انتقل إلى المحتوى

سجل مرشح الإساءة

التفاصيل لمدخلة السجل 8122117

12:09، 4 سبتمبر 2022: V oooooooVl (نقاش | مساهمات) أطلق المرشح 41; مؤديا الفعل "edit" في ريتشارد الأول ملك إنجلترا. الأفعال المتخذة: عدم السماح; وصف المرشح: إزالة قالب "مراجع" (افحص)

التغييرات التي أجريت في التعديل

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{{صندوق معلومات ملكية
الامير صالح حاتم إبراهيم العويصي ولد في المدينة في الأردن عام ١٩٩٨/٢/٢١
| نوع الحكم = ملكي
يا ما أحسن الشام
| الاسم = ريتشارد الأول ملك إنجلترا
عمل السفينة
| اللقب = ريتشارد قلب الأسد
من مثله
| الصورة = Richard coeur de lion.jpg
سفر النبي
| حجم الصورة =
حلية
| تعليق = ريتشارد الأول بريشة ميري بلونديل 1841، [[قصر فرساي]]، [[فرنسا]].
دعاء الله بحمده
| الخلافة = [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]]
روضة الأنوار في سيرة النبي المختار محمد
| فترة الحكم = 6 يوليو 1189 – 6 أبريل 1199
الرحيق المختوم
| تاريخ التتويج = 3 سبتمبر 1189
أَبْغِي ت ي ن لا معبود إلا الله اللهم إني أعوذ بك من الشرك
| الحاكم السابق = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]
إن سوء الفواحش هي الشرك و الزنا أو تجسسوا أو الخبائث و قتل النفس في غير الحق و السحر و الحسد و البغضاء و تناجشوا في بيع في سبيل العداوة أو زخرفاً وأكلُ الرِّبا أو السُّحْتَ، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمنات
| وصي العرش = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]، [[ويليام لونغشامب]] ''(أثناء [[الحملة الصليبية الثالثة]])''
| الحاكم اللاحق = [[جون ملك إنجلترا]]
| الزوج(ة) = [[بيرنغاريا من نافارا|برنجاريا النافارية]]
| الذرية = فيليب الكوجناكي (ابن غير شرعي)<ref name="Angevin"/>
| الاسم الكامل =
| العائلة الملكية = [[بلانتاجانت]]
| الأب = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]
| الأم = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]
| تاريخ الولادة = {{تاريخ الميلاد|1157|9|8|df=yes}}
| مكان الولادة = قصر بومنت، [[أكسفورد]]، [[مملكة إنجلترا]]
| تاريخ الوفاة = {{الوفاة والسن|1199|4|6|1157|9|8|df=yes}}
| مكان الوفاة = شالو، [[دوقية آكيتاين|دوقية أقطانية]]<br/><small>(الآن في [[ليموزان|ليموزا]]، فرنسا)</small>
| المثوى الأخير = دير فونتفرود، أنجو، فرنسا
| الديانة = [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|مسيحي روماني كاثوليكي]]
}}
'''ريتشارد الأول''' (8 سبتمبر 1157 - 6 أبريل 1199) ملك [[مملكة إنجلترا|إنجلترا]] منذ 6 يوليو 1189 وحتى وفاته. كما حكم [[دوق نورماندي|كدوق لنورماندي]] (باسم '''ريتشارد الرابع''') و[[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] و[[غشكونية|غاسكونية]] وسيد [[قبرص]] وكونت [[أنجو]] و[[مين (مقاطعة)|مين]] و[[نانت]] وسيد عموم [[بريتاني]] على فترات أثناء عهده{{للهامش|1}}. وقد عُرف بلقب '''ريتشارد قلب الأسد'''، حتى قبل تتويجه بفضل سمعته كقائد عسكري ومحارب عظيم.<ref name="Turner & Heiser 71">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|Heiser|2000|p=71}}</ref> وسمّاه المؤرخون [[مسلم|المسلمون]] ''ملك الانكتار''.<ref name='Maalouf'>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Maalouf|1984|p=318}} نقلاً عن المؤرخ [[بهاء الدين بن شداد]]، p. 239</ref>


أَعُوذُ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ
في عمر السادسة عشرة، قاد ريتشارد جيشه، وأخضع التمردات على عرش أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] في [[بواتو]].<ref name="Turner & Heiser 71"/> كما كان ريتشارد القائد الرئيس خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، بعد أن رحل [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، وحقق انتصارات معقولة على منافسه المسلم [[صلاح الدين الأيوبي]]، بالرغم من عدم استطاعته الاستيلاء على القدس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Addison|1842|pp=141–149.}}</ref>
سُورَةُ الْفَاتِحَة

فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍۢ يُحْبَرُونَ
تحدث ريتشارد لهجة (Langues d'oïl) وهي لهجة [[غالو رومانسية]]، إضافة إلى [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]] وهي [[لغات رومنسية|لغة أيضًا رومانسية]] كانت منتشرة في جنوب [[فرنسا]] والمناطق القريبة منها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=20.}}</ref> لم يُمض ريتشارد وقتًا طويلاً من حياته في [[مملكة إنجلترا]]، حيث عاش في دوقية أقطانية في جنوب غرب فرنسا، مفضلاً جعلها حائط صد لحماية مملكته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|pp=62–64}}</ref> كان أتباعه يعتبرونه بطلاً تقيًا. كما أنه من الملوك القلائل في [[إنجلترا]]، الذي غلب لقب شهرته (ريتشارد قلب الأسد) على لقب ترتيبه (ريتشارد الأول)، كما يعتبر من [[أيقونة|أيقونات]] إنجلترا وفرنسا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|p=58}}.</ref>
٠٠٩٦٢٧٨٦١١٧٩٦٦

الْ حَ مْ دُ لله
== نشأته واعتلاء عرش أقطانية ==
=== عائلته وشبابه ===
[[ملف:Seal - Richard I of England.jpg|تصغير|خاتم ريتشارد الأول عام 1189]]
ولد ريتشارد في 8 سبتمبر 1157،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=1.}}</ref> من المحتمل في قصر بومونت،<ref name="Gillingham 2002 24">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=24.}}</ref> في [[أكسفورد]] ب[[مملكة إنجلترا]]، وهو الشقيق الأصغر لويليام التاسع كونت بواتييه و[[هنري الملك الشاب]] وماتيلدا دوقة ساكسونيا.<ref name="Flori 1999 ix">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=ix.}}</ref> ولكونه الابن الشرعي الثالث للملك [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]، لم يكن متوقعًا أن يعتلي العرش.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=2.}}</ref> كما كان شقيقًا أكبر [[جيوفري الثاني دوق بريتاني|لجيوفري الثاني دوق بريتاني]] و[[إليانور الإنجليزية|إليانور ملكة قشتالة]] و[[جوان ملكة صقلية]] و[[جون ملك إنجلترا]] الذي خلفه على عرش إنجلترا. أيضًا كان أخًا غير شقيق أصغر ل[[ماري من فرنسا، كونتيسة شامبانيا|ماري كونتيسة شامبانيا]] و[[أليس من فرنسا|أليكس كونتيسة بلوا]].<ref name="Flori 1999 ix"/> توفي ويليام أكبر أبناء هنري الثاني و[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] عام 1156، قبل مولد ريتشارد.<ref name="Flori 1999 ix"/> غالبًا ما كان ريتشارد يوصف بأنه الابن المفضل لأمه [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=28.}}</ref> والده هنري نورماني-إنجوي ينحدر من نسل [[ويليام الفاتح]]. وقد نسب المؤرخ المعاصر لتلك الفترة رالف الديسيتوي عائلته إلى ماتيلدا ملكة إسكتلندا والملوك [[أنجلوسكسونيون|الأنجلوساكسونيين]] لإنجلترا ول[[ألفريد العظيم]]، حتى [[نوح]] و[[وودن]]. ووفقًا للأسطورة الأنجوية، فإنه تجري في عروقهم دماء شيطانية.<ref name="Gillingham 2002 24"/>

على الأرجح أنه في الوقت الذي كان أبوه يتنقل بين أراضيه من إسكتلندا إلى فرنسا، كان ريتشارد يقضي طفولته في إنجلترا. ويرجع تاريخ أول وثيقة توثق زيارته للقارة الأوربية إلى مايو 1165 م، عندما صحبته أمه إلى نورماندي.<ref>Gillingham, John (1979), p 32.</ref> رضع ريتشارد من امرأة تدعى هوديرنا، التي منحها معاشًا كريمًا عندما أصبح ملكًا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=28.}}</ref> ولا يعرف الكثير عن تعليمه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=10.}}</ref> ورغم أنه ولد في أوكسفورد وتربى في إنجلترا إلى عمر الثامنة، إلا أنه من غير المعلوم إلى أي مدى استخدم أو فهم الإنجليزية. بينما من المعروف أنه كتب الشعر باللهجة الليموزية إحدى لهجات [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، كما كتب ب[[لغة فرنسية|الفرنسية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Leese|1996|p=57.}}</ref> تكهن عدد من المؤلفين أن ريتشارد لم يكن يعرف [[لغة إنجليزية|الإنجليزية]]،<ref>[http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html King Richard the Lionheart<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170906015244/http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html |date=06 سبتمبر 2017}}</ref> إلا أن الأدلة المتاحة للمؤرخين لم تكن قاطعة في هذا الشأن. ولا توجد كتابات معاصرة لتلك الفترة تذكر أن ريتشارد كان يجهل اللغة. وبالتأكيد، أثناء أسر ريتشارد استخدم شقيقه جون الإنجليزية في تعاملاته مع الأجانب لإنهاء سلطة مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]] النورماني. وفي إحدى التهم التي وجهها هيو نونات أسقف كوفنتري ضد لونغشامب، أنه لا يتحدث الإنجليزية. وهذا يدل على أنه بحلول نهاية [[القرن 12|القرن الثاني عشر]]، أصبح واجبًا على من في السلطة في إنجلترا، أن يكون على دراية باللغة الإنجليزية.<ref>Prestwich, J.O., p, 76.</ref><ref>Stafford, P. ''et al.'' pp. 168-169.</ref>

[[ملف:Richard coeurdelion g.jpg|تصغير|200px|يسار|ريتشارد قلب الأسد]]
يقال أن ريتشارد كان جذابًا للغاية، وقد كان شعره بين الأحمر والأشقر، كما كانت عينيه براقة مع بشرة شاحبة. ويرجح أن طوله كان أعلى من المتوسط، فوفقًا لكليفورد بروير، فقد كان طوله نحو 192 سم،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Brewer|2000|p=41.}}</ref> غير أنه لا دليل على تحديد طوله على وجه الدقة. ومنذ صغر سنه، أظهر ريتشارد قدرات سياسية وعسكرية، بدت ملحوظة وواضحة عندما قاتل النبلاء المتمردين في أراضيه. وقد تُوّج أخاه الأكبر [[هنري الملك الشاب|هنري]] ملكًا على [[إنجلترا]] بالمشاركة مع أبيه في حياة أبيه.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND,%20Kings%201066-1603.htm#HenryKingdied1183|عنوان=England Kings|ناشر=Foundation of Medieval Genealogy|عمل=Medieval Lands|تاريخ=28 October 2008|مؤلف=Charles Cawley|تاريخ الوصول=2010-01-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181006043001/http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND, Kings 1066-1603.htm | تاريخ أرشيف = 6 أكتوبر 2018 }}</ref>

كان التحالف عن طريق الزواج شائعًا بين الأسر الملكية، فكانت تمهد للتحالفات السياسية ومعاهدات السلام، وتفتح الباب أمام مطالبات الأسر بحق وراثة العرش في ممالك الآخرين. تزوج هنري أخو ريتشارد الأكبر من مارغريت ابنة [[لويس السابع ملك فرنسا]] في 2 نوفمبر 1160.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=23–25.}}</ref> كان هذا الزواج سببًا في بعض الصدامات التي كانت بين أسرتي بلانتجانت و[[كابيتيون|كابيه]] ملوك فرنسا. وفي عام 1168، كان تدخل [[البابا ألكسندر الثالث]] ضروريًا لعقد هدنة بينهما، بعد أن غزا هنري الثاني بريتاني وسيطرت على [[جيزور]] و[[فيكسين]]، اللتان كانتا جزءً من مهر مارغريت.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=26–27.}}</ref> قبل ذلك بأعوام، كان من المقترح أن يتزوج ريتشارد من أليس كونتيسة فيكسين رابع بنات لويس السابع، وبسبب النزاع بين ملوك [[إنجلترا]] و[[فرنسا]]، عارض لويس الزواج. عقدت معاهدة سلام في يناير 1169، وتمت الموافقة على خطبة ريتشارد لأليس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=25, 28.}}</ref> قرر هنري الثاني تقسيم أراضيه وأراضي زوجته على أبنائه، الذين كان عددهم ثلاثة في ذاك الوقت، فأصبح هنري ملك إنجلترا، وسيطر على أنغو ومين ونورماندي، بينما حصل ريتشارد على أقطانية من والدته وأصبح كونت بواتييه، فيما حصل جيوفري على بريتاني من خلال زواجه كونستانس ولية عهد بريتاني. وخلال حفل خطبته لأليس، جعل هنري ولاء أقطانية لملك فرنسا، وبذلك وطّد أواصر العلاقات بين البلدين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=27–28.}}</ref>

في عام 1170، نفذ هنري الثاني خطته بتقسيم أراضيه على أبنائه عندما أحس بأن مرضه اشتد به، مع احتفاظه بسلطته الكاملة على أبنائه وأراضيهم. وفي عام 1171، غادر ريتشارد إلى أقطانية مع والدته، ومنحه أباه دوقية أقطانية بناءً على طلب والدته<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=29.}}</ref> بدأ ريتشارد وأمه جولة في أقطانية لاستمالة السكان المحليين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=29–30.}}</ref> ثم أسسا دير القديس أوغسطين في [[ليموج]]. وفي يونيو 1172، تم الاحتفال بتنصيبه دوقًا على أقطانية في بواتييه، وأعيد في ليموج حيث ارتدى خاتم القديس فاليري شفيع أقطانية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=40.}}</ref>

=== الثورة على هنري الثاني ===
وفقًا للمؤرخ رالف الكوجيشالي، فإن هنري الملك الشاب كان المحرض على التمرد ضد هنري الثاني، فقد أراد أن يحكم بشكل مستقل الأراضي التي وعده إياها أباه، وكسر أغلال تبعيته لأبيه والسيطرة على الخزانة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=31–32.}}</ref> ويعتقد جان فلوري المؤرخ المتخصص في فترة القرون الوسطى، أن إليانور شجعت أبنائها على ال[[ثورة]] ضد أبيهم.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=32.}}</ref> مما دفع هنري الملك الشاب لترك أبيه، والذهاب للبلاط الفرنسي سعيًا وراء حماية لويس السابع. ثم سرعان ما لحقه أشقائه الأصغر سنًا ريتشارد وجيوفري، بينما ظل جون البالغ من العمر 5 سنوات مع أبيه. دعم لويس الأبناء الثلاثة، وجعل ريتشارد فارسًا، ليجعلهم من أتباعه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=32–33.}}</ref> مما جعل جوردان فانتوسمي الشاعر المعاصر لتلك الأحداث يصف التمرد بأنه «حرب بلا حب».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=41.}}</ref>

[[ملف:Taillebourg Chte-Mme 005.jpg|تصغير|القلعة التي انسحب إليها ريتشارد، بعدما أسرت قوات هنري الثاني ستين فارسًا وأربعمائة راميًا من رجاله الذين قاتلوا معه في سانتس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=49–50.}}</ref>]]
أقسم الأشقاء الثلاثة في البلاط الفرنسي أنهم لن يعقدوا أي اتفاقات مع هنري الثاني دون الرجوع للويس السابع والبارونات الفرنسيين.<ref name="Gillingham 2002 48">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=48.}}</ref> وبدعم من لويس، جذب هنري الملك الشاب العديد من البارونات لصفه، بعد أن وعدهم بأراض وأموال. كان للأشقاء مؤيديهم في إنجلترا المستعدين للثورة، بقيادة روبرت دي بومونت إيرل ليشستر وهيو بيغود إيرل نورفولك وهيو دي كيفيلوك إيرل شيستر و[[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]]. نجح التحالف في البداية، وبحلول يوليو 1173، [[حصار|حاصروا]] أومالي ونوف-مارشيه وفرنويل، كما سيطر هيو دي كيفيلوك على مدينة دول في بريتاني.<ref name="Flori 33">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=33.}}</ref> ذهب ريتشارد إلى [[بواتو]] لمساندة البارونات الموالين له ولأمه في تمرده على أبيه. ثم سقطت أمه في الأسر، فاضطر ريتشارد لمواجهة مؤيدي أبيه في أقطانية وحده. فتوجه للاستيلاء على [[لا روشيل]]، إلا أن سكانها رفضوه، فانسحب إلى مدينة [[سانتس]] التي اتخذها قاعدة تنطلق منها حملاته.<ref name="Flori 34-35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=34–35.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=49.}}</ref>

في الوقت نفسه، جهز هنري الثاني جيشًا من 20,000 من المرتزقة لمواجهة التمرد.<ref name="Flori 33"/> فتوجه نحو فرنويل، فانسحب لويس بقواته. ثم استولى على دول وسيطر على بريتاني. عندئذ، قدّم هنري الثاني عرضًا للسلام مع أبنائه، إلا أنهم بنصيحة من لويس رفضوا العرض.<ref name="Flori 33-34">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=33–34.}}</ref> استولى هنري الثاني بعدئذ على سانتس وأسر معظم حاميتها، وفر ريتشارد في مجموعة صغيرة من الجند. ثم لجأ إلى قلعة تيليبورغ باقي الحرب.<ref name="Flori 34-35"/> خطط هنري الملك الشاب وكونت الفلاندرز للرسو بقواتهم في إنجلترا لدعم قوات إيرل ليشستر. ولتوقعه ذلك، عاد هنري الثاني لإنجلترا مع 500 جندي وأسراه (بما في ذلك إليانور وزوجات أبنائه وخطيباتهم)،<ref name="Flori 35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=35.}}</ref> ولكن عند وصوله وجد أن التمرد قد انهار بالفعل. فقد أسر ويليام الأول ملك إسكتلندا وهيو بوغارد في 13 و 25 يوليو على التوالي. فعاد هنري الثاني إلى فرنسا حيث رفع حصار [[روان]]، فلحق هنري الملك الشاب بلويس السابع بعد أن تخلى عن خطته لغزو إنجلترا. وبهزيمة لويس، تم التوقيع على معاهدة سلام مونتلويس<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=50–51.}}</ref> في سبتمبر 1174.<ref name="Flori 33-34"/>

عندما دخل هنري الثاني ولويس السابع في الهدنة يوم 8 سبتمبر 1174، استثني ريتشارد من الهدنة على وجه الخصوص.<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=50.}}</ref> وبعد أن هجره لويس، وخوفًا من مواجهة جيش والده في معركة، ذهب ريتشارد إلى بلاط هنري الثاني في بواتييه في 23 سبتمبر، وتوسل طالبًا المغفرة وبكى وسقط تحت أقدام هنري، الذي منح ريتشارد [[قبلة السلام]].<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50"/> وبعد عدة أيام، سعى إخوة ريتشارد سعيه في مصالحة والدهم.<ref name="Flori 35"/> قبل الأشقاء الثلاثة بشروط صلح أقل سخاءً من تلك التي عرضها عليهم أبيهم من قبل،<ref name="Gillingham 2002 48"/> مُنح ريتشارد قلعتين في بواتو ونصف دخل أقطانية، ومُنح هنري الملك الشاب قلعتين في نورماندي، وجيوفري نصف دخل بريتاني. بينما ظلت إليانور أسيرة هنري الثاني حتى وفاته، كتأمين لضمان التزام ريتشارد بالصلح.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=36.}}</ref>

=== تحت حكم هنري الثاني ===
[[ملف:Richard I pictavinus 722697.jpg|تصغير|عملة فضية سُكّت عندما كان ريتشارد كونتًا لبواتييه.]]
بعد انتهاء التمرد، بدأت عملية تهدئة الأوضاع في المقاطعات التي تمردت على هنري الثاني، فسافر إلى أنجو لهذا الغرض وتعامل جيوفري مع بريتاني. وفي يناير 1175، تم إرسال ريتشارد لأقطانية لمعاقبة البارونات الذين قاتلوا من أجله. وفقًا للمؤرخ روجر الهوديني مؤرخ عهد هنري، أعيدت معظم القلاع التي استولى عليها المتمردون إلى الحالة التي كانت عليها قبل 15 يومًا من اندلاع الحرب، بينما كان لا بد من نسف بعضها.<ref name="Gillingham 2002 52">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=52.}}</ref> كان من الشائع في تلك الفترة بناء القلاع من الحجر، وقد قام العديد من البارونات بتوسيع أو تحصين قلاعهم، وهي مهمة لم تكن سهلة.<ref name="Flori 41">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|p=41.}}</ref> ونظرًا لنجاحه في حملته تلك،<ref name="Gillingham 2002 52"/> اكتسب ريتشارد لقب «ريتشارد قلب الأسد».<ref name="Flori 41"/> كانت أولى نجاحاته حصار قلعة سور أجين، التي عرفت بأنها من القلاع القوية، ولكن بعد حصار مدته شهرين، استسلم المدافعون لريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|pp=41–42.}}</ref>

في عامي 1181-1182، واجه ريتشارد تمردًا في مقاطعة [[أنغوليم]]، ولجأ خصومه إلى [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]] للحصول على الدعم، ودار القتال في [[ليموزان|ليموزا]] وبيريغورد. اتهم ريتشارد بارتكاب أعمال وحشية ضد رعاياه، بما في ذلك الاغتصاب.<ref>Roger of Hoveden, ''Gesta Henrici II Benedicti Abbatis'', vol. 1, p. 292</ref> ولكن مع دعم أبيه وشقيقه هنري الملك الشاب، نجح ريتشارد في إخضاع التمرد. وفي يونيو 1183، توفي هنري الملك الشاب. وبوفاة هنري الملك الشاب، أصبح ريتشارد الابن الأكبر ووريث التاج الإنجليزي.

ولتقوية مركزه، في عام 1187، تحالف ريتشارد مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، ابن زوج أمه السابق [[لويس السابع ملك فرنسا]]. وقد كتب المؤرخ روجر الهوديني قائلاً:
{{اقتباس خاص|أصابت ملك إنجلترا دهشة كبيرة، وتسائل ما معنى ذلك [يعني التحالف]، واتخذ احتياطاته المستقبلية، فأرسل رسلاً إلى فرنسا لاستدعاء ابنه ريتشارد الذي تظاهر بميله للسلام واستعداده للقدوم إلى والده، واتخذ طريقه إلى شينو، وبدلاً من توجهه بعهدته من الكنوز الكثيرة إلى والده، وتحصينه القلاع في بواتو. رفض أن يذهب إلى والده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Roger of Hoveden|Riley|1853|p=[http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64#v=onepage&q&f=false 64]}} {{استشهاد ويب |مسار=http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=10 يونيو 2013 |تاريخ أرشيف=4 ديسمبر 2013 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20131204091303/http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>}}

وعمومًا، تناول الهوديني بالدرجة الأولى العلاقات السياسية بين ريتشارد والملك فيليب. فيما تناول المؤرخ جون جيلينغهام نظريات تشير إلى وجود علاقة جنسية بينهما، مستدلاً بوثيقة تشير - كرمز للوحدة بين البلدين - إلى كون الاثنان كانا يناما في سرير واحد. وصف جيلينغهام ذلك بأنه «فعل مقبول سياسيًا، لا يمت للاتصال الجنسي بصلة؛... تمامًا كالتقاط الصور في العصر الحديث.»<ref>Martin 18 March 2008</ref> كما قدم ريتشارد ولائه لفيليب في نوفمبر 1188.<ref name="EB">"Philip II." Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica 2008 Ultimate Reference Suite. Chicago: Encyclopædia Britannica, 2008</ref> وفي العام التالي، حاول ريتشارد الوصول لعرش إنجلترا من خلال الانضمام إلى حملة فيليب على إنجلترا.<ref name="Smedley p58">Smedley (1836), p. 58</ref> وفي 4 يوليو 1189، هزم ريتشارد وقوات فيليب جيش هنري الثاني في بالانز. فوافق هنري مع رضا جون، على تسمية ريتشارد خليفة له.<ref name=Warren2000P625>Warren (2000), p.625.</ref> وبعد يومين، توفي هنري الثاني في شينون، وخلفه ريتشارد كملك على إنجلترا وكدوق لنورماندي وكونت لأنجو .

== ريتشارد ملكًا والحملة الصليبية ==
=== التتويج الملكي والعنف ضد اليهود ===
[[ملف:Richard Löwenhez, Salbung zum König.jpg|تصغير|ريتشارد خلال تتويجه في دير وستمنستر]]

أعلن ريتشارد رسمياً [[دوق]] [[نورماندي]] في العشرين من يوليو عام [[1189]] ثم توّج ملكاً في [[دير وستمنستر]] في الثالث من سبتمبر من نفس العام.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=107.}}</ref> منع ريتشارد جميع [[يهود|اليهود]] والنساء من حضور مراسم التتويج. على الرغم من ذلك، حضر بعض قادة اليهود مقدمين له الهدايا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=94–95.}}</ref> وفقاً للمؤرخ رالف ديكيتو، قام أتباع ريتشارد بضرب وجلد اليهود وتجريدهم مما بحوزتهم ومن ثم طردهم إلى الخارج.<ref name="ReferenceA">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=95.}}</ref>

انتشرت شائعة بأن ريتشارد قد أمر بقتل جميع [[يهود|اليهود]]. فقام سكان [[لندن]] بارتكاب مجزرة بحقهم.<ref name="ReferenceA"/> تعرض الكثير منهم للضرب حتى الموت، وللسرقة، كما حرق بعضهم أحياء.<ref name="ReferenceA"/> هدمت العديد من منازلهم، وتعرض بعضهم للتعميد قسراً.<ref name="ReferenceA"/> اتخذ بعضهم من [[برج لندن]] ملاذاً، بينما فرّ الآخرون للحفاظ على حياتهم. ادّعى البعض أن مرتكبي هذه الجرائم كانوا مجرد مواطنين غيورين ومتعصبين، وأن الملك ريتشارد قام بمعاقبتهم. كما قام بالسماح لليهود الذين أجبروا على ترك دينهم بالعودة إلى [[يهودية|اليهودية]]. يشار إلى أن مشاركة ريتشارد في الجرائم ضد اليهود لم يثبت قط.<ref>Forge, p.30-31</ref>

شعر ريتشارد بأن هذه الاعتداءات قد تزعزع من استقرار مملكته قبيل رحيله للمشاركة في [[الحملة الصليبية الثالثة]]. لذلك أمر ريتشارد ب[[عقوبة الإعدام|إعدام]] المسؤولين عن أفظع جرائم القتل والاضطهاد. من ضمنهم من أحرق بعض منازل [[مسيحيون|المسيحيين]] عن طريق الخطأ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=319–320.}}</ref> وأصدر مرسوماً ملكياً يطالب بترك اليهود بشأنهم وعدم الاعتداء عليهم. على الرغم من ذلك، استمرت الاعتداءات في شهر [[مارس]] مثل مجزرة يورك التي وقعت في 16 مارس 1190 والتي تعتبر واحدة من أبشع المجازر وأشرسها.

=== التجهيز للحملة الصليبية ===
[[ملف:Church of Fontevraud Abbey Richard I effigy.jpg|تصغير|تمثال لريتشارد الأول (حوالي 1199) في دير فونتفرود ، [[أنجو]].]]
بعد أن أصبح ريتشارد ملكًا، وافق هو وفيليب، على الذهاب في [[الحملة الصليبية الثالثة]]، لأن كليهما خشي أن يغتصب الآخر أراضيه في غيابه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=100.}}</ref> وبدأ في تجهيز الجيش الصليبي الجديد، فأنفق معظم ما في خزانة والده (الممتلئة بالأموال التي جمعتها [[عشور صلاح الدين]])، وزاد الضرائب، وحتى وافق على إطلاق سراح الملك [[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]] نظير قسمه بأن يدفع لريتشارد 10,000 قطعة فضية. ولجمع المزيد من الأموال، باع العديد من الألقاب الرسمية والامتيازات والأراضي للراغبين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=97–101}}</ref> كما اضطر من يحملون ألقابًا بالفعل لدفع مبالغ ضخمة للاحتفاظ بمناصبهم. فدفع [[ويليام لونغشامب]] أسقف إيلي ومستشار الملك 3,000 قطعة فضية للاحتفاظ بمنصبه كمستشار للملك.<ref name=Handbook84>Fryde, et al. ''Handbook of British Chronology'' p. 84</ref>

كما قام ريتشارد بعض الترتيبات النهائية في أراضيه في القارة،<ref name="ReferenceB">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=101}}</ref> فعيّن ويليام فيتزرالف حاكمًا على نورماندي. وفي أنجو، أقال ستيفن التوري من منصبه كحاكم، وسجنه مؤقتًا لسوء إدارته المالية، واستبدله بباين دي روشفور. وفي بواتو، عيّن بيتر بيرتن حاكمًا، وفي غاسكونية، اختار لها هيلي دي لا سيل حاكمًا. ثم انطلق في الحملة الصليبية في صيف 1190.<ref name="ReferenceB"/> وعيّن هيو دي بوسيه أسقف دورهام وويليام دي ماندفيل إيرل إسكس كأوصياء على العرش، لكن سرعان ما توفي الأخير وخلفه مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=99}}</ref> وهي القرارات التي لم ترض جون شقيق ريتشارد.

انتقد بعض المؤرخين ريتشارد لقضاء ستة أشهر فقط من حكمه في [[إنجلترا]]، ومصّ موارد المملكة لدعم حملته. فيقول المؤرخ ويليام ستابس:
{{اقتباس خاص|كان ملكًا سيئًا. إلا أن مآثره العظيمة كمهارته العسكرية وسخائه وتذوقه للشعر وروحه المغامرة، لم تشفع له ليتعاطف معه شعبه. لم يكن إنجليزيًا، لكن ذلك لا يعني أنه منح نورماندي أو أنجو أو أقطانية الحب أو الرعاية التي حرم منها مملكته. كان طموحه كمحارب: أن يقاتل من أجل أي شيء أيا كان، لكنه على استعداد لأن يبيع أي شيء قاتل من أجله. كان المجد الذي سعى خلفه هو النصر لا الفتح.<ref>Stubbs, William, "'The Constitutional History of England'', vol. 1, pp.550–551</ref>}}

تذرع ريتشارد بأن إنجلترا «باردة والسماء تمطر دومًا»، وعندما كان يجمع الأموال لحملته، قال أنه «على استعداد لبيع لندن لمن يشتري.»<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=118.}}</ref> ومع ذلك، على الرغم من إنجلترا مثلت قيمة كبيرة وجزءً كبيرًا من أراضيه، وبالأخص لأنها منحته لقب ملكي جعله على قدم المساواة مع الملوك الآخرين، لم توجه إنجلترا له أي تهديدات داخلية أو خارجية كبيرة خلال فترة حكمه، على عكس أراضيه في القارة، لذا لم تتطلب حضوره الدائم هناك. وكمعظم ملوك [[بلانتاجانت]] قبل القرن الرابع عشر، لم يكن في حاجة لاستخدام اللغة الإنجليزية على نطاق واسع. وبتركه البلاد في أيدي عدة مسؤولين (بما فيهم والدته)، أصبح ريتشارد أكثر قلقًا على أراضيه الفرنسية الواسعة. وبعد كل تجهيزاته تلك، أصبح لديه جيشًا من 4,000 رجل مثقل بالأسلحة، و 4,000 جندي مشاة وأسطولاً من 100 سفينة.

=== احتلال صقلية ===
توج [[تانكريد ملك صقلية|تانكريد]] ملكاً على صقلية عام [[1189]] بعد وفاة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام الثاني]] على الرغم من أن [[كونستانس ملكة صقلية|كونستانس]] زوجة الإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]] كانت الوريثة الشرعية للحكم. زج الملك تانكارد الملكة [[جوان ملكة صقلية|جوان]] بالسجن ورفض إعطائها ميراثها المستحق، وهي أرملة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام]] وشقيقة ريتشارد. وفي سبتمبر 1190، وصل كل من ريتشارد و[[فيليب الثاني أغسطس|فيليب]] إلى جزيرة [[صقلية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=111}}</ref> وفور وصول ريتشارد طالب تانكارد بإطلاق سراح أخته وإعطائها الميراث. خرجت جوان من السجن في [[28 سبتمبر]] ولكن تانكارد رفض إعطائها ميراثها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=114}}</ref>

شعر سكان [[مسينة|مسينا]] بالضيق نتيجة تواجد قوات أجنبية على أرضهم، فثاروا مطالبين بخروجهم.<ref name="ReferenceC">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=116}}</ref> فهاجم ريتشارد مدينة مسينا واستولى عليها في الرابع من أكتوبر عام 1190.<ref name="ReferenceC"/> وبعد سلب ونهب وحرق المدينة، أسس ريتشارد قاعدة له فيها. خلق هذا العمل حالة من التوتر بين ريتشارد وفيليب. بقي ريتشارد في [[صقلية]] حتى وافق تانكارد أخيراً على توقيع معاهدة. تم توقيع المعاهدة في [[4 مارس]] [[1191]] بين كل من ريتشارد وفيليب وتانكارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=117}}</ref> كانت شروطها الأساسية:
* تحصل جوان على 20,000 [[أونصة]] من الذهب تعويضاً لها على الميراث الذي لم يعطها إياه تانكارد.
* أعلن ريتشارد رسمياً ابن أخاه [[آرثر الأول دوق بريتاني|آرثر دوق بريتاني]] ولي عهده ووريث حكمه، وعلى تانكارد أن يعده بتزويج آرثر إحدى بناته عندما يبلغ سن الرشد.

بقي ريتشارد وفيليب في صقلية بعضاً من الوقت، مما أدى إلى زيادة حدة التوتر بينهما، حتى أن فيليب أراد التآمر مع تانكارد على ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=124–126}}</ref> لكن الخصومة انتهت عند لقائهما حيث توصلا إلى اتفاقية تضمنت إنهاء خطبة ريتشارد لأليس شقيقة فيليب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=127–128}}</ref>

=== غزو قبرص ===
[[ملف:Map Crusader states 1190-ar.svg|تصغير|300px|الشرق الأدنى إبّان الحملة الصليبية الثالثة (قبرص بارزة باللون البنفسجي)]]
في أبريل 1191، خرج ريتشارد بأسطوله الكبير من [[مسينة|مسينا]] متوجهاً إلى [[عكا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=131.}}</ref> لكن الأسطول تعرض إلى عاصفة أدت إلى تفريقه. وبعد البحث، اكتشف ريتشارد أن القارب الذي أقلّ أخته وخطيبته برنجاريا قد رسى على الساحل الجنوبي لجزيرة [[قبرص]] جنباً إلى جنب مع حطام بقية السفن. وتعرض الناجون من الحادث للأسر من قبل الحاكم إسحاق كومنينوس.<ref name="flori132">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=132.}}</ref>

وصل أسطول ريتشارد في الأول من مايو عام 1191 إلى ميناء [[ليماسول]] في [[قبرص]].<ref name="flori132"/> طلب ريتشارد من إسحاق إطلاق سراح السجناء،<ref name="flori132"/> إلّا أن طلبه قوبل بالرفض. ردًا على ذلك، استولى ريتشارد على [[ليماسول]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=133–134.}}</ref> ثم وصل عدد من الأمراء إلى ليماسول، وكان من ضمنهم [[غي دي لوزينيان]]. وأعلن الجميع دعمهم لريتشارد الذي قام بدوره بدعم غي دي لوزينيان ضد غريمه [[كونراد من مونفيراتو]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=134.}}</ref>

نبذ البارونات المحليون إسحاق، الذي اعتبروه صانع السلام مع ريتشارد والذي وافق على المشاركة في الحملة الصليبية وعلى تزويج ابنته من ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=134–136.}}</ref> لكن إسحاق غير رأيه وحاول الهرب. أما ريتشارد فبدأ حملة الاستيلاء على الجزيرة بأكملها مستعينًا بقواته تحت قيادة [[غي دي لوزينيان]]، فاستسلم إسحاق. ومع حلول الأول من يونيو، كان ريتشارد قد سيطر على [[قبرص]] بأكملها. ثم باع ريتشارد الجزيرة ل[[فرسان الهيكل]]، ثم أصبحت قبرص في عام [[1192]] تحت حكم [[غي دي لوزينيان]] الذي جعل منها [[المملكة (توضيح)|مملكة]] [[إقطاعية]] مستقرة.<ref name="Flori 1999 French 137">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=137.}}</ref>

كان الغزو السريع لقبرص مهماً جداً بالنسبة للأوروبيين، لكونها تحتل الجزيرة موقعاً استراتيجياً واقعاً على الممرات المائية على طريق [[أراضي مقدسة|الأراضي المقدسة]]، والتي كان من المستحيل احتلالها بدون الدعم القادم من البحار.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وقد ظلت قبرص معقلاً ل[[مسيحية|لمسيحية]] حتى [[معركة ليبانت|معركة ليبانتو]] عام [[1571]].<ref name="flori138">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=138.}}</ref><ref>نقلا عن الموسوعة العربية العالمية - قبرص - نبذة تاريخية</ref> وقد ساهم غزو ريتشارد لجزيرة قبرص في زيادة شهرته، كما أنه أمده بمكاسب مالية كبيرة.<ref name="flori138"/> ثم غادر ريتشارد مع حلفائه إلى [[عكا]] في الخامس من شهر يونيو عام 1191.<ref name="flori138"/>

=== الزواج والحياة الجنسية ===
قبل مغادرة قبرص، تزوج ريتشارد من [[بيرنغاريا من نافارا|برنغاريا]] الابنة الكبرى لـ [[سانشو السادس|سانشو السادس ملك نافارا]]{{للهامش|2}}، التي تعرف عليها ريتشارد في بادئ الأمر من خلال مسابقة كانت قد أقيمت في موطنها نافارا.<ref>Abbott, Jacob, History of King Richard the First of England, Harper & Brothers 1877</ref> عقد حفل الزفاف في 12 مايو 1191 في كنيسة القديس جورج في مدينة [[ليماسول]] القبرصية، بحضور أخته [[جوان ملكة صقلية|جوان]] التي كان قد أحضرها ريتشارد من [[صقلية]]. كان حفل الزفاف ضخماً، وغايةً في الروعة والفخامة، محتوياً على الكثير من الولائم والأطعمة، ووسائل التسلية. كما تبعه احتفالات ومسيرات عامة، من ضمنها التتويج الملكي المزدوج، حيث توّج ريتشارد ملكاً على [[قبرص]]، وتوجت برنجاريا ملكةً على كل من [[قبرص]] و[[إنجلترا]]. أراد ريتشارد هذا الزواج من أجل الحصول على [[مملكة نبرة|نافارا]] وجعلها [[إقطاعية]]، كما حصل أبوه على [[آكيتين|أقطانية]] بزواجه من إليانور. كما أن والدته دعمت زواجه من برنجاريا، من أجل تأمين حدود أقطانية الجنوبية حيث تقع نافارا. وبعد الزواج بوقت قصير، ذهب ريشارد إلى الحملة الصليبية برفقة زوجته الجديدة، لكنهما عادا بشكل منفصل. وقد واجهت برنجاريا صعوبات جمة في طريق العودة كما حدث مع ريتشارد. ولم ترَ [[إنجلترا]] إلّا بعد وفاته. وبعد إطلاق سراح ريتشارد من الأسر الألماني، أبدى ريتشارد بعض الأسف على ما فعله سابقاً لكنّه مع ذلك لم يعد إلى زوجته.<ref>Richard I. by Jacob Abbot, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> ولم ينجبا أطفالاً من هذا الزواج.

منذ خمسينيات القرن الماضي، أصبحت قضية حياة ريشارد الجنسية مثيرة للاهتمام والجدل. مع أنه من النادر ما عالج المؤرخون الفيكتوريون والإدوارديون هذه المسألة، إلّا أن المؤرخ جون هارفي تحدى عام 1948 ما كان ينظر إليها على أنها ''مؤامرة الصمت'' التي تحيط [[شذوذ جنسي|بشذوذ]] ريتشارد الجنسي.<ref>Harvey, pp.33–4. There is a mention of this question in Richard, A., ''Histoire des comtes de Poitout, 778–1204'', vol. I–II, Paris, 1903, t. II, p. 130, cited {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}}, however.</ref> اعتمدت تلك الفكرة في المقام الأول على الوثائق التاريخية التي تخص سلوك ريتشارد، حيث تؤكد بعض السجلات التاريخية أن ريتشارد قام بالاعتراف والتوبة مرتين. كما أنه لم ينجب أطفالاً طيلة فترة زواجه من برنجاريا.<ref>Summarised in McLynn, pp.92–3.</ref>

ويتحدث المؤرخ روجر الهوديني عن [[راهب]] كان قد حذّر ريتشارد من خطر [[مثلية جنسية|اللواط]] وطلب منه عدم القيام بالأعمال غير المشروعة، وبناءً على ذلك كان ريتشارد قد حصل على الغفران، فعاد إلى زوجته التي هجرها زمناً طويلاً، وابتعد عن الفاحشة التي كان يقوم بها، وظلّ مخلصاً لزوجته حتى أصبحا كالجسد الواحد.<ref>Roger of Hoveden, ''The Annals'', trans. Henry T. Riley, 2. Vols. (London: H.G. Bohn, 1853; repr. New York: AMS Press, 1968)</ref> لكن هذه النظريات تناقض حقيقة أن ريتشارد أنجب طفلاً غير شرعي واحد على الأقل (فيليب)، وكذلك تناقض المزاعم التي تفيد بأن ريتشارد أقام علاقات جنسية مع النساء المحليات خلال الحملات التي كان يقوم بها.<ref>McLynn, p.93; see also {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref>

وما زال المؤرخون حتى اليوم منقسمين حول هذه القضية،<ref>Burgwinkle, pp.73–4.</ref> حيث يوجد بعض المؤيدين لنظرية جون هارفي،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88">As cited in {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}} see for example Brundage, ''Richard Lion Heart'', New York, 1974, pp. 38, 88, 202, 212, 257; Runciman, S., ''A History of the Crusade'', Cambridge, 1951–194, t. III, pp. 41ff.; and Boswell, J., ''Christianity, Social Tolerance and Homosexuality'', Chicago, 1980, p. 231ff.</ref> في حين هناك مؤرخون لا يوافقونه مثل جون غيلينغهام،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref> الذي يعتقد أن ريتشارد كان طبيعياً.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139}}</ref> أما المؤرخ جان فلوري، فيقول بأن معظم المؤرخين في الوقت الحاضر يعتقدون بأن ريتشارد كان [[مثلي الجنس]]،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448. According to Flori, this change is due to greater social acceptance of homosexuality.}}</ref> مستدلاً بذلك على توبة ريتشارد (عام 1191 وكذلك 1195)، التي يقول فلوري أنها كانت توبة من اللواط.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=456–462.}}</ref> كما يقول فلوري بأن ريتشارد أقام علاقات مع النساء بالقوة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=463.}}</ref> ويعتقد جون فلوري أن ريتشارد أقام علاقات مع كل من النساء والرجال خلال مراحل مختلفة من حياته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=464.}}</ref> إلّا أن فلوري يوافق غيلينغهام بعدم تصديق الإدّعاءات التي تقول بأن ريتشارد كان على علاقة مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، والتي يصدقها بعض المؤرخين في الوقت الحاضر.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=454–456. Contemporaneous accounts refer to various signs of friendship between the two when Richard was at Philip's court in 1187 during his rebellion against his father Henry II, including sleeping in the same bed. But, according to Flori and Gillingham, such signs of friendship were part of the customs of the time and cannot be interpreted as indicating homosexuality of either man.}}</ref>

=== في الأرض المقدسة ===
[[ملف:Britishmuseumrichardandsaladintiles.jpg|تصغير|300px|تصور لريتشارد (يسار) وصلاح الدين (يمين) يعود للفترة بين عامي 1250-1260.]]
رسى ريتشارد بقواته في [[عكا]] في 8 يونيو 1191.<ref>[https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ ريتشارد قلب الأسد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200317170652/https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ |date=17 مارس 2020}}</ref> وقدّم دعمه لابن مقاطعته [[بواتو|البواتوي]] [[غي دي لوزينيان]]، الذي أرسل له الجنود لمساعدته في قبرص. كان غي زوجًا لأرملة ابن عم أبيه [[سيبيلا ملكة أورشليم]]، وكان يحاول المحافظة على مملكة أورشليم، وبوفاة زوجته أثناء [[حصار عكا (توضيح)|حصار عكا]] في العام السابق. نافسه [[كونراد من مونفيراتو]] زوج إيزابيلا شقيقة سيبيلا وابن عم لويس السابع والد فيليب الثاني في المطالبة بالعرش. تحالف ريتشارد مع هيمفري الرابع لورد تورون زوج إيزابيلا الأول الذي أرغم على تطليقها عام 1190. كان هيمفري يدين بالولاء لغي ويتحدث [[اللغة العربية|العربية]] بطلاقة، فاستخدمه ريتشارد كمترجم وكدليل.

ساهم ريتشارد وقواته في الاستيلاء على عكا، رغم مرضه الشديد. في النهاية، تفاوض كونراد من مونفيراتو مع صلاح الدين على شروط الاستسلام ورفع رايات الملوك على المدينة. اختلف ريتشارد مع [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]] حول مشاركة [[إسحاق كومنينوس حاكم قبرص]] في الحملة الصليبية. رفع ليوبولد رايته في مستوى الرايتين الإنجليزية والفرنسية. ففسر ذلك ريتشارد وفيليب أنها غطرسة، فليوبولد تابع [[إمبراطور روماني مقدس|للإمبراطور الروماني المقدس]] (على الرغم من أنه الزعيم الأعلى رتبة من بين القوات الإمبراطورية). مزق رجال ريتشارد الراية، ورموها في خندق عكا. فغادر ليوبولد [[الحملة الصليبية الثالثة]] فورًا. ثم غادر فيليب بعد ذلك بوقت قصير، وهو في حالة صحية سيئة، وبعد مزيد من النزاعات مع ريتشارد حول وضع قبرص (طالب فيليب بنصف الجزيرة) وتملك أورشليم. ليجد ريتشارد نفسه فجأة، بلا حلفاء.

استبقى ريتشارد 2,700 أسير مسلم كرهائن ضد صلاح الدين الأيوبي للوفاء بجميع شروط استسلام الأراضي حول عكا. وقبل أن يغادر فيليب، سلّم أسراه إلى كونراد، لكن ريتشارد أجبره على تسليمهم له. خشي ريتشارد أن يعرقله الأسرى عن التحرك بقواته من عكا، ف[[مذبحة عكا 1191|أمر بإعدامهم جميعًا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدواداري| Ref =كنز الدرر|1972|p=108-109}}</ref><ref>Runciman p.53/3</ref><ref>[http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm Richard The Lionheart Massacres The Saracens, 1191], [[بهاء الدين بن شداد|Beha-ed-Din]], his account appears in Archer, T.A., The Crusade of Richard I (1889); Gillingham, John, The Life and Times of Richard I (1973). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170929105722/http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm |date=29 سبتمبر 2017}}</ref><ref name="البداية 587">{{استشهاد بكتاب |الأخير= ابن كثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن كثير|عنوان= [[البداية والنهاية]]، الجزء الثامن، أحداث 587 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 466-472}}</ref> ثم اتجه جنوبًا، وهزم قوات [[صلاح الدين الأيوبي]] في [[معركة أرسوف]] في 7 سبتمبر 1191{{يم}}{{للهامش|3}}. وفي نوفمبر 1191، بعد الاستيلاء على [[يافا]]، تقدم الجيش الصليبي نحو القدس. وصل إلى بيت نوبا، على بعد 12 ميل من القدس. كانت معنويات المسلمين في القدس منخفضة جدًا خشية سقوط المدينة بسرعة. إلا أن الطقس الذي كان سيئًا باردًا مع أمطار غزيرة وعواصف، وهذا بالإضافة لخوفه من أن يحاصر جيشه في القدس، دفعاه للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 198-200.</ref> ثم حاول التفاوض مع صلاح الدين الأيوبي، إلا أنه لم ينجح في ذلك. وفي النصف الأول من عام 1192، حصّن هو وجنوده [[عسقلان]].

اضطر ريتشارد بقبول [[كونراد من مونفيراتو|كونراد]] كملك لأورشليم بعد أن تم انتخابه، ثم باع قبرص لغي دي لوزينيان.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وبعد أيام في 28 أبريل 1192، اغتيل كونراد على أيدي [[الحشاشون|الحشاشين]] قبل تتويجه.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - سنة ثمان وثمانين وخمسمائة] ذكره ابن كثير باسم المركيس (المركيز) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200510223311/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=10 مايو 2020}}</ref> وبعد ثمانية أيام، تزوج ابن شقيقته هنري الثاني كونت شامبين من الأرملة [[إيزابيلا ملكة أورشليم]]، رغم حملها في ابن كونراد. لم يُعرف من وراء الجريمة، إلا أن المؤرخين يشتبهون في تورط ريتشارد.<ref>Runciman p.64-65/3</ref>

تقدم الجيش الصليبي مرة أخرى نحو القدس في يونيو 1192، ورغم أن المدينة كانت على مرمى البصر، إلا أنهم اضطروا للانسحاب بسبب الخلافات بين قادة الجيش. كان ريتشارد ومعظم قادة الجيش يريدون إجبار صلاح الدين الأيوبي على التخلي عن القدس من خلال مهاجمة قاعدة سلطانه [[مصر]]. في حين أصر قائد القوات الفرنسية هيو الثالث دوق بورجوندي على أن الهجوم المباشر على القدس يجب أن يتم. قسّم هذا الشقاق الجيش الصليبي إلى فصيلين، ليس في قدرة أحدهما فرض رأيه على الآخر. وقال ريتشارد أنه سيصاحب أي هجوم على القدس فقط كجندي بسيط، ورفض قيادة الجيش. ودون قيادة موحدة، اضطر الجيش للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 209-212</ref>

بدأت فترة من المناوشات البسيطة مع قوات صلاح الدين في الوقت الذي تفاوض فيه ريتشارد وصلاح الدين الأيوبي على تسوية الصراع. كما علم ريتشارد بأن فيليب وشقيقه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بدئا في التآمر ضده. ومع ذلك، أصر صلاح الدين على هدم تحصينات عسقلان، التي صنعها رجال ريتشارد، وعدد قليل من النقاط الأخرى. حاول ريتشارد محاولة أخيرة لتعزيز موقفه التفاوضي بمحاولة غزو [[مصر]]، لكنه فشل. في النهاية، نفد الوقت أمام ريتشارد، وأدرك أنه ليس بإمكانه تأجيل عودته. وتوصل مع صلاح الدين الأيوبي على تسوية في 2 سبتمبر 1192، اشتملت على هدم تحصينات عسقلان، والسماح للحجاج و[[تاجر|التجار]] المسيحيين بدخول [[القدس]]،<ref name="الكامل 588">{{استشهاد بكتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن الأثير|عنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء العاشر، أحداث 588 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 218-228}}</ref><ref name="abc1">Richard I. by Jacob Abbott, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> كما تضمنت هدنة لمدة ثلاث سنوات.<ref name="abc1"/>

=== الأسر والعودة ===
[[ملف:Heinrich VI. begnadigt Richard Loewenherz.jpg|تصغير|تصور للإمبراطور هنري السادس وهو يسامح ريتشارد، تعود لنحو عام 1196.]]
أجبر الطقس السيئ سفينة ريتشارد على أن تحط في [[كورفو]]، في أراضي الإمبراطور البيزنطي [[إسحاق الثاني]]، الذي اعترض على ضم ريتشارد لقبرص التي كانت أرض بيزنطية مسبقًا. متنكرًا في زي [[فرسان الهيكل]]، أبحر ريتشارد مع أربع مرافقين من كورفو، غير أن سفينته تحطمت قرب أكيليا، مما أجبره على رحلة خطرة في وسط أوروبا. وفي طريقه عبر أراضي زوج شقيقته [[هاينريش الأسد]]، أسر ريتشارد قبل عيد الميلاد عام 1192 بوقت قصير قرب [[فيينا]] من قبل [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]]، الذي اتهم ريتشارد بالترتيب لقتل ابن عمه [[كونراد من مونفيراتو]]. وعلاوة على ذلك، أهان ريتشارد ليوبولد شخصيًا بإنزال رايته من فوق أسوار عكا.

سجن ليوبولد ريتشارد في قلعة دورنشتاين،<ref>Arnold, p. 128</ref> وصل خبر تحطم سفينة ريتشارد إلى إنجلترا، إلا أن الأوصياء على عرشه ظلوا لعدة أسابيع غير متيقنين من مكان وجوده. أثناء وجوده في السجن، كتب ريتشارد أغنية "''Ja nus hons pris''" («لا يوجد رجل مسجون»)، التي وجهها إلى أخته غير الشقيقة ماري كونتيسة شامبين. كتبها بالفرنسية و[[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، للتعبير عن مشاعر الهجر من قبل شعبه وأخته. كان احتجاز المشاركين في {{ال|حملات|صليبية}} مخالفًا للقانون العام،<ref name="eb1911">{{Cite EB1911|wstitle=Richard I}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=188–189.}}</ref> وعلى هذه الأسس حرم البابا [[سلستين الثالث]] الدوق ليوبولد كنسيًا.

[[ملف:Durnstein castle.jpg|تصغير|يسار|أطلال قلعة دورنشتاين، حيث احتجز ليوبولد ريتشارد.]]
في 28 مارس 1193، تم تسليم ريتشارد للإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]]، الذي كان متضررًا من دعم أسرة بلانتيجانت لأسرة [[هاينريش الأسد]]، وأيضًا من اعتراف ريتشارد بتانكريد ملكًا على صقلية،<ref name="eb1911"/> فسجنه في قلعة تريفلز. كان هنري السادس في حاجة للمال لتجهيز جيش للمطالبة بحقوقه في [[جنوب إيطاليا]]، فاحتجز ريتشارد لكي يحصل على فدية. مما دفع البابا سلستين الثالث لحرمان هنري السادس أيضًا كنسيًا لاحتجازه غير المشروع لريتشارد. رفض ريتشارد تقديم التحية للإمبراطور، وقائلاً: {{اقتباس مضمن|لقد ولدت في رتبة لا تعترف بأن أحدًا يفوقها إلا الله.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Longford|1989|p=85.}}</ref>}} وعلى الرغم من شكواه، لم تكن ظروف احتجازه شديدة.

طلب الإمبراطور 150,000 قطعة فضية فدية لإطلاق سراح ريتشارد، وهو ما يعادل ما جمعته [[عشور صلاح الدين]] قبل ذلك بأعوام،<ref name="silver">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Madden|2005|p=96}}{{وثق المصدر|date=October 2010}}</ref> ومن 2–3 أضعاف دخل إنجلترا في ذلك الوقت، وهو ما قدره المؤرخ ديفيد بويل بحوالي ملياري جنيه إسترليني بأسعار عام 2011.{{يم}}<ref>{{استشهاد ويب|الأخير=Geoghegan |الأول=Tom |مسار=https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 |عنوان=Why is King John the classic villain? |ناشر=BBC |تاريخ=1 March 2011 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190419140713/https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 | تاريخ أرشيف = 19 أبريل 2019 }}</ref> عملت أمه على جمع الفدية، حتى أنها صادرت بعض ممتلكات الكنائس. وفي الوقت نفسه، عرض شقيقه جون والملك فيليب الثاني ملك فرنسا على الإمبراطور 80,000 قطعة فضية لتأخير إطلاق ريتشارد حتى نهاية سبتمبر 1194، لكن الإمبراطور رفض العرض. أرسلت أموال الفدية مع سفراء الإمبراطور عبر ألمانيا، وفي 4 فبراير 1194، أطلق سراح ريتشارد. فأرسل فيليب إلى جون قائلاً: {{اقتباس مضمن|انتبه إلى نفسك، فقد أطلق الشيطان.{{sfn|Purser|2004|p=[http://books.google.co.nz/books?id=fBs0VlTA-qEC&printsec=frontcover&source=gbs_atb#v=onepage&q&f=false 161]}}}}

=== السنوات اللاحقة والوفاة ===
[[ملف:Philippe Auguste et Richard IIIe croisade.jpg|تصغير|ريتشارد وفيليب، مخطوطة فرنسية من عام 1261]]

في الفترة التي غاب فيها ريتشارد، ثار أخوه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بمساعدة [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، الذي كان قد استولى على [[نورماندي]] بينما كان ريتشارد في السجن.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2004}}.</ref> غفر ريتشارد لجون على فعلته عندما التقيا مرة أخرى; تماشياً مع الضرورة السياسية. كما جعل جون وريثه بدلاً من ابن أخيه آرثر.

فتح سقوط قلعة غيزور {{فرن|Château de Gisors}} بيد القوات الفرنسية عام [[1196]] فجوة في الدفاعات النورماندية. بحث ريتشارد عن موقع جديد يبني فيه [[قلعة]] جديدة من أجل الدفاع عن [[نورماندي|دوقية نورماندي]]، ولاستخدامه كقاعدة يبدأ منها حملته لاستعادة مقاطعة فيكسين من [[فرنسا|الفرنسيين]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=303–305.}}</ref> واختير هذا الموقع على ضفاف [[السين (نهر)|نهر السين]]، في قصور ''أنديلي''. بموجب شروط صلح اللوفر بين ريتشارد وفيليب في ديسمبر عام [[1195]]، لم يكن مسموحاً لكلا الملكين بتحصين هذا الموقع. على الرغم من ذلك، أراد ريتشارد بناء قلعة غايّار {{فرن|Chateau Gaillard}} هناك.<ref name="Gillingham 301">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=301.}}</ref> حاول ريتشارد الحصول على تلك القصور من خلال المفاوضات، لكن رئيس الأساقفة ''والتر دي كوتانس'' كان متردداً في بيعها، حيث كانت تلك القصور إحدى أكثر الأبرشيات ربحاً للأموال. كما أن بقية الأبرشيات كانت قد تعرضت للدمار خلال الحروب.<ref name="Gillingham 301"/> وعندما حاصر [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] منطقة [[أومال]] في [[نورماندي]]، نفذ صبر ريتشارد واستولى عليها،<ref name="Gillingham 301"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|1997|p=10.}}</ref> على الرغم من معارضة [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة]] لذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Packard|1922|p=20.}}</ref> أصدر ''والتر دي كوتانس'' [[حرمان كنسي|حرماناً]] بحق دوقية نورماندي ومنع من تقديم الخدمات الكنسية فيها. يقول المؤرخ روجر الهوديني: {{اقتباس مضمن|ظلت جثث الموتى ملقاة في الشوارع دون أن تدفن في مدن نورماندي}}. لكن الحرمان ألغي من قبل [[بابوية كاثوليكية|البابا]] [[سلستين الثالث]] في شهر أبريل من عام [[1197]] بعدما قدم ريتشارد هدايا لوالتر كان من ضمنها أبرشيتين وميناء كبير في [[دييب (السين البحرية)|دييب]].<ref name="Gillingham 302">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=302–304}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=112.}}</ref>

في عهد ريتشارد، انخفض الإنفاق الملكي على بناء القلاع مقارنة بعهد والده [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]]، ويعزى ذلك إلى تركيز إنفاق الموارد على حروب ريتشارد مع ملك [[فرنسا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1955|pp=355–356.}}</ref> إلّا أن بناء قلعة غايّار كلّف 15-20 ألف [[جنيه إسترليني]] في الفترة ما بين 1196-1198، فكانت بذلك واحدة من أكثر القلاع كلفة في ذلك الوقت،<ref name="McNeil 42">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|McNeill|1992|p=42.}}</ref> حيث كانت تكلفة القلاع التي بناها ريتشارد في [[إنجلترا]] حوالي 7 آلاف [[جنيه إسترليني]]، وهي بذلك أقل من نصف تكلفة قلعة غايّار.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=304.}}</ref> كما أن سرعة بنائها لم يسبق لها مثيل، حيث بنيت في عامين تقريبا، بينما كان بناء القلاع الأخرى يستغرق حوالي العقد من الزمان.<ref name="McNeil 42"/> ووفقًا للمؤرخ الإنجليزي ويليام بارفوس، أنه في شهر مايو من عام 1198 هطل على ريتشارد والعاملين بالبناء مطر غزير من الدم; فظنّ البعض أنه نذير شؤم، إلّا أن ريتشارد لم يأبه به.<ref name="Gillingham 2002 303">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=303.}}</ref> يقول ويليام<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Liddiard|2005|pp=112–113.}}</ref> {{اقتباس مضمن|لم يتأثر الملك بما حصل، ولم يسمح بالتهاون في العمل ولو بمقدار ذرة، بل واصل عمله بسعادة. وإن لم أكن مخطئًا، حتى لو نزل ملك من السماء ليؤخر البناء لاضطر للعن ريتشارد لأنه لن يوافق على ذلك.}}

[[ملف:Normandie Eure Andelys3 tango7174.jpg|تصغير|250px|مظهر بانورامي لقلعة غايّار]]
لم يذكر شيء عن المشرف على عملية بناء [[قلعة|القلعة]]. تقول المؤرخة ألين براون أن المشرف على البناء كان الملك ريتشارد بنفسه; يدعم هذا الرأي الاهتمام الذي أبداه ريتشارد خلال زياراته المتكررة للقلعة أثناء بنائها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=113.}}</ref> أصبحت القلعة في سنوات ريتشارد الأخيرة مكان إقامته المفضل. وكانت قلعة غايّار سابقة لعصرها، متضمنة ابتكارات اعتمدت في عمارة القلاع لقرن تلاها من الزمان.<ref name="Allen Brown 62">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1976|p=62.}}</ref> وصفتها المؤرخة ألين بأنها أحد أفضل قلاع [[أوروبا]] في زمانها.<ref name="Allen Brown 62"/> يقول [[مؤرخ عسكري|المؤرخ العسكري]] [[المملكة المتحدة|البريطاني]] [[تشارلز أومان]]:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Oman|1991|p=33.}}</ref> {{اقتباس مضمن|تعتبر قلعة غايّار تحفة عصرها. ستبقى سمعة ريتشارد كمهندس عسكري عظيم ثابتة بسببها. لم يكن ريتشارد مجرد مقلد لما رآه في الشرق، بل ابتكر بنفسه تفاصيل أدخلها على بناء هذه القلعة.}}

عزم ريتشارد على مقاومة أطماع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] بالأراضي المتنازع عليها مثل مقاطعة فيكسين، حيث أخرج كل ما في جعبته من خبرة عسكرية وموارد هائلة في وجه ملك [[فرنسا]]. فقام ريتشارد بصنع تحالف ضد فيليب مكون من بالدوين التاسع كونت [[الإقليم الفلامندي|فلاندرز]]، ورينو كونت بولوني، وسانشو السادس ملك [[مملكة نبرة|نافارا]] الذي داهم أراضي فيليب من الجنوب. والأهم من ذلك كله، استطاع ريتشارد تأمين ميراث [[أسرة فلف|فلف]] في [[ساكسونيا]] لابن أخته أوتو حاكم [[بواتو شارنت|بواتو]]، الذي أصبح إمبراطوراً رومانياً مقدساً (باسم أوتو الرابع) عام [[1198]]. ونتيجة لهذه التحالفات وغيرها من المكائد، انتصر ريتشارد على فيليب في عدة مناسبات. فرّ فيليب من [[معركة فريتفال|فريتفال]] (الواقعة في وسط فرنسا) عام 1194 فور عودة ريتشارد من الأسر تاركاً أرشيفاً كاملاً من المراجعات المالية والوثائق التي حصل عليها ريتشارد. وفي معركة غيزور (تسمى أيضاً بمعركة كورسيل) عام 1198، اتخذ ريتشارد من عبارة ''الرب وحقي'' {{فرن|Dieu et mon Droit}} شعاراً له (وهو ما زال مستخدماً كشعار [[الملكية في المملكة المتحدة|للملكية في المملكة المتحدة]]).

في شهر مارس من عام [[1199]]، قام ريتشارد بقمع الثائرين في [[ليموزان|ليموزا]]. وعلى الرغم من أن ذلك الوقت كان وقت [[الصوم الكبير]]، إلّا أن ريتشارد «''دمّر الأرض بالنار والسيف''».<ref>Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum'', p. 94</ref> ثم حاصر قلعة ''شالو شابرول'' التي كانت ضعيفة ومنزوعة السلاح تقريباً. يقول بعض المؤرخين أن ريتشارد حاصرها لأنّ أحد الفلاحين المحليين كان قد أخبره عن وجود كنز مدفون من [[ذهب|الذهب]] الروماني،<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y |عنوان=King Richard I of England Versus King Philip II Augustus |ناشر=Historynet.com |تاريخ=23 August 2006 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20080312101537/http://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y | تاريخ أرشيف = 12 مارس 2008 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> الذي ادّعى ريتشارد أحقيته في الحصول عليه بصفته سيداً أعلى على ال[[إقطاعية]].

وفي مساء اليوم الخامس والعشرين من مارس عام 1199، كان ريتشارد يتجول حول محيط القلعة بدون ارتداء درعه، يتحقق من وضع جنوده المتواجدين فوق جدران القلعة. كان الملك ريتشارد يقضي وقتاً ممتعاً وهو ينظر إلى أحد الجنود الذي كان يحمل القوس والنشاب بيد واحدة. صوّب هذا الجندي القوس تجاه ريتشارد، وقد لاقى هذا الفعل استحساناً من قبل الملك. إلّا أن رجلاً آخر رمى الملك بسهم ضرب كتفه الأيسر بالقرب من عنقه. أٌدخل الملك خيمته وقام الجرّاح (الذي وصفه البعض بالجزّار) بإزالة السهم بطريقة غير احترافية على الإطلاق، ما أدى إلى تحول الجرح بشكل سريع إلى [[غنغرينا|غنغرينة]]. يقال أن ريتشارد طلب إحضار قاتله إليه الذي اختلف في اسمه، فقيل بيير أو بيتر، وقال البعض أن اسمه جون.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1989|p=16.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=233–254.}}</ref> وعندما وقف بين يدي ريتشارد، اتضح له (وفقاً لبعض المصادر وليس جميعها) أنه مجرد صبي. ادّعى هذا الصبي أن ريتشارد كان قد قتل أباه وأخويه؛ فأراد قتل ريتشارد انتقاماً لذلك. اعتقد الصبي أنه سيتعرض للإعدام، لكن ريتشارد أراد أن يكون رحيماً وهو على وشك توديع الحياة، فسامح الصبي على فعلته وقال له: ''أكمل حياتك، وبفضلي سترى نور الغد''. وقبل إطلاق سراح الصبي، أمر بإعطائه 100 [[شلن]].<ref>Although there are numerous variations of the story's details, it is not disputed that Richard did pardon the person who shot the bolt, see {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=234.}}</ref> قام ريتشارد بتوريث جميع أراضيه لأخيه [[جون ملك إنجلترا|جون]]، أما المجوهرات فورثها لابن أخته أوتو.
[[ملف:King Richard I.jpg|تصغير|الملك ريتشارد الأول]]

توفي ريتشارد في السادس من أبريل عام 1199 في أحضان والدته. وصفت وفاته بمصطلح ''الأسد الذي قٌتل من النملة'' وذلك يعزى إلى طريقة قتله. يقول أحد المؤرخين:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=238.}}</ref> {{اقتباس مضمن|أثبت ريتشارد في آخر أعماله أن الشهامة كانت غير مثمرة خلال [[العصور الوسطى]] بهمجيتها ووحشيتها. حيث قام [[مرتزق|المرتزق]] الشائن ميركادير بسلخ جلد قاتل ريتشارد وتعليقه على القلعة فور وفاة ريتشارد.}}

دُفن قلب ريتشارد في [[روان]] في [[نورماندي]]. ودُفنت أحشاؤه في [[شالو]] (المكان الذي توفي فيه). أما باقي جسده فدُفن في كنيسة فونتفريد في [[أنجو]] بجانب أبيه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=235.}}</ref> في عام [[2012]]، قام العلماء بتحليل ما تبقى من [[قلب]] ريتشارد واكتشفوا أنه قد تم تحنيطه باستخدام عدة مواد من ضمنها ال[[لبان]]، وهي مادة ذات أهمية رمزية وذلك لأنها قُدمت عند ولادة [[مسيح|المسيح]] وتحنيطه تم وفقاً للمسيحية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Charlier|الأول=Philippe|المؤلفون=Joël Poupon, Gaël-François Jeannel, Dominique Favier, Speranta-Maria Popescu, Raphaël Weil, Christophe Moulherat, Isabelle Huynh-Charlier, Caroline Dorion-Peyronnet, Ana-Maria Lazar, Christian Hervé & Geoffroy Lorin de la Grandmaison|عنوان=The embalmed heart of Richard the Lionheart (1199 A.D.): a biological and anthropological analysis|صحيفة=Nature|تاريخ=28|مسار=https://www.nature.com/articles/srep01296|تاريخ الوصول=2 March 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150522124304/http://www.nature.com/srep/2013/130228/srep01296/full/srep01296.html? | تاريخ أرشيف = 22 مايو 2015 }}</ref>

=== المظهر ===
وفقاً لكتاب ''خط سير رحلة الملك ريتشارد'' (ب[[لغة لاتينية|اللاتينية]]: ''Itinerarium Regis Ricardi'') الذي يسرد أحداث [[الحملة الصليبية الثالثة]]: {{اقتباس خاص|كان طويل القامة، مثالي البنية. كان شعره ما بين الأحمر والذهبي، وكانت أطرافه مرنة ومستقيمة. أما ذراعاه فكانتا طويلتين متناسبتين مع سيفه عند إشهاره إياه، وكانت ساقاه طويلتين متوافقتين مع بقية أجزاء جسده.}}

== الإرث ==
[[ملف:Richard I statue outside Parliament.JPG|معدول|تصغير|تمثال ريتشارد الأول أمام [[قصر وستمنستر]] في لندن.]]
تقلبت سمعة ريتشارد عبر الزمن «بعنف». الصورة المعاصرة لريتشارد هي صورة الملك [[فارس (وسام)|الفارس]].<ref name="flori484">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=484–485.}}</ref> عرف بكونه قائد عسكري ومقاتل باسل وكريم. إلا أن سمعته تضررت على مر العصور، وحددت النظرة الشعبية لريتشارد.<ref name="flori484"/> فقد ترك بصمة لا تمحى على الخيال حتى وقتنا الحاضر، بسبب مآثره العسكرية. انعكس ذلك على تعليق المؤرخ [[ستيفين رونسيمان]] على ريتشارد الأول: {{اقتباس مضمن|كان ولدًا عاقًا وزوج سيء وملك سيء، إلا أنه كان جندي باسل ورائع.}} كما كتب عنه المؤرخون المسلمون خلال فترة الحروب الصليبية<ref name="Andrew Holt">{{استشهاد ويب|مؤلف=Andrew Holt |مسار=https://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html |عنوان=Jonathan Phillips |ناشر=Crusades-encyclopedia.com |تاريخ الوصول=30 March 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190428121753/http://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2019 }}</ref> {{اقتباس مضمن|لم نواجه قط خصمًا أكثر جرأة وبراعة منه.<ref name="Andrew Holt"/>}}

رغم ذلك، كانت هناك صور سلبية عن ريتشارد. خلال حياته، تعرض لانتقادات من قبل المؤرخين لجمعه الضرائب من رجال الدين سواء للحملة الصليبية أو لفديته، في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة ورجال الدين عادة معافون من الضرائب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=322.}}</ref> شهد {{ال|عصر|فكتوري}} انقسام حول ريتشارد، فقد أعجب به الكثيرون على اعتبار أنه بطل صليبي ورجل الله، وشيدوا له تمثالاً بطوليًا أمام [[برلمان المملكة المتحدة]]؛ وعلى الجانب الآخر، يصفه المؤرخ ستابس بأنه {{اقتباس مضمن|ولد عاق، وزوج سيء، وحاكم أناني، ورجل خبيث.}} وعلى الرغم من مولده في أكسفورد، فلم يتحدث الإنجليزية. وخلال عهده الذي دام عشر سنوات، لم يمكث في إنجلترا لمدة تزيد عن ستة أشهر، وغاب عنها تمامًا في الخمس سنوات الأخيرة.

لم يكن لريتشارد ورثة شرعيين، فقط لديه ابن غير شرعي هو فيليب الكونجاكي. لذا، خلفه شقيقه جون ملك إنجلترا.<ref name="Angevin">Peter Saccio Leon D. Black (2000). "Shakespeare's English Kings: History, Chronicle, and Drama" (Chapter VIII, John, The Legitimacy of the King; The Angevin Empire). Oxford University Press</ref> ومع ذلك، رفضت أراضيه الفرنسية خلافة جون له، وفضلت ابن أخيه [[آرثر الأول دوق بريتاني]] ابن شقيقه الراحل جيوفري. كان عدم وجود وريث مباشر لريتشارد الخطوة الأولى تجاه حل [[الإمبراطورية الأنجوية]]. ورغم أن ملوك إنجلترا ضغطوا للمطالبة بأراضيه في القارة، إلا أنهم لم يتمكنوا أبدًا من حكمها مرة أخرى.

=== فلكلور العصور الوسطى ===
في حوالي منتصف القرن الثالث عشر، نشأت عدد من الأساطير حول أسر ريتشارد، فقالوا أن المغني بلوندل دي نيسل جاب أوروبا من قلعة إلى قلعة، وهو يصيح بأغنية لا يعرفها سوى اثنين هو وريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=191–192.}}</ref> إلى أن وصل في النهاية إلى المكان الذي كان ريتشارد محتجزًا فيه، فسمع ريتشارد الأغنية، وأكمل باقي الأغنية، فعرف بلوندل مكان سجنه. كانت القصة الأساس الذي أوبرا [[أندريه غريتري]] ''ريتشارد قلب الأسد''، ويبدو أنها كانت ملهمة لريتشارد ثورب في مقدمة الفيلم السينمائي إيفانهوي عام 1952. لكنها لا تبدو قصة حقيقية تتناسب مع بلوندل المنشد الأرستقراطي. كما لا تتوافق مع الواقع التاريخي، حيث لم يخف آسري الملك حقيقة أسره، بل على العكس، فقد أعلنوا ذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=192.}}</ref>

وبحلول القرن السادس عشر، بدأت قصص [[روبن هود]] في الظهور، التي صورته كمعاصر ومؤيد للملك ريتشارد قلب الأسد، مما اضطر روبن للخروج عن القانون خلال حكم جون شقيق ريتشارد الشرير، في الوقت الذي كان فيه ريتشارد بعيدًا في الحملة الصليبية. وعلى الرغم من أن هذه القصة تزايدت شعبيتها، إلا أنها بالتأكيد لم تكن شائعة في القصائد التي عاصرت تلك الفترة.

=== في الأعمال الفنية المعاصرة ===
[[ملف:Royal Arms of England (1198-1340).svg|تصغير|معدول|الشعار الذي استخدمه ريتشارد الأول في نهاية عصره.]]
ظهر ريتشارد كشخصية رئيسية أو ثانوية في العديد من الأعمال، سواء المكتوبة أو السمعية البصرية. فظهر مرتبطًا بشخصية روبن هود في رواية [[والتر سكوت]] ''[[ايفانهو]]'' والعديد من الأعمال المبنية على الرواية، كذلك في عدد من الأفلام عن روبن هود. كما كان أحد الشخصيات الرئيسية في رواية سكوت ''[[الطلسم (رواية)|الطلسم]]'' التي تدور أحداثها خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، والتي صورت فيلمًا عام 1954 بعنوان ''الملك ريتشارد والصليبيين''، لعب فيه [[جورج ساندرز]] دور ريتشارد و[[ريكس هاريسون]] دور صلاح الدين الأيوبي. كما ظهر في العديد من الأعمال التي تناولت الحملة الصليبية الثالثة وتوابعها. كما دارت أوبرا ''ريكاردو بريمو'' ل[[جورج فريدريك هاندل]] حول غزو ريتشارد لقبرص.

لعب [[شون كونري]] دور ريتشارد مع [[كيفين كوستنر]] في فيلم ''روبن هود: أمير اللصوص'' عام 1991، كما مثلّه [[أنتوني هوبكنز]] في فيلم أنطوني هارفي ''الأسد في الشتاء'' عام 1968، كما ظهرت شخصية ريتشارد الأول في مشهد عابر في نهاية فيلم ''[[مملكة السماء (فيلم)|مملكة السماء]]'' من إخراج [[ريدلي سكوت]]، والذي قام فيه [[إيان غلين]] بالدور. وفي الفيلم الملحمي ''[[روبن هود (فيلم 2010)|روبن هود]]'' الذي أخرجه سكوت أيضًا عام 2010، مثل [[داني هيوستن]] دور ريتشارد الأول، تناول الفيلم وفاة الملك أثناء حصار قلعة تشالوس، وجعل إعادة تاجه إلى إنجلترا من مسئولية روبن هود. وعربيًا، أدى الممثل [[حمدي غيث]] دور ريتشارد قلب الأسد في فيلم [[الناصر صلاح الدين (فيلم)|الناصر صلاح الدين]] من إخراج [[يوسف شاهين]].

== شجرة النسب ==
{{ahnentafel top|width=100%}}
<center>{{شجرة نسب 5
|style=font-size: 90%; line-height: 110%;
|border=1
|boxstyle=padding-top: 0; padding-bottom: 0;
|boxstyle_1=background-color: #fcc;
|boxstyle_2=background-color: #fb9;
|boxstyle_3=background-color: #ffc;
|boxstyle_4=background-color: #bfc;
|boxstyle_5=background-color: #9fe;
|1= 1. '''ريتشارد الأول ملك إنجلترا'''
|2= 2. [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]
|3= 3. [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]
|4= 4. [[جيفري الخامس كونت أنجو|جيوفري الخامس كونت أنجو]]
|5= 5. [[ماتيلدا ملكة إنجلترا]]
|6= 6. [[ويليام العاشر، دوق آكيتاين|ويليام العاشر، دوق أقطانية]]
|7= 7. إينور دي شاتيرو
|8= 8. [[فولك ملك بيت المقدس]]
|9= 9. [[ارمينغارد، كونتيسة ماين|إرمينغارد، كونتيسة ماين]]
|10= 10. [[هنري الأول ملك إنجلترا]]
|11= 11. [[ماتيلدا من اسكتلندا|ماتيلدا الإسكتلندية]]
|12= 12. [[ويليام التاسع، دوق آكيتاين|ويليام التاسع، دوق أقطانية]]
|13= 13. [[فيليبا، كونتيسة تولوز]]
|14= 14. عمري الأول فيكونت شاتيرو
|15= 15. دانجيروز دي لا إيسل بوشارد
|16= 16. [[فولك الرابع كونت أنجو]]
|17= 17. [[بيرتراد دي مونتفورت]]
|18= 18. إلياس الأول كونت مين
|19= 19. ماتيلدا من شاتو-دو-لوار
|20= 20. [[ويليام الفاتح|ويليام الأول ملك إنجلترا]]
|21= 21. [[ماتيلدا من فلاندرز|ماتيلدا الفلاندرزية]]
|22= 22. [[مالكوم الثالث|مالكوم الثالث ملك اسكتلندا]]
|23= 23. [[سانت مارغريت من اسكتلندا|مارغريت من وسكس]]
|24= 24. [[ويليام الثامن، دوق آكيتاين|ويليام الثامن، دوق أقطانية]]
|25= 25. [[هيلدغارد من بورغندي|هيلدغارد البورغندية]]
|26= 26. [[ويليام الرابع، كونت تولوز]]
|27= 27. إيما من مورتين
|28= 28. بوزون الثاني فيكونت شاتيرو
|29= 29. إليانور دي ثوراس
|30= 30. بارثيلمي دي لا إيسل بوشارد
|31= 31. جيربرج دي بليزون
}}</center>
{{Ahnentafel bottom}}

== هوامش ==
* {{هامش|1}} يُعد ريتشارد ثاني ملوك [[الإمبراطورية الأنجوية]] بعد أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]].
* {{هامش|2}} كان ريتشارد لا يزال مخطوباً من أليس عندما تزوج برنجاريا.
* {{هامش|3}} تناولت العديد من المؤلَّفات موضوع العلاقة بين ريتشارد و[[صلاح الدين الأيوبي]] وقيل أنها كانت علاقة تنمّ عن احترام متبادل، فقد كان ريتشارد يعتبر صلاح الدين فارسًا شهمًا يجمع صفات الشهامة والنبالة التي يُبجّلها الفرسان الأوروبيّون، وقد أرسل صلاح الدين طبيبه الخاص إلى ريتشارد عندما كان الأخير مريضًا وأرسل له حملًا من الفاكهة.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/193</ref><ref>ابن كثير: البداية والنهاية الجزء الثاني عشر</ref> وعندما فقد ريتشارد جواده في إحدى المعارك أرسل له صلاح الدين حصانًا (أو اثنين) [[خيل عربية|عربيًّا]] مُطهَّمًا.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/138</ref>

== انظر أيضًا ==
{{تصنيف كومنز|Richard I of England}}
* [[فرنسا في العصور الوسطى]]
* [[الإمبراطورية الأنجوية]]
* [[تاريخ إنجلترا]]
* [[حملات صليبية|الحملات الصليبية]]
* [[بلانتاجانت]]
== روابط خارجية ==
* {{روابط فنية}}
== المراجع ==
;فهرس المراجع
{{مراجع|محاذاة=نعم}}

;معلومات المراجع كاملة
<div dir="ltr">
{{بداية المراجع|30em}}
* {{استشهاد |الأخير=Addison |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=The History of the Knights Templars, the Temple Church, and the Temple |مكان=London |ناشر=Longman, Brown, Green, and Longmans |سنة=1842 |مسار= http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190906211656/http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|تاريخ أرشيف=2019-09-06}}
* {{استشهاد |الأخير=Arnold |الأول=B |سنة=1999 |سنة النشر الأصلية=1985 |عنوان=German Knighthood 1050–1300 |ناشر=Clarendon Press |مكان=Oxford |isbn=0-19-821960-1}}
* {{استشهاد |الأخير=Allen Brown |الأول=R |سنة=1976 |سنة النشر الأصلية=1954 |عنوان=Allen Brown's English Castles |ناشر=The Boydell Press |مكان=Woodbridge |isbn=1-84383-069-8}}
* {{استشهاد |الأخير=Brewer |الأول=Clifford |عنوان=The Death of Kings |مكان=London |ناشر=Abson Books |سنة=2000 |isbn=978-0-902920-99-6 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/deathofkingsmedi00brew }}
* Cannon, John & Hargreaves, Anne (eds). ''Kings and Queens of Britain'', Oxford University Press 2001, 2004, ISBN 0-19-860956-6. Richard I, by John Gillingham
* {{استشهاد |الأخير=Flori |الأول=Jean |translator=Jean Birrell |عنوان=Richard the Lionheart: Knight and King |سنة=1999 |مكان=Edinburgh |ناشر=Edinburgh University Press |isbn=978-0-7486-2047-0}}
* {{استشهاد |الأخير = Flori |الأول = Jean |عنوان = Richard Coeur de Lion: le roi-chevalier | سنة = 1999 (French) |مكان = Paris |ناشر = Biographie Payot |isbn = 978-2-228-89272-8}}
* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1979 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Times Books |مكان=New York |isbn=0-8129-0802-3 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/richardlionheart00gill }}
* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1989 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Butler and Tanner Ltd}}
* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1994 |عنوان=Richard Coeur De Lion: Kingship, Chivalry And War In The Twelfth Century |مكان=London}}
* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=2002 |سنة النشر الأصلية=1999 |عنوان=Richard I |مكان=London |ناشر=Yale University Press |isbn=0-300-09404-3}}
* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |الفصل=Richard I (1157–1199), king of England |سنة=2004 |عنوان=Oxford Dictionary of National Biography |تاريخ الوصول=22 December 2009 |مسار= http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110512/http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|تاريخ أرشيف=2020-03-28}}
* {{استشهاد|الأخير=Graetz |الأول=H. Bella Löwy|مؤلف-الأول2=Philipp |مؤلف-الأخير2=Bloch |عنوان=History of the Jews|ناشر= Jewish Publication Society of America|سنة=1902}}
* {{استشهاد |الأخير=Harvey |الأول=John |عنوان=The Plantagenets |سنة=1948 |ناشر=Fontana/Collins |isbn=0-00-632949-7}}
* {{استشهاد |الأخير=Leese |الأول=Thelma Anna |عنوان= Royal: Issue of the Kings and Queens of Medieval England, 1066–1399 |ناشر=Heritage Books Inc |سنة=1996 |isbn=978-0-7884-0525-9}}
* {{استشهاد |الأخير=Liddiard |الأول=Robert |سنة=2005 |عنوان=Castles in Context: Power, Symbolism and Landscape, 1066 to 1500 |ناشر=Windgather Press Ltd |مكان=Macclesfield |isbn=0-9545575-2-2}}
* {{استشهاد |الأخير=Longford |الأول=Elizabeth |سنة=1989 |عنوان=The Oxford Book of Royal Anecdotes |ناشر=Oxford University Press |isbn=0-19-214153-8 |مسار= http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110516/http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|تاريخ أرشيف=2020-03-28}}
* {{استشهاد |الأخير=Maalouf |الأول=Amin |لغة=French |سنة=1984 |عنوان=Les Croisades vues par les Arabes|محرر=J'ai lu|صفحة=318|isbn=2-290-11916-4|part=V|العدد=XI|الفصل=L'impossible rencontre}}
* {{استشهاد |الأخير=Madden |الأول=Thomas F. |وصلة مؤلف=|سنة=2005 |عنوان=Crusades: The Illustrated History|إصدار=annotated, illustrated |ناشر=University of Michigan Press|isbn=0-472-03127-9}}
* {{استشهاد بخبر|الأخير=Martin|الأول=Nicole|عنوان=Richard I slept with French king 'but not gay'|مسار= http://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=11|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191209115607/https://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|تاريخ أرشيف=2019-12-09}}
* {{استشهاد بخبر|عنوان=Bed-heads of state|مسار= http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=25|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20081207174855/http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|تاريخ أرشيف=2008-12-07}}
* {{استشهاد |الأخير=McNeill |الأول=Tom |سنة=1992 |عنوان=English Heritage Book of Castles |مكان=London |ناشر=English Heritage and B. T. Batsford |isbn=0-7134-7025-9}}
* {{استشهاد |الأخير=Oman |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=A History of the Art of War in the Middle Ages, Volume Two: 1278–1485&nbsp;AD |ناشر=Greenhill Books |سنة=1991 |سنة النشر الأصلية=1924}}
* {{استشهاد |الأخير=Packard |الأول=Sydney |عنوان=King John and the Norman Church |صحيفة=The Harvard Theological Review |ناشر=Cambridge University Press |المجلد=15 |العدد=1 |سنة=1922 |صفحات=15–40}}
* Prestwich, J.O. (2004) ''The Place of War in English History, 1066-1214''. Boydell Press.
* {{استشهاد |الأخير=Purser |الأول=Toby |سنة=2004|عنوان=Medieval England 1042–1228 |إصدار=illustrated |ناشر=Heinemann |isbn=0-435-32760-7}}
* Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum''
* {{استشهاد |مؤلف=Roger of Hoveden|مؤلف-الأول2=Henry T. (translator) |مؤلف-الأخير2=Riley |وصلة-مؤلف2=Henry Thomas Riley|سنة=1853 |عنوان=The annals of Roger de Hoveden: comprising The history of England and of other countries of Europe from A.D. 732 to A.D. 1201|المجلد=2|مكان=London|ناشر=H.G. Bohn}}
* Roger of Hoveden, ''Gesta Regis Henrici II & Gesta Regis Ricardi Benedicti Abbatis'', ed. William Stubbs, 2 vols, (London, 1867), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica].
* Roger of Hoveden, ''Chronica Magistri Rogeri de Houedene'', ed. William Stubbs, 4 vols, (London, 1868–71), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica].
* Stafford, P., Nelson, J.L and Martindale, J. (2002) ''Law, Laity and Solidarities.'' Manchester University Press.
* {{استشهاد |الأخير=Turner |الأول=Ralph |عنوان=Richard Lionheart and English Episcopal Elections |صحيفة=Albion: A Quarterly Journal Concerned with British Studies |ناشر=The North American Conference on British Studies |سنة=1997 |المجلد=29 |العدد=1 |صفحات=1–13}}
* {{استشهاد |مؤلف-الأخير1=Turner |مؤلف-الأول1=Ralph V. |مؤلف-الأخير2=Heiser |مؤلف-الأول2=Richard R |عنوان=The Reign of Richard Lionheart, Ruler of the Angevin empire, 1189–1199 |مكان=Harlow |ناشر=Longman |سنة=2000 |isbn=0-582-25659-3}}
* Smedley, Edward. ''The History of France, from the final partition of the Empire of Charlemagne to the Peace of Cambray.'' London: Baldwin and Cradock, 1836.
* {{استشهاد بكتاب |مؤلف=Fryde, E. B. |المؤلفون=Greenway, D. E.; Porter, S.; Roy, I. |عنوان=Handbook of British Chronology|إصدار=Third revised |ناشر=Cambridge University Press |مكان=Cambridge, UK |سنة=1996 |الرقم المعياري=0-521-56350-X}}
* {{استشهاد بكتاب|عنوان=كنز الدرر وجامع الغرر ج7 - الدر المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب|الأول=أبو بكر بن عبد الله بن أيبك|الأخير=الدواداري|ناشر=|سنة=1972|الرقم المعياري=|وصلة مؤلف=ابن أيبك الدواداري| ref =كنز الدرر}}
{{نهاية المراجع}}
</div>
{{بداية صندوق}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]]|الأعوام=1189–1199}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[جون ملك إنجلترا]]}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= [[كونت أنجو]]|الأعوام=1189–1199}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[آرثر الأول دوق بريتاني]]}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوق نورماندي|دوق النورماندي]]|الأعوام=1189–1199}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= كونت [[مين (مقاطعة)|مين]]|الأعوام=1186–1199}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}}
{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}
{{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] '''مع''' [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]|الأعوام=1186–1199}}
{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}}
{{نهاية صندوق}}

{{ملوك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى}}
{{دوق نورماندي}}
{{الحملات الصليبية}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أعلام|العصور الوسطى|ملكية|تاريخ أوروبا|المرأة|المملكة المتحدة|إنجلترا|فرنسا}}
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=11647727|التاريخ=18 سبتمبر 2013}}

[[تصنيف:ريتشارد الأول ملك إنجلترا|*]]
[[تصنيف:أساطير العصور الوسطى]]
[[تصنيف:أشخاص من أكسفورد]]
[[تصنيف:أفراد عسكريون إنجليز قتلوا في عمليات قتالية]]
[[تصنيف:أنجويون]]
[[تصنيف:أولاد هنري الثاني ملك إنجلترا]]
[[تصنيف:الأنجلو النورمان]]
[[تصنيف:إنجليز من أصل فرنسي]]
[[تصنيف:بلانتاجانت]]
[[تصنيف:دوقات أكيتانيا]]
[[تصنيف:دوقات النورماندي]]
[[تصنيف:دوقات غاسكونيا]]
[[تصنيف:دوقات نورمندي القرن 12]]
[[تصنيف:رومان كاثوليك إنجليز]]
[[تصنيف:صلاح الدين الأيوبي]]
[[تصنيف:صليبيو الحملة الثالثة]]
[[تصنيف:فلكلور إنجليزي]]
[[تصنيف:قوالب شجرات نسب]]
[[تصنيف:كونتات أنجو]]
[[تصنيف:كونتات بواتييه]]
[[تصنيف:ملكيون إنجليز في القرن 12]]
[[تصنيف:ملوك إنجلترا]]
[[تصنيف:ملوك قتلوا في عمليات قتالية]]
[[تصنيف:ملوك كاثوليك]]
[[تصنيف:مواليد 1157]]
[[تصنيف:مواليد في أكسفورد]]
[[تصنيف:وفيات 1199]]
[[تصنيف:وفيات بسبب طعنات رماح]]
[[تصنيف:وفيات في شالو]]
[[تصنيف:وفيات متعلقة بالحرب]]

محددات الفعل

متغيرقيمة
تعديل عدد المستخدمين ( user_editcount )
1
اسم حساب المستخدم ( user_name )
'V oooooooVl'
عمر حساب المستخدم ( user_age )
3877
المجموعات (بما في ذلك المجموعات الضمنية) التي يتواجد فيها المستخدم ( user_groups )
[ 0 => '*', 1 => 'user' ]
ما إذا كان المستخدم يعد من تطبيق الهاتف المحمول (user_app)
false
سواء كان المستخدم يعدل عبر واجهة الهاتف المحمول (user_mobile)
true
المجموعات العالميَّة التي يمتلكها الحساب (global_user_groups)
[]
معرف الصفحة ( page_id )
18131
مساحة اسم الصفحة ( page_namespace )
0
عنوان الصفحة بدون مساحة اسمية ( page_title )
'ريتشارد الأول ملك إنجلترا'
عنوان الصفحة الكاملة ( page_prefixedtitle )
'ريتشارد الأول ملك إنجلترا'
آخر عشرة مستخدمين ساهموا في الصفحة ( page_recent_contributors )
[ 0 => 'Mr.Ibrahembot', 1 => 'JarBot', 2 => 'باسم', 3 => '2001:16A2:44AB:B00:C0B3:C207:7D37:AF2D', 4 => '41.36.243.67', 5 => 'Omar Hammad 85', 6 => 'Ammar2009a', 7 => 'SHBot', 8 => 'Mohmmd Abd', 9 => 'HitomiAkane' ]
عمر الصفحة بالثواني ( page_age )
537689741
أول مستخدم يساهم في الصفحة ( page_first_contributor )
'ف. الطيب'
العمل ( action )
'edit'
تحرير الملخص/السبب ( summary )
''
نموذج المحتوى القديم ( old_content_model )
'wikitext'
نموذج المحتوى الجديد ( new_content_model )
'wikitext'
صفحة الويكي القديمة قبل التعديل ( old_wikitext )
'{{صندوق معلومات ملكية | نوع الحكم = ملكي | الاسم = ريتشارد الأول ملك إنجلترا | اللقب = ريتشارد قلب الأسد | الصورة = Richard coeur de lion.jpg | حجم الصورة = | تعليق = ريتشارد الأول بريشة ميري بلونديل 1841، [[قصر فرساي]]، [[فرنسا]]. | الخلافة = [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]] | فترة الحكم = 6 يوليو 1189 – 6 أبريل 1199 | تاريخ التتويج = 3 سبتمبر 1189 | الحاكم السابق = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] | وصي العرش = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]، [[ويليام لونغشامب]] ''(أثناء [[الحملة الصليبية الثالثة]])'' | الحاكم اللاحق = [[جون ملك إنجلترا]] | الزوج(ة) = [[بيرنغاريا من نافارا|برنجاريا النافارية]] | الذرية = فيليب الكوجناكي (ابن غير شرعي)<ref name="Angevin"/> | الاسم الكامل = | العائلة الملكية = [[بلانتاجانت]] | الأب = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] | الأم = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] | تاريخ الولادة = {{تاريخ الميلاد|1157|9|8|df=yes}} | مكان الولادة = قصر بومنت، [[أكسفورد]]، [[مملكة إنجلترا]] | تاريخ الوفاة = {{الوفاة والسن|1199|4|6|1157|9|8|df=yes}} | مكان الوفاة = شالو، [[دوقية آكيتاين|دوقية أقطانية]]<br/><small>(الآن في [[ليموزان|ليموزا]]، فرنسا)</small> | المثوى الأخير = دير فونتفرود، أنجو، فرنسا | الديانة = [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|مسيحي روماني كاثوليكي]] }} '''ريتشارد الأول''' (8 سبتمبر 1157 - 6 أبريل 1199) ملك [[مملكة إنجلترا|إنجلترا]] منذ 6 يوليو 1189 وحتى وفاته. كما حكم [[دوق نورماندي|كدوق لنورماندي]] (باسم '''ريتشارد الرابع''') و[[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] و[[غشكونية|غاسكونية]] وسيد [[قبرص]] وكونت [[أنجو]] و[[مين (مقاطعة)|مين]] و[[نانت]] وسيد عموم [[بريتاني]] على فترات أثناء عهده{{للهامش|1}}. وقد عُرف بلقب '''ريتشارد قلب الأسد'''، حتى قبل تتويجه بفضل سمعته كقائد عسكري ومحارب عظيم.<ref name="Turner & Heiser 71">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|Heiser|2000|p=71}}</ref> وسمّاه المؤرخون [[مسلم|المسلمون]] ''ملك الانكتار''.<ref name='Maalouf'>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Maalouf|1984|p=318}} نقلاً عن المؤرخ [[بهاء الدين بن شداد]]، p. 239</ref> في عمر السادسة عشرة، قاد ريتشارد جيشه، وأخضع التمردات على عرش أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] في [[بواتو]].<ref name="Turner & Heiser 71"/> كما كان ريتشارد القائد الرئيس خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، بعد أن رحل [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، وحقق انتصارات معقولة على منافسه المسلم [[صلاح الدين الأيوبي]]، بالرغم من عدم استطاعته الاستيلاء على القدس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Addison|1842|pp=141–149.}}</ref> تحدث ريتشارد لهجة (Langues d'oïl) وهي لهجة [[غالو رومانسية]]، إضافة إلى [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]] وهي [[لغات رومنسية|لغة أيضًا رومانسية]] كانت منتشرة في جنوب [[فرنسا]] والمناطق القريبة منها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=20.}}</ref> لم يُمض ريتشارد وقتًا طويلاً من حياته في [[مملكة إنجلترا]]، حيث عاش في دوقية أقطانية في جنوب غرب فرنسا، مفضلاً جعلها حائط صد لحماية مملكته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|pp=62–64}}</ref> كان أتباعه يعتبرونه بطلاً تقيًا. كما أنه من الملوك القلائل في [[إنجلترا]]، الذي غلب لقب شهرته (ريتشارد قلب الأسد) على لقب ترتيبه (ريتشارد الأول)، كما يعتبر من [[أيقونة|أيقونات]] إنجلترا وفرنسا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|p=58}}.</ref> == نشأته واعتلاء عرش أقطانية == === عائلته وشبابه === [[ملف:Seal - Richard I of England.jpg|تصغير|خاتم ريتشارد الأول عام 1189]] ولد ريتشارد في 8 سبتمبر 1157،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=1.}}</ref> من المحتمل في قصر بومونت،<ref name="Gillingham 2002 24">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=24.}}</ref> في [[أكسفورد]] ب[[مملكة إنجلترا]]، وهو الشقيق الأصغر لويليام التاسع كونت بواتييه و[[هنري الملك الشاب]] وماتيلدا دوقة ساكسونيا.<ref name="Flori 1999 ix">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=ix.}}</ref> ولكونه الابن الشرعي الثالث للملك [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]، لم يكن متوقعًا أن يعتلي العرش.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=2.}}</ref> كما كان شقيقًا أكبر [[جيوفري الثاني دوق بريتاني|لجيوفري الثاني دوق بريتاني]] و[[إليانور الإنجليزية|إليانور ملكة قشتالة]] و[[جوان ملكة صقلية]] و[[جون ملك إنجلترا]] الذي خلفه على عرش إنجلترا. أيضًا كان أخًا غير شقيق أصغر ل[[ماري من فرنسا، كونتيسة شامبانيا|ماري كونتيسة شامبانيا]] و[[أليس من فرنسا|أليكس كونتيسة بلوا]].<ref name="Flori 1999 ix"/> توفي ويليام أكبر أبناء هنري الثاني و[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] عام 1156، قبل مولد ريتشارد.<ref name="Flori 1999 ix"/> غالبًا ما كان ريتشارد يوصف بأنه الابن المفضل لأمه [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=28.}}</ref> والده هنري نورماني-إنجوي ينحدر من نسل [[ويليام الفاتح]]. وقد نسب المؤرخ المعاصر لتلك الفترة رالف الديسيتوي عائلته إلى ماتيلدا ملكة إسكتلندا والملوك [[أنجلوسكسونيون|الأنجلوساكسونيين]] لإنجلترا ول[[ألفريد العظيم]]، حتى [[نوح]] و[[وودن]]. ووفقًا للأسطورة الأنجوية، فإنه تجري في عروقهم دماء شيطانية.<ref name="Gillingham 2002 24"/> على الأرجح أنه في الوقت الذي كان أبوه يتنقل بين أراضيه من إسكتلندا إلى فرنسا، كان ريتشارد يقضي طفولته في إنجلترا. ويرجع تاريخ أول وثيقة توثق زيارته للقارة الأوربية إلى مايو 1165 م، عندما صحبته أمه إلى نورماندي.<ref>Gillingham, John (1979), p 32.</ref> رضع ريتشارد من امرأة تدعى هوديرنا، التي منحها معاشًا كريمًا عندما أصبح ملكًا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=28.}}</ref> ولا يعرف الكثير عن تعليمه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=10.}}</ref> ورغم أنه ولد في أوكسفورد وتربى في إنجلترا إلى عمر الثامنة، إلا أنه من غير المعلوم إلى أي مدى استخدم أو فهم الإنجليزية. بينما من المعروف أنه كتب الشعر باللهجة الليموزية إحدى لهجات [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، كما كتب ب[[لغة فرنسية|الفرنسية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Leese|1996|p=57.}}</ref> تكهن عدد من المؤلفين أن ريتشارد لم يكن يعرف [[لغة إنجليزية|الإنجليزية]]،<ref>[http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html King Richard the Lionheart<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170906015244/http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html |date=06 سبتمبر 2017}}</ref> إلا أن الأدلة المتاحة للمؤرخين لم تكن قاطعة في هذا الشأن. ولا توجد كتابات معاصرة لتلك الفترة تذكر أن ريتشارد كان يجهل اللغة. وبالتأكيد، أثناء أسر ريتشارد استخدم شقيقه جون الإنجليزية في تعاملاته مع الأجانب لإنهاء سلطة مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]] النورماني. وفي إحدى التهم التي وجهها هيو نونات أسقف كوفنتري ضد لونغشامب، أنه لا يتحدث الإنجليزية. وهذا يدل على أنه بحلول نهاية [[القرن 12|القرن الثاني عشر]]، أصبح واجبًا على من في السلطة في إنجلترا، أن يكون على دراية باللغة الإنجليزية.<ref>Prestwich, J.O., p, 76.</ref><ref>Stafford, P. ''et al.'' pp. 168-169.</ref> [[ملف:Richard coeurdelion g.jpg|تصغير|200px|يسار|ريتشارد قلب الأسد]] يقال أن ريتشارد كان جذابًا للغاية، وقد كان شعره بين الأحمر والأشقر، كما كانت عينيه براقة مع بشرة شاحبة. ويرجح أن طوله كان أعلى من المتوسط، فوفقًا لكليفورد بروير، فقد كان طوله نحو 192 سم،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Brewer|2000|p=41.}}</ref> غير أنه لا دليل على تحديد طوله على وجه الدقة. ومنذ صغر سنه، أظهر ريتشارد قدرات سياسية وعسكرية، بدت ملحوظة وواضحة عندما قاتل النبلاء المتمردين في أراضيه. وقد تُوّج أخاه الأكبر [[هنري الملك الشاب|هنري]] ملكًا على [[إنجلترا]] بالمشاركة مع أبيه في حياة أبيه.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND,%20Kings%201066-1603.htm#HenryKingdied1183|عنوان=England Kings|ناشر=Foundation of Medieval Genealogy|عمل=Medieval Lands|تاريخ=28 October 2008|مؤلف=Charles Cawley|تاريخ الوصول=2010-01-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181006043001/http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND, Kings 1066-1603.htm | تاريخ أرشيف = 6 أكتوبر 2018 }}</ref> كان التحالف عن طريق الزواج شائعًا بين الأسر الملكية، فكانت تمهد للتحالفات السياسية ومعاهدات السلام، وتفتح الباب أمام مطالبات الأسر بحق وراثة العرش في ممالك الآخرين. تزوج هنري أخو ريتشارد الأكبر من مارغريت ابنة [[لويس السابع ملك فرنسا]] في 2 نوفمبر 1160.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=23–25.}}</ref> كان هذا الزواج سببًا في بعض الصدامات التي كانت بين أسرتي بلانتجانت و[[كابيتيون|كابيه]] ملوك فرنسا. وفي عام 1168، كان تدخل [[البابا ألكسندر الثالث]] ضروريًا لعقد هدنة بينهما، بعد أن غزا هنري الثاني بريتاني وسيطرت على [[جيزور]] و[[فيكسين]]، اللتان كانتا جزءً من مهر مارغريت.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=26–27.}}</ref> قبل ذلك بأعوام، كان من المقترح أن يتزوج ريتشارد من أليس كونتيسة فيكسين رابع بنات لويس السابع، وبسبب النزاع بين ملوك [[إنجلترا]] و[[فرنسا]]، عارض لويس الزواج. عقدت معاهدة سلام في يناير 1169، وتمت الموافقة على خطبة ريتشارد لأليس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=25, 28.}}</ref> قرر هنري الثاني تقسيم أراضيه وأراضي زوجته على أبنائه، الذين كان عددهم ثلاثة في ذاك الوقت، فأصبح هنري ملك إنجلترا، وسيطر على أنغو ومين ونورماندي، بينما حصل ريتشارد على أقطانية من والدته وأصبح كونت بواتييه، فيما حصل جيوفري على بريتاني من خلال زواجه كونستانس ولية عهد بريتاني. وخلال حفل خطبته لأليس، جعل هنري ولاء أقطانية لملك فرنسا، وبذلك وطّد أواصر العلاقات بين البلدين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=27–28.}}</ref> في عام 1170، نفذ هنري الثاني خطته بتقسيم أراضيه على أبنائه عندما أحس بأن مرضه اشتد به، مع احتفاظه بسلطته الكاملة على أبنائه وأراضيهم. وفي عام 1171، غادر ريتشارد إلى أقطانية مع والدته، ومنحه أباه دوقية أقطانية بناءً على طلب والدته<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=29.}}</ref> بدأ ريتشارد وأمه جولة في أقطانية لاستمالة السكان المحليين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=29–30.}}</ref> ثم أسسا دير القديس أوغسطين في [[ليموج]]. وفي يونيو 1172، تم الاحتفال بتنصيبه دوقًا على أقطانية في بواتييه، وأعيد في ليموج حيث ارتدى خاتم القديس فاليري شفيع أقطانية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=40.}}</ref> === الثورة على هنري الثاني === وفقًا للمؤرخ رالف الكوجيشالي، فإن هنري الملك الشاب كان المحرض على التمرد ضد هنري الثاني، فقد أراد أن يحكم بشكل مستقل الأراضي التي وعده إياها أباه، وكسر أغلال تبعيته لأبيه والسيطرة على الخزانة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=31–32.}}</ref> ويعتقد جان فلوري المؤرخ المتخصص في فترة القرون الوسطى، أن إليانور شجعت أبنائها على ال[[ثورة]] ضد أبيهم.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=32.}}</ref> مما دفع هنري الملك الشاب لترك أبيه، والذهاب للبلاط الفرنسي سعيًا وراء حماية لويس السابع. ثم سرعان ما لحقه أشقائه الأصغر سنًا ريتشارد وجيوفري، بينما ظل جون البالغ من العمر 5 سنوات مع أبيه. دعم لويس الأبناء الثلاثة، وجعل ريتشارد فارسًا، ليجعلهم من أتباعه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=32–33.}}</ref> مما جعل جوردان فانتوسمي الشاعر المعاصر لتلك الأحداث يصف التمرد بأنه «حرب بلا حب».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=41.}}</ref> [[ملف:Taillebourg Chte-Mme 005.jpg|تصغير|القلعة التي انسحب إليها ريتشارد، بعدما أسرت قوات هنري الثاني ستين فارسًا وأربعمائة راميًا من رجاله الذين قاتلوا معه في سانتس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=49–50.}}</ref>]] أقسم الأشقاء الثلاثة في البلاط الفرنسي أنهم لن يعقدوا أي اتفاقات مع هنري الثاني دون الرجوع للويس السابع والبارونات الفرنسيين.<ref name="Gillingham 2002 48">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=48.}}</ref> وبدعم من لويس، جذب هنري الملك الشاب العديد من البارونات لصفه، بعد أن وعدهم بأراض وأموال. كان للأشقاء مؤيديهم في إنجلترا المستعدين للثورة، بقيادة روبرت دي بومونت إيرل ليشستر وهيو بيغود إيرل نورفولك وهيو دي كيفيلوك إيرل شيستر و[[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]]. نجح التحالف في البداية، وبحلول يوليو 1173، [[حصار|حاصروا]] أومالي ونوف-مارشيه وفرنويل، كما سيطر هيو دي كيفيلوك على مدينة دول في بريتاني.<ref name="Flori 33">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=33.}}</ref> ذهب ريتشارد إلى [[بواتو]] لمساندة البارونات الموالين له ولأمه في تمرده على أبيه. ثم سقطت أمه في الأسر، فاضطر ريتشارد لمواجهة مؤيدي أبيه في أقطانية وحده. فتوجه للاستيلاء على [[لا روشيل]]، إلا أن سكانها رفضوه، فانسحب إلى مدينة [[سانتس]] التي اتخذها قاعدة تنطلق منها حملاته.<ref name="Flori 34-35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=34–35.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=49.}}</ref> في الوقت نفسه، جهز هنري الثاني جيشًا من 20,000 من المرتزقة لمواجهة التمرد.<ref name="Flori 33"/> فتوجه نحو فرنويل، فانسحب لويس بقواته. ثم استولى على دول وسيطر على بريتاني. عندئذ، قدّم هنري الثاني عرضًا للسلام مع أبنائه، إلا أنهم بنصيحة من لويس رفضوا العرض.<ref name="Flori 33-34">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=33–34.}}</ref> استولى هنري الثاني بعدئذ على سانتس وأسر معظم حاميتها، وفر ريتشارد في مجموعة صغيرة من الجند. ثم لجأ إلى قلعة تيليبورغ باقي الحرب.<ref name="Flori 34-35"/> خطط هنري الملك الشاب وكونت الفلاندرز للرسو بقواتهم في إنجلترا لدعم قوات إيرل ليشستر. ولتوقعه ذلك، عاد هنري الثاني لإنجلترا مع 500 جندي وأسراه (بما في ذلك إليانور وزوجات أبنائه وخطيباتهم)،<ref name="Flori 35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=35.}}</ref> ولكن عند وصوله وجد أن التمرد قد انهار بالفعل. فقد أسر ويليام الأول ملك إسكتلندا وهيو بوغارد في 13 و 25 يوليو على التوالي. فعاد هنري الثاني إلى فرنسا حيث رفع حصار [[روان]]، فلحق هنري الملك الشاب بلويس السابع بعد أن تخلى عن خطته لغزو إنجلترا. وبهزيمة لويس، تم التوقيع على معاهدة سلام مونتلويس<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=50–51.}}</ref> في سبتمبر 1174.<ref name="Flori 33-34"/> عندما دخل هنري الثاني ولويس السابع في الهدنة يوم 8 سبتمبر 1174، استثني ريتشارد من الهدنة على وجه الخصوص.<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=50.}}</ref> وبعد أن هجره لويس، وخوفًا من مواجهة جيش والده في معركة، ذهب ريتشارد إلى بلاط هنري الثاني في بواتييه في 23 سبتمبر، وتوسل طالبًا المغفرة وبكى وسقط تحت أقدام هنري، الذي منح ريتشارد [[قبلة السلام]].<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50"/> وبعد عدة أيام، سعى إخوة ريتشارد سعيه في مصالحة والدهم.<ref name="Flori 35"/> قبل الأشقاء الثلاثة بشروط صلح أقل سخاءً من تلك التي عرضها عليهم أبيهم من قبل،<ref name="Gillingham 2002 48"/> مُنح ريتشارد قلعتين في بواتو ونصف دخل أقطانية، ومُنح هنري الملك الشاب قلعتين في نورماندي، وجيوفري نصف دخل بريتاني. بينما ظلت إليانور أسيرة هنري الثاني حتى وفاته، كتأمين لضمان التزام ريتشارد بالصلح.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=36.}}</ref> === تحت حكم هنري الثاني === [[ملف:Richard I pictavinus 722697.jpg|تصغير|عملة فضية سُكّت عندما كان ريتشارد كونتًا لبواتييه.]] بعد انتهاء التمرد، بدأت عملية تهدئة الأوضاع في المقاطعات التي تمردت على هنري الثاني، فسافر إلى أنجو لهذا الغرض وتعامل جيوفري مع بريتاني. وفي يناير 1175، تم إرسال ريتشارد لأقطانية لمعاقبة البارونات الذين قاتلوا من أجله. وفقًا للمؤرخ روجر الهوديني مؤرخ عهد هنري، أعيدت معظم القلاع التي استولى عليها المتمردون إلى الحالة التي كانت عليها قبل 15 يومًا من اندلاع الحرب، بينما كان لا بد من نسف بعضها.<ref name="Gillingham 2002 52">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=52.}}</ref> كان من الشائع في تلك الفترة بناء القلاع من الحجر، وقد قام العديد من البارونات بتوسيع أو تحصين قلاعهم، وهي مهمة لم تكن سهلة.<ref name="Flori 41">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|p=41.}}</ref> ونظرًا لنجاحه في حملته تلك،<ref name="Gillingham 2002 52"/> اكتسب ريتشارد لقب «ريتشارد قلب الأسد».<ref name="Flori 41"/> كانت أولى نجاحاته حصار قلعة سور أجين، التي عرفت بأنها من القلاع القوية، ولكن بعد حصار مدته شهرين، استسلم المدافعون لريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|pp=41–42.}}</ref> في عامي 1181-1182، واجه ريتشارد تمردًا في مقاطعة [[أنغوليم]]، ولجأ خصومه إلى [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]] للحصول على الدعم، ودار القتال في [[ليموزان|ليموزا]] وبيريغورد. اتهم ريتشارد بارتكاب أعمال وحشية ضد رعاياه، بما في ذلك الاغتصاب.<ref>Roger of Hoveden, ''Gesta Henrici II Benedicti Abbatis'', vol. 1, p. 292</ref> ولكن مع دعم أبيه وشقيقه هنري الملك الشاب، نجح ريتشارد في إخضاع التمرد. وفي يونيو 1183، توفي هنري الملك الشاب. وبوفاة هنري الملك الشاب، أصبح ريتشارد الابن الأكبر ووريث التاج الإنجليزي. ولتقوية مركزه، في عام 1187، تحالف ريتشارد مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، ابن زوج أمه السابق [[لويس السابع ملك فرنسا]]. وقد كتب المؤرخ روجر الهوديني قائلاً: {{اقتباس خاص|أصابت ملك إنجلترا دهشة كبيرة، وتسائل ما معنى ذلك [يعني التحالف]، واتخذ احتياطاته المستقبلية، فأرسل رسلاً إلى فرنسا لاستدعاء ابنه ريتشارد الذي تظاهر بميله للسلام واستعداده للقدوم إلى والده، واتخذ طريقه إلى شينو، وبدلاً من توجهه بعهدته من الكنوز الكثيرة إلى والده، وتحصينه القلاع في بواتو. رفض أن يذهب إلى والده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Roger of Hoveden|Riley|1853|p=[http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64#v=onepage&q&f=false 64]}} {{استشهاد ويب |مسار=http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=10 يونيو 2013 |تاريخ أرشيف=4 ديسمبر 2013 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20131204091303/http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>}} وعمومًا، تناول الهوديني بالدرجة الأولى العلاقات السياسية بين ريتشارد والملك فيليب. فيما تناول المؤرخ جون جيلينغهام نظريات تشير إلى وجود علاقة جنسية بينهما، مستدلاً بوثيقة تشير - كرمز للوحدة بين البلدين - إلى كون الاثنان كانا يناما في سرير واحد. وصف جيلينغهام ذلك بأنه «فعل مقبول سياسيًا، لا يمت للاتصال الجنسي بصلة؛... تمامًا كالتقاط الصور في العصر الحديث.»<ref>Martin 18 March 2008</ref> كما قدم ريتشارد ولائه لفيليب في نوفمبر 1188.<ref name="EB">"Philip II." Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica 2008 Ultimate Reference Suite. Chicago: Encyclopædia Britannica, 2008</ref> وفي العام التالي، حاول ريتشارد الوصول لعرش إنجلترا من خلال الانضمام إلى حملة فيليب على إنجلترا.<ref name="Smedley p58">Smedley (1836), p. 58</ref> وفي 4 يوليو 1189، هزم ريتشارد وقوات فيليب جيش هنري الثاني في بالانز. فوافق هنري مع رضا جون، على تسمية ريتشارد خليفة له.<ref name=Warren2000P625>Warren (2000), p.625.</ref> وبعد يومين، توفي هنري الثاني في شينون، وخلفه ريتشارد كملك على إنجلترا وكدوق لنورماندي وكونت لأنجو . == ريتشارد ملكًا والحملة الصليبية == === التتويج الملكي والعنف ضد اليهود === [[ملف:Richard Löwenhez, Salbung zum König.jpg|تصغير|ريتشارد خلال تتويجه في دير وستمنستر]] أعلن ريتشارد رسمياً [[دوق]] [[نورماندي]] في العشرين من يوليو عام [[1189]] ثم توّج ملكاً في [[دير وستمنستر]] في الثالث من سبتمبر من نفس العام.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=107.}}</ref> منع ريتشارد جميع [[يهود|اليهود]] والنساء من حضور مراسم التتويج. على الرغم من ذلك، حضر بعض قادة اليهود مقدمين له الهدايا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=94–95.}}</ref> وفقاً للمؤرخ رالف ديكيتو، قام أتباع ريتشارد بضرب وجلد اليهود وتجريدهم مما بحوزتهم ومن ثم طردهم إلى الخارج.<ref name="ReferenceA">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=95.}}</ref> انتشرت شائعة بأن ريتشارد قد أمر بقتل جميع [[يهود|اليهود]]. فقام سكان [[لندن]] بارتكاب مجزرة بحقهم.<ref name="ReferenceA"/> تعرض الكثير منهم للضرب حتى الموت، وللسرقة، كما حرق بعضهم أحياء.<ref name="ReferenceA"/> هدمت العديد من منازلهم، وتعرض بعضهم للتعميد قسراً.<ref name="ReferenceA"/> اتخذ بعضهم من [[برج لندن]] ملاذاً، بينما فرّ الآخرون للحفاظ على حياتهم. ادّعى البعض أن مرتكبي هذه الجرائم كانوا مجرد مواطنين غيورين ومتعصبين، وأن الملك ريتشارد قام بمعاقبتهم. كما قام بالسماح لليهود الذين أجبروا على ترك دينهم بالعودة إلى [[يهودية|اليهودية]]. يشار إلى أن مشاركة ريتشارد في الجرائم ضد اليهود لم يثبت قط.<ref>Forge, p.30-31</ref> شعر ريتشارد بأن هذه الاعتداءات قد تزعزع من استقرار مملكته قبيل رحيله للمشاركة في [[الحملة الصليبية الثالثة]]. لذلك أمر ريتشارد ب[[عقوبة الإعدام|إعدام]] المسؤولين عن أفظع جرائم القتل والاضطهاد. من ضمنهم من أحرق بعض منازل [[مسيحيون|المسيحيين]] عن طريق الخطأ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=319–320.}}</ref> وأصدر مرسوماً ملكياً يطالب بترك اليهود بشأنهم وعدم الاعتداء عليهم. على الرغم من ذلك، استمرت الاعتداءات في شهر [[مارس]] مثل مجزرة يورك التي وقعت في 16 مارس 1190 والتي تعتبر واحدة من أبشع المجازر وأشرسها. === التجهيز للحملة الصليبية === [[ملف:Church of Fontevraud Abbey Richard I effigy.jpg|تصغير|تمثال لريتشارد الأول (حوالي 1199) في دير فونتفرود ، [[أنجو]].]] بعد أن أصبح ريتشارد ملكًا، وافق هو وفيليب، على الذهاب في [[الحملة الصليبية الثالثة]]، لأن كليهما خشي أن يغتصب الآخر أراضيه في غيابه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=100.}}</ref> وبدأ في تجهيز الجيش الصليبي الجديد، فأنفق معظم ما في خزانة والده (الممتلئة بالأموال التي جمعتها [[عشور صلاح الدين]])، وزاد الضرائب، وحتى وافق على إطلاق سراح الملك [[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]] نظير قسمه بأن يدفع لريتشارد 10,000 قطعة فضية. ولجمع المزيد من الأموال، باع العديد من الألقاب الرسمية والامتيازات والأراضي للراغبين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=97–101}}</ref> كما اضطر من يحملون ألقابًا بالفعل لدفع مبالغ ضخمة للاحتفاظ بمناصبهم. فدفع [[ويليام لونغشامب]] أسقف إيلي ومستشار الملك 3,000 قطعة فضية للاحتفاظ بمنصبه كمستشار للملك.<ref name=Handbook84>Fryde, et al. ''Handbook of British Chronology'' p. 84</ref> كما قام ريتشارد بعض الترتيبات النهائية في أراضيه في القارة،<ref name="ReferenceB">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=101}}</ref> فعيّن ويليام فيتزرالف حاكمًا على نورماندي. وفي أنجو، أقال ستيفن التوري من منصبه كحاكم، وسجنه مؤقتًا لسوء إدارته المالية، واستبدله بباين دي روشفور. وفي بواتو، عيّن بيتر بيرتن حاكمًا، وفي غاسكونية، اختار لها هيلي دي لا سيل حاكمًا. ثم انطلق في الحملة الصليبية في صيف 1190.<ref name="ReferenceB"/> وعيّن هيو دي بوسيه أسقف دورهام وويليام دي ماندفيل إيرل إسكس كأوصياء على العرش، لكن سرعان ما توفي الأخير وخلفه مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=99}}</ref> وهي القرارات التي لم ترض جون شقيق ريتشارد. انتقد بعض المؤرخين ريتشارد لقضاء ستة أشهر فقط من حكمه في [[إنجلترا]]، ومصّ موارد المملكة لدعم حملته. فيقول المؤرخ ويليام ستابس: {{اقتباس خاص|كان ملكًا سيئًا. إلا أن مآثره العظيمة كمهارته العسكرية وسخائه وتذوقه للشعر وروحه المغامرة، لم تشفع له ليتعاطف معه شعبه. لم يكن إنجليزيًا، لكن ذلك لا يعني أنه منح نورماندي أو أنجو أو أقطانية الحب أو الرعاية التي حرم منها مملكته. كان طموحه كمحارب: أن يقاتل من أجل أي شيء أيا كان، لكنه على استعداد لأن يبيع أي شيء قاتل من أجله. كان المجد الذي سعى خلفه هو النصر لا الفتح.<ref>Stubbs, William, "'The Constitutional History of England'', vol. 1, pp.550–551</ref>}} تذرع ريتشارد بأن إنجلترا «باردة والسماء تمطر دومًا»، وعندما كان يجمع الأموال لحملته، قال أنه «على استعداد لبيع لندن لمن يشتري.»<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=118.}}</ref> ومع ذلك، على الرغم من إنجلترا مثلت قيمة كبيرة وجزءً كبيرًا من أراضيه، وبالأخص لأنها منحته لقب ملكي جعله على قدم المساواة مع الملوك الآخرين، لم توجه إنجلترا له أي تهديدات داخلية أو خارجية كبيرة خلال فترة حكمه، على عكس أراضيه في القارة، لذا لم تتطلب حضوره الدائم هناك. وكمعظم ملوك [[بلانتاجانت]] قبل القرن الرابع عشر، لم يكن في حاجة لاستخدام اللغة الإنجليزية على نطاق واسع. وبتركه البلاد في أيدي عدة مسؤولين (بما فيهم والدته)، أصبح ريتشارد أكثر قلقًا على أراضيه الفرنسية الواسعة. وبعد كل تجهيزاته تلك، أصبح لديه جيشًا من 4,000 رجل مثقل بالأسلحة، و 4,000 جندي مشاة وأسطولاً من 100 سفينة. === احتلال صقلية === توج [[تانكريد ملك صقلية|تانكريد]] ملكاً على صقلية عام [[1189]] بعد وفاة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام الثاني]] على الرغم من أن [[كونستانس ملكة صقلية|كونستانس]] زوجة الإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]] كانت الوريثة الشرعية للحكم. زج الملك تانكارد الملكة [[جوان ملكة صقلية|جوان]] بالسجن ورفض إعطائها ميراثها المستحق، وهي أرملة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام]] وشقيقة ريتشارد. وفي سبتمبر 1190، وصل كل من ريتشارد و[[فيليب الثاني أغسطس|فيليب]] إلى جزيرة [[صقلية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=111}}</ref> وفور وصول ريتشارد طالب تانكارد بإطلاق سراح أخته وإعطائها الميراث. خرجت جوان من السجن في [[28 سبتمبر]] ولكن تانكارد رفض إعطائها ميراثها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=114}}</ref> شعر سكان [[مسينة|مسينا]] بالضيق نتيجة تواجد قوات أجنبية على أرضهم، فثاروا مطالبين بخروجهم.<ref name="ReferenceC">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=116}}</ref> فهاجم ريتشارد مدينة مسينا واستولى عليها في الرابع من أكتوبر عام 1190.<ref name="ReferenceC"/> وبعد سلب ونهب وحرق المدينة، أسس ريتشارد قاعدة له فيها. خلق هذا العمل حالة من التوتر بين ريتشارد وفيليب. بقي ريتشارد في [[صقلية]] حتى وافق تانكارد أخيراً على توقيع معاهدة. تم توقيع المعاهدة في [[4 مارس]] [[1191]] بين كل من ريتشارد وفيليب وتانكارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=117}}</ref> كانت شروطها الأساسية: * تحصل جوان على 20,000 [[أونصة]] من الذهب تعويضاً لها على الميراث الذي لم يعطها إياه تانكارد. * أعلن ريتشارد رسمياً ابن أخاه [[آرثر الأول دوق بريتاني|آرثر دوق بريتاني]] ولي عهده ووريث حكمه، وعلى تانكارد أن يعده بتزويج آرثر إحدى بناته عندما يبلغ سن الرشد. بقي ريتشارد وفيليب في صقلية بعضاً من الوقت، مما أدى إلى زيادة حدة التوتر بينهما، حتى أن فيليب أراد التآمر مع تانكارد على ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=124–126}}</ref> لكن الخصومة انتهت عند لقائهما حيث توصلا إلى اتفاقية تضمنت إنهاء خطبة ريتشارد لأليس شقيقة فيليب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=127–128}}</ref> === غزو قبرص === [[ملف:Map Crusader states 1190-ar.svg|تصغير|300px|الشرق الأدنى إبّان الحملة الصليبية الثالثة (قبرص بارزة باللون البنفسجي)]] في أبريل 1191، خرج ريتشارد بأسطوله الكبير من [[مسينة|مسينا]] متوجهاً إلى [[عكا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=131.}}</ref> لكن الأسطول تعرض إلى عاصفة أدت إلى تفريقه. وبعد البحث، اكتشف ريتشارد أن القارب الذي أقلّ أخته وخطيبته برنجاريا قد رسى على الساحل الجنوبي لجزيرة [[قبرص]] جنباً إلى جنب مع حطام بقية السفن. وتعرض الناجون من الحادث للأسر من قبل الحاكم إسحاق كومنينوس.<ref name="flori132">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=132.}}</ref> وصل أسطول ريتشارد في الأول من مايو عام 1191 إلى ميناء [[ليماسول]] في [[قبرص]].<ref name="flori132"/> طلب ريتشارد من إسحاق إطلاق سراح السجناء،<ref name="flori132"/> إلّا أن طلبه قوبل بالرفض. ردًا على ذلك، استولى ريتشارد على [[ليماسول]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=133–134.}}</ref> ثم وصل عدد من الأمراء إلى ليماسول، وكان من ضمنهم [[غي دي لوزينيان]]. وأعلن الجميع دعمهم لريتشارد الذي قام بدوره بدعم غي دي لوزينيان ضد غريمه [[كونراد من مونفيراتو]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=134.}}</ref> نبذ البارونات المحليون إسحاق، الذي اعتبروه صانع السلام مع ريتشارد والذي وافق على المشاركة في الحملة الصليبية وعلى تزويج ابنته من ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=134–136.}}</ref> لكن إسحاق غير رأيه وحاول الهرب. أما ريتشارد فبدأ حملة الاستيلاء على الجزيرة بأكملها مستعينًا بقواته تحت قيادة [[غي دي لوزينيان]]، فاستسلم إسحاق. ومع حلول الأول من يونيو، كان ريتشارد قد سيطر على [[قبرص]] بأكملها. ثم باع ريتشارد الجزيرة ل[[فرسان الهيكل]]، ثم أصبحت قبرص في عام [[1192]] تحت حكم [[غي دي لوزينيان]] الذي جعل منها [[المملكة (توضيح)|مملكة]] [[إقطاعية]] مستقرة.<ref name="Flori 1999 French 137">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=137.}}</ref> كان الغزو السريع لقبرص مهماً جداً بالنسبة للأوروبيين، لكونها تحتل الجزيرة موقعاً استراتيجياً واقعاً على الممرات المائية على طريق [[أراضي مقدسة|الأراضي المقدسة]]، والتي كان من المستحيل احتلالها بدون الدعم القادم من البحار.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وقد ظلت قبرص معقلاً ل[[مسيحية|لمسيحية]] حتى [[معركة ليبانت|معركة ليبانتو]] عام [[1571]].<ref name="flori138">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=138.}}</ref><ref>نقلا عن الموسوعة العربية العالمية - قبرص - نبذة تاريخية</ref> وقد ساهم غزو ريتشارد لجزيرة قبرص في زيادة شهرته، كما أنه أمده بمكاسب مالية كبيرة.<ref name="flori138"/> ثم غادر ريتشارد مع حلفائه إلى [[عكا]] في الخامس من شهر يونيو عام 1191.<ref name="flori138"/> === الزواج والحياة الجنسية === قبل مغادرة قبرص، تزوج ريتشارد من [[بيرنغاريا من نافارا|برنغاريا]] الابنة الكبرى لـ [[سانشو السادس|سانشو السادس ملك نافارا]]{{للهامش|2}}، التي تعرف عليها ريتشارد في بادئ الأمر من خلال مسابقة كانت قد أقيمت في موطنها نافارا.<ref>Abbott, Jacob, History of King Richard the First of England, Harper & Brothers 1877</ref> عقد حفل الزفاف في 12 مايو 1191 في كنيسة القديس جورج في مدينة [[ليماسول]] القبرصية، بحضور أخته [[جوان ملكة صقلية|جوان]] التي كان قد أحضرها ريتشارد من [[صقلية]]. كان حفل الزفاف ضخماً، وغايةً في الروعة والفخامة، محتوياً على الكثير من الولائم والأطعمة، ووسائل التسلية. كما تبعه احتفالات ومسيرات عامة، من ضمنها التتويج الملكي المزدوج، حيث توّج ريتشارد ملكاً على [[قبرص]]، وتوجت برنجاريا ملكةً على كل من [[قبرص]] و[[إنجلترا]]. أراد ريتشارد هذا الزواج من أجل الحصول على [[مملكة نبرة|نافارا]] وجعلها [[إقطاعية]]، كما حصل أبوه على [[آكيتين|أقطانية]] بزواجه من إليانور. كما أن والدته دعمت زواجه من برنجاريا، من أجل تأمين حدود أقطانية الجنوبية حيث تقع نافارا. وبعد الزواج بوقت قصير، ذهب ريشارد إلى الحملة الصليبية برفقة زوجته الجديدة، لكنهما عادا بشكل منفصل. وقد واجهت برنجاريا صعوبات جمة في طريق العودة كما حدث مع ريتشارد. ولم ترَ [[إنجلترا]] إلّا بعد وفاته. وبعد إطلاق سراح ريتشارد من الأسر الألماني، أبدى ريتشارد بعض الأسف على ما فعله سابقاً لكنّه مع ذلك لم يعد إلى زوجته.<ref>Richard I. by Jacob Abbot, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> ولم ينجبا أطفالاً من هذا الزواج. منذ خمسينيات القرن الماضي، أصبحت قضية حياة ريشارد الجنسية مثيرة للاهتمام والجدل. مع أنه من النادر ما عالج المؤرخون الفيكتوريون والإدوارديون هذه المسألة، إلّا أن المؤرخ جون هارفي تحدى عام 1948 ما كان ينظر إليها على أنها ''مؤامرة الصمت'' التي تحيط [[شذوذ جنسي|بشذوذ]] ريتشارد الجنسي.<ref>Harvey, pp.33–4. There is a mention of this question in Richard, A., ''Histoire des comtes de Poitout, 778–1204'', vol. I–II, Paris, 1903, t. II, p. 130, cited {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}}, however.</ref> اعتمدت تلك الفكرة في المقام الأول على الوثائق التاريخية التي تخص سلوك ريتشارد، حيث تؤكد بعض السجلات التاريخية أن ريتشارد قام بالاعتراف والتوبة مرتين. كما أنه لم ينجب أطفالاً طيلة فترة زواجه من برنجاريا.<ref>Summarised in McLynn, pp.92–3.</ref> ويتحدث المؤرخ روجر الهوديني عن [[راهب]] كان قد حذّر ريتشارد من خطر [[مثلية جنسية|اللواط]] وطلب منه عدم القيام بالأعمال غير المشروعة، وبناءً على ذلك كان ريتشارد قد حصل على الغفران، فعاد إلى زوجته التي هجرها زمناً طويلاً، وابتعد عن الفاحشة التي كان يقوم بها، وظلّ مخلصاً لزوجته حتى أصبحا كالجسد الواحد.<ref>Roger of Hoveden, ''The Annals'', trans. Henry T. Riley, 2. Vols. (London: H.G. Bohn, 1853; repr. New York: AMS Press, 1968)</ref> لكن هذه النظريات تناقض حقيقة أن ريتشارد أنجب طفلاً غير شرعي واحد على الأقل (فيليب)، وكذلك تناقض المزاعم التي تفيد بأن ريتشارد أقام علاقات جنسية مع النساء المحليات خلال الحملات التي كان يقوم بها.<ref>McLynn, p.93; see also {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref> وما زال المؤرخون حتى اليوم منقسمين حول هذه القضية،<ref>Burgwinkle, pp.73–4.</ref> حيث يوجد بعض المؤيدين لنظرية جون هارفي،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88">As cited in {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}} see for example Brundage, ''Richard Lion Heart'', New York, 1974, pp. 38, 88, 202, 212, 257; Runciman, S., ''A History of the Crusade'', Cambridge, 1951–194, t. III, pp. 41ff.; and Boswell, J., ''Christianity, Social Tolerance and Homosexuality'', Chicago, 1980, p. 231ff.</ref> في حين هناك مؤرخون لا يوافقونه مثل جون غيلينغهام،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref> الذي يعتقد أن ريتشارد كان طبيعياً.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139}}</ref> أما المؤرخ جان فلوري، فيقول بأن معظم المؤرخين في الوقت الحاضر يعتقدون بأن ريتشارد كان [[مثلي الجنس]]،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448. According to Flori, this change is due to greater social acceptance of homosexuality.}}</ref> مستدلاً بذلك على توبة ريتشارد (عام 1191 وكذلك 1195)، التي يقول فلوري أنها كانت توبة من اللواط.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=456–462.}}</ref> كما يقول فلوري بأن ريتشارد أقام علاقات مع النساء بالقوة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=463.}}</ref> ويعتقد جون فلوري أن ريتشارد أقام علاقات مع كل من النساء والرجال خلال مراحل مختلفة من حياته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=464.}}</ref> إلّا أن فلوري يوافق غيلينغهام بعدم تصديق الإدّعاءات التي تقول بأن ريتشارد كان على علاقة مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، والتي يصدقها بعض المؤرخين في الوقت الحاضر.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=454–456. Contemporaneous accounts refer to various signs of friendship between the two when Richard was at Philip's court in 1187 during his rebellion against his father Henry II, including sleeping in the same bed. But, according to Flori and Gillingham, such signs of friendship were part of the customs of the time and cannot be interpreted as indicating homosexuality of either man.}}</ref> === في الأرض المقدسة === [[ملف:Britishmuseumrichardandsaladintiles.jpg|تصغير|300px|تصور لريتشارد (يسار) وصلاح الدين (يمين) يعود للفترة بين عامي 1250-1260.]] رسى ريتشارد بقواته في [[عكا]] في 8 يونيو 1191.<ref>[https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ ريتشارد قلب الأسد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200317170652/https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ |date=17 مارس 2020}}</ref> وقدّم دعمه لابن مقاطعته [[بواتو|البواتوي]] [[غي دي لوزينيان]]، الذي أرسل له الجنود لمساعدته في قبرص. كان غي زوجًا لأرملة ابن عم أبيه [[سيبيلا ملكة أورشليم]]، وكان يحاول المحافظة على مملكة أورشليم، وبوفاة زوجته أثناء [[حصار عكا (توضيح)|حصار عكا]] في العام السابق. نافسه [[كونراد من مونفيراتو]] زوج إيزابيلا شقيقة سيبيلا وابن عم لويس السابع والد فيليب الثاني في المطالبة بالعرش. تحالف ريتشارد مع هيمفري الرابع لورد تورون زوج إيزابيلا الأول الذي أرغم على تطليقها عام 1190. كان هيمفري يدين بالولاء لغي ويتحدث [[اللغة العربية|العربية]] بطلاقة، فاستخدمه ريتشارد كمترجم وكدليل. ساهم ريتشارد وقواته في الاستيلاء على عكا، رغم مرضه الشديد. في النهاية، تفاوض كونراد من مونفيراتو مع صلاح الدين على شروط الاستسلام ورفع رايات الملوك على المدينة. اختلف ريتشارد مع [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]] حول مشاركة [[إسحاق كومنينوس حاكم قبرص]] في الحملة الصليبية. رفع ليوبولد رايته في مستوى الرايتين الإنجليزية والفرنسية. ففسر ذلك ريتشارد وفيليب أنها غطرسة، فليوبولد تابع [[إمبراطور روماني مقدس|للإمبراطور الروماني المقدس]] (على الرغم من أنه الزعيم الأعلى رتبة من بين القوات الإمبراطورية). مزق رجال ريتشارد الراية، ورموها في خندق عكا. فغادر ليوبولد [[الحملة الصليبية الثالثة]] فورًا. ثم غادر فيليب بعد ذلك بوقت قصير، وهو في حالة صحية سيئة، وبعد مزيد من النزاعات مع ريتشارد حول وضع قبرص (طالب فيليب بنصف الجزيرة) وتملك أورشليم. ليجد ريتشارد نفسه فجأة، بلا حلفاء. استبقى ريتشارد 2,700 أسير مسلم كرهائن ضد صلاح الدين الأيوبي للوفاء بجميع شروط استسلام الأراضي حول عكا. وقبل أن يغادر فيليب، سلّم أسراه إلى كونراد، لكن ريتشارد أجبره على تسليمهم له. خشي ريتشارد أن يعرقله الأسرى عن التحرك بقواته من عكا، ف[[مذبحة عكا 1191|أمر بإعدامهم جميعًا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدواداري| Ref =كنز الدرر|1972|p=108-109}}</ref><ref>Runciman p.53/3</ref><ref>[http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm Richard The Lionheart Massacres The Saracens, 1191], [[بهاء الدين بن شداد|Beha-ed-Din]], his account appears in Archer, T.A., The Crusade of Richard I (1889); Gillingham, John, The Life and Times of Richard I (1973). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170929105722/http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm |date=29 سبتمبر 2017}}</ref><ref name="البداية 587">{{استشهاد بكتاب |الأخير= ابن كثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن كثير|عنوان= [[البداية والنهاية]]، الجزء الثامن، أحداث 587 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 466-472}}</ref> ثم اتجه جنوبًا، وهزم قوات [[صلاح الدين الأيوبي]] في [[معركة أرسوف]] في 7 سبتمبر 1191{{يم}}{{للهامش|3}}. وفي نوفمبر 1191، بعد الاستيلاء على [[يافا]]، تقدم الجيش الصليبي نحو القدس. وصل إلى بيت نوبا، على بعد 12 ميل من القدس. كانت معنويات المسلمين في القدس منخفضة جدًا خشية سقوط المدينة بسرعة. إلا أن الطقس الذي كان سيئًا باردًا مع أمطار غزيرة وعواصف، وهذا بالإضافة لخوفه من أن يحاصر جيشه في القدس، دفعاه للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 198-200.</ref> ثم حاول التفاوض مع صلاح الدين الأيوبي، إلا أنه لم ينجح في ذلك. وفي النصف الأول من عام 1192، حصّن هو وجنوده [[عسقلان]]. اضطر ريتشارد بقبول [[كونراد من مونفيراتو|كونراد]] كملك لأورشليم بعد أن تم انتخابه، ثم باع قبرص لغي دي لوزينيان.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وبعد أيام في 28 أبريل 1192، اغتيل كونراد على أيدي [[الحشاشون|الحشاشين]] قبل تتويجه.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - سنة ثمان وثمانين وخمسمائة] ذكره ابن كثير باسم المركيس (المركيز) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200510223311/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=10 مايو 2020}}</ref> وبعد ثمانية أيام، تزوج ابن شقيقته هنري الثاني كونت شامبين من الأرملة [[إيزابيلا ملكة أورشليم]]، رغم حملها في ابن كونراد. لم يُعرف من وراء الجريمة، إلا أن المؤرخين يشتبهون في تورط ريتشارد.<ref>Runciman p.64-65/3</ref> تقدم الجيش الصليبي مرة أخرى نحو القدس في يونيو 1192، ورغم أن المدينة كانت على مرمى البصر، إلا أنهم اضطروا للانسحاب بسبب الخلافات بين قادة الجيش. كان ريتشارد ومعظم قادة الجيش يريدون إجبار صلاح الدين الأيوبي على التخلي عن القدس من خلال مهاجمة قاعدة سلطانه [[مصر]]. في حين أصر قائد القوات الفرنسية هيو الثالث دوق بورجوندي على أن الهجوم المباشر على القدس يجب أن يتم. قسّم هذا الشقاق الجيش الصليبي إلى فصيلين، ليس في قدرة أحدهما فرض رأيه على الآخر. وقال ريتشارد أنه سيصاحب أي هجوم على القدس فقط كجندي بسيط، ورفض قيادة الجيش. ودون قيادة موحدة، اضطر الجيش للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 209-212</ref> بدأت فترة من المناوشات البسيطة مع قوات صلاح الدين في الوقت الذي تفاوض فيه ريتشارد وصلاح الدين الأيوبي على تسوية الصراع. كما علم ريتشارد بأن فيليب وشقيقه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بدئا في التآمر ضده. ومع ذلك، أصر صلاح الدين على هدم تحصينات عسقلان، التي صنعها رجال ريتشارد، وعدد قليل من النقاط الأخرى. حاول ريتشارد محاولة أخيرة لتعزيز موقفه التفاوضي بمحاولة غزو [[مصر]]، لكنه فشل. في النهاية، نفد الوقت أمام ريتشارد، وأدرك أنه ليس بإمكانه تأجيل عودته. وتوصل مع صلاح الدين الأيوبي على تسوية في 2 سبتمبر 1192، اشتملت على هدم تحصينات عسقلان، والسماح للحجاج و[[تاجر|التجار]] المسيحيين بدخول [[القدس]]،<ref name="الكامل 588">{{استشهاد بكتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن الأثير|عنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء العاشر، أحداث 588 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 218-228}}</ref><ref name="abc1">Richard I. by Jacob Abbott, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> كما تضمنت هدنة لمدة ثلاث سنوات.<ref name="abc1"/> === الأسر والعودة === [[ملف:Heinrich VI. begnadigt Richard Loewenherz.jpg|تصغير|تصور للإمبراطور هنري السادس وهو يسامح ريتشارد، تعود لنحو عام 1196.]] أجبر الطقس السيئ سفينة ريتشارد على أن تحط في [[كورفو]]، في أراضي الإمبراطور البيزنطي [[إسحاق الثاني]]، الذي اعترض على ضم ريتشارد لقبرص التي كانت أرض بيزنطية مسبقًا. متنكرًا في زي [[فرسان الهيكل]]، أبحر ريتشارد مع أربع مرافقين من كورفو، غير أن سفينته تحطمت قرب أكيليا، مما أجبره على رحلة خطرة في وسط أوروبا. وفي طريقه عبر أراضي زوج شقيقته [[هاينريش الأسد]]، أسر ريتشارد قبل عيد الميلاد عام 1192 بوقت قصير قرب [[فيينا]] من قبل [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]]، الذي اتهم ريتشارد بالترتيب لقتل ابن عمه [[كونراد من مونفيراتو]]. وعلاوة على ذلك، أهان ريتشارد ليوبولد شخصيًا بإنزال رايته من فوق أسوار عكا. سجن ليوبولد ريتشارد في قلعة دورنشتاين،<ref>Arnold, p. 128</ref> وصل خبر تحطم سفينة ريتشارد إلى إنجلترا، إلا أن الأوصياء على عرشه ظلوا لعدة أسابيع غير متيقنين من مكان وجوده. أثناء وجوده في السجن، كتب ريتشارد أغنية "''Ja nus hons pris''" («لا يوجد رجل مسجون»)، التي وجهها إلى أخته غير الشقيقة ماري كونتيسة شامبين. كتبها بالفرنسية و[[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، للتعبير عن مشاعر الهجر من قبل شعبه وأخته. كان احتجاز المشاركين في {{ال|حملات|صليبية}} مخالفًا للقانون العام،<ref name="eb1911">{{Cite EB1911|wstitle=Richard I}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=188–189.}}</ref> وعلى هذه الأسس حرم البابا [[سلستين الثالث]] الدوق ليوبولد كنسيًا. [[ملف:Durnstein castle.jpg|تصغير|يسار|أطلال قلعة دورنشتاين، حيث احتجز ليوبولد ريتشارد.]] في 28 مارس 1193، تم تسليم ريتشارد للإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]]، الذي كان متضررًا من دعم أسرة بلانتيجانت لأسرة [[هاينريش الأسد]]، وأيضًا من اعتراف ريتشارد بتانكريد ملكًا على صقلية،<ref name="eb1911"/> فسجنه في قلعة تريفلز. كان هنري السادس في حاجة للمال لتجهيز جيش للمطالبة بحقوقه في [[جنوب إيطاليا]]، فاحتجز ريتشارد لكي يحصل على فدية. مما دفع البابا سلستين الثالث لحرمان هنري السادس أيضًا كنسيًا لاحتجازه غير المشروع لريتشارد. رفض ريتشارد تقديم التحية للإمبراطور، وقائلاً: {{اقتباس مضمن|لقد ولدت في رتبة لا تعترف بأن أحدًا يفوقها إلا الله.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Longford|1989|p=85.}}</ref>}} وعلى الرغم من شكواه، لم تكن ظروف احتجازه شديدة. طلب الإمبراطور 150,000 قطعة فضية فدية لإطلاق سراح ريتشارد، وهو ما يعادل ما جمعته [[عشور صلاح الدين]] قبل ذلك بأعوام،<ref name="silver">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Madden|2005|p=96}}{{وثق المصدر|date=October 2010}}</ref> ومن 2–3 أضعاف دخل إنجلترا في ذلك الوقت، وهو ما قدره المؤرخ ديفيد بويل بحوالي ملياري جنيه إسترليني بأسعار عام 2011.{{يم}}<ref>{{استشهاد ويب|الأخير=Geoghegan |الأول=Tom |مسار=https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 |عنوان=Why is King John the classic villain? |ناشر=BBC |تاريخ=1 March 2011 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190419140713/https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 | تاريخ أرشيف = 19 أبريل 2019 }}</ref> عملت أمه على جمع الفدية، حتى أنها صادرت بعض ممتلكات الكنائس. وفي الوقت نفسه، عرض شقيقه جون والملك فيليب الثاني ملك فرنسا على الإمبراطور 80,000 قطعة فضية لتأخير إطلاق ريتشارد حتى نهاية سبتمبر 1194، لكن الإمبراطور رفض العرض. أرسلت أموال الفدية مع سفراء الإمبراطور عبر ألمانيا، وفي 4 فبراير 1194، أطلق سراح ريتشارد. فأرسل فيليب إلى جون قائلاً: {{اقتباس مضمن|انتبه إلى نفسك، فقد أطلق الشيطان.{{sfn|Purser|2004|p=[http://books.google.co.nz/books?id=fBs0VlTA-qEC&printsec=frontcover&source=gbs_atb#v=onepage&q&f=false 161]}}}} === السنوات اللاحقة والوفاة === [[ملف:Philippe Auguste et Richard IIIe croisade.jpg|تصغير|ريتشارد وفيليب، مخطوطة فرنسية من عام 1261]] في الفترة التي غاب فيها ريتشارد، ثار أخوه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بمساعدة [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، الذي كان قد استولى على [[نورماندي]] بينما كان ريتشارد في السجن.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2004}}.</ref> غفر ريتشارد لجون على فعلته عندما التقيا مرة أخرى; تماشياً مع الضرورة السياسية. كما جعل جون وريثه بدلاً من ابن أخيه آرثر. فتح سقوط قلعة غيزور {{فرن|Château de Gisors}} بيد القوات الفرنسية عام [[1196]] فجوة في الدفاعات النورماندية. بحث ريتشارد عن موقع جديد يبني فيه [[قلعة]] جديدة من أجل الدفاع عن [[نورماندي|دوقية نورماندي]]، ولاستخدامه كقاعدة يبدأ منها حملته لاستعادة مقاطعة فيكسين من [[فرنسا|الفرنسيين]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=303–305.}}</ref> واختير هذا الموقع على ضفاف [[السين (نهر)|نهر السين]]، في قصور ''أنديلي''. بموجب شروط صلح اللوفر بين ريتشارد وفيليب في ديسمبر عام [[1195]]، لم يكن مسموحاً لكلا الملكين بتحصين هذا الموقع. على الرغم من ذلك، أراد ريتشارد بناء قلعة غايّار {{فرن|Chateau Gaillard}} هناك.<ref name="Gillingham 301">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=301.}}</ref> حاول ريتشارد الحصول على تلك القصور من خلال المفاوضات، لكن رئيس الأساقفة ''والتر دي كوتانس'' كان متردداً في بيعها، حيث كانت تلك القصور إحدى أكثر الأبرشيات ربحاً للأموال. كما أن بقية الأبرشيات كانت قد تعرضت للدمار خلال الحروب.<ref name="Gillingham 301"/> وعندما حاصر [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] منطقة [[أومال]] في [[نورماندي]]، نفذ صبر ريتشارد واستولى عليها،<ref name="Gillingham 301"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|1997|p=10.}}</ref> على الرغم من معارضة [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة]] لذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Packard|1922|p=20.}}</ref> أصدر ''والتر دي كوتانس'' [[حرمان كنسي|حرماناً]] بحق دوقية نورماندي ومنع من تقديم الخدمات الكنسية فيها. يقول المؤرخ روجر الهوديني: {{اقتباس مضمن|ظلت جثث الموتى ملقاة في الشوارع دون أن تدفن في مدن نورماندي}}. لكن الحرمان ألغي من قبل [[بابوية كاثوليكية|البابا]] [[سلستين الثالث]] في شهر أبريل من عام [[1197]] بعدما قدم ريتشارد هدايا لوالتر كان من ضمنها أبرشيتين وميناء كبير في [[دييب (السين البحرية)|دييب]].<ref name="Gillingham 302">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=302–304}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=112.}}</ref> في عهد ريتشارد، انخفض الإنفاق الملكي على بناء القلاع مقارنة بعهد والده [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]]، ويعزى ذلك إلى تركيز إنفاق الموارد على حروب ريتشارد مع ملك [[فرنسا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1955|pp=355–356.}}</ref> إلّا أن بناء قلعة غايّار كلّف 15-20 ألف [[جنيه إسترليني]] في الفترة ما بين 1196-1198، فكانت بذلك واحدة من أكثر القلاع كلفة في ذلك الوقت،<ref name="McNeil 42">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|McNeill|1992|p=42.}}</ref> حيث كانت تكلفة القلاع التي بناها ريتشارد في [[إنجلترا]] حوالي 7 آلاف [[جنيه إسترليني]]، وهي بذلك أقل من نصف تكلفة قلعة غايّار.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=304.}}</ref> كما أن سرعة بنائها لم يسبق لها مثيل، حيث بنيت في عامين تقريبا، بينما كان بناء القلاع الأخرى يستغرق حوالي العقد من الزمان.<ref name="McNeil 42"/> ووفقًا للمؤرخ الإنجليزي ويليام بارفوس، أنه في شهر مايو من عام 1198 هطل على ريتشارد والعاملين بالبناء مطر غزير من الدم; فظنّ البعض أنه نذير شؤم، إلّا أن ريتشارد لم يأبه به.<ref name="Gillingham 2002 303">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=303.}}</ref> يقول ويليام<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Liddiard|2005|pp=112–113.}}</ref> {{اقتباس مضمن|لم يتأثر الملك بما حصل، ولم يسمح بالتهاون في العمل ولو بمقدار ذرة، بل واصل عمله بسعادة. وإن لم أكن مخطئًا، حتى لو نزل ملك من السماء ليؤخر البناء لاضطر للعن ريتشارد لأنه لن يوافق على ذلك.}} [[ملف:Normandie Eure Andelys3 tango7174.jpg|تصغير|250px|مظهر بانورامي لقلعة غايّار]] لم يذكر شيء عن المشرف على عملية بناء [[قلعة|القلعة]]. تقول المؤرخة ألين براون أن المشرف على البناء كان الملك ريتشارد بنفسه; يدعم هذا الرأي الاهتمام الذي أبداه ريتشارد خلال زياراته المتكررة للقلعة أثناء بنائها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=113.}}</ref> أصبحت القلعة في سنوات ريتشارد الأخيرة مكان إقامته المفضل. وكانت قلعة غايّار سابقة لعصرها، متضمنة ابتكارات اعتمدت في عمارة القلاع لقرن تلاها من الزمان.<ref name="Allen Brown 62">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1976|p=62.}}</ref> وصفتها المؤرخة ألين بأنها أحد أفضل قلاع [[أوروبا]] في زمانها.<ref name="Allen Brown 62"/> يقول [[مؤرخ عسكري|المؤرخ العسكري]] [[المملكة المتحدة|البريطاني]] [[تشارلز أومان]]:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Oman|1991|p=33.}}</ref> {{اقتباس مضمن|تعتبر قلعة غايّار تحفة عصرها. ستبقى سمعة ريتشارد كمهندس عسكري عظيم ثابتة بسببها. لم يكن ريتشارد مجرد مقلد لما رآه في الشرق، بل ابتكر بنفسه تفاصيل أدخلها على بناء هذه القلعة.}} عزم ريتشارد على مقاومة أطماع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] بالأراضي المتنازع عليها مثل مقاطعة فيكسين، حيث أخرج كل ما في جعبته من خبرة عسكرية وموارد هائلة في وجه ملك [[فرنسا]]. فقام ريتشارد بصنع تحالف ضد فيليب مكون من بالدوين التاسع كونت [[الإقليم الفلامندي|فلاندرز]]، ورينو كونت بولوني، وسانشو السادس ملك [[مملكة نبرة|نافارا]] الذي داهم أراضي فيليب من الجنوب. والأهم من ذلك كله، استطاع ريتشارد تأمين ميراث [[أسرة فلف|فلف]] في [[ساكسونيا]] لابن أخته أوتو حاكم [[بواتو شارنت|بواتو]]، الذي أصبح إمبراطوراً رومانياً مقدساً (باسم أوتو الرابع) عام [[1198]]. ونتيجة لهذه التحالفات وغيرها من المكائد، انتصر ريتشارد على فيليب في عدة مناسبات. فرّ فيليب من [[معركة فريتفال|فريتفال]] (الواقعة في وسط فرنسا) عام 1194 فور عودة ريتشارد من الأسر تاركاً أرشيفاً كاملاً من المراجعات المالية والوثائق التي حصل عليها ريتشارد. وفي معركة غيزور (تسمى أيضاً بمعركة كورسيل) عام 1198، اتخذ ريتشارد من عبارة ''الرب وحقي'' {{فرن|Dieu et mon Droit}} شعاراً له (وهو ما زال مستخدماً كشعار [[الملكية في المملكة المتحدة|للملكية في المملكة المتحدة]]). في شهر مارس من عام [[1199]]، قام ريتشارد بقمع الثائرين في [[ليموزان|ليموزا]]. وعلى الرغم من أن ذلك الوقت كان وقت [[الصوم الكبير]]، إلّا أن ريتشارد «''دمّر الأرض بالنار والسيف''».<ref>Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum'', p. 94</ref> ثم حاصر قلعة ''شالو شابرول'' التي كانت ضعيفة ومنزوعة السلاح تقريباً. يقول بعض المؤرخين أن ريتشارد حاصرها لأنّ أحد الفلاحين المحليين كان قد أخبره عن وجود كنز مدفون من [[ذهب|الذهب]] الروماني،<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y |عنوان=King Richard I of England Versus King Philip II Augustus |ناشر=Historynet.com |تاريخ=23 August 2006 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20080312101537/http://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y | تاريخ أرشيف = 12 مارس 2008 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> الذي ادّعى ريتشارد أحقيته في الحصول عليه بصفته سيداً أعلى على ال[[إقطاعية]]. وفي مساء اليوم الخامس والعشرين من مارس عام 1199، كان ريتشارد يتجول حول محيط القلعة بدون ارتداء درعه، يتحقق من وضع جنوده المتواجدين فوق جدران القلعة. كان الملك ريتشارد يقضي وقتاً ممتعاً وهو ينظر إلى أحد الجنود الذي كان يحمل القوس والنشاب بيد واحدة. صوّب هذا الجندي القوس تجاه ريتشارد، وقد لاقى هذا الفعل استحساناً من قبل الملك. إلّا أن رجلاً آخر رمى الملك بسهم ضرب كتفه الأيسر بالقرب من عنقه. أٌدخل الملك خيمته وقام الجرّاح (الذي وصفه البعض بالجزّار) بإزالة السهم بطريقة غير احترافية على الإطلاق، ما أدى إلى تحول الجرح بشكل سريع إلى [[غنغرينا|غنغرينة]]. يقال أن ريتشارد طلب إحضار قاتله إليه الذي اختلف في اسمه، فقيل بيير أو بيتر، وقال البعض أن اسمه جون.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1989|p=16.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=233–254.}}</ref> وعندما وقف بين يدي ريتشارد، اتضح له (وفقاً لبعض المصادر وليس جميعها) أنه مجرد صبي. ادّعى هذا الصبي أن ريتشارد كان قد قتل أباه وأخويه؛ فأراد قتل ريتشارد انتقاماً لذلك. اعتقد الصبي أنه سيتعرض للإعدام، لكن ريتشارد أراد أن يكون رحيماً وهو على وشك توديع الحياة، فسامح الصبي على فعلته وقال له: ''أكمل حياتك، وبفضلي سترى نور الغد''. وقبل إطلاق سراح الصبي، أمر بإعطائه 100 [[شلن]].<ref>Although there are numerous variations of the story's details, it is not disputed that Richard did pardon the person who shot the bolt, see {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=234.}}</ref> قام ريتشارد بتوريث جميع أراضيه لأخيه [[جون ملك إنجلترا|جون]]، أما المجوهرات فورثها لابن أخته أوتو. [[ملف:King Richard I.jpg|تصغير|الملك ريتشارد الأول]] توفي ريتشارد في السادس من أبريل عام 1199 في أحضان والدته. وصفت وفاته بمصطلح ''الأسد الذي قٌتل من النملة'' وذلك يعزى إلى طريقة قتله. يقول أحد المؤرخين:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=238.}}</ref> {{اقتباس مضمن|أثبت ريتشارد في آخر أعماله أن الشهامة كانت غير مثمرة خلال [[العصور الوسطى]] بهمجيتها ووحشيتها. حيث قام [[مرتزق|المرتزق]] الشائن ميركادير بسلخ جلد قاتل ريتشارد وتعليقه على القلعة فور وفاة ريتشارد.}} دُفن قلب ريتشارد في [[روان]] في [[نورماندي]]. ودُفنت أحشاؤه في [[شالو]] (المكان الذي توفي فيه). أما باقي جسده فدُفن في كنيسة فونتفريد في [[أنجو]] بجانب أبيه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=235.}}</ref> في عام [[2012]]، قام العلماء بتحليل ما تبقى من [[قلب]] ريتشارد واكتشفوا أنه قد تم تحنيطه باستخدام عدة مواد من ضمنها ال[[لبان]]، وهي مادة ذات أهمية رمزية وذلك لأنها قُدمت عند ولادة [[مسيح|المسيح]] وتحنيطه تم وفقاً للمسيحية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Charlier|الأول=Philippe|المؤلفون=Joël Poupon, Gaël-François Jeannel, Dominique Favier, Speranta-Maria Popescu, Raphaël Weil, Christophe Moulherat, Isabelle Huynh-Charlier, Caroline Dorion-Peyronnet, Ana-Maria Lazar, Christian Hervé & Geoffroy Lorin de la Grandmaison|عنوان=The embalmed heart of Richard the Lionheart (1199 A.D.): a biological and anthropological analysis|صحيفة=Nature|تاريخ=28|مسار=https://www.nature.com/articles/srep01296|تاريخ الوصول=2 March 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150522124304/http://www.nature.com/srep/2013/130228/srep01296/full/srep01296.html? | تاريخ أرشيف = 22 مايو 2015 }}</ref> === المظهر === وفقاً لكتاب ''خط سير رحلة الملك ريتشارد'' (ب[[لغة لاتينية|اللاتينية]]: ''Itinerarium Regis Ricardi'') الذي يسرد أحداث [[الحملة الصليبية الثالثة]]: {{اقتباس خاص|كان طويل القامة، مثالي البنية. كان شعره ما بين الأحمر والذهبي، وكانت أطرافه مرنة ومستقيمة. أما ذراعاه فكانتا طويلتين متناسبتين مع سيفه عند إشهاره إياه، وكانت ساقاه طويلتين متوافقتين مع بقية أجزاء جسده.}} == الإرث == [[ملف:Richard I statue outside Parliament.JPG|معدول|تصغير|تمثال ريتشارد الأول أمام [[قصر وستمنستر]] في لندن.]] تقلبت سمعة ريتشارد عبر الزمن «بعنف». الصورة المعاصرة لريتشارد هي صورة الملك [[فارس (وسام)|الفارس]].<ref name="flori484">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=484–485.}}</ref> عرف بكونه قائد عسكري ومقاتل باسل وكريم. إلا أن سمعته تضررت على مر العصور، وحددت النظرة الشعبية لريتشارد.<ref name="flori484"/> فقد ترك بصمة لا تمحى على الخيال حتى وقتنا الحاضر، بسبب مآثره العسكرية. انعكس ذلك على تعليق المؤرخ [[ستيفين رونسيمان]] على ريتشارد الأول: {{اقتباس مضمن|كان ولدًا عاقًا وزوج سيء وملك سيء، إلا أنه كان جندي باسل ورائع.}} كما كتب عنه المؤرخون المسلمون خلال فترة الحروب الصليبية<ref name="Andrew Holt">{{استشهاد ويب|مؤلف=Andrew Holt |مسار=https://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html |عنوان=Jonathan Phillips |ناشر=Crusades-encyclopedia.com |تاريخ الوصول=30 March 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190428121753/http://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2019 }}</ref> {{اقتباس مضمن|لم نواجه قط خصمًا أكثر جرأة وبراعة منه.<ref name="Andrew Holt"/>}} رغم ذلك، كانت هناك صور سلبية عن ريتشارد. خلال حياته، تعرض لانتقادات من قبل المؤرخين لجمعه الضرائب من رجال الدين سواء للحملة الصليبية أو لفديته، في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة ورجال الدين عادة معافون من الضرائب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=322.}}</ref> شهد {{ال|عصر|فكتوري}} انقسام حول ريتشارد، فقد أعجب به الكثيرون على اعتبار أنه بطل صليبي ورجل الله، وشيدوا له تمثالاً بطوليًا أمام [[برلمان المملكة المتحدة]]؛ وعلى الجانب الآخر، يصفه المؤرخ ستابس بأنه {{اقتباس مضمن|ولد عاق، وزوج سيء، وحاكم أناني، ورجل خبيث.}} وعلى الرغم من مولده في أكسفورد، فلم يتحدث الإنجليزية. وخلال عهده الذي دام عشر سنوات، لم يمكث في إنجلترا لمدة تزيد عن ستة أشهر، وغاب عنها تمامًا في الخمس سنوات الأخيرة. لم يكن لريتشارد ورثة شرعيين، فقط لديه ابن غير شرعي هو فيليب الكونجاكي. لذا، خلفه شقيقه جون ملك إنجلترا.<ref name="Angevin">Peter Saccio Leon D. Black (2000). "Shakespeare's English Kings: History, Chronicle, and Drama" (Chapter VIII, John, The Legitimacy of the King; The Angevin Empire). Oxford University Press</ref> ومع ذلك، رفضت أراضيه الفرنسية خلافة جون له، وفضلت ابن أخيه [[آرثر الأول دوق بريتاني]] ابن شقيقه الراحل جيوفري. كان عدم وجود وريث مباشر لريتشارد الخطوة الأولى تجاه حل [[الإمبراطورية الأنجوية]]. ورغم أن ملوك إنجلترا ضغطوا للمطالبة بأراضيه في القارة، إلا أنهم لم يتمكنوا أبدًا من حكمها مرة أخرى. === فلكلور العصور الوسطى === في حوالي منتصف القرن الثالث عشر، نشأت عدد من الأساطير حول أسر ريتشارد، فقالوا أن المغني بلوندل دي نيسل جاب أوروبا من قلعة إلى قلعة، وهو يصيح بأغنية لا يعرفها سوى اثنين هو وريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=191–192.}}</ref> إلى أن وصل في النهاية إلى المكان الذي كان ريتشارد محتجزًا فيه، فسمع ريتشارد الأغنية، وأكمل باقي الأغنية، فعرف بلوندل مكان سجنه. كانت القصة الأساس الذي أوبرا [[أندريه غريتري]] ''ريتشارد قلب الأسد''، ويبدو أنها كانت ملهمة لريتشارد ثورب في مقدمة الفيلم السينمائي إيفانهوي عام 1952. لكنها لا تبدو قصة حقيقية تتناسب مع بلوندل المنشد الأرستقراطي. كما لا تتوافق مع الواقع التاريخي، حيث لم يخف آسري الملك حقيقة أسره، بل على العكس، فقد أعلنوا ذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=192.}}</ref> وبحلول القرن السادس عشر، بدأت قصص [[روبن هود]] في الظهور، التي صورته كمعاصر ومؤيد للملك ريتشارد قلب الأسد، مما اضطر روبن للخروج عن القانون خلال حكم جون شقيق ريتشارد الشرير، في الوقت الذي كان فيه ريتشارد بعيدًا في الحملة الصليبية. وعلى الرغم من أن هذه القصة تزايدت شعبيتها، إلا أنها بالتأكيد لم تكن شائعة في القصائد التي عاصرت تلك الفترة. === في الأعمال الفنية المعاصرة === [[ملف:Royal Arms of England (1198-1340).svg|تصغير|معدول|الشعار الذي استخدمه ريتشارد الأول في نهاية عصره.]] ظهر ريتشارد كشخصية رئيسية أو ثانوية في العديد من الأعمال، سواء المكتوبة أو السمعية البصرية. فظهر مرتبطًا بشخصية روبن هود في رواية [[والتر سكوت]] ''[[ايفانهو]]'' والعديد من الأعمال المبنية على الرواية، كذلك في عدد من الأفلام عن روبن هود. كما كان أحد الشخصيات الرئيسية في رواية سكوت ''[[الطلسم (رواية)|الطلسم]]'' التي تدور أحداثها خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، والتي صورت فيلمًا عام 1954 بعنوان ''الملك ريتشارد والصليبيين''، لعب فيه [[جورج ساندرز]] دور ريتشارد و[[ريكس هاريسون]] دور صلاح الدين الأيوبي. كما ظهر في العديد من الأعمال التي تناولت الحملة الصليبية الثالثة وتوابعها. كما دارت أوبرا ''ريكاردو بريمو'' ل[[جورج فريدريك هاندل]] حول غزو ريتشارد لقبرص. لعب [[شون كونري]] دور ريتشارد مع [[كيفين كوستنر]] في فيلم ''روبن هود: أمير اللصوص'' عام 1991، كما مثلّه [[أنتوني هوبكنز]] في فيلم أنطوني هارفي ''الأسد في الشتاء'' عام 1968، كما ظهرت شخصية ريتشارد الأول في مشهد عابر في نهاية فيلم ''[[مملكة السماء (فيلم)|مملكة السماء]]'' من إخراج [[ريدلي سكوت]]، والذي قام فيه [[إيان غلين]] بالدور. وفي الفيلم الملحمي ''[[روبن هود (فيلم 2010)|روبن هود]]'' الذي أخرجه سكوت أيضًا عام 2010، مثل [[داني هيوستن]] دور ريتشارد الأول، تناول الفيلم وفاة الملك أثناء حصار قلعة تشالوس، وجعل إعادة تاجه إلى إنجلترا من مسئولية روبن هود. وعربيًا، أدى الممثل [[حمدي غيث]] دور ريتشارد قلب الأسد في فيلم [[الناصر صلاح الدين (فيلم)|الناصر صلاح الدين]] من إخراج [[يوسف شاهين]]. == شجرة النسب == {{ahnentafel top|width=100%}} <center>{{شجرة نسب 5 |style=font-size: 90%; line-height: 110%; |border=1 |boxstyle=padding-top: 0; padding-bottom: 0; |boxstyle_1=background-color: #fcc; |boxstyle_2=background-color: #fb9; |boxstyle_3=background-color: #ffc; |boxstyle_4=background-color: #bfc; |boxstyle_5=background-color: #9fe; |1= 1. '''ريتشارد الأول ملك إنجلترا''' |2= 2. [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] |3= 3. [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] |4= 4. [[جيفري الخامس كونت أنجو|جيوفري الخامس كونت أنجو]] |5= 5. [[ماتيلدا ملكة إنجلترا]] |6= 6. [[ويليام العاشر، دوق آكيتاين|ويليام العاشر، دوق أقطانية]] |7= 7. إينور دي شاتيرو |8= 8. [[فولك ملك بيت المقدس]] |9= 9. [[ارمينغارد، كونتيسة ماين|إرمينغارد، كونتيسة ماين]] |10= 10. [[هنري الأول ملك إنجلترا]] |11= 11. [[ماتيلدا من اسكتلندا|ماتيلدا الإسكتلندية]] |12= 12. [[ويليام التاسع، دوق آكيتاين|ويليام التاسع، دوق أقطانية]] |13= 13. [[فيليبا، كونتيسة تولوز]] |14= 14. عمري الأول فيكونت شاتيرو |15= 15. دانجيروز دي لا إيسل بوشارد |16= 16. [[فولك الرابع كونت أنجو]] |17= 17. [[بيرتراد دي مونتفورت]] |18= 18. إلياس الأول كونت مين |19= 19. ماتيلدا من شاتو-دو-لوار |20= 20. [[ويليام الفاتح|ويليام الأول ملك إنجلترا]] |21= 21. [[ماتيلدا من فلاندرز|ماتيلدا الفلاندرزية]] |22= 22. [[مالكوم الثالث|مالكوم الثالث ملك اسكتلندا]] |23= 23. [[سانت مارغريت من اسكتلندا|مارغريت من وسكس]] |24= 24. [[ويليام الثامن، دوق آكيتاين|ويليام الثامن، دوق أقطانية]] |25= 25. [[هيلدغارد من بورغندي|هيلدغارد البورغندية]] |26= 26. [[ويليام الرابع، كونت تولوز]] |27= 27. إيما من مورتين |28= 28. بوزون الثاني فيكونت شاتيرو |29= 29. إليانور دي ثوراس |30= 30. بارثيلمي دي لا إيسل بوشارد |31= 31. جيربرج دي بليزون }}</center> {{Ahnentafel bottom}} == هوامش == * {{هامش|1}} يُعد ريتشارد ثاني ملوك [[الإمبراطورية الأنجوية]] بعد أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]]. * {{هامش|2}} كان ريتشارد لا يزال مخطوباً من أليس عندما تزوج برنجاريا. * {{هامش|3}} تناولت العديد من المؤلَّفات موضوع العلاقة بين ريتشارد و[[صلاح الدين الأيوبي]] وقيل أنها كانت علاقة تنمّ عن احترام متبادل، فقد كان ريتشارد يعتبر صلاح الدين فارسًا شهمًا يجمع صفات الشهامة والنبالة التي يُبجّلها الفرسان الأوروبيّون، وقد أرسل صلاح الدين طبيبه الخاص إلى ريتشارد عندما كان الأخير مريضًا وأرسل له حملًا من الفاكهة.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/193</ref><ref>ابن كثير: البداية والنهاية الجزء الثاني عشر</ref> وعندما فقد ريتشارد جواده في إحدى المعارك أرسل له صلاح الدين حصانًا (أو اثنين) [[خيل عربية|عربيًّا]] مُطهَّمًا.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/138</ref> == انظر أيضًا == {{تصنيف كومنز|Richard I of England}} * [[فرنسا في العصور الوسطى]] * [[الإمبراطورية الأنجوية]] * [[تاريخ إنجلترا]] * [[حملات صليبية|الحملات الصليبية]] * [[بلانتاجانت]] == روابط خارجية == * {{روابط فنية}} == المراجع == ;فهرس المراجع {{مراجع|محاذاة=نعم}} ;معلومات المراجع كاملة <div dir="ltr"> {{بداية المراجع|30em}} * {{استشهاد |الأخير=Addison |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=The History of the Knights Templars, the Temple Church, and the Temple |مكان=London |ناشر=Longman, Brown, Green, and Longmans |سنة=1842 |مسار= http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190906211656/http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|تاريخ أرشيف=2019-09-06}} * {{استشهاد |الأخير=Arnold |الأول=B |سنة=1999 |سنة النشر الأصلية=1985 |عنوان=German Knighthood 1050–1300 |ناشر=Clarendon Press |مكان=Oxford |isbn=0-19-821960-1}} * {{استشهاد |الأخير=Allen Brown |الأول=R |سنة=1976 |سنة النشر الأصلية=1954 |عنوان=Allen Brown's English Castles |ناشر=The Boydell Press |مكان=Woodbridge |isbn=1-84383-069-8}} * {{استشهاد |الأخير=Brewer |الأول=Clifford |عنوان=The Death of Kings |مكان=London |ناشر=Abson Books |سنة=2000 |isbn=978-0-902920-99-6 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/deathofkingsmedi00brew }} * Cannon, John & Hargreaves, Anne (eds). ''Kings and Queens of Britain'', Oxford University Press 2001, 2004, ISBN 0-19-860956-6. Richard I, by John Gillingham * {{استشهاد |الأخير=Flori |الأول=Jean |translator=Jean Birrell |عنوان=Richard the Lionheart: Knight and King |سنة=1999 |مكان=Edinburgh |ناشر=Edinburgh University Press |isbn=978-0-7486-2047-0}} * {{استشهاد |الأخير = Flori |الأول = Jean |عنوان = Richard Coeur de Lion: le roi-chevalier | سنة = 1999 (French) |مكان = Paris |ناشر = Biographie Payot |isbn = 978-2-228-89272-8}} * {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1979 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Times Books |مكان=New York |isbn=0-8129-0802-3 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/richardlionheart00gill }} * {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1989 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Butler and Tanner Ltd}} * {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1994 |عنوان=Richard Coeur De Lion: Kingship, Chivalry And War In The Twelfth Century |مكان=London}} * {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=2002 |سنة النشر الأصلية=1999 |عنوان=Richard I |مكان=London |ناشر=Yale University Press |isbn=0-300-09404-3}} * {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |الفصل=Richard I (1157–1199), king of England |سنة=2004 |عنوان=Oxford Dictionary of National Biography |تاريخ الوصول=22 December 2009 |مسار= http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110512/http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|تاريخ أرشيف=2020-03-28}} * {{استشهاد|الأخير=Graetz |الأول=H. Bella Löwy|مؤلف-الأول2=Philipp |مؤلف-الأخير2=Bloch |عنوان=History of the Jews|ناشر= Jewish Publication Society of America|سنة=1902}} * {{استشهاد |الأخير=Harvey |الأول=John |عنوان=The Plantagenets |سنة=1948 |ناشر=Fontana/Collins |isbn=0-00-632949-7}} * {{استشهاد |الأخير=Leese |الأول=Thelma Anna |عنوان= Royal: Issue of the Kings and Queens of Medieval England, 1066–1399 |ناشر=Heritage Books Inc |سنة=1996 |isbn=978-0-7884-0525-9}} * {{استشهاد |الأخير=Liddiard |الأول=Robert |سنة=2005 |عنوان=Castles in Context: Power, Symbolism and Landscape, 1066 to 1500 |ناشر=Windgather Press Ltd |مكان=Macclesfield |isbn=0-9545575-2-2}} * {{استشهاد |الأخير=Longford |الأول=Elizabeth |سنة=1989 |عنوان=The Oxford Book of Royal Anecdotes |ناشر=Oxford University Press |isbn=0-19-214153-8 |مسار= http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110516/http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|تاريخ أرشيف=2020-03-28}} * {{استشهاد |الأخير=Maalouf |الأول=Amin |لغة=French |سنة=1984 |عنوان=Les Croisades vues par les Arabes|محرر=J'ai lu|صفحة=318|isbn=2-290-11916-4|part=V|العدد=XI|الفصل=L'impossible rencontre}} * {{استشهاد |الأخير=Madden |الأول=Thomas F. |وصلة مؤلف=|سنة=2005 |عنوان=Crusades: The Illustrated History|إصدار=annotated, illustrated |ناشر=University of Michigan Press|isbn=0-472-03127-9}} * {{استشهاد بخبر|الأخير=Martin|الأول=Nicole|عنوان=Richard I slept with French king 'but not gay'|مسار= http://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=11|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191209115607/https://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|تاريخ أرشيف=2019-12-09}} * {{استشهاد بخبر|عنوان=Bed-heads of state|مسار= http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=25|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20081207174855/http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|تاريخ أرشيف=2008-12-07}} * {{استشهاد |الأخير=McNeill |الأول=Tom |سنة=1992 |عنوان=English Heritage Book of Castles |مكان=London |ناشر=English Heritage and B. T. Batsford |isbn=0-7134-7025-9}} * {{استشهاد |الأخير=Oman |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=A History of the Art of War in the Middle Ages, Volume Two: 1278–1485&nbsp;AD |ناشر=Greenhill Books |سنة=1991 |سنة النشر الأصلية=1924}} * {{استشهاد |الأخير=Packard |الأول=Sydney |عنوان=King John and the Norman Church |صحيفة=The Harvard Theological Review |ناشر=Cambridge University Press |المجلد=15 |العدد=1 |سنة=1922 |صفحات=15–40}} * Prestwich, J.O. (2004) ''The Place of War in English History, 1066-1214''. Boydell Press. * {{استشهاد |الأخير=Purser |الأول=Toby |سنة=2004|عنوان=Medieval England 1042–1228 |إصدار=illustrated |ناشر=Heinemann |isbn=0-435-32760-7}} * Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum'' * {{استشهاد |مؤلف=Roger of Hoveden|مؤلف-الأول2=Henry T. (translator) |مؤلف-الأخير2=Riley |وصلة-مؤلف2=Henry Thomas Riley|سنة=1853 |عنوان=The annals of Roger de Hoveden: comprising The history of England and of other countries of Europe from A.D. 732 to A.D. 1201|المجلد=2|مكان=London|ناشر=H.G. Bohn}} * Roger of Hoveden, ''Gesta Regis Henrici II & Gesta Regis Ricardi Benedicti Abbatis'', ed. William Stubbs, 2 vols, (London, 1867), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica]. * Roger of Hoveden, ''Chronica Magistri Rogeri de Houedene'', ed. William Stubbs, 4 vols, (London, 1868–71), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica]. * Stafford, P., Nelson, J.L and Martindale, J. (2002) ''Law, Laity and Solidarities.'' Manchester University Press. * {{استشهاد |الأخير=Turner |الأول=Ralph |عنوان=Richard Lionheart and English Episcopal Elections |صحيفة=Albion: A Quarterly Journal Concerned with British Studies |ناشر=The North American Conference on British Studies |سنة=1997 |المجلد=29 |العدد=1 |صفحات=1–13}} * {{استشهاد |مؤلف-الأخير1=Turner |مؤلف-الأول1=Ralph V. |مؤلف-الأخير2=Heiser |مؤلف-الأول2=Richard R |عنوان=The Reign of Richard Lionheart, Ruler of the Angevin empire, 1189–1199 |مكان=Harlow |ناشر=Longman |سنة=2000 |isbn=0-582-25659-3}} * Smedley, Edward. ''The History of France, from the final partition of the Empire of Charlemagne to the Peace of Cambray.'' London: Baldwin and Cradock, 1836. * {{استشهاد بكتاب |مؤلف=Fryde, E. B. |المؤلفون=Greenway, D. E.; Porter, S.; Roy, I. |عنوان=Handbook of British Chronology|إصدار=Third revised |ناشر=Cambridge University Press |مكان=Cambridge, UK |سنة=1996 |الرقم المعياري=0-521-56350-X}} * {{استشهاد بكتاب|عنوان=كنز الدرر وجامع الغرر ج7 - الدر المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب|الأول=أبو بكر بن عبد الله بن أيبك|الأخير=الدواداري|ناشر=|سنة=1972|الرقم المعياري=|وصلة مؤلف=ابن أيبك الدواداري| ref =كنز الدرر}} {{نهاية المراجع}} </div> {{بداية صندوق}} {{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} {{تعاقب-لقب|العنوان= [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]]|الأعوام=1189–1199}} {{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[جون ملك إنجلترا]]}} {{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} {{تعاقب-لقب|العنوان= [[كونت أنجو]]|الأعوام=1189–1199}} {{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[آرثر الأول دوق بريتاني]]}} {{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} {{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوق نورماندي|دوق النورماندي]]|الأعوام=1189–1199}} {{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}} {{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} {{تعاقب-لقب|العنوان= كونت [[مين (مقاطعة)|مين]]|الأعوام=1186–1199}} {{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}} {{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} {{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] '''مع''' [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]|الأعوام=1186–1199}} {{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}} {{نهاية صندوق}} {{ملوك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى}} {{دوق نورماندي}} {{الحملات الصليبية}} {{ضبط استنادي}} {{شريط بوابات|أعلام|العصور الوسطى|ملكية|تاريخ أوروبا|المرأة|المملكة المتحدة|إنجلترا|فرنسا}} {{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=11647727|التاريخ=18 سبتمبر 2013}} [[تصنيف:ريتشارد الأول ملك إنجلترا|*]] [[تصنيف:أساطير العصور الوسطى]] [[تصنيف:أشخاص من أكسفورد]] [[تصنيف:أفراد عسكريون إنجليز قتلوا في عمليات قتالية]] [[تصنيف:أنجويون]] [[تصنيف:أولاد هنري الثاني ملك إنجلترا]] [[تصنيف:الأنجلو النورمان]] [[تصنيف:إنجليز من أصل فرنسي]] [[تصنيف:بلانتاجانت]] [[تصنيف:دوقات أكيتانيا]] [[تصنيف:دوقات النورماندي]] [[تصنيف:دوقات غاسكونيا]] [[تصنيف:دوقات نورمندي القرن 12]] [[تصنيف:رومان كاثوليك إنجليز]] [[تصنيف:صلاح الدين الأيوبي]] [[تصنيف:صليبيو الحملة الثالثة]] [[تصنيف:فلكلور إنجليزي]] [[تصنيف:قوالب شجرات نسب]] [[تصنيف:كونتات أنجو]] [[تصنيف:كونتات بواتييه]] [[تصنيف:ملكيون إنجليز في القرن 12]] [[تصنيف:ملوك إنجلترا]] [[تصنيف:ملوك قتلوا في عمليات قتالية]] [[تصنيف:ملوك كاثوليك]] [[تصنيف:مواليد 1157]] [[تصنيف:مواليد في أكسفورد]] [[تصنيف:وفيات 1199]] [[تصنيف:وفيات بسبب طعنات رماح]] [[تصنيف:وفيات في شالو]] [[تصنيف:وفيات متعلقة بالحرب]]'
صفحة جديدة من ويكي النص، بعد التعديل ( new_wikitext )
'بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الامير صالح حاتم إبراهيم العويصي ولد في المدينة في الأردن عام ١٩٩٨/٢/٢١ يا ما أحسن الشام عمل السفينة من مثله سفر النبي حلية دعاء الله بحمده روضة الأنوار في سيرة النبي المختار محمد الرحيق المختوم أَبْغِي ت ي ن لا معبود إلا الله اللهم إني أعوذ بك من الشرك إن سوء الفواحش هي الشرك و الزنا أو تجسسوا أو الخبائث و قتل النفس في غير الحق و السحر و الحسد و البغضاء و تناجشوا في بيع في سبيل العداوة أو زخرفاً وأكلُ الرِّبا أو السُّحْتَ، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمنات أَعُوذُ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ سُورَةُ الْفَاتِحَة فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍۢ يُحْبَرُونَ ٠٠٩٦٢٧٨٦١١٧٩٦٦ الْ حَ مْ دُ لله'
توحيد الاختلافات بين التغييرات التي تم إجراؤها عن طريق التعديل ( edit_diff )
'@@ -1,345 +1,18 @@ -{{صندوق معلومات ملكية -| نوع الحكم = ملكي -| الاسم = ريتشارد الأول ملك إنجلترا -| اللقب = ريتشارد قلب الأسد -| الصورة = Richard coeur de lion.jpg -| حجم الصورة = -| تعليق = ريتشارد الأول بريشة ميري بلونديل 1841، [[قصر فرساي]]، [[فرنسا]]. -| الخلافة = [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]] -| فترة الحكم = 6 يوليو 1189 – 6 أبريل 1199 -| تاريخ التتويج = 3 سبتمبر 1189 -| الحاكم السابق = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] -| وصي العرش = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]، [[ويليام لونغشامب]] ''(أثناء [[الحملة الصليبية الثالثة]])'' -| الحاكم اللاحق = [[جون ملك إنجلترا]] -| الزوج(ة) = [[بيرنغاريا من نافارا|برنجاريا النافارية]] -| الذرية = فيليب الكوجناكي (ابن غير شرعي)<ref name="Angevin"/> -| الاسم الكامل = -| العائلة الملكية = [[بلانتاجانت]] -| الأب = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] -| الأم = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] -| تاريخ الولادة = {{تاريخ الميلاد|1157|9|8|df=yes}} -| مكان الولادة = قصر بومنت، [[أكسفورد]]، [[مملكة إنجلترا]] -| تاريخ الوفاة = {{الوفاة والسن|1199|4|6|1157|9|8|df=yes}} -| مكان الوفاة = شالو، [[دوقية آكيتاين|دوقية أقطانية]]<br/><small>(الآن في [[ليموزان|ليموزا]]، فرنسا)</small> -| المثوى الأخير = دير فونتفرود، أنجو، فرنسا -| الديانة = [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|مسيحي روماني كاثوليكي]] -}} -'''ريتشارد الأول''' (8 سبتمبر 1157 - 6 أبريل 1199) ملك [[مملكة إنجلترا|إنجلترا]] منذ 6 يوليو 1189 وحتى وفاته. كما حكم [[دوق نورماندي|كدوق لنورماندي]] (باسم '''ريتشارد الرابع''') و[[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] و[[غشكونية|غاسكونية]] وسيد [[قبرص]] وكونت [[أنجو]] و[[مين (مقاطعة)|مين]] و[[نانت]] وسيد عموم [[بريتاني]] على فترات أثناء عهده{{للهامش|1}}. وقد عُرف بلقب '''ريتشارد قلب الأسد'''، حتى قبل تتويجه بفضل سمعته كقائد عسكري ومحارب عظيم.<ref name="Turner & Heiser 71">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|Heiser|2000|p=71}}</ref> وسمّاه المؤرخون [[مسلم|المسلمون]] ''ملك الانكتار''.<ref name='Maalouf'>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Maalouf|1984|p=318}} نقلاً عن المؤرخ [[بهاء الدين بن شداد]]، p. 239</ref> +بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ +الامير صالح حاتم إبراهيم العويصي ولد في المدينة في الأردن عام ١٩٩٨/٢/٢١ +يا ما أحسن الشام +عمل السفينة +من مثله +سفر النبي +حلية +دعاء الله بحمده +روضة الأنوار في سيرة النبي المختار محمد +الرحيق المختوم +أَبْغِي ت ي ن لا معبود إلا الله اللهم إني أعوذ بك من الشرك +إن سوء الفواحش هي الشرك و الزنا أو تجسسوا أو الخبائث و قتل النفس في غير الحق و السحر و الحسد و البغضاء و تناجشوا في بيع في سبيل العداوة أو زخرفاً وأكلُ الرِّبا أو السُّحْتَ، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمنات -في عمر السادسة عشرة، قاد ريتشارد جيشه، وأخضع التمردات على عرش أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] في [[بواتو]].<ref name="Turner & Heiser 71"/> كما كان ريتشارد القائد الرئيس خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، بعد أن رحل [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، وحقق انتصارات معقولة على منافسه المسلم [[صلاح الدين الأيوبي]]، بالرغم من عدم استطاعته الاستيلاء على القدس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Addison|1842|pp=141–149.}}</ref> - -تحدث ريتشارد لهجة (Langues d'oïl) وهي لهجة [[غالو رومانسية]]، إضافة إلى [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]] وهي [[لغات رومنسية|لغة أيضًا رومانسية]] كانت منتشرة في جنوب [[فرنسا]] والمناطق القريبة منها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=20.}}</ref> لم يُمض ريتشارد وقتًا طويلاً من حياته في [[مملكة إنجلترا]]، حيث عاش في دوقية أقطانية في جنوب غرب فرنسا، مفضلاً جعلها حائط صد لحماية مملكته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|pp=62–64}}</ref> كان أتباعه يعتبرونه بطلاً تقيًا. كما أنه من الملوك القلائل في [[إنجلترا]]، الذي غلب لقب شهرته (ريتشارد قلب الأسد) على لقب ترتيبه (ريتشارد الأول)، كما يعتبر من [[أيقونة|أيقونات]] إنجلترا وفرنسا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|p=58}}.</ref> - -== نشأته واعتلاء عرش أقطانية == -=== عائلته وشبابه === -[[ملف:Seal - Richard I of England.jpg|تصغير|خاتم ريتشارد الأول عام 1189]] -ولد ريتشارد في 8 سبتمبر 1157،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=1.}}</ref> من المحتمل في قصر بومونت،<ref name="Gillingham 2002 24">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=24.}}</ref> في [[أكسفورد]] ب[[مملكة إنجلترا]]، وهو الشقيق الأصغر لويليام التاسع كونت بواتييه و[[هنري الملك الشاب]] وماتيلدا دوقة ساكسونيا.<ref name="Flori 1999 ix">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=ix.}}</ref> ولكونه الابن الشرعي الثالث للملك [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]، لم يكن متوقعًا أن يعتلي العرش.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=2.}}</ref> كما كان شقيقًا أكبر [[جيوفري الثاني دوق بريتاني|لجيوفري الثاني دوق بريتاني]] و[[إليانور الإنجليزية|إليانور ملكة قشتالة]] و[[جوان ملكة صقلية]] و[[جون ملك إنجلترا]] الذي خلفه على عرش إنجلترا. أيضًا كان أخًا غير شقيق أصغر ل[[ماري من فرنسا، كونتيسة شامبانيا|ماري كونتيسة شامبانيا]] و[[أليس من فرنسا|أليكس كونتيسة بلوا]].<ref name="Flori 1999 ix"/> توفي ويليام أكبر أبناء هنري الثاني و[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] عام 1156، قبل مولد ريتشارد.<ref name="Flori 1999 ix"/> غالبًا ما كان ريتشارد يوصف بأنه الابن المفضل لأمه [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=28.}}</ref> والده هنري نورماني-إنجوي ينحدر من نسل [[ويليام الفاتح]]. وقد نسب المؤرخ المعاصر لتلك الفترة رالف الديسيتوي عائلته إلى ماتيلدا ملكة إسكتلندا والملوك [[أنجلوسكسونيون|الأنجلوساكسونيين]] لإنجلترا ول[[ألفريد العظيم]]، حتى [[نوح]] و[[وودن]]. ووفقًا للأسطورة الأنجوية، فإنه تجري في عروقهم دماء شيطانية.<ref name="Gillingham 2002 24"/> - -على الأرجح أنه في الوقت الذي كان أبوه يتنقل بين أراضيه من إسكتلندا إلى فرنسا، كان ريتشارد يقضي طفولته في إنجلترا. ويرجع تاريخ أول وثيقة توثق زيارته للقارة الأوربية إلى مايو 1165 م، عندما صحبته أمه إلى نورماندي.<ref>Gillingham, John (1979), p 32.</ref> رضع ريتشارد من امرأة تدعى هوديرنا، التي منحها معاشًا كريمًا عندما أصبح ملكًا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=28.}}</ref> ولا يعرف الكثير عن تعليمه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=10.}}</ref> ورغم أنه ولد في أوكسفورد وتربى في إنجلترا إلى عمر الثامنة، إلا أنه من غير المعلوم إلى أي مدى استخدم أو فهم الإنجليزية. بينما من المعروف أنه كتب الشعر باللهجة الليموزية إحدى لهجات [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، كما كتب ب[[لغة فرنسية|الفرنسية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Leese|1996|p=57.}}</ref> تكهن عدد من المؤلفين أن ريتشارد لم يكن يعرف [[لغة إنجليزية|الإنجليزية]]،<ref>[http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html King Richard the Lionheart<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170906015244/http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html |date=06 سبتمبر 2017}}</ref> إلا أن الأدلة المتاحة للمؤرخين لم تكن قاطعة في هذا الشأن. ولا توجد كتابات معاصرة لتلك الفترة تذكر أن ريتشارد كان يجهل اللغة. وبالتأكيد، أثناء أسر ريتشارد استخدم شقيقه جون الإنجليزية في تعاملاته مع الأجانب لإنهاء سلطة مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]] النورماني. وفي إحدى التهم التي وجهها هيو نونات أسقف كوفنتري ضد لونغشامب، أنه لا يتحدث الإنجليزية. وهذا يدل على أنه بحلول نهاية [[القرن 12|القرن الثاني عشر]]، أصبح واجبًا على من في السلطة في إنجلترا، أن يكون على دراية باللغة الإنجليزية.<ref>Prestwich, J.O., p, 76.</ref><ref>Stafford, P. ''et al.'' pp. 168-169.</ref> - -[[ملف:Richard coeurdelion g.jpg|تصغير|200px|يسار|ريتشارد قلب الأسد]] -يقال أن ريتشارد كان جذابًا للغاية، وقد كان شعره بين الأحمر والأشقر، كما كانت عينيه براقة مع بشرة شاحبة. ويرجح أن طوله كان أعلى من المتوسط، فوفقًا لكليفورد بروير، فقد كان طوله نحو 192 سم،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Brewer|2000|p=41.}}</ref> غير أنه لا دليل على تحديد طوله على وجه الدقة. ومنذ صغر سنه، أظهر ريتشارد قدرات سياسية وعسكرية، بدت ملحوظة وواضحة عندما قاتل النبلاء المتمردين في أراضيه. وقد تُوّج أخاه الأكبر [[هنري الملك الشاب|هنري]] ملكًا على [[إنجلترا]] بالمشاركة مع أبيه في حياة أبيه.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND,%20Kings%201066-1603.htm#HenryKingdied1183|عنوان=England Kings|ناشر=Foundation of Medieval Genealogy|عمل=Medieval Lands|تاريخ=28 October 2008|مؤلف=Charles Cawley|تاريخ الوصول=2010-01-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181006043001/http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND, Kings 1066-1603.htm | تاريخ أرشيف = 6 أكتوبر 2018 }}</ref> - -كان التحالف عن طريق الزواج شائعًا بين الأسر الملكية، فكانت تمهد للتحالفات السياسية ومعاهدات السلام، وتفتح الباب أمام مطالبات الأسر بحق وراثة العرش في ممالك الآخرين. تزوج هنري أخو ريتشارد الأكبر من مارغريت ابنة [[لويس السابع ملك فرنسا]] في 2 نوفمبر 1160.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=23–25.}}</ref> كان هذا الزواج سببًا في بعض الصدامات التي كانت بين أسرتي بلانتجانت و[[كابيتيون|كابيه]] ملوك فرنسا. وفي عام 1168، كان تدخل [[البابا ألكسندر الثالث]] ضروريًا لعقد هدنة بينهما، بعد أن غزا هنري الثاني بريتاني وسيطرت على [[جيزور]] و[[فيكسين]]، اللتان كانتا جزءً من مهر مارغريت.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=26–27.}}</ref> قبل ذلك بأعوام، كان من المقترح أن يتزوج ريتشارد من أليس كونتيسة فيكسين رابع بنات لويس السابع، وبسبب النزاع بين ملوك [[إنجلترا]] و[[فرنسا]]، عارض لويس الزواج. عقدت معاهدة سلام في يناير 1169، وتمت الموافقة على خطبة ريتشارد لأليس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=25, 28.}}</ref> قرر هنري الثاني تقسيم أراضيه وأراضي زوجته على أبنائه، الذين كان عددهم ثلاثة في ذاك الوقت، فأصبح هنري ملك إنجلترا، وسيطر على أنغو ومين ونورماندي، بينما حصل ريتشارد على أقطانية من والدته وأصبح كونت بواتييه، فيما حصل جيوفري على بريتاني من خلال زواجه كونستانس ولية عهد بريتاني. وخلال حفل خطبته لأليس، جعل هنري ولاء أقطانية لملك فرنسا، وبذلك وطّد أواصر العلاقات بين البلدين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=27–28.}}</ref> - -في عام 1170، نفذ هنري الثاني خطته بتقسيم أراضيه على أبنائه عندما أحس بأن مرضه اشتد به، مع احتفاظه بسلطته الكاملة على أبنائه وأراضيهم. وفي عام 1171، غادر ريتشارد إلى أقطانية مع والدته، ومنحه أباه دوقية أقطانية بناءً على طلب والدته<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=29.}}</ref> بدأ ريتشارد وأمه جولة في أقطانية لاستمالة السكان المحليين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=29–30.}}</ref> ثم أسسا دير القديس أوغسطين في [[ليموج]]. وفي يونيو 1172، تم الاحتفال بتنصيبه دوقًا على أقطانية في بواتييه، وأعيد في ليموج حيث ارتدى خاتم القديس فاليري شفيع أقطانية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=40.}}</ref> - -=== الثورة على هنري الثاني === -وفقًا للمؤرخ رالف الكوجيشالي، فإن هنري الملك الشاب كان المحرض على التمرد ضد هنري الثاني، فقد أراد أن يحكم بشكل مستقل الأراضي التي وعده إياها أباه، وكسر أغلال تبعيته لأبيه والسيطرة على الخزانة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=31–32.}}</ref> ويعتقد جان فلوري المؤرخ المتخصص في فترة القرون الوسطى، أن إليانور شجعت أبنائها على ال[[ثورة]] ضد أبيهم.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=32.}}</ref> مما دفع هنري الملك الشاب لترك أبيه، والذهاب للبلاط الفرنسي سعيًا وراء حماية لويس السابع. ثم سرعان ما لحقه أشقائه الأصغر سنًا ريتشارد وجيوفري، بينما ظل جون البالغ من العمر 5 سنوات مع أبيه. دعم لويس الأبناء الثلاثة، وجعل ريتشارد فارسًا، ليجعلهم من أتباعه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=32–33.}}</ref> مما جعل جوردان فانتوسمي الشاعر المعاصر لتلك الأحداث يصف التمرد بأنه «حرب بلا حب».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=41.}}</ref> - -[[ملف:Taillebourg Chte-Mme 005.jpg|تصغير|القلعة التي انسحب إليها ريتشارد، بعدما أسرت قوات هنري الثاني ستين فارسًا وأربعمائة راميًا من رجاله الذين قاتلوا معه في سانتس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=49–50.}}</ref>]] -أقسم الأشقاء الثلاثة في البلاط الفرنسي أنهم لن يعقدوا أي اتفاقات مع هنري الثاني دون الرجوع للويس السابع والبارونات الفرنسيين.<ref name="Gillingham 2002 48">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=48.}}</ref> وبدعم من لويس، جذب هنري الملك الشاب العديد من البارونات لصفه، بعد أن وعدهم بأراض وأموال. كان للأشقاء مؤيديهم في إنجلترا المستعدين للثورة، بقيادة روبرت دي بومونت إيرل ليشستر وهيو بيغود إيرل نورفولك وهيو دي كيفيلوك إيرل شيستر و[[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]]. نجح التحالف في البداية، وبحلول يوليو 1173، [[حصار|حاصروا]] أومالي ونوف-مارشيه وفرنويل، كما سيطر هيو دي كيفيلوك على مدينة دول في بريتاني.<ref name="Flori 33">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=33.}}</ref> ذهب ريتشارد إلى [[بواتو]] لمساندة البارونات الموالين له ولأمه في تمرده على أبيه. ثم سقطت أمه في الأسر، فاضطر ريتشارد لمواجهة مؤيدي أبيه في أقطانية وحده. فتوجه للاستيلاء على [[لا روشيل]]، إلا أن سكانها رفضوه، فانسحب إلى مدينة [[سانتس]] التي اتخذها قاعدة تنطلق منها حملاته.<ref name="Flori 34-35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=34–35.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=49.}}</ref> - -في الوقت نفسه، جهز هنري الثاني جيشًا من 20,000 من المرتزقة لمواجهة التمرد.<ref name="Flori 33"/> فتوجه نحو فرنويل، فانسحب لويس بقواته. ثم استولى على دول وسيطر على بريتاني. عندئذ، قدّم هنري الثاني عرضًا للسلام مع أبنائه، إلا أنهم بنصيحة من لويس رفضوا العرض.<ref name="Flori 33-34">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=33–34.}}</ref> استولى هنري الثاني بعدئذ على سانتس وأسر معظم حاميتها، وفر ريتشارد في مجموعة صغيرة من الجند. ثم لجأ إلى قلعة تيليبورغ باقي الحرب.<ref name="Flori 34-35"/> خطط هنري الملك الشاب وكونت الفلاندرز للرسو بقواتهم في إنجلترا لدعم قوات إيرل ليشستر. ولتوقعه ذلك، عاد هنري الثاني لإنجلترا مع 500 جندي وأسراه (بما في ذلك إليانور وزوجات أبنائه وخطيباتهم)،<ref name="Flori 35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=35.}}</ref> ولكن عند وصوله وجد أن التمرد قد انهار بالفعل. فقد أسر ويليام الأول ملك إسكتلندا وهيو بوغارد في 13 و 25 يوليو على التوالي. فعاد هنري الثاني إلى فرنسا حيث رفع حصار [[روان]]، فلحق هنري الملك الشاب بلويس السابع بعد أن تخلى عن خطته لغزو إنجلترا. وبهزيمة لويس، تم التوقيع على معاهدة سلام مونتلويس<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=50–51.}}</ref> في سبتمبر 1174.<ref name="Flori 33-34"/> - -عندما دخل هنري الثاني ولويس السابع في الهدنة يوم 8 سبتمبر 1174، استثني ريتشارد من الهدنة على وجه الخصوص.<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=50.}}</ref> وبعد أن هجره لويس، وخوفًا من مواجهة جيش والده في معركة، ذهب ريتشارد إلى بلاط هنري الثاني في بواتييه في 23 سبتمبر، وتوسل طالبًا المغفرة وبكى وسقط تحت أقدام هنري، الذي منح ريتشارد [[قبلة السلام]].<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50"/> وبعد عدة أيام، سعى إخوة ريتشارد سعيه في مصالحة والدهم.<ref name="Flori 35"/> قبل الأشقاء الثلاثة بشروط صلح أقل سخاءً من تلك التي عرضها عليهم أبيهم من قبل،<ref name="Gillingham 2002 48"/> مُنح ريتشارد قلعتين في بواتو ونصف دخل أقطانية، ومُنح هنري الملك الشاب قلعتين في نورماندي، وجيوفري نصف دخل بريتاني. بينما ظلت إليانور أسيرة هنري الثاني حتى وفاته، كتأمين لضمان التزام ريتشارد بالصلح.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=36.}}</ref> - -=== تحت حكم هنري الثاني === -[[ملف:Richard I pictavinus 722697.jpg|تصغير|عملة فضية سُكّت عندما كان ريتشارد كونتًا لبواتييه.]] -بعد انتهاء التمرد، بدأت عملية تهدئة الأوضاع في المقاطعات التي تمردت على هنري الثاني، فسافر إلى أنجو لهذا الغرض وتعامل جيوفري مع بريتاني. وفي يناير 1175، تم إرسال ريتشارد لأقطانية لمعاقبة البارونات الذين قاتلوا من أجله. وفقًا للمؤرخ روجر الهوديني مؤرخ عهد هنري، أعيدت معظم القلاع التي استولى عليها المتمردون إلى الحالة التي كانت عليها قبل 15 يومًا من اندلاع الحرب، بينما كان لا بد من نسف بعضها.<ref name="Gillingham 2002 52">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=52.}}</ref> كان من الشائع في تلك الفترة بناء القلاع من الحجر، وقد قام العديد من البارونات بتوسيع أو تحصين قلاعهم، وهي مهمة لم تكن سهلة.<ref name="Flori 41">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|p=41.}}</ref> ونظرًا لنجاحه في حملته تلك،<ref name="Gillingham 2002 52"/> اكتسب ريتشارد لقب «ريتشارد قلب الأسد».<ref name="Flori 41"/> كانت أولى نجاحاته حصار قلعة سور أجين، التي عرفت بأنها من القلاع القوية، ولكن بعد حصار مدته شهرين، استسلم المدافعون لريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|pp=41–42.}}</ref> - -في عامي 1181-1182، واجه ريتشارد تمردًا في مقاطعة [[أنغوليم]]، ولجأ خصومه إلى [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]] للحصول على الدعم، ودار القتال في [[ليموزان|ليموزا]] وبيريغورد. اتهم ريتشارد بارتكاب أعمال وحشية ضد رعاياه، بما في ذلك الاغتصاب.<ref>Roger of Hoveden, ''Gesta Henrici II Benedicti Abbatis'', vol. 1, p. 292</ref> ولكن مع دعم أبيه وشقيقه هنري الملك الشاب، نجح ريتشارد في إخضاع التمرد. وفي يونيو 1183، توفي هنري الملك الشاب. وبوفاة هنري الملك الشاب، أصبح ريتشارد الابن الأكبر ووريث التاج الإنجليزي. - -ولتقوية مركزه، في عام 1187، تحالف ريتشارد مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، ابن زوج أمه السابق [[لويس السابع ملك فرنسا]]. وقد كتب المؤرخ روجر الهوديني قائلاً: -{{اقتباس خاص|أصابت ملك إنجلترا دهشة كبيرة، وتسائل ما معنى ذلك [يعني التحالف]، واتخذ احتياطاته المستقبلية، فأرسل رسلاً إلى فرنسا لاستدعاء ابنه ريتشارد الذي تظاهر بميله للسلام واستعداده للقدوم إلى والده، واتخذ طريقه إلى شينو، وبدلاً من توجهه بعهدته من الكنوز الكثيرة إلى والده، وتحصينه القلاع في بواتو. رفض أن يذهب إلى والده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Roger of Hoveden|Riley|1853|p=[http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64#v=onepage&q&f=false 64]}} {{استشهاد ويب |مسار=http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=10 يونيو 2013 |تاريخ أرشيف=4 ديسمبر 2013 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20131204091303/http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>}} - -وعمومًا، تناول الهوديني بالدرجة الأولى العلاقات السياسية بين ريتشارد والملك فيليب. فيما تناول المؤرخ جون جيلينغهام نظريات تشير إلى وجود علاقة جنسية بينهما، مستدلاً بوثيقة تشير - كرمز للوحدة بين البلدين - إلى كون الاثنان كانا يناما في سرير واحد. وصف جيلينغهام ذلك بأنه «فعل مقبول سياسيًا، لا يمت للاتصال الجنسي بصلة؛... تمامًا كالتقاط الصور في العصر الحديث.»<ref>Martin 18 March 2008</ref> كما قدم ريتشارد ولائه لفيليب في نوفمبر 1188.<ref name="EB">"Philip II." Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica 2008 Ultimate Reference Suite. Chicago: Encyclopædia Britannica, 2008</ref> وفي العام التالي، حاول ريتشارد الوصول لعرش إنجلترا من خلال الانضمام إلى حملة فيليب على إنجلترا.<ref name="Smedley p58">Smedley (1836), p. 58</ref> وفي 4 يوليو 1189، هزم ريتشارد وقوات فيليب جيش هنري الثاني في بالانز. فوافق هنري مع رضا جون، على تسمية ريتشارد خليفة له.<ref name=Warren2000P625>Warren (2000), p.625.</ref> وبعد يومين، توفي هنري الثاني في شينون، وخلفه ريتشارد كملك على إنجلترا وكدوق لنورماندي وكونت لأنجو . - -== ريتشارد ملكًا والحملة الصليبية == -=== التتويج الملكي والعنف ضد اليهود === -[[ملف:Richard Löwenhez, Salbung zum König.jpg|تصغير|ريتشارد خلال تتويجه في دير وستمنستر]] - -أعلن ريتشارد رسمياً [[دوق]] [[نورماندي]] في العشرين من يوليو عام [[1189]] ثم توّج ملكاً في [[دير وستمنستر]] في الثالث من سبتمبر من نفس العام.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=107.}}</ref> منع ريتشارد جميع [[يهود|اليهود]] والنساء من حضور مراسم التتويج. على الرغم من ذلك، حضر بعض قادة اليهود مقدمين له الهدايا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=94–95.}}</ref> وفقاً للمؤرخ رالف ديكيتو، قام أتباع ريتشارد بضرب وجلد اليهود وتجريدهم مما بحوزتهم ومن ثم طردهم إلى الخارج.<ref name="ReferenceA">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=95.}}</ref> - -انتشرت شائعة بأن ريتشارد قد أمر بقتل جميع [[يهود|اليهود]]. فقام سكان [[لندن]] بارتكاب مجزرة بحقهم.<ref name="ReferenceA"/> تعرض الكثير منهم للضرب حتى الموت، وللسرقة، كما حرق بعضهم أحياء.<ref name="ReferenceA"/> هدمت العديد من منازلهم، وتعرض بعضهم للتعميد قسراً.<ref name="ReferenceA"/> اتخذ بعضهم من [[برج لندن]] ملاذاً، بينما فرّ الآخرون للحفاظ على حياتهم. ادّعى البعض أن مرتكبي هذه الجرائم كانوا مجرد مواطنين غيورين ومتعصبين، وأن الملك ريتشارد قام بمعاقبتهم. كما قام بالسماح لليهود الذين أجبروا على ترك دينهم بالعودة إلى [[يهودية|اليهودية]]. يشار إلى أن مشاركة ريتشارد في الجرائم ضد اليهود لم يثبت قط.<ref>Forge, p.30-31</ref> - -شعر ريتشارد بأن هذه الاعتداءات قد تزعزع من استقرار مملكته قبيل رحيله للمشاركة في [[الحملة الصليبية الثالثة]]. لذلك أمر ريتشارد ب[[عقوبة الإعدام|إعدام]] المسؤولين عن أفظع جرائم القتل والاضطهاد. من ضمنهم من أحرق بعض منازل [[مسيحيون|المسيحيين]] عن طريق الخطأ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=319–320.}}</ref> وأصدر مرسوماً ملكياً يطالب بترك اليهود بشأنهم وعدم الاعتداء عليهم. على الرغم من ذلك، استمرت الاعتداءات في شهر [[مارس]] مثل مجزرة يورك التي وقعت في 16 مارس 1190 والتي تعتبر واحدة من أبشع المجازر وأشرسها. - -=== التجهيز للحملة الصليبية === -[[ملف:Church of Fontevraud Abbey Richard I effigy.jpg|تصغير|تمثال لريتشارد الأول (حوالي 1199) في دير فونتفرود ، [[أنجو]].]] -بعد أن أصبح ريتشارد ملكًا، وافق هو وفيليب، على الذهاب في [[الحملة الصليبية الثالثة]]، لأن كليهما خشي أن يغتصب الآخر أراضيه في غيابه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=100.}}</ref> وبدأ في تجهيز الجيش الصليبي الجديد، فأنفق معظم ما في خزانة والده (الممتلئة بالأموال التي جمعتها [[عشور صلاح الدين]])، وزاد الضرائب، وحتى وافق على إطلاق سراح الملك [[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]] نظير قسمه بأن يدفع لريتشارد 10,000 قطعة فضية. ولجمع المزيد من الأموال، باع العديد من الألقاب الرسمية والامتيازات والأراضي للراغبين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=97–101}}</ref> كما اضطر من يحملون ألقابًا بالفعل لدفع مبالغ ضخمة للاحتفاظ بمناصبهم. فدفع [[ويليام لونغشامب]] أسقف إيلي ومستشار الملك 3,000 قطعة فضية للاحتفاظ بمنصبه كمستشار للملك.<ref name=Handbook84>Fryde, et al. ''Handbook of British Chronology'' p. 84</ref> - -كما قام ريتشارد بعض الترتيبات النهائية في أراضيه في القارة،<ref name="ReferenceB">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=101}}</ref> فعيّن ويليام فيتزرالف حاكمًا على نورماندي. وفي أنجو، أقال ستيفن التوري من منصبه كحاكم، وسجنه مؤقتًا لسوء إدارته المالية، واستبدله بباين دي روشفور. وفي بواتو، عيّن بيتر بيرتن حاكمًا، وفي غاسكونية، اختار لها هيلي دي لا سيل حاكمًا. ثم انطلق في الحملة الصليبية في صيف 1190.<ref name="ReferenceB"/> وعيّن هيو دي بوسيه أسقف دورهام وويليام دي ماندفيل إيرل إسكس كأوصياء على العرش، لكن سرعان ما توفي الأخير وخلفه مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=99}}</ref> وهي القرارات التي لم ترض جون شقيق ريتشارد. - -انتقد بعض المؤرخين ريتشارد لقضاء ستة أشهر فقط من حكمه في [[إنجلترا]]، ومصّ موارد المملكة لدعم حملته. فيقول المؤرخ ويليام ستابس: -{{اقتباس خاص|كان ملكًا سيئًا. إلا أن مآثره العظيمة كمهارته العسكرية وسخائه وتذوقه للشعر وروحه المغامرة، لم تشفع له ليتعاطف معه شعبه. لم يكن إنجليزيًا، لكن ذلك لا يعني أنه منح نورماندي أو أنجو أو أقطانية الحب أو الرعاية التي حرم منها مملكته. كان طموحه كمحارب: أن يقاتل من أجل أي شيء أيا كان، لكنه على استعداد لأن يبيع أي شيء قاتل من أجله. كان المجد الذي سعى خلفه هو النصر لا الفتح.<ref>Stubbs, William, "'The Constitutional History of England'', vol. 1, pp.550–551</ref>}} - -تذرع ريتشارد بأن إنجلترا «باردة والسماء تمطر دومًا»، وعندما كان يجمع الأموال لحملته، قال أنه «على استعداد لبيع لندن لمن يشتري.»<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=118.}}</ref> ومع ذلك، على الرغم من إنجلترا مثلت قيمة كبيرة وجزءً كبيرًا من أراضيه، وبالأخص لأنها منحته لقب ملكي جعله على قدم المساواة مع الملوك الآخرين، لم توجه إنجلترا له أي تهديدات داخلية أو خارجية كبيرة خلال فترة حكمه، على عكس أراضيه في القارة، لذا لم تتطلب حضوره الدائم هناك. وكمعظم ملوك [[بلانتاجانت]] قبل القرن الرابع عشر، لم يكن في حاجة لاستخدام اللغة الإنجليزية على نطاق واسع. وبتركه البلاد في أيدي عدة مسؤولين (بما فيهم والدته)، أصبح ريتشارد أكثر قلقًا على أراضيه الفرنسية الواسعة. وبعد كل تجهيزاته تلك، أصبح لديه جيشًا من 4,000 رجل مثقل بالأسلحة، و 4,000 جندي مشاة وأسطولاً من 100 سفينة. - -=== احتلال صقلية === -توج [[تانكريد ملك صقلية|تانكريد]] ملكاً على صقلية عام [[1189]] بعد وفاة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام الثاني]] على الرغم من أن [[كونستانس ملكة صقلية|كونستانس]] زوجة الإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]] كانت الوريثة الشرعية للحكم. زج الملك تانكارد الملكة [[جوان ملكة صقلية|جوان]] بالسجن ورفض إعطائها ميراثها المستحق، وهي أرملة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام]] وشقيقة ريتشارد. وفي سبتمبر 1190، وصل كل من ريتشارد و[[فيليب الثاني أغسطس|فيليب]] إلى جزيرة [[صقلية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=111}}</ref> وفور وصول ريتشارد طالب تانكارد بإطلاق سراح أخته وإعطائها الميراث. خرجت جوان من السجن في [[28 سبتمبر]] ولكن تانكارد رفض إعطائها ميراثها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=114}}</ref> - -شعر سكان [[مسينة|مسينا]] بالضيق نتيجة تواجد قوات أجنبية على أرضهم، فثاروا مطالبين بخروجهم.<ref name="ReferenceC">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=116}}</ref> فهاجم ريتشارد مدينة مسينا واستولى عليها في الرابع من أكتوبر عام 1190.<ref name="ReferenceC"/> وبعد سلب ونهب وحرق المدينة، أسس ريتشارد قاعدة له فيها. خلق هذا العمل حالة من التوتر بين ريتشارد وفيليب. بقي ريتشارد في [[صقلية]] حتى وافق تانكارد أخيراً على توقيع معاهدة. تم توقيع المعاهدة في [[4 مارس]] [[1191]] بين كل من ريتشارد وفيليب وتانكارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=117}}</ref> كانت شروطها الأساسية: -* تحصل جوان على 20,000 [[أونصة]] من الذهب تعويضاً لها على الميراث الذي لم يعطها إياه تانكارد. -* أعلن ريتشارد رسمياً ابن أخاه [[آرثر الأول دوق بريتاني|آرثر دوق بريتاني]] ولي عهده ووريث حكمه، وعلى تانكارد أن يعده بتزويج آرثر إحدى بناته عندما يبلغ سن الرشد. - -بقي ريتشارد وفيليب في صقلية بعضاً من الوقت، مما أدى إلى زيادة حدة التوتر بينهما، حتى أن فيليب أراد التآمر مع تانكارد على ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=124–126}}</ref> لكن الخصومة انتهت عند لقائهما حيث توصلا إلى اتفاقية تضمنت إنهاء خطبة ريتشارد لأليس شقيقة فيليب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=127–128}}</ref> - -=== غزو قبرص === -[[ملف:Map Crusader states 1190-ar.svg|تصغير|300px|الشرق الأدنى إبّان الحملة الصليبية الثالثة (قبرص بارزة باللون البنفسجي)]] -في أبريل 1191، خرج ريتشارد بأسطوله الكبير من [[مسينة|مسينا]] متوجهاً إلى [[عكا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=131.}}</ref> لكن الأسطول تعرض إلى عاصفة أدت إلى تفريقه. وبعد البحث، اكتشف ريتشارد أن القارب الذي أقلّ أخته وخطيبته برنجاريا قد رسى على الساحل الجنوبي لجزيرة [[قبرص]] جنباً إلى جنب مع حطام بقية السفن. وتعرض الناجون من الحادث للأسر من قبل الحاكم إسحاق كومنينوس.<ref name="flori132">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=132.}}</ref> - -وصل أسطول ريتشارد في الأول من مايو عام 1191 إلى ميناء [[ليماسول]] في [[قبرص]].<ref name="flori132"/> طلب ريتشارد من إسحاق إطلاق سراح السجناء،<ref name="flori132"/> إلّا أن طلبه قوبل بالرفض. ردًا على ذلك، استولى ريتشارد على [[ليماسول]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=133–134.}}</ref> ثم وصل عدد من الأمراء إلى ليماسول، وكان من ضمنهم [[غي دي لوزينيان]]. وأعلن الجميع دعمهم لريتشارد الذي قام بدوره بدعم غي دي لوزينيان ضد غريمه [[كونراد من مونفيراتو]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=134.}}</ref> - -نبذ البارونات المحليون إسحاق، الذي اعتبروه صانع السلام مع ريتشارد والذي وافق على المشاركة في الحملة الصليبية وعلى تزويج ابنته من ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=134–136.}}</ref> لكن إسحاق غير رأيه وحاول الهرب. أما ريتشارد فبدأ حملة الاستيلاء على الجزيرة بأكملها مستعينًا بقواته تحت قيادة [[غي دي لوزينيان]]، فاستسلم إسحاق. ومع حلول الأول من يونيو، كان ريتشارد قد سيطر على [[قبرص]] بأكملها. ثم باع ريتشارد الجزيرة ل[[فرسان الهيكل]]، ثم أصبحت قبرص في عام [[1192]] تحت حكم [[غي دي لوزينيان]] الذي جعل منها [[المملكة (توضيح)|مملكة]] [[إقطاعية]] مستقرة.<ref name="Flori 1999 French 137">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=137.}}</ref> - -كان الغزو السريع لقبرص مهماً جداً بالنسبة للأوروبيين، لكونها تحتل الجزيرة موقعاً استراتيجياً واقعاً على الممرات المائية على طريق [[أراضي مقدسة|الأراضي المقدسة]]، والتي كان من المستحيل احتلالها بدون الدعم القادم من البحار.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وقد ظلت قبرص معقلاً ل[[مسيحية|لمسيحية]] حتى [[معركة ليبانت|معركة ليبانتو]] عام [[1571]].<ref name="flori138">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=138.}}</ref><ref>نقلا عن الموسوعة العربية العالمية - قبرص - نبذة تاريخية</ref> وقد ساهم غزو ريتشارد لجزيرة قبرص في زيادة شهرته، كما أنه أمده بمكاسب مالية كبيرة.<ref name="flori138"/> ثم غادر ريتشارد مع حلفائه إلى [[عكا]] في الخامس من شهر يونيو عام 1191.<ref name="flori138"/> - -=== الزواج والحياة الجنسية === -قبل مغادرة قبرص، تزوج ريتشارد من [[بيرنغاريا من نافارا|برنغاريا]] الابنة الكبرى لـ [[سانشو السادس|سانشو السادس ملك نافارا]]{{للهامش|2}}، التي تعرف عليها ريتشارد في بادئ الأمر من خلال مسابقة كانت قد أقيمت في موطنها نافارا.<ref>Abbott, Jacob, History of King Richard the First of England, Harper & Brothers 1877</ref> عقد حفل الزفاف في 12 مايو 1191 في كنيسة القديس جورج في مدينة [[ليماسول]] القبرصية، بحضور أخته [[جوان ملكة صقلية|جوان]] التي كان قد أحضرها ريتشارد من [[صقلية]]. كان حفل الزفاف ضخماً، وغايةً في الروعة والفخامة، محتوياً على الكثير من الولائم والأطعمة، ووسائل التسلية. كما تبعه احتفالات ومسيرات عامة، من ضمنها التتويج الملكي المزدوج، حيث توّج ريتشارد ملكاً على [[قبرص]]، وتوجت برنجاريا ملكةً على كل من [[قبرص]] و[[إنجلترا]]. أراد ريتشارد هذا الزواج من أجل الحصول على [[مملكة نبرة|نافارا]] وجعلها [[إقطاعية]]، كما حصل أبوه على [[آكيتين|أقطانية]] بزواجه من إليانور. كما أن والدته دعمت زواجه من برنجاريا، من أجل تأمين حدود أقطانية الجنوبية حيث تقع نافارا. وبعد الزواج بوقت قصير، ذهب ريشارد إلى الحملة الصليبية برفقة زوجته الجديدة، لكنهما عادا بشكل منفصل. وقد واجهت برنجاريا صعوبات جمة في طريق العودة كما حدث مع ريتشارد. ولم ترَ [[إنجلترا]] إلّا بعد وفاته. وبعد إطلاق سراح ريتشارد من الأسر الألماني، أبدى ريتشارد بعض الأسف على ما فعله سابقاً لكنّه مع ذلك لم يعد إلى زوجته.<ref>Richard I. by Jacob Abbot, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> ولم ينجبا أطفالاً من هذا الزواج. - -منذ خمسينيات القرن الماضي، أصبحت قضية حياة ريشارد الجنسية مثيرة للاهتمام والجدل. مع أنه من النادر ما عالج المؤرخون الفيكتوريون والإدوارديون هذه المسألة، إلّا أن المؤرخ جون هارفي تحدى عام 1948 ما كان ينظر إليها على أنها ''مؤامرة الصمت'' التي تحيط [[شذوذ جنسي|بشذوذ]] ريتشارد الجنسي.<ref>Harvey, pp.33–4. There is a mention of this question in Richard, A., ''Histoire des comtes de Poitout, 778–1204'', vol. I–II, Paris, 1903, t. II, p. 130, cited {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}}, however.</ref> اعتمدت تلك الفكرة في المقام الأول على الوثائق التاريخية التي تخص سلوك ريتشارد، حيث تؤكد بعض السجلات التاريخية أن ريتشارد قام بالاعتراف والتوبة مرتين. كما أنه لم ينجب أطفالاً طيلة فترة زواجه من برنجاريا.<ref>Summarised in McLynn, pp.92–3.</ref> - -ويتحدث المؤرخ روجر الهوديني عن [[راهب]] كان قد حذّر ريتشارد من خطر [[مثلية جنسية|اللواط]] وطلب منه عدم القيام بالأعمال غير المشروعة، وبناءً على ذلك كان ريتشارد قد حصل على الغفران، فعاد إلى زوجته التي هجرها زمناً طويلاً، وابتعد عن الفاحشة التي كان يقوم بها، وظلّ مخلصاً لزوجته حتى أصبحا كالجسد الواحد.<ref>Roger of Hoveden, ''The Annals'', trans. Henry T. Riley, 2. Vols. (London: H.G. Bohn, 1853; repr. New York: AMS Press, 1968)</ref> لكن هذه النظريات تناقض حقيقة أن ريتشارد أنجب طفلاً غير شرعي واحد على الأقل (فيليب)، وكذلك تناقض المزاعم التي تفيد بأن ريتشارد أقام علاقات جنسية مع النساء المحليات خلال الحملات التي كان يقوم بها.<ref>McLynn, p.93; see also {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref> - -وما زال المؤرخون حتى اليوم منقسمين حول هذه القضية،<ref>Burgwinkle, pp.73–4.</ref> حيث يوجد بعض المؤيدين لنظرية جون هارفي،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88">As cited in {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}} see for example Brundage, ''Richard Lion Heart'', New York, 1974, pp. 38, 88, 202, 212, 257; Runciman, S., ''A History of the Crusade'', Cambridge, 1951–194, t. III, pp. 41ff.; and Boswell, J., ''Christianity, Social Tolerance and Homosexuality'', Chicago, 1980, p. 231ff.</ref> في حين هناك مؤرخون لا يوافقونه مثل جون غيلينغهام،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref> الذي يعتقد أن ريتشارد كان طبيعياً.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139}}</ref> أما المؤرخ جان فلوري، فيقول بأن معظم المؤرخين في الوقت الحاضر يعتقدون بأن ريتشارد كان [[مثلي الجنس]]،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448. According to Flori, this change is due to greater social acceptance of homosexuality.}}</ref> مستدلاً بذلك على توبة ريتشارد (عام 1191 وكذلك 1195)، التي يقول فلوري أنها كانت توبة من اللواط.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=456–462.}}</ref> كما يقول فلوري بأن ريتشارد أقام علاقات مع النساء بالقوة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=463.}}</ref> ويعتقد جون فلوري أن ريتشارد أقام علاقات مع كل من النساء والرجال خلال مراحل مختلفة من حياته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=464.}}</ref> إلّا أن فلوري يوافق غيلينغهام بعدم تصديق الإدّعاءات التي تقول بأن ريتشارد كان على علاقة مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، والتي يصدقها بعض المؤرخين في الوقت الحاضر.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=454–456. Contemporaneous accounts refer to various signs of friendship between the two when Richard was at Philip's court in 1187 during his rebellion against his father Henry II, including sleeping in the same bed. But, according to Flori and Gillingham, such signs of friendship were part of the customs of the time and cannot be interpreted as indicating homosexuality of either man.}}</ref> - -=== في الأرض المقدسة === -[[ملف:Britishmuseumrichardandsaladintiles.jpg|تصغير|300px|تصور لريتشارد (يسار) وصلاح الدين (يمين) يعود للفترة بين عامي 1250-1260.]] -رسى ريتشارد بقواته في [[عكا]] في 8 يونيو 1191.<ref>[https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ ريتشارد قلب الأسد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200317170652/https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ |date=17 مارس 2020}}</ref> وقدّم دعمه لابن مقاطعته [[بواتو|البواتوي]] [[غي دي لوزينيان]]، الذي أرسل له الجنود لمساعدته في قبرص. كان غي زوجًا لأرملة ابن عم أبيه [[سيبيلا ملكة أورشليم]]، وكان يحاول المحافظة على مملكة أورشليم، وبوفاة زوجته أثناء [[حصار عكا (توضيح)|حصار عكا]] في العام السابق. نافسه [[كونراد من مونفيراتو]] زوج إيزابيلا شقيقة سيبيلا وابن عم لويس السابع والد فيليب الثاني في المطالبة بالعرش. تحالف ريتشارد مع هيمفري الرابع لورد تورون زوج إيزابيلا الأول الذي أرغم على تطليقها عام 1190. كان هيمفري يدين بالولاء لغي ويتحدث [[اللغة العربية|العربية]] بطلاقة، فاستخدمه ريتشارد كمترجم وكدليل. - -ساهم ريتشارد وقواته في الاستيلاء على عكا، رغم مرضه الشديد. في النهاية، تفاوض كونراد من مونفيراتو مع صلاح الدين على شروط الاستسلام ورفع رايات الملوك على المدينة. اختلف ريتشارد مع [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]] حول مشاركة [[إسحاق كومنينوس حاكم قبرص]] في الحملة الصليبية. رفع ليوبولد رايته في مستوى الرايتين الإنجليزية والفرنسية. ففسر ذلك ريتشارد وفيليب أنها غطرسة، فليوبولد تابع [[إمبراطور روماني مقدس|للإمبراطور الروماني المقدس]] (على الرغم من أنه الزعيم الأعلى رتبة من بين القوات الإمبراطورية). مزق رجال ريتشارد الراية، ورموها في خندق عكا. فغادر ليوبولد [[الحملة الصليبية الثالثة]] فورًا. ثم غادر فيليب بعد ذلك بوقت قصير، وهو في حالة صحية سيئة، وبعد مزيد من النزاعات مع ريتشارد حول وضع قبرص (طالب فيليب بنصف الجزيرة) وتملك أورشليم. ليجد ريتشارد نفسه فجأة، بلا حلفاء. - -استبقى ريتشارد 2,700 أسير مسلم كرهائن ضد صلاح الدين الأيوبي للوفاء بجميع شروط استسلام الأراضي حول عكا. وقبل أن يغادر فيليب، سلّم أسراه إلى كونراد، لكن ريتشارد أجبره على تسليمهم له. خشي ريتشارد أن يعرقله الأسرى عن التحرك بقواته من عكا، ف[[مذبحة عكا 1191|أمر بإعدامهم جميعًا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدواداري| Ref =كنز الدرر|1972|p=108-109}}</ref><ref>Runciman p.53/3</ref><ref>[http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm Richard The Lionheart Massacres The Saracens, 1191], [[بهاء الدين بن شداد|Beha-ed-Din]], his account appears in Archer, T.A., The Crusade of Richard I (1889); Gillingham, John, The Life and Times of Richard I (1973). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170929105722/http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm |date=29 سبتمبر 2017}}</ref><ref name="البداية 587">{{استشهاد بكتاب |الأخير= ابن كثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن كثير|عنوان= [[البداية والنهاية]]، الجزء الثامن، أحداث 587 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 466-472}}</ref> ثم اتجه جنوبًا، وهزم قوات [[صلاح الدين الأيوبي]] في [[معركة أرسوف]] في 7 سبتمبر 1191{{يم}}{{للهامش|3}}. وفي نوفمبر 1191، بعد الاستيلاء على [[يافا]]، تقدم الجيش الصليبي نحو القدس. وصل إلى بيت نوبا، على بعد 12 ميل من القدس. كانت معنويات المسلمين في القدس منخفضة جدًا خشية سقوط المدينة بسرعة. إلا أن الطقس الذي كان سيئًا باردًا مع أمطار غزيرة وعواصف، وهذا بالإضافة لخوفه من أن يحاصر جيشه في القدس، دفعاه للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 198-200.</ref> ثم حاول التفاوض مع صلاح الدين الأيوبي، إلا أنه لم ينجح في ذلك. وفي النصف الأول من عام 1192، حصّن هو وجنوده [[عسقلان]]. - -اضطر ريتشارد بقبول [[كونراد من مونفيراتو|كونراد]] كملك لأورشليم بعد أن تم انتخابه، ثم باع قبرص لغي دي لوزينيان.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وبعد أيام في 28 أبريل 1192، اغتيل كونراد على أيدي [[الحشاشون|الحشاشين]] قبل تتويجه.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - سنة ثمان وثمانين وخمسمائة] ذكره ابن كثير باسم المركيس (المركيز) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200510223311/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=10 مايو 2020}}</ref> وبعد ثمانية أيام، تزوج ابن شقيقته هنري الثاني كونت شامبين من الأرملة [[إيزابيلا ملكة أورشليم]]، رغم حملها في ابن كونراد. لم يُعرف من وراء الجريمة، إلا أن المؤرخين يشتبهون في تورط ريتشارد.<ref>Runciman p.64-65/3</ref> - -تقدم الجيش الصليبي مرة أخرى نحو القدس في يونيو 1192، ورغم أن المدينة كانت على مرمى البصر، إلا أنهم اضطروا للانسحاب بسبب الخلافات بين قادة الجيش. كان ريتشارد ومعظم قادة الجيش يريدون إجبار صلاح الدين الأيوبي على التخلي عن القدس من خلال مهاجمة قاعدة سلطانه [[مصر]]. في حين أصر قائد القوات الفرنسية هيو الثالث دوق بورجوندي على أن الهجوم المباشر على القدس يجب أن يتم. قسّم هذا الشقاق الجيش الصليبي إلى فصيلين، ليس في قدرة أحدهما فرض رأيه على الآخر. وقال ريتشارد أنه سيصاحب أي هجوم على القدس فقط كجندي بسيط، ورفض قيادة الجيش. ودون قيادة موحدة، اضطر الجيش للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 209-212</ref> - -بدأت فترة من المناوشات البسيطة مع قوات صلاح الدين في الوقت الذي تفاوض فيه ريتشارد وصلاح الدين الأيوبي على تسوية الصراع. كما علم ريتشارد بأن فيليب وشقيقه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بدئا في التآمر ضده. ومع ذلك، أصر صلاح الدين على هدم تحصينات عسقلان، التي صنعها رجال ريتشارد، وعدد قليل من النقاط الأخرى. حاول ريتشارد محاولة أخيرة لتعزيز موقفه التفاوضي بمحاولة غزو [[مصر]]، لكنه فشل. في النهاية، نفد الوقت أمام ريتشارد، وأدرك أنه ليس بإمكانه تأجيل عودته. وتوصل مع صلاح الدين الأيوبي على تسوية في 2 سبتمبر 1192، اشتملت على هدم تحصينات عسقلان، والسماح للحجاج و[[تاجر|التجار]] المسيحيين بدخول [[القدس]]،<ref name="الكامل 588">{{استشهاد بكتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن الأثير|عنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء العاشر، أحداث 588 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 218-228}}</ref><ref name="abc1">Richard I. by Jacob Abbott, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> كما تضمنت هدنة لمدة ثلاث سنوات.<ref name="abc1"/> - -=== الأسر والعودة === -[[ملف:Heinrich VI. begnadigt Richard Loewenherz.jpg|تصغير|تصور للإمبراطور هنري السادس وهو يسامح ريتشارد، تعود لنحو عام 1196.]] -أجبر الطقس السيئ سفينة ريتشارد على أن تحط في [[كورفو]]، في أراضي الإمبراطور البيزنطي [[إسحاق الثاني]]، الذي اعترض على ضم ريتشارد لقبرص التي كانت أرض بيزنطية مسبقًا. متنكرًا في زي [[فرسان الهيكل]]، أبحر ريتشارد مع أربع مرافقين من كورفو، غير أن سفينته تحطمت قرب أكيليا، مما أجبره على رحلة خطرة في وسط أوروبا. وفي طريقه عبر أراضي زوج شقيقته [[هاينريش الأسد]]، أسر ريتشارد قبل عيد الميلاد عام 1192 بوقت قصير قرب [[فيينا]] من قبل [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]]، الذي اتهم ريتشارد بالترتيب لقتل ابن عمه [[كونراد من مونفيراتو]]. وعلاوة على ذلك، أهان ريتشارد ليوبولد شخصيًا بإنزال رايته من فوق أسوار عكا. - -سجن ليوبولد ريتشارد في قلعة دورنشتاين،<ref>Arnold, p. 128</ref> وصل خبر تحطم سفينة ريتشارد إلى إنجلترا، إلا أن الأوصياء على عرشه ظلوا لعدة أسابيع غير متيقنين من مكان وجوده. أثناء وجوده في السجن، كتب ريتشارد أغنية "''Ja nus hons pris''" («لا يوجد رجل مسجون»)، التي وجهها إلى أخته غير الشقيقة ماري كونتيسة شامبين. كتبها بالفرنسية و[[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، للتعبير عن مشاعر الهجر من قبل شعبه وأخته. كان احتجاز المشاركين في {{ال|حملات|صليبية}} مخالفًا للقانون العام،<ref name="eb1911">{{Cite EB1911|wstitle=Richard I}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=188–189.}}</ref> وعلى هذه الأسس حرم البابا [[سلستين الثالث]] الدوق ليوبولد كنسيًا. - -[[ملف:Durnstein castle.jpg|تصغير|يسار|أطلال قلعة دورنشتاين، حيث احتجز ليوبولد ريتشارد.]] -في 28 مارس 1193، تم تسليم ريتشارد للإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]]، الذي كان متضررًا من دعم أسرة بلانتيجانت لأسرة [[هاينريش الأسد]]، وأيضًا من اعتراف ريتشارد بتانكريد ملكًا على صقلية،<ref name="eb1911"/> فسجنه في قلعة تريفلز. كان هنري السادس في حاجة للمال لتجهيز جيش للمطالبة بحقوقه في [[جنوب إيطاليا]]، فاحتجز ريتشارد لكي يحصل على فدية. مما دفع البابا سلستين الثالث لحرمان هنري السادس أيضًا كنسيًا لاحتجازه غير المشروع لريتشارد. رفض ريتشارد تقديم التحية للإمبراطور، وقائلاً: {{اقتباس مضمن|لقد ولدت في رتبة لا تعترف بأن أحدًا يفوقها إلا الله.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Longford|1989|p=85.}}</ref>}} وعلى الرغم من شكواه، لم تكن ظروف احتجازه شديدة. - -طلب الإمبراطور 150,000 قطعة فضية فدية لإطلاق سراح ريتشارد، وهو ما يعادل ما جمعته [[عشور صلاح الدين]] قبل ذلك بأعوام،<ref name="silver">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Madden|2005|p=96}}{{وثق المصدر|date=October 2010}}</ref> ومن 2–3 أضعاف دخل إنجلترا في ذلك الوقت، وهو ما قدره المؤرخ ديفيد بويل بحوالي ملياري جنيه إسترليني بأسعار عام 2011.{{يم}}<ref>{{استشهاد ويب|الأخير=Geoghegan |الأول=Tom |مسار=https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 |عنوان=Why is King John the classic villain? |ناشر=BBC |تاريخ=1 March 2011 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190419140713/https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 | تاريخ أرشيف = 19 أبريل 2019 }}</ref> عملت أمه على جمع الفدية، حتى أنها صادرت بعض ممتلكات الكنائس. وفي الوقت نفسه، عرض شقيقه جون والملك فيليب الثاني ملك فرنسا على الإمبراطور 80,000 قطعة فضية لتأخير إطلاق ريتشارد حتى نهاية سبتمبر 1194، لكن الإمبراطور رفض العرض. أرسلت أموال الفدية مع سفراء الإمبراطور عبر ألمانيا، وفي 4 فبراير 1194، أطلق سراح ريتشارد. فأرسل فيليب إلى جون قائلاً: {{اقتباس مضمن|انتبه إلى نفسك، فقد أطلق الشيطان.{{sfn|Purser|2004|p=[http://books.google.co.nz/books?id=fBs0VlTA-qEC&printsec=frontcover&source=gbs_atb#v=onepage&q&f=false 161]}}}} - -=== السنوات اللاحقة والوفاة === -[[ملف:Philippe Auguste et Richard IIIe croisade.jpg|تصغير|ريتشارد وفيليب، مخطوطة فرنسية من عام 1261]] - -في الفترة التي غاب فيها ريتشارد، ثار أخوه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بمساعدة [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، الذي كان قد استولى على [[نورماندي]] بينما كان ريتشارد في السجن.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2004}}.</ref> غفر ريتشارد لجون على فعلته عندما التقيا مرة أخرى; تماشياً مع الضرورة السياسية. كما جعل جون وريثه بدلاً من ابن أخيه آرثر. - -فتح سقوط قلعة غيزور {{فرن|Château de Gisors}} بيد القوات الفرنسية عام [[1196]] فجوة في الدفاعات النورماندية. بحث ريتشارد عن موقع جديد يبني فيه [[قلعة]] جديدة من أجل الدفاع عن [[نورماندي|دوقية نورماندي]]، ولاستخدامه كقاعدة يبدأ منها حملته لاستعادة مقاطعة فيكسين من [[فرنسا|الفرنسيين]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=303–305.}}</ref> واختير هذا الموقع على ضفاف [[السين (نهر)|نهر السين]]، في قصور ''أنديلي''. بموجب شروط صلح اللوفر بين ريتشارد وفيليب في ديسمبر عام [[1195]]، لم يكن مسموحاً لكلا الملكين بتحصين هذا الموقع. على الرغم من ذلك، أراد ريتشارد بناء قلعة غايّار {{فرن|Chateau Gaillard}} هناك.<ref name="Gillingham 301">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=301.}}</ref> حاول ريتشارد الحصول على تلك القصور من خلال المفاوضات، لكن رئيس الأساقفة ''والتر دي كوتانس'' كان متردداً في بيعها، حيث كانت تلك القصور إحدى أكثر الأبرشيات ربحاً للأموال. كما أن بقية الأبرشيات كانت قد تعرضت للدمار خلال الحروب.<ref name="Gillingham 301"/> وعندما حاصر [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] منطقة [[أومال]] في [[نورماندي]]، نفذ صبر ريتشارد واستولى عليها،<ref name="Gillingham 301"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|1997|p=10.}}</ref> على الرغم من معارضة [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة]] لذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Packard|1922|p=20.}}</ref> أصدر ''والتر دي كوتانس'' [[حرمان كنسي|حرماناً]] بحق دوقية نورماندي ومنع من تقديم الخدمات الكنسية فيها. يقول المؤرخ روجر الهوديني: {{اقتباس مضمن|ظلت جثث الموتى ملقاة في الشوارع دون أن تدفن في مدن نورماندي}}. لكن الحرمان ألغي من قبل [[بابوية كاثوليكية|البابا]] [[سلستين الثالث]] في شهر أبريل من عام [[1197]] بعدما قدم ريتشارد هدايا لوالتر كان من ضمنها أبرشيتين وميناء كبير في [[دييب (السين البحرية)|دييب]].<ref name="Gillingham 302">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=302–304}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=112.}}</ref> - -في عهد ريتشارد، انخفض الإنفاق الملكي على بناء القلاع مقارنة بعهد والده [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]]، ويعزى ذلك إلى تركيز إنفاق الموارد على حروب ريتشارد مع ملك [[فرنسا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1955|pp=355–356.}}</ref> إلّا أن بناء قلعة غايّار كلّف 15-20 ألف [[جنيه إسترليني]] في الفترة ما بين 1196-1198، فكانت بذلك واحدة من أكثر القلاع كلفة في ذلك الوقت،<ref name="McNeil 42">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|McNeill|1992|p=42.}}</ref> حيث كانت تكلفة القلاع التي بناها ريتشارد في [[إنجلترا]] حوالي 7 آلاف [[جنيه إسترليني]]، وهي بذلك أقل من نصف تكلفة قلعة غايّار.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=304.}}</ref> كما أن سرعة بنائها لم يسبق لها مثيل، حيث بنيت في عامين تقريبا، بينما كان بناء القلاع الأخرى يستغرق حوالي العقد من الزمان.<ref name="McNeil 42"/> ووفقًا للمؤرخ الإنجليزي ويليام بارفوس، أنه في شهر مايو من عام 1198 هطل على ريتشارد والعاملين بالبناء مطر غزير من الدم; فظنّ البعض أنه نذير شؤم، إلّا أن ريتشارد لم يأبه به.<ref name="Gillingham 2002 303">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=303.}}</ref> يقول ويليام<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Liddiard|2005|pp=112–113.}}</ref> {{اقتباس مضمن|لم يتأثر الملك بما حصل، ولم يسمح بالتهاون في العمل ولو بمقدار ذرة، بل واصل عمله بسعادة. وإن لم أكن مخطئًا، حتى لو نزل ملك من السماء ليؤخر البناء لاضطر للعن ريتشارد لأنه لن يوافق على ذلك.}} - -[[ملف:Normandie Eure Andelys3 tango7174.jpg|تصغير|250px|مظهر بانورامي لقلعة غايّار]] -لم يذكر شيء عن المشرف على عملية بناء [[قلعة|القلعة]]. تقول المؤرخة ألين براون أن المشرف على البناء كان الملك ريتشارد بنفسه; يدعم هذا الرأي الاهتمام الذي أبداه ريتشارد خلال زياراته المتكررة للقلعة أثناء بنائها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=113.}}</ref> أصبحت القلعة في سنوات ريتشارد الأخيرة مكان إقامته المفضل. وكانت قلعة غايّار سابقة لعصرها، متضمنة ابتكارات اعتمدت في عمارة القلاع لقرن تلاها من الزمان.<ref name="Allen Brown 62">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1976|p=62.}}</ref> وصفتها المؤرخة ألين بأنها أحد أفضل قلاع [[أوروبا]] في زمانها.<ref name="Allen Brown 62"/> يقول [[مؤرخ عسكري|المؤرخ العسكري]] [[المملكة المتحدة|البريطاني]] [[تشارلز أومان]]:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Oman|1991|p=33.}}</ref> {{اقتباس مضمن|تعتبر قلعة غايّار تحفة عصرها. ستبقى سمعة ريتشارد كمهندس عسكري عظيم ثابتة بسببها. لم يكن ريتشارد مجرد مقلد لما رآه في الشرق، بل ابتكر بنفسه تفاصيل أدخلها على بناء هذه القلعة.}} - -عزم ريتشارد على مقاومة أطماع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] بالأراضي المتنازع عليها مثل مقاطعة فيكسين، حيث أخرج كل ما في جعبته من خبرة عسكرية وموارد هائلة في وجه ملك [[فرنسا]]. فقام ريتشارد بصنع تحالف ضد فيليب مكون من بالدوين التاسع كونت [[الإقليم الفلامندي|فلاندرز]]، ورينو كونت بولوني، وسانشو السادس ملك [[مملكة نبرة|نافارا]] الذي داهم أراضي فيليب من الجنوب. والأهم من ذلك كله، استطاع ريتشارد تأمين ميراث [[أسرة فلف|فلف]] في [[ساكسونيا]] لابن أخته أوتو حاكم [[بواتو شارنت|بواتو]]، الذي أصبح إمبراطوراً رومانياً مقدساً (باسم أوتو الرابع) عام [[1198]]. ونتيجة لهذه التحالفات وغيرها من المكائد، انتصر ريتشارد على فيليب في عدة مناسبات. فرّ فيليب من [[معركة فريتفال|فريتفال]] (الواقعة في وسط فرنسا) عام 1194 فور عودة ريتشارد من الأسر تاركاً أرشيفاً كاملاً من المراجعات المالية والوثائق التي حصل عليها ريتشارد. وفي معركة غيزور (تسمى أيضاً بمعركة كورسيل) عام 1198، اتخذ ريتشارد من عبارة ''الرب وحقي'' {{فرن|Dieu et mon Droit}} شعاراً له (وهو ما زال مستخدماً كشعار [[الملكية في المملكة المتحدة|للملكية في المملكة المتحدة]]). - -في شهر مارس من عام [[1199]]، قام ريتشارد بقمع الثائرين في [[ليموزان|ليموزا]]. وعلى الرغم من أن ذلك الوقت كان وقت [[الصوم الكبير]]، إلّا أن ريتشارد «''دمّر الأرض بالنار والسيف''».<ref>Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum'', p. 94</ref> ثم حاصر قلعة ''شالو شابرول'' التي كانت ضعيفة ومنزوعة السلاح تقريباً. يقول بعض المؤرخين أن ريتشارد حاصرها لأنّ أحد الفلاحين المحليين كان قد أخبره عن وجود كنز مدفون من [[ذهب|الذهب]] الروماني،<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y |عنوان=King Richard I of England Versus King Philip II Augustus |ناشر=Historynet.com |تاريخ=23 August 2006 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20080312101537/http://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y | تاريخ أرشيف = 12 مارس 2008 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> الذي ادّعى ريتشارد أحقيته في الحصول عليه بصفته سيداً أعلى على ال[[إقطاعية]]. - -وفي مساء اليوم الخامس والعشرين من مارس عام 1199، كان ريتشارد يتجول حول محيط القلعة بدون ارتداء درعه، يتحقق من وضع جنوده المتواجدين فوق جدران القلعة. كان الملك ريتشارد يقضي وقتاً ممتعاً وهو ينظر إلى أحد الجنود الذي كان يحمل القوس والنشاب بيد واحدة. صوّب هذا الجندي القوس تجاه ريتشارد، وقد لاقى هذا الفعل استحساناً من قبل الملك. إلّا أن رجلاً آخر رمى الملك بسهم ضرب كتفه الأيسر بالقرب من عنقه. أٌدخل الملك خيمته وقام الجرّاح (الذي وصفه البعض بالجزّار) بإزالة السهم بطريقة غير احترافية على الإطلاق، ما أدى إلى تحول الجرح بشكل سريع إلى [[غنغرينا|غنغرينة]]. يقال أن ريتشارد طلب إحضار قاتله إليه الذي اختلف في اسمه، فقيل بيير أو بيتر، وقال البعض أن اسمه جون.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1989|p=16.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=233–254.}}</ref> وعندما وقف بين يدي ريتشارد، اتضح له (وفقاً لبعض المصادر وليس جميعها) أنه مجرد صبي. ادّعى هذا الصبي أن ريتشارد كان قد قتل أباه وأخويه؛ فأراد قتل ريتشارد انتقاماً لذلك. اعتقد الصبي أنه سيتعرض للإعدام، لكن ريتشارد أراد أن يكون رحيماً وهو على وشك توديع الحياة، فسامح الصبي على فعلته وقال له: ''أكمل حياتك، وبفضلي سترى نور الغد''. وقبل إطلاق سراح الصبي، أمر بإعطائه 100 [[شلن]].<ref>Although there are numerous variations of the story's details, it is not disputed that Richard did pardon the person who shot the bolt, see {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=234.}}</ref> قام ريتشارد بتوريث جميع أراضيه لأخيه [[جون ملك إنجلترا|جون]]، أما المجوهرات فورثها لابن أخته أوتو. -[[ملف:King Richard I.jpg|تصغير|الملك ريتشارد الأول]] - -توفي ريتشارد في السادس من أبريل عام 1199 في أحضان والدته. وصفت وفاته بمصطلح ''الأسد الذي قٌتل من النملة'' وذلك يعزى إلى طريقة قتله. يقول أحد المؤرخين:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=238.}}</ref> {{اقتباس مضمن|أثبت ريتشارد في آخر أعماله أن الشهامة كانت غير مثمرة خلال [[العصور الوسطى]] بهمجيتها ووحشيتها. حيث قام [[مرتزق|المرتزق]] الشائن ميركادير بسلخ جلد قاتل ريتشارد وتعليقه على القلعة فور وفاة ريتشارد.}} - -دُفن قلب ريتشارد في [[روان]] في [[نورماندي]]. ودُفنت أحشاؤه في [[شالو]] (المكان الذي توفي فيه). أما باقي جسده فدُفن في كنيسة فونتفريد في [[أنجو]] بجانب أبيه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=235.}}</ref> في عام [[2012]]، قام العلماء بتحليل ما تبقى من [[قلب]] ريتشارد واكتشفوا أنه قد تم تحنيطه باستخدام عدة مواد من ضمنها ال[[لبان]]، وهي مادة ذات أهمية رمزية وذلك لأنها قُدمت عند ولادة [[مسيح|المسيح]] وتحنيطه تم وفقاً للمسيحية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Charlier|الأول=Philippe|المؤلفون=Joël Poupon, Gaël-François Jeannel, Dominique Favier, Speranta-Maria Popescu, Raphaël Weil, Christophe Moulherat, Isabelle Huynh-Charlier, Caroline Dorion-Peyronnet, Ana-Maria Lazar, Christian Hervé & Geoffroy Lorin de la Grandmaison|عنوان=The embalmed heart of Richard the Lionheart (1199 A.D.): a biological and anthropological analysis|صحيفة=Nature|تاريخ=28|مسار=https://www.nature.com/articles/srep01296|تاريخ الوصول=2 March 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150522124304/http://www.nature.com/srep/2013/130228/srep01296/full/srep01296.html? | تاريخ أرشيف = 22 مايو 2015 }}</ref> - -=== المظهر === -وفقاً لكتاب ''خط سير رحلة الملك ريتشارد'' (ب[[لغة لاتينية|اللاتينية]]: ''Itinerarium Regis Ricardi'') الذي يسرد أحداث [[الحملة الصليبية الثالثة]]: {{اقتباس خاص|كان طويل القامة، مثالي البنية. كان شعره ما بين الأحمر والذهبي، وكانت أطرافه مرنة ومستقيمة. أما ذراعاه فكانتا طويلتين متناسبتين مع سيفه عند إشهاره إياه، وكانت ساقاه طويلتين متوافقتين مع بقية أجزاء جسده.}} - -== الإرث == -[[ملف:Richard I statue outside Parliament.JPG|معدول|تصغير|تمثال ريتشارد الأول أمام [[قصر وستمنستر]] في لندن.]] -تقلبت سمعة ريتشارد عبر الزمن «بعنف». الصورة المعاصرة لريتشارد هي صورة الملك [[فارس (وسام)|الفارس]].<ref name="flori484">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=484–485.}}</ref> عرف بكونه قائد عسكري ومقاتل باسل وكريم. إلا أن سمعته تضررت على مر العصور، وحددت النظرة الشعبية لريتشارد.<ref name="flori484"/> فقد ترك بصمة لا تمحى على الخيال حتى وقتنا الحاضر، بسبب مآثره العسكرية. انعكس ذلك على تعليق المؤرخ [[ستيفين رونسيمان]] على ريتشارد الأول: {{اقتباس مضمن|كان ولدًا عاقًا وزوج سيء وملك سيء، إلا أنه كان جندي باسل ورائع.}} كما كتب عنه المؤرخون المسلمون خلال فترة الحروب الصليبية<ref name="Andrew Holt">{{استشهاد ويب|مؤلف=Andrew Holt |مسار=https://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html |عنوان=Jonathan Phillips |ناشر=Crusades-encyclopedia.com |تاريخ الوصول=30 March 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190428121753/http://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2019 }}</ref> {{اقتباس مضمن|لم نواجه قط خصمًا أكثر جرأة وبراعة منه.<ref name="Andrew Holt"/>}} - -رغم ذلك، كانت هناك صور سلبية عن ريتشارد. خلال حياته، تعرض لانتقادات من قبل المؤرخين لجمعه الضرائب من رجال الدين سواء للحملة الصليبية أو لفديته، في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة ورجال الدين عادة معافون من الضرائب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=322.}}</ref> شهد {{ال|عصر|فكتوري}} انقسام حول ريتشارد، فقد أعجب به الكثيرون على اعتبار أنه بطل صليبي ورجل الله، وشيدوا له تمثالاً بطوليًا أمام [[برلمان المملكة المتحدة]]؛ وعلى الجانب الآخر، يصفه المؤرخ ستابس بأنه {{اقتباس مضمن|ولد عاق، وزوج سيء، وحاكم أناني، ورجل خبيث.}} وعلى الرغم من مولده في أكسفورد، فلم يتحدث الإنجليزية. وخلال عهده الذي دام عشر سنوات، لم يمكث في إنجلترا لمدة تزيد عن ستة أشهر، وغاب عنها تمامًا في الخمس سنوات الأخيرة. - -لم يكن لريتشارد ورثة شرعيين، فقط لديه ابن غير شرعي هو فيليب الكونجاكي. لذا، خلفه شقيقه جون ملك إنجلترا.<ref name="Angevin">Peter Saccio Leon D. Black (2000). "Shakespeare's English Kings: History, Chronicle, and Drama" (Chapter VIII, John, The Legitimacy of the King; The Angevin Empire). Oxford University Press</ref> ومع ذلك، رفضت أراضيه الفرنسية خلافة جون له، وفضلت ابن أخيه [[آرثر الأول دوق بريتاني]] ابن شقيقه الراحل جيوفري. كان عدم وجود وريث مباشر لريتشارد الخطوة الأولى تجاه حل [[الإمبراطورية الأنجوية]]. ورغم أن ملوك إنجلترا ضغطوا للمطالبة بأراضيه في القارة، إلا أنهم لم يتمكنوا أبدًا من حكمها مرة أخرى. - -=== فلكلور العصور الوسطى === -في حوالي منتصف القرن الثالث عشر، نشأت عدد من الأساطير حول أسر ريتشارد، فقالوا أن المغني بلوندل دي نيسل جاب أوروبا من قلعة إلى قلعة، وهو يصيح بأغنية لا يعرفها سوى اثنين هو وريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=191–192.}}</ref> إلى أن وصل في النهاية إلى المكان الذي كان ريتشارد محتجزًا فيه، فسمع ريتشارد الأغنية، وأكمل باقي الأغنية، فعرف بلوندل مكان سجنه. كانت القصة الأساس الذي أوبرا [[أندريه غريتري]] ''ريتشارد قلب الأسد''، ويبدو أنها كانت ملهمة لريتشارد ثورب في مقدمة الفيلم السينمائي إيفانهوي عام 1952. لكنها لا تبدو قصة حقيقية تتناسب مع بلوندل المنشد الأرستقراطي. كما لا تتوافق مع الواقع التاريخي، حيث لم يخف آسري الملك حقيقة أسره، بل على العكس، فقد أعلنوا ذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=192.}}</ref> - -وبحلول القرن السادس عشر، بدأت قصص [[روبن هود]] في الظهور، التي صورته كمعاصر ومؤيد للملك ريتشارد قلب الأسد، مما اضطر روبن للخروج عن القانون خلال حكم جون شقيق ريتشارد الشرير، في الوقت الذي كان فيه ريتشارد بعيدًا في الحملة الصليبية. وعلى الرغم من أن هذه القصة تزايدت شعبيتها، إلا أنها بالتأكيد لم تكن شائعة في القصائد التي عاصرت تلك الفترة. - -=== في الأعمال الفنية المعاصرة === -[[ملف:Royal Arms of England (1198-1340).svg|تصغير|معدول|الشعار الذي استخدمه ريتشارد الأول في نهاية عصره.]] -ظهر ريتشارد كشخصية رئيسية أو ثانوية في العديد من الأعمال، سواء المكتوبة أو السمعية البصرية. فظهر مرتبطًا بشخصية روبن هود في رواية [[والتر سكوت]] ''[[ايفانهو]]'' والعديد من الأعمال المبنية على الرواية، كذلك في عدد من الأفلام عن روبن هود. كما كان أحد الشخصيات الرئيسية في رواية سكوت ''[[الطلسم (رواية)|الطلسم]]'' التي تدور أحداثها خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، والتي صورت فيلمًا عام 1954 بعنوان ''الملك ريتشارد والصليبيين''، لعب فيه [[جورج ساندرز]] دور ريتشارد و[[ريكس هاريسون]] دور صلاح الدين الأيوبي. كما ظهر في العديد من الأعمال التي تناولت الحملة الصليبية الثالثة وتوابعها. كما دارت أوبرا ''ريكاردو بريمو'' ل[[جورج فريدريك هاندل]] حول غزو ريتشارد لقبرص. - -لعب [[شون كونري]] دور ريتشارد مع [[كيفين كوستنر]] في فيلم ''روبن هود: أمير اللصوص'' عام 1991، كما مثلّه [[أنتوني هوبكنز]] في فيلم أنطوني هارفي ''الأسد في الشتاء'' عام 1968، كما ظهرت شخصية ريتشارد الأول في مشهد عابر في نهاية فيلم ''[[مملكة السماء (فيلم)|مملكة السماء]]'' من إخراج [[ريدلي سكوت]]، والذي قام فيه [[إيان غلين]] بالدور. وفي الفيلم الملحمي ''[[روبن هود (فيلم 2010)|روبن هود]]'' الذي أخرجه سكوت أيضًا عام 2010، مثل [[داني هيوستن]] دور ريتشارد الأول، تناول الفيلم وفاة الملك أثناء حصار قلعة تشالوس، وجعل إعادة تاجه إلى إنجلترا من مسئولية روبن هود. وعربيًا، أدى الممثل [[حمدي غيث]] دور ريتشارد قلب الأسد في فيلم [[الناصر صلاح الدين (فيلم)|الناصر صلاح الدين]] من إخراج [[يوسف شاهين]]. - -== شجرة النسب == -{{ahnentafel top|width=100%}} -<center>{{شجرة نسب 5 -|style=font-size: 90%; line-height: 110%; -|border=1 -|boxstyle=padding-top: 0; padding-bottom: 0; -|boxstyle_1=background-color: #fcc; -|boxstyle_2=background-color: #fb9; -|boxstyle_3=background-color: #ffc; -|boxstyle_4=background-color: #bfc; -|boxstyle_5=background-color: #9fe; -|1= 1. '''ريتشارد الأول ملك إنجلترا''' -|2= 2. [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] -|3= 3. [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] -|4= 4. [[جيفري الخامس كونت أنجو|جيوفري الخامس كونت أنجو]] -|5= 5. [[ماتيلدا ملكة إنجلترا]] -|6= 6. [[ويليام العاشر، دوق آكيتاين|ويليام العاشر، دوق أقطانية]] -|7= 7. إينور دي شاتيرو -|8= 8. [[فولك ملك بيت المقدس]] -|9= 9. [[ارمينغارد، كونتيسة ماين|إرمينغارد، كونتيسة ماين]] -|10= 10. [[هنري الأول ملك إنجلترا]] -|11= 11. [[ماتيلدا من اسكتلندا|ماتيلدا الإسكتلندية]] -|12= 12. [[ويليام التاسع، دوق آكيتاين|ويليام التاسع، دوق أقطانية]] -|13= 13. [[فيليبا، كونتيسة تولوز]] -|14= 14. عمري الأول فيكونت شاتيرو -|15= 15. دانجيروز دي لا إيسل بوشارد -|16= 16. [[فولك الرابع كونت أنجو]] -|17= 17. [[بيرتراد دي مونتفورت]] -|18= 18. إلياس الأول كونت مين -|19= 19. ماتيلدا من شاتو-دو-لوار -|20= 20. [[ويليام الفاتح|ويليام الأول ملك إنجلترا]] -|21= 21. [[ماتيلدا من فلاندرز|ماتيلدا الفلاندرزية]] -|22= 22. [[مالكوم الثالث|مالكوم الثالث ملك اسكتلندا]] -|23= 23. [[سانت مارغريت من اسكتلندا|مارغريت من وسكس]] -|24= 24. [[ويليام الثامن، دوق آكيتاين|ويليام الثامن، دوق أقطانية]] -|25= 25. [[هيلدغارد من بورغندي|هيلدغارد البورغندية]] -|26= 26. [[ويليام الرابع، كونت تولوز]] -|27= 27. إيما من مورتين -|28= 28. بوزون الثاني فيكونت شاتيرو -|29= 29. إليانور دي ثوراس -|30= 30. بارثيلمي دي لا إيسل بوشارد -|31= 31. جيربرج دي بليزون -}}</center> -{{Ahnentafel bottom}} - -== هوامش == -* {{هامش|1}} يُعد ريتشارد ثاني ملوك [[الإمبراطورية الأنجوية]] بعد أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]]. -* {{هامش|2}} كان ريتشارد لا يزال مخطوباً من أليس عندما تزوج برنجاريا. -* {{هامش|3}} تناولت العديد من المؤلَّفات موضوع العلاقة بين ريتشارد و[[صلاح الدين الأيوبي]] وقيل أنها كانت علاقة تنمّ عن احترام متبادل، فقد كان ريتشارد يعتبر صلاح الدين فارسًا شهمًا يجمع صفات الشهامة والنبالة التي يُبجّلها الفرسان الأوروبيّون، وقد أرسل صلاح الدين طبيبه الخاص إلى ريتشارد عندما كان الأخير مريضًا وأرسل له حملًا من الفاكهة.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/193</ref><ref>ابن كثير: البداية والنهاية الجزء الثاني عشر</ref> وعندما فقد ريتشارد جواده في إحدى المعارك أرسل له صلاح الدين حصانًا (أو اثنين) [[خيل عربية|عربيًّا]] مُطهَّمًا.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/138</ref> - -== انظر أيضًا == -{{تصنيف كومنز|Richard I of England}} -* [[فرنسا في العصور الوسطى]] -* [[الإمبراطورية الأنجوية]] -* [[تاريخ إنجلترا]] -* [[حملات صليبية|الحملات الصليبية]] -* [[بلانتاجانت]] -== روابط خارجية == -* {{روابط فنية}} -== المراجع == -;فهرس المراجع -{{مراجع|محاذاة=نعم}} - -;معلومات المراجع كاملة -<div dir="ltr"> -{{بداية المراجع|30em}} -* {{استشهاد |الأخير=Addison |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=The History of the Knights Templars, the Temple Church, and the Temple |مكان=London |ناشر=Longman, Brown, Green, and Longmans |سنة=1842 |مسار= http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190906211656/http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|تاريخ أرشيف=2019-09-06}} -* {{استشهاد |الأخير=Arnold |الأول=B |سنة=1999 |سنة النشر الأصلية=1985 |عنوان=German Knighthood 1050–1300 |ناشر=Clarendon Press |مكان=Oxford |isbn=0-19-821960-1}} -* {{استشهاد |الأخير=Allen Brown |الأول=R |سنة=1976 |سنة النشر الأصلية=1954 |عنوان=Allen Brown's English Castles |ناشر=The Boydell Press |مكان=Woodbridge |isbn=1-84383-069-8}} -* {{استشهاد |الأخير=Brewer |الأول=Clifford |عنوان=The Death of Kings |مكان=London |ناشر=Abson Books |سنة=2000 |isbn=978-0-902920-99-6 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/deathofkingsmedi00brew }} -* Cannon, John & Hargreaves, Anne (eds). ''Kings and Queens of Britain'', Oxford University Press 2001, 2004, ISBN 0-19-860956-6. Richard I, by John Gillingham -* {{استشهاد |الأخير=Flori |الأول=Jean |translator=Jean Birrell |عنوان=Richard the Lionheart: Knight and King |سنة=1999 |مكان=Edinburgh |ناشر=Edinburgh University Press |isbn=978-0-7486-2047-0}} -* {{استشهاد |الأخير = Flori |الأول = Jean |عنوان = Richard Coeur de Lion: le roi-chevalier | سنة = 1999 (French) |مكان = Paris |ناشر = Biographie Payot |isbn = 978-2-228-89272-8}} -* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1979 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Times Books |مكان=New York |isbn=0-8129-0802-3 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/richardlionheart00gill }} -* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1989 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Butler and Tanner Ltd}} -* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1994 |عنوان=Richard Coeur De Lion: Kingship, Chivalry And War In The Twelfth Century |مكان=London}} -* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=2002 |سنة النشر الأصلية=1999 |عنوان=Richard I |مكان=London |ناشر=Yale University Press |isbn=0-300-09404-3}} -* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |الفصل=Richard I (1157–1199), king of England |سنة=2004 |عنوان=Oxford Dictionary of National Biography |تاريخ الوصول=22 December 2009 |مسار= http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110512/http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|تاريخ أرشيف=2020-03-28}} -* {{استشهاد|الأخير=Graetz |الأول=H. Bella Löwy|مؤلف-الأول2=Philipp |مؤلف-الأخير2=Bloch |عنوان=History of the Jews|ناشر= Jewish Publication Society of America|سنة=1902}} -* {{استشهاد |الأخير=Harvey |الأول=John |عنوان=The Plantagenets |سنة=1948 |ناشر=Fontana/Collins |isbn=0-00-632949-7}} -* {{استشهاد |الأخير=Leese |الأول=Thelma Anna |عنوان= Royal: Issue of the Kings and Queens of Medieval England, 1066–1399 |ناشر=Heritage Books Inc |سنة=1996 |isbn=978-0-7884-0525-9}} -* {{استشهاد |الأخير=Liddiard |الأول=Robert |سنة=2005 |عنوان=Castles in Context: Power, Symbolism and Landscape, 1066 to 1500 |ناشر=Windgather Press Ltd |مكان=Macclesfield |isbn=0-9545575-2-2}} -* {{استشهاد |الأخير=Longford |الأول=Elizabeth |سنة=1989 |عنوان=The Oxford Book of Royal Anecdotes |ناشر=Oxford University Press |isbn=0-19-214153-8 |مسار= http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110516/http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|تاريخ أرشيف=2020-03-28}} -* {{استشهاد |الأخير=Maalouf |الأول=Amin |لغة=French |سنة=1984 |عنوان=Les Croisades vues par les Arabes|محرر=J'ai lu|صفحة=318|isbn=2-290-11916-4|part=V|العدد=XI|الفصل=L'impossible rencontre}} -* {{استشهاد |الأخير=Madden |الأول=Thomas F. |وصلة مؤلف=|سنة=2005 |عنوان=Crusades: The Illustrated History|إصدار=annotated, illustrated |ناشر=University of Michigan Press|isbn=0-472-03127-9}} -* {{استشهاد بخبر|الأخير=Martin|الأول=Nicole|عنوان=Richard I slept with French king 'but not gay'|مسار= http://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=11|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191209115607/https://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|تاريخ أرشيف=2019-12-09}} -* {{استشهاد بخبر|عنوان=Bed-heads of state|مسار= http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=25|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20081207174855/http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|تاريخ أرشيف=2008-12-07}} -* {{استشهاد |الأخير=McNeill |الأول=Tom |سنة=1992 |عنوان=English Heritage Book of Castles |مكان=London |ناشر=English Heritage and B. T. Batsford |isbn=0-7134-7025-9}} -* {{استشهاد |الأخير=Oman |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=A History of the Art of War in the Middle Ages, Volume Two: 1278–1485&nbsp;AD |ناشر=Greenhill Books |سنة=1991 |سنة النشر الأصلية=1924}} -* {{استشهاد |الأخير=Packard |الأول=Sydney |عنوان=King John and the Norman Church |صحيفة=The Harvard Theological Review |ناشر=Cambridge University Press |المجلد=15 |العدد=1 |سنة=1922 |صفحات=15–40}} -* Prestwich, J.O. (2004) ''The Place of War in English History, 1066-1214''. Boydell Press. -* {{استشهاد |الأخير=Purser |الأول=Toby |سنة=2004|عنوان=Medieval England 1042–1228 |إصدار=illustrated |ناشر=Heinemann |isbn=0-435-32760-7}} -* Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum'' -* {{استشهاد |مؤلف=Roger of Hoveden|مؤلف-الأول2=Henry T. (translator) |مؤلف-الأخير2=Riley |وصلة-مؤلف2=Henry Thomas Riley|سنة=1853 |عنوان=The annals of Roger de Hoveden: comprising The history of England and of other countries of Europe from A.D. 732 to A.D. 1201|المجلد=2|مكان=London|ناشر=H.G. Bohn}} -* Roger of Hoveden, ''Gesta Regis Henrici II & Gesta Regis Ricardi Benedicti Abbatis'', ed. William Stubbs, 2 vols, (London, 1867), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica]. -* Roger of Hoveden, ''Chronica Magistri Rogeri de Houedene'', ed. William Stubbs, 4 vols, (London, 1868–71), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica]. -* Stafford, P., Nelson, J.L and Martindale, J. (2002) ''Law, Laity and Solidarities.'' Manchester University Press. -* {{استشهاد |الأخير=Turner |الأول=Ralph |عنوان=Richard Lionheart and English Episcopal Elections |صحيفة=Albion: A Quarterly Journal Concerned with British Studies |ناشر=The North American Conference on British Studies |سنة=1997 |المجلد=29 |العدد=1 |صفحات=1–13}} -* {{استشهاد |مؤلف-الأخير1=Turner |مؤلف-الأول1=Ralph V. |مؤلف-الأخير2=Heiser |مؤلف-الأول2=Richard R |عنوان=The Reign of Richard Lionheart, Ruler of the Angevin empire, 1189–1199 |مكان=Harlow |ناشر=Longman |سنة=2000 |isbn=0-582-25659-3}} -* Smedley, Edward. ''The History of France, from the final partition of the Empire of Charlemagne to the Peace of Cambray.'' London: Baldwin and Cradock, 1836. -* {{استشهاد بكتاب |مؤلف=Fryde, E. B. |المؤلفون=Greenway, D. E.; Porter, S.; Roy, I. |عنوان=Handbook of British Chronology|إصدار=Third revised |ناشر=Cambridge University Press |مكان=Cambridge, UK |سنة=1996 |الرقم المعياري=0-521-56350-X}} -* {{استشهاد بكتاب|عنوان=كنز الدرر وجامع الغرر ج7 - الدر المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب|الأول=أبو بكر بن عبد الله بن أيبك|الأخير=الدواداري|ناشر=|سنة=1972|الرقم المعياري=|وصلة مؤلف=ابن أيبك الدواداري| ref =كنز الدرر}} -{{نهاية المراجع}} -</div> -{{بداية صندوق}} -{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} -{{تعاقب-لقب|العنوان= [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]]|الأعوام=1189–1199}} -{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[جون ملك إنجلترا]]}} -{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} -{{تعاقب-لقب|العنوان= [[كونت أنجو]]|الأعوام=1189–1199}} -{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[آرثر الأول دوق بريتاني]]}} -{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} -{{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوق نورماندي|دوق النورماندي]]|الأعوام=1189–1199}} -{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}} -{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} -{{تعاقب-لقب|العنوان= كونت [[مين (مقاطعة)|مين]]|الأعوام=1186–1199}} -{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}} -{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}} -{{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] '''مع''' [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]|الأعوام=1186–1199}} -{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}} -{{نهاية صندوق}} - -{{ملوك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى}} -{{دوق نورماندي}} -{{الحملات الصليبية}} -{{ضبط استنادي}} -{{شريط بوابات|أعلام|العصور الوسطى|ملكية|تاريخ أوروبا|المرأة|المملكة المتحدة|إنجلترا|فرنسا}} -{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=11647727|التاريخ=18 سبتمبر 2013}} - -[[تصنيف:ريتشارد الأول ملك إنجلترا|*]] -[[تصنيف:أساطير العصور الوسطى]] -[[تصنيف:أشخاص من أكسفورد]] -[[تصنيف:أفراد عسكريون إنجليز قتلوا في عمليات قتالية]] -[[تصنيف:أنجويون]] -[[تصنيف:أولاد هنري الثاني ملك إنجلترا]] -[[تصنيف:الأنجلو النورمان]] -[[تصنيف:إنجليز من أصل فرنسي]] -[[تصنيف:بلانتاجانت]] -[[تصنيف:دوقات أكيتانيا]] -[[تصنيف:دوقات النورماندي]] -[[تصنيف:دوقات غاسكونيا]] -[[تصنيف:دوقات نورمندي القرن 12]] -[[تصنيف:رومان كاثوليك إنجليز]] -[[تصنيف:صلاح الدين الأيوبي]] -[[تصنيف:صليبيو الحملة الثالثة]] -[[تصنيف:فلكلور إنجليزي]] -[[تصنيف:قوالب شجرات نسب]] -[[تصنيف:كونتات أنجو]] -[[تصنيف:كونتات بواتييه]] -[[تصنيف:ملكيون إنجليز في القرن 12]] -[[تصنيف:ملوك إنجلترا]] -[[تصنيف:ملوك قتلوا في عمليات قتالية]] -[[تصنيف:ملوك كاثوليك]] -[[تصنيف:مواليد 1157]] -[[تصنيف:مواليد في أكسفورد]] -[[تصنيف:وفيات 1199]] -[[تصنيف:وفيات بسبب طعنات رماح]] -[[تصنيف:وفيات في شالو]] -[[تصنيف:وفيات متعلقة بالحرب]] +أَعُوذُ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ +سُورَةُ الْفَاتِحَة +فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍۢ يُحْبَرُونَ +٠٠٩٦٢٧٨٦١١٧٩٦٦ +الْ حَ مْ دُ لله '
حجم الصفحة الجديد ( new_size )
1343
حجم الصفحة القديمة ( old_size )
108056
تغيير الحجم في التعديل ( edit_delta )
-106713
تمت إضافة الأسطر في التحرير ( added_lines )
[ 0 => 'بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ', 1 => 'الامير صالح حاتم إبراهيم العويصي ولد في المدينة في الأردن عام ١٩٩٨/٢/٢١', 2 => 'يا ما أحسن الشام', 3 => 'عمل السفينة', 4 => 'من مثله', 5 => 'سفر النبي', 6 => 'حلية', 7 => 'دعاء الله بحمده ', 8 => 'روضة الأنوار في سيرة النبي المختار محمد', 9 => 'الرحيق المختوم', 10 => 'أَبْغِي ت ي ن لا معبود إلا الله اللهم إني أعوذ بك من الشرك', 11 => 'إن سوء الفواحش هي الشرك و الزنا أو تجسسوا أو الخبائث و قتل النفس في غير الحق و السحر و الحسد و البغضاء و تناجشوا في بيع في سبيل العداوة أو زخرفاً وأكلُ الرِّبا أو السُّحْتَ، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمنات ', 12 => 'أَعُوذُ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ', 13 => 'سُورَةُ الْفَاتِحَة', 14 => 'فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍۢ يُحْبَرُونَ', 15 => '٠٠٩٦٢٧٨٦١١٧٩٦٦', 16 => 'الْ حَ مْ دُ لله' ]
تمت إزالة الأسطر أثناء التحرير ( removed_lines )
[ 0 => '{{صندوق معلومات ملكية', 1 => '| نوع الحكم = ملكي', 2 => '| الاسم = ريتشارد الأول ملك إنجلترا', 3 => '| اللقب = ريتشارد قلب الأسد', 4 => '| الصورة = Richard coeur de lion.jpg', 5 => '| حجم الصورة = ', 6 => '| تعليق = ريتشارد الأول بريشة ميري بلونديل 1841، [[قصر فرساي]]، [[فرنسا]].', 7 => '| الخلافة = [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]]', 8 => '| فترة الحكم = 6 يوليو 1189 – 6 أبريل 1199', 9 => '| تاريخ التتويج = 3 سبتمبر 1189', 10 => '| الحاكم السابق = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]', 11 => '| وصي العرش = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]، [[ويليام لونغشامب]] ''(أثناء [[الحملة الصليبية الثالثة]])''', 12 => '| الحاكم اللاحق = [[جون ملك إنجلترا]]', 13 => '| الزوج(ة) = [[بيرنغاريا من نافارا|برنجاريا النافارية]]', 14 => '| الذرية = فيليب الكوجناكي (ابن غير شرعي)<ref name="Angevin"/>', 15 => '| الاسم الكامل = ', 16 => '| العائلة الملكية = [[بلانتاجانت]]', 17 => '| الأب = [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]', 18 => '| الأم = [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]', 19 => '| تاريخ الولادة = {{تاريخ الميلاد|1157|9|8|df=yes}}', 20 => '| مكان الولادة = قصر بومنت، [[أكسفورد]]، [[مملكة إنجلترا]]', 21 => '| تاريخ الوفاة = {{الوفاة والسن|1199|4|6|1157|9|8|df=yes}}', 22 => '| مكان الوفاة = شالو، [[دوقية آكيتاين|دوقية أقطانية]]<br/><small>(الآن في [[ليموزان|ليموزا]]، فرنسا)</small>', 23 => '| المثوى الأخير = دير فونتفرود، أنجو، فرنسا', 24 => '| الديانة = [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|مسيحي روماني كاثوليكي]]', 25 => '}}', 26 => ''''ريتشارد الأول''' (8 سبتمبر 1157 - 6 أبريل 1199) ملك [[مملكة إنجلترا|إنجلترا]] منذ 6 يوليو 1189 وحتى وفاته. كما حكم [[دوق نورماندي|كدوق لنورماندي]] (باسم '''ريتشارد الرابع''') و[[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] و[[غشكونية|غاسكونية]] وسيد [[قبرص]] وكونت [[أنجو]] و[[مين (مقاطعة)|مين]] و[[نانت]] وسيد عموم [[بريتاني]] على فترات أثناء عهده{{للهامش|1}}. وقد عُرف بلقب '''ريتشارد قلب الأسد'''، حتى قبل تتويجه بفضل سمعته كقائد عسكري ومحارب عظيم.<ref name="Turner & Heiser 71">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|Heiser|2000|p=71}}</ref> وسمّاه المؤرخون [[مسلم|المسلمون]] ''ملك الانكتار''.<ref name='Maalouf'>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Maalouf|1984|p=318}} نقلاً عن المؤرخ [[بهاء الدين بن شداد]]، p. 239</ref>', 27 => 'في عمر السادسة عشرة، قاد ريتشارد جيشه، وأخضع التمردات على عرش أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا]] في [[بواتو]].<ref name="Turner & Heiser 71"/> كما كان ريتشارد القائد الرئيس خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، بعد أن رحل [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، وحقق انتصارات معقولة على منافسه المسلم [[صلاح الدين الأيوبي]]، بالرغم من عدم استطاعته الاستيلاء على القدس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Addison|1842|pp=141–149.}}</ref>', 28 => '', 29 => 'تحدث ريتشارد لهجة (Langues d'oïl) وهي لهجة [[غالو رومانسية]]، إضافة إلى [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]] وهي [[لغات رومنسية|لغة أيضًا رومانسية]] كانت منتشرة في جنوب [[فرنسا]] والمناطق القريبة منها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=20.}}</ref> لم يُمض ريتشارد وقتًا طويلاً من حياته في [[مملكة إنجلترا]]، حيث عاش في دوقية أقطانية في جنوب غرب فرنسا، مفضلاً جعلها حائط صد لحماية مملكته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|pp=62–64}}</ref> كان أتباعه يعتبرونه بطلاً تقيًا. كما أنه من الملوك القلائل في [[إنجلترا]]، الذي غلب لقب شهرته (ريتشارد قلب الأسد) على لقب ترتيبه (ريتشارد الأول)، كما يعتبر من [[أيقونة|أيقونات]] إنجلترا وفرنسا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Harvey|1948|p=58}}.</ref>', 30 => '', 31 => '== نشأته واعتلاء عرش أقطانية ==', 32 => '=== عائلته وشبابه ===', 33 => '[[ملف:Seal - Richard I of England.jpg|تصغير|خاتم ريتشارد الأول عام 1189]]', 34 => 'ولد ريتشارد في 8 سبتمبر 1157،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=1.}}</ref> من المحتمل في قصر بومونت،<ref name="Gillingham 2002 24">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=24.}}</ref> في [[أكسفورد]] ب[[مملكة إنجلترا]]، وهو الشقيق الأصغر لويليام التاسع كونت بواتييه و[[هنري الملك الشاب]] وماتيلدا دوقة ساكسونيا.<ref name="Flori 1999 ix">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=ix.}}</ref> ولكونه الابن الشرعي الثالث للملك [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]، لم يكن متوقعًا أن يعتلي العرش.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=2.}}</ref> كما كان شقيقًا أكبر [[جيوفري الثاني دوق بريتاني|لجيوفري الثاني دوق بريتاني]] و[[إليانور الإنجليزية|إليانور ملكة قشتالة]] و[[جوان ملكة صقلية]] و[[جون ملك إنجلترا]] الذي خلفه على عرش إنجلترا. أيضًا كان أخًا غير شقيق أصغر ل[[ماري من فرنسا، كونتيسة شامبانيا|ماري كونتيسة شامبانيا]] و[[أليس من فرنسا|أليكس كونتيسة بلوا]].<ref name="Flori 1999 ix"/> توفي ويليام أكبر أبناء هنري الثاني و[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] عام 1156، قبل مولد ريتشارد.<ref name="Flori 1999 ix"/> غالبًا ما كان ريتشارد يوصف بأنه الابن المفضل لأمه [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=28.}}</ref> والده هنري نورماني-إنجوي ينحدر من نسل [[ويليام الفاتح]]. وقد نسب المؤرخ المعاصر لتلك الفترة رالف الديسيتوي عائلته إلى ماتيلدا ملكة إسكتلندا والملوك [[أنجلوسكسونيون|الأنجلوساكسونيين]] لإنجلترا ول[[ألفريد العظيم]]، حتى [[نوح]] و[[وودن]]. ووفقًا للأسطورة الأنجوية، فإنه تجري في عروقهم دماء شيطانية.<ref name="Gillingham 2002 24"/>', 35 => '', 36 => 'على الأرجح أنه في الوقت الذي كان أبوه يتنقل بين أراضيه من إسكتلندا إلى فرنسا، كان ريتشارد يقضي طفولته في إنجلترا. ويرجع تاريخ أول وثيقة توثق زيارته للقارة الأوربية إلى مايو 1165 م، عندما صحبته أمه إلى نورماندي.<ref>Gillingham, John (1979), p 32.</ref> رضع ريتشارد من امرأة تدعى هوديرنا، التي منحها معاشًا كريمًا عندما أصبح ملكًا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=28.}}</ref> ولا يعرف الكثير عن تعليمه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=10.}}</ref> ورغم أنه ولد في أوكسفورد وتربى في إنجلترا إلى عمر الثامنة، إلا أنه من غير المعلوم إلى أي مدى استخدم أو فهم الإنجليزية. بينما من المعروف أنه كتب الشعر باللهجة الليموزية إحدى لهجات [[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، كما كتب ب[[لغة فرنسية|الفرنسية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Leese|1996|p=57.}}</ref> تكهن عدد من المؤلفين أن ريتشارد لم يكن يعرف [[لغة إنجليزية|الإنجليزية]]،<ref>[http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html King Richard the Lionheart<!-- عنوان مولد بالبوت -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170906015244/http://www.essentially-england.com/richard-the-lionheart.html |date=06 سبتمبر 2017}}</ref> إلا أن الأدلة المتاحة للمؤرخين لم تكن قاطعة في هذا الشأن. ولا توجد كتابات معاصرة لتلك الفترة تذكر أن ريتشارد كان يجهل اللغة. وبالتأكيد، أثناء أسر ريتشارد استخدم شقيقه جون الإنجليزية في تعاملاته مع الأجانب لإنهاء سلطة مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]] النورماني. وفي إحدى التهم التي وجهها هيو نونات أسقف كوفنتري ضد لونغشامب، أنه لا يتحدث الإنجليزية. وهذا يدل على أنه بحلول نهاية [[القرن 12|القرن الثاني عشر]]، أصبح واجبًا على من في السلطة في إنجلترا، أن يكون على دراية باللغة الإنجليزية.<ref>Prestwich, J.O., p, 76.</ref><ref>Stafford, P. ''et al.'' pp. 168-169.</ref>', 37 => '', 38 => '[[ملف:Richard coeurdelion g.jpg|تصغير|200px|يسار|ريتشارد قلب الأسد]]', 39 => 'يقال أن ريتشارد كان جذابًا للغاية، وقد كان شعره بين الأحمر والأشقر، كما كانت عينيه براقة مع بشرة شاحبة. ويرجح أن طوله كان أعلى من المتوسط، فوفقًا لكليفورد بروير، فقد كان طوله نحو 192 سم،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Brewer|2000|p=41.}}</ref> غير أنه لا دليل على تحديد طوله على وجه الدقة. ومنذ صغر سنه، أظهر ريتشارد قدرات سياسية وعسكرية، بدت ملحوظة وواضحة عندما قاتل النبلاء المتمردين في أراضيه. وقد تُوّج أخاه الأكبر [[هنري الملك الشاب|هنري]] ملكًا على [[إنجلترا]] بالمشاركة مع أبيه في حياة أبيه.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND,%20Kings%201066-1603.htm#HenryKingdied1183|عنوان=England Kings|ناشر=Foundation of Medieval Genealogy|عمل=Medieval Lands|تاريخ=28 October 2008|مؤلف=Charles Cawley|تاريخ الوصول=2010-01-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181006043001/http://fmg.ac/Projects/MedLands/ENGLAND, Kings 1066-1603.htm | تاريخ أرشيف = 6 أكتوبر 2018 }}</ref>', 40 => '', 41 => 'كان التحالف عن طريق الزواج شائعًا بين الأسر الملكية، فكانت تمهد للتحالفات السياسية ومعاهدات السلام، وتفتح الباب أمام مطالبات الأسر بحق وراثة العرش في ممالك الآخرين. تزوج هنري أخو ريتشارد الأكبر من مارغريت ابنة [[لويس السابع ملك فرنسا]] في 2 نوفمبر 1160.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=23–25.}}</ref> كان هذا الزواج سببًا في بعض الصدامات التي كانت بين أسرتي بلانتجانت و[[كابيتيون|كابيه]] ملوك فرنسا. وفي عام 1168، كان تدخل [[البابا ألكسندر الثالث]] ضروريًا لعقد هدنة بينهما، بعد أن غزا هنري الثاني بريتاني وسيطرت على [[جيزور]] و[[فيكسين]]، اللتان كانتا جزءً من مهر مارغريت.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=26–27.}}</ref> قبل ذلك بأعوام، كان من المقترح أن يتزوج ريتشارد من أليس كونتيسة فيكسين رابع بنات لويس السابع، وبسبب النزاع بين ملوك [[إنجلترا]] و[[فرنسا]]، عارض لويس الزواج. عقدت معاهدة سلام في يناير 1169، وتمت الموافقة على خطبة ريتشارد لأليس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=25, 28.}}</ref> قرر هنري الثاني تقسيم أراضيه وأراضي زوجته على أبنائه، الذين كان عددهم ثلاثة في ذاك الوقت، فأصبح هنري ملك إنجلترا، وسيطر على أنغو ومين ونورماندي، بينما حصل ريتشارد على أقطانية من والدته وأصبح كونت بواتييه، فيما حصل جيوفري على بريتاني من خلال زواجه كونستانس ولية عهد بريتاني. وخلال حفل خطبته لأليس، جعل هنري ولاء أقطانية لملك فرنسا، وبذلك وطّد أواصر العلاقات بين البلدين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=27–28.}}</ref>', 42 => '', 43 => 'في عام 1170، نفذ هنري الثاني خطته بتقسيم أراضيه على أبنائه عندما أحس بأن مرضه اشتد به، مع احتفاظه بسلطته الكاملة على أبنائه وأراضيهم. وفي عام 1171، غادر ريتشارد إلى أقطانية مع والدته، ومنحه أباه دوقية أقطانية بناءً على طلب والدته<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=29.}}</ref> بدأ ريتشارد وأمه جولة في أقطانية لاستمالة السكان المحليين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=29–30.}}</ref> ثم أسسا دير القديس أوغسطين في [[ليموج]]. وفي يونيو 1172، تم الاحتفال بتنصيبه دوقًا على أقطانية في بواتييه، وأعيد في ليموج حيث ارتدى خاتم القديس فاليري شفيع أقطانية.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=40.}}</ref>', 44 => '', 45 => '=== الثورة على هنري الثاني ===', 46 => 'وفقًا للمؤرخ رالف الكوجيشالي، فإن هنري الملك الشاب كان المحرض على التمرد ضد هنري الثاني، فقد أراد أن يحكم بشكل مستقل الأراضي التي وعده إياها أباه، وكسر أغلال تبعيته لأبيه والسيطرة على الخزانة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=31–32.}}</ref> ويعتقد جان فلوري المؤرخ المتخصص في فترة القرون الوسطى، أن إليانور شجعت أبنائها على ال[[ثورة]] ضد أبيهم.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=32.}}</ref> مما دفع هنري الملك الشاب لترك أبيه، والذهاب للبلاط الفرنسي سعيًا وراء حماية لويس السابع. ثم سرعان ما لحقه أشقائه الأصغر سنًا ريتشارد وجيوفري، بينما ظل جون البالغ من العمر 5 سنوات مع أبيه. دعم لويس الأبناء الثلاثة، وجعل ريتشارد فارسًا، ليجعلهم من أتباعه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=32–33.}}</ref> مما جعل جوردان فانتوسمي الشاعر المعاصر لتلك الأحداث يصف التمرد بأنه «حرب بلا حب».<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=41.}}</ref>', 47 => '', 48 => '[[ملف:Taillebourg Chte-Mme 005.jpg|تصغير|القلعة التي انسحب إليها ريتشارد، بعدما أسرت قوات هنري الثاني ستين فارسًا وأربعمائة راميًا من رجاله الذين قاتلوا معه في سانتس.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=49–50.}}</ref>]]', 49 => 'أقسم الأشقاء الثلاثة في البلاط الفرنسي أنهم لن يعقدوا أي اتفاقات مع هنري الثاني دون الرجوع للويس السابع والبارونات الفرنسيين.<ref name="Gillingham 2002 48">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=48.}}</ref> وبدعم من لويس، جذب هنري الملك الشاب العديد من البارونات لصفه، بعد أن وعدهم بأراض وأموال. كان للأشقاء مؤيديهم في إنجلترا المستعدين للثورة، بقيادة روبرت دي بومونت إيرل ليشستر وهيو بيغود إيرل نورفولك وهيو دي كيفيلوك إيرل شيستر و[[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]]. نجح التحالف في البداية، وبحلول يوليو 1173، [[حصار|حاصروا]] أومالي ونوف-مارشيه وفرنويل، كما سيطر هيو دي كيفيلوك على مدينة دول في بريتاني.<ref name="Flori 33">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=33.}}</ref> ذهب ريتشارد إلى [[بواتو]] لمساندة البارونات الموالين له ولأمه في تمرده على أبيه. ثم سقطت أمه في الأسر، فاضطر ريتشارد لمواجهة مؤيدي أبيه في أقطانية وحده. فتوجه للاستيلاء على [[لا روشيل]]، إلا أن سكانها رفضوه، فانسحب إلى مدينة [[سانتس]] التي اتخذها قاعدة تنطلق منها حملاته.<ref name="Flori 34-35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=34–35.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=49.}}</ref>', 50 => '', 51 => 'في الوقت نفسه، جهز هنري الثاني جيشًا من 20,000 من المرتزقة لمواجهة التمرد.<ref name="Flori 33"/> فتوجه نحو فرنويل، فانسحب لويس بقواته. ثم استولى على دول وسيطر على بريتاني. عندئذ، قدّم هنري الثاني عرضًا للسلام مع أبنائه، إلا أنهم بنصيحة من لويس رفضوا العرض.<ref name="Flori 33-34">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|pp=33–34.}}</ref> استولى هنري الثاني بعدئذ على سانتس وأسر معظم حاميتها، وفر ريتشارد في مجموعة صغيرة من الجند. ثم لجأ إلى قلعة تيليبورغ باقي الحرب.<ref name="Flori 34-35"/> خطط هنري الملك الشاب وكونت الفلاندرز للرسو بقواتهم في إنجلترا لدعم قوات إيرل ليشستر. ولتوقعه ذلك، عاد هنري الثاني لإنجلترا مع 500 جندي وأسراه (بما في ذلك إليانور وزوجات أبنائه وخطيباتهم)،<ref name="Flori 35">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=35.}}</ref> ولكن عند وصوله وجد أن التمرد قد انهار بالفعل. فقد أسر ويليام الأول ملك إسكتلندا وهيو بوغارد في 13 و 25 يوليو على التوالي. فعاد هنري الثاني إلى فرنسا حيث رفع حصار [[روان]]، فلحق هنري الملك الشاب بلويس السابع بعد أن تخلى عن خطته لغزو إنجلترا. وبهزيمة لويس، تم التوقيع على معاهدة سلام مونتلويس<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=50–51.}}</ref> في سبتمبر 1174.<ref name="Flori 33-34"/>', 52 => '', 53 => 'عندما دخل هنري الثاني ولويس السابع في الهدنة يوم 8 سبتمبر 1174، استثني ريتشارد من الهدنة على وجه الخصوص.<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=50.}}</ref> وبعد أن هجره لويس، وخوفًا من مواجهة جيش والده في معركة، ذهب ريتشارد إلى بلاط هنري الثاني في بواتييه في 23 سبتمبر، وتوسل طالبًا المغفرة وبكى وسقط تحت أقدام هنري، الذي منح ريتشارد [[قبلة السلام]].<ref name="Flori 35"/><ref name="Gillingham 2002 50"/> وبعد عدة أيام، سعى إخوة ريتشارد سعيه في مصالحة والدهم.<ref name="Flori 35"/> قبل الأشقاء الثلاثة بشروط صلح أقل سخاءً من تلك التي عرضها عليهم أبيهم من قبل،<ref name="Gillingham 2002 48"/> مُنح ريتشارد قلعتين في بواتو ونصف دخل أقطانية، ومُنح هنري الملك الشاب قلعتين في نورماندي، وجيوفري نصف دخل بريتاني. بينما ظلت إليانور أسيرة هنري الثاني حتى وفاته، كتأمين لضمان التزام ريتشارد بالصلح.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999|p=36.}}</ref>', 54 => '', 55 => '=== تحت حكم هنري الثاني ===', 56 => '[[ملف:Richard I pictavinus 722697.jpg|تصغير|عملة فضية سُكّت عندما كان ريتشارد كونتًا لبواتييه.]]', 57 => 'بعد انتهاء التمرد، بدأت عملية تهدئة الأوضاع في المقاطعات التي تمردت على هنري الثاني، فسافر إلى أنجو لهذا الغرض وتعامل جيوفري مع بريتاني. وفي يناير 1175، تم إرسال ريتشارد لأقطانية لمعاقبة البارونات الذين قاتلوا من أجله. وفقًا للمؤرخ روجر الهوديني مؤرخ عهد هنري، أعيدت معظم القلاع التي استولى عليها المتمردون إلى الحالة التي كانت عليها قبل 15 يومًا من اندلاع الحرب، بينما كان لا بد من نسف بعضها.<ref name="Gillingham 2002 52">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=52.}}</ref> كان من الشائع في تلك الفترة بناء القلاع من الحجر، وقد قام العديد من البارونات بتوسيع أو تحصين قلاعهم، وهي مهمة لم تكن سهلة.<ref name="Flori 41">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|p=41.}}</ref> ونظرًا لنجاحه في حملته تلك،<ref name="Gillingham 2002 52"/> اكتسب ريتشارد لقب «ريتشارد قلب الأسد».<ref name="Flori 41"/> كانت أولى نجاحاته حصار قلعة سور أجين، التي عرفت بأنها من القلاع القوية، ولكن بعد حصار مدته شهرين، استسلم المدافعون لريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|pp=41–42.}}</ref>', 58 => '', 59 => 'في عامي 1181-1182، واجه ريتشارد تمردًا في مقاطعة [[أنغوليم]]، ولجأ خصومه إلى [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]] للحصول على الدعم، ودار القتال في [[ليموزان|ليموزا]] وبيريغورد. اتهم ريتشارد بارتكاب أعمال وحشية ضد رعاياه، بما في ذلك الاغتصاب.<ref>Roger of Hoveden, ''Gesta Henrici II Benedicti Abbatis'', vol. 1, p. 292</ref> ولكن مع دعم أبيه وشقيقه هنري الملك الشاب، نجح ريتشارد في إخضاع التمرد. وفي يونيو 1183، توفي هنري الملك الشاب. وبوفاة هنري الملك الشاب، أصبح ريتشارد الابن الأكبر ووريث التاج الإنجليزي.', 60 => '', 61 => 'ولتقوية مركزه، في عام 1187، تحالف ريتشارد مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، ابن زوج أمه السابق [[لويس السابع ملك فرنسا]]. وقد كتب المؤرخ روجر الهوديني قائلاً:', 62 => '{{اقتباس خاص|أصابت ملك إنجلترا دهشة كبيرة، وتسائل ما معنى ذلك [يعني التحالف]، واتخذ احتياطاته المستقبلية، فأرسل رسلاً إلى فرنسا لاستدعاء ابنه ريتشارد الذي تظاهر بميله للسلام واستعداده للقدوم إلى والده، واتخذ طريقه إلى شينو، وبدلاً من توجهه بعهدته من الكنوز الكثيرة إلى والده، وتحصينه القلاع في بواتو. رفض أن يذهب إلى والده.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Roger of Hoveden|Riley|1853|p=[http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64#v=onepage&q&f=false 64]}} {{استشهاد ويب |مسار=http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=10 يونيو 2013 |تاريخ أرشيف=4 ديسمبر 2013 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20131204091303/http://books.google.co.nz/books?id=sTEIAAAAQAAJ&pg=PA64 |حالة المسار=bot: unknown }}</ref>}}', 63 => '', 64 => 'وعمومًا، تناول الهوديني بالدرجة الأولى العلاقات السياسية بين ريتشارد والملك فيليب. فيما تناول المؤرخ جون جيلينغهام نظريات تشير إلى وجود علاقة جنسية بينهما، مستدلاً بوثيقة تشير - كرمز للوحدة بين البلدين - إلى كون الاثنان كانا يناما في سرير واحد. وصف جيلينغهام ذلك بأنه «فعل مقبول سياسيًا، لا يمت للاتصال الجنسي بصلة؛... تمامًا كالتقاط الصور في العصر الحديث.»<ref>Martin 18 March 2008</ref> كما قدم ريتشارد ولائه لفيليب في نوفمبر 1188.<ref name="EB">"Philip II." Encyclopædia Britannica. Encyclopædia Britannica 2008 Ultimate Reference Suite. Chicago: Encyclopædia Britannica, 2008</ref> وفي العام التالي، حاول ريتشارد الوصول لعرش إنجلترا من خلال الانضمام إلى حملة فيليب على إنجلترا.<ref name="Smedley p58">Smedley (1836), p. 58</ref> وفي 4 يوليو 1189، هزم ريتشارد وقوات فيليب جيش هنري الثاني في بالانز. فوافق هنري مع رضا جون، على تسمية ريتشارد خليفة له.<ref name=Warren2000P625>Warren (2000), p.625.</ref> وبعد يومين، توفي هنري الثاني في شينون، وخلفه ريتشارد كملك على إنجلترا وكدوق لنورماندي وكونت لأنجو .', 65 => '', 66 => '== ريتشارد ملكًا والحملة الصليبية ==', 67 => '=== التتويج الملكي والعنف ضد اليهود ===', 68 => '[[ملف:Richard Löwenhez, Salbung zum König.jpg|تصغير|ريتشارد خلال تتويجه في دير وستمنستر]]', 69 => '', 70 => 'أعلن ريتشارد رسمياً [[دوق]] [[نورماندي]] في العشرين من يوليو عام [[1189]] ثم توّج ملكاً في [[دير وستمنستر]] في الثالث من سبتمبر من نفس العام.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=107.}}</ref> منع ريتشارد جميع [[يهود|اليهود]] والنساء من حضور مراسم التتويج. على الرغم من ذلك، حضر بعض قادة اليهود مقدمين له الهدايا.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=94–95.}}</ref> وفقاً للمؤرخ رالف ديكيتو، قام أتباع ريتشارد بضرب وجلد اليهود وتجريدهم مما بحوزتهم ومن ثم طردهم إلى الخارج.<ref name="ReferenceA">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=95.}}</ref>', 71 => '', 72 => 'انتشرت شائعة بأن ريتشارد قد أمر بقتل جميع [[يهود|اليهود]]. فقام سكان [[لندن]] بارتكاب مجزرة بحقهم.<ref name="ReferenceA"/> تعرض الكثير منهم للضرب حتى الموت، وللسرقة، كما حرق بعضهم أحياء.<ref name="ReferenceA"/> هدمت العديد من منازلهم، وتعرض بعضهم للتعميد قسراً.<ref name="ReferenceA"/> اتخذ بعضهم من [[برج لندن]] ملاذاً، بينما فرّ الآخرون للحفاظ على حياتهم. ادّعى البعض أن مرتكبي هذه الجرائم كانوا مجرد مواطنين غيورين ومتعصبين، وأن الملك ريتشارد قام بمعاقبتهم. كما قام بالسماح لليهود الذين أجبروا على ترك دينهم بالعودة إلى [[يهودية|اليهودية]]. يشار إلى أن مشاركة ريتشارد في الجرائم ضد اليهود لم يثبت قط.<ref>Forge, p.30-31</ref>', 73 => '', 74 => 'شعر ريتشارد بأن هذه الاعتداءات قد تزعزع من استقرار مملكته قبيل رحيله للمشاركة في [[الحملة الصليبية الثالثة]]. لذلك أمر ريتشارد ب[[عقوبة الإعدام|إعدام]] المسؤولين عن أفظع جرائم القتل والاضطهاد. من ضمنهم من أحرق بعض منازل [[مسيحيون|المسيحيين]] عن طريق الخطأ.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=319–320.}}</ref> وأصدر مرسوماً ملكياً يطالب بترك اليهود بشأنهم وعدم الاعتداء عليهم. على الرغم من ذلك، استمرت الاعتداءات في شهر [[مارس]] مثل مجزرة يورك التي وقعت في 16 مارس 1190 والتي تعتبر واحدة من أبشع المجازر وأشرسها.', 75 => '', 76 => '=== التجهيز للحملة الصليبية ===', 77 => '[[ملف:Church of Fontevraud Abbey Richard I effigy.jpg|تصغير|تمثال لريتشارد الأول (حوالي 1199) في دير فونتفرود ، [[أنجو]].]]', 78 => 'بعد أن أصبح ريتشارد ملكًا، وافق هو وفيليب، على الذهاب في [[الحملة الصليبية الثالثة]]، لأن كليهما خشي أن يغتصب الآخر أراضيه في غيابه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=100.}}</ref> وبدأ في تجهيز الجيش الصليبي الجديد، فأنفق معظم ما في خزانة والده (الممتلئة بالأموال التي جمعتها [[عشور صلاح الدين]])، وزاد الضرائب، وحتى وافق على إطلاق سراح الملك [[وليام الأسد|ويليام الأول ملك إسكتلندا]] نظير قسمه بأن يدفع لريتشارد 10,000 قطعة فضية. ولجمع المزيد من الأموال، باع العديد من الألقاب الرسمية والامتيازات والأراضي للراغبين.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=97–101}}</ref> كما اضطر من يحملون ألقابًا بالفعل لدفع مبالغ ضخمة للاحتفاظ بمناصبهم. فدفع [[ويليام لونغشامب]] أسقف إيلي ومستشار الملك 3,000 قطعة فضية للاحتفاظ بمنصبه كمستشار للملك.<ref name=Handbook84>Fryde, et al. ''Handbook of British Chronology'' p. 84</ref>', 79 => '', 80 => 'كما قام ريتشارد بعض الترتيبات النهائية في أراضيه في القارة،<ref name="ReferenceB">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=101}}</ref> فعيّن ويليام فيتزرالف حاكمًا على نورماندي. وفي أنجو، أقال ستيفن التوري من منصبه كحاكم، وسجنه مؤقتًا لسوء إدارته المالية، واستبدله بباين دي روشفور. وفي بواتو، عيّن بيتر بيرتن حاكمًا، وفي غاسكونية، اختار لها هيلي دي لا سيل حاكمًا. ثم انطلق في الحملة الصليبية في صيف 1190.<ref name="ReferenceB"/> وعيّن هيو دي بوسيه أسقف دورهام وويليام دي ماندفيل إيرل إسكس كأوصياء على العرش، لكن سرعان ما توفي الأخير وخلفه مستشار ريتشارد [[ويليام لونغشامب]]،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=99}}</ref> وهي القرارات التي لم ترض جون شقيق ريتشارد.', 81 => '', 82 => 'انتقد بعض المؤرخين ريتشارد لقضاء ستة أشهر فقط من حكمه في [[إنجلترا]]، ومصّ موارد المملكة لدعم حملته. فيقول المؤرخ ويليام ستابس:', 83 => '{{اقتباس خاص|كان ملكًا سيئًا. إلا أن مآثره العظيمة كمهارته العسكرية وسخائه وتذوقه للشعر وروحه المغامرة، لم تشفع له ليتعاطف معه شعبه. لم يكن إنجليزيًا، لكن ذلك لا يعني أنه منح نورماندي أو أنجو أو أقطانية الحب أو الرعاية التي حرم منها مملكته. كان طموحه كمحارب: أن يقاتل من أجل أي شيء أيا كان، لكنه على استعداد لأن يبيع أي شيء قاتل من أجله. كان المجد الذي سعى خلفه هو النصر لا الفتح.<ref>Stubbs, William, "'The Constitutional History of England'', vol. 1, pp.550–551</ref>}}', 84 => '', 85 => 'تذرع ريتشارد بأن إنجلترا «باردة والسماء تمطر دومًا»، وعندما كان يجمع الأموال لحملته، قال أنه «على استعداد لبيع لندن لمن يشتري.»<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=118.}}</ref> ومع ذلك، على الرغم من إنجلترا مثلت قيمة كبيرة وجزءً كبيرًا من أراضيه، وبالأخص لأنها منحته لقب ملكي جعله على قدم المساواة مع الملوك الآخرين، لم توجه إنجلترا له أي تهديدات داخلية أو خارجية كبيرة خلال فترة حكمه، على عكس أراضيه في القارة، لذا لم تتطلب حضوره الدائم هناك. وكمعظم ملوك [[بلانتاجانت]] قبل القرن الرابع عشر، لم يكن في حاجة لاستخدام اللغة الإنجليزية على نطاق واسع. وبتركه البلاد في أيدي عدة مسؤولين (بما فيهم والدته)، أصبح ريتشارد أكثر قلقًا على أراضيه الفرنسية الواسعة. وبعد كل تجهيزاته تلك، أصبح لديه جيشًا من 4,000 رجل مثقل بالأسلحة، و 4,000 جندي مشاة وأسطولاً من 100 سفينة.', 86 => '', 87 => '=== احتلال صقلية ===', 88 => 'توج [[تانكريد ملك صقلية|تانكريد]] ملكاً على صقلية عام [[1189]] بعد وفاة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام الثاني]] على الرغم من أن [[كونستانس ملكة صقلية|كونستانس]] زوجة الإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]] كانت الوريثة الشرعية للحكم. زج الملك تانكارد الملكة [[جوان ملكة صقلية|جوان]] بالسجن ورفض إعطائها ميراثها المستحق، وهي أرملة [[ويليام الثاني ملك صقلية|ويليام]] وشقيقة ريتشارد. وفي سبتمبر 1190، وصل كل من ريتشارد و[[فيليب الثاني أغسطس|فيليب]] إلى جزيرة [[صقلية]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=111}}</ref> وفور وصول ريتشارد طالب تانكارد بإطلاق سراح أخته وإعطائها الميراث. خرجت جوان من السجن في [[28 سبتمبر]] ولكن تانكارد رفض إعطائها ميراثها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=114}}</ref>', 89 => '', 90 => 'شعر سكان [[مسينة|مسينا]] بالضيق نتيجة تواجد قوات أجنبية على أرضهم، فثاروا مطالبين بخروجهم.<ref name="ReferenceC">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=116}}</ref> فهاجم ريتشارد مدينة مسينا واستولى عليها في الرابع من أكتوبر عام 1190.<ref name="ReferenceC"/> وبعد سلب ونهب وحرق المدينة، أسس ريتشارد قاعدة له فيها. خلق هذا العمل حالة من التوتر بين ريتشارد وفيليب. بقي ريتشارد في [[صقلية]] حتى وافق تانكارد أخيراً على توقيع معاهدة. تم توقيع المعاهدة في [[4 مارس]] [[1191]] بين كل من ريتشارد وفيليب وتانكارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=117}}</ref> كانت شروطها الأساسية:', 91 => '* تحصل جوان على 20,000 [[أونصة]] من الذهب تعويضاً لها على الميراث الذي لم يعطها إياه تانكارد.', 92 => '* أعلن ريتشارد رسمياً ابن أخاه [[آرثر الأول دوق بريتاني|آرثر دوق بريتاني]] ولي عهده ووريث حكمه، وعلى تانكارد أن يعده بتزويج آرثر إحدى بناته عندما يبلغ سن الرشد.', 93 => '', 94 => 'بقي ريتشارد وفيليب في صقلية بعضاً من الوقت، مما أدى إلى زيادة حدة التوتر بينهما، حتى أن فيليب أراد التآمر مع تانكارد على ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=124–126}}</ref> لكن الخصومة انتهت عند لقائهما حيث توصلا إلى اتفاقية تضمنت إنهاء خطبة ريتشارد لأليس شقيقة فيليب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=127–128}}</ref>', 95 => '', 96 => '=== غزو قبرص ===', 97 => '[[ملف:Map Crusader states 1190-ar.svg|تصغير|300px|الشرق الأدنى إبّان الحملة الصليبية الثالثة (قبرص بارزة باللون البنفسجي)]]', 98 => 'في أبريل 1191، خرج ريتشارد بأسطوله الكبير من [[مسينة|مسينا]] متوجهاً إلى [[عكا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=131.}}</ref> لكن الأسطول تعرض إلى عاصفة أدت إلى تفريقه. وبعد البحث، اكتشف ريتشارد أن القارب الذي أقلّ أخته وخطيبته برنجاريا قد رسى على الساحل الجنوبي لجزيرة [[قبرص]] جنباً إلى جنب مع حطام بقية السفن. وتعرض الناجون من الحادث للأسر من قبل الحاكم إسحاق كومنينوس.<ref name="flori132">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=132.}}</ref>', 99 => '', 100 => 'وصل أسطول ريتشارد في الأول من مايو عام 1191 إلى ميناء [[ليماسول]] في [[قبرص]].<ref name="flori132"/> طلب ريتشارد من إسحاق إطلاق سراح السجناء،<ref name="flori132"/> إلّا أن طلبه قوبل بالرفض. ردًا على ذلك، استولى ريتشارد على [[ليماسول]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=133–134.}}</ref> ثم وصل عدد من الأمراء إلى ليماسول، وكان من ضمنهم [[غي دي لوزينيان]]. وأعلن الجميع دعمهم لريتشارد الذي قام بدوره بدعم غي دي لوزينيان ضد غريمه [[كونراد من مونفيراتو]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=134.}}</ref>', 101 => '', 102 => 'نبذ البارونات المحليون إسحاق، الذي اعتبروه صانع السلام مع ريتشارد والذي وافق على المشاركة في الحملة الصليبية وعلى تزويج ابنته من ريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=134–136.}}</ref> لكن إسحاق غير رأيه وحاول الهرب. أما ريتشارد فبدأ حملة الاستيلاء على الجزيرة بأكملها مستعينًا بقواته تحت قيادة [[غي دي لوزينيان]]، فاستسلم إسحاق. ومع حلول الأول من يونيو، كان ريتشارد قد سيطر على [[قبرص]] بأكملها. ثم باع ريتشارد الجزيرة ل[[فرسان الهيكل]]، ثم أصبحت قبرص في عام [[1192]] تحت حكم [[غي دي لوزينيان]] الذي جعل منها [[المملكة (توضيح)|مملكة]] [[إقطاعية]] مستقرة.<ref name="Flori 1999 French 137">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=137.}}</ref>', 103 => '', 104 => 'كان الغزو السريع لقبرص مهماً جداً بالنسبة للأوروبيين، لكونها تحتل الجزيرة موقعاً استراتيجياً واقعاً على الممرات المائية على طريق [[أراضي مقدسة|الأراضي المقدسة]]، والتي كان من المستحيل احتلالها بدون الدعم القادم من البحار.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وقد ظلت قبرص معقلاً ل[[مسيحية|لمسيحية]] حتى [[معركة ليبانت|معركة ليبانتو]] عام [[1571]].<ref name="flori138">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=138.}}</ref><ref>نقلا عن الموسوعة العربية العالمية - قبرص - نبذة تاريخية</ref> وقد ساهم غزو ريتشارد لجزيرة قبرص في زيادة شهرته، كما أنه أمده بمكاسب مالية كبيرة.<ref name="flori138"/> ثم غادر ريتشارد مع حلفائه إلى [[عكا]] في الخامس من شهر يونيو عام 1191.<ref name="flori138"/>', 105 => '', 106 => '=== الزواج والحياة الجنسية ===', 107 => 'قبل مغادرة قبرص، تزوج ريتشارد من [[بيرنغاريا من نافارا|برنغاريا]] الابنة الكبرى لـ [[سانشو السادس|سانشو السادس ملك نافارا]]{{للهامش|2}}، التي تعرف عليها ريتشارد في بادئ الأمر من خلال مسابقة كانت قد أقيمت في موطنها نافارا.<ref>Abbott, Jacob, History of King Richard the First of England, Harper & Brothers 1877</ref> عقد حفل الزفاف في 12 مايو 1191 في كنيسة القديس جورج في مدينة [[ليماسول]] القبرصية، بحضور أخته [[جوان ملكة صقلية|جوان]] التي كان قد أحضرها ريتشارد من [[صقلية]]. كان حفل الزفاف ضخماً، وغايةً في الروعة والفخامة، محتوياً على الكثير من الولائم والأطعمة، ووسائل التسلية. كما تبعه احتفالات ومسيرات عامة، من ضمنها التتويج الملكي المزدوج، حيث توّج ريتشارد ملكاً على [[قبرص]]، وتوجت برنجاريا ملكةً على كل من [[قبرص]] و[[إنجلترا]]. أراد ريتشارد هذا الزواج من أجل الحصول على [[مملكة نبرة|نافارا]] وجعلها [[إقطاعية]]، كما حصل أبوه على [[آكيتين|أقطانية]] بزواجه من إليانور. كما أن والدته دعمت زواجه من برنجاريا، من أجل تأمين حدود أقطانية الجنوبية حيث تقع نافارا. وبعد الزواج بوقت قصير، ذهب ريشارد إلى الحملة الصليبية برفقة زوجته الجديدة، لكنهما عادا بشكل منفصل. وقد واجهت برنجاريا صعوبات جمة في طريق العودة كما حدث مع ريتشارد. ولم ترَ [[إنجلترا]] إلّا بعد وفاته. وبعد إطلاق سراح ريتشارد من الأسر الألماني، أبدى ريتشارد بعض الأسف على ما فعله سابقاً لكنّه مع ذلك لم يعد إلى زوجته.<ref>Richard I. by Jacob Abbot, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> ولم ينجبا أطفالاً من هذا الزواج.', 108 => '', 109 => 'منذ خمسينيات القرن الماضي، أصبحت قضية حياة ريشارد الجنسية مثيرة للاهتمام والجدل. مع أنه من النادر ما عالج المؤرخون الفيكتوريون والإدوارديون هذه المسألة، إلّا أن المؤرخ جون هارفي تحدى عام 1948 ما كان ينظر إليها على أنها ''مؤامرة الصمت'' التي تحيط [[شذوذ جنسي|بشذوذ]] ريتشارد الجنسي.<ref>Harvey, pp.33–4. There is a mention of this question in Richard, A., ''Histoire des comtes de Poitout, 778–1204'', vol. I–II, Paris, 1903, t. II, p. 130, cited {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}}, however.</ref> اعتمدت تلك الفكرة في المقام الأول على الوثائق التاريخية التي تخص سلوك ريتشارد، حيث تؤكد بعض السجلات التاريخية أن ريتشارد قام بالاعتراف والتوبة مرتين. كما أنه لم ينجب أطفالاً طيلة فترة زواجه من برنجاريا.<ref>Summarised in McLynn, pp.92–3.</ref>', 110 => '', 111 => 'ويتحدث المؤرخ روجر الهوديني عن [[راهب]] كان قد حذّر ريتشارد من خطر [[مثلية جنسية|اللواط]] وطلب منه عدم القيام بالأعمال غير المشروعة، وبناءً على ذلك كان ريتشارد قد حصل على الغفران، فعاد إلى زوجته التي هجرها زمناً طويلاً، وابتعد عن الفاحشة التي كان يقوم بها، وظلّ مخلصاً لزوجته حتى أصبحا كالجسد الواحد.<ref>Roger of Hoveden, ''The Annals'', trans. Henry T. Riley, 2. Vols. (London: H.G. Bohn, 1853; repr. New York: AMS Press, 1968)</ref> لكن هذه النظريات تناقض حقيقة أن ريتشارد أنجب طفلاً غير شرعي واحد على الأقل (فيليب)، وكذلك تناقض المزاعم التي تفيد بأن ريتشارد أقام علاقات جنسية مع النساء المحليات خلال الحملات التي كان يقوم بها.<ref>McLynn, p.93; see also {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref>', 112 => '', 113 => 'وما زال المؤرخون حتى اليوم منقسمين حول هذه القضية،<ref>Burgwinkle, pp.73–4.</ref> حيث يوجد بعض المؤيدين لنظرية جون هارفي،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88">As cited in {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448}} see for example Brundage, ''Richard Lion Heart'', New York, 1974, pp. 38, 88, 202, 212, 257; Runciman, S., ''A History of the Crusade'', Cambridge, 1951–194, t. III, pp. 41ff.; and Boswell, J., ''Christianity, Social Tolerance and Homosexuality'', Chicago, 1980, p. 231ff.</ref> في حين هناك مؤرخون لا يوافقونه مثل جون غيلينغهام،<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139.}}</ref> الذي يعتقد أن ريتشارد كان طبيعياً.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1994|pp=119–139}}</ref> أما المؤرخ جان فلوري، فيقول بأن معظم المؤرخين في الوقت الحاضر يعتقدون بأن ريتشارد كان [[مثلي الجنس]]،<ref name="Brundage, 1974, pp. 38, 88"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=448. According to Flori, this change is due to greater social acceptance of homosexuality.}}</ref> مستدلاً بذلك على توبة ريتشارد (عام 1191 وكذلك 1195)، التي يقول فلوري أنها كانت توبة من اللواط.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=456–462.}}</ref> كما يقول فلوري بأن ريتشارد أقام علاقات مع النساء بالقوة.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=463.}}</ref> ويعتقد جون فلوري أن ريتشارد أقام علاقات مع كل من النساء والرجال خلال مراحل مختلفة من حياته.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=464.}}</ref> إلّا أن فلوري يوافق غيلينغهام بعدم تصديق الإدّعاءات التي تقول بأن ريتشارد كان على علاقة مع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني ملك فرنسا]]، والتي يصدقها بعض المؤرخين في الوقت الحاضر.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=454–456. Contemporaneous accounts refer to various signs of friendship between the two when Richard was at Philip's court in 1187 during his rebellion against his father Henry II, including sleeping in the same bed. But, according to Flori and Gillingham, such signs of friendship were part of the customs of the time and cannot be interpreted as indicating homosexuality of either man.}}</ref>', 114 => '', 115 => '=== في الأرض المقدسة ===', 116 => '[[ملف:Britishmuseumrichardandsaladintiles.jpg|تصغير|300px|تصور لريتشارد (يسار) وصلاح الدين (يمين) يعود للفترة بين عامي 1250-1260.]]', 117 => 'رسى ريتشارد بقواته في [[عكا]] في 8 يونيو 1191.<ref>[https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ ريتشارد قلب الأسد] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200317170652/https://web.archive.org/web/20130411160757/http://she3aer.wordpress.com/2013/01/17/ريتشارد-قلب-الأسد-،/ |date=17 مارس 2020}}</ref> وقدّم دعمه لابن مقاطعته [[بواتو|البواتوي]] [[غي دي لوزينيان]]، الذي أرسل له الجنود لمساعدته في قبرص. كان غي زوجًا لأرملة ابن عم أبيه [[سيبيلا ملكة أورشليم]]، وكان يحاول المحافظة على مملكة أورشليم، وبوفاة زوجته أثناء [[حصار عكا (توضيح)|حصار عكا]] في العام السابق. نافسه [[كونراد من مونفيراتو]] زوج إيزابيلا شقيقة سيبيلا وابن عم لويس السابع والد فيليب الثاني في المطالبة بالعرش. تحالف ريتشارد مع هيمفري الرابع لورد تورون زوج إيزابيلا الأول الذي أرغم على تطليقها عام 1190. كان هيمفري يدين بالولاء لغي ويتحدث [[اللغة العربية|العربية]] بطلاقة، فاستخدمه ريتشارد كمترجم وكدليل.', 118 => '', 119 => 'ساهم ريتشارد وقواته في الاستيلاء على عكا، رغم مرضه الشديد. في النهاية، تفاوض كونراد من مونفيراتو مع صلاح الدين على شروط الاستسلام ورفع رايات الملوك على المدينة. اختلف ريتشارد مع [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]] حول مشاركة [[إسحاق كومنينوس حاكم قبرص]] في الحملة الصليبية. رفع ليوبولد رايته في مستوى الرايتين الإنجليزية والفرنسية. ففسر ذلك ريتشارد وفيليب أنها غطرسة، فليوبولد تابع [[إمبراطور روماني مقدس|للإمبراطور الروماني المقدس]] (على الرغم من أنه الزعيم الأعلى رتبة من بين القوات الإمبراطورية). مزق رجال ريتشارد الراية، ورموها في خندق عكا. فغادر ليوبولد [[الحملة الصليبية الثالثة]] فورًا. ثم غادر فيليب بعد ذلك بوقت قصير، وهو في حالة صحية سيئة، وبعد مزيد من النزاعات مع ريتشارد حول وضع قبرص (طالب فيليب بنصف الجزيرة) وتملك أورشليم. ليجد ريتشارد نفسه فجأة، بلا حلفاء.', 120 => '', 121 => 'استبقى ريتشارد 2,700 أسير مسلم كرهائن ضد صلاح الدين الأيوبي للوفاء بجميع شروط استسلام الأراضي حول عكا. وقبل أن يغادر فيليب، سلّم أسراه إلى كونراد، لكن ريتشارد أجبره على تسليمهم له. خشي ريتشارد أن يعرقله الأسرى عن التحرك بقواته من عكا، ف[[مذبحة عكا 1191|أمر بإعدامهم جميعًا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|الدواداري| Ref =كنز الدرر|1972|p=108-109}}</ref><ref>Runciman p.53/3</ref><ref>[http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm Richard The Lionheart Massacres The Saracens, 1191], [[بهاء الدين بن شداد|Beha-ed-Din]], his account appears in Archer, T.A., The Crusade of Richard I (1889); Gillingham, John, The Life and Times of Richard I (1973). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170929105722/http://www.eyewitnesstohistory.com/lionheart.htm |date=29 سبتمبر 2017}}</ref><ref name="البداية 587">{{استشهاد بكتاب |الأخير= ابن كثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن كثير|عنوان= [[البداية والنهاية]]، الجزء الثامن، أحداث 587 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 466-472}}</ref> ثم اتجه جنوبًا، وهزم قوات [[صلاح الدين الأيوبي]] في [[معركة أرسوف]] في 7 سبتمبر 1191{{يم}}{{للهامش|3}}. وفي نوفمبر 1191، بعد الاستيلاء على [[يافا]]، تقدم الجيش الصليبي نحو القدس. وصل إلى بيت نوبا، على بعد 12 ميل من القدس. كانت معنويات المسلمين في القدس منخفضة جدًا خشية سقوط المدينة بسرعة. إلا أن الطقس الذي كان سيئًا باردًا مع أمطار غزيرة وعواصف، وهذا بالإضافة لخوفه من أن يحاصر جيشه في القدس، دفعاه للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 198-200.</ref> ثم حاول التفاوض مع صلاح الدين الأيوبي، إلا أنه لم ينجح في ذلك. وفي النصف الأول من عام 1192، حصّن هو وجنوده [[عسقلان]].', 122 => '', 123 => 'اضطر ريتشارد بقبول [[كونراد من مونفيراتو|كونراد]] كملك لأورشليم بعد أن تم انتخابه، ثم باع قبرص لغي دي لوزينيان.<ref name="Flori 1999 French 137"/> وبعد أيام في 28 أبريل 1192، اغتيل كونراد على أيدي [[الحشاشون|الحشاشين]] قبل تتويجه.<ref>[https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 البداية والنهاية لابن كثير - سنة ثمان وثمانين وخمسمائة] ذكره ابن كثير باسم المركيس (المركيز) {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200510223311/https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&ID=2623&idfrom=2116&idto=2116&flag=0&bk_no=59&ayano=0&surano=0&bookhad=0 |date=10 مايو 2020}}</ref> وبعد ثمانية أيام، تزوج ابن شقيقته هنري الثاني كونت شامبين من الأرملة [[إيزابيلا ملكة أورشليم]]، رغم حملها في ابن كونراد. لم يُعرف من وراء الجريمة، إلا أن المؤرخين يشتبهون في تورط ريتشارد.<ref>Runciman p.64-65/3</ref>', 124 => '', 125 => 'تقدم الجيش الصليبي مرة أخرى نحو القدس في يونيو 1192، ورغم أن المدينة كانت على مرمى البصر، إلا أنهم اضطروا للانسحاب بسبب الخلافات بين قادة الجيش. كان ريتشارد ومعظم قادة الجيش يريدون إجبار صلاح الدين الأيوبي على التخلي عن القدس من خلال مهاجمة قاعدة سلطانه [[مصر]]. في حين أصر قائد القوات الفرنسية هيو الثالث دوق بورجوندي على أن الهجوم المباشر على القدس يجب أن يتم. قسّم هذا الشقاق الجيش الصليبي إلى فصيلين، ليس في قدرة أحدهما فرض رأيه على الآخر. وقال ريتشارد أنه سيصاحب أي هجوم على القدس فقط كجندي بسيط، ورفض قيادة الجيش. ودون قيادة موحدة، اضطر الجيش للانسحاب والعودة إلى الساحل.<ref>Gillingham (1979), pp. 209-212</ref>', 126 => '', 127 => 'بدأت فترة من المناوشات البسيطة مع قوات صلاح الدين في الوقت الذي تفاوض فيه ريتشارد وصلاح الدين الأيوبي على تسوية الصراع. كما علم ريتشارد بأن فيليب وشقيقه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بدئا في التآمر ضده. ومع ذلك، أصر صلاح الدين على هدم تحصينات عسقلان، التي صنعها رجال ريتشارد، وعدد قليل من النقاط الأخرى. حاول ريتشارد محاولة أخيرة لتعزيز موقفه التفاوضي بمحاولة غزو [[مصر]]، لكنه فشل. في النهاية، نفد الوقت أمام ريتشارد، وأدرك أنه ليس بإمكانه تأجيل عودته. وتوصل مع صلاح الدين الأيوبي على تسوية في 2 سبتمبر 1192، اشتملت على هدم تحصينات عسقلان، والسماح للحجاج و[[تاجر|التجار]] المسيحيين بدخول [[القدس]]،<ref name="الكامل 588">{{استشهاد بكتاب|الأخير= ابن الأثير|الأول= |وصلة مؤلف= ابن الأثير|عنوان= [[الكامل في التاريخ]]، الجزء العاشر، أحداث 588 هـ|سنة= 2008|ناشر= دار التوفيقية للطباعة|مكان= القاهرة|صفحات= ص 218-228}}</ref><ref name="abc1">Richard I. by Jacob Abbott, New York and London Harper & Brothers 1902</ref> كما تضمنت هدنة لمدة ثلاث سنوات.<ref name="abc1"/>', 128 => '', 129 => '=== الأسر والعودة ===', 130 => '[[ملف:Heinrich VI. begnadigt Richard Loewenherz.jpg|تصغير|تصور للإمبراطور هنري السادس وهو يسامح ريتشارد، تعود لنحو عام 1196.]]', 131 => 'أجبر الطقس السيئ سفينة ريتشارد على أن تحط في [[كورفو]]، في أراضي الإمبراطور البيزنطي [[إسحاق الثاني]]، الذي اعترض على ضم ريتشارد لقبرص التي كانت أرض بيزنطية مسبقًا. متنكرًا في زي [[فرسان الهيكل]]، أبحر ريتشارد مع أربع مرافقين من كورفو، غير أن سفينته تحطمت قرب أكيليا، مما أجبره على رحلة خطرة في وسط أوروبا. وفي طريقه عبر أراضي زوج شقيقته [[هاينريش الأسد]]، أسر ريتشارد قبل عيد الميلاد عام 1192 بوقت قصير قرب [[فيينا]] من قبل [[ليوبولد الخامس دوق النمسا]]، الذي اتهم ريتشارد بالترتيب لقتل ابن عمه [[كونراد من مونفيراتو]]. وعلاوة على ذلك، أهان ريتشارد ليوبولد شخصيًا بإنزال رايته من فوق أسوار عكا.', 132 => '', 133 => 'سجن ليوبولد ريتشارد في قلعة دورنشتاين،<ref>Arnold, p. 128</ref> وصل خبر تحطم سفينة ريتشارد إلى إنجلترا، إلا أن الأوصياء على عرشه ظلوا لعدة أسابيع غير متيقنين من مكان وجوده. أثناء وجوده في السجن، كتب ريتشارد أغنية "''Ja nus hons pris''" («لا يوجد رجل مسجون»)، التي وجهها إلى أخته غير الشقيقة ماري كونتيسة شامبين. كتبها بالفرنسية و[[اللغة الأوكسيتانية|القسطانية]]، للتعبير عن مشاعر الهجر من قبل شعبه وأخته. كان احتجاز المشاركين في {{ال|حملات|صليبية}} مخالفًا للقانون العام،<ref name="eb1911">{{Cite EB1911|wstitle=Richard I}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=188–189.}}</ref> وعلى هذه الأسس حرم البابا [[سلستين الثالث]] الدوق ليوبولد كنسيًا.', 134 => '', 135 => '[[ملف:Durnstein castle.jpg|تصغير|يسار|أطلال قلعة دورنشتاين، حيث احتجز ليوبولد ريتشارد.]]', 136 => 'في 28 مارس 1193، تم تسليم ريتشارد للإمبراطور [[هنري السادس (إمبراطور روماني مقدس)|هنري السادس]]، الذي كان متضررًا من دعم أسرة بلانتيجانت لأسرة [[هاينريش الأسد]]، وأيضًا من اعتراف ريتشارد بتانكريد ملكًا على صقلية،<ref name="eb1911"/> فسجنه في قلعة تريفلز. كان هنري السادس في حاجة للمال لتجهيز جيش للمطالبة بحقوقه في [[جنوب إيطاليا]]، فاحتجز ريتشارد لكي يحصل على فدية. مما دفع البابا سلستين الثالث لحرمان هنري السادس أيضًا كنسيًا لاحتجازه غير المشروع لريتشارد. رفض ريتشارد تقديم التحية للإمبراطور، وقائلاً: {{اقتباس مضمن|لقد ولدت في رتبة لا تعترف بأن أحدًا يفوقها إلا الله.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Longford|1989|p=85.}}</ref>}} وعلى الرغم من شكواه، لم تكن ظروف احتجازه شديدة.', 137 => '', 138 => 'طلب الإمبراطور 150,000 قطعة فضية فدية لإطلاق سراح ريتشارد، وهو ما يعادل ما جمعته [[عشور صلاح الدين]] قبل ذلك بأعوام،<ref name="silver">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Madden|2005|p=96}}{{وثق المصدر|date=October 2010}}</ref> ومن 2–3 أضعاف دخل إنجلترا في ذلك الوقت، وهو ما قدره المؤرخ ديفيد بويل بحوالي ملياري جنيه إسترليني بأسعار عام 2011.{{يم}}<ref>{{استشهاد ويب|الأخير=Geoghegan |الأول=Tom |مسار=https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 |عنوان=Why is King John the classic villain? |ناشر=BBC |تاريخ=1 March 2011 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190419140713/https://www.bbc.co.uk/news/magazine-12603356 | تاريخ أرشيف = 19 أبريل 2019 }}</ref> عملت أمه على جمع الفدية، حتى أنها صادرت بعض ممتلكات الكنائس. وفي الوقت نفسه، عرض شقيقه جون والملك فيليب الثاني ملك فرنسا على الإمبراطور 80,000 قطعة فضية لتأخير إطلاق ريتشارد حتى نهاية سبتمبر 1194، لكن الإمبراطور رفض العرض. أرسلت أموال الفدية مع سفراء الإمبراطور عبر ألمانيا، وفي 4 فبراير 1194، أطلق سراح ريتشارد. فأرسل فيليب إلى جون قائلاً: {{اقتباس مضمن|انتبه إلى نفسك، فقد أطلق الشيطان.{{sfn|Purser|2004|p=[http://books.google.co.nz/books?id=fBs0VlTA-qEC&printsec=frontcover&source=gbs_atb#v=onepage&q&f=false 161]}}}}', 139 => '', 140 => '=== السنوات اللاحقة والوفاة ===', 141 => '[[ملف:Philippe Auguste et Richard IIIe croisade.jpg|تصغير|ريتشارد وفيليب، مخطوطة فرنسية من عام 1261]]', 142 => '', 143 => 'في الفترة التي غاب فيها ريتشارد، ثار أخوه [[جون ملك إنجلترا|جون]] بمساعدة [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]]، الذي كان قد استولى على [[نورماندي]] بينما كان ريتشارد في السجن.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2004}}.</ref> غفر ريتشارد لجون على فعلته عندما التقيا مرة أخرى; تماشياً مع الضرورة السياسية. كما جعل جون وريثه بدلاً من ابن أخيه آرثر.', 144 => '', 145 => 'فتح سقوط قلعة غيزور {{فرن|Château de Gisors}} بيد القوات الفرنسية عام [[1196]] فجوة في الدفاعات النورماندية. بحث ريتشارد عن موقع جديد يبني فيه [[قلعة]] جديدة من أجل الدفاع عن [[نورماندي|دوقية نورماندي]]، ولاستخدامه كقاعدة يبدأ منها حملته لاستعادة مقاطعة فيكسين من [[فرنسا|الفرنسيين]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=303–305.}}</ref> واختير هذا الموقع على ضفاف [[السين (نهر)|نهر السين]]، في قصور ''أنديلي''. بموجب شروط صلح اللوفر بين ريتشارد وفيليب في ديسمبر عام [[1195]]، لم يكن مسموحاً لكلا الملكين بتحصين هذا الموقع. على الرغم من ذلك، أراد ريتشارد بناء قلعة غايّار {{فرن|Chateau Gaillard}} هناك.<ref name="Gillingham 301">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=301.}}</ref> حاول ريتشارد الحصول على تلك القصور من خلال المفاوضات، لكن رئيس الأساقفة ''والتر دي كوتانس'' كان متردداً في بيعها، حيث كانت تلك القصور إحدى أكثر الأبرشيات ربحاً للأموال. كما أن بقية الأبرشيات كانت قد تعرضت للدمار خلال الحروب.<ref name="Gillingham 301"/> وعندما حاصر [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] منطقة [[أومال]] في [[نورماندي]]، نفذ صبر ريتشارد واستولى عليها،<ref name="Gillingham 301"/><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Turner|1997|p=10.}}</ref> على الرغم من معارضة [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة]] لذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Packard|1922|p=20.}}</ref> أصدر ''والتر دي كوتانس'' [[حرمان كنسي|حرماناً]] بحق دوقية نورماندي ومنع من تقديم الخدمات الكنسية فيها. يقول المؤرخ روجر الهوديني: {{اقتباس مضمن|ظلت جثث الموتى ملقاة في الشوارع دون أن تدفن في مدن نورماندي}}. لكن الحرمان ألغي من قبل [[بابوية كاثوليكية|البابا]] [[سلستين الثالث]] في شهر أبريل من عام [[1197]] بعدما قدم ريتشارد هدايا لوالتر كان من ضمنها أبرشيتين وميناء كبير في [[دييب (السين البحرية)|دييب]].<ref name="Gillingham 302">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|pp=302–304}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=112.}}</ref>', 146 => '', 147 => 'في عهد ريتشارد، انخفض الإنفاق الملكي على بناء القلاع مقارنة بعهد والده [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]]، ويعزى ذلك إلى تركيز إنفاق الموارد على حروب ريتشارد مع ملك [[فرنسا]].<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1955|pp=355–356.}}</ref> إلّا أن بناء قلعة غايّار كلّف 15-20 ألف [[جنيه إسترليني]] في الفترة ما بين 1196-1198، فكانت بذلك واحدة من أكثر القلاع كلفة في ذلك الوقت،<ref name="McNeil 42">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|McNeill|1992|p=42.}}</ref> حيث كانت تكلفة القلاع التي بناها ريتشارد في [[إنجلترا]] حوالي 7 آلاف [[جنيه إسترليني]]، وهي بذلك أقل من نصف تكلفة قلعة غايّار.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=304.}}</ref> كما أن سرعة بنائها لم يسبق لها مثيل، حيث بنيت في عامين تقريبا، بينما كان بناء القلاع الأخرى يستغرق حوالي العقد من الزمان.<ref name="McNeil 42"/> ووفقًا للمؤرخ الإنجليزي ويليام بارفوس، أنه في شهر مايو من عام 1198 هطل على ريتشارد والعاملين بالبناء مطر غزير من الدم; فظنّ البعض أنه نذير شؤم، إلّا أن ريتشارد لم يأبه به.<ref name="Gillingham 2002 303">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|2002|p=303.}}</ref> يقول ويليام<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Liddiard|2005|pp=112–113.}}</ref> {{اقتباس مضمن|لم يتأثر الملك بما حصل، ولم يسمح بالتهاون في العمل ولو بمقدار ذرة، بل واصل عمله بسعادة. وإن لم أكن مخطئًا، حتى لو نزل ملك من السماء ليؤخر البناء لاضطر للعن ريتشارد لأنه لن يوافق على ذلك.}}', 148 => '', 149 => '[[ملف:Normandie Eure Andelys3 tango7174.jpg|تصغير|250px|مظهر بانورامي لقلعة غايّار]]', 150 => 'لم يذكر شيء عن المشرف على عملية بناء [[قلعة|القلعة]]. تقول المؤرخة ألين براون أن المشرف على البناء كان الملك ريتشارد بنفسه; يدعم هذا الرأي الاهتمام الذي أبداه ريتشارد خلال زياراته المتكررة للقلعة أثناء بنائها.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|2004|p=113.}}</ref> أصبحت القلعة في سنوات ريتشارد الأخيرة مكان إقامته المفضل. وكانت قلعة غايّار سابقة لعصرها، متضمنة ابتكارات اعتمدت في عمارة القلاع لقرن تلاها من الزمان.<ref name="Allen Brown 62">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Allen Brown|1976|p=62.}}</ref> وصفتها المؤرخة ألين بأنها أحد أفضل قلاع [[أوروبا]] في زمانها.<ref name="Allen Brown 62"/> يقول [[مؤرخ عسكري|المؤرخ العسكري]] [[المملكة المتحدة|البريطاني]] [[تشارلز أومان]]:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Oman|1991|p=33.}}</ref> {{اقتباس مضمن|تعتبر قلعة غايّار تحفة عصرها. ستبقى سمعة ريتشارد كمهندس عسكري عظيم ثابتة بسببها. لم يكن ريتشارد مجرد مقلد لما رآه في الشرق، بل ابتكر بنفسه تفاصيل أدخلها على بناء هذه القلعة.}}', 151 => '', 152 => 'عزم ريتشارد على مقاومة أطماع [[فيليب الثاني أغسطس|فيليب الثاني]] بالأراضي المتنازع عليها مثل مقاطعة فيكسين، حيث أخرج كل ما في جعبته من خبرة عسكرية وموارد هائلة في وجه ملك [[فرنسا]]. فقام ريتشارد بصنع تحالف ضد فيليب مكون من بالدوين التاسع كونت [[الإقليم الفلامندي|فلاندرز]]، ورينو كونت بولوني، وسانشو السادس ملك [[مملكة نبرة|نافارا]] الذي داهم أراضي فيليب من الجنوب. والأهم من ذلك كله، استطاع ريتشارد تأمين ميراث [[أسرة فلف|فلف]] في [[ساكسونيا]] لابن أخته أوتو حاكم [[بواتو شارنت|بواتو]]، الذي أصبح إمبراطوراً رومانياً مقدساً (باسم أوتو الرابع) عام [[1198]]. ونتيجة لهذه التحالفات وغيرها من المكائد، انتصر ريتشارد على فيليب في عدة مناسبات. فرّ فيليب من [[معركة فريتفال|فريتفال]] (الواقعة في وسط فرنسا) عام 1194 فور عودة ريتشارد من الأسر تاركاً أرشيفاً كاملاً من المراجعات المالية والوثائق التي حصل عليها ريتشارد. وفي معركة غيزور (تسمى أيضاً بمعركة كورسيل) عام 1198، اتخذ ريتشارد من عبارة ''الرب وحقي'' {{فرن|Dieu et mon Droit}} شعاراً له (وهو ما زال مستخدماً كشعار [[الملكية في المملكة المتحدة|للملكية في المملكة المتحدة]]).', 153 => '', 154 => 'في شهر مارس من عام [[1199]]، قام ريتشارد بقمع الثائرين في [[ليموزان|ليموزا]]. وعلى الرغم من أن ذلك الوقت كان وقت [[الصوم الكبير]]، إلّا أن ريتشارد «''دمّر الأرض بالنار والسيف''».<ref>Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum'', p. 94</ref> ثم حاصر قلعة ''شالو شابرول'' التي كانت ضعيفة ومنزوعة السلاح تقريباً. يقول بعض المؤرخين أن ريتشارد حاصرها لأنّ أحد الفلاحين المحليين كان قد أخبره عن وجود كنز مدفون من [[ذهب|الذهب]] الروماني،<ref>{{استشهاد ويب|مسار=https://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y |عنوان=King Richard I of England Versus King Philip II Augustus |ناشر=Historynet.com |تاريخ=23 August 2006 |تاريخ الوصول=4 February 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20080312101537/http://www.historynet.com/magazines/military_history/3717336.html?page=4&c=y | تاريخ أرشيف = 12 مارس 2008 | وصلة مكسورة = yes }}</ref> الذي ادّعى ريتشارد أحقيته في الحصول عليه بصفته سيداً أعلى على ال[[إقطاعية]].', 155 => '', 156 => 'وفي مساء اليوم الخامس والعشرين من مارس عام 1199، كان ريتشارد يتجول حول محيط القلعة بدون ارتداء درعه، يتحقق من وضع جنوده المتواجدين فوق جدران القلعة. كان الملك ريتشارد يقضي وقتاً ممتعاً وهو ينظر إلى أحد الجنود الذي كان يحمل القوس والنشاب بيد واحدة. صوّب هذا الجندي القوس تجاه ريتشارد، وقد لاقى هذا الفعل استحساناً من قبل الملك. إلّا أن رجلاً آخر رمى الملك بسهم ضرب كتفه الأيسر بالقرب من عنقه. أٌدخل الملك خيمته وقام الجرّاح (الذي وصفه البعض بالجزّار) بإزالة السهم بطريقة غير احترافية على الإطلاق، ما أدى إلى تحول الجرح بشكل سريع إلى [[غنغرينا|غنغرينة]]. يقال أن ريتشارد طلب إحضار قاتله إليه الذي اختلف في اسمه، فقيل بيير أو بيتر، وقال البعض أن اسمه جون.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Gillingham|1989|p=16.}}</ref><ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=233–254.}}</ref> وعندما وقف بين يدي ريتشارد، اتضح له (وفقاً لبعض المصادر وليس جميعها) أنه مجرد صبي. ادّعى هذا الصبي أن ريتشارد كان قد قتل أباه وأخويه؛ فأراد قتل ريتشارد انتقاماً لذلك. اعتقد الصبي أنه سيتعرض للإعدام، لكن ريتشارد أراد أن يكون رحيماً وهو على وشك توديع الحياة، فسامح الصبي على فعلته وقال له: ''أكمل حياتك، وبفضلي سترى نور الغد''. وقبل إطلاق سراح الصبي، أمر بإعطائه 100 [[شلن]].<ref>Although there are numerous variations of the story's details, it is not disputed that Richard did pardon the person who shot the bolt, see {{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=234.}}</ref> قام ريتشارد بتوريث جميع أراضيه لأخيه [[جون ملك إنجلترا|جون]]، أما المجوهرات فورثها لابن أخته أوتو.', 157 => '[[ملف:King Richard I.jpg|تصغير|الملك ريتشارد الأول]]', 158 => '', 159 => 'توفي ريتشارد في السادس من أبريل عام 1199 في أحضان والدته. وصفت وفاته بمصطلح ''الأسد الذي قٌتل من النملة'' وذلك يعزى إلى طريقة قتله. يقول أحد المؤرخين:<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=238.}}</ref> {{اقتباس مضمن|أثبت ريتشارد في آخر أعماله أن الشهامة كانت غير مثمرة خلال [[العصور الوسطى]] بهمجيتها ووحشيتها. حيث قام [[مرتزق|المرتزق]] الشائن ميركادير بسلخ جلد قاتل ريتشارد وتعليقه على القلعة فور وفاة ريتشارد.}}', 160 => '', 161 => 'دُفن قلب ريتشارد في [[روان]] في [[نورماندي]]. ودُفنت أحشاؤه في [[شالو]] (المكان الذي توفي فيه). أما باقي جسده فدُفن في كنيسة فونتفريد في [[أنجو]] بجانب أبيه.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=235.}}</ref> في عام [[2012]]، قام العلماء بتحليل ما تبقى من [[قلب]] ريتشارد واكتشفوا أنه قد تم تحنيطه باستخدام عدة مواد من ضمنها ال[[لبان]]، وهي مادة ذات أهمية رمزية وذلك لأنها قُدمت عند ولادة [[مسيح|المسيح]] وتحنيطه تم وفقاً للمسيحية.<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Charlier|الأول=Philippe|المؤلفون=Joël Poupon, Gaël-François Jeannel, Dominique Favier, Speranta-Maria Popescu, Raphaël Weil, Christophe Moulherat, Isabelle Huynh-Charlier, Caroline Dorion-Peyronnet, Ana-Maria Lazar, Christian Hervé & Geoffroy Lorin de la Grandmaison|عنوان=The embalmed heart of Richard the Lionheart (1199 A.D.): a biological and anthropological analysis|صحيفة=Nature|تاريخ=28|مسار=https://www.nature.com/articles/srep01296|تاريخ الوصول=2 March 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150522124304/http://www.nature.com/srep/2013/130228/srep01296/full/srep01296.html? | تاريخ أرشيف = 22 مايو 2015 }}</ref>', 162 => '', 163 => '=== المظهر ===', 164 => 'وفقاً لكتاب ''خط سير رحلة الملك ريتشارد'' (ب[[لغة لاتينية|اللاتينية]]: ''Itinerarium Regis Ricardi'') الذي يسرد أحداث [[الحملة الصليبية الثالثة]]: {{اقتباس خاص|كان طويل القامة، مثالي البنية. كان شعره ما بين الأحمر والذهبي، وكانت أطرافه مرنة ومستقيمة. أما ذراعاه فكانتا طويلتين متناسبتين مع سيفه عند إشهاره إياه، وكانت ساقاه طويلتين متوافقتين مع بقية أجزاء جسده.}}', 165 => '', 166 => '== الإرث ==', 167 => '[[ملف:Richard I statue outside Parliament.JPG|معدول|تصغير|تمثال ريتشارد الأول أمام [[قصر وستمنستر]] في لندن.]]', 168 => 'تقلبت سمعة ريتشارد عبر الزمن «بعنف». الصورة المعاصرة لريتشارد هي صورة الملك [[فارس (وسام)|الفارس]].<ref name="flori484">{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=484–485.}}</ref> عرف بكونه قائد عسكري ومقاتل باسل وكريم. إلا أن سمعته تضررت على مر العصور، وحددت النظرة الشعبية لريتشارد.<ref name="flori484"/> فقد ترك بصمة لا تمحى على الخيال حتى وقتنا الحاضر، بسبب مآثره العسكرية. انعكس ذلك على تعليق المؤرخ [[ستيفين رونسيمان]] على ريتشارد الأول: {{اقتباس مضمن|كان ولدًا عاقًا وزوج سيء وملك سيء، إلا أنه كان جندي باسل ورائع.}} كما كتب عنه المؤرخون المسلمون خلال فترة الحروب الصليبية<ref name="Andrew Holt">{{استشهاد ويب|مؤلف=Andrew Holt |مسار=https://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html |عنوان=Jonathan Phillips |ناشر=Crusades-encyclopedia.com |تاريخ الوصول=30 March 2012| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190428121753/http://www.crusades-encyclopedia.com/jonathanphillips.html | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2019 }}</ref> {{اقتباس مضمن|لم نواجه قط خصمًا أكثر جرأة وبراعة منه.<ref name="Andrew Holt"/>}}', 169 => '', 170 => 'رغم ذلك، كانت هناك صور سلبية عن ريتشارد. خلال حياته، تعرض لانتقادات من قبل المؤرخين لجمعه الضرائب من رجال الدين سواء للحملة الصليبية أو لفديته، في الوقت الذي كانت فيه الكنيسة ورجال الدين عادة معافون من الضرائب.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=322.}}</ref> شهد {{ال|عصر|فكتوري}} انقسام حول ريتشارد، فقد أعجب به الكثيرون على اعتبار أنه بطل صليبي ورجل الله، وشيدوا له تمثالاً بطوليًا أمام [[برلمان المملكة المتحدة]]؛ وعلى الجانب الآخر، يصفه المؤرخ ستابس بأنه {{اقتباس مضمن|ولد عاق، وزوج سيء، وحاكم أناني، ورجل خبيث.}} وعلى الرغم من مولده في أكسفورد، فلم يتحدث الإنجليزية. وخلال عهده الذي دام عشر سنوات، لم يمكث في إنجلترا لمدة تزيد عن ستة أشهر، وغاب عنها تمامًا في الخمس سنوات الأخيرة.', 171 => '', 172 => 'لم يكن لريتشارد ورثة شرعيين، فقط لديه ابن غير شرعي هو فيليب الكونجاكي. لذا، خلفه شقيقه جون ملك إنجلترا.<ref name="Angevin">Peter Saccio Leon D. Black (2000). "Shakespeare's English Kings: History, Chronicle, and Drama" (Chapter VIII, John, The Legitimacy of the King; The Angevin Empire). Oxford University Press</ref> ومع ذلك، رفضت أراضيه الفرنسية خلافة جون له، وفضلت ابن أخيه [[آرثر الأول دوق بريتاني]] ابن شقيقه الراحل جيوفري. كان عدم وجود وريث مباشر لريتشارد الخطوة الأولى تجاه حل [[الإمبراطورية الأنجوية]]. ورغم أن ملوك إنجلترا ضغطوا للمطالبة بأراضيه في القارة، إلا أنهم لم يتمكنوا أبدًا من حكمها مرة أخرى.', 173 => '', 174 => '=== فلكلور العصور الوسطى ===', 175 => 'في حوالي منتصف القرن الثالث عشر، نشأت عدد من الأساطير حول أسر ريتشارد، فقالوا أن المغني بلوندل دي نيسل جاب أوروبا من قلعة إلى قلعة، وهو يصيح بأغنية لا يعرفها سوى اثنين هو وريتشارد.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|pp=191–192.}}</ref> إلى أن وصل في النهاية إلى المكان الذي كان ريتشارد محتجزًا فيه، فسمع ريتشارد الأغنية، وأكمل باقي الأغنية، فعرف بلوندل مكان سجنه. كانت القصة الأساس الذي أوبرا [[أندريه غريتري]] ''ريتشارد قلب الأسد''، ويبدو أنها كانت ملهمة لريتشارد ثورب في مقدمة الفيلم السينمائي إيفانهوي عام 1952. لكنها لا تبدو قصة حقيقية تتناسب مع بلوندل المنشد الأرستقراطي. كما لا تتوافق مع الواقع التاريخي، حيث لم يخف آسري الملك حقيقة أسره، بل على العكس، فقد أعلنوا ذلك.<ref>{{استشهاد بهارفارد دون أقواس|Flori|1999 (French)|p=192.}}</ref>', 176 => '', 177 => 'وبحلول القرن السادس عشر، بدأت قصص [[روبن هود]] في الظهور، التي صورته كمعاصر ومؤيد للملك ريتشارد قلب الأسد، مما اضطر روبن للخروج عن القانون خلال حكم جون شقيق ريتشارد الشرير، في الوقت الذي كان فيه ريتشارد بعيدًا في الحملة الصليبية. وعلى الرغم من أن هذه القصة تزايدت شعبيتها، إلا أنها بالتأكيد لم تكن شائعة في القصائد التي عاصرت تلك الفترة.', 178 => '', 179 => '=== في الأعمال الفنية المعاصرة ===', 180 => '[[ملف:Royal Arms of England (1198-1340).svg|تصغير|معدول|الشعار الذي استخدمه ريتشارد الأول في نهاية عصره.]]', 181 => 'ظهر ريتشارد كشخصية رئيسية أو ثانوية في العديد من الأعمال، سواء المكتوبة أو السمعية البصرية. فظهر مرتبطًا بشخصية روبن هود في رواية [[والتر سكوت]] ''[[ايفانهو]]'' والعديد من الأعمال المبنية على الرواية، كذلك في عدد من الأفلام عن روبن هود. كما كان أحد الشخصيات الرئيسية في رواية سكوت ''[[الطلسم (رواية)|الطلسم]]'' التي تدور أحداثها خلال [[الحملة الصليبية الثالثة]]، والتي صورت فيلمًا عام 1954 بعنوان ''الملك ريتشارد والصليبيين''، لعب فيه [[جورج ساندرز]] دور ريتشارد و[[ريكس هاريسون]] دور صلاح الدين الأيوبي. كما ظهر في العديد من الأعمال التي تناولت الحملة الصليبية الثالثة وتوابعها. كما دارت أوبرا ''ريكاردو بريمو'' ل[[جورج فريدريك هاندل]] حول غزو ريتشارد لقبرص.', 182 => '', 183 => 'لعب [[شون كونري]] دور ريتشارد مع [[كيفين كوستنر]] في فيلم ''روبن هود: أمير اللصوص'' عام 1991، كما مثلّه [[أنتوني هوبكنز]] في فيلم أنطوني هارفي ''الأسد في الشتاء'' عام 1968، كما ظهرت شخصية ريتشارد الأول في مشهد عابر في نهاية فيلم ''[[مملكة السماء (فيلم)|مملكة السماء]]'' من إخراج [[ريدلي سكوت]]، والذي قام فيه [[إيان غلين]] بالدور. وفي الفيلم الملحمي ''[[روبن هود (فيلم 2010)|روبن هود]]'' الذي أخرجه سكوت أيضًا عام 2010، مثل [[داني هيوستن]] دور ريتشارد الأول، تناول الفيلم وفاة الملك أثناء حصار قلعة تشالوس، وجعل إعادة تاجه إلى إنجلترا من مسئولية روبن هود. وعربيًا، أدى الممثل [[حمدي غيث]] دور ريتشارد قلب الأسد في فيلم [[الناصر صلاح الدين (فيلم)|الناصر صلاح الدين]] من إخراج [[يوسف شاهين]].', 184 => '', 185 => '== شجرة النسب ==', 186 => '{{ahnentafel top|width=100%}}', 187 => '<center>{{شجرة نسب 5', 188 => '|style=font-size: 90%; line-height: 110%;', 189 => '|border=1', 190 => '|boxstyle=padding-top: 0; padding-bottom: 0;', 191 => '|boxstyle_1=background-color: #fcc;', 192 => '|boxstyle_2=background-color: #fb9;', 193 => '|boxstyle_3=background-color: #ffc;', 194 => '|boxstyle_4=background-color: #bfc;', 195 => '|boxstyle_5=background-color: #9fe;', 196 => '|1= 1. '''ريتشارد الأول ملك إنجلترا'''', 197 => '|2= 2. [[هنري الثاني ملك إنجلترا]]', 198 => '|3= 3. [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]', 199 => '|4= 4. [[جيفري الخامس كونت أنجو|جيوفري الخامس كونت أنجو]]', 200 => '|5= 5. [[ماتيلدا ملكة إنجلترا]]', 201 => '|6= 6. [[ويليام العاشر، دوق آكيتاين|ويليام العاشر، دوق أقطانية]]', 202 => '|7= 7. إينور دي شاتيرو', 203 => '|8= 8. [[فولك ملك بيت المقدس]]', 204 => '|9= 9. [[ارمينغارد، كونتيسة ماين|إرمينغارد، كونتيسة ماين]]', 205 => '|10= 10. [[هنري الأول ملك إنجلترا]]', 206 => '|11= 11. [[ماتيلدا من اسكتلندا|ماتيلدا الإسكتلندية]]', 207 => '|12= 12. [[ويليام التاسع، دوق آكيتاين|ويليام التاسع، دوق أقطانية]]', 208 => '|13= 13. [[فيليبا، كونتيسة تولوز]]', 209 => '|14= 14. عمري الأول فيكونت شاتيرو', 210 => '|15= 15. دانجيروز دي لا إيسل بوشارد', 211 => '|16= 16. [[فولك الرابع كونت أنجو]]', 212 => '|17= 17. [[بيرتراد دي مونتفورت]]', 213 => '|18= 18. إلياس الأول كونت مين', 214 => '|19= 19. ماتيلدا من شاتو-دو-لوار', 215 => '|20= 20. [[ويليام الفاتح|ويليام الأول ملك إنجلترا]]', 216 => '|21= 21. [[ماتيلدا من فلاندرز|ماتيلدا الفلاندرزية]]', 217 => '|22= 22. [[مالكوم الثالث|مالكوم الثالث ملك اسكتلندا]]', 218 => '|23= 23. [[سانت مارغريت من اسكتلندا|مارغريت من وسكس]]', 219 => '|24= 24. [[ويليام الثامن، دوق آكيتاين|ويليام الثامن، دوق أقطانية]]', 220 => '|25= 25. [[هيلدغارد من بورغندي|هيلدغارد البورغندية]]', 221 => '|26= 26. [[ويليام الرابع، كونت تولوز]]', 222 => '|27= 27. إيما من مورتين', 223 => '|28= 28. بوزون الثاني فيكونت شاتيرو', 224 => '|29= 29. إليانور دي ثوراس', 225 => '|30= 30. بارثيلمي دي لا إيسل بوشارد', 226 => '|31= 31. جيربرج دي بليزون', 227 => '}}</center>', 228 => '{{Ahnentafel bottom}}', 229 => '', 230 => '== هوامش ==', 231 => '* {{هامش|1}} يُعد ريتشارد ثاني ملوك [[الإمبراطورية الأنجوية]] بعد أبيه [[هنري الثاني ملك إنجلترا|هنري الثاني]].', 232 => '* {{هامش|2}} كان ريتشارد لا يزال مخطوباً من أليس عندما تزوج برنجاريا.', 233 => '* {{هامش|3}} تناولت العديد من المؤلَّفات موضوع العلاقة بين ريتشارد و[[صلاح الدين الأيوبي]] وقيل أنها كانت علاقة تنمّ عن احترام متبادل، فقد كان ريتشارد يعتبر صلاح الدين فارسًا شهمًا يجمع صفات الشهامة والنبالة التي يُبجّلها الفرسان الأوروبيّون، وقد أرسل صلاح الدين طبيبه الخاص إلى ريتشارد عندما كان الأخير مريضًا وأرسل له حملًا من الفاكهة.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/193</ref><ref>ابن كثير: البداية والنهاية الجزء الثاني عشر</ref> وعندما فقد ريتشارد جواده في إحدى المعارك أرسل له صلاح الدين حصانًا (أو اثنين) [[خيل عربية|عربيًّا]] مُطهَّمًا.<ref>ستيفن رنسيمان: تاريخ الحروب الصليبية 3/138</ref>', 234 => '', 235 => '== انظر أيضًا ==', 236 => '{{تصنيف كومنز|Richard I of England}}', 237 => '* [[فرنسا في العصور الوسطى]]', 238 => '* [[الإمبراطورية الأنجوية]]', 239 => '* [[تاريخ إنجلترا]]', 240 => '* [[حملات صليبية|الحملات الصليبية]]', 241 => '* [[بلانتاجانت]]', 242 => '== روابط خارجية ==', 243 => '* {{روابط فنية}}', 244 => '== المراجع ==', 245 => ';فهرس المراجع', 246 => '{{مراجع|محاذاة=نعم}}', 247 => '', 248 => ';معلومات المراجع كاملة', 249 => '<div dir="ltr">', 250 => '{{بداية المراجع|30em}}', 251 => '* {{استشهاد |الأخير=Addison |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=The History of the Knights Templars, the Temple Church, and the Temple |مكان=London |ناشر=Longman, Brown, Green, and Longmans |سنة=1842 |مسار= http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20190906211656/http://www.masonicsourcebook.com/king_richard_lionheart_knights_templar.htm|تاريخ أرشيف=2019-09-06}}', 252 => '* {{استشهاد |الأخير=Arnold |الأول=B |سنة=1999 |سنة النشر الأصلية=1985 |عنوان=German Knighthood 1050–1300 |ناشر=Clarendon Press |مكان=Oxford |isbn=0-19-821960-1}}', 253 => '* {{استشهاد |الأخير=Allen Brown |الأول=R |سنة=1976 |سنة النشر الأصلية=1954 |عنوان=Allen Brown's English Castles |ناشر=The Boydell Press |مكان=Woodbridge |isbn=1-84383-069-8}}', 254 => '* {{استشهاد |الأخير=Brewer |الأول=Clifford |عنوان=The Death of Kings |مكان=London |ناشر=Abson Books |سنة=2000 |isbn=978-0-902920-99-6 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/deathofkingsmedi00brew }}', 255 => '* Cannon, John & Hargreaves, Anne (eds). ''Kings and Queens of Britain'', Oxford University Press 2001, 2004, ISBN 0-19-860956-6. Richard I, by John Gillingham', 256 => '* {{استشهاد |الأخير=Flori |الأول=Jean |translator=Jean Birrell |عنوان=Richard the Lionheart: Knight and King |سنة=1999 |مكان=Edinburgh |ناشر=Edinburgh University Press |isbn=978-0-7486-2047-0}}', 257 => '* {{استشهاد |الأخير = Flori |الأول = Jean |عنوان = Richard Coeur de Lion: le roi-chevalier | سنة = 1999 (French) |مكان = Paris |ناشر = Biographie Payot |isbn = 978-2-228-89272-8}}', 258 => '* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1979 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Times Books |مكان=New York |isbn=0-8129-0802-3 |url-access=registration |مسار=https://archive.org/details/richardlionheart00gill }}', 259 => '* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1989 |عنوان=Richard the Lionheart |ناشر=Butler and Tanner Ltd}}', 260 => '* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=1994 |عنوان=Richard Coeur De Lion: Kingship, Chivalry And War In The Twelfth Century |مكان=London}}', 261 => '* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |سنة=2002 |سنة النشر الأصلية=1999 |عنوان=Richard I |مكان=London |ناشر=Yale University Press |isbn=0-300-09404-3}}', 262 => '* {{استشهاد |الأخير=Gillingham |الأول=John |الفصل=Richard I (1157–1199), king of England |سنة=2004 |عنوان=Oxford Dictionary of National Biography |تاريخ الوصول=22 December 2009 |مسار= http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110512/http://www.oxforddnb.com/view/article/23498|تاريخ أرشيف=2020-03-28}}', 263 => '* {{استشهاد|الأخير=Graetz |الأول=H. Bella Löwy|مؤلف-الأول2=Philipp |مؤلف-الأخير2=Bloch |عنوان=History of the Jews|ناشر= Jewish Publication Society of America|سنة=1902}}', 264 => '* {{استشهاد |الأخير=Harvey |الأول=John |عنوان=The Plantagenets |سنة=1948 |ناشر=Fontana/Collins |isbn=0-00-632949-7}}', 265 => '* {{استشهاد |الأخير=Leese |الأول=Thelma Anna |عنوان= Royal: Issue of the Kings and Queens of Medieval England, 1066–1399 |ناشر=Heritage Books Inc |سنة=1996 |isbn=978-0-7884-0525-9}}', 266 => '* {{استشهاد |الأخير=Liddiard |الأول=Robert |سنة=2005 |عنوان=Castles in Context: Power, Symbolism and Landscape, 1066 to 1500 |ناشر=Windgather Press Ltd |مكان=Macclesfield |isbn=0-9545575-2-2}}', 267 => '* {{استشهاد |الأخير=Longford |الأول=Elizabeth |سنة=1989 |عنوان=The Oxford Book of Royal Anecdotes |ناشر=Oxford University Press |isbn=0-19-214153-8 |مسار= http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200328110516/http://books.google.co.uk/books?id=Z4cYAAAAIAAJ&q="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&dq="I+am+born+of+a+rank+which+recognizes+no+superior+but+God"&pgis=1|تاريخ أرشيف=2020-03-28}}', 268 => '* {{استشهاد |الأخير=Maalouf |الأول=Amin |لغة=French |سنة=1984 |عنوان=Les Croisades vues par les Arabes|محرر=J'ai lu|صفحة=318|isbn=2-290-11916-4|part=V|العدد=XI|الفصل=L'impossible rencontre}}', 269 => '* {{استشهاد |الأخير=Madden |الأول=Thomas F. |وصلة مؤلف=|سنة=2005 |عنوان=Crusades: The Illustrated History|إصدار=annotated, illustrated |ناشر=University of Michigan Press|isbn=0-472-03127-9}}', 270 => '* {{استشهاد بخبر|الأخير=Martin|الأول=Nicole|عنوان=Richard I slept with French king 'but not gay'|مسار= http://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=11|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20191209115607/https://www.telegraph.co.uk/news/uknews/1582009/Richard-I-slept-with-French-king-but-not-gay.html|تاريخ أرشيف=2019-12-09}}', 271 => '* {{استشهاد بخبر|عنوان=Bed-heads of state|مسار= http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|عمل=The Daily Telegraph|تاريخ=18 March 2008|صفحة=25|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20081207174855/http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml?xml=/opinion/2008/03/18/dl1803.xml|تاريخ أرشيف=2008-12-07}}', 272 => '* {{استشهاد |الأخير=McNeill |الأول=Tom |سنة=1992 |عنوان=English Heritage Book of Castles |مكان=London |ناشر=English Heritage and B. T. Batsford |isbn=0-7134-7025-9}}', 273 => '* {{استشهاد |الأخير=Oman |الأول=Charles |وصلة مؤلف=|عنوان=A History of the Art of War in the Middle Ages, Volume Two: 1278–1485&nbsp;AD |ناشر=Greenhill Books |سنة=1991 |سنة النشر الأصلية=1924}}', 274 => '* {{استشهاد |الأخير=Packard |الأول=Sydney |عنوان=King John and the Norman Church |صحيفة=The Harvard Theological Review |ناشر=Cambridge University Press |المجلد=15 |العدد=1 |سنة=1922 |صفحات=15–40}}', 275 => '* Prestwich, J.O. (2004) ''The Place of War in English History, 1066-1214''. Boydell Press.', 276 => '* {{استشهاد |الأخير=Purser |الأول=Toby |سنة=2004|عنوان=Medieval England 1042–1228 |إصدار=illustrated |ناشر=Heinemann |isbn=0-435-32760-7}}', 277 => '* Ralph of Coggeshall, ''Chronicon Anglicanum''', 278 => '* {{استشهاد |مؤلف=Roger of Hoveden|مؤلف-الأول2=Henry T. (translator) |مؤلف-الأخير2=Riley |وصلة-مؤلف2=Henry Thomas Riley|سنة=1853 |عنوان=The annals of Roger de Hoveden: comprising The history of England and of other countries of Europe from A.D. 732 to A.D. 1201|المجلد=2|مكان=London|ناشر=H.G. Bohn}}', 279 => '* Roger of Hoveden, ''Gesta Regis Henrici II & Gesta Regis Ricardi Benedicti Abbatis'', ed. William Stubbs, 2 vols, (London, 1867), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica].', 280 => '* Roger of Hoveden, ''Chronica Magistri Rogeri de Houedene'', ed. William Stubbs, 4 vols, (London, 1868–71), available at [http://gallica.bnf.fr/ Gallica].', 281 => '* Stafford, P., Nelson, J.L and Martindale, J. (2002) ''Law, Laity and Solidarities.'' Manchester University Press.', 282 => '* {{استشهاد |الأخير=Turner |الأول=Ralph |عنوان=Richard Lionheart and English Episcopal Elections |صحيفة=Albion: A Quarterly Journal Concerned with British Studies |ناشر=The North American Conference on British Studies |سنة=1997 |المجلد=29 |العدد=1 |صفحات=1–13}}', 283 => '* {{استشهاد |مؤلف-الأخير1=Turner |مؤلف-الأول1=Ralph V. |مؤلف-الأخير2=Heiser |مؤلف-الأول2=Richard R |عنوان=The Reign of Richard Lionheart, Ruler of the Angevin empire, 1189–1199 |مكان=Harlow |ناشر=Longman |سنة=2000 |isbn=0-582-25659-3}}', 284 => '* Smedley, Edward. ''The History of France, from the final partition of the Empire of Charlemagne to the Peace of Cambray.'' London: Baldwin and Cradock, 1836.', 285 => '* {{استشهاد بكتاب |مؤلف=Fryde, E. B. |المؤلفون=Greenway, D. E.; Porter, S.; Roy, I. |عنوان=Handbook of British Chronology|إصدار=Third revised |ناشر=Cambridge University Press |مكان=Cambridge, UK |سنة=1996 |الرقم المعياري=0-521-56350-X}}', 286 => '* {{استشهاد بكتاب|عنوان=كنز الدرر وجامع الغرر ج7 - الدر المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب|الأول=أبو بكر بن عبد الله بن أيبك|الأخير=الدواداري|ناشر=|سنة=1972|الرقم المعياري=|وصلة مؤلف=ابن أيبك الدواداري| ref =كنز الدرر}}', 287 => '{{نهاية المراجع}}', 288 => '</div>', 289 => '{{بداية صندوق}}', 290 => '{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}', 291 => '{{تعاقب-لقب|العنوان= [[مملكة إنجلترا|ملك إنجلترا]]|الأعوام=1189–1199}}', 292 => '{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[جون ملك إنجلترا]]}}', 293 => '{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}', 294 => '{{تعاقب-لقب|العنوان= [[كونت أنجو]]|الأعوام=1189–1199}}', 295 => '{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[آرثر الأول دوق بريتاني]]}}', 296 => '{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}', 297 => '{{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوق نورماندي|دوق النورماندي]]|الأعوام=1189–1199}}', 298 => '{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}}', 299 => '{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}', 300 => '{{تعاقب-لقب|العنوان= كونت [[مين (مقاطعة)|مين]]|الأعوام=1186–1199}}', 301 => '{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}}', 302 => '{{صندوق تعاقب/سبقه|سبقه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[هنري الثاني ملك إنجلترا]]}}', 303 => '{{تعاقب-لقب|العنوان= [[دوقية آكيتاين|دوق أقطانية]] '''مع''' [[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]]|الأعوام=1186–1199}}', 304 => '{{صندوق تعاقب/تبعه|تبعه=[[إليانور آكيتاين|إليانور آكيتيان]] و[[جون ملك إنجلترا]]}}', 305 => '{{نهاية صندوق}}', 306 => '', 307 => '{{ملوك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى}}', 308 => '{{دوق نورماندي}}', 309 => '{{الحملات الصليبية}}', 310 => '{{ضبط استنادي}}', 311 => '{{شريط بوابات|أعلام|العصور الوسطى|ملكية|تاريخ أوروبا|المرأة|المملكة المتحدة|إنجلترا|فرنسا}}', 312 => '{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=11647727|التاريخ=18 سبتمبر 2013}}', 313 => '', 314 => '[[تصنيف:ريتشارد الأول ملك إنجلترا|*]]', 315 => '[[تصنيف:أساطير العصور الوسطى]]', 316 => '[[تصنيف:أشخاص من أكسفورد]]', 317 => '[[تصنيف:أفراد عسكريون إنجليز قتلوا في عمليات قتالية]]', 318 => '[[تصنيف:أنجويون]]', 319 => '[[تصنيف:أولاد هنري الثاني ملك إنجلترا]]', 320 => '[[تصنيف:الأنجلو النورمان]]', 321 => '[[تصنيف:إنجليز من أصل فرنسي]]', 322 => '[[تصنيف:بلانتاجانت]]', 323 => '[[تصنيف:دوقات أكيتانيا]]', 324 => '[[تصنيف:دوقات النورماندي]]', 325 => '[[تصنيف:دوقات غاسكونيا]]', 326 => '[[تصنيف:دوقات نورمندي القرن 12]]', 327 => '[[تصنيف:رومان كاثوليك إنجليز]]', 328 => '[[تصنيف:صلاح الدين الأيوبي]]', 329 => '[[تصنيف:صليبيو الحملة الثالثة]]', 330 => '[[تصنيف:فلكلور إنجليزي]]', 331 => '[[تصنيف:قوالب شجرات نسب]]', 332 => '[[تصنيف:كونتات أنجو]]', 333 => '[[تصنيف:كونتات بواتييه]]', 334 => '[[تصنيف:ملكيون إنجليز في القرن 12]]', 335 => '[[تصنيف:ملوك إنجلترا]]', 336 => '[[تصنيف:ملوك قتلوا في عمليات قتالية]]', 337 => '[[تصنيف:ملوك كاثوليك]]', 338 => '[[تصنيف:مواليد 1157]]', 339 => '[[تصنيف:مواليد في أكسفورد]]', 340 => '[[تصنيف:وفيات 1199]]', 341 => '[[تصنيف:وفيات بسبب طعنات رماح]]', 342 => '[[تصنيف:وفيات في شالو]]', 343 => '[[تصنيف:وفيات متعلقة بالحرب]]' ]
نص الصفحة الجديدة، خالي من أي علامات ( new_text )
'بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الامير صالح حاتم إبراهيم العويصي ولد في المدينة في الأردن عام ١٩٩٨/٢/٢١ يا ما أحسن الشام عمل السفينة من مثله سفر النبي حلية دعاء الله بحمده روضة الأنوار في سيرة النبي المختار محمد الرحيق المختوم أَبْغِي ت ي ن لا معبود إلا الله اللهم إني أعوذ بك من الشرك إن سوء الفواحش هي الشرك و الزنا أو تجسسوا أو الخبائث و قتل النفس في غير الحق و السحر و الحسد و البغضاء و تناجشوا في بيع في سبيل العداوة أو زخرفاً وأكلُ الرِّبا أو السُّحْتَ، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمنات أَعُوذُ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ سُورَةُ الْفَاتِحَة فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍۢ يُحْبَرُونَ ٠٠٩٦٢٧٨٦١١٧٩٦٦ الْ حَ مْ دُ لله'
مصدر HTML المُحلل للنسخة الجديدة ( new_html )
'<div class="mw-parser-output"><p>بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ الامير صالح حاتم إبراهيم العويصي ولد في المدينة في الأردن عام ١٩٩٨/٢/٢١ يا ما أحسن الشام عمل السفينة من مثله سفر النبي حلية دعاء الله بحمده روضة الأنوار في سيرة النبي المختار محمد الرحيق المختوم أَبْغِي ت ي ن لا معبود إلا الله اللهم إني أعوذ بك من الشرك إن سوء الفواحش هي الشرك و الزنا أو تجسسوا أو الخبائث و قتل النفس في غير الحق و السحر و الحسد و البغضاء و تناجشوا في بيع في سبيل العداوة أو زخرفاً وأكلُ الرِّبا أو السُّحْتَ، وأكلُ مالِ اليتيم، والتَّوَلّي يومَ الزَّحْفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمنات </p><p>أَعُوذُ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ سُورَةُ الْفَاتِحَة فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمْ فِى رَوْضَةٍۢ يُحْبَرُونَ ٠٠٩٦٢٧٨٦١١٧٩٦٦ الْ حَ مْ دُ لله </p></div>'
سواء تم إجراء التغيير من خلال عقدة خروج Tor ( tor_exit_node ) أم لا
false
طابع زمني للتغيير في يونكس ( timestamp )
'1662293375'