الصحبة في اللغة الملازمة والمرافقة والمعاشرة. يقالُ: صحبه يصحبه صحبةً، وصاحبه بالفتح وبالكسر عاشره ورافقه ولازمه. وفي حديث قيلة العنبرية: «خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول الله ﷺ »[2]. والصَّاحِب يُطلق أيضاً على المرافق ومالك الشيء والقائم على الشيء، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي. وعند التأنيث، الصَّاحِبَة هي الزوجة. ذُكِرَ في القرآن: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ٣﴾ [الجن:3].
يختلف التعريف الاصطلاحي لدى الأصوليين عن المُحدّثين في مُدّة مُلازمة الشخص للنبي حتى يُعدُّ صحابياً. فتعريف الصحابي عند الأصوليين هو: «كل من لقي الرسول مؤمناً به ولازمه زمناً طويلاً». أما عند المحدثين: «كل من لقيه مسلماً ومات على إسلامه سواء طالت صحبته أم لم تطُل».
سئل الألباني "من حيث الحكم بصحبة الراوي أنه صحابي أم لا؟ يقولون فلان له إدراك وفلان له رؤية وفلان صحابي صغير أريد منكم بارك الله فيكم الفروق الواضحة بين هذا من حيث الحكم بالصحبة وربما الأخير الصحابي الصغير قد يظهر فيه الصحبة لكن له إدراك وله رؤية ؟" فقال "طبعا الإدراك والرؤية أقل إفادة من قولهم له صحبة لأنه الصحبة كما لا يخفاكم يلاحظ فيها المعنى اللغوي ولو في حدود ضيقة أما له إدراك وله رؤية فذلك لا يستلزم فقد يكون رآه وهو طفل صغير وأدرك الرسول عليه السلام وهو كذلك لكن لا ينسحب عليه معنى الصحبة مهما ضيقت دائرتها مهما ضيقت دائرتها ولذلك فمن قيل فيه بأنه له صحبة يعني أقرب إلى أن يحشر في الصحابة ولا يحشر ممن قيل فيه له رؤية أو له إدراك".[3]
يقسم التاريخ الإسلامي الصحابة الذين عاصروا النبي إلى نوعين:
المهاجرون: وهم أصحاب النبي محمد ﷺ الذين آمنوا بدعوته منذ البداية، وهاجروا معه من مكة إلى يثرب التي سميت لاحقا بالمدينة المنورة ، وهؤلاء كانوا في طليعة من تحملوا مشاق الهجرة والصعوبات التي صاحبت بداية الدعوة الإسلامية في الفترة المكية.
ومن هؤلاء الصحابة، مجموعات خاصة لهم مكانتهم المميزة عن غيرهم من سائر الصحابة كالخلفاء الأربعةوالعشرة المبشرين بالجنة وأصحاب الشجرة من أهل بيعة الرضوان، و«البدريون» وهم الذين شاركوا في معركة بدر الشهيرة من المهاجرين والأنصار ، ويرى المسلمون أن جميع هؤلاء يتمتعون بمكانة خاصة نظرًا لدورهم البارز في نصرة النبي ﷺ ومساندتهم له في كافة المواقف التي كانت نقاط تحول في تاريخ الدعوة الإسلامية. [6][7]
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه».[16]
قال البيضاوي: «معنى الحديث لا ينال أحدكم بإنفاق مثل أحد ذهبا من الفضل والأجر ما ينال أحدهم بإنفاق مد طعام أو نصيفه، وسبب التفاوت ما يقارن الأفضل من مزيد الإخلاص، وصدق النية مع ما كانوا من القلة، وكثرة الحاجة والضرورة، وقيل السبب فيه أن تلك النفقة أثمرت في فتح الإسلام، وإعلاء كلمة الله ما لا يثمر غيرها، وكذلك الجهاد بالنفوس لا يصل المتأخرون فيه إلى فضل المتقدمين لقلة عدد المتقدمين، وقلة أنصارهم فكان جهادهم أفضل، ولأن بذل النفس مع النصرة، ورجاء الحياة ليس كبذلها مع عدمها».
مقبرة البقيع بجوار المسجد النبوي في المدينة المنورة، تضم عدد كبير من قبور الصحابة عن عبد الله بن مسعود عن النبيﷺ أنه قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللهﷺ: «النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون».[17]
هم الذين عرفوا من أحوال رسول اللهمحمد بن عبد الله، ما جعلهم يهرعون إليه، ويضعون مقاليدهم بين يديه، ينغمسون في فيضه الذي بهر منهم الأبصار وأزال عنهم الأكدار، وصيرهم أهلاً لمجالسته ومحادثته ومرافقته ومخالطته، حتى آثروه على أنفسهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم، وبلغ من محبتهم له وإيثارهم، الموت في سبيل دعوته للإسلام، أن هان عليهم اقتحام المنية، كراهة أن يجدوه في موقف مؤذ أو كربة يغض من قدره.[18]
وإن الله ذكرهم في القرآن تحديدا سورة الفتح فقال: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ٢٩﴾ [الفتح:29].[15]
ثم ذكر القرآن في سورة الواقعة أيضا: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ٣٥ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ٣٦ عُرُبًا أَتْرَابًا ٣٧ لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ ٣٨ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ٣٩ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ٤٠﴾ [الواقعة:35–40].[20]
ويتضح من الآيات السابقة، وما يجري في فلكها، أن الصحابة درجات بعضها فوق بعض، فالسابقون الأولون الذين أسلموا وجوههم إلى الله، ولبوا مناديه إلى الإيمان، وكل من على سطح هذه المعمورة مخالف لهم هم كبار الصحابة الذين اصطنعهم سيدهم بنفسه، ورباهم تحت سمعه وبصره عبر ثلاث عشرة سنة قضاها رسول اللهمحمد بن عبد الله في مكة، وقال فيهم ورحى الحرب دائرة في بدر (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض).[21]
وقال كذلك: «الله الله في أصحابي، فلوأن أحدكم تصدق بمثل أحد ذهباً ما ساوى مده ولا نصيفه».[22]
وما سوى الصحابة الكبار طبقات بعضها أفضل من بعض، فالذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، يقول القرآن﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١٠﴾ [الحديد:10].
وواضح من الآية السابقة وما يشبهها أن الله قد جعل لأصحاب النبي محمد مقياساً تقاس به أقدارهم وميزانا توزن به منازلهم ومراتبهم، فالسابقون الأولون من المهاجرين هم الكبار الذين لا يسمو إليهم غيرهم، ومن عداهم من الصحابة الكرام متفاوتون تبعاً لأعمالهم في نصرة الإسلام، وجهادهم تحت ألويته وراياته، فأفضلهم الذين شهدوا بدراً ودافعوا عن النبي محمد ودينه فيها. ويليهم من شهد غزوة أحد وهكذا حتى غزوة تبوك.
اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بنصوص القرآن:
ذكر القرآن: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ١١٠﴾ [آل عمران:110][24]، واتفق المفسرون السنة على أن الآية واردة في أصحاب النبي محمدﷺ.
حديث أبي سعيد المتفق على صحته: أن رسول الله قال: «الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد أذاني، ومن أذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه».
فعلى أي حال قال ابن الصلاح: «ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاجون مع تعديل اللهورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس».
ونقل ابن حجر عن الخطيب في "الكفاية، أنه لو لم يرد من اللهورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء، والأبناء، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين: القطع بتعديلهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم.
ثم قال هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله، وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب محمدﷺ فاعلم أنه زنديق، ذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتابوالسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة».
عند المذهب السني سبُّ الصحابة أو واحد منهم فسق ومعصية وعلامة نفاق، لقول رسول الله: «لا تسبُّوا أصحابي»، ولقوله: «سباب المسلم فسوق»، والصحابة هم خير من أسلم وآمن فسبُّهم أشنع وصاحبه أفسق، هذا إن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم أو في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل أو جبن أو قلة علم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فلا يكفر باتفاق الفقهاء، ولكنه يعزَّر على فسوقه.
ولأنه يلزم منه الطعن في صحته وصحة السنة حيث طعن في الذين نقلوهما إلينا فالقرآن منقول إلينا عن طريقهم وكذلك السنة.
وقد استنبط الإمام مالك حكم كفر من سبَّهم وأبغضهم من قول الله في آخر سورة الفتح﴿يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ [الفتح:29][26] حيث قال: فمن غاظه أمر الصحابة فهو كافر.
من حيث التعريف يرى الشيعة أن الصحبة لا تثبت إلا بطول الملازمة للنبيﷺ على أنهم لم يحددوا أمدا معينا، ويفضل الشيعة استخدام مصطلح الأصحاب بدل الصحابة لعدم ورود مصطلح صحابي في الكتاب أو السنة وعدم وجود أصل له في اللغة العربية ولكن المصطلح يبقى مستخدما وإن كان بشكل أقل في أدبيات الشيعة.
والشيعة بشكل عام يتفاوتون في تقدير مكانة الصحابة، فمنهم المعتدل كالزيدية الذين يجلون الصحابة بشكل عام غير أنهم يرون تقديم علي بن ابي طالب على عثمان بن عفان وعلى من بعده من الصحابة، كما أنهم يجلون الخليفتين أبي بكر وعمر ويرون سابقتهم في الإسلام،[27][28] والصنف الآخر من الشيعة هم الاثني عشرية وهم على النقيض تماماً، وكتب علمائهم تصرح بأن الصحابة ارتدوا بعد موت النبي ﷺ الا سبعة فقط، [29][30][31] ولديهم ما يعرف بالأركان الأربعة وهم أبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن عمرو، وعمار بن ياسر. ويستخدمون في تعبيراتهم عند الترضي عن الصحابة عبارة "المنتجبين" في إشارة منهم إلى عدم حصول الترضي لكافة الصحابة وإنما تشمل فقط المخلصين أو المختارين الذين وقفوا إلى جانب الإمام علي بن أبي طالب أو الذين أظهروا ولاءً قويًا لأهل البيت. [32][33][34] ، ولا يرون لسواهم من الصحابة ما يدل على تزكيتهم كلهم بمجموعهم واستحقاقهم الجنة لا في الكتاب ولا في السنة فكل الآيات محددة مشروطة، ولا يستثنى أصحاب النبيﷺ عن حكم الله الذي ينطبق على البشرية، فإن أحسنوا جزاهم الله بالحسنى وإن أساؤوا حاسبهم بذلك. ويعامل أصحاب الجرح والتعديل عند الشيعة أصحاب النبيﷺ كغيرهم من المسلمين، فلا يعاملون ككل فمنهج الشيعة يقتضي بحث حال الصحابة فردا فردا للوقوف عند سيرهم وعدم تسليم الأمور على عواهنها من حيث تفاوت درجة تمسك من صحب النبيﷺ بما أمر به، ابتداء ممن كان مؤمنا صادقا ممدوحا نهاية إلى من ثبت عليه أنه من أهل النار. فيتم القول بعدالة وموثوقية من يثبت عندهم صدقه من خلال التدقيق في سيرته ويتم جرح آخرين ثبت عند الشيعة سقوطهم روائيا لعلة قادحة في صدقهم وأمانتهم.
ويرى الشيعة أنه حتى يكون الصحابي محل تقدير عندهم ضرورة تمسكه بسيرة النبي وأخلاقه وموته على ذلك، ومن عاش منهم بعد النبي فلا بد له من الطاعة التامة ومناصرة علي والذي يعتقدون أنه وصي النبي الذي خصه الله تعالى بالولاية، كما يرفض غلاة الشيعة كل من ضاد عليا بأي شكل من الأشكال، بل لا يقبل من وقف موقف الحياد وتخاذل عن نصرته. ويقدر الشيعة عددا محدوداً من الصحابة لما يعتقدون أنهم نجحوا في استقامتهم واتباع أمر الرسول طيلة حياتهم، ومن أشهرهم:[35]
«لقد كان هؤلاء الصحابة الكرام ممثلين صادقين لتراث رسول الله الخلقي، ودعاة الإسلام في المستقبل، وحملة تعاليم محمدﷺ التي بلغها إلى أهل التقوى والورع، لقد رفع بهم اتصالهم المستمر برسول الله وحبهم الخالص له، إلى عالم من الفكر والعواطف لم يشهد محيط أسمى منه وأرقى مدنية واجتماعاً.
والواقع أن هؤلاء الصحابة كان قد حدثت فيهم تحولات ذات قيمة كبيرة من كل زاوية، وأثبتوا فيما بعد في أصعب مناسبات الحروب أن مبادئ محمدﷺ إنما بذرت في أخصب أرض أنبتت نباتاً حسناً، وذلك عن طريق أناس ذوي كفاءات عالية جدًا، كانوا حفظة الصحيفة المقدسة وأمناءها، وكانوا محافظين على كل ما تلقوه من رسول الله من كلام أو أمر، لقد كان هؤلاء قادة الإسلام السابقين الكرام الذين أنجبوا فقهاء المجتمع الإسلامي وعلماءه ومحدثيه الأولين"[37]»
وقال الفرنسي غوستاف ليبان في كتابه «حضارة العرب»:
«"وبالجملة فإن هذا الدين الجديد كان يواجه مناسبات وفرصاً كثيرة وإن فراسة الصحابة وحسن تدبيرهم قد جعلهم ينجحون في فرصة ومناسبة، لقد وقع الاختيار للخلافة في العهد الأول على أناس، كان جل غرضهم نشر الدين المحمدي"[38]»
قال ابن تيمية: (من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم.
ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا؟ فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التي هي: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً، أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام)[44]
^رواية عن أبو زرعة الرازي أنه عندما سئل عن عدد من روي عن النبي فقال: "ومن يضبط هذا،
^راجع: أبي عيسى الترمذي، "تسمية أصحاب رسول الله"، محمد بن إسحق، "در السحابة في وفيات الصحابة لمحمد.
^هذا ما علق عليه السيوطي إذ قال: "قال السيوطي تعليقاً على هذا القول: وهذا لا تحديد فيه، وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البلدان والبوادي والقرى".
^مسلم. الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم المصدر: صحيح مسلم الجزء أو الصفحة: (2540) حكم المحدث: [صحيح] (باللغة العربية).{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني
المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 6800
خلاصة حكم المحدث : صحيح
موقع الدرر السنية