نقاش:الإلياذة

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

--62.114.198.135 19:42, 11 أبريل 2007 (UTC)نافش الالياذة

تبادل آراء حول الملحمتين الالياذة والاوديسا[عدل]

في الإلياذة والأوديسا قصة صراع وبطولة، حرب وشجاعة، حب وكراهية، خيانة وغدر، طابعهما العام أسطوري، يفتعل الأحداث فيها رجال أبطال وآلهة، وكل ملحمة منهما تضم قصة واحدة مترابطة الأحداث، وعلى أساسها صاغ "أرسطو" آراءه النقدية عن الملاحم وحدد مفهومها من استدلاله الدقيق الذي بناه من معطيات عصور اليونان الطويلة.

في عام 55 ق.م كتب الخطيب الروماني "شيشرون" حول تدوين هاتين الملحمتين على أنّ "باسيستراتوس" Peisistratos ديكتاتور أثينا في القرن 06ق.م، هو الذي نسّق كتب هوميروس ورتبها على النحو الذي نعرفه اليوم وكانت قبل ذلك غير مرتبة. ثم جاء الباحث الألماني "فريدريتش وولف" Wolf وأصدر عام 1795م مقدمة لدراسة هوميروس كان موضوعها (مدخل إلى هوميروس) Homer to Prolegomena أكّد فيها أنّ الإلياذة لا يمكن أن تكون قد حفظت عن طريق الكتابة في عصر أمي، كما أنها لا يمكن أن تكون قد حفظت بدون كتابة، وذلك بسبب طولها، وانتهى من ذلك إلى أنها جمعت في زمن "باسيستراتوس" وتحت اشرافه بعدد من القطع القصيرة، وكذلك كان الحال بالنسبة إلى الأوديسا، وقد قبل هذا الرأي عدد كبير من العلماء.

لخص "سليمان البستاني" رأيه في سبب خلود هوميروس في عمليه الفنيين بقوله: «إنّ هوميروس إنما نقر على أوتار القلوب فأثارها، ونفخ في بوق الارواح فأطارها، ومزج الحقيقة بالخيال مزجا يخيّل إليك أنهما تآلفا فتحالفا، وسبر أعماق النفس في سذاجتها وتجري الفطرة في بساطتها وهاج للعواطف والشعائر، وتكلم بجلاء لا تشوبه مسحة التكلف، فأسهب موضوع الاسهاب، وأوجز موضع الإيجاز، اضف إلى ذلك بلاغة الشعر وتناسق النظم ودقة السبك ورقة المعنى والسهولة والانسجام». ثم وجد البستاني كم كانت قدرة هوميروس على تصوير عادات وتقاليد اليونان الحياتية والدينية. وإنّ الانتشار الواسع الذي لقيته أعمال هوميروس كان سببها قيمتها الفنية الكبرى، حيث أنّ الإلياذة قد تناقلتها لغات العالم باستثناء العرب الذين أغفلوا عنها لانغماسهم في الدين واغلاق فهم اليونانية عليهم وعجز النقلة عن نظم الشعر العربي. والإلياذة لم تترجم إلى اللغات الأوروبية إلاّ بعد أزمان طويلة، فقد حاربتها المسيحية في بداية انتشارها في أوروبا حربا لا هوادة فيها. أما عند اليونان فيفرض رجال الدولة وحكمائها أن تلقى مقاطع الإلياذة على الشعب لتهذب طباعهم وأخلاقهم، ويقال بأنّ الفرس والكلدان قد عرفوا الإلياذة حتى أنّ شعراءهم وكلماءهم قد تغنوا بها.

خاطب "جمال الدين الأفغاني" "سليمان البستاني" وهو يترجم الإلياذة قائلا: إنه ليسرنا اليوم أن تفعل ما كان يجب على العرب أن يفعلوا قبل ألف عام ونيف...ويا حبذا لو أنّ الأدباء الذين جمعهم المأمون بادروا بادئ ذي بدء إلى نقل الإلياذ، ولو ألجأهم ذلك إلى اهمال نقل الفلسفة اليونانية برمتها.

145.249.82.97 (نقاش) 07:15، 10 ديسمبر 2022 (ت ع م)ردّ