعة بالممالك العربية الأخرى هذا سوى الروايات الكثيرة من المؤرخين, وكان لمملكة المناذرة سوق من أشهر أسواق العرب يقام في [[الحيرة]] وفي [[دومة الجندل]] يتبادل فيه التجار البضائع ومنها البضائع الفارسية التي يجلبها تجار المناذرة وكذلك يتبادلون الأدب والشعر والخطب. أطلق ملوك المناذرة على انفسهم لقب "ملوك العرب" ومن المؤكد أن نقش قبر امرؤ القيس الأول المتوفى سنة ([[288]]م) مكتوب عليه "هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم". وهذا الحاكم له إنجازات عظيمة من تكوين أسطول بحري في ال[[بحرين]] هاجم مدن فارسية إلى سيطرته على مدن تمتد من [[العراق]] حتى [[نجران]].
سطر 68: سطر 68:




{{مقالات جيدة}}
{{مرشح مج|6 ابريل 2007}}


==المصادر==
==المصادر==

نسخة 17:22، 9 مايو 2007

خريطة لأهم مدن مملكة المناذرة

المناذرة سلالة عربية حكمت العراق قبل الإسلام. ثمة هجرات تدريجية حدثت بعد خراب سد مأرب في اليمن بعد "السيل العرم"، أي بدءاً من أواخر الألف الأول قبل الميلاد. فكان من هذه الهجرات هجرة تنوخ التي منها بنو لخم (المناذرة) إلى العراق واتخاذهم الحيرة عاصمة لهم ومن مدنهم في العراق النجف و عين التمر و النعمانية و أبلة و الأنبار و هيت و عانة و بقة.

لقد كوََن المناذرة مملكة قوية من أقوى ممالك العراق العربية قبل الإسلام فكانت هذه المملكة هي امتداد للمالك العربية العراقية التي سبقتها مثل مملكة ميسان و مملكة الحضر, وقد امتد سلطان مملكة المناذرة من العراق ومشارف الشام شمالاً حتى عمان جنوباً, متضمنة البحرين وهجر وساحل الخليج العربي. استمرت مملكتهم في الحيرة من (268-633م). احتل الفرس تلك المملكة في مهدها فأصبحت مملكة شبه مستقلة وتابعة للفرس مع ذلك اكملت الحيرة ازدهارها وقوتها. وقد كان لهذه المملكة دور مهم بين الممالك العربية فقد كان لها صلات مع الحضر وتدمر والأنباط والقرشيين فكانت الآلهة في هذه المدن هي نفسها موجودة في الحيرة منها اللات والعزى وهبل, ومما يؤكد ذلك الروايات الكثيرة بصلات جذيمة الأبرش بملكة تدمر زنوبيا مثلا وعلاقتهم, وعلاقة ملوك الحيرة بملوك مملكة الحضر وأحيانا ينسب المؤرخون السلالة الحاكمة في مملكة المناذرة وهم بنو لخم إلى ملوك الحضر في العراق[1], وكذلك نجد في النقوش الأثرية مثل نص ام الجمال الذي كتب بخط نبطي وفيه النص التالي: "جذيمة ملك تنوخ" وهذا يدل على صلاتهم الواسعة بالممالك العربية الأخرى هذا سوى الروايات الكثيرة من المؤرخين, وكان لمملكة المناذرة سوق من أشهر أسواق العرب يقام في الحيرة وفي دومة الجندل يتبادل فيه التجار البضائع ومنها البضائع الفارسية التي يجلبها تجار المناذرة وكذلك يتبادلون الأدب والشعر والخطب. أطلق ملوك المناذرة على انفسهم لقب "ملوك العرب" ومن المؤكد أن نقش قبر امرؤ القيس الأول المتوفى سنة (288م) مكتوب عليه "هذا قبر امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم". وهذا الحاكم له إنجازات عظيمة من تكوين أسطول بحري في البحرين هاجم مدن فارسية إلى سيطرته على مدن تمتد من العراق حتى نجران. وكانت كتابة شاهد قبره الذي عثر عليه حديثا هي من اقدم الكتابات بالخط العربي الحالي عثر عليها لذلك يعتقد العلماء أن الحيرة هي مهد الخط العربي ويؤيد هذا الرأي المؤرخ البلاذري[2] حيث ينسب الكتابة العربية إلى الحيرة و الأنبار. كانت الحيرة قاعدة عسكرية كذلك فقد ساند المنذر الخامس الجيش الفارسي في حربهم ضد الرومان في معركة "كالينيكوم" قرب الرها في تركيا حاليا, يروي ابن قتيبة الحرب الشهيرة بين المناذرة والغساسنة في "يوم حليمة" في بصرى جنوبي سورية هي مضرب للأمثال على شهرتها (ما يوم حليمة بسر).

ازدهرت المسيحية النسطورية في بلاد المناذرة ومما سهل ذلك ترحيب الأكاسرة الساسانيين بهذه الطائفة المسيحية التي تعاديها المسيحية الأرثوذوكسية، عقيدة أعدائهم البيزنطيين ومع ذلك فإن اليعاقبة كان لهم ايضا اسقفيتان عربيتان هما اسقفية عاقولا واسقفية الحيرة. وقد بشر النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بفتح الحيرة عند حفر الخندق[3] وقد تم ذلك ففتحت الحيرة صلحا ورحب المناذرة بالإسلام وشاركوا في الخلافة الإسلامية بإيجابية فكان منهم بنو عباد من ملوك الطوائف في الأندلس وبنو الورد حكام بنزرت في تونس والعديد من الشخصيات المهمة والشعراء.

الحيرة

تقع الحيرة قرب الكوفة حاليا وقريبة من نهر الفرات ويمر فيها نهر متفرع من نهر الفرات يسمى نهر "كافر" الذي يروي الحيرة ومنه كانوا يركبون في القوارب حتى يبلغوا الخليج العربي ، وقد اشتهرت الحيرة بفنونها وصناعاتها مثل الغزل والدبغ وكانت مدينة الغناء حيث كانت مشهورة بالدف والعود والمزمار, ويذكر أن بعض ملوك فارس درسوا في الحيرة مثل بهرام الخامس الذي تعلم الأدب والفن والفولكلور والفروسية في الحيرة. [4]

الحياة العلمية

كانت الحيرة منبعا للفكر والمعرفة وزخرت بمعاهد العلم ومدارسه فقد تلقى إيليا الحيري مؤسس دير مار إيليا دراسته الدينية في مدرسة في الحيرة, كما تلقى مار عبدا الكبير دراسته في احدى مدارس الحيرة, وكذلك تعلم المرقش الأكبر وأخوه حرملة الكتابة وبعض العلوم في الحيرة ، فقد كان لموقع الحيرة الأثر الكبير في تلاقح الحضارات, وقد كان ملوك الحيرة يشجعون الشعراء بالعطايا والصلات فقد كان من شعراء الحيرة: المثقب العابدي و النابغة الذبياني و طرفة بن العبد و لقيط بن يعمر الأيادي و عدي بن زيد العبادي و عمرو بن كلثوم و عمرو بن قميئة و أعشى قيس و المرقش الأكبر و لبيد بن ربيعة, وقد كانت الحيرة مركزا علميا هاما, وملتقى الأدباء في الجاهلية, وكان النعمان بن المنذر يجتمع بأدباء العرب في قصر الخورنق, ويقيم مهرجانا أدبيا, وكذلك الطب كان متطورا في الحيرة في العصر الإسلامي, فكان حنين بن اسحق النصراني العبادي من أقدر أطباء المتوكل في العصر العباسي وكان ابوه صيدلانيا بالحيرة ولهذا الطبيب إسهامات مشهودة.

الحياة الإقتصادية

قصور الحيرة وأديرتها

كان طراز البناء الحيري طرازا قائما بذاته وقد ظل الطراز الحيري لبناء القصور معروفا في العصر الإسلامي, ويذكر المسعودي أن المتوكل العباسي اتبع في بناء قصوره نظام البناء المعروف بالحيري والكمين والأروقة وذلك أن ((بعض سماره حدثه في بعض الليالي أن ملوك الحيرة من النعمانية من بني نصر أحدث بنيانا في دار قراره وهي الحيرة على صورة الحرب وهيئتها)), للهجه بها وميله نحوها لئلا يغيب عنه ذكرها في سائر أحواله فكان الرواق فيه مجلس الملك وهو الصدر, والكمان ويمنة وميسرة, ويكون في البيتين الذين هما الكمان من يقرب منه من خواصه, وفي اليمين منها خزانة الكسوة, وفي الشمال ما احتيج إليه من الشراب, والرواق وقد عم فضاؤه الصدر, والكمين والأبواب الثلاثة على الرواق, فسمي هذا البنيان في هذا الوقت بالحيري والكمين, واتبع الناس المتوكل ائتماما بفعله واشتهر إلى الغاية. وكذلك كان من فن الطراز الحيري نظام القبب فكانت تضاف ثلاث قبب متجاوره في مركز المبنى, وكذلك يذكر ياقوت ان الحيريين يجعلون في حيطان دياراتهم الفسيفساء وفي سقوفها الذهب والصور.وقد أجرى علماء الآثار حفريات أثرية في أطلال الحيرة عام (1931م) تحت إشراف العالمين رتلنكر ورايس اسفرت عن كشف بعض الآثار من بينهما بازيليكيتين مسيحيتين من الآجر وقد ثبت من الحفريات أن كنائس الحيرة لم تكن مزودة بحنيات انما كانت تنتهي بفتحات مربعة الشكل على النحو الشائع في معابد آشور وبابل, وكذلك عثرت البعثة على صلبان من الفضة وقناديل من الزجاج, وكانت الجدران مكسوة بطبقة جصية فيها زخارف نباتية, وقد عثر هذان العالمان في أحد دور الحيرة على زخارف مدهونة في الجدران بألوان زاهية والأصباغ يتكرر فيها عنصر الصليب محاطا بدائرة وبعض الصور. من عمرانهم:

منمنمة من القرن الخامس عشر من مخطوط "خمسة" لنظامي بريشة بهزاد تصور بناء قصر الخورنق في الحيرة.

القصور

  • القصر الأبيض
  • قصر بن بليلة
  • قصر العدسيين الكلبيين
  • قصر الزوراء
  • قصر بني مازن
  • قصر الخورنق
  • قصر سنداد
  • قصر العذيب
  • قصر مقاتل
  • قصر الصنبر
  • حصن السدير

وينسب إليهم أيضا قصر "الأخيضر" في العراق قرب كربلاء.

الأديرة

  • دير اللج
  • دير الحريق
  • دير مارت مريم
  • دير العذارى
  • دير هند الكبرى
  • دير هند الصغرى
  • دير الجماجم
  • دير عبد المسيح
  • دير ابن براق
  • دير بني مرينا
  • دير حنة
  • دير الجرعة
  • دير مزعوق
  • دير الأكيراح
  • دير الأسكون
  • دير النقيرة

الحيرة في العصر الإسلامي

كان الشروع في جعل الكوفة عاصمة للخلافة عام (17هـ/638م) إيذانا بتدهور الحيرة وتناقص عمرانها. وقد استعملت في بناء الكوفة أحجار من قصور الحيرة وقد نقل البلاذري عن رجل من أهل الحيرة ((وجد في قراطيس هدم قصور الحيرة التي كانت لآل المنذر ان المسجد الجامع بالكوفة بني بنقض تلك القصور, وحسبت لأهل الحيرة قيمة ذلك من جزيتهم))[5], وبدأ الخراب يستولي على ديارها ، وبنيت بعض قصور الكوفة بآجر وأساطين قصور الحيرة وكنائسها المتخربة, ومع ذلك فإن انحسار العمران في الحيرة وتقلصه لم يتم على دفعة واحدة, وإنما تم على مراحل طويلة, ويرجع الفضل الأعظم في الإبقاء على الحيرة كونها فتحت صلحا وكذلك خبرات أهلها التجارية التي أتاح لها مجالا واسعا للإفادة المادية من الفتوح الإسلامية فضلا عن كونها مركزا للمسيحية قرب الكوفة مما أتاح لها أن تكون موضعا من مواضع النزاهة والزيارة لأهل الكوفة وكان بها من الخمارات ما ليس في غيرها ويذكر ياقوت ان بظاهر الكوفة ((منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق والسدير والغريان ومما هنالك من المتنزهات والديرة الكبيرة)) وكانت الحيرة مأهولة بالسكان في العصر الأموي إلا انها في العصر العباسي أخذت في الإضمحلال. ولم يزل عمرانها يتناقص في هذا العصر إلى صدر من أيام المعتضد فإنه استولى عليها الخراب وكانت بالرغم من ذلك مقصد خلفاء بني العباس في العصر الأول كالسفاح والمنصور والرشيد والواثق فقد كانوا ينزلونها ويقصدون المقام فيها لطيب هوائها وصفاء جوهرها, وصحة ترابها وقرب خورنق والنجف منها.

حروبهم

يتكون جيش المناذرة من خمس كتائب هي: الأشاهب ودوسر والرهائن والوضائع والصنائع, أما "الأشاهب" فهم من الفرس مسخرين لخدمة ملوك الحيرة "ودوسر" هي مجموعة عربية مسخرة لخدمة ملوك الحيرة ويضرب المثل في قوتها فيقال: "أبطش من دوسر" وهاتين الفرقتين هما الفرقتين الرئيسيتين في الجيش, والفرق الثلاث الأخرى هي "الرهائن" وهم خمس مئة رجل رهائن لقبائل العرب يقيمون في الخدمة سنة ملوك الحيرة ثم يحل محلهم ألف آخرين في فصل الربيع, "الصنائع" هم قوم من خواص الملك من بنو تيم اللات وبنو قيس ابني ثعلبة وقد نذرو انفسهم للحرب, "الوضائع" وهم الف مقاتل من الفرس يضعهم ملك فارس في الحيرة لنجدة ملوك الحيرة وكانوا يرابطون سنة ثم ينصرفون ويأتي مكانهم ألف اخرون, وكان لهذه الكتائب حصون تعرف بأسم (المسالح), وكان لجيش المناذرة معارك ذات صيت في التاريخ الجاهلي لاسيما معركة "يوم حليمة" (554م) -في قنسرين- والتي قامت بين المناذرة والغساسنة التي انتصر بها الغساسنة وكانت أنتقاما من المناذرة لهزيمتهم في معركة قامت عام (544م) قام بها أحد حكام المناذرة (المنذر الثالث) من أسر أحد أبناء الحارث الغساني وقدمه قربانا للعزى مما ملأ قلبه حقدا, ومن نتائج هذه المعركة خروج قنسرين والبيضا من يد المناذرة, ومن المعارك الأخرى الشهيرة وحروب الشام التي قامت عام (563م) التي قام خاضها عمرو بن هند وأوعز إلى أخيه قابوس بمواصلتها عام (566م) والتي كانت لتأديب الروم الذين أساؤا إلى رسوله في القسطنطينية لمفاوضة قيصر على دفع الإتاوة[6] ومن معارك المناذرة المعروفة التي اشتعلت مع العرب "يوم السلان" و"يوم طفخة", وقد أشترك المناذرة مع الفرس الساسانيين في وساعدوهم في حروبهم ومعاركهم فقد ساند المنذر الأول بن النعمان الفرس مساعدة قيمة في حروبهم التي استمرت حتى الصلح الأول الذي دام لأمد طويل, وبدأت معارك أخرى سنة (519)م وقام فيها المنذر الثالث بن ماء السماء بدور هام إذ تمكن في معاركه من أسر قائدين بيزنطيين هما "ديموستراتوس" و"يوحنا" مما اضطر البيزنطيين إلى ارسال وفد من "شمعون الأرشامي" و"سرجيوس" أسقف الرصافة إلى المنذر الثالث لفك أسرهما, ثم تجددت المعارك سنة (528-529)م فتوغل المنذر بجيشه حتى حمص وأفامية وأنطاكية وحتى الأناضول وأضرم الحرائق في بعض المدن منها خلقدونية وعاد وفي ركابه كثير من الأسرى من بينهم 400 راهبة أحرقهن بالنار قربانا للعزى, كما شاركوا بقوة في المعارك المفصلية التالية ضد القائد الروماني بلزاريوس, معركة "نصبين" (530م) ومعركة "كالينيكوم" (531م) الواقعة قرب الرها حاليا جنوب تركيا والتي أنتهت بأنتصار الفرس وتوقيع معاهدة سلام مع البيزنطيين الذين اضطروا أن يدفعوا بموجبها جزية ثقيلة, وكذلك صد الجيوش الرومانية المتجهه لحرب الفرس حتى زمن إياس الذي وجهه الفرس لقتال جيش روماني بساتيدما وهو نهر يقع بالقرب من أرزن فهزمهم إياس, ولكن هذه المساعدات لم تمنع الفرس من قتل آخر حكام المناذرة النعمان بن المنذر حيث استدرج كسرى فارس خسرو الثاني النعمان بن المنذر وغدر به، فثارت حمية العرب لقتله فقاتلوا الجيش الفارسي في معركة ذي قار وكان ذلك عام (610م).

أحداث مهمة

ملوك المناذرة

الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 عمرو بن عدي 268 - 295
2 امرؤ القيس بن عمرو 295 - 328
3 عمرو بن امرؤ القيس 328 - 363
4 أوس بن قلام 363 - 368
5 امرؤ القيس بن عمرو 368 - 390
6 النعمان بن امرؤ القيس 390 - 418
7 المنذر بن النعمان 418 - 462
8 الأسود بن المنذر 462 - 490
9 المنذر بن المنذر 490 - 497
10 النعمان بن الأسود 497 - 503
11 أبو يعفر بن علقمة 503 - 507
12 امرؤ القيس بن النعمان 507 - 514
13 المنذر بن امرؤ القيس 514 - 554
14 عمرو بن المنذر, الملقب بالمحرق الثاني 554 - 569
15 قابوس بن المنذر 569 - 577
16 فـيـشـهـرت 577 - 578
17 المنذر بن المنذر 578 - 582
18 النعمان بن المنذر, الملقب بأبو قابوس 582 - 609
19 إياس بن قبيصة 609 - 618
20 زاديه 618 - 633


المصادر

  1. ^ البدء والتاريخ, ص 184
  2. ^ فتوح البلدان, ص 188
  3. ^ بحار الأنوار جزء 20 حديث رقم 190 ، كنز العمال حديث رقم 31789
  4. ^ Encyclopædia Britannica Bahram V Article
  5. ^ فتوح البلدان, ص 116
  6. ^ Ibid. p.118