انتقل إلى المحتوى

مصطلحات علم التصوف

هذه المقالة أو أجزاء منها بحاجة لإعادة كتابة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من الطاهر)

مصطلحات علم التصوف هي اصطلاحات يتميز بها الصوفية عن غيرهم بالاشارة لحالات معينة وبما أن لكل فن من الفنون أو علم من العلوم مثل الفقه والحديث والمنطق والنحو والهندسة والجبر والفلسفة اصطلاحات خاصة به، لا يعلمها إلا أرباب ذلك العلم، ومن قرأ كتب علم من العلوم دون أن يعرف اصطلاحاته، أو يطلع على رموزه وإشاراته، فإنه يؤول الكلام تأويلات شتى مغايرة لما يقصده العلماء، ومناقضة لما يريده الكاتبون فيتيه ويضل، كذلك للصوفية اصطلاحاتهم التي قامت بعض الشيء مقام العبارة في تصوير مدركاتهم ومواجيدهم، حين عجزت اللغة عن ذلك، فلا بد لمن يريد الفهم عنهم من صحبتهم حتى تتضح له عباراتهم، ويتعرف على إشاراتهم ومصطلحاتهم. قال بعض الصوفية: نحن قوم يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقنا.[1]

قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني: سمعت سيدي عليا الخواص يقول: إياك أن تعتقد يا أخي إذا طالعت كتب القوم، وعرفت مصطلحهم في ألفاظهم أنك صرت صوفيا، إنما التصوف التخلق بأخلاقهم، ومعرفة طرق استنباطهم لجميع الآداب والأخلاق التي تحلوا بها من الكتاب والسنة.[2]

وإن كلام الصوفية في تحذير من لا يفهم كلامهم ولا يعرف اصطلاحاتهم من قراءة كتبهم ليس من قبيل كتم العلم، ولكن خوفا من أن يفهم الناس من كتبهم غير ما يقصدون، وخشية أن يؤولوا كلامهم على غير حقيقته، فيقعوا في الإنكار والاعتراض، شأن من يجهل علما من العلوم. لأن المطلوب من المؤمن أن يخاطب الناس بما يناسبهم من الكلام وما يتفق مع مستواهم في العلم والفهم والاستعداد.[3]

كتب جمعت مصطلحات التصوف

[عدل]

وضع الصوفية كتبا لمعرفة مصطلحاتهم وعلومهم، منها:

أنواع مصطلحات الصوفية

[عدل]

تعددت المصطلحات الصوفية بتعدد جوانب الحياة العرفانية التي تتمثل في الطريق والارتحال، والممارسة الوجدانية، والمذهب، والمقامات والأحوال.

مصادر المصطلح الصوفي

[عدل]

بالنسبة لمصادر المصطلحات الصوفية ومرجعياتها الاشتقاقية فهي عديدة تتمثل: في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وعلوم اللغة وعلوم الشريعة وعلم الكلام والفلسفة والآداب والعلوم التجريبية والعلوم الحقة.

قائمة ببعض المصطلحات

[عدل]
الزهد

قال الجنيد: الزهد هو خلو الأيدي من الأملاك، والقلوب من التتبع.

الأنس

سئل الجنيد عن الأنس، فقال: الأنس هو ارتفاع الحشمة (أي أن يكون الرجاء أغلب عليه من الخوف) مع وجود الهيبة. وقيل هو انبساط المحب إلى المحبوب وفرحه به.

الاتصال

أي أن ينفصل بسره عما سوى الله، فلا يرى بسره - بمعنى التعظيم - غيره، ولا يسمع إلا منه. قال النوري: الاتصال: مكاشفات القلوب، ومشاهدات الأسرار. وقال بعض الكبار: الاتصال: أن لا يشهد العبد غير خالقه، ولا يتصل بسره خاطر لغير صانعه.

التجريد والتفريد

التجريد أن يتجرد بظاهره عن الأعراض، وبباطنه عن الأعواض (أي: ألا يأخذ من عرض الدنيا شيئا، ولا يطلب على ما ترك منها عوضا: من عاجل ولا آجل)، بل يفعل ذلك لوجوب حق الله تعالى، لا لعلة غيره، ولا لسبب سواه، ويتجرد بسره عن ملاحظة المقامات التي يخلها، والأحوال التي ينازلها (بمعنى: السكون إليها والاعتناق لها). و«التفريد» أن يتفرد عن الأشكال، وينفرد في الأحوال، ويتوحد في الأفعال (وهو: أن تكون أفعاله لله وحده، فلا يكون فيها رؤية نفس، ولا مراعاة خلق، ولا مطالعة عوض، ويتفرد في الأحوال عن الأحوال: فلا يرى لنفسه حالا، بل يغيب برؤية محولها عنها، ويتفرد عن الأشكال: فلا يأنس بها، ولا يستوحش منها). وقيل: التجريد: أن لا يملك، والتفريد: أن لا يملك.

الوجد والتواجد

«الوجد» هو ما صادف القلب من فزع، أو غم، أو رؤية معنى من أحوال الآخرة، أو كشف حالة بين العبد والله. و«التواجد»: ظهور ما يجد في باطنه على ظاهره، ومن قوى تمكن فسكن. قال النوري: الوجد لهيب ينشأ في الأسرار، ويسنح عن الشوق، فتضطرب الجوارح: طربا أو حزنا عند ذلك الوارد. وقالوا: الوجد مقرون بالزوال، والمعرفة ثابتة بالله تعالى لا تزول.

الغلبة

الغلبة: حال تبدو للعبد لا يمكنه معها ملاحظة السبب، ولا مراعاة الأدب، ويكون مأخوذا عن تمييز ما يستقبله، فربما خرج إلى بعض ما ينكر عليه من لم يعرف حاله، ويرجع على نفسه صاحبه إذا سكنت غلبات ما يجده. ويكون الذي غلب عليه: خوف، أو هيبة، أو إجلال، أو حياء، أو بعض هذه الأحوال. ويكون الساكن فيها بما هو أرفع منه في الحال: أمكن وأتم حالة؛ كما كان أبو بكر الصديق.

السكر والصحوة

السكر: أن يغيب عن تمييز الأشياء ولا يغيب عن الأشياء. وهو أن لا يميز بين مرافقة وملاذه، وبين أضدادها في مرافقة الحق؛ فإن غلبات وجود الحق تسقطه عن التمييز بين ما يؤلمه ويلذه، كما روي في بعض الروايات في حديث حارثة، أنه قال: «استوى عندي حجرها ومدرها، وذهبها وفضتها»، وكما قال عبد الله بن مسعود: «ما أبالي على أي الحالين وقعت: على غنى، أو فقر؛ إن كان فقرا فإن فيه الصبر، وإن كان غنى فإن فيه الشكر»، ذهب عنه التمييز بين الأرفق وضده، وغلب عليه رؤية ما للحق من الصبر والشكر. والصحو الذي هو عقيب السكر: هو أن يميز، فيعرف المؤلم من الملذ، فيختار المؤلم في موافقة الحق ولا يشهد الألم، بل يجد لذة في المؤلم. كما جاء عن بعض الكبار أنه قال: لو قطعني البلاء إربا إربا، ما ازددت لك إلا حبا حبا. وهذه الحالة أتم؛ لأن صاحب السكر: يقع على المكروه من حيث لا يدري، ويغيب عن وجود التكره. وهذا: يختار الآلام على الملاذ، ثم يجد اللذة فيما يؤلمه بغلبة شهود فاعله. والصاحي الذي نعته قبل نعت السكر: ربما يختار الآلام على الملاذ لرؤية ثواب، أو مطالعة عوض، وهو متألم في الآلام ومتلذذ في الملاذ، فهو نعت الصحو والسكر.

الغيبة والشهود

الغيبة: أن يغيب عن حظوظ نفسه فلا يراها، وهي – أي الحظوظ - قائمة معه، موجودة فيه، غير أنه غائب عنها بشهود ما للحق؛ كما قال أبو سليمان الداراني - وبلغه أنه قيل للأوزاعي: رأينا جاريتك الزرقاء في السوق فقال: أو زرقاء هي؟ - فقال سليمان: «انفتحت عيون قلوبهم، وانطبقت عيون رؤوسهم»، أخبر أن غيبته عن زرقتها كانت مع بقاء لذة الحور فيه؛ بقوله أو زرقاء هي؟ والشهود: أن يرى حظوظ نفسه. ومعنى ذلك: أن يأخذ ما يأخذ بحال العبودية وخضوع البشرية، لا للذة والشهوة. وغيبة أخرى وراء هذه: وهي أن يغيب عن الفناء والفاني، بشهود البقاء والباقي لا غير؛ كما أخبر حارثة عن نفسه، ويكون الشهود: شهود عيان، ويكون غيبته عما غاب: غيبة شهود الضر والنفع، لا غيبة استتار واحتجاب.

الجمع والتفرقة

أول الجمع: جمع الهمة: وهو أن تكون الهموم كلها هما واحدا؛ وفي الحديث: (من جعل الهموم هما واحدا: هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله في أي أوديتها هلك). وهذه حال المجاهدة والرياضة. والجمع الذي يعنيه أهله: هو أن يصير ذلك حالا له، وهو: أن لا تتفرق همومه فيجمعها تكلف العبد، بل تجتمع الهموم فتصير بشهود الجامع لها هما واحدا، ويحصل الجمع إذ كان بالله وحده دون غيره. وجمع الجمع مقام آخر وأتم من الجمع. فالجمع: شهود الأشياء بالله والتبري من الحول والقوة إلا بالله، وجمع الجمع الاستهلاك بالكلية، والفناء عما سوى الله، وهو المرتبة الأحدية. والتفرقة التي هي عقيب الجمع: هو أن يفرق بين العبد وبين همومه في حظوظه، وبين طلب مرافقه وملاذه، فيكون مفرقا بينه وبين نفسه، فلا تكون حركاته لها. وقد يكون المجموع ناظرا إلى حظوظه في بعض الأحوال، غير أنه ممنوع منها؛ قد حيل بينه وبينها، لا يتأتى له منها شيء، وهو غير كاره لذلك، بل مريد له؛ لعلمه بأنه فعل الحق به، واختصاصه له، وجذبه إياه مما دونه.

التجلي والاستتار

قال سهل: التجلي على ثلاثة أحوال: تجلي ذات (وهي المكاشفة)، وتجلي صفات الذات (وهي موضع النور)، وتجلي حكم الذات (وهي الآخرة وما فيها). معنى قوله «تجلي ذات وهي المكاشفة»: كشوف القلب في الدنيا؛ كما في الحديث: (اعبد الله كأنك تراه). وكشوف العيان في الآخرة. ومعنى قوله «تجلي صفات الذات وهي موضع النور»: هو أن تتجلى له قدرته عليه فلا يخاف غيره، وكفايته له فلا يرجو سواه، وكذلك جميع الصفات؛ كما قال حارثة: «كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا»، كأنه تجلى له كلامه في أخباره، فصار الخبر له كالمعاينة. و«تجلي حكم الذات»: يكون في الآخرة: فريق في الجنة، وفريق في السعير. والاستتار الذي يعقب التجلي: هو أن تستتر الأشياء عنك فلا تشاهدها، كقول عبد الله بن عمر - للذي سلم عليه وهو في الطواف فلم يرد عليه فشكاه - فقال: إنا كنا نتراءى الله في ذلك المكان؛ أخبر عن تجلي الحق له بقوله «كنا نتراءى الله»، وأخبر عن الاستتار بغيبته عن التسليم عليه.

الفناء والبقاء

الفناء: هو أن يفنى عنه الحظوظ، فلا يكون له في شيء من ذلك حظ، ويسقط عنه التمييز؛ فناء عن الأشياء كلها شغلا بما فني به، كما قال عامر بن عبد الله: ما أبالي امرأة رأيت أم حائطا، والحق يتولى تصريفه، فيصرفه في وظائفه وموافقاته، فيكون محفوظا فيما لله عليه، مأخوذا عما له وعن جميع المخالفات، فلا يكون له إليها سبيل (وهو: العصمة)، وذلك معنى الحديث: (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به). والبقاء الذي يعقبه: هو أن يفنى عما له ويبقى بما لله. قال بعض الكبار: البقاء مقام النبيين، ألبسوا السكينة، لا يمنعهم ما حل بهم عن فرضه، ولا عن فضله؛ (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء). والباقي: هو أن تصير الأشياء كلها له شيئا واحدا، فتكون كل حركاته في موافقات الحق دون مخالفاته، فيكون: فانيا عن المخالفات، باقيا في الموافقات. وليس معنى " أن تصير الأشياء كلها له شيئا واحدا ": أن تصير المخالفات له موافقات، فيكون ما نهى عنه كما أمر به! ولكن على معنى: أن لا يجري عليه إلا ما أمر به، وما يرضاه الله تعالى دون ما يكرهه، ويفعل ما يفعل لله لا لحظ له فيه في عاجل أو آجل، وهذا معنى قولهم: يكون فانيا عن أوصافه باقيا بأوصاف الحق "؛ لأن الله تعالى إنما يفعل الأشياء لغيره لا له، لأنه لا يجر به نفعا ولا يدفع به ضرا - تعالى الله عن ذلك -، وإنما يفعل الأشياء لينفع الأغيار أو يضرهم. فالباقي بالحق: الفاني عن نفسه: يفعل الأشياء لا لجر منفعة إلى نفسه، ولا لدفع مضرة عنها، بل على معنى: أنه لا يقصد في فعله جر المنفعة ودفع المضرة؛ قد سقطت عنه حظوظ نفسه ومطالبة منافعها (بمعنى: القصد والنية)، ولا بمعنى أنه لا يجد حظا فيما يعمل مما لله عليه، يفعله لله، لا لطمع ثواب، ولا لخوف عقاب، وهما - أعني: الخوف والطمع - باقيان معه، قائمان فيه، غير أنه يرغب في ثواب الله لموافقة الله تعالى؛ لأنه رغب فيه، وأمر أن يسأل ذلك منه، ولا يفعله للذة نفسه، ويخاف عقابه إجلالا له، وموافقة له؛ لأنه خوف عباده، ويفعل سائر الحركات لحظ الغير لا لحظ نفسه، كما قيل: المؤمن يأكل بشهوة عياله. فجملة الفناء والبقاء: أن يفنى عن حظوظه، ويبقى بحظوظ غيره.

المريد والمراد

المريد: مراد في الحقيقة، والمراد: مريد؛ لأن المريد لله تعالى: لا يريد إلا بإرادة من الله تقدمت له؛ قال الله تعالى: (يحبهم ويحبونه)، فكانت إرادته لهم سبب إرادتهم له؛ إذ علة كل شيء صنعه، ولا علة لصنعه، ومن أراده الحق فمحال أن لا يريده العبد، فجعل: المريد مرادا، والمراد مريدا، غير أن المريد: هو الذي سبق اجتهاده كشوفه، والمراد: هو الذي سبق كشوفه اجتهاده. فالمريد: هو الذي قال الله تعالى عنه: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)، وهو الذي يريده الله تعالى فيقبل بقلبه، ويحدث فيه لطفا يثير منه فيه: الاجتهاد فيه، والإقبال عليه، والإرادة له، ثم يكاشفه الأحوال؛ كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا، فأظمأت نهاري، وأسهرت ليلي «، ثم قال: وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا»، فأخبر: أن كشوف أحوال الغيب له كان عقيب عزوفه عن الدنيا. والمراد: هو الذي يجذبه الحق جذبه القدرة، ويكاشفه بالأحوال، فيثير قوة الشهود منه اجتهادا فيه، وإقبالا عليه، وتحملا لأثقاله؛ كسحرة فرعون: لما كوشفوا بالحال في الوقت، سهل عليهم تحمل ما توعدهم به فرعون فقالوا: (لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض).

الأبد

هو استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل، كما أن الأزل استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، مدة لا يتوهم انتهاؤها بالفكر والتأمل ألبتة؛ وهو الشيء الذي لانهاية له.

الاتحاد

هو تصيير الذاتين واحدة، ولا يكون إلا في العدد من الاثنين فصاعدا، في الجنس: يسمى: مجانسة، وفي النوع: مماثلة، وفي الخاصة: مشاكلة، وفي الكيف: مشابهة، وفي الكم: مساواة، وفي الأطراف: مطابقة، وفي الإضافة: مناسبة، وفي وضع الأجزاء: موازنة، وهو شهود الوجود الحق الواحد المطلق، الذي الكل موجود بالحق، فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجودا به، معدوما بنفسه، لا من حيث إن له وجودا خاصا اتحد به، فإنه محال. وقيل: الاتحاد: امتزاج الشيئين واختلاطهما حتى صيرا شيئا واحدا، لاتصال نهايات الاتحاد. وقيل: الاتحاد، وهو لقول من غير رؤية وفكر.

أحد

أحد هو اسم الذات مع اعتبار تعدد الصفات، والأسماء والغيب والتعينات الأحدية اعتبارها من حيث هي بلا إسقاطها ولا إثباتها، بحيث يندرج فيها لسبب الخطرة الواحدة.

أحدية الجمع

معناه لا تنافي الكثرة أحدية الغبن هي من حيث اغناؤه عنا وعن الأسماء، ويسمى هذا: جمع الجمع.

أحدية الكثرة

معناه واحد يتعقل فيه كثرة نسبية، ويسمى هذا بمقام الجمع، وأحدية الجمع.

الإحسان

هو التحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة، أي رؤية الحق موصوفا بصفاته بعين صفته، فهو يراه يقينا ولا يراه حقيقة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كأنك تراه»، لأنه يراه من وراء حجب صفاته، فلا يرى الحقيقة بالحقيقة، لأنه الله هو الداعي، وصفة لوصفه، هو دون مقام المشاهدة في مقام الروح.

الإدراك

إحاطة الشيء بكماله، وهو حصول الصورة عند النفس الناطقة، وتمثيل حقيقة الشيء وحده من غير حكم عليه بنفي أو إثبات، ويسمى: تصورا، ومع الحكم بأحدهما يسمى: تصديقا

الإرادة

صفة توجب للحي حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه، وفي الحقيقة: هي ما لا يتعلق دائما إلا بالمعدوم، فإنها صفة تخصص أمرا لحصوله ووجوده، كما ذكر القرآن: «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون». وميل يعقب اعتقاد النفع؛ ومطالبة القلب غذاء الروح من طيب النفس، وقيل: الإرادة حب النفس عن مراداتها، والإقبال على أوامر الله والرضا، وقيل: الإرادة: جورة من نار المحبة في القلب مقتضية لإجابة دواعي الحقيقة.

الإرهاص

ما يظهر من الخوارق عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل ظهوره، النور الذي كان في جبين آباء نبينا، صلى الله عليه وسلم، وإحداث أمر خارق للعادة دال على بعثة نبي قبل بعثته؛ وما يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم، قبل النبوة، من أمر خارق للعادة، وقيل: إنها من قبيل الكرام ت، فإن الأنبياء قبل النبوة لا يقصرون عن درجة الأولياء.

الأزل

استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، كما أن الأبد: استمرار الوجود ي أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب المستقبل.

الأزلي

ما لا يكون مسبوقا بالعدم. واعلم أن الموجود أقسام ثلاثة لا رابع لها، فإنه إما أزلي وأبدي، وهو الله، أولا أزلي ولا أبدي، وهو الآخرة، وعكسه محال، فإن ما ثبت قدمه امتنع عدمه، والذي لم يكن ليس، والذي لم يكن ليس لا علة له في الوجود

الاستدراج

هو أن تكون بعيدا من رحمة الله، وقريبا إلى العقاب تدريجيا، وأن يجعل الله العبد مقبول الحاجة وقتا فوقتا إلى أقصى عمره للابتدال بالبلاء والعذاب. وقيل: الإهانة بالنظر إلى المآل، والدنو إلى عذاب الله بالإمهال قليلا قليلا، وأن يرفعه الشيطان درجة إلى مكان عال ثم يسقط من ذلك المكان حتى يهلك هلاكا. وأن يقرب الله العبد إلى العذاب والشدة والبلاء في يوم الحساب كما حكي عن فرعون لما سأل الله قبل حاجته للابتلاء بالعذاب والبلاء في الآخرة

الاستغراق

الشمول لجميع الأفراد، بحيث لا يخرج عنه شيء.

الاستقامة

هي الوفاء بالعهود كلها، وملازمة الصراط المستقيم برعاية حد التوسط في كل الأمور، من الطعام والشراب واللباس، وفي كل أمر ديني ودنيوي، فذلك هو الصراط المستقيم، كالصراط المستقيم في الآخرة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «شيبتني سورة هود، إذ أنزل فيها: فاستقم كما أمرت». وأن يجمع بين أداء الطاعة واجتناب المعاصي، وقيل: الاستقامة ضد الاعوجاج، وهي مرور العبد في طريق العبودية بإرشاد الشرع والعقل، والمداومة.

الاسم

ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، وهو ينقسم إلى: اسم عين، وهو الدال على معنى يقوم بذاته، كزيد وعمرو، وإلى اسم معنى، وهو ما لا يقوم بذاته، سواء كان معناه وجوديا كالعلم أو عدميا كالجهل.

الاسم الأعظم

الاسم الجامع لجميع الأسماء. وقيل: هو الله، لأنه اسم الذات الموصوفة بجميع الصفات، أي المسماة بجميع الأسماء.

الأفق الأعلى

نهاية مقام الروح وهو الحضرة الواحدية، وحضرة الألوهية.

الله

علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لمعاني الأسماء الحسنى كلها

الإلهام

ما يلقى في الروع بطريق الفيض. وقيل: الإلهام: ما وقع في القلب من علم، وهو يدعو إلى العمل من غيراستدلال بآية، ولا نظر في حجة، وهو ليس بحجة عند العلماء، إلا عند الصوفيين. الفرق بينه وبين الإعلام: أن الإلهام أخص من الإعلام، لأنه قد يكون بطريق الكسب، وقد يكون بطريق التنبيه

الإلهية
  • أحدية جمع جميع الحقائق الوجودية: كما أن آدم، عليه الصلاة والسلام،
  • أحدية لجمع جميع الصور البشرية: إذ للأحدية الجمعية الكمالية مرتبتان: إحداهما قبل التفصيل، لكون كل كثرة مسبوقة بواحد هي فيه بالقوة هو، وتذكر قول القرآن: «وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم» فإنه لسا ن من ألسنة شهود المفصل في المجمل مفصلا ليس كشهود العالم من الخلق في النواة.

الواحدة النخيل الكامنة فيه بالقوة، فإنه شهود المفضل في المجمل مجملا لا مفصلا، شهود المفصل في المجمل مفصلا ي تص بالحق، وبمن جاء بالحق أن يشهده من الكمل، وهو خاتم الأنبياء وخاتم الأولياء.

الإنابة

إخراج القلب من ظلمات الشبهات. وقيل: الإنابة: الرجوع من الكل إلى من له الكل. وقيل: الإنابة: الرجوع من الغفلة إلى الذكر، ومن الوحشة إلى الأنس.

الإنسان الكامل

هو الجامع لجميع العوالم الإلهية والكونية، الكلية والجزئية وهو كتاب جامع للكتب الإلهية والكونية، فمن حيث روحه وعقله: كتاب عقلي مسمى بأم الكتاب، ومن حيث قلبه: كتاب اللوح المحفوظ، ومن حيث نفسه: كتاب المحو والإثبات، فهو الصحف المكرمة، المرفوعة المطهرة، التي لا يمسها ولا يدرك أسرارها إلا المطهرون من الحجب الظلمانية، فنسبة العقل الأول إلى العالم الكبير وحقائقه بعينها نسبة الروح الإنساني إلى البدن وقواه، وإن النفس الكلية قلب العالم الكبير، كما أن النفس الناطقة قلب الإنسان، ولذلك سمى العالم بالإنسان الكبير.

البصيرة

قوة للقلب المنور بنور القُدس يرى بها حقائق الأشياء وبواطنها، بمثابة البصر للنفس يرى به صور الأشياء وظواهرها، وهي التي يسميها الحكماء: العاقلة النظرية، والقوة القدسية.

التجلي

ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب، وإنما جمع الغيوب باعتبار تعدد موارد التجلي، فإن لكل اسم إلهي بحسب محيطه ووجوهه تجليات متنوعة، وأمهات الغيوب، التي تظهر التجليات من بطائنها: سبعة: غيب الحق وحقائقه، وغيب الخفاء المنفصل من الغيب المطلق بالتمييز الأخفى في حضرة أو أدنى، وغيب السر المنفصل من الغيب الإلهي بالتمييز الخفي في حضرة قاب قوسين، وغيب الروح، وهو حضرة السر الوجودي المنفصل بالتمييز الأخفى والخفي في التابع الأمري، وغيب القلب، وهو موقع تعانق الروح والنفس، ومحل استيلاد السر الوجودي، ومنصة استجلائه في كسوة أحدية جمع الكمال، وغيب النفس، وهو أنس المناظرة، وغيب اللطائف البدنية، وهي مطارح أنظاره لكشف ما يحق له جمعا وتفصيلا.

والتجلي الذاتي: ما يكون مبدؤه الذات من غير اعتبار صفة من الصفات معها، وإن كان لا يحصل ذلك إلا بواسطة الأسماء والصفات، إذ لا ينجلي الحق من حيث ذاته على الموجودات إلا من وراء حجاب من الحُجُب الأسمائية.

والتجلي الصفاتي: ما يكون مبدؤه صفة من الصفات من حيث تعينها وامتيازها عن الذات.

التدلي

نزول المقربين بوجود الصحو المفيق بعد ارتقائهم إلى منتهى مناهجهم، ويطلق إزاء نزول الحق من قدس ذات الذي لا تطؤه قدم استعداداتهم السوى حسبما تقتضي سعة استعداداتهم وضيقها عند التداني.

التعين

ما به امتيازا شيء عن غيره، بحيث لا يشاركه فيه غيره.

التمكين

هو مقام الرسوخ والاستقرار على الاستقامة، وما دام العبد في الطريق فهو صاحب تمكين، لأنه يرتقي من حال إلى حال، وينتقل من وصف إلى وصف، فإذا وصل واتصل فقد حصل التمكين.

التنزيه

عبارة عن تبعيد الرب عن أوصاف البشر.

الجلوة

خروج العبد من الخلوة بالنعوت الإلهية، إذ عين العبد وأعضاؤه ممحوة عن الأنانية، والأعضاء مضافة إلى الحق بلا عبد، كقول القرآن: «إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله».

الحال

هي ما يبين هيئة الفاعل أو المفعول به لفظا، نحو: ضربت زيدا قائما، أو معنى، نحو: زيد في الدار قائما، والحال عند أهل الحق: معنى يرد على القلب من غير تصنع، ولا اجتلاب، ولا اكتساب، من طرب، أو حزن، أو قبض، أو بسط، أو هيبة، ويزول بظهور صفات النفس، سواء يعقبه المثل أولا، فإذا دام وصار ملكا، يسمى: مقاما، فالأحوال واهب، والمقامات مكاسب، والأحوال تأتي من عين الجود، والمقامات تحصل ببذل المجهود

الحجاب

كل ما يستر مطلوبك، وهو عند أهل الحق: انطباع الصور الكونية في القلب المانعة لقبول تجلي الحق.

وحجاب الغرة: هو العمى والحيرة، إذ لا تأثير للإدراكات الكشفية في كنه الذات، فعدم نفوذها فيه حجاب لا يرتفع في حق الغير أبدا.

حد

قول دال على ماهية الشيء، وعند أهل الله: الفصل بينك وبين مولاك، كتعبدك وانحصارك في الزمان والمكان المحدودين.

الحدس

سرعة انتقال الذهن من المبادي إلى المطالب، ويقابله الفكر، وهو أدنى مراتب الكشف.

الحق

اسم من أسماء الله، والشيء الحق، أي الثابت حقيقة، ويستعمل في الصدق والصواب أيضا، يقال: قول حق وصواب. وفي اللغة: هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. وفي اصطلاح أهل المعاني: هو الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب، باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل. وأما الصدق فقد شاع في الأقوال خاصة، ويقابله الكذب، وقد يفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقة للواقع، ومعنى حقيقته مطابقة الواقع إياه.

الطاهر

من عصمه الله من المخالفات.

أقسام الطاهر

والطاهر الباطن
من عصمه الله من الوساوس والهواجس.
والطاهر السر
من لا يذهل عن الله طرفة عين.
والطاهر السر والعلانية
من قام بتوفية حقوق الحق والخلق جميعاً، لسعته برعاية الجانبين.
والطاهر الظاهر
من عصمه الله من المعاصي.

الحضرات الخمس الإلهية

[عدل]
  • حضرة الغيب المطلق: وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية، وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة: وعالمها عالم الملك،
  • حضرة الغيب المضاف: وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب منه الغيب المطلق، وعالمه عالم الأرواح الجبروتية،
  • حضرة الملكوتية: أعني عالم العقول والنفوس المجردة، إلى ما يكون أقرب من الشهادة المطلقة، وعالمها عالم المثال، ويسمى بعالم الملكوت،
  • الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة: وعالمها عالم الإنسان الجامع لجميع العوالم وما فيها، فعالم الملك مظهر عالم الملكوت، وهو عالم المثال المطلق، وهو مظهر عالم الجبروت، أي عالم المجردات، وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة وهو مظهر الأسماء الإلهية والحضرة الواحدية، وهي مظهر الحضرة الأحدية.

حقائق الأسماء

[عدل]

هي تعيينات الذات ونسبها، إلا أنها صفات يميز بها الإنسان بعضها عن بعض.

مراجع

[عدل]
  1. ^ اليواقيت والجواهر، تأليف: عبد الوهاب الشعراني ج1، ص22.
  2. ^ لطائف المنن والأخلاق، تأليف: عبد الوهاب الشعراني، ج2، ص149.
  3. ^ لهذا أفرد البخاري في صحيحه بابا في ذلك فقال: "باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا"، وقال علي بن أبي طالب: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟)، صحيح البخاري.