مستخدم:Editor4765/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مهرجان التبوريدة بقرية أولاد غزيل بإقليم جرادة 2018
مهرجان التبوريدة بقرية أولاد غزيل بإقليم جرادة 2018

الفانتازيا؛ وتسمى أيضا الخيالة والباردية والتّبُوريدَة وصحاب البارود اسم يطلق على عروض فروسية، تحاكي هجمات عسكرية، تمارس في بلدان المغرب العربي، في مختلف مناطقها، العربية والأمازيغية والصحراوية، إضافة إلى بلدان أوروبية كفرنسا وبلجيكا، بين جالياتها المغاربية.[1]

تمتد التسمية أيضا يطلق على النوع الرياضي المرتبط بهذا الفن. تكمن رمزيتها في تجسيدها لتعلق شعوب المغرب العربي بالأحصنة والفروسية، التي تمثل رمزاً تاريخياً وتراثياً تتوارث الأجيال العناية به. يتم في مشاهد الفانتازيا استخدام بعض ألعاب الخيل أو البارود من خلال تمثيليات لبعض الهجمات يشنها فرسان على متن خيولهم المزينة، مطلقين لعيارات من البارود. وهي ذات شعبية واسعة لدى الجمهور، وتشكل الفرجة الرئيسية للمهرجانات الثقافية والفنية (المعروفة ب«الموسم» أو «الوعدة»)، التي تنظم في المناطق القروية المغاربية. وتتمتع بجاذبية قوية بسبب قدرتها على إبهار المشاهدين بفضل صبغة الغموض والأساطير التاريخية القديمة التي تجعلها تضفي تأثيرا وسحرا خاصين علي محبي تلك المشاهد.[2]

تأثيل[عدل]

التسميات المغاربية لاستعراض الفروسية، أغلبها مشتق من الكلمة العربية "بارود": تبوريدة، لعب البارود، الباردية، البارود. أما التسمية الأمازيغية لهذا الفن فهي تغزوت، ويستعمل أيضا للدلالة على الفضاء المكاني للاستعراض (الذي يقابله "المحرك" في العربية الدارجة المغربية).[3]


بخصوص النظريات المفسرة لأصل كلمة فنتازيا، التي ظهرت أولا في اللغة الفرنسية، فالمرجح هو فرضية سوء الترجمة، في تفسير تحول مصطلحات لعب البارود،[4] أو لعب الخيل، التي عرف بها هذا النوع الفرجوي، في المنطقة المغاربية، إلى مصطلح فانتازيا.

تاريخ[عدل]

الفانتازيا عريقة قدم العلاقة بين الخيل وشعوب شمال أفريقيا. تؤكد بقايا الهياكل العظمية للخيول الجزائرية (Equus Caballus algericus) المؤرخة بعصور ما قبل التاريخ بما يقرب من 40,000 سنة، والأحدث منها، المتمثلة، في الرسوم الصخرية للأطلس الصحراوي التي يعود تاريخها إلى 9000 سنة قبل الميلاد، إلى تواجد قديم للحصان في المجال المغاربي، يعتبر أصل الحصان البربري (البَلْدي[5]) المعاصر.

المميزات والصفات[عدل]

الجانب الاحتفالي[عدل]

ترتبط الفانتازيا تقليديا بالمناسبات الاحتفالية، والتي تكون خلالها ألعاب البارود أقوى لحظاتها.[6] تقام فروسية البارود خصوصا في مناسبات تخليد ذكرى الأولياء، المعروفة بالمواسم (أو الوعدة)، والتي تقام خلالها ولائم كبرى تعرف بالزردة أو الطعام؛إضافة إلى الأعياد الدينية كعيد الفطر وعيد المولد النبوي،، ناهيك عن حفلات الزواج (وخصوصا خلال طقوس مرافقة العروس إلى منزلها الجديد)، وفي العقيقة، والحفلات الفخرية التي تحتفي بالحجاج، أو تلك التي تقام تكريما للأعيان.

المظهر[عدل]

نظرا لأهميته في إضفاء أبهة وجمالية على الفرسان،[7] يشكل المظهر إحدى المميزات الأساسية لفروسية البارود، بمختلف مكوناته: زي الفارس وعتاد الفرس وزينته، إضافة إلى تصميم السروج.

باستثناء الزرقة التي تميز زي الفرسان الصحراويين، والجلابيب البنية المميزة لبواردية جبالة، فإن اللون الغالب على فرسان التبوريدة يكون أبيضا، على مستوى الجوخ والسروال الفضفاض والعمامة (التي تكون طريقة لفها بصمة مظهرية للقبيلة)، إضافة إلى القميص ذي الياقة المتصلبة، المسمى "تشامير" في المغرب، والنعل (البلغة) الباذخة التصميم. أما الملحقات، فتتمثل في الحزام السميك، وغمد مزين، بداخله خنجر معقوف (يسمى بالكمية في المغرب)، وجراب جلدي محفوظة بداخله آيات قرآنية.

أطوار الاستعراض

فروسية البارود (أو التبوريدة أو الفنتازيا) هي تجسيد ممسرح للأسلوب العسكري المعروف بالكر والفر، المتمثل في هجوم وانسحاب خاطفين للخيالة.[8]

وضعها الحالي[عدل]

المغرب[عدل]

ممارسة التبوريدة في المغرب ارتبطت منذ قرون بالمواسم، وهي الاحتفالات والمهرجانات السنوية، المرتبطة بالمناسبات الدينية أو الزراعية، والتي يتجاوز عددها السبعمائة، عبر مجموع التراب المغربي.[9] كانت التبوريدة، ولا تزال، الفرجة الرئيسية خلال المواسم، وفرضت نفسها منذ التسعينات، في المجال الرياضي، باعتمادها ضمن المسابقات الرسمية للجامعة الملكية المغربية لرياضات الفروسية، التي تدرجها ضمن الفنون الفروسية التقليدية. استأثرت التبوريدة بحوالي 15100 حصانا من مجموع الأحصنة البالغ 16985 رأساً الممارسة ضمن الأندية الأربعين المنضوية تحت لواء الجامعة في سنة 2013. يناهز عدد السربات (الفرق) الألف، وتنظم الجامعة سنويًا 15 مسابقة إقصائية جهوية (بمعدل مشاركة 400 فارس في كل مسابقة)، لتحديد المؤهلين لبطولة المغرب، التي وصلت لإصدارها الرابع عشر سنة 2013. فازت بنسخة 2013، سربة جهة الدار البيضاء الكبرى في فئة الكبار، وسربة جهة مكناس تافيلالت في صنف الشبان.

الجزائر[عدل]

تعرف ألعاب الفروسية التراثية في الجزائر بتسمية "لعب البارود"، وترجع عراقتها إلى أكثر من أربعة قرون، وتميزت عبر التاريخ بشعبية كبيرة وبجذبها لجماهير كبيرة، وكانت دوما أهم دافع لممارسة الفروسية وتربية الأحصنة في الجزائر. عرفت الممارسة اندثارا تدريجيا من التجمعات الحضرية الكبرى، ومنطقة القبايل،[10] لتنحسر تدريجيا في فضاءات ريفية كالحضنة والأوراس والتيطري، وزاد في تقليص ممارستها تراكم عوامل ظرفية، كصعوبة التزود بالذخائر (بسبب الإكراهات الأمنية، خلال حقبة التسعينات)، وارتفاع تكاليف الأعلاف وغياب الدعم العمومي لتربية نوعي الحصان البربري والعربي البربري.

مصادر[عدل]

  1. ^ "مهرجان «التبوريدة التقليدية»". مغرس. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-29.
  2. ^ Caroline Gaultier-Kurhan (2003). Maisonneuve et Larose, (المحرر). Le patrimoine culturel marocain. réimprimée.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)