انتقل إلى المحتوى

مستخدم:رزان الزعتري/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يُعزى مرض الدّاء البَطنيّ إلى عدّة عوامل، فوجود عاملٌ وِراثيٌّ واحدٌ لا يكفي لإحداث المرض، بالإضافة إلى أنه يجب اجتماع عدّة عوامل لتظهَر الأعراض على المريض.

تبَيَّن أنّ حوالي 95% من الأشخاص المصابين بالدّاء البطني يحملون الأليل HLA-DQ2 أو بشكل أقل الأليل HLA-DQ8. ولكن حوالي 20-30% من الأشخاص الغّير مصابين بالدّاء البطني يحملون أيضًا إحدى هذين الألّيلين. وهذا يدل على أن هناك عوامل أخرى يجب توافرها لإحداث المرض: فوجود الأليل HLA يعتبر عاملًا مؤهبًا ضروريًا ولكنه وحدَه غير كافٍ لإحداث المرض. علاوة على ذلك، فإنّ حوالي 5٪ من الأشخاص الذين يصابون بمرض الدّاء البَطنيّ ليس لديهم أليلات HLA-DQ2 أو HLA-DQ8 نموذجية (انظر أدناه).

البرولامين[عدل]

تعتبر بروتينات البرولامين من أكثر البروتينات الموجودة في الغذاء والمسؤولة عن رد الفعل المناعي في مرض الدّاء البطني، وهي بروتينات تخزين غنية بالبرولين (اختصارًا-Prol) والجلوتامين (اختصارًا- Glu) والتي تذوب في الكحول وتعتبر مقاومة للببتيداز (الأنزيمات الهاضمة للروابط الببتيدية) في الأمعاء. توجد بروتينات البرولامين في أنواع مختلفة من الحبوب، وكل نوع يحتوي على بروتين برولامين مختلف: القمح (غليادينالشعير (هوردين)، الذّرة (سيكالين) والشوفان (أفينين). هناك منطقة في ألفا غليادين تعمل على تحفيز أغشية الخلايا المعوية لتسمح بمرور الجزيئات الكبيرة بين الخلايا. فتوزيع الموَصّل الخلوي المحكم بين الخلايا يسمح للببتيدات الأكبر من 3 أحماض أمينية بالمرور إلى الخلايا المُبَطّنة للأمعاء.

ترانسغلوتاميناز النّسيجي[عدل]

توجد الأجسام المضادة للترانسغلوتاميناز النّسيجي (اختصارًا tTG) عند غالبيّة الأشخاص المصابين بالدّاء البطني والذين تظهر عليهم الأعراض المعروفة للمرض بالإضافة إلى وجود ضمور كامل في الزّغاب المعوي، وفي 70% من الحالات يكون الضمور جزئيًا، أما في 30% من الحالات فيكون هناك تقَرُّحات طفيفة في الغشاء المخاطي للأمعاء. يعمل الترانسغلوتاميناز النّسيجي على تعديل الغلوتين إلى شكل آخر، ويُعتقد أن هذا الشّكل يساهم في تحفيز استجابة جهاز المناعة للغلوتين بشكل أكبر. يعمل الترانسغلوتاميناز النّسيجي على تعديل هذه الببتيدات بطريقتين، نزع الأمين أو بالأميدة المتبادلة.

نزع الأمين هو تفاعل يتم فيه تكوين بقية جلوتامات عن طريق كسر المجموعة الأمينية على موقع إبليبسون لسلسلة جلوتامين الجانبية. أما بالنسبة للأميدة المتبادلة، والتي تحدث ثلاث مرات أكثر من عملية نزع الأمين، فهي عملية تشابك بين بقية الجلوتامين من ببتيد الغليادين مع بقية اللايسين من الترانسغلوتاميناز النسيجي في تفاعل يتم تحفيزه عن طريق أنزيم الترانسغلوتاميناز. قد يتم التشابك داخل أو خارج الموقع النّشط للإنزيم. وفي الحالة الأخيرة ينتج رابطة تساهمية دائمة في المركب الناتج عن ارتباط الغليادين مع الترانسغلوتاميناز النسيجي. وذلك يؤدي إلى إنتاج محددات أنتجينية تعمل على إثارة استجابة مناعية أولية من خلال تكوين أجسام مضادة ذاتية ضد الترانسغلوتاميناز النسيجي.

أظهرت الخزعات المخزنة من الأشخاص الذين اعتُقِد بإصابتهم بمرض الدّاء البطني أنّ رواسب الأجسام المضادة الذاتية تظهر حتى قبل وجود أعراض سريرية للمرض. هذه الرواسب تظهر أيضا عند الأشخاص المصابين بأمراض مناعية أخرى، أنيميا، أو عند الأشخاص الذين يعانون من سوء الامتصاص بشكل أكبر من الأشخاص الطّبيعيين. يُعتقد أنّ الأجسام المُضادة لألياف باطن العضلات تهاجم الترانسغلوتاميناز الموجود على سطح الخلايا، ولا زالت هذه الأجسام المضادة تستخدم كفحص للتأكد من الإصابة بمرض الدّاء البطني. ولكن في دراسة أجريت في عام 2006 أظهرت أن الأشخاص المصابين بالدّاء البطني وفي نفس الوقت لا تظهر لديهم الأجسام المُضادة لألياف باطن العضلات قد كانوا في الغالب ذكورًا وكبارًا في السن، بالإضافة إلى أنهم كانوا يعانون من ألم بطني شديد، وقِلّة في شيوع الأعراض غير النّموذجية للمرض، وفيما يخُصُّ فسيولوجيا المرض المناعية. في هذه الدراسة، وُجِد أن نسبة رواسب الأجسام المضادة للترانسغلوتاميناز النسيجي لا تتوافق تمامًا مع مدى خطورة وشِدّة التّلف الحاصل في الزُّغاب المعوي. وبالتالي فإنّ هذه النتائج بالإضافة للدارسات الأخيرة التي أظهرت أن هناك مناعة فطرية ضد الغليادين عند الإنسان، أدّت إلى افتراض أن يكون الغليادن المُتَسبّب الرئيسي في حدوث مرض الدّاء البطني، بينما يلعب الترانسغلوتاميناز النسيجي دورًا أكبر في حدوث أعراض ثانوية كالحساسية وظهور أمراض مناعيّة ذاتيّة أخرى. وُجِد أيضًا أنّ الأجسام المضادة للترانسغلوتاميناز النسيجي تستطيع التّعرف على بروتين خاص بالفيروس العجلي يسمى ببروتين VP7 عند نسبة كبيرة من المصابين بالدّاء البطني، فهذه الأجسسام المضادة تساهم في تكاثر الخلايا المناعية الوحيدة، وبالتالي فإن العدوى بالفيروس العجلي قد تُفسّر الظهور المبكّر لتكاثر الخلايا المناعية.

وبالفعل، فَقَد أظهرت بعض الدراسات السابقة أنّ الفيروس العجلي يتسبب في حدوث ضمور في الزغاب المعوي. ويشير هذا إلى أن بروتينات الفيروس قد تشارك في إحداث تَسَطّح أولي لبطانة الأمعاء بالإضافة لتحفيز إنتاج أجسام مضادة ذاتية ذات تفاعل تبادُليّ ضد بروتين VP7. والأجسام المضادة لهذا البروتين قد تتسبب في تأخر الشّفاء حتى تظهر أجسام مضادة ذات تفاعل تبادلي نتيجة للإظهار الغليادين بفعل الترانسجولاميناز النسيجي.

هناك أمراض معوية أخرى ذات خزعة مشابهة للداء البطني، مثل التَقرحات الناتجة عن الإصابة بداء المبيضات.