نقاش المستخدم:Abdallashommo/أرشيف 1

محتويات الصفحة غير مدعومة بلغات أخرى.
أضف موضوعًا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أحدث تعليق: قبل 7 سنوات من ديفيد في الموضوع تنبيه 1
أرشيف هذه الصفحة صفحة أرشيف. من فضلك لا تعدلها. لإضافة تعليقات جديدة عدل صفحة النقاش الأصيلة.
أرشيف 1


تنبيه 1

--شرف الدين () 20:51، 1 يونيو 2011 (ت ع م)

انتبه يا Abdallashommo!
صفحة النقاش هذه مخصصة لخدمة الموسوعة فقط. لذا، نرجو منك ألا تعتبرها مدونة تكتب فيها عن نفسك (انظر ويكيبيديا:صفحات المستخدمين)، أو تستخدمها للترويج لأمر معين أو لفكرة معينة أو تحذف أجزاء منها لغير غرض الأرشفة. شكرًا على تفهّمك.

--الرجل العنكبوت:ديفيد (نقاشمساهماتسجلاتصفحاتي الفرعية) 14:09، 9 يوليو 2016 (ت ع م)ردّ

الإبداع والإبتكار الموسيقي في الأغنية السياسية - بقلم الدكتور عبدالله شمو

--abdallashommo 14:15، 9 يوليو 2016 (ت ع م) ورقة بعنوان الإبداع والإبتكار الموسيقي في الأغنية السياسية

الكاتب: د.عبدالله شمو (عبدالله ابراهيم عبدالله محمد صالح ) كلية الموسيقى والدراما – الخرطوم السودان هاتف 249912640131+ - +249922605674 - 249121631488+ بريد الكتروني : abdallashommo@gmail.com

المقدمة

 للابداع والابتكار الموسيقى ظروف ومعطيات تتبلور وتتسبب في كل مظاهر أنواع المنتجات الفكرية الفنية والموسيقية على وجه أخص، داخل أي مجتمع كائن وموجود. ولما كانت الأغنية السياسية ليست بمعزل عن تقدير حاجة مجتمعاتها لها، وجدت وفق معايير اللغة التي جاءت عليها وأشكال المضمامين التفكيرية والنصية لمحتويات نصوصها الشعرية بمضامينها التي تفسر وتسجل لظروف وأزمنة وأمكنة إنتاجها. وبما أن أنواع الغناء الأخرى والتي لا تتصف بكونها سياسية لها أغراضها ووجهاتها وظروف توالدها، تظل قيمة الأغنية، أي أغنية كانت، تكمن بين معاني كلماتها التي تصنفها ما بين العاطفية والدرامية والسياحية والتعليمية والدينية والوطنية وغيرها من مسميات أوجدتها مواعين نصوصها وبين طيات تراكيبها اللغوية وما يفهم منها.

ولعلنا نتطرق ههنا لبعض من معارف أسانيد الخلق الموسيقي الفني للمنتج الغنائي السياسي بتقدير حالاته وبحسب الدلائل التي لازمت هذه القيمة الفنية، ونخص ههنا الأغنية السياسية السودانية العربية، ذلك أن الغناء السياسي في السودان جاء في لغات ولهجات وألسن متعددة بحكم النسج المجتمعي لقوميات السودان وتعددية الألسن كما هو متعارف عليه، وأن العربية السودانية هي القاسم المشترك الأعظم لمزاولة الحياة والوجود لهذه الأمة وهي لسان حال جميع قومياته.. وحسبنا أن دلفنا لتناول بعض موضوعات وعناوين أخرى من شأنها توسع وتعزز من المعرفة والقيمة العلمية لهذه الورقة، آملين التوفيق الرباني ورضا المطلع الكريم...

تعريف : يطلق مسمى (أغنية) على أي فعل فني وجد فيه (ايقاع ونغم وتصويت كلامي منغم وموقع بضبط الإيقاع) وأن الوصف التعليلي لنوع الأغنية وجنسها يكون وفق محتوى النص الشعري وما يتضمنه من مقاطع كلامية، إنتظمت وترتبت بمعايير الذوق الفني والأدبي الذي من شأنه أن يخرجها عن دائرة الكلام العام لخصوصية الإسم التعليلي والوصفي، كأن يقال أغنية حربية أو فروسية وبطولية وحماسية ومسائية وحزينة وفرحة وصباحية وغيرها.. والأغنية السياسية وبحسب ما جاء أعلاه، يجب أن يكون نصها الشعري مدللا على مسماها. ويمكن أن تكون هذه الأغنية ووفق نصها مناهضة أو مناصرة وموالية لنوع من النشاط المجتمعي الذي يتعلق بالجماعة في زمان ومكان محددين.ولعل مفهوم الأغنية بوصفها أغنية وطنية يدخل ضمن حدود مفاهيم الأغنية السياسية، وأن الفوارق في الدلالات والمعاني شبه منعدم وبالتالي أمكن إعتبار الأغنية الوطنية نوع من الغناء السياسي أو العكس..

  وقد تعددت التعريفات والمفاهيم حول دلالات الغناء ، أصله وأغراضه . وقد وصفه الأقدمون في تمام صنعته كقول الكندي يعقوب :(اللحن ترتيب أصوات من نغم أحدّ ونغم أثقل ترتيبا مكيفا ، واللحن التام الموسيقاري هو المثلث ، عند القدماء من شعر وتأليف وإيقاع ..) 

وقول الحسن بن علي الكاتب :( واللحن هو شيء آخر زائد في معنى الشعر وبهائه ، والأحسن فيه أن يكون مطابقا لما ركب عليه مقويا له. وقد تحسن كثيرا منها وتزيد من بهائه وتغطي عيوبه.) وقول أبا نصر الفارابي :( هو الألحان الكاملة وهي التابعة للأقاويل الموزونة..) ويعني الشعر . ووصف الفلاسفة المحدثون الغناء بأنه :(متكأ المشاعر والأحاسيس وملاذ الإنسان حين يضيق بما حوله ومن حوله ، ويبحث له عن مخرج من وطأة الجد ودوار السعي الدوؤب من أجل الرزق .)

والغناء إتحاد ضربين من ضروب الإبداع هما : الموسيقى والشعر. والموسيقى وبحسب رأي فلاسفة الجمال هي :( أسمى الفنون جميعها لإشتمالها على خاصية النفاذ إلى صميم ومشاعر ووجدانات متلقيها ، وخلق التأثير غير

المقيد بحدود الزمان والمكان .)

  ولايقل ضرب ثالث عن أهمية الضربين السابقين وهو الأداء الغنائي الذي يعمل على تعميق مادة الشعر واللحن باسلوب الأداء وبخواصه المعروفة ( التصويت ، التغني ، التطريب ، تصوير مضامين النص الشعري من حيث الليونة والقوة والخفض والعلو والزخرفة والتحلية ، وما يعرف بالأداء الإستعراضي الدرامي الموسيقي  بتمثيل النص في حركات وإيماءات وإشارات وإنحناءات وما إلى ذلك من عناصر الإشباع الغنائي الدرامي ) .

ويرى برجسون في الفنان - أي فنان أنه :(ذلك الإنسان الذي يرى فلا يملك سوى أن يفتح عيون الآخرين ، لكي يرون ما هم غافلون عنه .)

 وقد وجدت الكثير من الأغنيات السياسية في السودان منذ فجر التأريخ  ومنذ أن كان السودان شيع وجماعات وقبائل، وقبل نشأة دولة السودان الحديثة، وبعد أن أصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية .. وقد جاء عنها أي اللغة العربية السودانية، انها تضعف وتضمحل وتسود اللغات واللهجات المحلية كلما إبتعدنا عن المركز. لذلك من الممكن أن توجد أغنيات سياسية في أي نوع من أنواع اللغة العربية الأخرى بجانب أغنيات سياسية أخرى وفي لغات ولهجات محلية..

مقاصد الأغنية السياسية

 يعرف أن عمليات الخلق والإبداع الفني، هي عمليات تتم في مستويات متعددة من الوعي الإنساني، في مناطق الذهن الواعي وفي مناطق اللاوعي أيضا. وهي في الحقيقة دراسة لعمليات الإدراك والتصور والتفكير والتصرف عند الإنسان .  وأن الفنان ينجح عندما يحدث إنتاجه الفني التأثيرات التي توخاها عندما يترك آثارا إنفعالية وفكرية في نفوس المتلقين وأذهانهم ، عندما يخلق قيمة جمالية.   وبما أن الإدراك والتصور والتفكير والتصرف عند الإنسان هي أصول مراحل خلق الأغنية، فإنه يلزم وجود شراكات إبداعية  واعية لقيمتها، كأن يتولى أحدهم كتابة النص الشعري ويقوم آخر بالتلحين وآخر بالتوزيع الموسيقي وآخر أو آخرون بالغناء، وفي وجود شراكة موسيقية للعازفين والكورال والكورس كمصاحبين فيها. ولكل فرد من هولاء الشركاء دوره في أي من مراحل تطور ونمو الأغنية ولحين شيوعها وذيوع صوتها وانتشارها. حيث أن جميع الشركاء مدركون لحقائق هذه الشراكة كمقصد واع وهادف .

ويمكن للأغنية السياسية أن تكون مؤرخ ومدون ومسجل لحقبة زمنية وتعرف بمجتمع محدد في غياب التدوين التأريخي والتوثيقي والأدبي لها، وبالتالي حفظها لجزئية تأريخية هامة من مسيرة الأمة، بحفظها للأسماء السياسية والأماكن والأحداث السياسية ونوع التغني وغاياته. ومن أبرز مظاهر الأغنية السياسية في السودان تلكم التي جارت الأحداث والثورات والأنظمة السياسية من مثيلات أغنيات التمجيد والتهليل التي لازمت حقبة الرئيس السابق جعفر نميري (ايدناك بايعناك يا نميري ايدناك للجمهورية ميه الميه- وتسلم يا أب عاج أخوي يا دراج المحن – ويا مايو حبيب زي أمي وأبوي – ويا بلدي يا حبوب يا أب جلابية وتوب – وغيرها) ومثال آخر تلك الأغنيات التي لازمت استقلال السودان كنوع من الأغنيات المناهضة للاستعمار ( يا غريب يلا لبلدك وسوق معاك ولدك) وتلك المناصرة للشعب ومعلية لقيم التعبئة المعنوية ( جدودنا زمان وصونا علي الوطن – جنود الوطن لبوا النداء – لا لن أحيد – لا لن أكون - أنا سوداني – أرض الخير أفريقيا مكاني – سودان عزه – هبت الخرطوم في جنح الدجى– مارس حارس – أمة الامجاد ) .

أنواع الأغنية السياسية

 أمكن تصنيف الأغنية السياسية في السودان لعدة أنواع وفقما تبثه الأجهزة الإعلامية التلفزيونية والإذاعية ووسائط الميديا المختلفة في السودان.

أولا : أغنية سياسية قصيرة موجهة الغرض

يكون محتوى نصها الشعري قصيرا جدا ومغتضب وحاو لفكرة ترويجية  ذات ابعاد وصفية لمحتوى الفكرة والغرض وتشبه الأغنية الإعلانية القصيرة للمنتجات التجارية والتسويقية، ويمكن وصفها بالأغنية السياسية التسويقية. مثل (أغنيات الإنتخابات والتصويت والترشح – لصالح حزب أو قائمة وشخص وأغنيات التنوير السياسي القصيرة) ومن شروطها محاولة مبتكروها بذل كل فكرهم الموسيقي لإيصال المادة المسوقة في ذرى بنائيات التأليف الموسيقي من حيث البناء التلحيني والضرب الإيقاعي والتوزيع الموسيقي والقوالب والصيغ الموسيقية والأبنية الهارمونية والكونترابوينتية ومعالجات المناطق الصوتية ما بين الحدة والغلظة لخلق التباين الصوتي المطلوب، كأنواع الأصوات الآلية والبشرية المستخدمة وأنواع تراكماتها الرأسية الهارمونية، وصولا لرتب الجودة  بألوان صوتية تخلق نوع من الكونتراست الصوتي الأخاذ، بجانب أساليب الأداء التعبيرية والعزفية ، وجدة الأنماط الإيقاعية والمهارة الفنية. وهذي من سمات التأليف الموسيقي الجيد. ويمكن أن يشترك في أدائها مجموعة من المؤدين من جنس الذكور أو الإناث ولكل الأعمار أو باشتراكهما معا.

غالي الصوت كون بيه ضنين

حدد صوتك يمشي لمين 

ده المعيار الوضعو الدين.

 برز مصطلح جديد في مطلع تسعينات القرن الحالي في الحياة الفنية الموسيقية في السودان باسم (المشعل – وجمعها مشاعل) وتعني الأغنية القصيرة  ذات الرسالة الموضوعية المحددة وفي زمن قصير. ويقال ( أن مبتكر الإسم هو الدكتور أنس العاقب حامد إبان توليه منصب مستشار فني لمدير عام التلفزيون القومي آنذاك) ..وهي نوع من الغناء البرامجي – حسب المصطلح الموسيقي لأنواع الموسيقى ذات الموضوع المحدد أو البرنامج المعين((program music.وجرت العادة الأ يتعدى زمنها دقيقتان ونصف دقيقة.

ثانيا : أغنية سياسية متوسطة سردية وصفية

يكون محتوى نصها الشعري متوسط الطول حاو لأفكار توصيفية لمحتوى الفكرة والغرض وتشبه الأغنية القصصية لحالة حسية أو معنوية تجاه حدث وقضية أو أشخاص وأمكنة وحقب زمنية، وتمجد فكرتها في عدة مقاطع نصية ذات أشكال مختلفة تسمح باستخدام أكثر من ضرب ايقاعي وتنويع تلحيني واسلوب أداء. مثل (أغنية ثورة1924م - يا أم ضفايرقودي الرسن كأغنية تعبوية لناظمها عبيد عبد النور في مستهل حوادث 1924 ، والتي تقول  : يا أم ضفاير قودي الرســن وأهتفي فليحــــيا الوطن أصـــلو موتا فوق الرقاب كان رصاص أو كان بالحراب الــبدور عــند الله الثواب اليضحي وياخــــد العقاب

ومن شروطها المعالجات الموضوعية لبنائيات التأليف الموسيقي من حيث البناء التلحيني والضروب الإيقاعية والتوزيع الموسيقي والقوالب والصيغ الموسيقية والأبنية الهارمونية والكونترابوينتية ومعالجات المناطق الصوتية ما بين الحدة والغلظة، بأنواع الأصوات الآلية والبشرية المستخدمة، بجانب أساليب الأداء التعبيرية والعزفية والمهارة الفنية . ويمكن أن يؤديها مغن مفرد أو أن يشترك في أدائها مجموعة من المؤدين من جنس الذكور أو الإناث أو باشتراكهما معا ومن دون إعتبار للعمر والسن. ويلحظ عدم إستخداماتها كثير من عناصر التأليف الموسيقي الفنية العلمية كالكونترابوينت والهارموني وإتباعها أنواع الصيغ الأحادية في التنفيذ والأداء الجماعي، وكذلك أنواع القوالب الموسيقية التي لم تتجاوز مفاهيم القوالب وفق عدد الأفكار التلحينية.ويمكن أن يتراوح زمن الأغنية الواحدة منها عشرة دقائق وحتى إثنتي عشرة دقيقة.

ثالثا: أغنية سياسية طويلة

 يطلق إسم الأوبريت في السودان على أنواع الغناء الذي يتجاوز عدد الضروب الإيقاعية المستخدمة فيه أكثر من أربع إيقاعات مختلفة وتتفاوت أزمنتها ما بين إثنتي عشر دقائق ونصف الساعة . وفي مرات كثيرة ما يصحب مثل هذا النوع من الغناء أشكال إستعراضات حركية ودرامية تعمق من معاني المقاطع النصية، وفي وجود كادر فني من الدراميين ممن يتولون مهام الأداء الحركي والإستعراضي المسرحي. ويكون محتوى نصها الشعري طويلا تتعدد مقاطعه ويحوي أفكارا توصيفية لأحداث ومشاهد من الزمن الآن أو أزمنة سابقة . ويشبه هذا النوع من الغناء أشكال بناء الرواية القصصية في الأدب، ويمكن تسميتها بالأغنية الروائية ، وهي واصفة لحالات حسية ومعنوية لأحداث وقضايا أو أشخاص وأمكنة وحقب زمنية، وتمجد فكرتها في عدة مقاطع نصية ذات أشكال مختلفة تسمح باستخدام أكثر من ضرب ايقاعي  وتنويع تلحيني واسلوب أداء. مثل (أغنيات ثورة أكتوبر 1964م التي تمجدها – أكتوبر الأخضر – اكتوبر21 – الملحمة  ) ومن شروطها المعالجات الموضوعية لبنائيات التأليف الموسيقي من حيث البناء التلحيني والضروب الإيقاعية والتوزيع الموسيقي والقوالب والصيغ الموسيقية والأبنية الهارمونية والكونترابوينتية ومعالجات المناطق الصوتية ما بين الحدة والغلظة، بأنواع الأصوات الآلية والبشرية المستخدمة، بجانب أساليب الأداء التعبيرية والعزفية والمهارة الفنية. ويمكن أن يؤديها مغن مفرد أو أن يشترك في أدائها مجموعة من المؤدين من جنس الذكور أو الإناث أو باشتراكهما معا. وقد خلت معظم هذه الأغنيات لبعض عناصر التأليف العلمي والمدروس كخلوها من التوزيع الموسيقي والكونترابوينت والهارمونيات، وإعتمدت نمط توقيعات ورش العمل ويعتبر الأداء التلقيني أحد مرتكزاتها لأنها إعتمدت على حفظ ألحان مقاطعها بواسطة مؤديها وبدون إستخدام وسيط المدونة الموسيقية .

هوية الأغنية السياسية

   قدم جمعة جابر رأيه حول دلالات الهوية الموسيقية من خلال السلم لموسيقي بقوله (يعتبر السلم الموسيقي لأي عمل موسيقي غنائي كان أو موسيقي أحد أدوات بعث الهوية وإيضاحها. وقد جاء فيه (للسلالم الموسيقية آدابها ولغاتها  لتقدم أنفسها كثقافة مميزة).  كذلك ما قيل حول مظاهرالشخصية السودانية ( ومن ابرز مظاهر الشخصية السودانية الثقافية الاهتمام بالايقاع والسلم الخماسي لوجودها في محيط الاقليم الجغرافي للحزام السوداني ....)  
 وللحقيقة أن ليس بالسلالم فقط تتحدد الهوية ويمكن تجاوزها لأنماط التراكيب النغمية السداسية والسباعية التي توجد في بيئات السودان المختلفة، ويكمن المحدد الأساسي للهوية الموسيقية والغنائية في أنواع وأشكال التعبير العزفي والغنائي الذي تختص به أمة السودان في النكهات والمذاق وطرائق التحلية والتجميل الزخرفي وأسباب ابراز روح الطعم الحقيقي بعيدا عن التشبه بالآخرين.هذا بجانب هوية النص العربي السوداني الذي يختص به شعب السودان كمحدد أساسي لهوية المتحدث، ذلك إذا جاءت الأغنية في لغة العوام السودانية الدارجة.(دقولك ركب فوق مهرك الجماح) ومثال آخر:

الليلهْ العَقِيدْ1* في الحِلهْ مِتْمَسـكِنْ وفي قلبْ التُرابْ شُوفنُّو2* مُتْجكِنْ3* الرَّاي فاقــدُو لايـدركْ ولايمكنْ4* لاتتعجبنْ ضــيمْ الرُّجالْ بِمْـكِنْ 5* أكــَّان 6* فَرْيْتُو7* يارفـــاقتنْا8* ¬¬ أدوُّنــَا 9*الدَّرقْ هاَكُمْ رَحَاطْطْنْا10)

وتأكيدا لذلك ما جاء على لسان نادر الشريف حول الشاعر عوض الكريم القرشي (لاننسى الشعر السياسي الدي كتبه في فترة النضال السياسي قبل إستقلال السودان). الولاء وأثره في الأغنية السياسية

 عرف عن بعض مبدعي السودان انتماءاتهم السياسية والحزبية وحتى الطائفية والقبلية، والتي بدورها قد تقودهم لإنتاج أغنيات سياسية موجهة للعامة والخاصة، تكون أداة في غيرما صالحهم  وأكثر من كونها أداة جذب، ويظهر أثرها في جماهيرية المبدع المشارك فيها من حيث الكم والإقبال والمردود المادي والمعنوي، وإن إتفق الجميع حول أغنيتهم المجودة والمنمقة فنيا، خاصة في أنواع الأغنيات السياسية التي نبعت من موارد الترويج والدعاية الحزبية والطائفية وربما القبلية. ويمكن أن ينتفي هذا القول في حالات نادرة وبمسبباتها الخاصة،  كأثرها في اتخاذ قرارات من شأنها تحول مردودها لمصلحة المبدعين عن وجهة إنتمائهم وفي ذلك مفسدة لمتخذي القرار.

ختام

نختم هذه الورقة بتلخيص لما توصلت إليه على نحو  :

- أن المدلل الأساسي لتوصيف أي أغنية بالسياسية لا يكون إلا من خلال نصها الشعري المنادي وفي كثير بأوامر أومعرفات أو مطلوبات ذات أغراض سياسية تخدم قضية محددة. - أن الغناء السياسي يتقسم ومن حيث طرائق الإبداع والإبتكار لثلاث أنواع ( أغنية قصيرة تسويقية – أغنية متوسطة سردية وأغنية طويلة روائية ). - أن الأغنية السياسية سجل تأريخي . - أن الأغنية السياسية يمكن أن تكون مناهضة أو مناصرة وموالية لنوع من النشاط المجتمعي . - أن انواع الغناء السياسي لا يتعاطي مع مطلوبات التاليف الموسيقي العلمي في التوزيع الموسيقي والكونترابوينت والهارموني إلا فيما ندر. - أن الفوارق تكاد تكون معدومة بين الأغنية الوطنية والسياسية إلا في حالات أنواع الغناء الوصفي الذاتي الذي يصف حالة حسية لمبتكري نصوصها التي تجمل وتعلي من شان مكان وزمان وأناس بحس المواطنة وحقها على مبدعيها. - يمكن ان تتسمى الأغنية السياسية بالأغنية الوطنية. - أن السلم الموسيقي وحده غير كاف لتحديد هوية الأغنية من حيث إنتمائها وتجنيسها . - أن لإنتماء مبدعي الأغنية السياسية آثار ومردودات على إبداعاتهم وجماهيريتهم ومدخولاتهم المادية.

المراجع:

- اصدارات الإذاعة مارس 1975م(بدون مؤلف وعنوان). - الحسن بن أحمد بن علي الكاتب : كمال أدب الغناء عن نسخة وحيدة مؤرخة 625 هـ - تحقيق غطاس عبد الملك خشبة – مراجعة د. محمود أحمد الحفني – الهيئة المصرية العامة للكتاب 1975م. - جمعة جابر –كتاب تراثنا ومفهوم السلم الخماسي –على شرف مهرجان الثقافة الثاني 12-22 فبراير 1979م .. - جمال عبدالملك (بن خالدون) –مسائل في الإبداع والتصور 1972 ط1 الطابعون دار الطباعة – الناشرون دار التأليف والترجمة والنشر جامعة الخرطوم. - حسن نجيلة : ملامح من المجتمع السوداني – الناشر الدار السودانية للكتب الخرطوم السودان 1972م الطبعة الرابعة. - محمد ابراهيم أبو سليم – في الشخصية السودانية – دار جامعة الخرطوم للنشر – ط1 – 1979م ص ب 321. - محمد سيف الدين علي(دكتور) – دراسات في الموسيقى السودانية – عبدالله حامد عربي (حياته – فنه – نصوص شعرية- مدونات موسيقية) اصدارات اتحاد الفنانين السودانيين للغناء والموسيقى يوليو 2006م – شركة مطابع السودان للعملة المحدودة.. - مختار عثمان الصديق وآخرون – دراسات سودانية –مركز التعليم عن بعد – جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا - نادر أحمد الشريف الحبيب – الشاغل الأفكار – عثمان الشفيع – رقم الإيداع 218/2008 الناشر المؤلف. - زكريا ابراهيم : الفيلسوف والفن (بدون غلاف).