طلال بن عبد الله بن علي الرشيد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
طلال بن عبد الله بن علي الرشيد
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد سنة 1823   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
تاريخ الوفاة سنة 1867 (43–44 سنة)  تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
سبب الوفاة إصابة بعيار ناري  تعديل قيمة خاصية (P509) في ويكي بيانات
مواطنة إمارة آل رشيد  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الزوجة الجوهرة بنت فيصل بن تركي
الأولاد
الأب عبد الله بن علي الرشيد  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
الأم منيرة الجبر آل رشيد
إخوة وأخوات
عائلة آل رشيد  تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات
مناصب
أمير   تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
في المنصب
1848  – 1867 
في إمارة آل رشيد 
الحياة العملية
المهنة سياسي  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات

الأمير طلال بن عبد الله الرشيد الشمري (1823-1867) ثاني حكام إمارة جبل شمر في حائل، حكم من عام 1847 وحتى عام 1867. وهو ابن عبد الله بن علي الرشيد مؤسس الإمارة ومن أمراء آل الرشيد المشهورين في بلاد نجد. خلف أباه في إمارة جبل شمر سنة 1263 هـ واستولى على مدن الجوف، وتيماء، وخيبر، وجانب من القصيم. وأحسن الإدارة وأمن الطرق التجارية، وكف غارات البدو، وكان عاقلا حكيما، أقبل الناس في أيامه على الصناعة وإصلاح ما خربته الحروب. مات متأثرا من جرح أصابه، وقيل مات منتحرا.[1]

البداية[عدل]

هو طلال بن عبد الله بن علي بن رشيد بن حمد بن خضير بن خليل بن جاسر بن علي بن عطية، ويعود نسب أسرة آل رشيد إلى فخذ الجعفر من عبده من قبيلة شمر العائدة إلى قبيلة طيء،[2] بعد وفاة والده الأمير عبد الله سنة 1847 انتقل إليه حكم إمارة حائل بشكلٍ سلس، إذ بايعه عمه عبيد بن علي الرشيد (أخو عبد الله وعم طلال) والمؤسس الثاني للدولة بعد أن رشحه للحكم إقرارا للعهد الذي بينه وبين أخيه، فجمع أهالي حائل ليعترفوا بإمارته ويبايعوه على الطاعة،[3] وكان طلال قد بلغ حينها 25 سنة. وبعد استلامه المنصب عمل على تعزيز حكمه، فاستمر في سياسة والده بالتبعية للدولة السعودية الثانية، فكان يرسل متطوعين لمساعدتهم في حروبهم مثل حملتهم ضد عنيزة سنة 1270هـ/1853م وسنة 1279هـ/1862م، وبعضًا من الجزية التي يحصلها من الحجاج الفرس إثناء مرورهم حائل صوب مكة، بالإضافة إلى هدية سنوية عبارة عن سبعة خيول يرسلها إلى الرياض.[4][5]

وكان رجل سلام، كرس جهوده لخدمة الإمارة وازدهارها، ففرض الأمن وقضى على قطاع الطرق وعصابات الاجرام بمساعدة عمه عبيد بن رشيد. وأنشأ علاقات مستقلة مع مصر والباب العالي وبلاد فارس، كما مارس سياسة داخلية أكثر مركزية من سياسة والده.[5][6]

الحكم[عدل]

تمدد إمارته[عدل]

توسعت حدود حائل في عهده فشملت خيبر وتيماء سنة 1847م،[7] وسكاكا ووادي السرحان سنة 1855م ودومة الجندل وأعاد السيطرة على واحة الجوف بعد رفضها دفع الزكاة، وذلك لأن والده عندما ضمها إلى حكمه سنة 1838م لم يعين ممثلاً له يقيم فيها،[8] فجعل فيها نائبًا له يقيم في قصر (قلعة) خارج الجوف يساعده ثلاثة حكام محليين يعينهم بنفسه، ويكون معهم ستة جنود شباب من حائل يديرون المنطقة أمنيًا.[9] ويدفع سكان المدن التي تخضع له إتاوة زهيدة مقابل حماية الإمارة لهم، مثال على ذلك بلدة الكاف التي تدفع مبلغ عشرون مجيديًا (4 جنيهات إسترلينية)، وتدفع خيبر مبلغ 920 فرنكًا من غلة 1865م على أنها نوع من التبعية والطاعة.[10]

سياسته الاقتصادية[عدل]

أقام علاقات تجارية مع العراق، وعمل على تطوير التجارة والحرف، إذ أنشأ في حائل أسواقا ومستودعات وحوانيت ومصانع، كما استقدم التجار من العراق وهم المشاهدة وسمي شارع بحائل بأسمهم ومنحهم محلات مجانية واستقدم الحرفيين من بلاد الشام وتركيا ومصر ومنحهم أملاك في حائل.

وأصبحت قوافل العراق تمر عبر حائل مبتعدة عن نجد وعين قوات عسكرية لحماية هذه القوافل ونمى الحركة التجارية بشكل واسع. واستقبل أثناء حكمه عدداً من الرحالة والمستكشفين الأوروبيين.

وفاته[عدل]

رغم أن فترة حكمه كانت فترة رخاء وسلام عام، ما جعله يحظى بمحبة شعبه بشكل كبير واستثنائي. إلا أن جميع هذه المحطات الرائعة في حياة الأمير طلال العبد الله لم تنته نهاية جيدة، إذ أصيب الأمير بمرض مزمن لم يجد له دواء، ولكن ذكر له طبيب إيراني ممتاز أن مرضه لا علاج له وسيؤدي به إلى فقدان عقله. ففكر الأمير بهدوء لدقائق قليلة، ثم تناول مسدسه وأطلق على رأسه رصاصة واحدة أنهى بها حياته، فقد فضل الموت على الحياة مجنوناً أو شبه مجنون بعد أن كان ملك البلاد.[11] وسمع صدى الرصاصة في أرجاء سوق برزان الكبير الذي تطل عليه شرفة الأمير، وكان ذلك عام 1867 م، وعم الحزن أهالي حائل بعد نهايته الحزينة وظل ذكره باقياً في قلوبهم حتى الآن.[12]

أبناءه[عدل]

ترك طلال سبعة أبناء هم: بندر (رابع حكام الأسرة: 1869 - 1873)، بدر وسلطان ومسلط ونايف وزيد ونهار وعبد الله.

المراجع[عدل]

  1. ^ خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 3، ص. 228، OCLC:1127653771، QID:Q113504685 – عبر المكتبة الشاملة
  2. ^ الشمري 2016، صفحة 77"نقلا من مخطوطة لعبد الله المشعل آل رشيد باسم «شجرة أسرة آل رشيد»"
  3. ^ المفضلي 2014، صفحة 54.
  4. ^ فالين 2008، صفحة 143.
  5. ^ أ ب الزعارير 1997، صفحة 64.
  6. ^ تاريخ الكويت السياسي. حسين خلف الشيخ خزعل. ج:3 ص:83
  7. ^ عبيد 2003، صفحة 84.
  8. ^ عبيد 2003، صفحات 62-63.
  9. ^ لوريمر 1977، صفحة 1727.
  10. ^ الزعارير 1997، صفحة 95.
  11. ^ القصة معروفة شعبياً، وقد وردت أيضاً لدى الدكتور عبد الله العثيمين في "نشأة إمارة آل رشيد"، ولدى محمد سعيد كمال في "الأزهار النادية"، كما وردت في مذكرات الليدي آن بلنت في سياق حديثها عن حكام أسرة آل رشيد في كتاب "رحلة إلى بلاد نجد".
  12. ^ كتبت مئات القصائد في رثاء الأمير طلال العبدالله الرشيد، غير أن معظمها إما ضاع لعدم التدوين، أو ضاع بعد الحكم السعودي الذي يمنع نشر أي مادة تاريخية لا تتوافق مع الروايات الرسمية السعودية للتاريخ. ومما بقي من القصائد الرثائية، قصيدة الشاعر محمد العبدالله القاضي الذي توفي في عنيزة عام 1867 م، يقول في جزء منها : "يوم استـــّت له وجت له على المنى... جرى من سبب نفسه على نفسه اتلافي - حنت عليه جبال حايل ومن بها... من الجار والجانين وصنوف الأضيافي - عمار الجبل سور الجبل هيبة الجبل... حما حوز جانبها بشذرات الأسيافي"، وقد وردت المرثية كاملة في الجزء 3 من الأزهار النادية ص 32 - 34.

المصادر[عدل]

  • الشمري، خليف (2016). طلال بن عبد الله آل رشيد. 1238-1283هـ/1822-1867م قراءة سوسيو-تاريخية. بيروت: جداول للنشر والتوزيع.
  • المفضلي، مشعل بن مهجع (2014). الصلات الحضارية بين جبل شمر وجنوبي العراق. 1250-1340هـ/1835-1921م. بيروت: جداول للنشر والتوزيع.
  • عبيد، جبار يحيى (2003). التاريخ السياسي لإمارة حائل 1835-1921م. تقديم: عبد الله بن محمد المنيف (ط. الأولى). بيروت: الدار العربية للموسوعات.
  • الزعارير، محمد (1997). إمارة آل رشيد في حائل (ط. الأولى). بيروت: بيسان للنشر والتوزيع.
  • الركابي، كريم طلال (2004). التطورات السياسية الداخلية في نجد. 1283-1319هـ / 1865-1902م (ط. الأولى). بيروت: الدار العربية للموسوعات.
  • العثيمين، عبد الله الصالح (1981). نشأة إمارة آل رشيد. الرياض: جامعة الرياض.
  • الفاخري، محمد بن عمر (1999). تاريخ الفاخري. تقديم: عبد الله يوسف الشبل. الرياض: الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة. مؤرشف من الأصل في 2023-10-22.
  • آل عبيد، محمد بن علي (1999). النجم اللامع للنوادر جامع. ترتيب وتصحيح: صالح بن ابراهيم الصالح البطحي. الرياض. ص. 28–29.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  • ابن بشر، عثمان بن عبد الله (1983). عنوان المجد في تاريخ نجد (PDF) (ط. الرابعة). الرياض: دارة الملك عبد العزيز. ج. 2. ص. 185–190.
  • فالين، جورج أوغست (2008). رحلات فالين إلى جزيرة العرب. ترجمة:سمير سليم شلبي (ط. الأولى). بيروت: دار الوراق. مؤرشف من الأصل في 2023-11-04.
  • لوريمر، جون غوردون (1977). دليل الخليج، القسم التاريخي. الدوحة قطر: مكتبة أمير دولة قطر.