مستخدم:Lubnaaawadd/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

برمجة الجنين[عدل]

برمجة الجنين أو برمجة ما قبل الولادة هي نظرية توضح أن البيئة المحيطة بالجنين أثناء مراحل نموه تلعب دوراً (أساسياً) منوياً في تحديد خطورة الإصابة بالأمراض في المراحل العمرية المتقدمة. هناك ثلاثة أنواع من البرمجة التي تحدث بسبب تغيرات البيئة الحاضنة: - تغييرات في النمو والتي تؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بالأمراض - تغييرات جينية والتي تؤدي إلى تغير خطورة الإصابة بالأمراض - تغييرات ما فوق الجينية التي تغير خطورة الإصابة بالأمراض للأطفال وللأجيال المستقبلية أيضاً، على سبيل المثال: إن الأحفاد الذين يولدون بعد أن كانت الجدات تحملن أمهاتهم أثناء المجاعات يكونوا أصغر من الحجم الطبيعي، على الرغم من التغلب على مرحلة النقص الغذائي. يمكن أن تكون التغيرات في البيئة الحاضنة بسبب التحولات الغذائية أو التقلابات الهورمونية أو التعرض للسموم. 

التاريخ[عدل]

المجاعة الهولندية 1944-1945[عدل]

إن حصار الألمان لهولندا بين عامي 1944-1945 قد أدى إلى نقص في إمدادات الطعام ونتج عنها المجاعة الهولندية (1944-1945)، وقد أدت هذه المجاعة إلى سوء تغذية حاد بين السكان ومن ضمنهم النساء في مختلف مراحل الحمل. أوضحت دراسة مجموعات ولادة المجاعة الهولندية أثر نقص التغذية عل الأطفال الذين ولدوا أثناء هذه المجاعة أو بعدها، وقد أشارت أن هؤلاء الأطفال كانوا معرضين أكثر أثناء المراحل العمرية المختلفة للإصابة بأمراض مثل: مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية والسمنة وأمراض أخرى غير معدية.

افتراضية باركر[عدل]

في عام 1980، بدأ باركر دراسة حول هذا الموضوع وهي "افتراضية باركر" أو "مقتصدة النمط الظاهري" وهي أساس العديد من الدراسات المتعلقة ببرمجة الجنين. تشير هذه الافتراضية إلى أنه في حالة كان الجنين معرض لتدني مستوى التغذية، فسيتأقلم مع هذه البيئة. يتم نقل الغذاء إلى القلب والمخ والأعضاء الأساسية الأخرى في جسم الجنين، ويخضع الجسم للعديد من التغيرات في التمثيل الغذائي التي تضمن بقاءه بالرغم من قلة التغذية، ولكن يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في حالة التغذية الطبيعية أو المفرطة، ويزيد هذا من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.

الحالة الغذائية[عدل]

يكون الجنين انطباعه عن العالم الخارجي الذي سيولد فيه عن طريق الحالة الغذائية لوالدته، لذا فإن تطوره يُعدل لخلق أفضل فرصة للبقاء، ولكن التغذية المفرطة أو غير الكافية للأم يمكن أن تولد استجابات تطورية لاتكيفية للجنين. وهي تظهر في شكل أمراض ما بعد الولادة. ومن الممكن أن يكون لها تأثير كبير على حياة الجنين عند الكبر ويمكن أن تزيد عن معاملات أسلوب حياته.

التغذية المفرطة[عدل]

يرتبط مؤشر كتلة الجسد قبل الحمل وازدياد الوزن أثناء الحمل بإصابة الطفل بضغط الدم المرتفع أثناء المراحل المتقدمة من حياته، وتوضح الدراسات على الفئران أن هذا بسبب ارتفاع مستوي الليبتين في الدم وهو موجود في أجسام الأشخاص المصابين بالسمنة أو الزيادة في الوزن. وهناك نظرية توضح أن لهذا الهرمون أثر ضار على الأجهزة التنظيمية للجنين وتحول دون الحفاظ على المعدل الطبيعي لمستوى ضغط الدم.

التغذية غير الكافية[عدل]

يرتبط مرض تسمم الحمل، الذي يتضمن حرمان خلايا الأورمة الغاذية التى تكون الجزء الأكبر من المشيمة من الأكسجين وموتها بعواقب لاتكيفية طويلة المدى لبرمجة جنين بطريقة غير ملائمة، تفشل المشيمة الضعيفة والتي لا تعمل بشكل جيد في الالتقاء باحتياجات الجنين الغذائية أثناء الحمل سواء عن طريق تحويل اختياره للعناصر الغذائية التي تنتقل لدم الجنين أو تقييد الحجم الكلي لها، وتكون عواقب هذا الأمر في حياة الجنين المستقبلية هي أمراض القلب والأوعية ومشكلات التمثيل الغذائي.

تأثيرات هرمونية[عدل]

ينظر لتوازان الهرمونات أثناء الحمل إلى أنه أمر ذو صلة ببرمجة الجنين ويمكن ان يؤثر بشكل كبير على الطفل، إن انتقال الغدد الصماء عبر المشيمة من الأم للجنين يمكن أن يغير الحالة الذهنية للأم بسبب انتقال المواد السكرية الذي يحدث عبر المشيمة.

الغدة الدرقية[عدل]

تلعب الهرمونات الدرقية دوراً كبيراً في النمو المبكر لمخ الطفل، لهذا فإن الامهات اللائي يعانين من المشكلات المتعلقة بالدرقية وتحولات بمستويات الهرمونات الدرقية يمكن أن يسببن تغييرات هيكلية وعملية في مخ الجنين. يستطيع الجنين أن يفرز هرمون الدرقية من بداية الثلث الثاني من الحمل، ولكن لا تزال الهرمونات التي تفرزها الأم مهمة للغاية لنمو المخ قبل تمكن الطفل من إفراز الهرمونات وهو بداخل الرحم أو بعدها . وبسبب هذا يمكن أن يواجه الطفل خطر متزايد في الإصابة بأمراض عصبية أو نفسية في حياته المستقبلية.

الحالة الذهنية[عدل]

تؤثر الحالة الذهنية للأم على الجنين في الرحم وخاصة من خلال الهرمونات والجينات. ترتبط الحالة المزاجية للأمهات منها قلق الأمومة، والاكتئاب، والتوتر خلال الحمل مع النتائج السلبية للطفل. ويجب القول أن هذا الأمر لا يؤثر على كل الأطفال بنفس الصورة وإلى نفس المدى، ومن المعتقد أن العوامل الجينية والبيئية لها تأثير كبير للغاية.

الاكتئاب[عدل]

إن اكتئاب الحمل هو واحد من أخطر مخاطر زيادة الضعف التي تواجه التغيرات في الطفل في الرحم، خاصة تعرضه لعدة ظروف نفسية. إن الأليات التي يمكن أن تشرح الصلة بين اكتئاب الحمل وصحة الجنين المستقبلية غالباً ليست واضحة وتمثل جزءاً من الأبحاث الجارية. إن الوراثة الجينية التي تجعل الطفل معرضاً للأمراض تلعب دوراً كبيراً وهو يتضمن: أثر البيئة داخل الرحم على الطفل أثناء اكتئاب الحمل.

التوتر[عدل]

التوتر الذي تعاني منه الأمهات أثناء الحمل يمكن أن يكون له أثر على نمو الجنين، فهو يمكن ان يظهر في شكل ولادة مبكرة ووزن قليل، ويمكن أيضاً أن يؤدي إلى تعقيدات نفسية فيما بعد. تعاني الأم الجديدة من الأثار التابعة للولادة مثل: اكتئاب ما بعد الولادة، لهذا يمكن أن تجد الأمومة أصعب إذا تمت مقارنتها بهؤلاء اللائي لا يشعرن بتوتر أثناء الحمل.

السموم[عدل]

تؤثر السموم مثل: الكحوليات، والتبغ، وبعض أنواع المخدرات التي يتعرض لها الطفل أثناء نموه على برمجة الجنين، خاصة باستخدام التغيرات في المحور الوطائي النخامي الكظري. ويمكن أن يؤدي التعرض للسموم إلى عواقب وخيمة للجنين في حالة كان هذا التعرض في وقت حرج في مراحل نمو الجنين.

الكحوليات[عدل]

إن تعرض الأم للكحول أثناء الحمل أو بعد الولادة (الإثانول) له أثر سلبي على الغدد الصم العصبية للأطفال وعوامل التصرف، يمر الكحول من خلال المشيمة عند ابتلاعه أثناء الحمل، ويصل إلى الطفل في الرحم. إن التغيرات التي تحدث للجنين عند تعرضه للإثانول يمكن أن تؤثر على نموه وتطوره، ويعرف هذا بمتلازمة الجنين الكحولي (FASD). إن التداخل الذي يحدث بين الإثانول والجنين معقد وغير مؤكد بشكل كبير، ولكن قد تم ملاحظة عدة أثار مباشرة وغير مباشرة عند نمو الجنين، ويهيمن عليها اضطرابات في الغدد الصماء والتمثيل الغذائي وعوامل نفسية.

التدخين[عدل]

المعروف باسم تعرض الأمهات لدخان التبغ (MTSE)، يمكن أن يساهم في العديد من المشكلات لأطفال الأمهات المدخنات. نحو 20% من الأمهات تدخن أثناء الحمل وهذا مرتبط بزيادة مخاطر التعقيدات مثل: الولادة المبكرة، وانخفاض معدل نمو الأجنة الذي يؤدي إلى قلة وزن المولود، ومشكلات عدم نمو رئة الجنين.

العقاقير[عدل]

هناك أدلة تشير إلى البرمجة الدوائية للجنين في الثلث الأول من الحمل، وهناك نوع من العقاقير التي يمكن أن تؤثر على نمو الطفل أثناء الحمل هي عقاقير مضادة لارتفاع ضغط الدم. إن مرض تسمم الحمل (وهو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل) مشكلة كبيرة تواجهها أغلب النساء أثناء الحمل ويمكن أن تؤهب الأم لتعقيدات مختلفة، منها: خطر الموت ومشكلات أثناء مخاض الولادة


[1] [2] [3] [4] [5] [6] [7] [8] [9] [10] [11]

  1. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_object_identifier
  2. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_object_identifier
  3. ^ https://doi.org/10.1038%2Fsj.ijo.0802800
  4. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_object_identifier
  5. ^ doi:10.1113/jphysiol.2006.104968. PMC 1779654. PMID 16469781
  6. ^ doi:10.1111/cen.12744
  7. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_object_identifier
  8. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_object_identifier
  9. ^ https://doi.org/10.1111%2Facer.12497
  10. ^ https://doi.org/10.1111%2Fj.1365-2826.2008.01669.x
  11. ^ https://en.wikipedia.org/wiki/Digital_object_identifier