مستخدم:ناصح 1000/ملعب الإعجاز التشريعي في القرآن

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الإعجاز التشريعي في القرآن هو إثبات عجز البشر جميعاً أفراداً وجماعات، عن الإتيان بمثل ما جاء به القرآن من تشريعات وأحكام، تتعلق بالفرد والأسرة والمجتمع في كافة المجالات، لا يستطيعوا الوصول إليه، ولا ابتداع ما يضاهيه، بل يقرون بتفوقه وتميزه على سائر التشريعات.[1][2][3]ومن أوجه إعجاز القرآن التشريعي، إنها جاءت على لسان رجل أميّ وفي أمَّة أمِّيَّة، وأنه تشريع شامل بحسب ما يعتقده الباحثون المسلمون.[4][5] ومن أنواع الإعجاز التشريعي في القرآن: الإعجاز التشريعي في آيات التوحيد والإيمان والطاعة، والإعجاز التشريعي في آيات العبادات، والإعجاز التشريعي في آيات المعاملات، و الإعجاز التشريعي في آيات الأخلاق.[6][7]ويقوم منهج القرآن في التشريع على أسس منها، تربية الفرد، وبناء الأسرة، وبناء المجتمع.[8]

مفهوم الإعجاز التشريعي في القرآن[عدل]

هو إثبات عجز البشر جميعاً أفراداً وجماعات، عن الإتيان بمثل ما جاء به القرآن من تشريعات وأحكام، تتعلق بالفرد والأسرة والمجتمع في كافة المجالات، لا يستطيعوا الوصول إليه، ولا ابتداع ما يضاهيه، بل يقرون بتفوقه وتميزه على سائر التشريعات.

أوجه إعجاز القرآن التشريعي[عدل]

يعتقد المسلمون أن القرآن قد جاء بتشريع معجز يثبت أنه تنزيل من الله ووحي منه ، وذلك من أوجه كثيرة منها:

  1. أنها جاءت على لسان رجل أمي وفي أمة أمية، تعيش الحياة القبلية بكل كيان أفرادها، لا يخطر على بال أحد منهم انتظام أو التزام بقانون عام أو نظام حضاري.
  2. أنه تشريع شامل وكافل لإحقاق الحق، وصيانة مصالح الناس في جميع شئونهم المالية، والاجتماعية والأسرية، والدولية.
  3. أنه تسامى على كل قانون عرفته الأمم قديمها وحديثها، حتى أقرت المجامع القانونية الدولية الفقه الإسلامي مصدرا أساسيا تقتبس منه القوانين، وأن القوانين الحديثة في تطورها تتسامى لتقترب من الفقه الإسلامي.[9][10]

أنواع الإعجاز التشريعي في القرآن[عدل]

  1. الإعجاز التشريعي في آيات التوحيد والإيمان والطاعة: والمراد به: ما اشتملت عليه هذه الآيات من أمرين: الأول: من تشريعات؛ دلت على الكمال والإتقان، في آيات التوحيد (الربوبية، والألوهية، والاسماء والصفات)، والإيمان بأركانه الستة، والطاعة بأنواعها.الثاني: ما اشتملت عليه من طرائق وأساليب، وهي(الكيفية) في تقرير هذه التشريعات.
  2. الإعجاز التشريعي في آيات العبادات: كالوضوء والصلاة والزكاة والحج وغيرها.
  3. الإعجاز التشريعي في آيات المعاملات: سواء كانت أسرية، أو مالية، أو جنائية، أو في العلاقات الدولية، أو في غير ذلك من المعاملات.
  4. الإعجاز التشريعي في آيات الأخلاق والآداب: كالأمر بالاستئذان، والصدق، والعفو، والنهي عن الكبر، والتبختر، والإسراف، والظن، والغيبة، وغير ذلك من الأخلاق والآداب.[11]

علاقة الإعجاز التشريعي بالتوحيد[عدل]

إن كثيراً من تشريعات القرآن قد رُبطت بالتوحيد، ومنها قوله تعالى:﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُون[12]؛ وعليه تكون العلاقة كالتالي:

علاقته بتوحيد الربوبية[عدل]

قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِين[13]فكما أن الله تعالى هو الخالق، فهو الآمر والواجب طاعة أمره تعالى.إن من يفرد الله تعالى في ملكه وخلقه وتدبيره وفي ربوبيته عموماً، ليس أمامه إلا الإقرار الذي لا يدخله شك، بأن أمره تعالى ونهيه هو الأصلح للخلق، إذ هو العالم بمصالح عباده، ولله المثل الأعلى، إن رب أي أسرة هو الأعلم والأقدر والأرأف بما يصلح ويصلح أفراد أسرته، وهكذا في كل شؤون الحياة، وفي كل رعية مع راعيها، قال أبن القيم: فإن الربوبية تقتضي أمر العباد ونهيهم.[14]وذكر صاحب الأضواء أن التشريع من خصائص الربوبية، وكل من اتبع تشريعاً غير تشريع الله قد اتخذ ذلك المشرع ربا، وأشركه مع الله، فمن خلق هذا الكون وسيره، هو الأعلم بما يصلح لعباده ويصلحهم بتشريعات بلغت الغاية في الكمال والإتقان وصلت لحد الإعجاز.[15]

علاقته بتوحيد الألوهية[عدل]

إن من تمام ومقتضيات توحيد الألوهية: الانقياد والطاعة لله تعالى في تشريعاته، قال تعالى ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون[16] فإذا أقر بأحقية الله تعالى في لا تشريع وهي من مقتضيات توحيد الألوهية، فإن هذا يستلزم الاعتقاد أن ما شرعه الله تعالى هو أكمل التشريعات، لأنها صادرة عن المألوه الذي يألهه.

علاقته بتوحيد الأسماء والصفات[عدل]

إن من يثبت لله الأسماء الحسنى والصفات العليا، ومنها الحكمة والحكيم، والعلم والعليم، والقدرة والقدير، والرحمة والرحيم، وغيرها من الأسماء والصفات، فإن ذلك يستلزم منه أن يعتقد أن مدلولات هذه الأسماء والصفات ظاهرة في تشريعات القرآن، ومن ذلك ما جاء عن قصة الاصمعي مع الأعرابي قال كنت أقرأ المائدة، وبجنبي أعرابي، فقرأت قوله تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم[17]، فقلت: (نكالا من الله والله غفور رحيم)، سهوا، فقال الأعرابي: كلام من هذا؟ قلت كلام الله، قال أعد فأعدت: والله غفور رحيم، فقال ليس هذا كلام الله، فتنبهت وقرأت: {وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم}، فقال أصبت هذا كلام الله، قلت له أتقرأ القرآن؟ قال لا ، قلت فمن أين علمت أني أخطأت؟ قال يا هذا، عز فحكم فقطع، ولو غفر ورحم لما قطع[18]؛ولذلك فإن كثيراً من تشريعات القرآن تختتم بأسمائه تعالى، للدلالة على أنها بلغت مبلغاً في الكمال والجمال والجلال، كمبلغ أسماء الله وصفاته.[19]

‌‌ دلالة الإعجاز التشريعي على مصدر القرآن[عدل]

يقول محمد أبو زهرة في كتابه «المعجزة الكبرى» :(إن ما اشتمل عليه القرآن من أحكام تتعلق بتنظيم المجتمع وإقامة العلاقات بين آحاده على دعائم من المودة والرحمة والعدالة لم يسبق به في شريعة من الشرائع الأرضية، وإذا وازنا ما جاء في القرآن بما جاءت به قوانين اليونان والرومان، وما قام به الإصلاحيون للقوانين والنظم بما جاء في القرآن وجدنا أن الموازنة فيها خروج عن التقدير المنطقي للأمور، مع أن قانون الرومان أنشأته الدولة الرومانية في تجارب ثلاثمائة سنة وألف، من وقت إنشاء مدينة روما إلى ما بعد خمسمائة من الميلاد، ومع أنه قانون تعهده علماء قيل إنهم ممتازون منهم: سولون الذي وضع قانون أثينا، ومنهم ليكورغ الذي وضع نظام أسبرطة. فجاء محمد صلى الله عليه وسلم ومعه القرآن الذي ينطق بالحق عن الله سبحانه وتعالى من غير درس درسه، وكان في بلد أمي ليس فيه معهد ولا جامعة ولا مكان للتدريس، وأتى بنظام للعلاقات الاجتماعية والتنظيم الإنساني، لم يسبقه سابق، ولم يلحق به لاحق.[20]

مزايا الإعجاز التشريعي[عدل]

يعتقد المسلمون أن للإعجاز التشريعي مزايا من أبرزها:

  1. الهداية للأقوم : أن التشريع مظهر لهداية القرآن: قال تعالى:﴿ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.[21]
  2. العدالة في التشريع ، قال تعالى: ﴿ وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل.[22]
  3. الشمول: فهو في أحكامه شامل لجميع جوانب الحياة العقيدية والتعبدية، والاقتصادية والسياسية، والاجتماعية وغير ذلك.
  4. الالتزام :وجوب العمل به، قال تعالى:﴿ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا.[23]
  5. اليسر: قال تعالى:﴿ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون.[24]
  6. لا تكليف إلا بمقدور : قال تعالى: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا .[25][26][27]

عناصر نجاح التشريع أو القانون[عدل]

لا ينـسب النجـاح إلـى أي تـشريع أو قانون فيمـا وضـع لأجلـه إلا إذا تحققـت فيـه أربعـة عناصـر، وإذا انعـدم عنصر واحد من هذه العناصـر لـم يكـن التـشريع ناجحـًا ولا فعـالًا وهـي ما يلي:

  1. أن يؤدي الغرض الذي وضع من أجله على أتم وجه .
  2. أن يـتم لـه ذلـك في أقـل زمـن أو في زمـن قياسـي بالنـسبة إلى أي نظرية أو قانون آخر.
  3. أن يكـــون ذلـــك الغـــرض قـــد تحقـــق بأقـــل مـــا يمكـــن مـــن التكاليف.
  4. أن لا تكون سلبياته أكثر من إيجابياته أو أن يكون قد حقق الغـرض الـذي وضـع مـن أجلـه مـع كـون المفاسـد أقـل بكثـير مـن المصالح المتحققة.

أمثلة على الإعجاز التشريعي[عدل]

الإعجاز التشريعي في الزكاة[عدل]

يظهر الإعجاز التشريعي في الزكاة أنها تطهير للنفس من الشح والبخل، وكبح للنفس في لهاثها خلف المادة، وتربية على الإحساس بمعاناة الفقراء وإعانتهم على قضاء حوائجهم، فهي ترسيخ لمبدأ التكافل الاجتماعي، وإسهام ناجح في معالجة مشكلة وهنـا وجـه آخـر مـن أوجـه الإعجـاز وهـو أن الزكـاة تـدفع للتنميـة ؛ لأن المـال الـذي لا ينمـى يـأتي يـوم تقـضي عليـه الزكـاة فهـذا التـشريع فيـه مصلحة كذلك لصاحب المال.[28]

الإعجاز التشريعي في تحقيق التكافل الاجتماعي[عدل]

يرى الباحثون المسلمون أن الشريعة الإسلامية قد اهتمت اهتماماً كبيراً بدعم القيم الأخلاقية بين أفراد المجتمع، وذلك رعاية لما يجب أن يكون عليه المجتمع من التواد والتحاب والتراحم، ومن المعاني الاجتماعية التي اهتمت بها الشريعة الإسلامية غايـة الاهتمـام هـو التكافـل الاجتماعي، فالتكافل قيمة اجتماعية عظيمة الأثر في ترابط المجتمع المسلم، وصفاء نفوس أبنائـه فقيرهم وغنيهم، فيساهم في أن يسود بينهم الود والحب والإخوة، وكل ذلك يساهم مساهمة قويـة في ترابط المجتمع وقوته للمضي علـى درب تحقيـق آمالـه وغاياتـه، ورفعـة شـأنه بـين المجتمعات .[29]لذا شرع الزكاة الواجبة ، والصدقة المستحبة ليدعم التكافل الاجتماعي.قال الله تعالى :﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيم.ولم يكتف التشريع الإسلامي بالدعوة إلى تحقيق التكافل عبر النداء الأدبي والأخلاقـي، وتهييج معاني الفضيلة في نفس الإنسان المؤمن؛ ليتحرك نحو أخيه المسلم، ليـسد حاجتـه طلبـاً لثواب الآخرة، بل إن الله قد أوجب على عباده بعض الواجبات التـي تولـد فـي نفوسهم الإحساس بالآخرين[30][31]، وذلك كفريضة الصيام، والاجتماع في الصلاة، وغير ذلك، ثم تعبد الله تعالى عباده بعبادات مالية تحقق التكافل، والمودة، والمحبة بين أبنـاء المجتمـع المسلم [32]، وذلك كالزكاة، والصدقة، والأضحية، وكفارة الإطعام والكسوة تأتي في هذا السياق، فهي إضافة إلى ما قدمنا من أنها تجبر الـذنب وتمحوه، وأنها شكل من أشكال التربية التي تزجر عن الذنب؛ فإنها ذات طابع إيجابي؛ بما تحققه للمجتمع من خير عظيم؛ فهي تساهم في رعاية الفقراء؛ فيتحقق التكافل الاجتمـاعي بـين أفـراد المجتمع، وهذا الأمر يشير إلى مدى ما تحمله الكفارة بالإطعام، والكسوة من قيم عليا، وأسـرار بالغة، وحكم عظيمة.[33]قال الله تعالى :﴿لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.

الإعجاز التشريعي في التعامل مع الديون[عدل]

يعتقد الباحثون المسلمون أن في آية الدين بسورة البقرة إعجازاً تشريعياً في قوله تعالى:﴿وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى[34]، حيث دعا الإسلام لكتابة الدَّيْن والإشهاد عليه من قبل رجلين عَدْلين، أو بوجود رجل وامرأتين؛ للحفاظ على الحقوق، ولحكمٍ كثيرة تُراعي مصلحة كلّ شخص، ولأنّ مرور السنين قد يكون سبباً للنسيان، ولأنّ عدم توثيقه قد يؤدّي لنزاع وخصام بين المَدين والدّائن في غِنى عنه كلا الطّرفين.وكل هذه التشريعات يرى فيها مُتأمِّلها عِظم هذا القرآن في وصفه لأدقّ الأحكام؛ للتسهيل على بني البشر في التعامل في حياتهم مع كافة الظروف التي قد يواجهونها في الحياة، ومن هنا يظهر عِظم هذا القرآن وإعجازه.[35]

الإعجاز التشريعي في الإرث[عدل]

قال تعالى: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا[36]، فقد وضع الإسلام قواعد للتّوريث، بيّنت مدى دِقة هذا التشريع في إعطاء كلّ ذي حق حقّه بمقدار معين حسب اتّصاله بالمُوَرِّث.وقد فصّل الميراث إلى وجوه عدة، يختلف فيها مقداره حسب الحالة، فالإرث في القَرابة يختلف عن النكاح أو عن الولاء، بالإضافة لعدم تفريقه بين الأولاد والإناث، فلم يخصّ الذكور دون الإناث، أو أحد الزوجين دون الآخر.[37]وهذه الأمور التي راعتها الشريعة في القرابة هي:

  1. الجهة: فيقدم الوارث من الجهة الأقرب على الوارث من الجهة الأبعد, فمثلاً تقدم جهة البنوة على جهة الأخوة.
  2. الدرجة: إذا اتفق أكثر من وارث في الدرجة نفسها, فإن التقديم والمفاضلة بينهما تكون على أساس الدرجة, فعلى سبيل المثال الابن وابن الابن في درجة واحدة وهي البنوة, فعند ذلك نقدم الأقرب درجة وهو الابن, ومثل ذلك تقديم الأب على الجد.
  3. قوة القرابة: فيقدم الأقوى قرابة على غيره, فمثلاً يقدم الأخ الشقيق (من الأب والأم) على الأخ لأب, ويقدم العم الشقيق على العم لأب.

انظر أيضًا[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم، محمود محمد أحمد، الناشر عالم الكتب الحديث، ص 118.
  2. ^ الإعجاز التشريعي في الطعام والشراب في سورتي المائدة والأنعام، أبو شام كريمة يوسف أحمد، تحقيق عبد الجليل عبد الرحيم، الناشر: الجامعة الأردنية، 2007م 1428هـ، ص 18.
  3. ^ الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم، الحارثي سيف بن منصر بن علي، كلية الدراسات الإسلامية، الإسكندرية مصر، ص 85.
  4. ^ المعجزة الكبرى القرآن، محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة، الناشر: دار الفكر العربي، ص 454 - 547.
  5. ^ علوم القرآن الكريم، الحلبي نور الدين محمد عتر، الناشر: مطبعة الصباح، دمشق، الطبعة: الأولى، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣م، ص 220.
  6. ^ الإعجاز التشريعي في آيات التوحيد والإيمان والطاعة، آل رشود عبد العزيز بن راشد، رسالة دكتوراه، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين، السعودية، 1443هـ، ص 20.
  7. ^ مناهل العرفان في علوم القرآن، الزُّرْقاني محمد عبد العظيم، الناشر: مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الثالثة، الجزء الثاني، ص 294.
  8. ^ دراسات في علوم القرآن الكريم، الرومي فهد بن عبد الرحمن، الطبعة الثانية عشرة، الناشر: حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، الرياض، السعودية، 2003م، ص 301-312.
  9. ^ المعجزة الكبرى القرآن، محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة، الناشر: دار الفكر العربي، ص 454 - 547.
  10. ^ علوم القرآن الكريم، الحلبي نور الدين محمد عتر، الناشر: مطبعة الصباح، دمشق، الطبعة: الأولى، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣م، ص 220.
  11. ^ الإعجاز التشريعي في آيات التوحيد والإيمان والطاعة، آل رشود عبد العزيز بن راشد، رسالة دكتوراه، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين، السعودية، 1443هـ، ص 20.
  12. ^ سورة المائد، آية رقم 44.
  13. ^ سورة الاعراف، آية رقم 54.
  14. ^ مدارج ‌السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الجوزية ، المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي، الناشر: دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة، ١٤١٦ هـ - ١٩٩٦م، ج 1 ص 90.
  15. ^ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي، الناشر دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، لبنان، ١٤١٥هـ - ١٩٩٥مـ، ج 7 ص 10-53.
  16. ^ سورة يوسف - الآية 40.
  17. ^ سورة المائدة، آية رقم 38.
  18. ^ الوسيط في تفسير القرآن المجيد،الواحدي أبو الحسن علي بن أحمد، تحقيق وتعليق: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، أحمد محمد صيرة، أحمد عبد الغني الجمل، عبد الرحمن عويس، ،ط 1، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ١٩٩٤م، ج 2 /ص 185.
  19. ^ الإعجاز التشريعي في آيات التوحيد والإيمان والطاعة،آل رشود عبد العزيز بن راشد، رسالة دكتوراه، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، كلية أصول الدين، السعودية، 1443هـ، ص 40-41.
  20. ^ المعجزة الكبرى القرآن، محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة ، الناشر: دار الفكر العربي، ص 455.
  21. ^ سورة الاسراء، آية رقم: 19.
  22. ^ سورة النساء - الآية 58.
  23. ^ سورة النساء - الآية 65.
  24. ^ سورة البقرة - الآية 185.
  25. ^ سورة البقرة - الآية 286.
  26. ^ البيان في إعجاز القرآن، صلاح الخالدي ، دار النفائس للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ص 323-325.
  27. ^ دراسات في علوم القرآن الكريم، فهد بن عبد الرحمن الرومي ، الطبعة الثانية عشرة، الناشر: حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، الرياض، السعودية، 2003م، ص 312.
  28. ^ الحارثي، سيف بن منصر بن علي (2015). "الإعجاز التشريعي في القرآن الكريم". الإسكندرية مصر: مجلة كلية الدراسات الإسلامية. ج. 31 ع. 1: 109. مؤرشف من الأصل في 2023-04-09. اطلع عليه بتاريخ 2023-04-09. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
  29. ^ القرضاوي يوسف، العبادة في الإسلام، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ص 261.
  30. ^ القرضاوي يوسف، فقه الزكاة، الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ج 1 /ص 52.
  31. ^ مصطفى الخن، على الشربجي، مصطفى البغا، الفقه المنهجي على مذهب الغمام الشافعي، الطبعة الرابعة، الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، سوريا، 1992م، ج 2 /ص 12.
  32. ^ القرضاوي يوسف، دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي، الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ص 385.
  33. ^ هنية مازن إسماعيل، الإعجاز التشريعي في الكفارات، بحث في مجلة الجامعة الإسلامية (سلسة الدراسات الإسلامية)، المجلد السابع عشر، العدد الثاني، ص 45-63. يونيو/ 2009م، ص 58.
  34. ^ سورة البقرة، آية رقم: 282.
  35. ^ فوزي أبو بكر محمد، الحكم من المعاملات والمواريث والنكاح والأطعمة في آيات القرآن الكريم، رسالة: ماجستير، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، قسم التفسير، إشراف: عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي، ١٤٢٧- ١٤٢٨هـ، ص 313.
  36. ^ سورة النساء، آية رقم: 7.
  37. ^ تأليف مجموعة من المؤلفين (مركز قطر للتعريف بالإسلام)، التعريف بالإسلام، إعداد للموسوعة الشاملة: إلياس شرادي، وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قطر، ص 52.

وصلات خارجية[عدل]