فلاد الثاني دراكول
فلاد الثاني دراكول | |
---|---|
![]() |
|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 30 أغسطس 1395 الأفلاق |
الوفاة | 4 ديسمبر 1447 (52 سنة)
مقاطعة إلفوف |
مواطنة | ![]() |
الديانة | الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية |
عضو في | تنظيم التنين |
الأولاد | فلاد الثالث المخوزق ميرتشا الثاني حاكم الأفلاق |
الأب | ميرتشا العجوز |
مناصب | |
الحياة العملية | |
المهنة | عاهل |
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
ڤلاد الثاني (بالرومانية: Vlad al II-lea) ، المعروف باسم ڤلاد دراكول (Vlad al II-lea Dracul) ومعناه بالرومانية ڤلاد الشيطان، والمعروف أيضًا باسم ڤلاد التنين (ڤلاد دراغون) (قبل 1395م- نوڤمبر/تشرين الثاني 1447م)، كان ڤويڤود (حاكم) إمارة الأفلاق من عام 1436م إلى 1442م، ومرة أخرى من عام 1443م إلى 1447م. وهو معروف باعتباره والد ڤلاد المُخَوْزِِق، أو دراكولا. وُلِد ابنًا غير شرعي لميرتشا العجوز (ميرتشا الأول) حاكم الأفلاق، وقضى شبابه في بلاط سيغيسموند ملك لوكسمبورغ الذي جعله عضوًا في تنظيم فرسان التنين عام 1431م (ومن هنا جاء لقبه "التنين"). اعترف به سيغيسموند أيضًا حاكماً شرعياً لولاية الأفلاق، مما سمح له بالاستقرار في إمارة الأردل (ترانسلڤانيا) القريبة. لم يتمكن ڤلاد من تأكيد مطالبته بحكم الأفلاق في عهد أخيه غير الشقيق، ألكسندر الأول ألديا (بالرومانية: Alexandru I Aldea) (1397م-ديسمبر 1436م) ڤويڤود إمارة الأفلاق الذي اعترف بسيادة السلطان العثماني مراد الثاني، ولكن ڤلاد الثاني دراكول تولى حكم الأفلاق من بعد وفاة أخيه ألكسندر وظل حاكما لها حتى مقتله عام 1447م.
بعد وفاة ألكسندر ألديا عام 1436م، استولى ڤلاد الثاني دراكول على حكم إمارة الأفلاق بدعم من المجر. ولكن موقف المجر ضعف بعد وفاة سيغيسموند ملك لوكسمبورغ عام 1437م، مما دفع ڤلاد إلى تقديم الولاء للسلطان مراد الثاني مرة ثانية من بعد أخيه ألكسندر الحاكم السابق للأفلاق، الأمر الذي تضمن المشاركة في فتح السلطان مراد الثاني للأردل في صيف عام 1438م. في عام 1441م، جاء يوحنا هونياد ڤويڤود الأردل (ترانسلڤانيا) إلى الأفلاق لإقناع ڤلاد بالانضمام إلى الحملة الصليبية ضد العثمانيين. ثم حدث أن هزم هونيادُ فرقة عثمانية بقيادة مزيد بك (بالتركية: Mezid Bey) في معركة هيرمانشتات بالأردل (ترانسلڤانيا) في مارس 1442م.[1] شك السلطان مراد في خيانة ڤلاد، فأمره بالحضور إلى أدرنة. عَيّن ڤلاد ابنه الأكبر ميرتشا حاكمًا لولاية الأفلاق ثم غادرها متوجها إلى السلطان حيث ألقى القبض عليه بأدرنة في 1442م، وأرسل السلطان مراد شهاب الدين پاشا الخادم، بكلربك (حاكم) الروملي، لضم الأفلاق في أغسطس 1442م. ولكن هونياد أباد هذا الجيش في جبال كارپاثيا (Carpathia) في سپتمبر 1442م، وغزا الأفلاق ونصَّبَ باساراب الثاني (Basarab II) ابن عم ڤلاد، حاكمًا عليها.
أطلق السلطان مراد الثاني سَراح ڤلاد قبل نهاية العام واضطره إلى ترك ابنيه الصغيرين كرهائن عند الدولة العثمانية، ثم أُعيد إلى حكم الأفلاق بدعم عثماني في عام 1443م. ظل ڤلاد محايدًا خلال "الحملة الطويلة" (حملة ڤارنا الصليبية) التي قادها هونياد ضد الدولة العثمانية بين أكتوبر 1443م ويناير 1444م، ولكنه أرسل 4000 فارس لمحاربة العثمانيين خلال الحملة الصليبية في ڤارنا. وبدعم من أسطول بورغندي، استولى ڤلاد على القلعة العثمانية المهمة في جورجيو (Giurgiu) عام 1445م. وفي عام 1446م أو 1447م عقد الصلح مع الدولة العثمانية، مما ساهم في تدهور علاقته بهونياد. ولذا السبب قام هونياد بغزو الأفلاق، مما أجبر ڤلاد على الفرار من تارجوفيشت في أواخر نوڤمبر، حيث قُتل في قرية قريبة.
حياته المبكرة
[عدل]لم يتم توثيق حياة ڤلاد المبكرة بشكل جيد. [2] وُلِد ڤلاد قبل عام 1395م، [2] وكان واحدًا من العديد من الأبناء غير الشرعيين لميرتشا العجوز حاكم الأفلاق. [2] يتفق مؤرخو سيرة ڤلاد المعاصرون على أنه تم إرساله كرهينة إلى سيغيسموند صاحب لوكسمبورغ وملك المجر، في عام 1395م أو 1396م. [2] [3] ذكر سيغيسموند أن ڤلاد تلقى تعليمه في بلاطه، مما يشير إلى أنه قضى شبابه في بودا ونورمبرج ومُدُن أخرى رئيسية في المجر والإمبراطورية الرومانية المقدسة. [2]
توفي ميرتشا الأول (العجوز) عام 1418م، وخلفه ابنه الشرعي الوحيد (والحاكم المشارك)، ميخائيل (Michael). [4] بعد عامين، توفي ميخائيل وهو يقاتل ضد ابن عمه دان الثاني (Dan II) ابن شقيق ميرتشا الأول الأكبر دان الأول (Dan I). [5] وخلال العقد التالي، تقاتل دان الثاني والأخ غير الشقيق لڤلاد، رادو الثاني پرازناغلاڤا (Radu II Praznaglava)، من أجل حُكم إمارة الأفلاق. [6]
غادر ڤلاد بودا إلى پولندا في أوائل عام 1423م دون إذن سيغيسموند، فأُلقي القبض عليه قبل أن يصل إلى الحدود. [7] وبعد فترة وجيزة، اعترف سيغيسموند بدان الثاني باعتباره الحاكم الشرعي للأفلاق. [8] سجل المؤرخ البيزنطي دوكاس (Doukas) أن ڤلاد كان "ضابطًا في الجيش" التابع للإمبراطور البيزنطي يوحنا الثامن پاليولوجوس، وكان "لديه إمكانية الدخول" إلى القصر الإمبراطوري في القسطنطينية. [8] يقول المؤرخ رادو فلوريسكو (Radu Florescu) أن سيغيسموند عيَّن ڤلاد لاستقبال يوحنا الثامن في البندقية عام 1423م والذي جاء إلى إيطاليا لطلب المساعدة ضد العثمانيين، ورافق ڤلاد الإمبراطور عائداً إلى القسطنطينية. [8] أدرك ڤلاد أن يوحنا الثامن لا يستطيع مساعدته في الاستيلاء على الأفلاق، فعاد إلى المجر عام 1429م. [9] [3]
جعل سيغيسموند ڤلاد عضوًا من الدرجة الأولى في تنظيم التنين (تنظيم الفرسان الذي أنشأه سيغيسموند) في نورمبرج (Nuremberg)، في 8 فبراير 1431م. [10] ومن بين الأعضاء الآخرين من الدرجة الأولى ألفونسو الخامس ملك أراغون وڤيتاوتاس (Vytautas) دوق ليتوانيا الأكبر. [10] أدى شعار تنظيم التنين الذي كان على شكل تنين إلى ظهور لقبه الروماني دراكول، ومعناه "التنين"، والذي أصبح أبناؤه معروفين به باسم دراكولا أي "ابن دراكول". [10][11] أقسم ڤلاد الولاء لسيغيسموند الذي أعلنه الحاكم الشرعي للأفلاق، [12] وكان على ڤلاد أن يَعِدَ بأنه سيحمي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. [12] ومع ذلك، لم يساعده سيغيسموند في الاستيلاء على الأفلاق. [3] في الصيف، قام ألكسندر الأول ألديا الأخ غير الشقيق لڤلاد بغزو الأفلاق بدعم من مولدوڤا، وخلع دان الثاني. [13]
لم يتخل ڤلاد عن مطالباته بالأفلاق واستقر في الأردل (ترانسيلڤانيا). [14] [15] في الذكرى السنوية الخمسمائة لوفاة دراكولا نجل ڤلاد دراكولا، تم الكشف عن لوحة جدارية من عصر النهضة الجديدة في منزل مكون من ثلاثة طوابق في الساحة الرئيسية في سيغيشوارا، تُصور ما يُعتقد أنه ڤلاد دراكولا نقلاً عن لوحة أصلية، وفقًا لرادو فلوريسكو (Radu Florescu). [16] تصور اللوحة الجدارية رجلاً سمينًا ذا عيون بيضاوية وشارب طويل يرتدي عمامة بيضاء. [17]
ذهب ألكسندر الأول ألديا إلى أدرنة لتقديم الولاء للسلطان العثماني مراد الثاني عام 1432م. [14] أراد ڤلاد غزو الأفلاق بدعم من بويار الأفلاق (النبلاء) الذين فروا إلى الأردل، لكن ألبو (Albu)، المسؤول الرئيسي العامل تحت ألكسندر ألديا، منع الغزو. [14] في عام 1434م سمح سيغيسموند لڤلاد بشراء الأسلحة وتشكيل جيش من البويار المنفيين فقط. [18] وفي عام 1435م، أصيب ألكسندر ألديا بمرض خطير ولم يتعافى منه، [19] فاستغل ڤلاد مرض أخيه واقتحم الأفلاق، ولكن ألكسندر ألديا وحلفاءه العثمانيين أجبروه على التراجع. [19]
توليه الحكم
[عدل]فترة حكمه الأولى
[عدل]
توفي ألكسندر ألديا في خريف عام 1436م، مما مكن ڤلاد دراكول من الاستيلاء على الأفلاق بدعم من المجر. [19] [15] [20] لم يطرد ڤلاد العمال المسؤولين الذين خلفهم ألكسندر باستثناء ألبو، الذي أصبح بالتالي عدوه بسبب منعه غزو الأفلاق سابقاً. [21] لم يؤكد ڤلاد المعاهدة التي أبرمها ألكسندر ألديا مع العثمانيين، مما أدى إلى غزو عثماني ضد الأفلاق في نوڤمبر من نفس العام. [19]
توفي سيغيسموند ملك لوكسمبورج، راعي ڤلاد، في 9 ديسمبر 1437م. [22] [23] [24] أدى موت سيغيسموند وثورة فلاحي الأردل (ترانسلڤانيا) إلى إضعاف المجر، مما أجبر ڤلاد على السعي إلى المصالحة مع الدولة العثمانية، [23] فذهب إلى أدرنة وأقسم الولاء للسلطان مراد الثاني، [23] كما وعد بدفع جزية سنوية للسلطان ودعم الحملات العسكرية العثمانية حين يأمره السلطان. [23] [24] وبعد فترة وجيزة، قرر السلطان مراد الثاني فتح المجر، وبدأ بتجميع قواته في ڤيدين. [25]
كتب ألبرت هاپسبورغ (صهر سيغيسموند ملك لوكسمبورغ وخليفته) [26] رسالة إلى ڤلاد، يأمره فيها بحماية الأردل. [25] تجاهل ڤلاد أمر الملك، وانضم إلى السلطان مراد الثاني الذي جاء إلى الأفلاق على رأس جيشه في صيف عام 1438م، ليخدم السلطان كمرشد له. [27] اقتحمت القوات العثمانية والأفلاقية المجر عند أورشوڤا، [25] وهزموا جيشًا محليًا بالقرب من هاتيج (Hațeg)، [23] [28] ثم ساروا على طول نهر موريش (Mureș)، واستولوا على كيلنيك (Câlnic) وسيبيس (Sebeș). [23] في سيبيس (Sebeș)، أقنع ڤلاد زعماء البلدة بالاستسلام دون مقاومة، ووعد بحماية ممتلكاتهم إذا رافقوه إلى الأفلاق. [28] [29] حاصر العثمانيون والأفلاقيون مدينة سيبيو (Sibiu)، ولكن الحصار لم يستمر سوى 8 أيام، [23] ودمروا ضواحي براشوڤ (Brașov) قبل أن يغادروا المجر محملين بالغنائم وأسروا أكثر من 30 ألف أسير. [23] [30] [28]
بعد أن غادر الجيش العثماني الأفلاق، عرض ڤلاد على ألبرت هاپسبورغ إطلاق سراح المواطنين الذين تم أسرهم في سيبيس، ولكن الملك الذي اعتبرهم خونة رفض عرضه. [31] أدت محاولات ڤلاد للحفاظ على التوازن بين المجر والعثمانيين إلى جعل الملك والسلطان مراد يشككون في نواياه الحقيقية،[31] فسمح ألبرت لباساراب ابن دان الثاني الذي يطالب بعرش الأفلاق بالاستقرار في المجر[31] بينما عزز العثمانيون حصن جورجيو وأرسلوا قوات جديدة لحراسة المدينة. [32]
توفي ألبرت هاپسبورغ في 27 أكتوبر 1439م، [33] وانتخبت أغلبية النبلاء المجريين ڤلاديسلاڤ الثالث ملكًا لپولندا في أوائل عام 1440م. [34] عين ڤلاديسلاڤ القائد العسكري يوحنا هونياد حاكمًا للأردل (ترانسيلڤانيا) في فبراير 1441م. [35] قرر هونياد استعادة نفوذ المجر في الأفلاق، فأمر مواطني براشوڤ بسك العملات المعدنية باسم ڤلاد حوالي 15 أكتوبر 1442م. [36] وبعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، ذهب هونياد إلى تارغوڤيشت (Târgoviște) لمقابلة ڤلاد، مطالبًا إياه بالانضمام إلى حملة صليبية جديدة ضد الدولة العثمانية. [36] [37]
هزم هونياد العثمانيين في الأردل (ترانسلڤانيا) في مارس 1442م، [38] فاتهم الحاكم العثماني في بلغاريا ڤلاد بالخيانة، بحسب المؤرخ العثماني المعاصر، نشري. [39] [40] استدعى السلطان مراد ڤلاد إلى أدرنة لإظهار ولائه، [39] فعيّن ڤلاد ابنه الأكبر ميرتشا حاكمًا لولاية الأفلاق ثم غادرها متوجها إلى السلطان.[39] وبعد وقت قصير من وصوله إلى أدرنة، قُبض عليه بأمر السلطان، [39] وأُرسل إلى غاليپولي ليُحتَجَز هناك في الأسر. [39]
أسره وفترة حكمه الثانية
[عدل]
في أغسطس 1442م، أرسل السلطان مراد بكلربك الروملي (الحاكم العام لأراضي العثمانيين في أوروپا)، شهاب الدين شاهين پاشا الخادم، لضم الأفلاق. [41] استطاع هونياد هزيمة هذا الجيش العثماني في جبال كارپاثيا (Carpathia) في سپتمبر 1442م، [38] ونصب ابن عم ڤلاد، باساراب، حاكمًا على الأفلاق. [39]
قبل نهاية العام، أطلق السلطان مراد الثاني سراح ڤلاد، [39] بعد أن تعهد بأنه لن يدعم أعداء الدولة العثمانية وأنه سيدفع جزية سنوية ويرسل 500 فتى من الأفلاق ليخدموا كجنود إنكشاريين في جيش السلطان. [40] كما اضطر ڤلاد إلى ترك ابنيه ڤلاد (المخوزق) ورادو (Radu) كرهائن لدى الدولة العثمانية. [39]
استعاد ڤلاد عرشه في الأفلاق ما بين مارس وسپتمبر 1443م، ولا توجد تفاصيل معروفة عن الظروف المحيطة بعودته، [42] [42] ولكنه ظل محايدًا هذه المرة طوال "الحملة الطويلة" التي شنها هونياد ضد الدولة العثمانية، والتي استمرت من أكتوبر 1443م إلى يناير 1444م، [43] وبخاصة لأن السلطان وعد بإطلاق سراح ولديه. [42] [44] وفي مفاوضات السلام التي تلت ذلك بين المجر والدولة العثمانية، أبدى السلطان مراد الثاني استعداداً لإعفاء ڤلاد من التزامه بزيارة البلاط العثماني شخصيًا، [45] ولكن المندوب البابوي يوليان سيزاريني منع التصديق على معاهدة السلام، [46] وبدلاً من ذلك، حث ڤلاديسلاڤ على مواصلة الحملة الصليبية ضد الدولة العثمانية. [46] حاول ڤلاد ثني ڤلاديسلاڤ الثالث عن شن الحرب ضد العثمانيين، مذكرًا إياه بأن السلطان مراد الثاني ذهب للصيد مصحوباً بأتباعٍ له أكثر من عدد قوات ڤلاديسلاڤ، وفقًا للمؤرخ الپولندي يان دلوغوش (Jan Długosz). [47] ومع ذلك، أرسل ڤلاد 4000 فارس تحت قيادة ابنه ميرتشا لمحاربة العثمانيين. [48]

انتهت الحملة الصليبية بنصر حاسم للعثمانيين وهزيمة كارثية للصليبيين في معركة ڤارنا في 10 نوڤمبر 1444م. [47] أراد هونياد العودة إلى المجر عبر الأفلاق بعد هروبه من المعركة متخفيا تاركا الجيش يواجه مصير الإبادة، ولكن جنود الأفلاق أسروه عند نهر الدانوب. [49] لم يطلق ڤلاد سراحه إلا بعد أن هدده بالاطين المجر لورانس هيدرڤاري (Lawrence Héderváry)، بالحرب. [50] وفقًا للمؤرخ يوحنا جيفرسون (John Jefferson)، احتجز ڤلاد هونياد في الأسر لأنه أراد تسليمه إلى السلطان مراد الثاني. [50] كتب كاميل موريشانو (Camil Mureşanu) أن هونياد سُجن فقط لأن الجنود الذين أسروه لم يتعرفوا عليه. [49] يقول المؤرخ كورت دبليو تيپتو (Kurt W. Teptow) إن ڤلاد حمَّلَ هونياد مسؤولية الكارثة وكاد أن يقتله. [47] بعد إطلاق سراح هونياد، قدم له ڤلاد هدايا ثمينة ورافقه حتى الحدود المجرية. [50]
في ربيع عام 1445م، هاجم أسطول من الصليبيين البورغنديين بقيادة واليراند من واڤرين (Walerand of Wavrin) الأسطول العثماني في البحر الأسود، [51] وأرسل قائد الأسطول مبعوثين إلى المجر لبدء المفاوضات بشأن حملة مشتركة ضد الدولة العثمانية. [52] وبناءً على طلب من هونياد، قام أحد مبعوثي واڤرين، واسمه پيدرو ڤاسك دي ساڤيدرا (Pedro Vasque de Saavedra)، بزيارة ڤلاد وأقنعه بمقابلة واڤرين. [53] في يوليو، ذهب ڤلاد إلى إيزاكيا (Isaccea) حيث عقد تحالفًا مع واڤرين. [53] حشد ڤلاد جيشًا قوامه 4000-6000 جندي ووضعه تحت قيادة ابنه ميرتشا. [54] [55]
حاصر الجيش البورغندي والأفلاقي سيليسترا في منتصف سپتمبر، ولكنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء عليها، [54] [47] ولكن بعد فترة وجيزة تمكنوا من غزو وتدمير الحصن الصغير في توتراكان (Tutrakan). [54] أقنع ڤلاد واڤرين بمهاجمة جورجيو، قائلاً له إنه كلما أراد العثمانيون "مهاجمة الأفلاق أو الأردل، فإنهم (في كل مرة) كانوا بستطيعون هم وخيلهم العبور" بواسطة جسر ممتد على نهر الدانوب يبدأ من ضفة الأفلاق بالقرب من الجزيرة المحصنة في جورجيو. [54] [56] فحاصر ڤلاد جورجيو وقاد بنفسه نيران المدفعية. وأثناء حصارها انكسرت فجأة حلقتان حديديتان من مدفع قاذف كبير مما أدى إلى مقتل جنديين، لأن ڤلاد لم يسمح للقاذفة بوقت للتبريد بين الضربات. [57] استسلمت الحامية العثمانية للقلعة بشرط السماح لهم بحرّية مغادرتها إلى الدولة العثمانية. [58] ورغم ذلك، نقض ڤلاد الاتفاق وأرسل 2000 جندي من الأفلاق لمهاجمة جنود الحامية العثمانية بعد أن غادروا القلعة، وقتلوهم بأمر منه، لأن ڤلاد اعتبر قائد الحامية العثمانية مسؤولاً عن أسره عام 1442م. [58]
بعد فترة وجيزة، استسلمت الحامية العثمانية في روس أيضًا. [59] ومنح ڤلاد حق اللجوء لأكثر من 11 ألف بلغاري تمردوا ضد العثمانيين، وساعدهم على عبور نهر الدانوب إلى الأفلاق. [59] [60] اقترب الصليبيون البورغنديون والأفلاقيون من نيقوپوليس، حيث انضم إليهم جيش مجري بقيادة يوحنا هونياد في 14 سپتمبر. [61] ومع ذلك، أجبر الصقيع المبكر الصليبيين على التخلي عن الحملة في أكتوبر، لأنهم كانوا يخشون أن يتجمد نهر الدانوب. [62]
سرعان ما تدهورت العلاقات بين الأفلاق والمجر، [63] إذ اشتكى ڤلاد من اعتقال تجار من الأفلاق في الأردل (ترانسلڤانيا) في رسالة كتبها أواخر عام 1445م إلى سكان مدينة براشوڤ، على الرغم من أنه ترك "أطفاله الصغار ليُذبحوا من أجل السلام المسيحي حتى يصبح هو وبلاده رعايا" لملك المجر. [63] [55] وتشير كلماته إلى أنه كان مقتنعًا بأن ولديه قد قُتلا في الدولة العثمانية، ولكن في الحقيقة لم يؤذِ السلطان مراد أبناء ڤلاد الموجودين عنده. [55] كذلك، عقد ڤلاد سلاماً مع العثمانيين في عام 1446م أو 1447م، حتى أنه وافق على إعادة اللاجئين البلغاريين الذين منحهم اللجوء عنده، إلى الدولة العثمانية. [63] [64] وفي يوليو 1447م، تدخل ڤلاد في الصراع على العرش المولداڤي لصالح رومان الثاني ملك مولداڤيا (Roman II of Moldavia)، [65] [66] كما دعمه الپولنديون أيضًا، بينما كان خصمه في المقابل، بطرس الثاني، تحت حماية هونياد. [66] أدت كل هذه العوامل مجتمعة إلى تدهور العلاقات بين الأفلاق ومملكة المجر.
وفاته
[عدل]في 20 يوليو 1447م، أمر يوحنا هونياد سكان براشوڤ بإيواء ڤلاديسلاڤ الثاني ابن عم ڤلاد الثاني دراكول، الذي كان يُطالب بعرش الأفلاق. [65] [67] ثم اقتحم هونياد الأفلاق بشكل غير متوقع في أواخر نوڤمبر، آخذًا معه ڤلاديسلاڤ الثاني، المعروف أيضًا باسم دان (Dan). [67] [68] فر ڤلاد الثاني دراكول من تارجوفيشت (Târgoviște)، ولكن قُبض عليه وقُتل في المستنقعات في بالتيني (Bălteni). [65] [67] [69]
في رسالة كتبها في 4 ديسمبر 1447م، أطلق هونياد على نفسه لقب "حاكم الأراضي الواقعة وراء جبال الألب" (الأفلاق) وأشار إلى تارجوفيشت باعتبارها حصنه، مما يعني أنه سيطر على الأفلاق بحلول ذلك الوقت. [70] ووضع هونياد ڤلاديسلاڤ الثاني على عرش الأفلاق. [66] [69]
شجرة عائلته
[عدل]وفقًا لنظرية علمية مقبولة على نطاق واسع، كانت زوجة الثاني دراكول هي "كنياجنا"(Cneajna)، ابنة ألكسندر الأول ملك مولداڤيا. [16] وفقًا لفلوريسكو (Florescu)، كان اسمها يوپراكسيا (Eupraxia). [71] كتب المؤرخ ماتي كازاكو (Matei Cazacu) أنها كانت زوجته الثانية، [69] ولم يحدد زوجة ڤلاد الأولى. [69] كان أحفاد الثاني دراكول معروفين باسم "دراكولا" (أبناء دراكول)، لأنهم تبنوا "دراكول"، لقب ڤلاد الثاني، كإسم عائلي لهم. [12] ساهم الصراع بين أبناء دراكول ضد أبناء دان (أحفاد دان الأول حاكم الأفلاق)، والصراعات الداخلية بين أبناء سلالة دراكول في عدم الاستقرار السياسي في الأفلاق في القرن الخامس عشر. [72]
ذُكرت أسماء أبناء ڤلاد: ميرتشا (الثاني) وڤلاد دراكولا (الثالث)، لأول مرة في ميثاق ڤلاد في 20 يناير 1437م. [73] وُلِد ميرتشا حوالي عام 1428م، وولد ڤلاد بين عامي 1429م و1431م. [73] وُلِد شقيقهم رادو العادل الابن الثالث لڤلاد دراكول قبل 2 أغسطس 1439م. [73] كتب فلوريسكو (Florescu) أن ألكسندرا (Alexandra) ابنة ڤلاد دراكول تزوجت من البويار (النبيل) الأفلاقي ڤينتيلا فلوريسكو (Vintilă Florescu). [71] كما أنجب ڤلاد دراكول أيضاً أطفالًا غير شرعيين. [73] أنجبت سيدة نبيلة من الأفلاق تدعى كالتونا (Călțuna) ڤلاد الراهب، [73] ولا توجد معلومات تقريبًا معروفة عن حياة الابن غير الشرعي الآخر، ميرتشا (Mircea). [73]
أسلاف ڤلاد الثاني دراكول حاكم الأفلاق[74] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
المراجع
[عدل]فهرس المراجع
[عدل]- ^ "Oruç Beğ Tarihi - Üç Osmanlı Tarihi (Hüseyin Nihal Atsız) Fiyatı, Yorumları, Satın Al - Kitapyurdu.com". web.archive.org (بالتركية). 26 Jul 2024. p. الفقرة 138. Retrieved 2025-02-13.
- ^ ا ب ج د ه Florescu & McNally 1989، صفحة 36.
- ^ ا ب ج Treptow 2000، صفحة 39.
- ^ Treptow 2000، صفحة 36.
- ^ Treptow 2000، صفحات 31, 37–38.
- ^ Treptow 2000، صفحة 38.
- ^ Florescu & McNally 1989، صفحة 37.
- ^ ا ب ج Florescu & McNally 1989، صفحة 38.
- ^ Florescu & McNally 1989، صفحة 39.
- ^ ا ب ج Florescu & McNally 1989، صفحة 40.
- ^ Jefferson 2012، صفحة 133.
- ^ ا ب ج Florescu & McNally 1989، صفحة 41.
- ^ Treptow 2000، صفحة 41.
- ^ ا ب ج Treptow 2000، صفحة 42.
- ^ ا ب Jefferson 2012، صفحة 143.
- ^ ا ب Florescu & McNally 1989، صفحة 45.
- ^ Florescu & McNally 1989، صفحة 44.
- ^ Florescu & McNally 1989، صفحة 43.
- ^ ا ب ج د Treptow 2000، صفحة 43.
- ^ Engel 2001، صفحة 237.
- ^ Treptow 2000، صفحات 45–46.
- ^ Engel 2001، صفحة 239.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح Treptow 2000، صفحة 44.
- ^ ا ب Florescu & McNally 1989، صفحة 49.
- ^ ا ب ج Jefferson 2012، صفحة 160.
- ^ Engel 2001، صفحة 279.
- ^ Jefferson 2012، صفحة 164.
- ^ ا ب ج Mureşanu 2001، صفحة 37.
- ^ Jefferson 2012، صفحة 161.
- ^ Jefferson 2012، صفحات 160–161.
- ^ ا ب ج Treptow 2000، صفحة 45.
- ^ Mureşanu 2001، صفحة 77.
- ^ Engel 2001، صفحة 280.
- ^ Engel 2001، صفحة 281.
- ^ Engel 2001، صفحة 283.
- ^ ا ب Jefferson 2012، صفحة 280.
- ^ Florescu & McNally 1989، صفحة 53.
- ^ ا ب Engel 2001، صفحة 285.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح Treptow 2000، صفحة 47.
- ^ ا ب Florescu & McNally 1989، صفحة 54.
- ^ Mureşanu 2001، صفحة 81.
- ^ ا ب ج Mureşanu 2001، صفحة 90.
- ^ Engel 2001، صفحة 286.
- ^ Treptow 2000، صفحات 47–48.
- ^ Jefferson 2012، صفحة 390.
- ^ ا ب Engel 2001، صفحة 287.
- ^ ا ب ج د Treptow 2000، صفحة 48.
- ^ Jefferson 2012، صفحة 204.
- ^ ا ب Mureşanu 2001، صفحة 111.
- ^ ا ب ج Jefferson 2012، صفحة 486.
- ^ Mureşanu 2001، صفحة 118.
- ^ Mureşanu 2001، صفحة 119.
- ^ ا ب Mureşanu 2001، صفحة 120.
- ^ ا ب ج د Mureşanu 2001، صفحة 121.
- ^ ا ب ج Cazacu 1991، صفحة 54.
- ^ Jefferson 2012، صفحات 230–231.
- ^ Mureşanu 2001، صفحات 121–122.
- ^ ا ب Mureşanu 2001، صفحة 122.
- ^ ا ب Mureşanu 2001، صفحة 123.
- ^ Treptow 2000، صفحة 51.
- ^ Mureşanu 2001، صفحة 124.
- ^ Mureşanu 2001، صفحة 125.
- ^ ا ب ج Treptow 2000، صفحة 52.
- ^ Mureşanu 2001، صفحة 140.
- ^ ا ب ج Mureşanu 2001، صفحة 141.
- ^ ا ب ج Ciobanu 1991، صفحة 32.
- ^ ا ب ج Treptow 2000، صفحة 53.
- ^ Cazacu 1991، صفحات 55, 60 (note 11).
- ^ ا ب ج د Cazacu 1991، صفحة 55.
- ^ Mureşanu 2001، صفحات 141–142.
- ^ ا ب Florescu 1991، صفحة 250.
- ^ Treptow 2000، صفحات 32–34.
- ^ ا ب ج د ه و Treptow 2000، صفحة 46.
- ^ Hasan 2013، صفحات 135–149.
بيانات المراجع
[عدل]- Cazacu، Matei (1991). "The reign of Dracula in 1448". في Treptow، Kurt W. (المحرر). Dracula: Essays on the Life and Times of Vlad Țepeș. East European Monographs, Distributed by Columbia University Press. ص. 53–61. ISBN:0-88033-220-4.
- Ciobanu، Veniamin (1991). "The equilibrium policy of the Romanian principalities in East-Central Europe, 1444–1485". في Treptow، Kurt W. (المحرر). Dracula: Essays on the Life and Times of Vlad Țepeș. East European Monographs, Distributed by Columbia University Press. ص. 29–52. ISBN:0-88033-220-4.
- Engel، Pál (2001). The Realm of St Stephen: A History of Medieval Hungary, 895–1526. I.B. Tauris Publishers. ISBN:1-86064-061-3.
- Florescu، Radu R.؛ McNally، Raymond T. (1989). Dracula, Prince of Many Faces: His Life and his Times. Back Bay Books. ISBN:978-0-316-28656-5.
- Florescu، Radu R. (1991). "A genealogy of the family of Vlad Țepeș". في Treptow، Kurt W. (المحرر). Dracula: Essays on the Life and Times of Vlad Țepeș. East European Monographs, Distributed by Columbia University Press. ص. 249–252. ISBN:0-88033-220-4.
- Jefferson، John (2012). The Holy Wars of King Wladislas and Sultan Murad: The Ottoman-Christian Conflict from 1438–1444. Brill. ISBN:978-90-04-21904-5.
- Hasan, Mihai Florin (2013). "Aspecte ale relaţiilor matrimoniale munteano-maghiare din secolele XIV-XV [Aspects of the Hungarian-Wallachian matrimonial relations of the fourteenth and fifteenth centuries]". Revista Bistriţei (بالرومانية). Cumplexul Muzeal Bistrița-Năsăud. XXVII: 128–159. ISSN:1222-5096. Archived from the original on 2024-12-22. Retrieved 2016-09-13.
- Mureşanu، Camil (2001). John Hunyadi: Defender of Christendom. The Center for Romanian Studies. ISBN:973-9432-18-2.
- Treptow، Kurt W. (2000). Vlad III Dracula: The Life and Times of the Historical Dracula. The Center of Romanian Studies. ISBN:973-98392-2-3.
روابط خارجية
[عدل]- Marek، Miroslav. "Vlad II's rather reliable genealogy". genealogy.euweb.cz.
- Wallachian History
- Wallachian Rulers