انتقل إلى المحتوى

سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 7٬489٬288

11:34، 25 مارس 2022: رامي حسن مرسي (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 63; مؤديا الفعل "edit" في الاقتصاد المعرفي وزيادة الموارد الاقتصادية في قطر. الأفعال المتخذة: عدم السماح; وصف المرشح: منع إضافة وصلة فيسبوك في المقالات والملفات (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل



'''المقدمة:'''

تمثل أوكرانيا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، فأوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا الشرقية، حيث تبلغ مساحتها 604 كم<sup>2</sup>، وعدد سكانها وفق تعداد 2012 بلغ 46 مليون نسمة، ويحدها الاتحاد الروسي من الشرق وبيلاروسيا من الشمال وبولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب والبحر الأسود وبحر أزوف من الجنوب، وهذه المشتركات الحدودية الواسعة والمتنوعة أصفت على أوكرانيا موقعًا إقليميًا جيوسياسيًا مهمًا لأنها تربط روسيا الاتحادية مع غرب أوروبا وتربط غرب أوروبا بشرقها.

واندلعت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تشرين الثاني 2013 م بدعوات تطالب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش باستئناف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي علقها منذ 21 تشرين الثاني 2013، فوصل الأمر إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان، وأعلن الرئيس الأوكراني تعليقه للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الشراكة والتي كان من المفترض أن يتم توقيعها مع أوكرانيا في 29 تشرين الثاني 2013 بالعاصمة الليتوانية، وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده تنتظر ظروفًا تكون ملائمة لتوقيع الاتفاقية من جديد بما يتماشى مع مصالح بلاده، وأكد الرئيس الأوكراني أن سبب رفضه لتوقيع الاتفاقية يعود إلى أسباب اقتصادية بحتة، وبدأت بالفعل الاشتباكات تتبادل من بين قادة الاتحاد الأوروبي وبين روسيا حول اتهامات ابتزاز أوكرانيا من أجل توقيع الاتفاقية معها.

ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا عقدت أوكرانيا اتفاقًا تجاريًا مع الاتحاد الأوروبي فإن هذا الأمر سوف يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الروسي وبدأت الأزمة بين أوكرانيا وروسيا تتصاعد، وبدأت صراعات كبيرة حول شبه جزيرة القزم التي أعلنت روسيا عن ضمها لحدودها الإقليمية على الرغم من أنها أراضي أوكرانية، فأوكرانيا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لروسيا وبدون أوكرانيا لن تكون لروسيا القوة الحالية، فروسيا على سبيل المثال تصدر ما يقارب من 20 % من الغاز على شكل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بينما تصدر الباقي كغاز جاف إلى أوروبا، وتمر نصف تلك الصادرات عبر أوكرانيا وإذا توقفت إمدادات الغاز الروسية فمن المتوقع أن تشهد سوق الطاقة العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار.

وحدثت في أوكرانيا أزمة اقتصادية لعبت ثلاثة أسباب الدور الرئيسي في هذه الأزمة وهي ارتفاع سعر الغاز المورد إلى أوكرانيا الذي كبد الاقتصادي الأوكراني خسائر فادحة كلبت البلاد حوالي 20 مليار دولار والسبب الثاني القروض التي أخذتها أوكرانيا في الفترة ما بين عامي 2008-2009 والسبب الثالث الانخفاض الملحوظ في حجم التبادل التجاري مع شركاء كييف الاستراتيجيين في الدرجة الأولى وبعض بلدان رابطة الدولة المستقلة، وبدأت السلطات الأوكرانية تنتهج سياسة ابتزازية مع روسيا عن طريق تهديدها بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيها معادية لروسيا، وكان الهدف من ذلك هو إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز من أجل إرضاء السلطات الأوكرانية ولكن روسيا ردت على هذا التهديد ردين؛ الأول وهو الرد العسكري والرد الاقتصادي حيث بنت روسيا خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة الشرقية والوسطى والغربية، ثم تفاقمت الأزمة باحتلال روسيا لشبه جزيرة القزم، وتفاقمت الأزمة إلى حد كبير بين البلدين.

وأصبح من المتوقع زيادة حجم التدخل العسكري الروسي إلى أوكرانيا تبعًا للتطورات السياسية والعسكرية، وخاصة أن السلطات الأوكرانية تتجنب أي تصادم عسكري مع الجيش الروسي، فكلا القوتين غير متكافئتين، وقد لا تلجأ إليه في حالة اكتفاء روسيا بجزيرة القرم، وليس بإمكان الولايات المتحدة التدخل العسكري بسبب الصعوبة اللوجستية، وبالتالي فإنه لا حل إلا على المستوى الدبلوماسي وفرض عقوبات اقتصادية على شركات روسية للممارسة ضغوطات على روسيا، وبات من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في البحث سوف نحاول أن نطرح المشهد كما هو منذ نشوء الأزمة وحتى وقتنا هكذا كمحاولة للتنبؤ بما ستؤول إليه الأمور سلبًا أو إيجابًا.

وهناك دراسات حاولت رسم حلول للأزمة كدراسة رعد قاسم صالح، وأرى أن هذه الاقتراحات ضعيفة للغاية ولا يمكن أن يقبل بها الطرف الروسي مهما كلفه الأمر؛ لأن روسيا تعتقد أن سيطرة الاتحاد الأوروبي على أوكرانيا يعني وضعها في حصار من كل الجهات، فسوف تسوء أوضاعها الاقتصادية والعسكرية الأمنية وتفقد سيطرتها على البحر الأسود وغيرها من المضار شديدة الخطورة على الجانب الروسي.

ومن أقرب الدراسات إلى موضوع الدراسة هي دراسة (لاوند، 2021، ص182) حيث توصلت الدراسة في نهايتها إلى أنه يصعب التكهن بالأحداث الأساسية وتوقعات مجرياتها في المستقبل فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية الروسية بسبب تصاعد الأوضاع على مستوى العالم، بينما الدراسة الحالية تسعى إلى توقع مآلات هذه الأزمة بين البلدين، وخاصة أن روسيا على أتم استعداد لخوض حرب عالمية دفاعًا عن مصالحها في أوكرانيا، ولن تترك الأمر بسهولة للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتوصل البلدين أوكرانيا وروسيا إلى اتفاقيات اقتصادية كبرى ترضي الطرفين وتحقق سلامة وأمن البلدين، وخاصة أن هناك جزء من أوكرانيا يتحدث الروسية، وولاؤه إلى الشعب الروسي فإنه يراه موطنه الأصلي، وبالتالي فإن ثم تداخلت عرقية ولغوية بين البلدين تربطهما ببعضها البعض.

وتتفق الدراسة الحالية مع النتيجة البارزة التي أكدت عليها بن قيطة والتي تفترض أن تصاعد الأزمة الأوكرانية مع روسيا قد يدقع دول الجوار السوفيتي السابق لا سيما جورجيا وبيلاروسيا إلى سرعة الانضمام والاندماج مع الغرب، وهذا الأمر سوف يؤدي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تطويق روسيا استراتيجيا والحيلولة دون عودتها كقوة فاعلة على المستوى الدولي، ومن ثم سيوجه الغرب إلى روسيا ضربة قاتلة.

ومن أبزر إيجابيات الدراسات السابقة هو وصفها الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا بكل دقة واتفاق جميع الدراسات، ومن ثم فإن انفصالها سوف يشكل خطرًا كبيرًا على روسيا في كافة المجالات.

ولكن من سلبيات هذه الدراسات افتقادها جميعها إلى الجانب الميداني لوضع سيناريوهات محتملة لتوقع أبعاد الأزمة في كافة أحوالها وظروفها من خلال مقابلات مع مختصين في العمل السياسي وقراءة المشاهد السياسية وتحليلها لمساعدتنا على توقع أبعاد الأزمة في المستقبل ووضع سيناريوهات لكافة التوقعات ورسم الأبعاد والمخاطر التي قد تنجم عنها في المستقبل، وهذا ما سوف تنفرد به الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة لتعويض هذا النقص.

'''الفصل الأول: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتطوراتها:'''

أوكرانيا هي الدولة الأهم على الإطلاق بالنسبة إلى روسيا، ولطالما اعتنت روسيا بتطوير علاقاتها معها؛ لأنها تمثل أهمية كبيرة لها، فهي معبر لتجارتها وسبب في استقرار أسطولها في مياه البحر الأسود، فخسارتها وقطع العلاقات معها يعني خسارة العمق الجيو استراتيجي لروسيا، ويعرض روسيا لضغوطات جيوسياسية من الجنوب عن الصين والهند بسبب المشاكل الحدودية والحركات الانفصالية في الشيشان وضغوطات من حلف الناتو في الغرب وإبعاد أسطولها من مياه البحر الأسود، فضلا على العلاقات الاقتصادية الكبرى بين البلدين، ولذا فإن روسيا لن تسمح لأوكرانيا أن تقيم على أرضها قاعدة أمريكية، أو تتحالف ضدها مع الاتحاد الأوروبي، ولذا تصاعدت الأزمة واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية والتي يسكنها أغلب الروس.

'''المبحث الأول: نظرية الدور وتفسيرها للأزمة الأوكرانية الروسية:'''

نظرية الدور قد أبرزت عالم الشخصية في إدارات الدولة وأثرها في النظام الدولي وخاصة بعد حدوث تغيرات دولية على النظام الدولي، ولقد تبنت روسيا علاقات تعاونية مع الولايات المتحدة والصين بهدف الحفاظ على الوضع الدولي لروسيا في النظام الدولي والعمل على انتعاش النمو الاقتصادي الروسي من أجل تجنب التعرض لأي نوع من الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة الإقليمية بالقرب منها وتسعى روسيا لإعادة دورها الدولي لتصبح قوة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، ولذا تمثل نقص الموارد الروسية يدفع روسيا إلى تبني سياسيات التعاون المشترك مع أمريكا والكتلة الأوربية. (الشيحان، 2019، ص16)

ووفقًا لنظرية الدور في العلاقات الدولية فإن الأزمة الأوكرانية شكلت جزءًا من إعادة الدور الروسي في المنطقة الأوروبية، ومن ثم وجدت الدولة الأوربية وخاصة الغربية منها نفسها تعاني من إشكالية القدرة على تصميم استراتيجية تستطيع من خلالها ضبط الموقف الروسي خاصة في الأزمة الأوكرانية، وأيضًا القضايا التي تربطها بالغرب مثل منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب، ومن هنا بدأ الدور الروسي في البروز باعتبارها دولة نووية، فروسيا تمتلك مخزون كبير من النفط والغاز الطبيعي وتمتلك قدرات تكنولوجية كبيرة تشكل خطرًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم كان من باب الاستعراض العسكري وردع الموقف الأوكراني لمراجعة حساباته في حال تعاونه مع الغرب على حساب روسيا، وأن الأمر سيكلفها الكثير، وخاصة بعد اختلال شبه جزيرة القرم لضمان سير مصالحها في البحر الأسود وغيرها من المصالح مثل منع إقامة قاعدة أمريكية فيها.

'''المبحث الثاني: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأبعادها:'''

بدأت الأزمة تتصاعد بين البلدين عام 2013م، عندما رفض الرئيس الأوكراني فيكتور ياكوفيتش أن يوقع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتمسك بما قدمته له روسيا من عروض، وهي تقديم 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز التي يتم تسليمه لأوكرانيا بما يعدل الثلث، ومن ثم وجدت أوكرانيا نفسها في تجاذبات داخلية وخارجية، بين الولاء الأوربي لأوكرانيا وبين الولاء لروسيا، وخاصة أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا علاقات قوية وخاصة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها أغلب الروس.

ولدعم موقف روسيا دوليًا وإقليميًا دخلت إلى شبه جزيرة القرم من باب الاستعراض العسكري دون قتال، وخاصة أن جزيرة القرم تمثل أهمية كبرى من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لروسيا، فهي التي تتحكم بمرور السفن التجارية والعسكرية إلى عدة موانئ أوكرانية وروسية، فضلًا على أنها وجهة لكثير من السياح حول العالم (مولود، 2017، ص123)

إن أوكرانيا في نظر القادة الروس هو جزء من العالم التاريخي والثقافي لهم، ومكون بنائي للهوية الروسية، ولذا فإن روسيا أدركت حجم المخاطر مبكرًا، فالأمر لن يقتصر على أوكرانيا حينما تتعامل مع الغرب، وإنما سيشجع باقي دول المجال الجيبوليتكي السوفيتي السابق وخاصة جورجيا وبيلاروسيا على توسيع علاقاتهم مع الغرب، وبالتالي يتم تطويق روسيا من الناحية الاستراتيجية ومنعها من العودة إلى المستوى الدولية كقوة عظمى، وخاصة في السياق الدولي الحالي. (بن قيطة، 2018، ص204)

ورأت روسيا أن التدخل الغربي في الأزمة الأوكرانية ما هو إلا محاولة خرق الخطوط الحمراء للأمن القومي الروسي، بمحاولة العبث في مجالها الحيوي، ومد سيطرة حلف الناتو ليطول حدودها الغربية، وذلك من خلال السيطرة على أوكرانيا، تلك المنطقة الفاصلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وبالتالي فإن القضية تمثل خطورة على الأمن القومي الروسي، ولذا لم تتهاون روسيا في الردود وخاصة العسكرية. (الغويري، 2019، ص74)

كان احتلال جزيرة القرم بمثابة صدمة لأوروبا، حيث إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى أوكرانيا لمصالح كثيرة اقتصادية وسياسية، ولا تبعد روسيا عن السيناريو، فبدأت أمريكا بفرض عقوبات على روسيا بعد احتلالها لجزيرة القرم ومنها التضييق على المصارف الحكومية الروسية من الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية، ومنع بيع السلاح والبضائع ذات الاستخدام المدني والعسكري، ومنع توريد التكنولوجيا في القطاع النفطي، ولكن روسيا ليست بالقوة الهينة وليست دولة صغيرة لكي تفرض عليها عقوبات من هذا النوع، حيث إن روسيا ردت على ذلك بقرار منع استيراد اللحوم والمنتجات الزراعية والأجبان من أوروبا لمدة عام، الأمر الذي كلف أوروبا خسائر وصلت إلى 12 مليار يورو سنويًا. (الشيحان، 2019، ص49)

ومن هنا تصاعدت الأزمة الأوكرانية دوليًا، وبات الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير، ونجاح روسيا في إخضاع أوكرانيا سوف يكلف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الكثير من خيبة الأمل في مساعيها التي ستنفشل، وبالتالي تسعى الدراسة من خلال جانبها الميداني إلى التعرف على أبعاد هذه الأزمة.

'''الفصل الثاني:'''

شغلت الحرب الأوكرانية الروسية العالم، وبدأت المحطات الفضائية تستضيف كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين لبيان ما آلت إليه الأوضاع وتأثير الحرب على العالم وأبعادها ومخاطرها والسيناريوهات المحتملة جراء هذه الحرب، والتي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وليس اقتصاد روسيا وأوكرانيا، حيث إن العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا وعقوبات روسيا لأوروبا كانت قاسية على شعوب تلك الدول والتي لحقها حتى الآن ضرر كبير.

'''1.   لقاء مع المحلل السياسي: د/ مسلم شعيتو:'''

'''الإعلام الغربي يزيف الحقائق لما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا:'''

أكد الدكتور مسلم شعيتو أن الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديث التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية، والقصف طال حدود قريبة جدًا من حلف الناتو في مناطق قريبة من بولونيا ورومانيا وهذه رسالة لحلف الناتو أيضًا بأننا لن نسمح لا بالدخول ولا بالتدخل، وفي لحظة معينة ستطال ضواريخنا كل هذه المناطق وهذه الحدود، فالصواريخ التي استخدمها روسيا استخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم، وبالتالي فإن استخدام الصواريخ كلوب أو كالبير تستخدم في مناطق عسكرية فقط، ولكن روسيا ليست في حاجة إلى استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا لأن الجماعات المتشددة تحتمي في المناطق السكنية ولم تستطع روسيا استخدام الأسلحة لا العادية ولا المتطورة في المناطق المدنية.

ويؤكد المحلل السياسي الدكتور مسلم شعيتو أنه لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى، كما أن الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21  قتيل فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم، واعتقد أن نهاية الكذب والنفاق ستكون بعد نهاية هذه المعركة.

'''وبسؤاله: هل الحرب العالمية قد قامت أم على بوادر القيام؟ فالغرب يغطي أحدث تسلحه أمنيه لأوكرانيا، ونشر بطاقات صواريخ حالية، وأمريكا تدعم وبقوة ودول حلف الناتو؟'''

أكد الدكتور مسلم على أن المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا، وبالتالي فإن الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة.

سؤال: الأمين العام لحلف الناتو قال: سنظل ندعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديًا وإنسانيًا، فما يدل ذلك؟

نعم؛ لأن حلف الناتو يقودون معركة المصير، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والأوربيون للأسف لا يمتلكون القدرة على اتخاذ قراراتهم، فكل الخسائر سوف تلحق بأوروبا بداية من أوكرانيا وصولأ إلى آخر بلدة في أوروبا، وإن لم تربح روسيا الحرب وهذا احتمال ضعيف جدًا ستخسر أوروبا كل ما تملك من اقتصاد وأمن، وهذا واضح تمامًا من الموقف الروسي، وبالتالي يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن لأن الخسارة على أوروبا وهذا ما ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية.

'''سؤال: على الرغم من قوة العقوبات التي تقع على الرئيس بوتن إلا أن ما زال يمضي في طريقه، على الرغم من انهيار الوبل، فإلى أين سيتوقف الرئيس بوتن؟'''

أولًا: إذا انطلقنا من أن هناك انهيار اقتصادي في أوكرانيا وأن هناك انهيار في الروبل الروسي فهذا ليس صحيح، ولذلك لن يتوقف الرئيس بوتن إلا لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهي انسحاب القوات الأمريكية من شرق أوروبا بالكامل، وما يحدث في العملة اليوم في البورصة العالمية هي عملية احتيال تمارسها بعض الشركات ولكن يبقى رأس المال الداخل روسيا بالإضافة إلى أن روسيا بتجربتها تستطيع أن تعوض كل السلع التي كانت تستوردها من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن روسيا حتى الآن لم ترد اقتصاديًا على هذه العقوبات، وعندما تقرر الرد اعتقد أن أوروبا هي التي ستقف على أبواب موسكو مستجديه الحل.

'''سؤال: ما هو الرد الروسي المتوقع في العقوبات القادمة؟'''

أولًا: روسيا إذا قررت وقف الغاز والنفط ومشتقاته من الفحم الحجري أيضًا 40 % من استهلاك أوروبا هو من روسيا، فتضطر أوروبا أن تشتري من دول أخرى 10 أضعاف السعر من روسيا، وبالتالي فكيف سيعيش المستهلك الأوروبي، وإذا قررت روسيا وقف بيع الأسمدة فستبدأ المجاعة في كل العالم، روسيا من أهم مصدري الأسمدة في العالم، وإذا تحولت روسيا تمامًا إلى التبادل السلعي مع الصين والهند وإيران والدول العربية فماذا سيحدث للدولار؟ بالفعل ستنتهي هذه الهيمنة الأمريكية في وسط العملة، ولكن إذا قررت روسيا وقف بيع القمح والشعير والزيوت سوف ترتفع الأـسعار بشكل كبير، فضلًا على أن هناك خوف في أفريقيا من المجاعة وغيرها من المواد الأولية، وعلى الرغم من كل هذا فإن روسيا لم تلجأ إلى استعمال أي ورقة؛ لأنها تعلم تمامًا أنها هي التي ستربح وتحاول أن تعطي لأوروبا فرصة للتخلص من الهيمنة؛ لأن دمار أوروبا هو لصالح بريطانيا وتركيا، وهذا ما لا ترغبه روسيا.

'''سؤال: ماذا عن الأرقام التي تعلن عنها أوكرانيا يوميا، حيث أعلنوا عن مقتل 14 ألف قتيل من الجيش الروسي؟'''

إذا كنا سنصدق الأرقام الأوكرانية والغربية، فمعنى ذلك أن أوكرانيا أصبحت على الساحة الحمراء في موسكو، فنعم هناك خسائر وروسيا لا تنكر، وأعلنت ذلك، فأول 10 أيام حوالي 480 شهيدًا، ولكن إذا أنتم تابعتم فإن العملية تغيرت وأصبحت بشكل بطيء ولكن تصاعدي، ويبدو أن الأمور خلال أسبوع ستكون كل القوات المتشددة والعصابات في شرق أوكرانيا المحاذية للبنان ستكون محاصرة وستسقط خلال أيام وبالتالي سيسقط هذا الخط الجنوبي.

'''2.   لقاء مع المحلل السياسي والاستراتيجي رضا بورادع:'''

'''سؤال: ما علاقة حرب روسيا وأوكرانيا بالثورات العربية وعملية التغير في بلداننا العربية؟'''

لأن الدول العربية كلها مستبدة تأتي بشرعيتها من إسناد دول فوقها كبرى، وهذه الحرب سوف تفضي إلى تراجع دول كبرى كما أفضت الحرب العالمية الثانية إلى تراجع الإمبراطوريات، فأيضًا هذه الحرب سوف في النهاية تفضي إلى تراجع دول كبرى مثل فرنسا الآن نرى أنها تقريبًا خارج المعادلة، ماكرون تلك الصورة اليائسة خرجت بعد مكالمته لبوتن هي تنبئ أن فرنسا حتى تخرج من التاريخ تخرج من كل المعادلات، تخرج من ممارسات الأمن، تخرج من دورها كدولة فاعلة في موازين دولية.

'''سؤال: ستتهم الآن أن كلامك هذا إصرار ليس على الدعوة إلى التغير والاستفادة مما يجرى بل إصرار على الدعوة إلى التخريب والتدمير في بلداننا العربية وسيقال لك: ألم يكفك ما جرى خلال عشر سنوات خلت من فوضى وتدمير وتشريد:'''

أنا لا أقول أفعلوا، أنا أقول: أن الجغرافيا سياسة التحرك والتاريخ يشهد بذلك، أنا عندي أكثر من موقع، الوضع الدولي تغير، وتغيرت معه الساحة الجزائرية والمصرية وشمال إفريقيا، وغير ذلك، فنقول مثلًا بعد سقوط جدار برلين، يعني دخلت الجزائر في التسعينيات والضحية الاشتراكي في النظام كان يناصر النظام الجزائري، فمثلا سقط في النظام فكانت هناك التسعينيات ودخلنا في حالة من التعددية مثلًا الحزبية الجديدة فيما بعد ذلك كانت الحرب الإرهابي.

'''3.   لقاء مع أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية بلندن الدكتور ناصر قلاوون:'''

'''سؤال: هل تم طرد روسيا من مجلس الأمن؟'''

هذا الأمر غير حقيقي، لأن طرد روسيا من مجلس الأمن لا بد من إجماع العلماء عليه، وهذا لن تسمح به الصين، لكن نعلم أن هناك حرب إعلامية ضد روسيا، ولذا فإن أغلب المحللين السياسيين في أوروبا وفي حلف الناتو يقولون إن الرئيس الروسي أعلن الحرب على أوروبا، وبالتالي لا بد من أخذ الموضوع بعين الجدية، لأن مطالب روسيا ليست إبعاد حلف الناتو عن أوكرانيا فقط وإنما إبعادها من شرق أوروبا بالكامل، فأوكرانيا هي السمكة الصغيرة.

وتحاول بريطانيا وأمريكا الضغط على ألمانيا لمنع التعامل مع روسيا، ولكن هذا سوف يلحق بألمانيا على وجه الخصوص خسائر فادحة وخاصة إن منعت روسيا وصول الغاز ومشتقاته إليها

'''الفصل الثالث: نتائج الدراسة''':

1.   استيلاء روسيا على جزيرة القرم مكن روسيا من السيطرة التامة على مياه البحر الأسود، وحماية أسطولها البحري من فرض سيطرته على المياه، وتقوية شوكتها في المنطقة وإغلاق الباب أمام أحلام حلف الناتو وخاصة أمريكا من إقامة قاعدة عسكرية لها على أراضي أوكرانيا.

2.   الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديثة التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية

3.   الصواريخ التي استخدمتها روسيا استُخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم.

4.   لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى

5.   الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 ألف قتيل، فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم.

6.   إن المعطيات الجديدة في أوكرانيا كادت تقضي على الحلم الروسي بتشكيل اتحاد اقتصادي للدول التي كانت في بوتقة الاتحاد السوفيتي السابق لمنافسة ليس فقط الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة والصين، وهذا المشروع الذي يعتبر من الأهداف الرئيسة للرئيس بوتين خلال سنوات حكمه ال 14، قد يجرد من معناه في غياب أوكرانيا التي تعد 46 مليون نسمة، وتملك قدرات كبيرة زراعية وصناعية، ولا يزال المستقبل الروسي الأوكراني غامضًا طالما كانت هناك تدخلات خارجية تحاول تصعيد الموقف لصالحها، ولذا فإن بوتين لم يجد أمامه خيار إلا الغزو العسكري لمنع تدفق القوات الأوروبية إلى أوكرانيا وحصر روسيا.

7.   إن لم يتدخل الوسطاء الدوليون لتسوية الأزمة، فإن سيناريوهات الحرب في أوكرانيا قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا إلى دولة في الشرق وأخرى في غرب البلاد.

8.   الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير.

9.   الحرب الروسية كانت لها آثار اقتصادية كبرى على العالم بأكمله وخاصة أن روسيا تحتل المركز الثاني عالميًا في تصدير الطاقة إلى أوروبا وخاصة ألمانيا، وعندما قامت الحرب وفرضت أوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا أوقفت روسيا على الفور تصدير الغاز إلى أوروبا مما أدى إلى ارتفاع الغاز بشكل كبير في نطاق أوروبا وخاصة ألمانيا التي ارتفعت فيها أسعار البترول إلى النصف.

10. المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا

11.الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة.

12.  يبقى من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في روسيا، فوصول قادة يتمسكون بأوروبا ويرون أنهم لا مستقبل لهم بدونها وليس بروسيا يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة للدب الروسي فلاديمير بوتين الذي يحلم بإبقاء أوكرانيا في فلك روسيا، وللتأثير على سياسة أوكرانيا تملك روسيا عدة بحكم الروابط القوية جدًا بين اقتصادي البلدين، وقد هددت موسكو جارتها كييف بأنها ستزيد الرسوم الجمركية على المنتجات القادمة إلى روسيا من من أوكرانيا إن اقتربت من الاتحاد الأوروبي، وكذلك أدانت موسكو التدابير المعادية لروسيا التي اتخذتها السلطات الجديدة في كييف.

13.  العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا لم تكن كافية لردعها كما عزمت القيام عليه تجاه أوكرانيا، بل بالعكس تقدمت عسكريًا بشكل كبير، ودخلت في حرب فعليه مع أوكرانيا، ودمرت القوات روسيا البنية التحتية لأوكرانيا في ظل عجز تام من أي دولة في العالم من التدخل العسكري مع روسي.

14.   استغاثة أوكرانيا المتكررة بأوروبا يدلل وبشكل كبير على أنه حقًا كان ينوي وبشدة الانضمام إلى حلف الناتو الأطلسي، وأن توقعات بوتين كان في موضعها وتخوفاته كانت في محلها.

15.  لا توجد أي احتمالية لأي نوع من المواجهة العسكرية بين أعضاء حلف الناتو وبين روسيا، وقد أكدت الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا على انتفاء احتمالية التدخل العسكري لمواجهة اعتداءات روسيا على أوكرانيا واختراق مواثيق العهود الدولية، ولكن تفرض عقوبات كبرى تحاول من خلالها عزل روسيا عن العالم.

16.   ضم روسيا لجزيرة القرم لن يشكل عليها أي أعباء أو صراعات داخلية، لأنه جزيرة القرم أغلب سكانها روس، وخاصة بعد ترجيل جوزيف ستالين سكانها الأصليين التتار من موطنهم إلى كازاخستان في شرق الاتحاد السوفيتي عام 1944م تحت ادعاء دعمهم لألمانيا، وبالتالي فإن نسبة الروس الذين يسكنون جزيرة القرم اليوم يمثلون حوالي 75 % فيما شكلت نسبة الأوكرانيين عام 1944 في القرم 21 % بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وبالتالي فإن ضمها إلى روسيا نال إعجاب وتأييد أغلب سكانها الذين كانوا من قبل يعلنون ولاءهم وانتمائهم للشعب الروسي.

'''الرأي الشخصي في هذه الصراعات:'''

إن المشهد السياسي ينبأ بأن الحرب سوف تنتهي لصالح روسيا؛ لأن هذه الحرب هي حرب مصيرية بالنسبة لروسيا، فحلف الناتو إذا دب في الأراضي الأوكرانية فسوف يحجب روسيا عن العالم ويجعله محاصرة من كل جانب، ويضر بأمنها القومي بشكل كبير، فضلًا على تقليص تواجدها في البحر الأسود، وبالتالي فإن روسيا لم تتدخل في الشئون الداخلية لأوكرانيا كما يرى البعض، بل على العكس تمامًا كانت تدفع روسيا ملايين الدولارات مقابل مرور البترول عبر أراضيها إلى أوروبا، وأيضًا كانت تجني أوكرانيا أرباحًا كبرى من خلال الحركات التجارية في مواني القرم وغيرها، ولكن الرئيس الحالي زيلينسكي انتهجت سياسة ابتزازية حيال روسيا عن طريق التهديد بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها معادية لروسيا، وكان أحد أهداف هذا الابتزاز إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز، لإرضاء السلطة الأوكرانية، ولكن روسيا ردت على ذلك بتهديد عسكري بسحق أي بلد مجاور تقام فيه قواعد عسكرية أميريكة أو أطلسية في حالة تعرض الأمن القومي الروسي للخطر، وكان الحراك الروسي السريع والحاسم خلال الأزمة مع جورجيا في 2008 ترجمة لهذا التهديد، وأما عن الرد الاقتصادي، فشرعت روسيا في بناء خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة عبر قاع البحر الأسود إلى بلغاريا ومنها إلى اليونان وصربيا وغيرهما من البلدان في أوروبا الشرقية، وبالتالي تخلت روسيا عن استخدام الأراضي الأوكرانية للترانزيت، وبالتالي تحرر الاقتصادي الروسي من رسوم الترانزيت الأوكرانية.

وهذا يؤكد على أن روسيا لم تتدخل في شأن البلاد الداخلية، ولم تلجأ إلى التدخل العسكري لولا السياسة الأوكرانية المعادية والتي تهدد روسيا دومًا بإقامة قاعدة عسكرية في أوكرانيا، وبالتالي فإن الرئيسي الأوكراني قد وضع في فك تصديق الوعود الأوروبية، فتدخلت عنه أوروبا، وتركوه يواجه الحرب مع روسيا بمفرده، فتعرضت بلاده إلى خسائر فاحده، في الوقت الذي أعلن فيه حلف الناتو أنه ليس في سياسته أي نوع من التدخل العسكري في شأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

ولذا فإنني أرى أن المفاوضات الأوكرانية الروسية يجب أن تكون سريعة ويجب أن تتنازل أوكرانيا عن سياسات الابتزاز والتهديد بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، والتعلم من الدرس، حيث إن أمريكا وغيرها لا تشغلها إلا مصالحها فقط، وبالتالي يجب أن تحرص أوكرانيا على إقامة علاقة سياسية دبلوماسية جديدة لتحسين الأوضاع مع روسيا وإنشاء اقتصاد جديد والانطلاق من رؤى تعاونية جديدة.

'''المراجع''':

1.    مولود، بلقاسمي، 2017، الثابت والمتغير في السياسية الخارجية الروسية: دراسة نموذج الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية: توظيف نموذج تعديل المسار في السياسة الخارجية لتشارلز هيرمان، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، العدد التاسع.

2.    الشيحان، أحمد عواد، 2019، الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية وأثرها على مكانة روسيا الاتحادية في النظام الدولي، 2014-2017، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن.

3.  الغويري، عبد الله عبد الرحمن عقله، 2019، أثر الأزمة الأوكرانية على العلاقات الأمريكية الروسية (2013-2017)، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن.

4.    بن قيطة، مراد 2018، العمق الحيوي: مكانة أوكرانيا في المنظور الاستراتيجي الروسي، مجلة آفاق للعلوم، العدد 11.

5.    لاوند، فيان أحمد محمد ،2021، لأزمة الأوكرانية في السياسة الروسية والأمريكية وأبعادها المستقبلية، مجلة الدراسات المستدامة، المجلد الثالث.

6.    بللوشة، أمير، 2021، الصراع الأمريكي الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية، مجلة دفاتر السياسة والقانون، المجلد 13، العدد الثالث.

7.    التميمي، ظفر عبد مطر، 2014م، الأزمة الأوكرانية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 46.

8.    صالح، رعد قاسم ،2014، الحدث السياسي العالمي: تحليل الأزمة الأوكرانية بعدسات جيو – ستراتيجية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 45

9.    زروال، سناء، 2015، الاستراتيجية الأمنية الروسية تجاه دول البلقان: أوكرانيا دراسة حالة، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر.

10.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=643608016931890</nowiki>

11.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=4832725363481560</nowiki>

محددات الفعل

متغيرقيمة
عدد التعديلات للمستخدم (user_editcount)
2
اسم حساب المستخدم (user_name)
'رامي حسن مرسي'
عمر حساب المستخدم (user_age)
5959
المجموعات (متضمنة غير المباشرة) التي المستخدم فيها (user_groups)
[ 0 => '*', 1 => 'user' ]
ما إذا كان المستخدم يعدل من تطبيق المحمول (user_app)
false
ما إذا كان المستخدم يعدل عبر واجهة المحمول (user_mobile)
false
المجموعات العامة التي ينتمي إليها الحساب (global_user_groups)
[]
هوية الصفحة (page_id)
0
نطاق الصفحة (page_namespace)
0
عنوان الصفحة (بدون نطاق) (page_title)
'الاقتصاد المعرفي وزيادة الموارد الاقتصادية في قطر'
عنوان الصفحة الكامل (page_prefixedtitle)
'الاقتصاد المعرفي وزيادة الموارد الاقتصادية في قطر'
آخر عشرة مساهمين في الصفحة (page_recent_contributors)
[]
عمر الصفحة (بالثواني) (page_age)
0
أول مستخدم ساهم في الصفحة (page_first_contributor)
''
فعل (action)
'edit'
ملخص التعديل/السبب (summary)
'تحديثات'
نموذج المحتوى القديم (old_content_model)
''
نموذج المحتوى الجديد (new_content_model)
'wikitext'
نص الويكي القديم للصفحة، قبل التعديل (old_wikitext)
''
نص الويكي الجديد للصفحة، بعد التعديل (new_wikitext)
' '''المقدمة:''' تمثل أوكرانيا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، فأوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا الشرقية، حيث تبلغ مساحتها 604 كم<sup>2</sup>، وعدد سكانها وفق تعداد 2012 بلغ 46 مليون نسمة، ويحدها الاتحاد الروسي من الشرق وبيلاروسيا من الشمال وبولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب والبحر الأسود وبحر أزوف من الجنوب، وهذه المشتركات الحدودية الواسعة والمتنوعة أصفت على أوكرانيا موقعًا إقليميًا جيوسياسيًا مهمًا لأنها تربط روسيا الاتحادية مع غرب أوروبا وتربط غرب أوروبا بشرقها. واندلعت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تشرين الثاني 2013 م بدعوات تطالب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش باستئناف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي علقها منذ 21 تشرين الثاني 2013، فوصل الأمر إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان، وأعلن الرئيس الأوكراني تعليقه للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الشراكة والتي كان من المفترض أن يتم توقيعها مع أوكرانيا في 29 تشرين الثاني 2013 بالعاصمة الليتوانية، وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده تنتظر ظروفًا تكون ملائمة لتوقيع الاتفاقية من جديد بما يتماشى مع مصالح بلاده، وأكد الرئيس الأوكراني أن سبب رفضه لتوقيع الاتفاقية يعود إلى أسباب اقتصادية بحتة، وبدأت بالفعل الاشتباكات تتبادل من بين قادة الاتحاد الأوروبي وبين روسيا حول اتهامات ابتزاز أوكرانيا من أجل توقيع الاتفاقية معها. ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا عقدت أوكرانيا اتفاقًا تجاريًا مع الاتحاد الأوروبي فإن هذا الأمر سوف يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الروسي وبدأت الأزمة بين أوكرانيا وروسيا تتصاعد، وبدأت صراعات كبيرة حول شبه جزيرة القزم التي أعلنت روسيا عن ضمها لحدودها الإقليمية على الرغم من أنها أراضي أوكرانية، فأوكرانيا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لروسيا وبدون أوكرانيا لن تكون لروسيا القوة الحالية، فروسيا على سبيل المثال تصدر ما يقارب من 20 % من الغاز على شكل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بينما تصدر الباقي كغاز جاف إلى أوروبا، وتمر نصف تلك الصادرات عبر أوكرانيا وإذا توقفت إمدادات الغاز الروسية فمن المتوقع أن تشهد سوق الطاقة العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار. وحدثت في أوكرانيا أزمة اقتصادية لعبت ثلاثة أسباب الدور الرئيسي في هذه الأزمة وهي ارتفاع سعر الغاز المورد إلى أوكرانيا الذي كبد الاقتصادي الأوكراني خسائر فادحة كلبت البلاد حوالي 20 مليار دولار والسبب الثاني القروض التي أخذتها أوكرانيا في الفترة ما بين عامي 2008-2009 والسبب الثالث الانخفاض الملحوظ في حجم التبادل التجاري مع شركاء كييف الاستراتيجيين في الدرجة الأولى وبعض بلدان رابطة الدولة المستقلة، وبدأت السلطات الأوكرانية تنتهج سياسة ابتزازية مع روسيا عن طريق تهديدها بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيها معادية لروسيا، وكان الهدف من ذلك هو إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز من أجل إرضاء السلطات الأوكرانية ولكن روسيا ردت على هذا التهديد ردين؛ الأول وهو الرد العسكري والرد الاقتصادي حيث بنت روسيا خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة الشرقية والوسطى والغربية، ثم تفاقمت الأزمة باحتلال روسيا لشبه جزيرة القزم، وتفاقمت الأزمة إلى حد كبير بين البلدين. وأصبح من المتوقع زيادة حجم التدخل العسكري الروسي إلى أوكرانيا تبعًا للتطورات السياسية والعسكرية، وخاصة أن السلطات الأوكرانية تتجنب أي تصادم عسكري مع الجيش الروسي، فكلا القوتين غير متكافئتين، وقد لا تلجأ إليه في حالة اكتفاء روسيا بجزيرة القرم، وليس بإمكان الولايات المتحدة التدخل العسكري بسبب الصعوبة اللوجستية، وبالتالي فإنه لا حل إلا على المستوى الدبلوماسي وفرض عقوبات اقتصادية على شركات روسية للممارسة ضغوطات على روسيا، وبات من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في البحث سوف نحاول أن نطرح المشهد كما هو منذ نشوء الأزمة وحتى وقتنا هكذا كمحاولة للتنبؤ بما ستؤول إليه الأمور سلبًا أو إيجابًا. وهناك دراسات حاولت رسم حلول للأزمة كدراسة رعد قاسم صالح، وأرى أن هذه الاقتراحات ضعيفة للغاية ولا يمكن أن يقبل بها الطرف الروسي مهما كلفه الأمر؛ لأن روسيا تعتقد أن سيطرة الاتحاد الأوروبي على أوكرانيا يعني وضعها في حصار من كل الجهات، فسوف تسوء أوضاعها الاقتصادية والعسكرية الأمنية وتفقد سيطرتها على البحر الأسود وغيرها من المضار شديدة الخطورة على الجانب الروسي. ومن أقرب الدراسات إلى موضوع الدراسة هي دراسة (لاوند، 2021، ص182) حيث توصلت الدراسة في نهايتها إلى أنه يصعب التكهن بالأحداث الأساسية وتوقعات مجرياتها في المستقبل فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية الروسية بسبب تصاعد الأوضاع على مستوى العالم، بينما الدراسة الحالية تسعى إلى توقع مآلات هذه الأزمة بين البلدين، وخاصة أن روسيا على أتم استعداد لخوض حرب عالمية دفاعًا عن مصالحها في أوكرانيا، ولن تترك الأمر بسهولة للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتوصل البلدين أوكرانيا وروسيا إلى اتفاقيات اقتصادية كبرى ترضي الطرفين وتحقق سلامة وأمن البلدين، وخاصة أن هناك جزء من أوكرانيا يتحدث الروسية، وولاؤه إلى الشعب الروسي فإنه يراه موطنه الأصلي، وبالتالي فإن ثم تداخلت عرقية ولغوية بين البلدين تربطهما ببعضها البعض. وتتفق الدراسة الحالية مع النتيجة البارزة التي أكدت عليها بن قيطة والتي تفترض أن تصاعد الأزمة الأوكرانية مع روسيا قد يدقع دول الجوار السوفيتي السابق لا سيما جورجيا وبيلاروسيا إلى سرعة الانضمام والاندماج مع الغرب، وهذا الأمر سوف يؤدي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تطويق روسيا استراتيجيا والحيلولة دون عودتها كقوة فاعلة على المستوى الدولي، ومن ثم سيوجه الغرب إلى روسيا ضربة قاتلة. ومن أبزر إيجابيات الدراسات السابقة هو وصفها الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا بكل دقة واتفاق جميع الدراسات، ومن ثم فإن انفصالها سوف يشكل خطرًا كبيرًا على روسيا في كافة المجالات. ولكن من سلبيات هذه الدراسات افتقادها جميعها إلى الجانب الميداني لوضع سيناريوهات محتملة لتوقع أبعاد الأزمة في كافة أحوالها وظروفها من خلال مقابلات مع مختصين في العمل السياسي وقراءة المشاهد السياسية وتحليلها لمساعدتنا على توقع أبعاد الأزمة في المستقبل ووضع سيناريوهات لكافة التوقعات ورسم الأبعاد والمخاطر التي قد تنجم عنها في المستقبل، وهذا ما سوف تنفرد به الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة لتعويض هذا النقص. '''الفصل الأول: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتطوراتها:''' أوكرانيا هي الدولة الأهم على الإطلاق بالنسبة إلى روسيا، ولطالما اعتنت روسيا بتطوير علاقاتها معها؛ لأنها تمثل أهمية كبيرة لها، فهي معبر لتجارتها وسبب في استقرار أسطولها في مياه البحر الأسود، فخسارتها وقطع العلاقات معها يعني خسارة العمق الجيو استراتيجي لروسيا، ويعرض روسيا لضغوطات جيوسياسية من الجنوب عن الصين والهند بسبب المشاكل الحدودية والحركات الانفصالية في الشيشان وضغوطات من حلف الناتو في الغرب وإبعاد أسطولها من مياه البحر الأسود، فضلا على العلاقات الاقتصادية الكبرى بين البلدين، ولذا فإن روسيا لن تسمح لأوكرانيا أن تقيم على أرضها قاعدة أمريكية، أو تتحالف ضدها مع الاتحاد الأوروبي، ولذا تصاعدت الأزمة واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية والتي يسكنها أغلب الروس. '''المبحث الأول: نظرية الدور وتفسيرها للأزمة الأوكرانية الروسية:''' نظرية الدور قد أبرزت عالم الشخصية في إدارات الدولة وأثرها في النظام الدولي وخاصة بعد حدوث تغيرات دولية على النظام الدولي، ولقد تبنت روسيا علاقات تعاونية مع الولايات المتحدة والصين بهدف الحفاظ على الوضع الدولي لروسيا في النظام الدولي والعمل على انتعاش النمو الاقتصادي الروسي من أجل تجنب التعرض لأي نوع من الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة الإقليمية بالقرب منها وتسعى روسيا لإعادة دورها الدولي لتصبح قوة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، ولذا تمثل نقص الموارد الروسية يدفع روسيا إلى تبني سياسيات التعاون المشترك مع أمريكا والكتلة الأوربية. (الشيحان، 2019، ص16) ووفقًا لنظرية الدور في العلاقات الدولية فإن الأزمة الأوكرانية شكلت جزءًا من إعادة الدور الروسي في المنطقة الأوروبية، ومن ثم وجدت الدولة الأوربية وخاصة الغربية منها نفسها تعاني من إشكالية القدرة على تصميم استراتيجية تستطيع من خلالها ضبط الموقف الروسي خاصة في الأزمة الأوكرانية، وأيضًا القضايا التي تربطها بالغرب مثل منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب، ومن هنا بدأ الدور الروسي في البروز باعتبارها دولة نووية، فروسيا تمتلك مخزون كبير من النفط والغاز الطبيعي وتمتلك قدرات تكنولوجية كبيرة تشكل خطرًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم كان من باب الاستعراض العسكري وردع الموقف الأوكراني لمراجعة حساباته في حال تعاونه مع الغرب على حساب روسيا، وأن الأمر سيكلفها الكثير، وخاصة بعد اختلال شبه جزيرة القرم لضمان سير مصالحها في البحر الأسود وغيرها من المصالح مثل منع إقامة قاعدة أمريكية فيها. '''المبحث الثاني: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأبعادها:''' بدأت الأزمة تتصاعد بين البلدين عام 2013م، عندما رفض الرئيس الأوكراني فيكتور ياكوفيتش أن يوقع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتمسك بما قدمته له روسيا من عروض، وهي تقديم 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز التي يتم تسليمه لأوكرانيا بما يعدل الثلث، ومن ثم وجدت أوكرانيا نفسها في تجاذبات داخلية وخارجية، بين الولاء الأوربي لأوكرانيا وبين الولاء لروسيا، وخاصة أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا علاقات قوية وخاصة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها أغلب الروس. ولدعم موقف روسيا دوليًا وإقليميًا دخلت إلى شبه جزيرة القرم من باب الاستعراض العسكري دون قتال، وخاصة أن جزيرة القرم تمثل أهمية كبرى من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لروسيا، فهي التي تتحكم بمرور السفن التجارية والعسكرية إلى عدة موانئ أوكرانية وروسية، فضلًا على أنها وجهة لكثير من السياح حول العالم (مولود، 2017، ص123) إن أوكرانيا في نظر القادة الروس هو جزء من العالم التاريخي والثقافي لهم، ومكون بنائي للهوية الروسية، ولذا فإن روسيا أدركت حجم المخاطر مبكرًا، فالأمر لن يقتصر على أوكرانيا حينما تتعامل مع الغرب، وإنما سيشجع باقي دول المجال الجيبوليتكي السوفيتي السابق وخاصة جورجيا وبيلاروسيا على توسيع علاقاتهم مع الغرب، وبالتالي يتم تطويق روسيا من الناحية الاستراتيجية ومنعها من العودة إلى المستوى الدولية كقوة عظمى، وخاصة في السياق الدولي الحالي. (بن قيطة، 2018، ص204) ورأت روسيا أن التدخل الغربي في الأزمة الأوكرانية ما هو إلا محاولة خرق الخطوط الحمراء للأمن القومي الروسي، بمحاولة العبث في مجالها الحيوي، ومد سيطرة حلف الناتو ليطول حدودها الغربية، وذلك من خلال السيطرة على أوكرانيا، تلك المنطقة الفاصلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وبالتالي فإن القضية تمثل خطورة على الأمن القومي الروسي، ولذا لم تتهاون روسيا في الردود وخاصة العسكرية. (الغويري، 2019، ص74) كان احتلال جزيرة القرم بمثابة صدمة لأوروبا، حيث إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى أوكرانيا لمصالح كثيرة اقتصادية وسياسية، ولا تبعد روسيا عن السيناريو، فبدأت أمريكا بفرض عقوبات على روسيا بعد احتلالها لجزيرة القرم ومنها التضييق على المصارف الحكومية الروسية من الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية، ومنع بيع السلاح والبضائع ذات الاستخدام المدني والعسكري، ومنع توريد التكنولوجيا في القطاع النفطي، ولكن روسيا ليست بالقوة الهينة وليست دولة صغيرة لكي تفرض عليها عقوبات من هذا النوع، حيث إن روسيا ردت على ذلك بقرار منع استيراد اللحوم والمنتجات الزراعية والأجبان من أوروبا لمدة عام، الأمر الذي كلف أوروبا خسائر وصلت إلى 12 مليار يورو سنويًا. (الشيحان، 2019، ص49) ومن هنا تصاعدت الأزمة الأوكرانية دوليًا، وبات الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير، ونجاح روسيا في إخضاع أوكرانيا سوف يكلف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الكثير من خيبة الأمل في مساعيها التي ستنفشل، وبالتالي تسعى الدراسة من خلال جانبها الميداني إلى التعرف على أبعاد هذه الأزمة. '''الفصل الثاني:''' شغلت الحرب الأوكرانية الروسية العالم، وبدأت المحطات الفضائية تستضيف كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين لبيان ما آلت إليه الأوضاع وتأثير الحرب على العالم وأبعادها ومخاطرها والسيناريوهات المحتملة جراء هذه الحرب، والتي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وليس اقتصاد روسيا وأوكرانيا، حيث إن العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا وعقوبات روسيا لأوروبا كانت قاسية على شعوب تلك الدول والتي لحقها حتى الآن ضرر كبير. '''1.   لقاء مع المحلل السياسي: د/ مسلم شعيتو:''' '''الإعلام الغربي يزيف الحقائق لما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا:''' أكد الدكتور مسلم شعيتو أن الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديث التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية، والقصف طال حدود قريبة جدًا من حلف الناتو في مناطق قريبة من بولونيا ورومانيا وهذه رسالة لحلف الناتو أيضًا بأننا لن نسمح لا بالدخول ولا بالتدخل، وفي لحظة معينة ستطال ضواريخنا كل هذه المناطق وهذه الحدود، فالصواريخ التي استخدمها روسيا استخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم، وبالتالي فإن استخدام الصواريخ كلوب أو كالبير تستخدم في مناطق عسكرية فقط، ولكن روسيا ليست في حاجة إلى استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا لأن الجماعات المتشددة تحتمي في المناطق السكنية ولم تستطع روسيا استخدام الأسلحة لا العادية ولا المتطورة في المناطق المدنية. ويؤكد المحلل السياسي الدكتور مسلم شعيتو أنه لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى، كما أن الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21  قتيل فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم، واعتقد أن نهاية الكذب والنفاق ستكون بعد نهاية هذه المعركة. '''وبسؤاله: هل الحرب العالمية قد قامت أم على بوادر القيام؟ فالغرب يغطي أحدث تسلحه أمنيه لأوكرانيا، ونشر بطاقات صواريخ حالية، وأمريكا تدعم وبقوة ودول حلف الناتو؟''' أكد الدكتور مسلم على أن المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا، وبالتالي فإن الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. سؤال: الأمين العام لحلف الناتو قال: سنظل ندعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديًا وإنسانيًا، فما يدل ذلك؟ نعم؛ لأن حلف الناتو يقودون معركة المصير، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والأوربيون للأسف لا يمتلكون القدرة على اتخاذ قراراتهم، فكل الخسائر سوف تلحق بأوروبا بداية من أوكرانيا وصولأ إلى آخر بلدة في أوروبا، وإن لم تربح روسيا الحرب وهذا احتمال ضعيف جدًا ستخسر أوروبا كل ما تملك من اقتصاد وأمن، وهذا واضح تمامًا من الموقف الروسي، وبالتالي يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن لأن الخسارة على أوروبا وهذا ما ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية. '''سؤال: على الرغم من قوة العقوبات التي تقع على الرئيس بوتن إلا أن ما زال يمضي في طريقه، على الرغم من انهيار الوبل، فإلى أين سيتوقف الرئيس بوتن؟''' أولًا: إذا انطلقنا من أن هناك انهيار اقتصادي في أوكرانيا وأن هناك انهيار في الروبل الروسي فهذا ليس صحيح، ولذلك لن يتوقف الرئيس بوتن إلا لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهي انسحاب القوات الأمريكية من شرق أوروبا بالكامل، وما يحدث في العملة اليوم في البورصة العالمية هي عملية احتيال تمارسها بعض الشركات ولكن يبقى رأس المال الداخل روسيا بالإضافة إلى أن روسيا بتجربتها تستطيع أن تعوض كل السلع التي كانت تستوردها من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن روسيا حتى الآن لم ترد اقتصاديًا على هذه العقوبات، وعندما تقرر الرد اعتقد أن أوروبا هي التي ستقف على أبواب موسكو مستجديه الحل. '''سؤال: ما هو الرد الروسي المتوقع في العقوبات القادمة؟''' أولًا: روسيا إذا قررت وقف الغاز والنفط ومشتقاته من الفحم الحجري أيضًا 40 % من استهلاك أوروبا هو من روسيا، فتضطر أوروبا أن تشتري من دول أخرى 10 أضعاف السعر من روسيا، وبالتالي فكيف سيعيش المستهلك الأوروبي، وإذا قررت روسيا وقف بيع الأسمدة فستبدأ المجاعة في كل العالم، روسيا من أهم مصدري الأسمدة في العالم، وإذا تحولت روسيا تمامًا إلى التبادل السلعي مع الصين والهند وإيران والدول العربية فماذا سيحدث للدولار؟ بالفعل ستنتهي هذه الهيمنة الأمريكية في وسط العملة، ولكن إذا قررت روسيا وقف بيع القمح والشعير والزيوت سوف ترتفع الأـسعار بشكل كبير، فضلًا على أن هناك خوف في أفريقيا من المجاعة وغيرها من المواد الأولية، وعلى الرغم من كل هذا فإن روسيا لم تلجأ إلى استعمال أي ورقة؛ لأنها تعلم تمامًا أنها هي التي ستربح وتحاول أن تعطي لأوروبا فرصة للتخلص من الهيمنة؛ لأن دمار أوروبا هو لصالح بريطانيا وتركيا، وهذا ما لا ترغبه روسيا. '''سؤال: ماذا عن الأرقام التي تعلن عنها أوكرانيا يوميا، حيث أعلنوا عن مقتل 14 ألف قتيل من الجيش الروسي؟''' إذا كنا سنصدق الأرقام الأوكرانية والغربية، فمعنى ذلك أن أوكرانيا أصبحت على الساحة الحمراء في موسكو، فنعم هناك خسائر وروسيا لا تنكر، وأعلنت ذلك، فأول 10 أيام حوالي 480 شهيدًا، ولكن إذا أنتم تابعتم فإن العملية تغيرت وأصبحت بشكل بطيء ولكن تصاعدي، ويبدو أن الأمور خلال أسبوع ستكون كل القوات المتشددة والعصابات في شرق أوكرانيا المحاذية للبنان ستكون محاصرة وستسقط خلال أيام وبالتالي سيسقط هذا الخط الجنوبي. '''2.   لقاء مع المحلل السياسي والاستراتيجي رضا بورادع:''' '''سؤال: ما علاقة حرب روسيا وأوكرانيا بالثورات العربية وعملية التغير في بلداننا العربية؟''' لأن الدول العربية كلها مستبدة تأتي بشرعيتها من إسناد دول فوقها كبرى، وهذه الحرب سوف تفضي إلى تراجع دول كبرى كما أفضت الحرب العالمية الثانية إلى تراجع الإمبراطوريات، فأيضًا هذه الحرب سوف في النهاية تفضي إلى تراجع دول كبرى مثل فرنسا الآن نرى أنها تقريبًا خارج المعادلة، ماكرون تلك الصورة اليائسة خرجت بعد مكالمته لبوتن هي تنبئ أن فرنسا حتى تخرج من التاريخ تخرج من كل المعادلات، تخرج من ممارسات الأمن، تخرج من دورها كدولة فاعلة في موازين دولية. '''سؤال: ستتهم الآن أن كلامك هذا إصرار ليس على الدعوة إلى التغير والاستفادة مما يجرى بل إصرار على الدعوة إلى التخريب والتدمير في بلداننا العربية وسيقال لك: ألم يكفك ما جرى خلال عشر سنوات خلت من فوضى وتدمير وتشريد:''' أنا لا أقول أفعلوا، أنا أقول: أن الجغرافيا سياسة التحرك والتاريخ يشهد بذلك، أنا عندي أكثر من موقع، الوضع الدولي تغير، وتغيرت معه الساحة الجزائرية والمصرية وشمال إفريقيا، وغير ذلك، فنقول مثلًا بعد سقوط جدار برلين، يعني دخلت الجزائر في التسعينيات والضحية الاشتراكي في النظام كان يناصر النظام الجزائري، فمثلا سقط في النظام فكانت هناك التسعينيات ودخلنا في حالة من التعددية مثلًا الحزبية الجديدة فيما بعد ذلك كانت الحرب الإرهابي. '''3.   لقاء مع أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية بلندن الدكتور ناصر قلاوون:''' '''سؤال: هل تم طرد روسيا من مجلس الأمن؟''' هذا الأمر غير حقيقي، لأن طرد روسيا من مجلس الأمن لا بد من إجماع العلماء عليه، وهذا لن تسمح به الصين، لكن نعلم أن هناك حرب إعلامية ضد روسيا، ولذا فإن أغلب المحللين السياسيين في أوروبا وفي حلف الناتو يقولون إن الرئيس الروسي أعلن الحرب على أوروبا، وبالتالي لا بد من أخذ الموضوع بعين الجدية، لأن مطالب روسيا ليست إبعاد حلف الناتو عن أوكرانيا فقط وإنما إبعادها من شرق أوروبا بالكامل، فأوكرانيا هي السمكة الصغيرة. وتحاول بريطانيا وأمريكا الضغط على ألمانيا لمنع التعامل مع روسيا، ولكن هذا سوف يلحق بألمانيا على وجه الخصوص خسائر فادحة وخاصة إن منعت روسيا وصول الغاز ومشتقاته إليها '''الفصل الثالث: نتائج الدراسة''': 1.   استيلاء روسيا على جزيرة القرم مكن روسيا من السيطرة التامة على مياه البحر الأسود، وحماية أسطولها البحري من فرض سيطرته على المياه، وتقوية شوكتها في المنطقة وإغلاق الباب أمام أحلام حلف الناتو وخاصة أمريكا من إقامة قاعدة عسكرية لها على أراضي أوكرانيا. 2.   الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديثة التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية 3.   الصواريخ التي استخدمتها روسيا استُخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم. 4.   لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى 5.   الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 ألف قتيل، فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم. 6.   إن المعطيات الجديدة في أوكرانيا كادت تقضي على الحلم الروسي بتشكيل اتحاد اقتصادي للدول التي كانت في بوتقة الاتحاد السوفيتي السابق لمنافسة ليس فقط الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة والصين، وهذا المشروع الذي يعتبر من الأهداف الرئيسة للرئيس بوتين خلال سنوات حكمه ال 14، قد يجرد من معناه في غياب أوكرانيا التي تعد 46 مليون نسمة، وتملك قدرات كبيرة زراعية وصناعية، ولا يزال المستقبل الروسي الأوكراني غامضًا طالما كانت هناك تدخلات خارجية تحاول تصعيد الموقف لصالحها، ولذا فإن بوتين لم يجد أمامه خيار إلا الغزو العسكري لمنع تدفق القوات الأوروبية إلى أوكرانيا وحصر روسيا. 7.   إن لم يتدخل الوسطاء الدوليون لتسوية الأزمة، فإن سيناريوهات الحرب في أوكرانيا قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا إلى دولة في الشرق وأخرى في غرب البلاد. 8.   الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير. 9.   الحرب الروسية كانت لها آثار اقتصادية كبرى على العالم بأكمله وخاصة أن روسيا تحتل المركز الثاني عالميًا في تصدير الطاقة إلى أوروبا وخاصة ألمانيا، وعندما قامت الحرب وفرضت أوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا أوقفت روسيا على الفور تصدير الغاز إلى أوروبا مما أدى إلى ارتفاع الغاز بشكل كبير في نطاق أوروبا وخاصة ألمانيا التي ارتفعت فيها أسعار البترول إلى النصف. 10. المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا 11.الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. 12.  يبقى من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في روسيا، فوصول قادة يتمسكون بأوروبا ويرون أنهم لا مستقبل لهم بدونها وليس بروسيا يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة للدب الروسي فلاديمير بوتين الذي يحلم بإبقاء أوكرانيا في فلك روسيا، وللتأثير على سياسة أوكرانيا تملك روسيا عدة بحكم الروابط القوية جدًا بين اقتصادي البلدين، وقد هددت موسكو جارتها كييف بأنها ستزيد الرسوم الجمركية على المنتجات القادمة إلى روسيا من من أوكرانيا إن اقتربت من الاتحاد الأوروبي، وكذلك أدانت موسكو التدابير المعادية لروسيا التي اتخذتها السلطات الجديدة في كييف. 13.  العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا لم تكن كافية لردعها كما عزمت القيام عليه تجاه أوكرانيا، بل بالعكس تقدمت عسكريًا بشكل كبير، ودخلت في حرب فعليه مع أوكرانيا، ودمرت القوات روسيا البنية التحتية لأوكرانيا في ظل عجز تام من أي دولة في العالم من التدخل العسكري مع روسي. 14.   استغاثة أوكرانيا المتكررة بأوروبا يدلل وبشكل كبير على أنه حقًا كان ينوي وبشدة الانضمام إلى حلف الناتو الأطلسي، وأن توقعات بوتين كان في موضعها وتخوفاته كانت في محلها. 15.  لا توجد أي احتمالية لأي نوع من المواجهة العسكرية بين أعضاء حلف الناتو وبين روسيا، وقد أكدت الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا على انتفاء احتمالية التدخل العسكري لمواجهة اعتداءات روسيا على أوكرانيا واختراق مواثيق العهود الدولية، ولكن تفرض عقوبات كبرى تحاول من خلالها عزل روسيا عن العالم. 16.   ضم روسيا لجزيرة القرم لن يشكل عليها أي أعباء أو صراعات داخلية، لأنه جزيرة القرم أغلب سكانها روس، وخاصة بعد ترجيل جوزيف ستالين سكانها الأصليين التتار من موطنهم إلى كازاخستان في شرق الاتحاد السوفيتي عام 1944م تحت ادعاء دعمهم لألمانيا، وبالتالي فإن نسبة الروس الذين يسكنون جزيرة القرم اليوم يمثلون حوالي 75 % فيما شكلت نسبة الأوكرانيين عام 1944 في القرم 21 % بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وبالتالي فإن ضمها إلى روسيا نال إعجاب وتأييد أغلب سكانها الذين كانوا من قبل يعلنون ولاءهم وانتمائهم للشعب الروسي. '''الرأي الشخصي في هذه الصراعات:''' إن المشهد السياسي ينبأ بأن الحرب سوف تنتهي لصالح روسيا؛ لأن هذه الحرب هي حرب مصيرية بالنسبة لروسيا، فحلف الناتو إذا دب في الأراضي الأوكرانية فسوف يحجب روسيا عن العالم ويجعله محاصرة من كل جانب، ويضر بأمنها القومي بشكل كبير، فضلًا على تقليص تواجدها في البحر الأسود، وبالتالي فإن روسيا لم تتدخل في الشئون الداخلية لأوكرانيا كما يرى البعض، بل على العكس تمامًا كانت تدفع روسيا ملايين الدولارات مقابل مرور البترول عبر أراضيها إلى أوروبا، وأيضًا كانت تجني أوكرانيا أرباحًا كبرى من خلال الحركات التجارية في مواني القرم وغيرها، ولكن الرئيس الحالي زيلينسكي انتهجت سياسة ابتزازية حيال روسيا عن طريق التهديد بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها معادية لروسيا، وكان أحد أهداف هذا الابتزاز إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز، لإرضاء السلطة الأوكرانية، ولكن روسيا ردت على ذلك بتهديد عسكري بسحق أي بلد مجاور تقام فيه قواعد عسكرية أميريكة أو أطلسية في حالة تعرض الأمن القومي الروسي للخطر، وكان الحراك الروسي السريع والحاسم خلال الأزمة مع جورجيا في 2008 ترجمة لهذا التهديد، وأما عن الرد الاقتصادي، فشرعت روسيا في بناء خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة عبر قاع البحر الأسود إلى بلغاريا ومنها إلى اليونان وصربيا وغيرهما من البلدان في أوروبا الشرقية، وبالتالي تخلت روسيا عن استخدام الأراضي الأوكرانية للترانزيت، وبالتالي تحرر الاقتصادي الروسي من رسوم الترانزيت الأوكرانية. وهذا يؤكد على أن روسيا لم تتدخل في شأن البلاد الداخلية، ولم تلجأ إلى التدخل العسكري لولا السياسة الأوكرانية المعادية والتي تهدد روسيا دومًا بإقامة قاعدة عسكرية في أوكرانيا، وبالتالي فإن الرئيسي الأوكراني قد وضع في فك تصديق الوعود الأوروبية، فتدخلت عنه أوروبا، وتركوه يواجه الحرب مع روسيا بمفرده، فتعرضت بلاده إلى خسائر فاحده، في الوقت الذي أعلن فيه حلف الناتو أنه ليس في سياسته أي نوع من التدخل العسكري في شأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا. ولذا فإنني أرى أن المفاوضات الأوكرانية الروسية يجب أن تكون سريعة ويجب أن تتنازل أوكرانيا عن سياسات الابتزاز والتهديد بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، والتعلم من الدرس، حيث إن أمريكا وغيرها لا تشغلها إلا مصالحها فقط، وبالتالي يجب أن تحرص أوكرانيا على إقامة علاقة سياسية دبلوماسية جديدة لتحسين الأوضاع مع روسيا وإنشاء اقتصاد جديد والانطلاق من رؤى تعاونية جديدة. '''المراجع''': 1.    مولود، بلقاسمي، 2017، الثابت والمتغير في السياسية الخارجية الروسية: دراسة نموذج الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية: توظيف نموذج تعديل المسار في السياسة الخارجية لتشارلز هيرمان، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، العدد التاسع. 2.    الشيحان، أحمد عواد، 2019، الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية وأثرها على مكانة روسيا الاتحادية في النظام الدولي، 2014-2017، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. 3.  الغويري، عبد الله عبد الرحمن عقله، 2019، أثر الأزمة الأوكرانية على العلاقات الأمريكية الروسية (2013-2017)، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. 4.    بن قيطة، مراد 2018، العمق الحيوي: مكانة أوكرانيا في المنظور الاستراتيجي الروسي، مجلة آفاق للعلوم، العدد 11. 5.    لاوند، فيان أحمد محمد ،2021، لأزمة الأوكرانية في السياسة الروسية والأمريكية وأبعادها المستقبلية، مجلة الدراسات المستدامة، المجلد الثالث. 6.    بللوشة، أمير، 2021، الصراع الأمريكي الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية، مجلة دفاتر السياسة والقانون، المجلد 13، العدد الثالث. 7.    التميمي، ظفر عبد مطر، 2014م، الأزمة الأوكرانية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 46. 8.    صالح، رعد قاسم ،2014، الحدث السياسي العالمي: تحليل الأزمة الأوكرانية بعدسات جيو – ستراتيجية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 45 9.    زروال، سناء، 2015، الاستراتيجية الأمنية الروسية تجاه دول البلقان: أوكرانيا دراسة حالة، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر. 10.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=643608016931890</nowiki> 11.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=4832725363481560</nowiki>'
فرق موحد للتغييرات المصنوعة بواسطة التعديل (edit_diff)
'@@ -1,0 +1,163 @@ + + +'''المقدمة:''' + +تمثل أوكرانيا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، فأوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا الشرقية، حيث تبلغ مساحتها 604 كم<sup>2</sup>، وعدد سكانها وفق تعداد 2012 بلغ 46 مليون نسمة، ويحدها الاتحاد الروسي من الشرق وبيلاروسيا من الشمال وبولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب والبحر الأسود وبحر أزوف من الجنوب، وهذه المشتركات الحدودية الواسعة والمتنوعة أصفت على أوكرانيا موقعًا إقليميًا جيوسياسيًا مهمًا لأنها تربط روسيا الاتحادية مع غرب أوروبا وتربط غرب أوروبا بشرقها. + +واندلعت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تشرين الثاني 2013 م بدعوات تطالب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش باستئناف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي علقها منذ 21 تشرين الثاني 2013، فوصل الأمر إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان، وأعلن الرئيس الأوكراني تعليقه للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الشراكة والتي كان من المفترض أن يتم توقيعها مع أوكرانيا في 29 تشرين الثاني 2013 بالعاصمة الليتوانية، وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده تنتظر ظروفًا تكون ملائمة لتوقيع الاتفاقية من جديد بما يتماشى مع مصالح بلاده، وأكد الرئيس الأوكراني أن سبب رفضه لتوقيع الاتفاقية يعود إلى أسباب اقتصادية بحتة، وبدأت بالفعل الاشتباكات تتبادل من بين قادة الاتحاد الأوروبي وبين روسيا حول اتهامات ابتزاز أوكرانيا من أجل توقيع الاتفاقية معها. + +ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا عقدت أوكرانيا اتفاقًا تجاريًا مع الاتحاد الأوروبي فإن هذا الأمر سوف يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الروسي وبدأت الأزمة بين أوكرانيا وروسيا تتصاعد، وبدأت صراعات كبيرة حول شبه جزيرة القزم التي أعلنت روسيا عن ضمها لحدودها الإقليمية على الرغم من أنها أراضي أوكرانية، فأوكرانيا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لروسيا وبدون أوكرانيا لن تكون لروسيا القوة الحالية، فروسيا على سبيل المثال تصدر ما يقارب من 20 % من الغاز على شكل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بينما تصدر الباقي كغاز جاف إلى أوروبا، وتمر نصف تلك الصادرات عبر أوكرانيا وإذا توقفت إمدادات الغاز الروسية فمن المتوقع أن تشهد سوق الطاقة العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار. + +وحدثت في أوكرانيا أزمة اقتصادية لعبت ثلاثة أسباب الدور الرئيسي في هذه الأزمة وهي ارتفاع سعر الغاز المورد إلى أوكرانيا الذي كبد الاقتصادي الأوكراني خسائر فادحة كلبت البلاد حوالي 20 مليار دولار والسبب الثاني القروض التي أخذتها أوكرانيا في الفترة ما بين عامي 2008-2009 والسبب الثالث الانخفاض الملحوظ في حجم التبادل التجاري مع شركاء كييف الاستراتيجيين في الدرجة الأولى وبعض بلدان رابطة الدولة المستقلة، وبدأت السلطات الأوكرانية تنتهج سياسة ابتزازية مع روسيا عن طريق تهديدها بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيها معادية لروسيا، وكان الهدف من ذلك هو إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز من أجل إرضاء السلطات الأوكرانية ولكن روسيا ردت على هذا التهديد ردين؛ الأول وهو الرد العسكري والرد الاقتصادي حيث بنت روسيا خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة الشرقية والوسطى والغربية، ثم تفاقمت الأزمة باحتلال روسيا لشبه جزيرة القزم، وتفاقمت الأزمة إلى حد كبير بين البلدين. + +وأصبح من المتوقع زيادة حجم التدخل العسكري الروسي إلى أوكرانيا تبعًا للتطورات السياسية والعسكرية، وخاصة أن السلطات الأوكرانية تتجنب أي تصادم عسكري مع الجيش الروسي، فكلا القوتين غير متكافئتين، وقد لا تلجأ إليه في حالة اكتفاء روسيا بجزيرة القرم، وليس بإمكان الولايات المتحدة التدخل العسكري بسبب الصعوبة اللوجستية، وبالتالي فإنه لا حل إلا على المستوى الدبلوماسي وفرض عقوبات اقتصادية على شركات روسية للممارسة ضغوطات على روسيا، وبات من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في البحث سوف نحاول أن نطرح المشهد كما هو منذ نشوء الأزمة وحتى وقتنا هكذا كمحاولة للتنبؤ بما ستؤول إليه الأمور سلبًا أو إيجابًا. + +وهناك دراسات حاولت رسم حلول للأزمة كدراسة رعد قاسم صالح، وأرى أن هذه الاقتراحات ضعيفة للغاية ولا يمكن أن يقبل بها الطرف الروسي مهما كلفه الأمر؛ لأن روسيا تعتقد أن سيطرة الاتحاد الأوروبي على أوكرانيا يعني وضعها في حصار من كل الجهات، فسوف تسوء أوضاعها الاقتصادية والعسكرية الأمنية وتفقد سيطرتها على البحر الأسود وغيرها من المضار شديدة الخطورة على الجانب الروسي. + +ومن أقرب الدراسات إلى موضوع الدراسة هي دراسة (لاوند، 2021، ص182) حيث توصلت الدراسة في نهايتها إلى أنه يصعب التكهن بالأحداث الأساسية وتوقعات مجرياتها في المستقبل فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية الروسية بسبب تصاعد الأوضاع على مستوى العالم، بينما الدراسة الحالية تسعى إلى توقع مآلات هذه الأزمة بين البلدين، وخاصة أن روسيا على أتم استعداد لخوض حرب عالمية دفاعًا عن مصالحها في أوكرانيا، ولن تترك الأمر بسهولة للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتوصل البلدين أوكرانيا وروسيا إلى اتفاقيات اقتصادية كبرى ترضي الطرفين وتحقق سلامة وأمن البلدين، وخاصة أن هناك جزء من أوكرانيا يتحدث الروسية، وولاؤه إلى الشعب الروسي فإنه يراه موطنه الأصلي، وبالتالي فإن ثم تداخلت عرقية ولغوية بين البلدين تربطهما ببعضها البعض. + +وتتفق الدراسة الحالية مع النتيجة البارزة التي أكدت عليها بن قيطة والتي تفترض أن تصاعد الأزمة الأوكرانية مع روسيا قد يدقع دول الجوار السوفيتي السابق لا سيما جورجيا وبيلاروسيا إلى سرعة الانضمام والاندماج مع الغرب، وهذا الأمر سوف يؤدي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تطويق روسيا استراتيجيا والحيلولة دون عودتها كقوة فاعلة على المستوى الدولي، ومن ثم سيوجه الغرب إلى روسيا ضربة قاتلة. + +ومن أبزر إيجابيات الدراسات السابقة هو وصفها الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا بكل دقة واتفاق جميع الدراسات، ومن ثم فإن انفصالها سوف يشكل خطرًا كبيرًا على روسيا في كافة المجالات. + +ولكن من سلبيات هذه الدراسات افتقادها جميعها إلى الجانب الميداني لوضع سيناريوهات محتملة لتوقع أبعاد الأزمة في كافة أحوالها وظروفها من خلال مقابلات مع مختصين في العمل السياسي وقراءة المشاهد السياسية وتحليلها لمساعدتنا على توقع أبعاد الأزمة في المستقبل ووضع سيناريوهات لكافة التوقعات ورسم الأبعاد والمخاطر التي قد تنجم عنها في المستقبل، وهذا ما سوف تنفرد به الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة لتعويض هذا النقص. + +'''الفصل الأول: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتطوراتها:''' + +أوكرانيا هي الدولة الأهم على الإطلاق بالنسبة إلى روسيا، ولطالما اعتنت روسيا بتطوير علاقاتها معها؛ لأنها تمثل أهمية كبيرة لها، فهي معبر لتجارتها وسبب في استقرار أسطولها في مياه البحر الأسود، فخسارتها وقطع العلاقات معها يعني خسارة العمق الجيو استراتيجي لروسيا، ويعرض روسيا لضغوطات جيوسياسية من الجنوب عن الصين والهند بسبب المشاكل الحدودية والحركات الانفصالية في الشيشان وضغوطات من حلف الناتو في الغرب وإبعاد أسطولها من مياه البحر الأسود، فضلا على العلاقات الاقتصادية الكبرى بين البلدين، ولذا فإن روسيا لن تسمح لأوكرانيا أن تقيم على أرضها قاعدة أمريكية، أو تتحالف ضدها مع الاتحاد الأوروبي، ولذا تصاعدت الأزمة واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية والتي يسكنها أغلب الروس. + +'''المبحث الأول: نظرية الدور وتفسيرها للأزمة الأوكرانية الروسية:''' + +نظرية الدور قد أبرزت عالم الشخصية في إدارات الدولة وأثرها في النظام الدولي وخاصة بعد حدوث تغيرات دولية على النظام الدولي، ولقد تبنت روسيا علاقات تعاونية مع الولايات المتحدة والصين بهدف الحفاظ على الوضع الدولي لروسيا في النظام الدولي والعمل على انتعاش النمو الاقتصادي الروسي من أجل تجنب التعرض لأي نوع من الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة الإقليمية بالقرب منها وتسعى روسيا لإعادة دورها الدولي لتصبح قوة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، ولذا تمثل نقص الموارد الروسية يدفع روسيا إلى تبني سياسيات التعاون المشترك مع أمريكا والكتلة الأوربية. (الشيحان، 2019، ص16) + +ووفقًا لنظرية الدور في العلاقات الدولية فإن الأزمة الأوكرانية شكلت جزءًا من إعادة الدور الروسي في المنطقة الأوروبية، ومن ثم وجدت الدولة الأوربية وخاصة الغربية منها نفسها تعاني من إشكالية القدرة على تصميم استراتيجية تستطيع من خلالها ضبط الموقف الروسي خاصة في الأزمة الأوكرانية، وأيضًا القضايا التي تربطها بالغرب مثل منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب، ومن هنا بدأ الدور الروسي في البروز باعتبارها دولة نووية، فروسيا تمتلك مخزون كبير من النفط والغاز الطبيعي وتمتلك قدرات تكنولوجية كبيرة تشكل خطرًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم كان من باب الاستعراض العسكري وردع الموقف الأوكراني لمراجعة حساباته في حال تعاونه مع الغرب على حساب روسيا، وأن الأمر سيكلفها الكثير، وخاصة بعد اختلال شبه جزيرة القرم لضمان سير مصالحها في البحر الأسود وغيرها من المصالح مثل منع إقامة قاعدة أمريكية فيها. + +'''المبحث الثاني: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأبعادها:''' + +بدأت الأزمة تتصاعد بين البلدين عام 2013م، عندما رفض الرئيس الأوكراني فيكتور ياكوفيتش أن يوقع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتمسك بما قدمته له روسيا من عروض، وهي تقديم 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز التي يتم تسليمه لأوكرانيا بما يعدل الثلث، ومن ثم وجدت أوكرانيا نفسها في تجاذبات داخلية وخارجية، بين الولاء الأوربي لأوكرانيا وبين الولاء لروسيا، وخاصة أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا علاقات قوية وخاصة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها أغلب الروس. + +ولدعم موقف روسيا دوليًا وإقليميًا دخلت إلى شبه جزيرة القرم من باب الاستعراض العسكري دون قتال، وخاصة أن جزيرة القرم تمثل أهمية كبرى من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لروسيا، فهي التي تتحكم بمرور السفن التجارية والعسكرية إلى عدة موانئ أوكرانية وروسية، فضلًا على أنها وجهة لكثير من السياح حول العالم (مولود، 2017، ص123) + +إن أوكرانيا في نظر القادة الروس هو جزء من العالم التاريخي والثقافي لهم، ومكون بنائي للهوية الروسية، ولذا فإن روسيا أدركت حجم المخاطر مبكرًا، فالأمر لن يقتصر على أوكرانيا حينما تتعامل مع الغرب، وإنما سيشجع باقي دول المجال الجيبوليتكي السوفيتي السابق وخاصة جورجيا وبيلاروسيا على توسيع علاقاتهم مع الغرب، وبالتالي يتم تطويق روسيا من الناحية الاستراتيجية ومنعها من العودة إلى المستوى الدولية كقوة عظمى، وخاصة في السياق الدولي الحالي. (بن قيطة، 2018، ص204) + +ورأت روسيا أن التدخل الغربي في الأزمة الأوكرانية ما هو إلا محاولة خرق الخطوط الحمراء للأمن القومي الروسي، بمحاولة العبث في مجالها الحيوي، ومد سيطرة حلف الناتو ليطول حدودها الغربية، وذلك من خلال السيطرة على أوكرانيا، تلك المنطقة الفاصلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وبالتالي فإن القضية تمثل خطورة على الأمن القومي الروسي، ولذا لم تتهاون روسيا في الردود وخاصة العسكرية. (الغويري، 2019، ص74) + +كان احتلال جزيرة القرم بمثابة صدمة لأوروبا، حيث إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى أوكرانيا لمصالح كثيرة اقتصادية وسياسية، ولا تبعد روسيا عن السيناريو، فبدأت أمريكا بفرض عقوبات على روسيا بعد احتلالها لجزيرة القرم ومنها التضييق على المصارف الحكومية الروسية من الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية، ومنع بيع السلاح والبضائع ذات الاستخدام المدني والعسكري، ومنع توريد التكنولوجيا في القطاع النفطي، ولكن روسيا ليست بالقوة الهينة وليست دولة صغيرة لكي تفرض عليها عقوبات من هذا النوع، حيث إن روسيا ردت على ذلك بقرار منع استيراد اللحوم والمنتجات الزراعية والأجبان من أوروبا لمدة عام، الأمر الذي كلف أوروبا خسائر وصلت إلى 12 مليار يورو سنويًا. (الشيحان، 2019، ص49) + +ومن هنا تصاعدت الأزمة الأوكرانية دوليًا، وبات الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير، ونجاح روسيا في إخضاع أوكرانيا سوف يكلف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الكثير من خيبة الأمل في مساعيها التي ستنفشل، وبالتالي تسعى الدراسة من خلال جانبها الميداني إلى التعرف على أبعاد هذه الأزمة. + +'''الفصل الثاني:''' + +شغلت الحرب الأوكرانية الروسية العالم، وبدأت المحطات الفضائية تستضيف كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين لبيان ما آلت إليه الأوضاع وتأثير الحرب على العالم وأبعادها ومخاطرها والسيناريوهات المحتملة جراء هذه الحرب، والتي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وليس اقتصاد روسيا وأوكرانيا، حيث إن العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا وعقوبات روسيا لأوروبا كانت قاسية على شعوب تلك الدول والتي لحقها حتى الآن ضرر كبير. + +'''1.   لقاء مع المحلل السياسي: د/ مسلم شعيتو:''' + +'''الإعلام الغربي يزيف الحقائق لما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا:''' + +أكد الدكتور مسلم شعيتو أن الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديث التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية، والقصف طال حدود قريبة جدًا من حلف الناتو في مناطق قريبة من بولونيا ورومانيا وهذه رسالة لحلف الناتو أيضًا بأننا لن نسمح لا بالدخول ولا بالتدخل، وفي لحظة معينة ستطال ضواريخنا كل هذه المناطق وهذه الحدود، فالصواريخ التي استخدمها روسيا استخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم، وبالتالي فإن استخدام الصواريخ كلوب أو كالبير تستخدم في مناطق عسكرية فقط، ولكن روسيا ليست في حاجة إلى استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا لأن الجماعات المتشددة تحتمي في المناطق السكنية ولم تستطع روسيا استخدام الأسلحة لا العادية ولا المتطورة في المناطق المدنية. + +ويؤكد المحلل السياسي الدكتور مسلم شعيتو أنه لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى، كما أن الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21  قتيل فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم، واعتقد أن نهاية الكذب والنفاق ستكون بعد نهاية هذه المعركة. + +'''وبسؤاله: هل الحرب العالمية قد قامت أم على بوادر القيام؟ فالغرب يغطي أحدث تسلحه أمنيه لأوكرانيا، ونشر بطاقات صواريخ حالية، وأمريكا تدعم وبقوة ودول حلف الناتو؟''' + +أكد الدكتور مسلم على أن المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا، وبالتالي فإن الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. + +سؤال: الأمين العام لحلف الناتو قال: سنظل ندعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديًا وإنسانيًا، فما يدل ذلك؟ + +نعم؛ لأن حلف الناتو يقودون معركة المصير، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والأوربيون للأسف لا يمتلكون القدرة على اتخاذ قراراتهم، فكل الخسائر سوف تلحق بأوروبا بداية من أوكرانيا وصولأ إلى آخر بلدة في أوروبا، وإن لم تربح روسيا الحرب وهذا احتمال ضعيف جدًا ستخسر أوروبا كل ما تملك من اقتصاد وأمن، وهذا واضح تمامًا من الموقف الروسي، وبالتالي يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن لأن الخسارة على أوروبا وهذا ما ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية. + +'''سؤال: على الرغم من قوة العقوبات التي تقع على الرئيس بوتن إلا أن ما زال يمضي في طريقه، على الرغم من انهيار الوبل، فإلى أين سيتوقف الرئيس بوتن؟''' + +أولًا: إذا انطلقنا من أن هناك انهيار اقتصادي في أوكرانيا وأن هناك انهيار في الروبل الروسي فهذا ليس صحيح، ولذلك لن يتوقف الرئيس بوتن إلا لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهي انسحاب القوات الأمريكية من شرق أوروبا بالكامل، وما يحدث في العملة اليوم في البورصة العالمية هي عملية احتيال تمارسها بعض الشركات ولكن يبقى رأس المال الداخل روسيا بالإضافة إلى أن روسيا بتجربتها تستطيع أن تعوض كل السلع التي كانت تستوردها من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن روسيا حتى الآن لم ترد اقتصاديًا على هذه العقوبات، وعندما تقرر الرد اعتقد أن أوروبا هي التي ستقف على أبواب موسكو مستجديه الحل. + +'''سؤال: ما هو الرد الروسي المتوقع في العقوبات القادمة؟''' + +أولًا: روسيا إذا قررت وقف الغاز والنفط ومشتقاته من الفحم الحجري أيضًا 40 % من استهلاك أوروبا هو من روسيا، فتضطر أوروبا أن تشتري من دول أخرى 10 أضعاف السعر من روسيا، وبالتالي فكيف سيعيش المستهلك الأوروبي، وإذا قررت روسيا وقف بيع الأسمدة فستبدأ المجاعة في كل العالم، روسيا من أهم مصدري الأسمدة في العالم، وإذا تحولت روسيا تمامًا إلى التبادل السلعي مع الصين والهند وإيران والدول العربية فماذا سيحدث للدولار؟ بالفعل ستنتهي هذه الهيمنة الأمريكية في وسط العملة، ولكن إذا قررت روسيا وقف بيع القمح والشعير والزيوت سوف ترتفع الأـسعار بشكل كبير، فضلًا على أن هناك خوف في أفريقيا من المجاعة وغيرها من المواد الأولية، وعلى الرغم من كل هذا فإن روسيا لم تلجأ إلى استعمال أي ورقة؛ لأنها تعلم تمامًا أنها هي التي ستربح وتحاول أن تعطي لأوروبا فرصة للتخلص من الهيمنة؛ لأن دمار أوروبا هو لصالح بريطانيا وتركيا، وهذا ما لا ترغبه روسيا. + +'''سؤال: ماذا عن الأرقام التي تعلن عنها أوكرانيا يوميا، حيث أعلنوا عن مقتل 14 ألف قتيل من الجيش الروسي؟''' + +إذا كنا سنصدق الأرقام الأوكرانية والغربية، فمعنى ذلك أن أوكرانيا أصبحت على الساحة الحمراء في موسكو، فنعم هناك خسائر وروسيا لا تنكر، وأعلنت ذلك، فأول 10 أيام حوالي 480 شهيدًا، ولكن إذا أنتم تابعتم فإن العملية تغيرت وأصبحت بشكل بطيء ولكن تصاعدي، ويبدو أن الأمور خلال أسبوع ستكون كل القوات المتشددة والعصابات في شرق أوكرانيا المحاذية للبنان ستكون محاصرة وستسقط خلال أيام وبالتالي سيسقط هذا الخط الجنوبي. + +'''2.   لقاء مع المحلل السياسي والاستراتيجي رضا بورادع:''' + +'''سؤال: ما علاقة حرب روسيا وأوكرانيا بالثورات العربية وعملية التغير في بلداننا العربية؟''' + +لأن الدول العربية كلها مستبدة تأتي بشرعيتها من إسناد دول فوقها كبرى، وهذه الحرب سوف تفضي إلى تراجع دول كبرى كما أفضت الحرب العالمية الثانية إلى تراجع الإمبراطوريات، فأيضًا هذه الحرب سوف في النهاية تفضي إلى تراجع دول كبرى مثل فرنسا الآن نرى أنها تقريبًا خارج المعادلة، ماكرون تلك الصورة اليائسة خرجت بعد مكالمته لبوتن هي تنبئ أن فرنسا حتى تخرج من التاريخ تخرج من كل المعادلات، تخرج من ممارسات الأمن، تخرج من دورها كدولة فاعلة في موازين دولية. + +'''سؤال: ستتهم الآن أن كلامك هذا إصرار ليس على الدعوة إلى التغير والاستفادة مما يجرى بل إصرار على الدعوة إلى التخريب والتدمير في بلداننا العربية وسيقال لك: ألم يكفك ما جرى خلال عشر سنوات خلت من فوضى وتدمير وتشريد:''' + +أنا لا أقول أفعلوا، أنا أقول: أن الجغرافيا سياسة التحرك والتاريخ يشهد بذلك، أنا عندي أكثر من موقع، الوضع الدولي تغير، وتغيرت معه الساحة الجزائرية والمصرية وشمال إفريقيا، وغير ذلك، فنقول مثلًا بعد سقوط جدار برلين، يعني دخلت الجزائر في التسعينيات والضحية الاشتراكي في النظام كان يناصر النظام الجزائري، فمثلا سقط في النظام فكانت هناك التسعينيات ودخلنا في حالة من التعددية مثلًا الحزبية الجديدة فيما بعد ذلك كانت الحرب الإرهابي. + +'''3.   لقاء مع أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية بلندن الدكتور ناصر قلاوون:''' + +'''سؤال: هل تم طرد روسيا من مجلس الأمن؟''' + +هذا الأمر غير حقيقي، لأن طرد روسيا من مجلس الأمن لا بد من إجماع العلماء عليه، وهذا لن تسمح به الصين، لكن نعلم أن هناك حرب إعلامية ضد روسيا، ولذا فإن أغلب المحللين السياسيين في أوروبا وفي حلف الناتو يقولون إن الرئيس الروسي أعلن الحرب على أوروبا، وبالتالي لا بد من أخذ الموضوع بعين الجدية، لأن مطالب روسيا ليست إبعاد حلف الناتو عن أوكرانيا فقط وإنما إبعادها من شرق أوروبا بالكامل، فأوكرانيا هي السمكة الصغيرة. + +وتحاول بريطانيا وأمريكا الضغط على ألمانيا لمنع التعامل مع روسيا، ولكن هذا سوف يلحق بألمانيا على وجه الخصوص خسائر فادحة وخاصة إن منعت روسيا وصول الغاز ومشتقاته إليها + +'''الفصل الثالث: نتائج الدراسة''': + +1.   استيلاء روسيا على جزيرة القرم مكن روسيا من السيطرة التامة على مياه البحر الأسود، وحماية أسطولها البحري من فرض سيطرته على المياه، وتقوية شوكتها في المنطقة وإغلاق الباب أمام أحلام حلف الناتو وخاصة أمريكا من إقامة قاعدة عسكرية لها على أراضي أوكرانيا. + +2.   الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديثة التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية + +3.   الصواريخ التي استخدمتها روسيا استُخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم. + +4.   لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى + +5.   الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 ألف قتيل، فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم. + +6.   إن المعطيات الجديدة في أوكرانيا كادت تقضي على الحلم الروسي بتشكيل اتحاد اقتصادي للدول التي كانت في بوتقة الاتحاد السوفيتي السابق لمنافسة ليس فقط الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة والصين، وهذا المشروع الذي يعتبر من الأهداف الرئيسة للرئيس بوتين خلال سنوات حكمه ال 14، قد يجرد من معناه في غياب أوكرانيا التي تعد 46 مليون نسمة، وتملك قدرات كبيرة زراعية وصناعية، ولا يزال المستقبل الروسي الأوكراني غامضًا طالما كانت هناك تدخلات خارجية تحاول تصعيد الموقف لصالحها، ولذا فإن بوتين لم يجد أمامه خيار إلا الغزو العسكري لمنع تدفق القوات الأوروبية إلى أوكرانيا وحصر روسيا. + +7.   إن لم يتدخل الوسطاء الدوليون لتسوية الأزمة، فإن سيناريوهات الحرب في أوكرانيا قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا إلى دولة في الشرق وأخرى في غرب البلاد. + +8.   الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير. + +9.   الحرب الروسية كانت لها آثار اقتصادية كبرى على العالم بأكمله وخاصة أن روسيا تحتل المركز الثاني عالميًا في تصدير الطاقة إلى أوروبا وخاصة ألمانيا، وعندما قامت الحرب وفرضت أوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا أوقفت روسيا على الفور تصدير الغاز إلى أوروبا مما أدى إلى ارتفاع الغاز بشكل كبير في نطاق أوروبا وخاصة ألمانيا التي ارتفعت فيها أسعار البترول إلى النصف. + +10. المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا + +11.الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. + +12.  يبقى من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في روسيا، فوصول قادة يتمسكون بأوروبا ويرون أنهم لا مستقبل لهم بدونها وليس بروسيا يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة للدب الروسي فلاديمير بوتين الذي يحلم بإبقاء أوكرانيا في فلك روسيا، وللتأثير على سياسة أوكرانيا تملك روسيا عدة بحكم الروابط القوية جدًا بين اقتصادي البلدين، وقد هددت موسكو جارتها كييف بأنها ستزيد الرسوم الجمركية على المنتجات القادمة إلى روسيا من من أوكرانيا إن اقتربت من الاتحاد الأوروبي، وكذلك أدانت موسكو التدابير المعادية لروسيا التي اتخذتها السلطات الجديدة في كييف. + +13.  العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا لم تكن كافية لردعها كما عزمت القيام عليه تجاه أوكرانيا، بل بالعكس تقدمت عسكريًا بشكل كبير، ودخلت في حرب فعليه مع أوكرانيا، ودمرت القوات روسيا البنية التحتية لأوكرانيا في ظل عجز تام من أي دولة في العالم من التدخل العسكري مع روسي. + +14.   استغاثة أوكرانيا المتكررة بأوروبا يدلل وبشكل كبير على أنه حقًا كان ينوي وبشدة الانضمام إلى حلف الناتو الأطلسي، وأن توقعات بوتين كان في موضعها وتخوفاته كانت في محلها. + +15.  لا توجد أي احتمالية لأي نوع من المواجهة العسكرية بين أعضاء حلف الناتو وبين روسيا، وقد أكدت الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا على انتفاء احتمالية التدخل العسكري لمواجهة اعتداءات روسيا على أوكرانيا واختراق مواثيق العهود الدولية، ولكن تفرض عقوبات كبرى تحاول من خلالها عزل روسيا عن العالم. + +16.   ضم روسيا لجزيرة القرم لن يشكل عليها أي أعباء أو صراعات داخلية، لأنه جزيرة القرم أغلب سكانها روس، وخاصة بعد ترجيل جوزيف ستالين سكانها الأصليين التتار من موطنهم إلى كازاخستان في شرق الاتحاد السوفيتي عام 1944م تحت ادعاء دعمهم لألمانيا، وبالتالي فإن نسبة الروس الذين يسكنون جزيرة القرم اليوم يمثلون حوالي 75 % فيما شكلت نسبة الأوكرانيين عام 1944 في القرم 21 % بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وبالتالي فإن ضمها إلى روسيا نال إعجاب وتأييد أغلب سكانها الذين كانوا من قبل يعلنون ولاءهم وانتمائهم للشعب الروسي. + +'''الرأي الشخصي في هذه الصراعات:''' + +إن المشهد السياسي ينبأ بأن الحرب سوف تنتهي لصالح روسيا؛ لأن هذه الحرب هي حرب مصيرية بالنسبة لروسيا، فحلف الناتو إذا دب في الأراضي الأوكرانية فسوف يحجب روسيا عن العالم ويجعله محاصرة من كل جانب، ويضر بأمنها القومي بشكل كبير، فضلًا على تقليص تواجدها في البحر الأسود، وبالتالي فإن روسيا لم تتدخل في الشئون الداخلية لأوكرانيا كما يرى البعض، بل على العكس تمامًا كانت تدفع روسيا ملايين الدولارات مقابل مرور البترول عبر أراضيها إلى أوروبا، وأيضًا كانت تجني أوكرانيا أرباحًا كبرى من خلال الحركات التجارية في مواني القرم وغيرها، ولكن الرئيس الحالي زيلينسكي انتهجت سياسة ابتزازية حيال روسيا عن طريق التهديد بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها معادية لروسيا، وكان أحد أهداف هذا الابتزاز إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز، لإرضاء السلطة الأوكرانية، ولكن روسيا ردت على ذلك بتهديد عسكري بسحق أي بلد مجاور تقام فيه قواعد عسكرية أميريكة أو أطلسية في حالة تعرض الأمن القومي الروسي للخطر، وكان الحراك الروسي السريع والحاسم خلال الأزمة مع جورجيا في 2008 ترجمة لهذا التهديد، وأما عن الرد الاقتصادي، فشرعت روسيا في بناء خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة عبر قاع البحر الأسود إلى بلغاريا ومنها إلى اليونان وصربيا وغيرهما من البلدان في أوروبا الشرقية، وبالتالي تخلت روسيا عن استخدام الأراضي الأوكرانية للترانزيت، وبالتالي تحرر الاقتصادي الروسي من رسوم الترانزيت الأوكرانية. + +وهذا يؤكد على أن روسيا لم تتدخل في شأن البلاد الداخلية، ولم تلجأ إلى التدخل العسكري لولا السياسة الأوكرانية المعادية والتي تهدد روسيا دومًا بإقامة قاعدة عسكرية في أوكرانيا، وبالتالي فإن الرئيسي الأوكراني قد وضع في فك تصديق الوعود الأوروبية، فتدخلت عنه أوروبا، وتركوه يواجه الحرب مع روسيا بمفرده، فتعرضت بلاده إلى خسائر فاحده، في الوقت الذي أعلن فيه حلف الناتو أنه ليس في سياسته أي نوع من التدخل العسكري في شأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا. + +ولذا فإنني أرى أن المفاوضات الأوكرانية الروسية يجب أن تكون سريعة ويجب أن تتنازل أوكرانيا عن سياسات الابتزاز والتهديد بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، والتعلم من الدرس، حيث إن أمريكا وغيرها لا تشغلها إلا مصالحها فقط، وبالتالي يجب أن تحرص أوكرانيا على إقامة علاقة سياسية دبلوماسية جديدة لتحسين الأوضاع مع روسيا وإنشاء اقتصاد جديد والانطلاق من رؤى تعاونية جديدة. + +'''المراجع''': + +1.    مولود، بلقاسمي، 2017، الثابت والمتغير في السياسية الخارجية الروسية: دراسة نموذج الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية: توظيف نموذج تعديل المسار في السياسة الخارجية لتشارلز هيرمان، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، العدد التاسع. + +2.    الشيحان، أحمد عواد، 2019، الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية وأثرها على مكانة روسيا الاتحادية في النظام الدولي، 2014-2017، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. + +3.  الغويري، عبد الله عبد الرحمن عقله، 2019، أثر الأزمة الأوكرانية على العلاقات الأمريكية الروسية (2013-2017)، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. + +4.    بن قيطة، مراد 2018، العمق الحيوي: مكانة أوكرانيا في المنظور الاستراتيجي الروسي، مجلة آفاق للعلوم، العدد 11. + +5.    لاوند، فيان أحمد محمد ،2021، لأزمة الأوكرانية في السياسة الروسية والأمريكية وأبعادها المستقبلية، مجلة الدراسات المستدامة، المجلد الثالث. + +6.    بللوشة، أمير، 2021، الصراع الأمريكي الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية، مجلة دفاتر السياسة والقانون، المجلد 13، العدد الثالث. + +7.    التميمي، ظفر عبد مطر، 2014م، الأزمة الأوكرانية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 46. + +8.    صالح، رعد قاسم ،2014، الحدث السياسي العالمي: تحليل الأزمة الأوكرانية بعدسات جيو – ستراتيجية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 45 + +9.    زروال، سناء، 2015، الاستراتيجية الأمنية الروسية تجاه دول البلقان: أوكرانيا دراسة حالة، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر. + +10.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=643608016931890</nowiki> + +11.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=4832725363481560</nowiki> '
حجم الصفحة الجديد (new_size)
48893
حجم الصفحة القديم (old_size)
0
الحجم المتغير في التعديل (edit_delta)
48893
السطور المضافة في التعديل (added_lines)
[ 0 => '', 1 => '', 2 => ''''المقدمة:'''', 3 => '', 4 => 'تمثل أوكرانيا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، فأوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا الشرقية، حيث تبلغ مساحتها 604 كم<sup>2</sup>، وعدد سكانها وفق تعداد 2012 بلغ 46 مليون نسمة، ويحدها الاتحاد الروسي من الشرق وبيلاروسيا من الشمال وبولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب والبحر الأسود وبحر أزوف من الجنوب، وهذه المشتركات الحدودية الواسعة والمتنوعة أصفت على أوكرانيا موقعًا إقليميًا جيوسياسيًا مهمًا لأنها تربط روسيا الاتحادية مع غرب أوروبا وتربط غرب أوروبا بشرقها.', 5 => '', 6 => 'واندلعت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تشرين الثاني 2013 م بدعوات تطالب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش باستئناف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي علقها منذ 21 تشرين الثاني 2013، فوصل الأمر إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان، وأعلن الرئيس الأوكراني تعليقه للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الشراكة والتي كان من المفترض أن يتم توقيعها مع أوكرانيا في 29 تشرين الثاني 2013 بالعاصمة الليتوانية، وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده تنتظر ظروفًا تكون ملائمة لتوقيع الاتفاقية من جديد بما يتماشى مع مصالح بلاده، وأكد الرئيس الأوكراني أن سبب رفضه لتوقيع الاتفاقية يعود إلى أسباب اقتصادية بحتة، وبدأت بالفعل الاشتباكات تتبادل من بين قادة الاتحاد الأوروبي وبين روسيا حول اتهامات ابتزاز أوكرانيا من أجل توقيع الاتفاقية معها.', 7 => '', 8 => 'ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا عقدت أوكرانيا اتفاقًا تجاريًا مع الاتحاد الأوروبي فإن هذا الأمر سوف يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الروسي وبدأت الأزمة بين أوكرانيا وروسيا تتصاعد، وبدأت صراعات كبيرة حول شبه جزيرة القزم التي أعلنت روسيا عن ضمها لحدودها الإقليمية على الرغم من أنها أراضي أوكرانية، فأوكرانيا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لروسيا وبدون أوكرانيا لن تكون لروسيا القوة الحالية، فروسيا على سبيل المثال تصدر ما يقارب من 20 % من الغاز على شكل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بينما تصدر الباقي كغاز جاف إلى أوروبا، وتمر نصف تلك الصادرات عبر أوكرانيا وإذا توقفت إمدادات الغاز الروسية فمن المتوقع أن تشهد سوق الطاقة العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار.', 9 => '', 10 => 'وحدثت في أوكرانيا أزمة اقتصادية لعبت ثلاثة أسباب الدور الرئيسي في هذه الأزمة وهي ارتفاع سعر الغاز المورد إلى أوكرانيا الذي كبد الاقتصادي الأوكراني خسائر فادحة كلبت البلاد حوالي 20 مليار دولار والسبب الثاني القروض التي أخذتها أوكرانيا في الفترة ما بين عامي 2008-2009 والسبب الثالث الانخفاض الملحوظ في حجم التبادل التجاري مع شركاء كييف الاستراتيجيين في الدرجة الأولى وبعض بلدان رابطة الدولة المستقلة، وبدأت السلطات الأوكرانية تنتهج سياسة ابتزازية مع روسيا عن طريق تهديدها بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيها معادية لروسيا، وكان الهدف من ذلك هو إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز من أجل إرضاء السلطات الأوكرانية ولكن روسيا ردت على هذا التهديد ردين؛ الأول وهو الرد العسكري والرد الاقتصادي حيث بنت روسيا خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة الشرقية والوسطى والغربية، ثم تفاقمت الأزمة باحتلال روسيا لشبه جزيرة القزم، وتفاقمت الأزمة إلى حد كبير بين البلدين.', 11 => '', 12 => 'وأصبح من المتوقع زيادة حجم التدخل العسكري الروسي إلى أوكرانيا تبعًا للتطورات السياسية والعسكرية، وخاصة أن السلطات الأوكرانية تتجنب أي تصادم عسكري مع الجيش الروسي، فكلا القوتين غير متكافئتين، وقد لا تلجأ إليه في حالة اكتفاء روسيا بجزيرة القرم، وليس بإمكان الولايات المتحدة التدخل العسكري بسبب الصعوبة اللوجستية، وبالتالي فإنه لا حل إلا على المستوى الدبلوماسي وفرض عقوبات اقتصادية على شركات روسية للممارسة ضغوطات على روسيا، وبات من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في البحث سوف نحاول أن نطرح المشهد كما هو منذ نشوء الأزمة وحتى وقتنا هكذا كمحاولة للتنبؤ بما ستؤول إليه الأمور سلبًا أو إيجابًا.', 13 => '', 14 => 'وهناك دراسات حاولت رسم حلول للأزمة كدراسة رعد قاسم صالح، وأرى أن هذه الاقتراحات ضعيفة للغاية ولا يمكن أن يقبل بها الطرف الروسي مهما كلفه الأمر؛ لأن روسيا تعتقد أن سيطرة الاتحاد الأوروبي على أوكرانيا يعني وضعها في حصار من كل الجهات، فسوف تسوء أوضاعها الاقتصادية والعسكرية الأمنية وتفقد سيطرتها على البحر الأسود وغيرها من المضار شديدة الخطورة على الجانب الروسي.', 15 => '', 16 => 'ومن أقرب الدراسات إلى موضوع الدراسة هي دراسة (لاوند، 2021، ص182) حيث توصلت الدراسة في نهايتها إلى أنه يصعب التكهن بالأحداث الأساسية وتوقعات مجرياتها في المستقبل فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية الروسية بسبب تصاعد الأوضاع على مستوى العالم، بينما الدراسة الحالية تسعى إلى توقع مآلات هذه الأزمة بين البلدين، وخاصة أن روسيا على أتم استعداد لخوض حرب عالمية دفاعًا عن مصالحها في أوكرانيا، ولن تترك الأمر بسهولة للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتوصل البلدين أوكرانيا وروسيا إلى اتفاقيات اقتصادية كبرى ترضي الطرفين وتحقق سلامة وأمن البلدين، وخاصة أن هناك جزء من أوكرانيا يتحدث الروسية، وولاؤه إلى الشعب الروسي فإنه يراه موطنه الأصلي، وبالتالي فإن ثم تداخلت عرقية ولغوية بين البلدين تربطهما ببعضها البعض.', 17 => '', 18 => 'وتتفق الدراسة الحالية مع النتيجة البارزة التي أكدت عليها بن قيطة والتي تفترض أن تصاعد الأزمة الأوكرانية مع روسيا قد يدقع دول الجوار السوفيتي السابق لا سيما جورجيا وبيلاروسيا إلى سرعة الانضمام والاندماج مع الغرب، وهذا الأمر سوف يؤدي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تطويق روسيا استراتيجيا والحيلولة دون عودتها كقوة فاعلة على المستوى الدولي، ومن ثم سيوجه الغرب إلى روسيا ضربة قاتلة.', 19 => '', 20 => 'ومن أبزر إيجابيات الدراسات السابقة هو وصفها الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا بكل دقة واتفاق جميع الدراسات، ومن ثم فإن انفصالها سوف يشكل خطرًا كبيرًا على روسيا في كافة المجالات.', 21 => '', 22 => 'ولكن من سلبيات هذه الدراسات افتقادها جميعها إلى الجانب الميداني لوضع سيناريوهات محتملة لتوقع أبعاد الأزمة في كافة أحوالها وظروفها من خلال مقابلات مع مختصين في العمل السياسي وقراءة المشاهد السياسية وتحليلها لمساعدتنا على توقع أبعاد الأزمة في المستقبل ووضع سيناريوهات لكافة التوقعات ورسم الأبعاد والمخاطر التي قد تنجم عنها في المستقبل، وهذا ما سوف تنفرد به الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة لتعويض هذا النقص.', 23 => '', 24 => ''''الفصل الأول: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتطوراتها:'''', 25 => '', 26 => 'أوكرانيا هي الدولة الأهم على الإطلاق بالنسبة إلى روسيا، ولطالما اعتنت روسيا بتطوير علاقاتها معها؛ لأنها تمثل أهمية كبيرة لها، فهي معبر لتجارتها وسبب في استقرار أسطولها في مياه البحر الأسود، فخسارتها وقطع العلاقات معها يعني خسارة العمق الجيو استراتيجي لروسيا، ويعرض روسيا لضغوطات جيوسياسية من الجنوب عن الصين والهند بسبب المشاكل الحدودية والحركات الانفصالية في الشيشان وضغوطات من حلف الناتو في الغرب وإبعاد أسطولها من مياه البحر الأسود، فضلا على العلاقات الاقتصادية الكبرى بين البلدين، ولذا فإن روسيا لن تسمح لأوكرانيا أن تقيم على أرضها قاعدة أمريكية، أو تتحالف ضدها مع الاتحاد الأوروبي، ولذا تصاعدت الأزمة واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية والتي يسكنها أغلب الروس.', 27 => '', 28 => ''''المبحث الأول: نظرية الدور وتفسيرها للأزمة الأوكرانية الروسية:'''', 29 => '', 30 => 'نظرية الدور قد أبرزت عالم الشخصية في إدارات الدولة وأثرها في النظام الدولي وخاصة بعد حدوث تغيرات دولية على النظام الدولي، ولقد تبنت روسيا علاقات تعاونية مع الولايات المتحدة والصين بهدف الحفاظ على الوضع الدولي لروسيا في النظام الدولي والعمل على انتعاش النمو الاقتصادي الروسي من أجل تجنب التعرض لأي نوع من الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة الإقليمية بالقرب منها وتسعى روسيا لإعادة دورها الدولي لتصبح قوة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، ولذا تمثل نقص الموارد الروسية يدفع روسيا إلى تبني سياسيات التعاون المشترك مع أمريكا والكتلة الأوربية. (الشيحان، 2019، ص16)', 31 => '', 32 => 'ووفقًا لنظرية الدور في العلاقات الدولية فإن الأزمة الأوكرانية شكلت جزءًا من إعادة الدور الروسي في المنطقة الأوروبية، ومن ثم وجدت الدولة الأوربية وخاصة الغربية منها نفسها تعاني من إشكالية القدرة على تصميم استراتيجية تستطيع من خلالها ضبط الموقف الروسي خاصة في الأزمة الأوكرانية، وأيضًا القضايا التي تربطها بالغرب مثل منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب، ومن هنا بدأ الدور الروسي في البروز باعتبارها دولة نووية، فروسيا تمتلك مخزون كبير من النفط والغاز الطبيعي وتمتلك قدرات تكنولوجية كبيرة تشكل خطرًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم كان من باب الاستعراض العسكري وردع الموقف الأوكراني لمراجعة حساباته في حال تعاونه مع الغرب على حساب روسيا، وأن الأمر سيكلفها الكثير، وخاصة بعد اختلال شبه جزيرة القرم لضمان سير مصالحها في البحر الأسود وغيرها من المصالح مثل منع إقامة قاعدة أمريكية فيها.', 33 => '', 34 => ''''المبحث الثاني: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأبعادها:'''', 35 => '', 36 => 'بدأت الأزمة تتصاعد بين البلدين عام 2013م، عندما رفض الرئيس الأوكراني فيكتور ياكوفيتش أن يوقع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتمسك بما قدمته له روسيا من عروض، وهي تقديم 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز التي يتم تسليمه لأوكرانيا بما يعدل الثلث، ومن ثم وجدت أوكرانيا نفسها في تجاذبات داخلية وخارجية، بين الولاء الأوربي لأوكرانيا وبين الولاء لروسيا، وخاصة أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا علاقات قوية وخاصة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها أغلب الروس. ', 37 => '', 38 => 'ولدعم موقف روسيا دوليًا وإقليميًا دخلت إلى شبه جزيرة القرم من باب الاستعراض العسكري دون قتال، وخاصة أن جزيرة القرم تمثل أهمية كبرى من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لروسيا، فهي التي تتحكم بمرور السفن التجارية والعسكرية إلى عدة موانئ أوكرانية وروسية، فضلًا على أنها وجهة لكثير من السياح حول العالم (مولود، 2017، ص123)', 39 => '', 40 => 'إن أوكرانيا في نظر القادة الروس هو جزء من العالم التاريخي والثقافي لهم، ومكون بنائي للهوية الروسية، ولذا فإن روسيا أدركت حجم المخاطر مبكرًا، فالأمر لن يقتصر على أوكرانيا حينما تتعامل مع الغرب، وإنما سيشجع باقي دول المجال الجيبوليتكي السوفيتي السابق وخاصة جورجيا وبيلاروسيا على توسيع علاقاتهم مع الغرب، وبالتالي يتم تطويق روسيا من الناحية الاستراتيجية ومنعها من العودة إلى المستوى الدولية كقوة عظمى، وخاصة في السياق الدولي الحالي. (بن قيطة، 2018، ص204)', 41 => '', 42 => 'ورأت روسيا أن التدخل الغربي في الأزمة الأوكرانية ما هو إلا محاولة خرق الخطوط الحمراء للأمن القومي الروسي، بمحاولة العبث في مجالها الحيوي، ومد سيطرة حلف الناتو ليطول حدودها الغربية، وذلك من خلال السيطرة على أوكرانيا، تلك المنطقة الفاصلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وبالتالي فإن القضية تمثل خطورة على الأمن القومي الروسي، ولذا لم تتهاون روسيا في الردود وخاصة العسكرية. (الغويري، 2019، ص74)', 43 => '', 44 => 'كان احتلال جزيرة القرم بمثابة صدمة لأوروبا، حيث إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى أوكرانيا لمصالح كثيرة اقتصادية وسياسية، ولا تبعد روسيا عن السيناريو، فبدأت أمريكا بفرض عقوبات على روسيا بعد احتلالها لجزيرة القرم ومنها التضييق على المصارف الحكومية الروسية من الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية، ومنع بيع السلاح والبضائع ذات الاستخدام المدني والعسكري، ومنع توريد التكنولوجيا في القطاع النفطي، ولكن روسيا ليست بالقوة الهينة وليست دولة صغيرة لكي تفرض عليها عقوبات من هذا النوع، حيث إن روسيا ردت على ذلك بقرار منع استيراد اللحوم والمنتجات الزراعية والأجبان من أوروبا لمدة عام، الأمر الذي كلف أوروبا خسائر وصلت إلى 12 مليار يورو سنويًا. (الشيحان، 2019، ص49)', 45 => '', 46 => 'ومن هنا تصاعدت الأزمة الأوكرانية دوليًا، وبات الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير، ونجاح روسيا في إخضاع أوكرانيا سوف يكلف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الكثير من خيبة الأمل في مساعيها التي ستنفشل، وبالتالي تسعى الدراسة من خلال جانبها الميداني إلى التعرف على أبعاد هذه الأزمة.', 47 => '', 48 => ''''الفصل الثاني:''' ', 49 => '', 50 => 'شغلت الحرب الأوكرانية الروسية العالم، وبدأت المحطات الفضائية تستضيف كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين لبيان ما آلت إليه الأوضاع وتأثير الحرب على العالم وأبعادها ومخاطرها والسيناريوهات المحتملة جراء هذه الحرب، والتي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وليس اقتصاد روسيا وأوكرانيا، حيث إن العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا وعقوبات روسيا لأوروبا كانت قاسية على شعوب تلك الدول والتي لحقها حتى الآن ضرر كبير.', 51 => '', 52 => ''''1.   لقاء مع المحلل السياسي: د/ مسلم شعيتو:'''', 53 => '', 54 => ''''الإعلام الغربي يزيف الحقائق لما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا:'''', 55 => '', 56 => 'أكد الدكتور مسلم شعيتو أن الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديث التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية، والقصف طال حدود قريبة جدًا من حلف الناتو في مناطق قريبة من بولونيا ورومانيا وهذه رسالة لحلف الناتو أيضًا بأننا لن نسمح لا بالدخول ولا بالتدخل، وفي لحظة معينة ستطال ضواريخنا كل هذه المناطق وهذه الحدود، فالصواريخ التي استخدمها روسيا استخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم، وبالتالي فإن استخدام الصواريخ كلوب أو كالبير تستخدم في مناطق عسكرية فقط، ولكن روسيا ليست في حاجة إلى استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا لأن الجماعات المتشددة تحتمي في المناطق السكنية ولم تستطع روسيا استخدام الأسلحة لا العادية ولا المتطورة في المناطق المدنية.', 57 => '', 58 => 'ويؤكد المحلل السياسي الدكتور مسلم شعيتو أنه لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى، كما أن الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21  قتيل فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم، واعتقد أن نهاية الكذب والنفاق ستكون بعد نهاية هذه المعركة.', 59 => '', 60 => ''''وبسؤاله: هل الحرب العالمية قد قامت أم على بوادر القيام؟ فالغرب يغطي أحدث تسلحه أمنيه لأوكرانيا، ونشر بطاقات صواريخ حالية، وأمريكا تدعم وبقوة ودول حلف الناتو؟'''', 61 => '', 62 => 'أكد الدكتور مسلم على أن المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا، وبالتالي فإن الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة.', 63 => '', 64 => 'سؤال: الأمين العام لحلف الناتو قال: سنظل ندعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديًا وإنسانيًا، فما يدل ذلك؟', 65 => '', 66 => 'نعم؛ لأن حلف الناتو يقودون معركة المصير، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والأوربيون للأسف لا يمتلكون القدرة على اتخاذ قراراتهم، فكل الخسائر سوف تلحق بأوروبا بداية من أوكرانيا وصولأ إلى آخر بلدة في أوروبا، وإن لم تربح روسيا الحرب وهذا احتمال ضعيف جدًا ستخسر أوروبا كل ما تملك من اقتصاد وأمن، وهذا واضح تمامًا من الموقف الروسي، وبالتالي يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن لأن الخسارة على أوروبا وهذا ما ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية.', 67 => '', 68 => ''''سؤال: على الرغم من قوة العقوبات التي تقع على الرئيس بوتن إلا أن ما زال يمضي في طريقه، على الرغم من انهيار الوبل، فإلى أين سيتوقف الرئيس بوتن؟'''', 69 => '', 70 => 'أولًا: إذا انطلقنا من أن هناك انهيار اقتصادي في أوكرانيا وأن هناك انهيار في الروبل الروسي فهذا ليس صحيح، ولذلك لن يتوقف الرئيس بوتن إلا لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهي انسحاب القوات الأمريكية من شرق أوروبا بالكامل، وما يحدث في العملة اليوم في البورصة العالمية هي عملية احتيال تمارسها بعض الشركات ولكن يبقى رأس المال الداخل روسيا بالإضافة إلى أن روسيا بتجربتها تستطيع أن تعوض كل السلع التي كانت تستوردها من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن روسيا حتى الآن لم ترد اقتصاديًا على هذه العقوبات، وعندما تقرر الرد اعتقد أن أوروبا هي التي ستقف على أبواب موسكو مستجديه الحل.', 71 => '', 72 => ''''سؤال: ما هو الرد الروسي المتوقع في العقوبات القادمة؟'''', 73 => '', 74 => 'أولًا: روسيا إذا قررت وقف الغاز والنفط ومشتقاته من الفحم الحجري أيضًا 40 % من استهلاك أوروبا هو من روسيا، فتضطر أوروبا أن تشتري من دول أخرى 10 أضعاف السعر من روسيا، وبالتالي فكيف سيعيش المستهلك الأوروبي، وإذا قررت روسيا وقف بيع الأسمدة فستبدأ المجاعة في كل العالم، روسيا من أهم مصدري الأسمدة في العالم، وإذا تحولت روسيا تمامًا إلى التبادل السلعي مع الصين والهند وإيران والدول العربية فماذا سيحدث للدولار؟ بالفعل ستنتهي هذه الهيمنة الأمريكية في وسط العملة، ولكن إذا قررت روسيا وقف بيع القمح والشعير والزيوت سوف ترتفع الأـسعار بشكل كبير، فضلًا على أن هناك خوف في أفريقيا من المجاعة وغيرها من المواد الأولية، وعلى الرغم من كل هذا فإن روسيا لم تلجأ إلى استعمال أي ورقة؛ لأنها تعلم تمامًا أنها هي التي ستربح وتحاول أن تعطي لأوروبا فرصة للتخلص من الهيمنة؛ لأن دمار أوروبا هو لصالح بريطانيا وتركيا، وهذا ما لا ترغبه روسيا.', 75 => '', 76 => ''''سؤال: ماذا عن الأرقام التي تعلن عنها أوكرانيا يوميا، حيث أعلنوا عن مقتل 14 ألف قتيل من الجيش الروسي؟'''', 77 => '', 78 => 'إذا كنا سنصدق الأرقام الأوكرانية والغربية، فمعنى ذلك أن أوكرانيا أصبحت على الساحة الحمراء في موسكو، فنعم هناك خسائر وروسيا لا تنكر، وأعلنت ذلك، فأول 10 أيام حوالي 480 شهيدًا، ولكن إذا أنتم تابعتم فإن العملية تغيرت وأصبحت بشكل بطيء ولكن تصاعدي، ويبدو أن الأمور خلال أسبوع ستكون كل القوات المتشددة والعصابات في شرق أوكرانيا المحاذية للبنان ستكون محاصرة وستسقط خلال أيام وبالتالي سيسقط هذا الخط الجنوبي.', 79 => '', 80 => ''''2.   لقاء مع المحلل السياسي والاستراتيجي رضا بورادع:'''', 81 => '', 82 => ''''سؤال: ما علاقة حرب روسيا وأوكرانيا بالثورات العربية وعملية التغير في بلداننا العربية؟'''', 83 => '', 84 => 'لأن الدول العربية كلها مستبدة تأتي بشرعيتها من إسناد دول فوقها كبرى، وهذه الحرب سوف تفضي إلى تراجع دول كبرى كما أفضت الحرب العالمية الثانية إلى تراجع الإمبراطوريات، فأيضًا هذه الحرب سوف في النهاية تفضي إلى تراجع دول كبرى مثل فرنسا الآن نرى أنها تقريبًا خارج المعادلة، ماكرون تلك الصورة اليائسة خرجت بعد مكالمته لبوتن هي تنبئ أن فرنسا حتى تخرج من التاريخ تخرج من كل المعادلات، تخرج من ممارسات الأمن، تخرج من دورها كدولة فاعلة في موازين دولية.', 85 => '', 86 => ''''سؤال: ستتهم الآن أن كلامك هذا إصرار ليس على الدعوة إلى التغير والاستفادة مما يجرى بل إصرار على الدعوة إلى التخريب والتدمير في بلداننا العربية وسيقال لك: ألم يكفك ما جرى خلال عشر سنوات خلت من فوضى وتدمير وتشريد:'''', 87 => '', 88 => 'أنا لا أقول أفعلوا، أنا أقول: أن الجغرافيا سياسة التحرك والتاريخ يشهد بذلك، أنا عندي أكثر من موقع، الوضع الدولي تغير، وتغيرت معه الساحة الجزائرية والمصرية وشمال إفريقيا، وغير ذلك، فنقول مثلًا بعد سقوط جدار برلين، يعني دخلت الجزائر في التسعينيات والضحية الاشتراكي في النظام كان يناصر النظام الجزائري، فمثلا سقط في النظام فكانت هناك التسعينيات ودخلنا في حالة من التعددية مثلًا الحزبية الجديدة فيما بعد ذلك كانت الحرب الإرهابي.', 89 => '', 90 => ''''3.   لقاء مع أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية بلندن الدكتور ناصر قلاوون:'''', 91 => '', 92 => ''''سؤال: هل تم طرد روسيا من مجلس الأمن؟'''', 93 => '', 94 => 'هذا الأمر غير حقيقي، لأن طرد روسيا من مجلس الأمن لا بد من إجماع العلماء عليه، وهذا لن تسمح به الصين، لكن نعلم أن هناك حرب إعلامية ضد روسيا، ولذا فإن أغلب المحللين السياسيين في أوروبا وفي حلف الناتو يقولون إن الرئيس الروسي أعلن الحرب على أوروبا، وبالتالي لا بد من أخذ الموضوع بعين الجدية، لأن مطالب روسيا ليست إبعاد حلف الناتو عن أوكرانيا فقط وإنما إبعادها من شرق أوروبا بالكامل، فأوكرانيا هي السمكة الصغيرة.', 95 => '', 96 => 'وتحاول بريطانيا وأمريكا الضغط على ألمانيا لمنع التعامل مع روسيا، ولكن هذا سوف يلحق بألمانيا على وجه الخصوص خسائر فادحة وخاصة إن منعت روسيا وصول الغاز ومشتقاته إليها', 97 => '', 98 => ''''الفصل الثالث: نتائج الدراسة''':', 99 => '', 100 => '1.   استيلاء روسيا على جزيرة القرم مكن روسيا من السيطرة التامة على مياه البحر الأسود، وحماية أسطولها البحري من فرض سيطرته على المياه، وتقوية شوكتها في المنطقة وإغلاق الباب أمام أحلام حلف الناتو وخاصة أمريكا من إقامة قاعدة عسكرية لها على أراضي أوكرانيا.', 101 => '', 102 => '2.   الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديثة التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية ', 103 => '', 104 => '3.   الصواريخ التي استخدمتها روسيا استُخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم.', 105 => '', 106 => '4.   لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى', 107 => '', 108 => '5.   الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 ألف قتيل، فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم.', 109 => '', 110 => '6.   إن المعطيات الجديدة في أوكرانيا كادت تقضي على الحلم الروسي بتشكيل اتحاد اقتصادي للدول التي كانت في بوتقة الاتحاد السوفيتي السابق لمنافسة ليس فقط الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة والصين، وهذا المشروع الذي يعتبر من الأهداف الرئيسة للرئيس بوتين خلال سنوات حكمه ال 14، قد يجرد من معناه في غياب أوكرانيا التي تعد 46 مليون نسمة، وتملك قدرات كبيرة زراعية وصناعية، ولا يزال المستقبل الروسي الأوكراني غامضًا طالما كانت هناك تدخلات خارجية تحاول تصعيد الموقف لصالحها، ولذا فإن بوتين لم يجد أمامه خيار إلا الغزو العسكري لمنع تدفق القوات الأوروبية إلى أوكرانيا وحصر روسيا.', 111 => '', 112 => '7.   إن لم يتدخل الوسطاء الدوليون لتسوية الأزمة، فإن سيناريوهات الحرب في أوكرانيا قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا إلى دولة في الشرق وأخرى في غرب البلاد.', 113 => '', 114 => '8.   الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير.', 115 => '', 116 => '9.   الحرب الروسية كانت لها آثار اقتصادية كبرى على العالم بأكمله وخاصة أن روسيا تحتل المركز الثاني عالميًا في تصدير الطاقة إلى أوروبا وخاصة ألمانيا، وعندما قامت الحرب وفرضت أوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا أوقفت روسيا على الفور تصدير الغاز إلى أوروبا مما أدى إلى ارتفاع الغاز بشكل كبير في نطاق أوروبا وخاصة ألمانيا التي ارتفعت فيها أسعار البترول إلى النصف.', 117 => '', 118 => '10. المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا', 119 => '', 120 => '11.الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة.', 121 => '', 122 => '12.  يبقى من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في روسيا، فوصول قادة يتمسكون بأوروبا ويرون أنهم لا مستقبل لهم بدونها وليس بروسيا يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة للدب الروسي فلاديمير بوتين الذي يحلم بإبقاء أوكرانيا في فلك روسيا، وللتأثير على سياسة أوكرانيا تملك روسيا عدة بحكم الروابط القوية جدًا بين اقتصادي البلدين، وقد هددت موسكو جارتها كييف بأنها ستزيد الرسوم الجمركية على المنتجات القادمة إلى روسيا من من أوكرانيا إن اقتربت من الاتحاد الأوروبي، وكذلك أدانت موسكو التدابير المعادية لروسيا التي اتخذتها السلطات الجديدة في كييف.', 123 => '', 124 => '13.  العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا لم تكن كافية لردعها كما عزمت القيام عليه تجاه أوكرانيا، بل بالعكس تقدمت عسكريًا بشكل كبير، ودخلت في حرب فعليه مع أوكرانيا، ودمرت القوات روسيا البنية التحتية لأوكرانيا في ظل عجز تام من أي دولة في العالم من التدخل العسكري مع روسي.', 125 => '', 126 => '14.   استغاثة أوكرانيا المتكررة بأوروبا يدلل وبشكل كبير على أنه حقًا كان ينوي وبشدة الانضمام إلى حلف الناتو الأطلسي، وأن توقعات بوتين كان في موضعها وتخوفاته كانت في محلها.', 127 => '', 128 => '15.  لا توجد أي احتمالية لأي نوع من المواجهة العسكرية بين أعضاء حلف الناتو وبين روسيا، وقد أكدت الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا على انتفاء احتمالية التدخل العسكري لمواجهة اعتداءات روسيا على أوكرانيا واختراق مواثيق العهود الدولية، ولكن تفرض عقوبات كبرى تحاول من خلالها عزل روسيا عن العالم.', 129 => '', 130 => '16.   ضم روسيا لجزيرة القرم لن يشكل عليها أي أعباء أو صراعات داخلية، لأنه جزيرة القرم أغلب سكانها روس، وخاصة بعد ترجيل جوزيف ستالين سكانها الأصليين التتار من موطنهم إلى كازاخستان في شرق الاتحاد السوفيتي عام 1944م تحت ادعاء دعمهم لألمانيا، وبالتالي فإن نسبة الروس الذين يسكنون جزيرة القرم اليوم يمثلون حوالي 75 % فيما شكلت نسبة الأوكرانيين عام 1944 في القرم 21 % بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وبالتالي فإن ضمها إلى روسيا نال إعجاب وتأييد أغلب سكانها الذين كانوا من قبل يعلنون ولاءهم وانتمائهم للشعب الروسي.', 131 => '', 132 => ''''الرأي الشخصي في هذه الصراعات:'''', 133 => '', 134 => 'إن المشهد السياسي ينبأ بأن الحرب سوف تنتهي لصالح روسيا؛ لأن هذه الحرب هي حرب مصيرية بالنسبة لروسيا، فحلف الناتو إذا دب في الأراضي الأوكرانية فسوف يحجب روسيا عن العالم ويجعله محاصرة من كل جانب، ويضر بأمنها القومي بشكل كبير، فضلًا على تقليص تواجدها في البحر الأسود، وبالتالي فإن روسيا لم تتدخل في الشئون الداخلية لأوكرانيا كما يرى البعض، بل على العكس تمامًا كانت تدفع روسيا ملايين الدولارات مقابل مرور البترول عبر أراضيها إلى أوروبا، وأيضًا كانت تجني أوكرانيا أرباحًا كبرى من خلال الحركات التجارية في مواني القرم وغيرها، ولكن الرئيس الحالي زيلينسكي انتهجت سياسة ابتزازية حيال روسيا عن طريق التهديد بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها معادية لروسيا، وكان أحد أهداف هذا الابتزاز إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز، لإرضاء السلطة الأوكرانية، ولكن روسيا ردت على ذلك بتهديد عسكري بسحق أي بلد مجاور تقام فيه قواعد عسكرية أميريكة أو أطلسية في حالة تعرض الأمن القومي الروسي للخطر، وكان الحراك الروسي السريع والحاسم خلال الأزمة مع جورجيا في 2008 ترجمة لهذا التهديد، وأما عن الرد الاقتصادي، فشرعت روسيا في بناء خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة عبر قاع البحر الأسود إلى بلغاريا ومنها إلى اليونان وصربيا وغيرهما من البلدان في أوروبا الشرقية، وبالتالي تخلت روسيا عن استخدام الأراضي الأوكرانية للترانزيت، وبالتالي تحرر الاقتصادي الروسي من رسوم الترانزيت الأوكرانية.', 135 => '', 136 => 'وهذا يؤكد على أن روسيا لم تتدخل في شأن البلاد الداخلية، ولم تلجأ إلى التدخل العسكري لولا السياسة الأوكرانية المعادية والتي تهدد روسيا دومًا بإقامة قاعدة عسكرية في أوكرانيا، وبالتالي فإن الرئيسي الأوكراني قد وضع في فك تصديق الوعود الأوروبية، فتدخلت عنه أوروبا، وتركوه يواجه الحرب مع روسيا بمفرده، فتعرضت بلاده إلى خسائر فاحده، في الوقت الذي أعلن فيه حلف الناتو أنه ليس في سياسته أي نوع من التدخل العسكري في شأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا.', 137 => '', 138 => 'ولذا فإنني أرى أن المفاوضات الأوكرانية الروسية يجب أن تكون سريعة ويجب أن تتنازل أوكرانيا عن سياسات الابتزاز والتهديد بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، والتعلم من الدرس، حيث إن أمريكا وغيرها لا تشغلها إلا مصالحها فقط، وبالتالي يجب أن تحرص أوكرانيا على إقامة علاقة سياسية دبلوماسية جديدة لتحسين الأوضاع مع روسيا وإنشاء اقتصاد جديد والانطلاق من رؤى تعاونية جديدة.', 139 => '', 140 => ''''المراجع''':', 141 => '', 142 => '1.    مولود، بلقاسمي، 2017، الثابت والمتغير في السياسية الخارجية الروسية: دراسة نموذج الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية: توظيف نموذج تعديل المسار في السياسة الخارجية لتشارلز هيرمان، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، العدد التاسع.', 143 => '', 144 => '2.    الشيحان، أحمد عواد، 2019، الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية وأثرها على مكانة روسيا الاتحادية في النظام الدولي، 2014-2017، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن.', 145 => '', 146 => '3.  الغويري، عبد الله عبد الرحمن عقله، 2019، أثر الأزمة الأوكرانية على العلاقات الأمريكية الروسية (2013-2017)، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن.', 147 => '', 148 => '4.    بن قيطة، مراد 2018، العمق الحيوي: مكانة أوكرانيا في المنظور الاستراتيجي الروسي، مجلة آفاق للعلوم، العدد 11.', 149 => '', 150 => '5.    لاوند، فيان أحمد محمد ،2021، لأزمة الأوكرانية في السياسة الروسية والأمريكية وأبعادها المستقبلية، مجلة الدراسات المستدامة، المجلد الثالث.', 151 => '', 152 => '6.    بللوشة، أمير، 2021، الصراع الأمريكي الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية، مجلة دفاتر السياسة والقانون، المجلد 13، العدد الثالث.', 153 => '', 154 => '7.    التميمي، ظفر عبد مطر، 2014م، الأزمة الأوكرانية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 46.', 155 => '', 156 => '8.    صالح، رعد قاسم ،2014، الحدث السياسي العالمي: تحليل الأزمة الأوكرانية بعدسات جيو – ستراتيجية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 45', 157 => '', 158 => '9.    زروال، سناء، 2015، الاستراتيجية الأمنية الروسية تجاه دول البلقان: أوكرانيا دراسة حالة، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر.', 159 => '', 160 => '10.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=643608016931890</nowiki>', 161 => '', 162 => '11.                      <nowiki>https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&v=4832725363481560</nowiki>' ]
السطور المزالة في التعديل (removed_lines)
[]
نص الصفحة الجديد، مجردا من أية تهيئة (new_text)
' المقدمة: تمثل أوكرانيا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، فأوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا الشرقية، حيث تبلغ مساحتها 604 كم2، وعدد سكانها وفق تعداد 2012 بلغ 46 مليون نسمة، ويحدها الاتحاد الروسي من الشرق وبيلاروسيا من الشمال وبولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب والبحر الأسود وبحر أزوف من الجنوب، وهذه المشتركات الحدودية الواسعة والمتنوعة أصفت على أوكرانيا موقعًا إقليميًا جيوسياسيًا مهمًا لأنها تربط روسيا الاتحادية مع غرب أوروبا وتربط غرب أوروبا بشرقها. واندلعت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تشرين الثاني 2013 م بدعوات تطالب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش باستئناف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي علقها منذ 21 تشرين الثاني 2013، فوصل الأمر إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان، وأعلن الرئيس الأوكراني تعليقه للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الشراكة والتي كان من المفترض أن يتم توقيعها مع أوكرانيا في 29 تشرين الثاني 2013 بالعاصمة الليتوانية، وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده تنتظر ظروفًا تكون ملائمة لتوقيع الاتفاقية من جديد بما يتماشى مع مصالح بلاده، وأكد الرئيس الأوكراني أن سبب رفضه لتوقيع الاتفاقية يعود إلى أسباب اقتصادية بحتة، وبدأت بالفعل الاشتباكات تتبادل من بين قادة الاتحاد الأوروبي وبين روسيا حول اتهامات ابتزاز أوكرانيا من أجل توقيع الاتفاقية معها. ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا عقدت أوكرانيا اتفاقًا تجاريًا مع الاتحاد الأوروبي فإن هذا الأمر سوف يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الروسي وبدأت الأزمة بين أوكرانيا وروسيا تتصاعد، وبدأت صراعات كبيرة حول شبه جزيرة القزم التي أعلنت روسيا عن ضمها لحدودها الإقليمية على الرغم من أنها أراضي أوكرانية، فأوكرانيا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لروسيا وبدون أوكرانيا لن تكون لروسيا القوة الحالية، فروسيا على سبيل المثال تصدر ما يقارب من 20&#160;% من الغاز على شكل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بينما تصدر الباقي كغاز جاف إلى أوروبا، وتمر نصف تلك الصادرات عبر أوكرانيا وإذا توقفت إمدادات الغاز الروسية فمن المتوقع أن تشهد سوق الطاقة العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار. وحدثت في أوكرانيا أزمة اقتصادية لعبت ثلاثة أسباب الدور الرئيسي في هذه الأزمة وهي ارتفاع سعر الغاز المورد إلى أوكرانيا الذي كبد الاقتصادي الأوكراني خسائر فادحة كلبت البلاد حوالي 20 مليار دولار والسبب الثاني القروض التي أخذتها أوكرانيا في الفترة ما بين عامي 2008-2009 والسبب الثالث الانخفاض الملحوظ في حجم التبادل التجاري مع شركاء كييف الاستراتيجيين في الدرجة الأولى وبعض بلدان رابطة الدولة المستقلة، وبدأت السلطات الأوكرانية تنتهج سياسة ابتزازية مع روسيا عن طريق تهديدها بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيها معادية لروسيا، وكان الهدف من ذلك هو إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز من أجل إرضاء السلطات الأوكرانية ولكن روسيا ردت على هذا التهديد ردين؛ الأول وهو الرد العسكري والرد الاقتصادي حيث بنت روسيا خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة الشرقية والوسطى والغربية، ثم تفاقمت الأزمة باحتلال روسيا لشبه جزيرة القزم، وتفاقمت الأزمة إلى حد كبير بين البلدين. وأصبح من المتوقع زيادة حجم التدخل العسكري الروسي إلى أوكرانيا تبعًا للتطورات السياسية والعسكرية، وخاصة أن السلطات الأوكرانية تتجنب أي تصادم عسكري مع الجيش الروسي، فكلا القوتين غير متكافئتين، وقد لا تلجأ إليه في حالة اكتفاء روسيا بجزيرة القرم، وليس بإمكان الولايات المتحدة التدخل العسكري بسبب الصعوبة اللوجستية، وبالتالي فإنه لا حل إلا على المستوى الدبلوماسي وفرض عقوبات اقتصادية على شركات روسية للممارسة ضغوطات على روسيا، وبات من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في البحث سوف نحاول أن نطرح المشهد كما هو منذ نشوء الأزمة وحتى وقتنا هكذا كمحاولة للتنبؤ بما ستؤول إليه الأمور سلبًا أو إيجابًا. وهناك دراسات حاولت رسم حلول للأزمة كدراسة رعد قاسم صالح، وأرى أن هذه الاقتراحات ضعيفة للغاية ولا يمكن أن يقبل بها الطرف الروسي مهما كلفه الأمر؛ لأن روسيا تعتقد أن سيطرة الاتحاد الأوروبي على أوكرانيا يعني وضعها في حصار من كل الجهات، فسوف تسوء أوضاعها الاقتصادية والعسكرية الأمنية وتفقد سيطرتها على البحر الأسود وغيرها من المضار شديدة الخطورة على الجانب الروسي. ومن أقرب الدراسات إلى موضوع الدراسة هي دراسة (لاوند، 2021، ص182) حيث توصلت الدراسة في نهايتها إلى أنه يصعب التكهن بالأحداث الأساسية وتوقعات مجرياتها في المستقبل فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية الروسية بسبب تصاعد الأوضاع على مستوى العالم، بينما الدراسة الحالية تسعى إلى توقع مآلات هذه الأزمة بين البلدين، وخاصة أن روسيا على أتم استعداد لخوض حرب عالمية دفاعًا عن مصالحها في أوكرانيا، ولن تترك الأمر بسهولة للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتوصل البلدين أوكرانيا وروسيا إلى اتفاقيات اقتصادية كبرى ترضي الطرفين وتحقق سلامة وأمن البلدين، وخاصة أن هناك جزء من أوكرانيا يتحدث الروسية، وولاؤه إلى الشعب الروسي فإنه يراه موطنه الأصلي، وبالتالي فإن ثم تداخلت عرقية ولغوية بين البلدين تربطهما ببعضها البعض. وتتفق الدراسة الحالية مع النتيجة البارزة التي أكدت عليها بن قيطة والتي تفترض أن تصاعد الأزمة الأوكرانية مع روسيا قد يدقع دول الجوار السوفيتي السابق لا سيما جورجيا وبيلاروسيا إلى سرعة الانضمام والاندماج مع الغرب، وهذا الأمر سوف يؤدي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تطويق روسيا استراتيجيا والحيلولة دون عودتها كقوة فاعلة على المستوى الدولي، ومن ثم سيوجه الغرب إلى روسيا ضربة قاتلة. ومن أبزر إيجابيات الدراسات السابقة هو وصفها الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا بكل دقة واتفاق جميع الدراسات، ومن ثم فإن انفصالها سوف يشكل خطرًا كبيرًا على روسيا في كافة المجالات. ولكن من سلبيات هذه الدراسات افتقادها جميعها إلى الجانب الميداني لوضع سيناريوهات محتملة لتوقع أبعاد الأزمة في كافة أحوالها وظروفها من خلال مقابلات مع مختصين في العمل السياسي وقراءة المشاهد السياسية وتحليلها لمساعدتنا على توقع أبعاد الأزمة في المستقبل ووضع سيناريوهات لكافة التوقعات ورسم الأبعاد والمخاطر التي قد تنجم عنها في المستقبل، وهذا ما سوف تنفرد به الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة لتعويض هذا النقص. الفصل الأول: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتطوراتها: أوكرانيا هي الدولة الأهم على الإطلاق بالنسبة إلى روسيا، ولطالما اعتنت روسيا بتطوير علاقاتها معها؛ لأنها تمثل أهمية كبيرة لها، فهي معبر لتجارتها وسبب في استقرار أسطولها في مياه البحر الأسود، فخسارتها وقطع العلاقات معها يعني خسارة العمق الجيو استراتيجي لروسيا، ويعرض روسيا لضغوطات جيوسياسية من الجنوب عن الصين والهند بسبب المشاكل الحدودية والحركات الانفصالية في الشيشان وضغوطات من حلف الناتو في الغرب وإبعاد أسطولها من مياه البحر الأسود، فضلا على العلاقات الاقتصادية الكبرى بين البلدين، ولذا فإن روسيا لن تسمح لأوكرانيا أن تقيم على أرضها قاعدة أمريكية، أو تتحالف ضدها مع الاتحاد الأوروبي، ولذا تصاعدت الأزمة واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية والتي يسكنها أغلب الروس. المبحث الأول: نظرية الدور وتفسيرها للأزمة الأوكرانية الروسية: نظرية الدور قد أبرزت عالم الشخصية في إدارات الدولة وأثرها في النظام الدولي وخاصة بعد حدوث تغيرات دولية على النظام الدولي، ولقد تبنت روسيا علاقات تعاونية مع الولايات المتحدة والصين بهدف الحفاظ على الوضع الدولي لروسيا في النظام الدولي والعمل على انتعاش النمو الاقتصادي الروسي من أجل تجنب التعرض لأي نوع من الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة الإقليمية بالقرب منها وتسعى روسيا لإعادة دورها الدولي لتصبح قوة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، ولذا تمثل نقص الموارد الروسية يدفع روسيا إلى تبني سياسيات التعاون المشترك مع أمريكا والكتلة الأوربية. (الشيحان، 2019، ص16) ووفقًا لنظرية الدور في العلاقات الدولية فإن الأزمة الأوكرانية شكلت جزءًا من إعادة الدور الروسي في المنطقة الأوروبية، ومن ثم وجدت الدولة الأوربية وخاصة الغربية منها نفسها تعاني من إشكالية القدرة على تصميم استراتيجية تستطيع من خلالها ضبط الموقف الروسي خاصة في الأزمة الأوكرانية، وأيضًا القضايا التي تربطها بالغرب مثل منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب، ومن هنا بدأ الدور الروسي في البروز باعتبارها دولة نووية، فروسيا تمتلك مخزون كبير من النفط والغاز الطبيعي وتمتلك قدرات تكنولوجية كبيرة تشكل خطرًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم كان من باب الاستعراض العسكري وردع الموقف الأوكراني لمراجعة حساباته في حال تعاونه مع الغرب على حساب روسيا، وأن الأمر سيكلفها الكثير، وخاصة بعد اختلال شبه جزيرة القرم لضمان سير مصالحها في البحر الأسود وغيرها من المصالح مثل منع إقامة قاعدة أمريكية فيها. المبحث الثاني: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأبعادها: بدأت الأزمة تتصاعد بين البلدين عام 2013م، عندما رفض الرئيس الأوكراني فيكتور ياكوفيتش أن يوقع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتمسك بما قدمته له روسيا من عروض، وهي تقديم 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز التي يتم تسليمه لأوكرانيا بما يعدل الثلث، ومن ثم وجدت أوكرانيا نفسها في تجاذبات داخلية وخارجية، بين الولاء الأوربي لأوكرانيا وبين الولاء لروسيا، وخاصة أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا علاقات قوية وخاصة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها أغلب الروس. ولدعم موقف روسيا دوليًا وإقليميًا دخلت إلى شبه جزيرة القرم من باب الاستعراض العسكري دون قتال، وخاصة أن جزيرة القرم تمثل أهمية كبرى من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لروسيا، فهي التي تتحكم بمرور السفن التجارية والعسكرية إلى عدة موانئ أوكرانية وروسية، فضلًا على أنها وجهة لكثير من السياح حول العالم (مولود، 2017، ص123) إن أوكرانيا في نظر القادة الروس هو جزء من العالم التاريخي والثقافي لهم، ومكون بنائي للهوية الروسية، ولذا فإن روسيا أدركت حجم المخاطر مبكرًا، فالأمر لن يقتصر على أوكرانيا حينما تتعامل مع الغرب، وإنما سيشجع باقي دول المجال الجيبوليتكي السوفيتي السابق وخاصة جورجيا وبيلاروسيا على توسيع علاقاتهم مع الغرب، وبالتالي يتم تطويق روسيا من الناحية الاستراتيجية ومنعها من العودة إلى المستوى الدولية كقوة عظمى، وخاصة في السياق الدولي الحالي. (بن قيطة، 2018، ص204) ورأت روسيا أن التدخل الغربي في الأزمة الأوكرانية ما هو إلا محاولة خرق الخطوط الحمراء للأمن القومي الروسي، بمحاولة العبث في مجالها الحيوي، ومد سيطرة حلف الناتو ليطول حدودها الغربية، وذلك من خلال السيطرة على أوكرانيا، تلك المنطقة الفاصلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وبالتالي فإن القضية تمثل خطورة على الأمن القومي الروسي، ولذا لم تتهاون روسيا في الردود وخاصة العسكرية. (الغويري، 2019، ص74) كان احتلال جزيرة القرم بمثابة صدمة لأوروبا، حيث إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى أوكرانيا لمصالح كثيرة اقتصادية وسياسية، ولا تبعد روسيا عن السيناريو، فبدأت أمريكا بفرض عقوبات على روسيا بعد احتلالها لجزيرة القرم ومنها التضييق على المصارف الحكومية الروسية من الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية، ومنع بيع السلاح والبضائع ذات الاستخدام المدني والعسكري، ومنع توريد التكنولوجيا في القطاع النفطي، ولكن روسيا ليست بالقوة الهينة وليست دولة صغيرة لكي تفرض عليها عقوبات من هذا النوع، حيث إن روسيا ردت على ذلك بقرار منع استيراد اللحوم والمنتجات الزراعية والأجبان من أوروبا لمدة عام، الأمر الذي كلف أوروبا خسائر وصلت إلى 12 مليار يورو سنويًا. (الشيحان، 2019، ص49) ومن هنا تصاعدت الأزمة الأوكرانية دوليًا، وبات الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير، ونجاح روسيا في إخضاع أوكرانيا سوف يكلف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الكثير من خيبة الأمل في مساعيها التي ستنفشل، وبالتالي تسعى الدراسة من خلال جانبها الميداني إلى التعرف على أبعاد هذه الأزمة. الفصل الثاني: شغلت الحرب الأوكرانية الروسية العالم، وبدأت المحطات الفضائية تستضيف كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين لبيان ما آلت إليه الأوضاع وتأثير الحرب على العالم وأبعادها ومخاطرها والسيناريوهات المحتملة جراء هذه الحرب، والتي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وليس اقتصاد روسيا وأوكرانيا، حيث إن العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا وعقوبات روسيا لأوروبا كانت قاسية على شعوب تلك الدول والتي لحقها حتى الآن ضرر كبير. 1. &#160; لقاء مع المحلل السياسي: د/ مسلم شعيتو: الإعلام الغربي يزيف الحقائق لما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا: أكد الدكتور مسلم شعيتو أن الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديث التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية، والقصف طال حدود قريبة جدًا من حلف الناتو في مناطق قريبة من بولونيا ورومانيا وهذه رسالة لحلف الناتو أيضًا بأننا لن نسمح لا بالدخول ولا بالتدخل، وفي لحظة معينة ستطال ضواريخنا كل هذه المناطق وهذه الحدود، فالصواريخ التي استخدمها روسيا استخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم، وبالتالي فإن استخدام الصواريخ كلوب أو كالبير تستخدم في مناطق عسكرية فقط، ولكن روسيا ليست في حاجة إلى استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا لأن الجماعات المتشددة تحتمي في المناطق السكنية ولم تستطع روسيا استخدام الأسلحة لا العادية ولا المتطورة في المناطق المدنية. ويؤكد المحلل السياسي الدكتور مسلم شعيتو أنه لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى، كما أن الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 &#160;قتيل فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم، واعتقد أن نهاية الكذب والنفاق ستكون بعد نهاية هذه المعركة. وبسؤاله: هل الحرب العالمية قد قامت أم على بوادر القيام؟ فالغرب يغطي أحدث تسلحه أمنيه لأوكرانيا، ونشر بطاقات صواريخ حالية، وأمريكا تدعم وبقوة ودول حلف الناتو؟ أكد الدكتور مسلم على أن المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا، وبالتالي فإن الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. سؤال: الأمين العام لحلف الناتو قال: سنظل ندعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديًا وإنسانيًا، فما يدل ذلك؟ نعم؛ لأن حلف الناتو يقودون معركة المصير، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والأوربيون للأسف لا يمتلكون القدرة على اتخاذ قراراتهم، فكل الخسائر سوف تلحق بأوروبا بداية من أوكرانيا وصولأ إلى آخر بلدة في أوروبا، وإن لم تربح روسيا الحرب وهذا احتمال ضعيف جدًا ستخسر أوروبا كل ما تملك من اقتصاد وأمن، وهذا واضح تمامًا من الموقف الروسي، وبالتالي يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن لأن الخسارة على أوروبا وهذا ما ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية. سؤال: على الرغم من قوة العقوبات التي تقع على الرئيس بوتن إلا أن ما زال يمضي في طريقه، على الرغم من انهيار الوبل، فإلى أين سيتوقف الرئيس بوتن؟ أولًا: إذا انطلقنا من أن هناك انهيار اقتصادي في أوكرانيا وأن هناك انهيار في الروبل الروسي فهذا ليس صحيح، ولذلك لن يتوقف الرئيس بوتن إلا لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهي انسحاب القوات الأمريكية من شرق أوروبا بالكامل، وما يحدث في العملة اليوم في البورصة العالمية هي عملية احتيال تمارسها بعض الشركات ولكن يبقى رأس المال الداخل روسيا بالإضافة إلى أن روسيا بتجربتها تستطيع أن تعوض كل السلع التي كانت تستوردها من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن روسيا حتى الآن لم ترد اقتصاديًا على هذه العقوبات، وعندما تقرر الرد اعتقد أن أوروبا هي التي ستقف على أبواب موسكو مستجديه الحل. سؤال: ما هو الرد الروسي المتوقع في العقوبات القادمة؟ أولًا: روسيا إذا قررت وقف الغاز والنفط ومشتقاته من الفحم الحجري أيضًا 40&#160;% من استهلاك أوروبا هو من روسيا، فتضطر أوروبا أن تشتري من دول أخرى 10 أضعاف السعر من روسيا، وبالتالي فكيف سيعيش المستهلك الأوروبي، وإذا قررت روسيا وقف بيع الأسمدة فستبدأ المجاعة في كل العالم، روسيا من أهم مصدري الأسمدة في العالم، وإذا تحولت روسيا تمامًا إلى التبادل السلعي مع الصين والهند وإيران والدول العربية فماذا سيحدث للدولار؟ بالفعل ستنتهي هذه الهيمنة الأمريكية في وسط العملة، ولكن إذا قررت روسيا وقف بيع القمح والشعير والزيوت سوف ترتفع الأـسعار بشكل كبير، فضلًا على أن هناك خوف في أفريقيا من المجاعة وغيرها من المواد الأولية، وعلى الرغم من كل هذا فإن روسيا لم تلجأ إلى استعمال أي ورقة؛ لأنها تعلم تمامًا أنها هي التي ستربح وتحاول أن تعطي لأوروبا فرصة للتخلص من الهيمنة؛ لأن دمار أوروبا هو لصالح بريطانيا وتركيا، وهذا ما لا ترغبه روسيا. سؤال: ماذا عن الأرقام التي تعلن عنها أوكرانيا يوميا، حيث أعلنوا عن مقتل 14 ألف قتيل من الجيش الروسي؟ إذا كنا سنصدق الأرقام الأوكرانية والغربية، فمعنى ذلك أن أوكرانيا أصبحت على الساحة الحمراء في موسكو، فنعم هناك خسائر وروسيا لا تنكر، وأعلنت ذلك، فأول 10 أيام حوالي 480 شهيدًا، ولكن إذا أنتم تابعتم فإن العملية تغيرت وأصبحت بشكل بطيء ولكن تصاعدي، ويبدو أن الأمور خلال أسبوع ستكون كل القوات المتشددة والعصابات في شرق أوكرانيا المحاذية للبنان ستكون محاصرة وستسقط خلال أيام وبالتالي سيسقط هذا الخط الجنوبي. 2. &#160; لقاء مع المحلل السياسي والاستراتيجي رضا بورادع: سؤال: ما علاقة حرب روسيا وأوكرانيا بالثورات العربية وعملية التغير في بلداننا العربية؟ لأن الدول العربية كلها مستبدة تأتي بشرعيتها من إسناد دول فوقها كبرى، وهذه الحرب سوف تفضي إلى تراجع دول كبرى كما أفضت الحرب العالمية الثانية إلى تراجع الإمبراطوريات، فأيضًا هذه الحرب سوف في النهاية تفضي إلى تراجع دول كبرى مثل فرنسا الآن نرى أنها تقريبًا خارج المعادلة، ماكرون تلك الصورة اليائسة خرجت بعد مكالمته لبوتن هي تنبئ أن فرنسا حتى تخرج من التاريخ تخرج من كل المعادلات، تخرج من ممارسات الأمن، تخرج من دورها كدولة فاعلة في موازين دولية. سؤال: ستتهم الآن أن كلامك هذا إصرار ليس على الدعوة إلى التغير والاستفادة مما يجرى بل إصرار على الدعوة إلى التخريب والتدمير في بلداننا العربية وسيقال لك: ألم يكفك ما جرى خلال عشر سنوات خلت من فوضى وتدمير وتشريد: أنا لا أقول أفعلوا، أنا أقول: أن الجغرافيا سياسة التحرك والتاريخ يشهد بذلك، أنا عندي أكثر من موقع، الوضع الدولي تغير، وتغيرت معه الساحة الجزائرية والمصرية وشمال إفريقيا، وغير ذلك، فنقول مثلًا بعد سقوط جدار برلين، يعني دخلت الجزائر في التسعينيات والضحية الاشتراكي في النظام كان يناصر النظام الجزائري، فمثلا سقط في النظام فكانت هناك التسعينيات ودخلنا في حالة من التعددية مثلًا الحزبية الجديدة فيما بعد ذلك كانت الحرب الإرهابي. 3. &#160; لقاء مع أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية بلندن الدكتور ناصر قلاوون: سؤال: هل تم طرد روسيا من مجلس الأمن؟ هذا الأمر غير حقيقي، لأن طرد روسيا من مجلس الأمن لا بد من إجماع العلماء عليه، وهذا لن تسمح به الصين، لكن نعلم أن هناك حرب إعلامية ضد روسيا، ولذا فإن أغلب المحللين السياسيين في أوروبا وفي حلف الناتو يقولون إن الرئيس الروسي أعلن الحرب على أوروبا، وبالتالي لا بد من أخذ الموضوع بعين الجدية، لأن مطالب روسيا ليست إبعاد حلف الناتو عن أوكرانيا فقط وإنما إبعادها من شرق أوروبا بالكامل، فأوكرانيا هي السمكة الصغيرة. وتحاول بريطانيا وأمريكا الضغط على ألمانيا لمنع التعامل مع روسيا، ولكن هذا سوف يلحق بألمانيا على وجه الخصوص خسائر فادحة وخاصة إن منعت روسيا وصول الغاز ومشتقاته إليها الفصل الثالث: نتائج الدراسة: 1. &#160; استيلاء روسيا على جزيرة القرم مكن روسيا من السيطرة التامة على مياه البحر الأسود، وحماية أسطولها البحري من فرض سيطرته على المياه، وتقوية شوكتها في المنطقة وإغلاق الباب أمام أحلام حلف الناتو وخاصة أمريكا من إقامة قاعدة عسكرية لها على أراضي أوكرانيا. 2. &#160; الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديثة التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية 3. &#160; الصواريخ التي استخدمتها روسيا استُخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم. 4. &#160; لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى 5. &#160; الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 ألف قتيل، فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم. 6. &#160; إن المعطيات الجديدة في أوكرانيا كادت تقضي على الحلم الروسي بتشكيل اتحاد اقتصادي للدول التي كانت في بوتقة الاتحاد السوفيتي السابق لمنافسة ليس فقط الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة والصين، وهذا المشروع الذي يعتبر من الأهداف الرئيسة للرئيس بوتين خلال سنوات حكمه ال 14، قد يجرد من معناه في غياب أوكرانيا التي تعد 46 مليون نسمة، وتملك قدرات كبيرة زراعية وصناعية، ولا يزال المستقبل الروسي الأوكراني غامضًا طالما كانت هناك تدخلات خارجية تحاول تصعيد الموقف لصالحها، ولذا فإن بوتين لم يجد أمامه خيار إلا الغزو العسكري لمنع تدفق القوات الأوروبية إلى أوكرانيا وحصر روسيا. 7. &#160; إن لم يتدخل الوسطاء الدوليون لتسوية الأزمة، فإن سيناريوهات الحرب في أوكرانيا قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا إلى دولة في الشرق وأخرى في غرب البلاد. 8. &#160; الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير. 9. &#160; الحرب الروسية كانت لها آثار اقتصادية كبرى على العالم بأكمله وخاصة أن روسيا تحتل المركز الثاني عالميًا في تصدير الطاقة إلى أوروبا وخاصة ألمانيا، وعندما قامت الحرب وفرضت أوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا أوقفت روسيا على الفور تصدير الغاز إلى أوروبا مما أدى إلى ارتفاع الغاز بشكل كبير في نطاق أوروبا وخاصة ألمانيا التي ارتفعت فيها أسعار البترول إلى النصف. 10.&#160;المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا 11.الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. 12. &#160;يبقى من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في روسيا، فوصول قادة يتمسكون بأوروبا ويرون أنهم لا مستقبل لهم بدونها وليس بروسيا يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة للدب الروسي فلاديمير بوتين الذي يحلم بإبقاء أوكرانيا في فلك روسيا، وللتأثير على سياسة أوكرانيا تملك روسيا عدة بحكم الروابط القوية جدًا بين اقتصادي البلدين، وقد هددت موسكو جارتها كييف بأنها ستزيد الرسوم الجمركية على المنتجات القادمة إلى روسيا من من أوكرانيا إن اقتربت من الاتحاد الأوروبي، وكذلك أدانت موسكو التدابير المعادية لروسيا التي اتخذتها السلطات الجديدة في كييف. 13. &#160;العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا لم تكن كافية لردعها كما عزمت القيام عليه تجاه أوكرانيا، بل بالعكس تقدمت عسكريًا بشكل كبير، ودخلت في حرب فعليه مع أوكرانيا، ودمرت القوات روسيا البنية التحتية لأوكرانيا في ظل عجز تام من أي دولة في العالم من التدخل العسكري مع روسي. 14. &#160;&#160;استغاثة أوكرانيا المتكررة بأوروبا يدلل وبشكل كبير على أنه حقًا كان ينوي وبشدة الانضمام إلى حلف الناتو الأطلسي، وأن توقعات بوتين كان في موضعها وتخوفاته كانت في محلها. 15. &#160;لا توجد أي احتمالية لأي نوع من المواجهة العسكرية بين أعضاء حلف الناتو وبين روسيا، وقد أكدت الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا على انتفاء احتمالية التدخل العسكري لمواجهة اعتداءات روسيا على أوكرانيا واختراق مواثيق العهود الدولية، ولكن تفرض عقوبات كبرى تحاول من خلالها عزل روسيا عن العالم. 16. &#160;&#160;ضم روسيا لجزيرة القرم لن يشكل عليها أي أعباء أو صراعات داخلية، لأنه جزيرة القرم أغلب سكانها روس، وخاصة بعد ترجيل جوزيف ستالين سكانها الأصليين التتار من موطنهم إلى كازاخستان في شرق الاتحاد السوفيتي عام 1944م تحت ادعاء دعمهم لألمانيا، وبالتالي فإن نسبة الروس الذين يسكنون جزيرة القرم اليوم يمثلون حوالي 75&#160;% فيما شكلت نسبة الأوكرانيين عام 1944 في القرم 21&#160;% بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وبالتالي فإن ضمها إلى روسيا نال إعجاب وتأييد أغلب سكانها الذين كانوا من قبل يعلنون ولاءهم وانتمائهم للشعب الروسي. الرأي الشخصي في هذه الصراعات: إن المشهد السياسي ينبأ بأن الحرب سوف تنتهي لصالح روسيا؛ لأن هذه الحرب هي حرب مصيرية بالنسبة لروسيا، فحلف الناتو إذا دب في الأراضي الأوكرانية فسوف يحجب روسيا عن العالم ويجعله محاصرة من كل جانب، ويضر بأمنها القومي بشكل كبير، فضلًا على تقليص تواجدها في البحر الأسود، وبالتالي فإن روسيا لم تتدخل في الشئون الداخلية لأوكرانيا كما يرى البعض، بل على العكس تمامًا كانت تدفع روسيا ملايين الدولارات مقابل مرور البترول عبر أراضيها إلى أوروبا، وأيضًا كانت تجني أوكرانيا أرباحًا كبرى من خلال الحركات التجارية في مواني القرم وغيرها، ولكن الرئيس الحالي زيلينسكي انتهجت سياسة ابتزازية حيال روسيا عن طريق التهديد بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها معادية لروسيا، وكان أحد أهداف هذا الابتزاز إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز، لإرضاء السلطة الأوكرانية، ولكن روسيا ردت على ذلك بتهديد عسكري بسحق أي بلد مجاور تقام فيه قواعد عسكرية أميريكة أو أطلسية في حالة تعرض الأمن القومي الروسي للخطر، وكان الحراك الروسي السريع والحاسم خلال الأزمة مع جورجيا في 2008 ترجمة لهذا التهديد، وأما عن الرد الاقتصادي، فشرعت روسيا في بناء خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة عبر قاع البحر الأسود إلى بلغاريا ومنها إلى اليونان وصربيا وغيرهما من البلدان في أوروبا الشرقية، وبالتالي تخلت روسيا عن استخدام الأراضي الأوكرانية للترانزيت، وبالتالي تحرر الاقتصادي الروسي من رسوم الترانزيت الأوكرانية. وهذا يؤكد على أن روسيا لم تتدخل في شأن البلاد الداخلية، ولم تلجأ إلى التدخل العسكري لولا السياسة الأوكرانية المعادية والتي تهدد روسيا دومًا بإقامة قاعدة عسكرية في أوكرانيا، وبالتالي فإن الرئيسي الأوكراني قد وضع في فك تصديق الوعود الأوروبية، فتدخلت عنه أوروبا، وتركوه يواجه الحرب مع روسيا بمفرده، فتعرضت بلاده إلى خسائر فاحده، في الوقت الذي أعلن فيه حلف الناتو أنه ليس في سياسته أي نوع من التدخل العسكري في شأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا. ولذا فإنني أرى أن المفاوضات الأوكرانية الروسية يجب أن تكون سريعة ويجب أن تتنازل أوكرانيا عن سياسات الابتزاز والتهديد بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، والتعلم من الدرس، حيث إن أمريكا وغيرها لا تشغلها إلا مصالحها فقط، وبالتالي يجب أن تحرص أوكرانيا على إقامة علاقة سياسية دبلوماسية جديدة لتحسين الأوضاع مع روسيا وإنشاء اقتصاد جديد والانطلاق من رؤى تعاونية جديدة. المراجع: 1. &#160;&#160; مولود، بلقاسمي، 2017، الثابت والمتغير في السياسية الخارجية الروسية: دراسة نموذج الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية: توظيف نموذج تعديل المسار في السياسة الخارجية لتشارلز هيرمان، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، العدد التاسع. 2. &#160;&#160; الشيحان، أحمد عواد، 2019، الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية وأثرها على مكانة روسيا الاتحادية في النظام الدولي، 2014-2017، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. 3.&#160; الغويري، عبد الله عبد الرحمن عقله، 2019، أثر الأزمة الأوكرانية على العلاقات الأمريكية الروسية (2013-2017)، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. 4. &#160;&#160; بن قيطة، مراد 2018، العمق الحيوي: مكانة أوكرانيا في المنظور الاستراتيجي الروسي، مجلة آفاق للعلوم، العدد 11. 5. &#160;&#160; لاوند، فيان أحمد محمد ،2021، لأزمة الأوكرانية في السياسة الروسية والأمريكية وأبعادها المستقبلية، مجلة الدراسات المستدامة، المجلد الثالث. 6. &#160;&#160; بللوشة، أمير، 2021، الصراع الأمريكي الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية، مجلة دفاتر السياسة والقانون، المجلد 13، العدد الثالث. 7. &#160;&#160; التميمي، ظفر عبد مطر، 2014م، الأزمة الأوكرانية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 46. 8. &#160;&#160; صالح، رعد قاسم ،2014، الحدث السياسي العالمي: تحليل الأزمة الأوكرانية بعدسات جيو – ستراتيجية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 45 9. &#160;&#160; زروال، سناء، 2015، الاستراتيجية الأمنية الروسية تجاه دول البلقان: أوكرانيا دراسة حالة، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر. 10. &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160;https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&amp;v=643608016931890 11. &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160;https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&amp;v=4832725363481560'
مصدر HTML المعروض للمراجعة الجديدة (new_html)
'<div class="mw-parser-output"><p><br /> <b>المقدمة:</b> </p><p>تمثل أوكرانيا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا، فأوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا الشرقية، حيث تبلغ مساحتها 604 كم<sup>2</sup>، وعدد سكانها وفق تعداد 2012 بلغ 46 مليون نسمة، ويحدها الاتحاد الروسي من الشرق وبيلاروسيا من الشمال وبولندا وسلوفاكيا والمجر من الغرب والبحر الأسود وبحر أزوف من الجنوب، وهذه المشتركات الحدودية الواسعة والمتنوعة أصفت على أوكرانيا موقعًا إقليميًا جيوسياسيًا مهمًا لأنها تربط روسيا الاتحادية مع غرب أوروبا وتربط غرب أوروبا بشرقها. </p><p>واندلعت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في تشرين الثاني 2013 م بدعوات تطالب الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش باستئناف اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي التي علقها منذ 21 تشرين الثاني 2013، فوصل الأمر إلى حد المطالبة بإقالة الحكومة وحل البرلمان، وأعلن الرئيس الأوكراني تعليقه للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية الشراكة والتي كان من المفترض أن يتم توقيعها مع أوكرانيا في 29 تشرين الثاني 2013 بالعاصمة الليتوانية، وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده تنتظر ظروفًا تكون ملائمة لتوقيع الاتفاقية من جديد بما يتماشى مع مصالح بلاده، وأكد الرئيس الأوكراني أن سبب رفضه لتوقيع الاتفاقية يعود إلى أسباب اقتصادية بحتة، وبدأت بالفعل الاشتباكات تتبادل من بين قادة الاتحاد الأوروبي وبين روسيا حول اتهامات ابتزاز أوكرانيا من أجل توقيع الاتفاقية معها. </p><p>ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه إذا عقدت أوكرانيا اتفاقًا تجاريًا مع الاتحاد الأوروبي فإن هذا الأمر سوف يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد الروسي وبدأت الأزمة بين أوكرانيا وروسيا تتصاعد، وبدأت صراعات كبيرة حول شبه جزيرة القزم التي أعلنت روسيا عن ضمها لحدودها الإقليمية على الرغم من أنها أراضي أوكرانية، فأوكرانيا تمثل أهمية كبرى بالنسبة لروسيا وبدون أوكرانيا لن تكون لروسيا القوة الحالية، فروسيا على سبيل المثال تصدر ما يقارب من 20&#160;% من الغاز على شكل الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية، بينما تصدر الباقي كغاز جاف إلى أوروبا، وتمر نصف تلك الصادرات عبر أوكرانيا وإذا توقفت إمدادات الغاز الروسية فمن المتوقع أن تشهد سوق الطاقة العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار. </p><p>وحدثت في أوكرانيا أزمة اقتصادية لعبت ثلاثة أسباب الدور الرئيسي في هذه الأزمة وهي ارتفاع سعر الغاز المورد إلى أوكرانيا الذي كبد الاقتصادي الأوكراني خسائر فادحة كلبت البلاد حوالي 20 مليار دولار والسبب الثاني القروض التي أخذتها أوكرانيا في الفترة ما بين عامي 2008-2009 والسبب الثالث الانخفاض الملحوظ في حجم التبادل التجاري مع شركاء كييف الاستراتيجيين في الدرجة الأولى وبعض بلدان رابطة الدولة المستقلة، وبدأت السلطات الأوكرانية تنتهج سياسة ابتزازية مع روسيا عن طريق تهديدها بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أميركية على أراضيها معادية لروسيا، وكان الهدف من ذلك هو إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز من أجل إرضاء السلطات الأوكرانية ولكن روسيا ردت على هذا التهديد ردين؛ الأول وهو الرد العسكري والرد الاقتصادي حيث بنت روسيا خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة الشرقية والوسطى والغربية، ثم تفاقمت الأزمة باحتلال روسيا لشبه جزيرة القزم، وتفاقمت الأزمة إلى حد كبير بين البلدين. </p><p>وأصبح من المتوقع زيادة حجم التدخل العسكري الروسي إلى أوكرانيا تبعًا للتطورات السياسية والعسكرية، وخاصة أن السلطات الأوكرانية تتجنب أي تصادم عسكري مع الجيش الروسي، فكلا القوتين غير متكافئتين، وقد لا تلجأ إليه في حالة اكتفاء روسيا بجزيرة القرم، وليس بإمكان الولايات المتحدة التدخل العسكري بسبب الصعوبة اللوجستية، وبالتالي فإنه لا حل إلا على المستوى الدبلوماسي وفرض عقوبات اقتصادية على شركات روسية للممارسة ضغوطات على روسيا، وبات من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في البحث سوف نحاول أن نطرح المشهد كما هو منذ نشوء الأزمة وحتى وقتنا هكذا كمحاولة للتنبؤ بما ستؤول إليه الأمور سلبًا أو إيجابًا. </p><p>وهناك دراسات حاولت رسم حلول للأزمة كدراسة رعد قاسم صالح، وأرى أن هذه الاقتراحات ضعيفة للغاية ولا يمكن أن يقبل بها الطرف الروسي مهما كلفه الأمر؛ لأن روسيا تعتقد أن سيطرة الاتحاد الأوروبي على أوكرانيا يعني وضعها في حصار من كل الجهات، فسوف تسوء أوضاعها الاقتصادية والعسكرية الأمنية وتفقد سيطرتها على البحر الأسود وغيرها من المضار شديدة الخطورة على الجانب الروسي. </p><p>ومن أقرب الدراسات إلى موضوع الدراسة هي دراسة (لاوند، 2021، ص182) حيث توصلت الدراسة في نهايتها إلى أنه يصعب التكهن بالأحداث الأساسية وتوقعات مجرياتها في المستقبل فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية الروسية بسبب تصاعد الأوضاع على مستوى العالم، بينما الدراسة الحالية تسعى إلى توقع مآلات هذه الأزمة بين البلدين، وخاصة أن روسيا على أتم استعداد لخوض حرب عالمية دفاعًا عن مصالحها في أوكرانيا، ولن تترك الأمر بسهولة للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن تتوصل البلدين أوكرانيا وروسيا إلى اتفاقيات اقتصادية كبرى ترضي الطرفين وتحقق سلامة وأمن البلدين، وخاصة أن هناك جزء من أوكرانيا يتحدث الروسية، وولاؤه إلى الشعب الروسي فإنه يراه موطنه الأصلي، وبالتالي فإن ثم تداخلت عرقية ولغوية بين البلدين تربطهما ببعضها البعض. </p><p>وتتفق الدراسة الحالية مع النتيجة البارزة التي أكدت عليها بن قيطة والتي تفترض أن تصاعد الأزمة الأوكرانية مع روسيا قد يدقع دول الجوار السوفيتي السابق لا سيما جورجيا وبيلاروسيا إلى سرعة الانضمام والاندماج مع الغرب، وهذا الأمر سوف يؤدي إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تطويق روسيا استراتيجيا والحيلولة دون عودتها كقوة فاعلة على المستوى الدولي، ومن ثم سيوجه الغرب إلى روسيا ضربة قاتلة. </p><p>ومن أبزر إيجابيات الدراسات السابقة هو وصفها الأهمية الاستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية لأوكرانيا بالنسبة لروسيا بكل دقة واتفاق جميع الدراسات، ومن ثم فإن انفصالها سوف يشكل خطرًا كبيرًا على روسيا في كافة المجالات. </p><p>ولكن من سلبيات هذه الدراسات افتقادها جميعها إلى الجانب الميداني لوضع سيناريوهات محتملة لتوقع أبعاد الأزمة في كافة أحوالها وظروفها من خلال مقابلات مع مختصين في العمل السياسي وقراءة المشاهد السياسية وتحليلها لمساعدتنا على توقع أبعاد الأزمة في المستقبل ووضع سيناريوهات لكافة التوقعات ورسم الأبعاد والمخاطر التي قد تنجم عنها في المستقبل، وهذا ما سوف تنفرد به الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة لتعويض هذا النقص. </p><p><b>الفصل الأول: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وتطوراتها:</b> </p><p>أوكرانيا هي الدولة الأهم على الإطلاق بالنسبة إلى روسيا، ولطالما اعتنت روسيا بتطوير علاقاتها معها؛ لأنها تمثل أهمية كبيرة لها، فهي معبر لتجارتها وسبب في استقرار أسطولها في مياه البحر الأسود، فخسارتها وقطع العلاقات معها يعني خسارة العمق الجيو استراتيجي لروسيا، ويعرض روسيا لضغوطات جيوسياسية من الجنوب عن الصين والهند بسبب المشاكل الحدودية والحركات الانفصالية في الشيشان وضغوطات من حلف الناتو في الغرب وإبعاد أسطولها من مياه البحر الأسود، فضلا على العلاقات الاقتصادية الكبرى بين البلدين، ولذا فإن روسيا لن تسمح لأوكرانيا أن تقيم على أرضها قاعدة أمريكية، أو تتحالف ضدها مع الاتحاد الأوروبي، ولذا تصاعدت الأزمة واحتلت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية والتي يسكنها أغلب الروس. </p><p><b>المبحث الأول: نظرية الدور وتفسيرها للأزمة الأوكرانية الروسية:</b> </p><p>نظرية الدور قد أبرزت عالم الشخصية في إدارات الدولة وأثرها في النظام الدولي وخاصة بعد حدوث تغيرات دولية على النظام الدولي، ولقد تبنت روسيا علاقات تعاونية مع الولايات المتحدة والصين بهدف الحفاظ على الوضع الدولي لروسيا في النظام الدولي والعمل على انتعاش النمو الاقتصادي الروسي من أجل تجنب التعرض لأي نوع من الأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة الإقليمية بالقرب منها وتسعى روسيا لإعادة دورها الدولي لتصبح قوة منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، ولذا تمثل نقص الموارد الروسية يدفع روسيا إلى تبني سياسيات التعاون المشترك مع أمريكا والكتلة الأوربية. (الشيحان، 2019، ص16) </p><p>ووفقًا لنظرية الدور في العلاقات الدولية فإن الأزمة الأوكرانية شكلت جزءًا من إعادة الدور الروسي في المنطقة الأوروبية، ومن ثم وجدت الدولة الأوربية وخاصة الغربية منها نفسها تعاني من إشكالية القدرة على تصميم استراتيجية تستطيع من خلالها ضبط الموقف الروسي خاصة في الأزمة الأوكرانية، وأيضًا القضايا التي تربطها بالغرب مثل منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب، ومن هنا بدأ الدور الروسي في البروز باعتبارها دولة نووية، فروسيا تمتلك مخزون كبير من النفط والغاز الطبيعي وتمتلك قدرات تكنولوجية كبيرة تشكل خطرًا كبيرًا للاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم كان من باب الاستعراض العسكري وردع الموقف الأوكراني لمراجعة حساباته في حال تعاونه مع الغرب على حساب روسيا، وأن الأمر سيكلفها الكثير، وخاصة بعد اختلال شبه جزيرة القرم لضمان سير مصالحها في البحر الأسود وغيرها من المصالح مثل منع إقامة قاعدة أمريكية فيها. </p><p><b>المبحث الثاني: جذور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وأبعادها:</b> </p><p>بدأت الأزمة تتصاعد بين البلدين عام 2013م، عندما رفض الرئيس الأوكراني فيكتور ياكوفيتش أن يوقع على اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتمسك بما قدمته له روسيا من عروض، وهي تقديم 15 مليار دولار وخفض أسعار الغاز التي يتم تسليمه لأوكرانيا بما يعدل الثلث، ومن ثم وجدت أوكرانيا نفسها في تجاذبات داخلية وخارجية، بين الولاء الأوربي لأوكرانيا وبين الولاء لروسيا، وخاصة أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا علاقات قوية وخاصة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها أغلب الروس. </p><p>ولدعم موقف روسيا دوليًا وإقليميًا دخلت إلى شبه جزيرة القرم من باب الاستعراض العسكري دون قتال، وخاصة أن جزيرة القرم تمثل أهمية كبرى من الناحية الجيوسياسية بالنسبة لروسيا، فهي التي تتحكم بمرور السفن التجارية والعسكرية إلى عدة موانئ أوكرانية وروسية، فضلًا على أنها وجهة لكثير من السياح حول العالم (مولود، 2017، ص123) </p><p>إن أوكرانيا في نظر القادة الروس هو جزء من العالم التاريخي والثقافي لهم، ومكون بنائي للهوية الروسية، ولذا فإن روسيا أدركت حجم المخاطر مبكرًا، فالأمر لن يقتصر على أوكرانيا حينما تتعامل مع الغرب، وإنما سيشجع باقي دول المجال الجيبوليتكي السوفيتي السابق وخاصة جورجيا وبيلاروسيا على توسيع علاقاتهم مع الغرب، وبالتالي يتم تطويق روسيا من الناحية الاستراتيجية ومنعها من العودة إلى المستوى الدولية كقوة عظمى، وخاصة في السياق الدولي الحالي. (بن قيطة، 2018، ص204) </p><p>ورأت روسيا أن التدخل الغربي في الأزمة الأوكرانية ما هو إلا محاولة خرق الخطوط الحمراء للأمن القومي الروسي، بمحاولة العبث في مجالها الحيوي، ومد سيطرة حلف الناتو ليطول حدودها الغربية، وذلك من خلال السيطرة على أوكرانيا، تلك المنطقة الفاصلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وبالتالي فإن القضية تمثل خطورة على الأمن القومي الروسي، ولذا لم تتهاون روسيا في الردود وخاصة العسكرية. (الغويري، 2019، ص74) </p><p>كان احتلال جزيرة القرم بمثابة صدمة لأوروبا، حيث إن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى أوكرانيا لمصالح كثيرة اقتصادية وسياسية، ولا تبعد روسيا عن السيناريو، فبدأت أمريكا بفرض عقوبات على روسيا بعد احتلالها لجزيرة القرم ومنها التضييق على المصارف الحكومية الروسية من الوصول إلى الأسواق المالية الأوروبية، ومنع بيع السلاح والبضائع ذات الاستخدام المدني والعسكري، ومنع توريد التكنولوجيا في القطاع النفطي، ولكن روسيا ليست بالقوة الهينة وليست دولة صغيرة لكي تفرض عليها عقوبات من هذا النوع، حيث إن روسيا ردت على ذلك بقرار منع استيراد اللحوم والمنتجات الزراعية والأجبان من أوروبا لمدة عام، الأمر الذي كلف أوروبا خسائر وصلت إلى 12 مليار يورو سنويًا. (الشيحان، 2019، ص49) </p><p>ومن هنا تصاعدت الأزمة الأوكرانية دوليًا، وبات الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير، ونجاح روسيا في إخضاع أوكرانيا سوف يكلف الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الكثير من خيبة الأمل في مساعيها التي ستنفشل، وبالتالي تسعى الدراسة من خلال جانبها الميداني إلى التعرف على أبعاد هذه الأزمة. </p><p><b>الفصل الثاني:</b> </p><p>شغلت الحرب الأوكرانية الروسية العالم، وبدأت المحطات الفضائية تستضيف كبار المحللين السياسيين والاقتصاديين لبيان ما آلت إليه الأوضاع وتأثير الحرب على العالم وأبعادها ومخاطرها والسيناريوهات المحتملة جراء هذه الحرب، والتي كان لها تأثير كبير على الاقتصاد العالمي وليس اقتصاد روسيا وأوكرانيا، حيث إن العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا وعقوبات روسيا لأوروبا كانت قاسية على شعوب تلك الدول والتي لحقها حتى الآن ضرر كبير. </p><p><b>1. &#160; لقاء مع المحلل السياسي: د/ مسلم شعيتو:</b> </p><p><b>الإعلام الغربي يزيف الحقائق لما يحدث على أرض الواقع في أوكرانيا:</b> </p><p>أكد الدكتور مسلم شعيتو أن الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديث التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية، والقصف طال حدود قريبة جدًا من حلف الناتو في مناطق قريبة من بولونيا ورومانيا وهذه رسالة لحلف الناتو أيضًا بأننا لن نسمح لا بالدخول ولا بالتدخل، وفي لحظة معينة ستطال ضواريخنا كل هذه المناطق وهذه الحدود، فالصواريخ التي استخدمها روسيا استخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم، وبالتالي فإن استخدام الصواريخ كلوب أو كالبير تستخدم في مناطق عسكرية فقط، ولكن روسيا ليست في حاجة إلى استخدام هذه الأسلحة في أوكرانيا لأن الجماعات المتشددة تحتمي في المناطق السكنية ولم تستطع روسيا استخدام الأسلحة لا العادية ولا المتطورة في المناطق المدنية. </p><p>ويؤكد المحلل السياسي الدكتور مسلم شعيتو أنه لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى، كما أن الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 &#160;قتيل فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم، واعتقد أن نهاية الكذب والنفاق ستكون بعد نهاية هذه المعركة. </p><p><b>وبسؤاله: هل الحرب العالمية قد قامت أم على بوادر القيام؟ فالغرب يغطي أحدث تسلحه أمنيه لأوكرانيا، ونشر بطاقات صواريخ حالية، وأمريكا تدعم وبقوة ودول حلف الناتو؟</b> </p><p>أكد الدكتور مسلم على أن المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا، وبالتالي فإن الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. </p><p>سؤال: الأمين العام لحلف الناتو قال: سنظل ندعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديًا وإنسانيًا، فما يدل ذلك؟ </p><p>نعم؛ لأن حلف الناتو يقودون معركة المصير، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، والأوربيون للأسف لا يمتلكون القدرة على اتخاذ قراراتهم، فكل الخسائر سوف تلحق بأوروبا بداية من أوكرانيا وصولأ إلى آخر بلدة في أوروبا، وإن لم تربح روسيا الحرب وهذا احتمال ضعيف جدًا ستخسر أوروبا كل ما تملك من اقتصاد وأمن، وهذا واضح تمامًا من الموقف الروسي، وبالتالي يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن لأن الخسارة على أوروبا وهذا ما ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية. </p><p><b>سؤال: على الرغم من قوة العقوبات التي تقع على الرئيس بوتن إلا أن ما زال يمضي في طريقه، على الرغم من انهيار الوبل، فإلى أين سيتوقف الرئيس بوتن؟</b> </p><p>أولًا: إذا انطلقنا من أن هناك انهيار اقتصادي في أوكرانيا وأن هناك انهيار في الروبل الروسي فهذا ليس صحيح، ولذلك لن يتوقف الرئيس بوتن إلا لتحقيق الأهداف التي يسعى إليها وهي انسحاب القوات الأمريكية من شرق أوروبا بالكامل، وما يحدث في العملة اليوم في البورصة العالمية هي عملية احتيال تمارسها بعض الشركات ولكن يبقى رأس المال الداخل روسيا بالإضافة إلى أن روسيا بتجربتها تستطيع أن تعوض كل السلع التي كانت تستوردها من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن روسيا حتى الآن لم ترد اقتصاديًا على هذه العقوبات، وعندما تقرر الرد اعتقد أن أوروبا هي التي ستقف على أبواب موسكو مستجديه الحل. </p><p><b>سؤال: ما هو الرد الروسي المتوقع في العقوبات القادمة؟</b> </p><p>أولًا: روسيا إذا قررت وقف الغاز والنفط ومشتقاته من الفحم الحجري أيضًا 40&#160;% من استهلاك أوروبا هو من روسيا، فتضطر أوروبا أن تشتري من دول أخرى 10 أضعاف السعر من روسيا، وبالتالي فكيف سيعيش المستهلك الأوروبي، وإذا قررت روسيا وقف بيع الأسمدة فستبدأ المجاعة في كل العالم، روسيا من أهم مصدري الأسمدة في العالم، وإذا تحولت روسيا تمامًا إلى التبادل السلعي مع الصين والهند وإيران والدول العربية فماذا سيحدث للدولار؟ بالفعل ستنتهي هذه الهيمنة الأمريكية في وسط العملة، ولكن إذا قررت روسيا وقف بيع القمح والشعير والزيوت سوف ترتفع الأـسعار بشكل كبير، فضلًا على أن هناك خوف في أفريقيا من المجاعة وغيرها من المواد الأولية، وعلى الرغم من كل هذا فإن روسيا لم تلجأ إلى استعمال أي ورقة؛ لأنها تعلم تمامًا أنها هي التي ستربح وتحاول أن تعطي لأوروبا فرصة للتخلص من الهيمنة؛ لأن دمار أوروبا هو لصالح بريطانيا وتركيا، وهذا ما لا ترغبه روسيا. </p><p><b>سؤال: ماذا عن الأرقام التي تعلن عنها أوكرانيا يوميا، حيث أعلنوا عن مقتل 14 ألف قتيل من الجيش الروسي؟</b> </p><p>إذا كنا سنصدق الأرقام الأوكرانية والغربية، فمعنى ذلك أن أوكرانيا أصبحت على الساحة الحمراء في موسكو، فنعم هناك خسائر وروسيا لا تنكر، وأعلنت ذلك، فأول 10 أيام حوالي 480 شهيدًا، ولكن إذا أنتم تابعتم فإن العملية تغيرت وأصبحت بشكل بطيء ولكن تصاعدي، ويبدو أن الأمور خلال أسبوع ستكون كل القوات المتشددة والعصابات في شرق أوكرانيا المحاذية للبنان ستكون محاصرة وستسقط خلال أيام وبالتالي سيسقط هذا الخط الجنوبي. </p><p><b>2. &#160; لقاء مع المحلل السياسي والاستراتيجي رضا بورادع:</b> </p><p><b>سؤال: ما علاقة حرب روسيا وأوكرانيا بالثورات العربية وعملية التغير في بلداننا العربية؟</b> </p><p>لأن الدول العربية كلها مستبدة تأتي بشرعيتها من إسناد دول فوقها كبرى، وهذه الحرب سوف تفضي إلى تراجع دول كبرى كما أفضت الحرب العالمية الثانية إلى تراجع الإمبراطوريات، فأيضًا هذه الحرب سوف في النهاية تفضي إلى تراجع دول كبرى مثل فرنسا الآن نرى أنها تقريبًا خارج المعادلة، ماكرون تلك الصورة اليائسة خرجت بعد مكالمته لبوتن هي تنبئ أن فرنسا حتى تخرج من التاريخ تخرج من كل المعادلات، تخرج من ممارسات الأمن، تخرج من دورها كدولة فاعلة في موازين دولية. </p><p><b>سؤال: ستتهم الآن أن كلامك هذا إصرار ليس على الدعوة إلى التغير والاستفادة مما يجرى بل إصرار على الدعوة إلى التخريب والتدمير في بلداننا العربية وسيقال لك: ألم يكفك ما جرى خلال عشر سنوات خلت من فوضى وتدمير وتشريد:</b> </p><p>أنا لا أقول أفعلوا، أنا أقول: أن الجغرافيا سياسة التحرك والتاريخ يشهد بذلك، أنا عندي أكثر من موقع، الوضع الدولي تغير، وتغيرت معه الساحة الجزائرية والمصرية وشمال إفريقيا، وغير ذلك، فنقول مثلًا بعد سقوط جدار برلين، يعني دخلت الجزائر في التسعينيات والضحية الاشتراكي في النظام كان يناصر النظام الجزائري، فمثلا سقط في النظام فكانت هناك التسعينيات ودخلنا في حالة من التعددية مثلًا الحزبية الجديدة فيما بعد ذلك كانت الحرب الإرهابي. </p><p><b>3. &#160; لقاء مع أستاذ الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية بلندن الدكتور ناصر قلاوون:</b> </p><p><b>سؤال: هل تم طرد روسيا من مجلس الأمن؟</b> </p><p>هذا الأمر غير حقيقي، لأن طرد روسيا من مجلس الأمن لا بد من إجماع العلماء عليه، وهذا لن تسمح به الصين، لكن نعلم أن هناك حرب إعلامية ضد روسيا، ولذا فإن أغلب المحللين السياسيين في أوروبا وفي حلف الناتو يقولون إن الرئيس الروسي أعلن الحرب على أوروبا، وبالتالي لا بد من أخذ الموضوع بعين الجدية، لأن مطالب روسيا ليست إبعاد حلف الناتو عن أوكرانيا فقط وإنما إبعادها من شرق أوروبا بالكامل، فأوكرانيا هي السمكة الصغيرة. </p><p>وتحاول بريطانيا وأمريكا الضغط على ألمانيا لمنع التعامل مع روسيا، ولكن هذا سوف يلحق بألمانيا على وجه الخصوص خسائر فادحة وخاصة إن منعت روسيا وصول الغاز ومشتقاته إليها </p><p><b>الفصل الثالث: نتائج الدراسة</b>: </p><p>1. &#160; استيلاء روسيا على جزيرة القرم مكن روسيا من السيطرة التامة على مياه البحر الأسود، وحماية أسطولها البحري من فرض سيطرته على المياه، وتقوية شوكتها في المنطقة وإغلاق الباب أمام أحلام حلف الناتو وخاصة أمريكا من إقامة قاعدة عسكرية لها على أراضي أوكرانيا. </p><p>2. &#160; الأسلحة المتوسطة في عمرها الحديثة التي تستخدمها روسيا هي عبارة عن رسالة إلى حلف الناتو؛ لأن المواقع التي ضربت بهذه الأسلحة كانت تجمعات للمرتزقة الذين وصلوا من أوروبا تحديدًا ومعهم مجموعات وصلت من سوريا وأفغانستان وأيضًا ينتمون إلى المنظمات المتشددة والإرهابية </p><p>3. &#160; الصواريخ التي استخدمتها روسيا استُخدمت فقط للمراكز العسكرية وتخزين أسلحة وليس هناك أي قصف لمناطق مدنية على الإطلاق إلا حيثما يتواجد المتشددون والنازيون الجدد عندما يحتمون في مناطق معينة فتطهر القوات الروسية للتعامل معهم. </p><p>4. &#160; لا يوجد أرقام ضحايا مدنيين بالرقم الذي يتناسب مع هذه العملية ولمدة شهر ومع الصور المصورة التي ينشرها العالم الغربي بحجمها، ولو كان كما يقول الإعلام الغربي قذفًا وقتلًا لكانت الأعداد كبيرة جدًا من القتلى </p><p>5. &#160; الإعلام الغربي يدلس الحقائق، فمثلا مرفأ بيروت تم تصويره وكأنه في كييف، والفتاة الفلسطينية التي صورت وهي تصرخ في وجه الجندي الإسرائيلي صورت أيضًا وكأنها تصرخ في وجه الجندي الروسي، وقذف دينياسك 21 ألف قتيل، فالصحف الإيطالية صورته وكأنه في كييف، وبالتالي فنحن أمام مشهد كبير من الكراهية وتزوير الحقائق والكذب بكل وقاحه لم يشهدها العالم. </p><p>6. &#160; إن المعطيات الجديدة في أوكرانيا كادت تقضي على الحلم الروسي بتشكيل اتحاد اقتصادي للدول التي كانت في بوتقة الاتحاد السوفيتي السابق لمنافسة ليس فقط الاتحاد الأوروبي بل والولايات المتحدة والصين، وهذا المشروع الذي يعتبر من الأهداف الرئيسة للرئيس بوتين خلال سنوات حكمه ال 14، قد يجرد من معناه في غياب أوكرانيا التي تعد 46 مليون نسمة، وتملك قدرات كبيرة زراعية وصناعية، ولا يزال المستقبل الروسي الأوكراني غامضًا طالما كانت هناك تدخلات خارجية تحاول تصعيد الموقف لصالحها، ولذا فإن بوتين لم يجد أمامه خيار إلا الغزو العسكري لمنع تدفق القوات الأوروبية إلى أوكرانيا وحصر روسيا. </p><p>7. &#160; إن لم يتدخل الوسطاء الدوليون لتسوية الأزمة، فإن سيناريوهات الحرب في أوكرانيا قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا إلى دولة في الشرق وأخرى في غرب البلاد. </p><p>8. &#160; الجميع من القادة والرؤساء والمحللين السياسيين يحاولون التوصل إلى أبعاد هذه الأزمة ومتى ستنتهي، ووضعوا لذلك الكثير من السيناريوهات، ولكن جميعها ينصب في مصالح روسيا؛ لأن الصدام العسكري سوف يكلف أوروبا الكثير. </p><p>9. &#160; الحرب الروسية كانت لها آثار اقتصادية كبرى على العالم بأكمله وخاصة أن روسيا تحتل المركز الثاني عالميًا في تصدير الطاقة إلى أوروبا وخاصة ألمانيا، وعندما قامت الحرب وفرضت أوروبا عقوبات اقتصادية على روسيا أوقفت روسيا على الفور تصدير الغاز إلى أوروبا مما أدى إلى ارتفاع الغاز بشكل كبير في نطاق أوروبا وخاصة ألمانيا التي ارتفعت فيها أسعار البترول إلى النصف. </p><p>10.&#160;المشكلة ليست في أوكرانيا ولن تنتهي الحرب في أوكرانيا، حيث إن الرئيس الروسي قد وجه إلى حلف الناتو دعوى بالتفاوض وشروطه وهي سحب كل القوات التي تتمركز في شرق أوروبا وتحديدًا القوات الأمريكية وإلا سوف يضطر إلى التعامل معها عسكريًا وتقنيًا </p><p>11.الناتو استعجلوا الرد من خلال تقديم الدعم لأوكرانيا، ليصوروا للعالم أن المسألة في أوكرانيا والحق أن المسألة ليست في أوكرانيا، ولن تنتهي في أوكرانيا يجب أن تنسحب كل القواعد الأمريكية من شرق أوروبا وأن تخلو من كل الأسلحة التي وافقوا على ألّا تنتشر مثل الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، والطائرات الاستراتيجية، وأسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، وعلى الجميع أن يدرك أن معركة أوكرانيا ما هي إلا إلهاء، وأننا نقف على عتبة الحرب العالمية الثالثة. </p><p>12. &#160;يبقى من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في روسيا، فوصول قادة يتمسكون بأوروبا ويرون أنهم لا مستقبل لهم بدونها وليس بروسيا يعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة للدب الروسي فلاديمير بوتين الذي يحلم بإبقاء أوكرانيا في فلك روسيا، وللتأثير على سياسة أوكرانيا تملك روسيا عدة بحكم الروابط القوية جدًا بين اقتصادي البلدين، وقد هددت موسكو جارتها كييف بأنها ستزيد الرسوم الجمركية على المنتجات القادمة إلى روسيا من من أوكرانيا إن اقتربت من الاتحاد الأوروبي، وكذلك أدانت موسكو التدابير المعادية لروسيا التي اتخذتها السلطات الجديدة في كييف. </p><p>13. &#160;العقوبات التي فرضتها أوروبا على روسيا لم تكن كافية لردعها كما عزمت القيام عليه تجاه أوكرانيا، بل بالعكس تقدمت عسكريًا بشكل كبير، ودخلت في حرب فعليه مع أوكرانيا، ودمرت القوات روسيا البنية التحتية لأوكرانيا في ظل عجز تام من أي دولة في العالم من التدخل العسكري مع روسي. </p><p>14. &#160;&#160;استغاثة أوكرانيا المتكررة بأوروبا يدلل وبشكل كبير على أنه حقًا كان ينوي وبشدة الانضمام إلى حلف الناتو الأطلسي، وأن توقعات بوتين كان في موضعها وتخوفاته كانت في محلها. </p><p>15. &#160;لا توجد أي احتمالية لأي نوع من المواجهة العسكرية بين أعضاء حلف الناتو وبين روسيا، وقد أكدت الدول الكبرى كأمريكا وفرنسا وبريطانيا على انتفاء احتمالية التدخل العسكري لمواجهة اعتداءات روسيا على أوكرانيا واختراق مواثيق العهود الدولية، ولكن تفرض عقوبات كبرى تحاول من خلالها عزل روسيا عن العالم. </p><p>16. &#160;&#160;ضم روسيا لجزيرة القرم لن يشكل عليها أي أعباء أو صراعات داخلية، لأنه جزيرة القرم أغلب سكانها روس، وخاصة بعد ترجيل جوزيف ستالين سكانها الأصليين التتار من موطنهم إلى كازاخستان في شرق الاتحاد السوفيتي عام 1944م تحت ادعاء دعمهم لألمانيا، وبالتالي فإن نسبة الروس الذين يسكنون جزيرة القرم اليوم يمثلون حوالي 75&#160;% فيما شكلت نسبة الأوكرانيين عام 1944 في القرم 21&#160;% بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وبالتالي فإن ضمها إلى روسيا نال إعجاب وتأييد أغلب سكانها الذين كانوا من قبل يعلنون ولاءهم وانتمائهم للشعب الروسي. </p><p><b>الرأي الشخصي في هذه الصراعات:</b> </p><p>إن المشهد السياسي ينبأ بأن الحرب سوف تنتهي لصالح روسيا؛ لأن هذه الحرب هي حرب مصيرية بالنسبة لروسيا، فحلف الناتو إذا دب في الأراضي الأوكرانية فسوف يحجب روسيا عن العالم ويجعله محاصرة من كل جانب، ويضر بأمنها القومي بشكل كبير، فضلًا على تقليص تواجدها في البحر الأسود، وبالتالي فإن روسيا لم تتدخل في الشئون الداخلية لأوكرانيا كما يرى البعض، بل على العكس تمامًا كانت تدفع روسيا ملايين الدولارات مقابل مرور البترول عبر أراضيها إلى أوروبا، وأيضًا كانت تجني أوكرانيا أرباحًا كبرى من خلال الحركات التجارية في مواني القرم وغيرها، ولكن الرئيس الحالي زيلينسكي انتهجت سياسة ابتزازية حيال روسيا عن طريق التهديد بالانضمام إلى حلف الناتو وإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها معادية لروسيا، وكان أحد أهداف هذا الابتزاز إجبار روسيا على التنازل عن حقوقها في صفقات الغاز، لإرضاء السلطة الأوكرانية، ولكن روسيا ردت على ذلك بتهديد عسكري بسحق أي بلد مجاور تقام فيه قواعد عسكرية أميريكة أو أطلسية في حالة تعرض الأمن القومي الروسي للخطر، وكان الحراك الروسي السريع والحاسم خلال الأزمة مع جورجيا في 2008 ترجمة لهذا التهديد، وأما عن الرد الاقتصادي، فشرعت روسيا في بناء خط أنابيب غاز قاري يمر من روسيا مباشرة عبر قاع البحر الأسود إلى بلغاريا ومنها إلى اليونان وصربيا وغيرهما من البلدان في أوروبا الشرقية، وبالتالي تخلت روسيا عن استخدام الأراضي الأوكرانية للترانزيت، وبالتالي تحرر الاقتصادي الروسي من رسوم الترانزيت الأوكرانية. </p><p>وهذا يؤكد على أن روسيا لم تتدخل في شأن البلاد الداخلية، ولم تلجأ إلى التدخل العسكري لولا السياسة الأوكرانية المعادية والتي تهدد روسيا دومًا بإقامة قاعدة عسكرية في أوكرانيا، وبالتالي فإن الرئيسي الأوكراني قد وضع في فك تصديق الوعود الأوروبية، فتدخلت عنه أوروبا، وتركوه يواجه الحرب مع روسيا بمفرده، فتعرضت بلاده إلى خسائر فاحده، في الوقت الذي أعلن فيه حلف الناتو أنه ليس في سياسته أي نوع من التدخل العسكري في شأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا. </p><p>ولذا فإنني أرى أن المفاوضات الأوكرانية الروسية يجب أن تكون سريعة ويجب أن تتنازل أوكرانيا عن سياسات الابتزاز والتهديد بإقامة قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها، والتعلم من الدرس، حيث إن أمريكا وغيرها لا تشغلها إلا مصالحها فقط، وبالتالي يجب أن تحرص أوكرانيا على إقامة علاقة سياسية دبلوماسية جديدة لتحسين الأوضاع مع روسيا وإنشاء اقتصاد جديد والانطلاق من رؤى تعاونية جديدة. </p><p><b>المراجع</b>: </p><p>1. &#160;&#160; مولود، بلقاسمي، 2017، الثابت والمتغير في السياسية الخارجية الروسية: دراسة نموذج الأزمة السورية والأزمة الأوكرانية: توظيف نموذج تعديل المسار في السياسة الخارجية لتشارلز هيرمان، مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية، العدد التاسع. </p><p>2. &#160;&#160; الشيحان، أحمد عواد، 2019، الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية وأثرها على مكانة روسيا الاتحادية في النظام الدولي، 2014-2017، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. </p><p>3.&#160; الغويري، عبد الله عبد الرحمن عقله، 2019، أثر الأزمة الأوكرانية على العلاقات الأمريكية الروسية (2013-2017)، رسالة ماجستير، جامعة آل البيت، معهد بيت الحكمة، الأردن. </p><p>4. &#160;&#160; بن قيطة، مراد 2018، العمق الحيوي: مكانة أوكرانيا في المنظور الاستراتيجي الروسي، مجلة آفاق للعلوم، العدد 11. </p><p>5. &#160;&#160; لاوند، فيان أحمد محمد ،2021، لأزمة الأوكرانية في السياسة الروسية والأمريكية وأبعادها المستقبلية، مجلة الدراسات المستدامة، المجلد الثالث. </p><p>6. &#160;&#160; بللوشة، أمير، 2021، الصراع الأمريكي الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية، مجلة دفاتر السياسة والقانون، المجلد 13، العدد الثالث. </p><p>7. &#160;&#160; التميمي، ظفر عبد مطر، 2014م، الأزمة الأوكرانية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 46. </p><p>8. &#160;&#160; صالح، رعد قاسم ،2014، الحدث السياسي العالمي: تحليل الأزمة الأوكرانية بعدسات جيو – ستراتيجية، مجلة المستنصرية للدراسات العربية والدولية، العدد 45 </p><p>9. &#160;&#160; زروال، سناء، 2015، الاستراتيجية الأمنية الروسية تجاه دول البلقان: أوكرانيا دراسة حالة، رسالة ماجستير، جامعة قاصدي مرباح، ورقلة، كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر. </p><p>10. &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160;https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&amp;v=643608016931890 </p><p>11. &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160; &#160;https://www.facebook.com/watch/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-AN_GK0T-GK1C&amp;v=4832725363481560 </p></div>'
ما إذا كان التعديل قد تم عمله من خلال عقدة خروج تور (tor_exit_node)
false
طابع زمن التغيير ليونكس (timestamp)
1648208057