انتقل إلى المحتوى

مستخدم:الصادق بالعيد

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

طاعة الوالدين من أهمّ ما أمَرَ الله تعالى به، فالوالدان هما أحقّ الناس بالرعاية والعناية، وهما اللذان يُضحيان براحتيهما لأجل الأبناء، ويبذلان كلّ ما يستطيعان للسهر على راحة أبنائهما ورعايتهم منذ ولادتهم وحتى آخر عمرهم، فالأم والأب هما رمز الوفاء والتضحية، والحياة دونهما أشبه بالظلام الدامس، ولا يعرف قيمة الوالدين إلا من عاش حياة اليتم محرومًا من أحدهما أو كليهما، لذلك فإنّ طاعة الوالدين يجب أن تكون من ضمن أولويات الأبناء، فالله تعالى ورسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- أمرا بطاعتهما ومعاشرتهما بالمعروف وعدم نهرهما أو التأفف في حضرتهما مهما كانت الظروف والأحوال. الأم والأب حين يقدّمان لأبنائهما الخير والمعروف فإنّهما لا ينتظرانِ أيّ مقابل؛ لأنهما يفعلان هذا بدافع الحب الفطري الكبير الذي أودعه الله تعالى في قلبيهما، لكن من واجب الأبناء ردّ المعروف وعدم مقابلته بالجحود والنكران، وإنما بالمعروف والمحبة والطاعة التي تكون مبنية على الحب والوفاء، وقد أمر الله تعالى بطاعة الوالدين والإحسان إليهما في الكثير من آيات القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [١]، والإحسان إلى الوالدين يجب أن يكون أكثر ما يكون في كبرهما عندما يبلغ بهما العمر مبلغًا يجعلهما غير قادرين على القيام بأمورهما الخاصة إلا بمساعدة أحد، فالأم والأب يحملان هم أبنائهما طول العمر، لهذا يستحقان مبادلة الحب بالحب. طاعة الوالدين بابٌ من أبواب الجنة؛ إذ إنّ الله تعالى أعدّ لمن يبرّ بوالديه جناتٍ عرضها السماوات والأرض، لأن رضى الله تعالى من رضى الوالدين، ولا يدخل الجنة عاقٌ لوالديه أبدًا، كما أن بر الوالدين من صفات المؤمنين الذين أدوا حق الله تعالى ورسوله، ومن يؤدي حق والديه لا بدّ وأن يؤدي حق الله تعالى، لأنّ الله تعالى جعل عقوق الوالدين من الكبائر والذنوب العظيمة التي يجب تجنبها، فهنيئًا لمن فاز برضى الوالدين وقام بطاعتهما وتنفيذ وصيتهما، ومن فضل الله تعالى أن جعل برّ الوالدين متصلًا حتى بعد موتهما، وهذا بابٌ من أواب الأجر، فالدعاء للوالدين والتصدق عنهما من أعظم أنواع البرّ، بالإضافة إلى إنفاذ عهدهما وتنفيذ وصيتهما والحفاظ على صلة الرحم لا يمكن وصلها إلا بهما، وزيارة أصدقائهما حتى بعد وفاتهما، لهذا فإنّ صور البر بالوالدين كثيرة ولا يمكن حصرُها. [1]

  1. ^ – عبر القران الكريم سورة الإسراء الاية 32. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)