مستخدم:Avicenno/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قمت بكتابة كلمة موجهة للجمهور المهتم بالمحتوى العربي عبر موقع جمعية المحتوى العربي الرقمي كما يلي:

كلمة الرئيس مرحبا بكم في الموقع الألكتروني لجمعية المحتوى العربي الرقمي الأردنية (جداسا) وهو نافذة الجمعية لهذا الفضاء الرقمي الشاسع. تأسست جمعيتنا في نهاية العام 2020 أي في مطلع الجائحة وعملت منذ ذلك الحين على ترسيخ مبادئ إثراء المحتوى العربي المتعلق بالمملكة الأردنية الهاشمية بشكل خاص والجمهور العربي بنحو عام واستغلت الوقت الذي يقضيه الناس في بيوتهم خلال حقبة الحظر لحثهم على كتابة وتوثيق محتوى عربي دقيق على صفحات موسوعة ويكيبيديا العربية، الموسوعة الأضخم والأعرق على الشبكة العنكبوتية. لا يصح أن نخاطب جمهورنا المتلهف إلى المعلومة شوق الظمآن إلى بارد السقيا دون أن نقدم له موقعا إلكترونيا يكون بمثابة حلقة الوصل بيننا وبينه ويبرز جهود خدمة العربية للعامة عبر هذا الجو العام المليء بالسلبية والتذمر. إن هذا الجهد على تواضعه لهو نواة لجمع الكلمة وتوحيد الجهود على بوصلة واضحة تشكل معلما حضاريا مفتخرا به في القرن العشرين فهي موسوعة مكتوبة بأيدي أناس أمثالكم لم يقيلوا ولم يستقيلوا عن خدمة لسانهم المبين وكتابهم المكين. ونحن في جمعية المحتوى العربي لم نطلق من الفراغ بل بدأت نواتنا كناد طلابي في الجامعة الهاشمية بمسمى نادي المحتوى العربي على الإنترنت وانطلقنا بعد التخرج لنعمل على كافة رقعة الوطن الأردني فللأردن بصمة واضحة في إغناء المحتوى العربي ونحن نصب على هذا الجهد جهدا خالصا لنترك أثرا يبرز بلدنا عاليا بين هام الأمم. وإني عندما أكتب مقالا أو أترجم علما لأضع نصب عيني مفهوميته وسلاسته للقارئ غير المختص إذ أنني أؤمن أنه كما هناك ما هو معلوم من الدين بالضرورة فهناك ما هو معلوم من العربية بالضرورة وهو ذاك المكنون اللغوي الذي يتسنى لخريج ثانوية عامة تحصيله بعد دراسته الأكاديمية ومطالعاته العامة وأؤمن أن هذا الكم من الجذور اللغوية الشائعة كاف للتعبير عن أي موضوع علمي أو متخصص فاللغة العربية ليست طبقية أو نخبوية كالإنجليزية التي فيها إنجليزية طبية أو علمية وإنجليزية رسمية في المخاطبات وأخرى عامية محكية في الشوارع ورابعة سوقية متدنية تشيع بين العصابات والأحياء المسحوقة فالعربية مبينة مفصحة يفهمها كل عربي اللسان فقد سميت فصحى من إفصاحها عن المعنى وسميت مبينة من إبانة المعنى للسامع ووسمت بالبلاغة من بلوغ المعنى للمتلقي وهكذا هي العربية دوما رفيقة من يرافقها ورافعته بين أقرانه فكلما نذرت لها وقتك ونهلت من معينها أغدقت عليك العطاء من جمال المنطوق وجاذبية الأدب وحلاوة الكلمة وطلاوة اللفظ. واللفظ العربي اليوم يواجه حربا شعواء ويخوض منافسة شرسة مع مقابله الأعجمي وهي أشبه بتنافس السلع في السوق ولي نظرية في هذا حيث أرى وجوب إكساب المرادف العربي سهولة وسلاسة في النطق والسمع والكتابة تجعل الذي يعرفه لا ينساه بل لا يتحرج من استعماله في حياته اليومية فاللفظة كالسلعة إن لم تكن جذابة فلن تلفت انتباه أحد ولن تنافس المنمق الأجنبي الذي يلوي بعض الناس ألسنتهم به ظانين أن اللغة الأجنبية مقياس للذكاء أو الثقافة في حين أنها لا تعدو كونها وسيلة تواصل لا تفاضل إذ لا مفاضلة بين الصينية والإنجليزية من حيث كونهما لغتين واسعتي الانتشار وبالتالي وسيلتي تواصل معتبرتين. إن الحديث في هذا الباب يطول ولكنني أقول أن على المترجم في بوتقتنا أن يعي أن عليه مسؤولية جسيمة في جعل كتابته العلمية مفهومة وسلسة وجاذبة فلو قدر لسيبويه أن يحيى مجددا بين ظهرانينا لما استطاع فهم بعض المقابلات العربية للمصطلحات العلمية التي تحتاج إلى "ترجمة" إلى العربية المفهومة بعد الترجمة الأولى من الأعجمية فالترجمة ليست مجرد رص حروف ينجم عنها لفظ أصم أعجم لا يبين عن شيء ولا يفصح عن معنى أو يحتاج نبش معجم عتيق لمعرفة معناه فقد قال ابن مالك في الألفية: كلامنا لفظ مفيد كاستقم وقال ابن معط في درته: اللفظ إن يفد هو الكلام نحو مضى القوم وهم كرام، فالتيسير مطلب والتعسير ليس مطلبا إذ يمكننا أن نحيي ما غرب من جذور الكلمات العربية في سياق أدبي أو مسرحي أو فكاهي راق دون زجها في الأدبيات العلمية وتحميلها ما لا تطيق فاللغة كائن حي يقبل التجدد ولا ينطوي على نفسه وقبولها للفظ المعرب أو المنقول حرفيا لا يعيب إن لزم. وفي ضوء ما ذكر نسعى لجعل لغتنا دوما محجا للباحثين كما كانت طيلة قرون ونرحب بكل جهد يريد أن ينضم إلينا فلأن تضيء شمعة خير آلاف المرات من أن تلعن الظلام وتظهر العجز وتبوء عندها بالخسران. هذا غيض من فيض وخير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل. دمتم ودامت العربية ودام مدادها.

بقلمي