سعدون بن منصور السعدون
سعدون بن منصور السعدون | |
---|---|
صورة سعدون السعدون مع أبنائه ثامر وعجمي | |
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | سنة 1854 |
الوفاة | سنة 1911 (56–57 سنة) حلب |
مواطنة | الدولة العثمانية |
الديانة | الإسلام |
الأب | منصور بن راشد السعدون |
الأم | لطيفة آل سبتي الشبيبي[1] |
عائلة | آل سعدون |
الحياة العملية | |
المهنة | سياسي |
اللغة الأم | العربية |
اللغات | العربية، والعثمانية |
الخدمة العسكرية | |
المعارك والحروب | تمرد منصور السعدون 1880-1881 |
تعديل مصدري - تعديل |
سعدون باشا السعدون الشبيبي (1854-1911م) أمير اتحاد قبائل المنتفق العراقية رغم أن الحكومة العثمانية لم تعترف بمشيخته،[2] وهو ابن الشيخ منصور باشا السعدون. ظهر نشاطه السياسي سنة 1891 بعد أن حوّلت الدولةُ العثمانيةُ لواء المنتفق إلى أقضية ونواح،[3] فحاول سعدون إعادة سلطة آل سعدون، فتنازع من أجل ذلك مع الدولة العثمانية حتى سنة 1908م حين سيطر الاتحاديون على حكم الدولة العثمانية فأيّدهم سعدون ووثقت به الدولة وأسندت إليه منصب جباية الضرائب في لواء المنتفق ومنحته لقب "مصلح الغرّاف" ثم منحه والي بغداد ناظم باشا صلاحيات واسعة.[4]
ولد سعدون باشا السعدون في المنتفق سنة 1854[5] واصطحبه أباه إلى بغداد وهو صغير فدرس فيها العربية وقليل من التركية. وتوسط بين الحكومة العثمانية وعشائر المياح فمنحته الدولة رتبة أمير الأمراء (باشا) سنة 1879، اختلف مع والي بغداد تقي الدين باشا فانطلق إلى البادية ودانت له أكثر العشائر الضاربة بين النجف حتى الكويت أغار على قبائل شمر وحارب عبد العزيز ال رشيد في حائل سنة 1899 التي عجزت القوات العثمانية عن منازلته واتخذ مقامه في منطقة بر الشامية ثم اتخذ جنوب الكويت مقراً له وشن الغارات على اطراف البصرة والناصرية عفا عنه السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1904 واسند اليه لقب (مصلح الفرات) وقد اتخذ سعدون باشا منطقة تدعى (شط الكار) وهي منطقة وسطية بين الناصرية والسماوة ونهر الفرات مكاناً له فارضاً بها هيبته على جميع العشائر الممتد نشاطها من هيت إلى الكويت. فكانت سطوته لها هيبة عظمى بين الاعراب في البادية فنفوذه ممتد من بادية الشامية حتى شمال جزيرة العرب وعلى حدود وادي حوران في بادية الشام هذه السيطرة المتباعدة الاطراف لسعدون باشا دفعت بالشيخ عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد أمير حائل ان يوقف نمو قوة الشيخ سعدون باشا السعدون لذلك زحف ابن ال الرشيد نحو بلده تسمى الخميسية وخاض معركة انتصر فيها ودخل البلدة منتصراً واقام فيها بضعة أيام الا ان عشائر المنتفج وفي مقدمتهم سعدون باشا جمعوا قوتهم والتقوا مع ابن ال الرشيد في معركة فاصلة استمرت ثلاثة أيام قدم فيها الطرفان كل ما يمكنهما من بسالة وجرأة، انتهت المعركة لصالح عشائر المنتفج واسترجاع الخميسية واندحار ابن ال الرشيد هذا النصر دفع بالمنتفج ان تمنع دخول عشائر شمر للمنطقة الممتدة من اعالي النجف إلى الكويت وبقي سعدون باشا بطل الصحراء والبادية والجزيرة.
بدايته
[عدل]ولد الشيخ سعدون سنة 1270هـ/1854م، وأمه إسمها «لطيفة» من آل سبتي الشبيبي، وأبوه منصور بن راشد السعدون شيخ قبائل المنتفق.[6] وعندما اضطر أبوه الشيخ منصور باشا الانتقال إلى بغداد بعد عزله في ديسمبر 1865م أخذ الصبي معه، فدرس الفتى في مكاتب الحكومة يدرس مبادئ اللغة التركية، غير أن أحد الطلبة هزأ به وبقومه فانقطع عن التردد إلى المكتب. وقد وصفه الكرملي بأنه مربوع القامة، نحيف البدن، أسمر اللون وله عينان سوداوان متوسط الأنف، شعره حالك، وفي أواخر أيامه كام يخضب شعره بالأسود. وعقاله من نوع أبي الضبات.[ملحوظة 1][7] وكان يحسن العربية قراءة وكتابة، ويحسن شيئا من التركية، وعرف عنه التدين وكان مالكي المذهب.[8]
صفاته
[عدل]لا يختلف إثنان على أن سعدون المنصور كان متمردًا من نوع متميز. وحالة التمرد التي عاشها لم يستطع أن يوظفها أو يوظف امكاناتها الإيجابية نحو فعل مؤسسي، بل أخذت تلك الصفة شكلا أقرب إلى العدوانية والعنف والقسوة، حتى مع أقرب الناس إليه. وتلك الميزة أضعفته وأضعفت جهوده وقدراته، ومكنت الآخرين من التمرد عليه وعدم طاعته. حتى آل الأمر أن يلقي العثمانيين القبض عليه في البصرة ويساق إلى حلب التي مات فيها بطريقة مشبوهة، وأكثر التقديرات تشير إلى موته تسممًا.[9]
أما بدايته فكانت في سنة 1297هـ/1879م عندما نهبت عشيرة المياح باخرة نهرية تتبع لشركة الملاحة الإنجليزية، فاشتكى مدير الشركة إلى المعتمد البريطاني الذي أبلغ السفارة، فتواصلت السفارة مع الحكومة العثمانية. فأصدرت الحكومة أمرها إلى ناصر باشا السعدون المقيم يومئذ في الأستانة بأن يرسل إلى من يعتمد عليه في العراق بالقيام بإرجاع المنهوبات، فأرسل إلى ابنه فالح السعدون والذي كلف بدوره ابن عمه سعدون. فذهب سعدون إلى عشيرة المياح فطالبها بإعادة جميع ما سلبته بعد أن هددها ببطش الحكومة إذا غضبت. فأسلمته المنهوبات فأخذها فأعادها إلى الشركة، فسرت الحكومة بذلك فكافأت سعدون بيك برتبة باشا وميرميران[10]
مساهمته في تمرد 1881
[عدل]شارك سعدون في تمرد أبيه الشيخ منصور باشا السعدون ضد حكومة بغداد العثمانية، إلا أنه انهزم أمام الجيش العثماني. وسيق الشيخ منصور باشا مخفورًا إلى بغداد حيث توفي فيها.[11] أما ماتبقى من الجيش المتمرد فقد انسحبوا مع عوائلهم إلى بر الشامية بقيادة فالح السعدون وسعدون بن منصور حيث بقوا فيها لمدة شهرين، حتى وردتهم أنباء بأن الأمير محمد بن رشيد أمير حائل ينوي غزوهم بعد أن علم بأن لدى آل السعدون نقودًا وأموالا جمة سهلة السلب، فتركوا تلك المناطق وتوجهوا إلى الحويزة وقيل المحمرة[12] حيث نزلوا بجوار الشيخ مزعل بن جابر الكعبي أمير عربستان، فأكرم مثواهم وظلوا عنده مدة سنتين حتى سنة 1884م عندما بدأ مزعل المرداو وساطته مع بغداد من أجل عودة المنتفق إلى ديارهم، وهي وساطة تكللت بالنجاح. فعاد الأمراء السعدونيون إلى ديارهم مواطنين عاديين دون العودة إلى الإمارة السابقة التي ألغيت وألحقت أراضيها ومسؤولياتها ببغداد والبصرة. فكانت عودة فالح الناصر محبطة، إذ عاد يائساً من استعادة مشيخته المفقودة، فقرر ومن أيده من قبائل الاستقرار شرق الفرات بما يعرف بالجزيرة، في حين تمرد سعدون المنصور وترك الزراعة وقرر الخروج والاستقرار في بادية السماوة المجاورة للمنتفق مع قبائل المنتفق البدوية التي انضمت إليه.[13][14]
حكمه
[عدل]لما عاد آل سعدون ومن معهم من المنتفق من الحويزة أو المحمرة إلى الشامية،[ملحوظة 2] وكان ذلك سنة 1301هـ/1884م، ومن ضمنهم سعدون باشا بن منصور الذي نزل في موضع يقال له «شط الكار» -وهو متوسط بين الناصرية والشطرة والسماوة، حيث شرع يشتغل بالزراعة في ملك له هناك.[16] حتى كان أواخر سنة 1891م عندما حاولت بعض عشائر المنتفق الكبيرة استعادة دورها ومكانتها مثل عشيرتي الظفير والبدور، اللتان حاولتا استرجاع هيبة القبيلة السابقة، وجمع أهلها إلى الاتحاد تحت راية المنتفق لحمايتهم من الغزاة. فبادرتا إلى فالح باشا السعدون أن يتصدر القيادة، ولكن طبيعة الرجل وتكوينه وانصرافه إلى العبادة والصلاة دفعته إلى الاعتذار عن تبوء تلك المهمة، فاتجهوا إلى ابن عمه سعدون المنصور. وكان ذلك الاختيار أشبه بطاقة حبيسة أطلق لها العنان، فأخذ يشن الغارات فارضًا هيبته على العشائر القاطنة من هيت إلى الكويت. وعزز موقفه أن مالك الأرض «شط الكار» هو فالح باشا قد أعطاه وكالة عليها، فوجوده هناك قد أوقعه في تماسات مع من سبقه في استغلال الأرض دون تفويض، لذلك فقد دخل سنة 1896م في قتال مع ياسر الياسري بشأن التزام أعشار شط الكار في الأراضي المعروفة باسم «الليفة واللويفة»، وقد انتصر عليهم مؤكدا قوته وسطوته.[17]
ومن المهم أن نذكر أن كلا من فالح باشا وسعدون باشا قد اتخذا موقفا متباينًا مع الدولة العثمانية، وتبع كليهما قسم من العشائر، فقد كان فالح يفضل الخنوع للدولة ويؤثر مسالمتها، فأطلق عليه وعلى أتباعه التيار المتعثمن. أما سعدون فقد كان ثائرًا محاولا الاستقلال، وكانت العشائر ترى فيه مثالا قويًا لشيوخ آل سعدون السابقين. إلا أن السلطة العثمانية لم تعترف بأي منهما أن يكون شيخًا للمنتفق كما كان الأمر في عهد أسلافهما.[2] وبحلول نهاية القرن 13 هجري/الربع الأخير من القرن 19م كان فالح باشا متزعمًا لعشائر المنتفق الريفية، اما عشائر المنتفق البدوية فقد آلت إلى سعدون باشا.[18]
انظر أيضا
[عدل]الملاحظات
[عدل]المراجع
[عدل]- ^ الكرملي 1913، صفحة 505.
- ^ ا ب المطيري 2016، صفحة 112.
- ^ السعدون 1988، صفحة 25.
- ^ المطيري 2016، صفحة 111.
- ^ سركيس 1948، صفحة 1.
- ^ الكرملي 1913، صفحات 505-506.
- ^ الكرملي 1913، صفحة 506.
- ^ الكرملي 1913، صفحة 507.
- ^ السعدون 2010، صفحة 214.
- ^ النبهاني 1999، صفحة 62.
- ^ باش أعيان 2019، صفحة 495.
- ^ السعدون 1988، صفحة 24..
- ^ تاريخ الكويت السياسي. حسين خلف االشيخ خزعل. دار ومكتبة الهلال، ط:1962. ج1، ص:145
- ^ رحلة البزول وأيام النزول إمارة المنتفق (1546 – 1913م) الحلقة الثامنة. جريدة الجريدة نسخة محفوظة 2022-10-08 على موقع واي باك مشين.
- ^ السعدون 1988، صفحة 24 الحاشية.
- ^ النبهاني 1999، صفحة 63.
- ^ السعدون 1999، صفحة 228.
- ^ الشنيفي 2021، صفحة 247.
المصادر
[عدل]- سركيس، يعقوب (1948). مباحث عراقية (PDF) (ط. 1). بغداد: شركة التجارة والطباعة المحدودة. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2024-02-24.
- السعدون، حميد حمد (2010). حكايات عن المنتفق، وقائع من تاريخ العراق الحديث والمعاصر. عمان الأردن: دار وائل للنشر.
- السعدون، حميد حمد (1999). إمارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الإقليمية 1546-1918 (ط. 1). بغداد: مكتبة الذاكرة.
- السعدون، خالد حمود (1988). الأوضاع القبلية في البصرة 1326-1337هـ/1908-1918م (ط. 1). الكويت: شركة الربيعان للنشر والتوزيع.
- المطيري، موضي عبيد عبد الرحمن (2016). "نشاط الشيخ سعدون السعدون في لواء المنتفق وعلاقته بالحكومة العثمانية 1908-1911م". آداب البصرة ع. 77: 109–140. مؤرشف من الأصل في 2021-09-23.
- الشنيفي، تركي بن صالح سليمان (2021). "العلاقة بين إمارة آل رشيد والمنتفک في عهد الأمير عبدالعزيز بن رشيد 1315-1324هـ/ 1897-1906م". مجلة الدراسات الإنسانية والأدبية ع. 25: 246–261.
- النبهاني، محمد بن خليفة (1999). التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية (ط. 2). بيروت: دار إحياء العلوم.
- الكرملي، أنستاس ماري (1913). "سعدون باشا السعدون". لغة العرب. ج. 11: 504–509.