بوابة:ديناصورات/مقالة مختارة/1

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الديناصور ملك السحالي الطاغية الشهير باسم التَيْرَانُوْصُور هو جنسٌ من الديناصورات الثيروپوديَّة جوفاء الذيل. أشهر الأنواع المُنتمية لِهذا الجنس هو التيرانوصور الملك أو التيرانوصوروس ركس الشهير اختصارًا بِالـ«تي ركس» (T-Rex)، حيثُ تعني «ركس» الملك بِاللُغة اللاتينيَّة، وهو أيضًا أحد أشهر الديناصورات بلا مُنازع ومن أكثرها دراسةً وتمثيلًا في الثقافة الشعبيَّة العالميَّة. عاش التيرانوصور في المناطق المُشكِّلة حاليًا القسم الغربي من أمريكا الشماليَّة، وكانت تلك الناحية من العالم آنذاك عبارة عن قارَّةٍ جزيريَّةٍ سُمِّيت لاراميديا. انتشرت التيرانوصورات عبر موطنٍ شاسعٍ فاق مواطن سائر أعضاء فصيلتها مساحةً، وقد عُثر على مُستحاثاتها عبر مجموعةٍ من التكوينات الصخريَّة العائدة إلى المرحلة الماسترخيَّة من العصر الطباشيري المُتأخر، مُنذُ ما بين 68 إلى 66 مليون سنة. وأحد آخر أجناس الديناصورات اللاطيريَّة التي وُجدت قبل حدث انقراض العصر الطباشيري - الثُلاثي.

كانت التيرانوصورات لاحمةً ثُنائيَّة الحركة (تسيرُ على قائمتين)، شأنها شأن باقي أعضاء هذه الفصيلة، وتمتعت بِجماجم ضخمة، وذيلٍ طويلٍ ثقيلٍ ساعدها لِتُحافظ على توازنها أثناء الوُقُوف والسير والركض. وكانت قائمتاها الخلفيَّتان متينتان ضخمتان، عكس تلك الأماميَّة، التي وإن كانت متينةً أيضًا، إلَّا أنها تميَّزت بِقصرٍ فائق، وانتهت كُلٌ منها بِأصبعين ذوا مخلبين. وصل طول أكثر عيِّنات التيرانوصور المُكتشفة اكتمالًا إلى 12.3 أمتار (40 قدمًا)، وبلغ ارتفاعها عند الوركين حوالي 3.66 مترًا (12 قدمًا)، على الرُغم من وُجُود ثيروپوداتٍ أُخرى قارعت التيرانوصورات بِالضخامة، أو فاقتها حجمًا في بعض الأحيان، إلَّا أنَّ التيرانوصور يبقى أحد أكبر اللواحم الأرضيَّة قديمًا وحديثًا، ويُعتقد أنَّ قُوَّة عضَّته فاقت قُوَّة عضَّة جميع الحيوانات الأرضيَّة المعروفة.يُرجَّح أنَّ التيرانوصورات كانت مُفترسةً فوقيَّةً، أي كانت أكبر الضواري في موطنها، فلم تفترسها كائناتٌ أُخرى وإنما هي افترست كُل الكائنات دونها، ويُعتقد أنَّ طرائدها تنوَّعت واشتملت على الهادروصورات، والعواشب المُدرَّعة من شاكلة الديناصورات القرناء (السيراتوپسيَّات) والأنكيلوصورات، ورُبما بعض طويلات الأعناق (الصوروپودات). اقترح بعض الباحثين أنَّ التيرانوصورات كانت قمَّامة، تقتات على بقايا ذبائح الضواري الأُخرى، وقد أفضت هذه النظريَّة إلى إحدى أطول الجدالات العلميَّة في ميدان علم الأحياء القديمة.

اكتشف العُلماء ما يزيد عن 50 عيِّنة أُحفُوريَّة من التيرانوصور الملك، بعضها هياكل عظميَّة شبه كاملة، كما اكتُشفت أنسجة لينة وپروتينات في واحدةٍ من تلك العيِّنات على الأقل. سمحت كميَّة المُستحاثات التيرانوصوريَّة المُكتشفة لِلعُلماء بأن يتعرَّفوا على جوانب وخصائص أحيائيَّة مُتنوعة لها، بما فيها تاريخها الأحيائي وميكانيكيَّتها الحيويَّة. أمَّا عادات تغذِّيها ووظائفها العُضويَّة، وسُرعة جريها، فما تزال موضع جدالٍ ولا يُوجد اتفاقٌ مُوحد بشأنها. كذلك، فإنَّ تصنيفها العلمي ما يزال موضع خِلافٍ، إذ يعتبر بعض العُلماء أنَّ التربوصور الفارس الآسيوي يُمثِّلُ نوعًا آخر من التيرانوصورات إلى جانب التيرانوصور الملك الأمريكي الشمالي، بينما يُصر آخرون على اعتبار التربوصور جنسًا مُستقلًا بِذاته. وإلى جانب التربوصور، قال بعض العُلماء أنَّ أجناسًا عديدةً أُخرى من التيرانوصوريَّات الأمريكيَّة الشماليَّة ليست مُستقلة بِذاتها وإنما يجب دمجها مع هذا الجنس لِأسبابٍ مُتعددة.

يُنظرُ إلى التيرانوصورات باعتبارها الديناصورات اللاحمة النمطيَّة، وقد أصبحت أشهر الكائنات البائدة مُنذُ اكتشافها في أوائل القرن العشرين الميلاديّ، وظهرت في العديد من الأفلام السينمائيَّة والدعايات والبرامج التلفزيونيَّة وصُوِّرت على الطوابع وفي كُتب الأطفال وذُكرت في بعض القصص والروايات الخياليَّة، وغيرها من وسائل الإعلام.