ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/390

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

تمساحُ نهر بيروت هو اسمٌ أُطلق في وسائل الإعلام اللُبنانيَّة وفي الوسط الشعبي اللُبناني عُمومًا والبيروتي خُصوصًا، على تمساح نيل شبه بالغ عُثر عليه في نهر بيروت خِلال أواسط سنة 2013م، عندما شاهده بعض الناس يتشمَّس على إحدى ضفاف النهر المذكور، ورآه آخرون يسبح في مياهه. وقد شكَّل هذا الأمر صدمة كبيرة لِأهالي محلَّة بُرج حمّود التي يعبر فيها النهر نظرًا لأنَّه كان سابقةً من نوعها. كما أثار الموضوع استغراب وسائل الإعلام والرأي العام لِعدَّة أسباب، أبرزها أنَّه لا وُجود للتماسيح في لُبنان (أقلّه في التاريخ المُدوَّن) ولأنَّ النهر شديد التلوُّث وشحيح المياه، بل إنه جاف على مقربة من مصبِّه، الأمر الذي يحول دون عيش أي كائنٍ بريٍّ فيه بشكلٍ طبيعيّ. غير أنَّ بعض سُكَّان المحلَّة أشاروا إلى أنهم شاهدوا التمساح كثيرًا قبل ذلك، وأنَّ بعض الأهالي كانوا يرمون له الطعام، بل إنَّ بعضهم أشار بِوُجود 4 تماسيح كحدٍ أدنى. احتلَّ التمساح مركزًا مُتقدمًا في الأخبار اللُبنانيَّة طيلة أسابيع، ثُمَّ اختفت آثاره لِفترة قبل أن يُعاود الظُهور مُجددًا. وفي نهاية المطاف تمكَّن أحد الصيَّادين من الإمساك بالتمساح وعُهد به إلى فريقٌ من المُتطوعين العاملين في حماية البيئة والحياة البريَّة الذين قاموا بترحيله إلى مُنتزه للحياة البريَّة في بريطانيا كي يعيش حياةً طبيعيَّة بعيدة عن التلوث ومع بني جنسه، وحيثُ يلقى العناية المُلائمة. أكَّد المُختصون أنَّ هذا التمساح رماه أحد الناس على الأرجح بعد أن ابتاعه وهو صغير، وبعد أن كبُر وازدادت شراسته قام برميه في النهر ليتخلَّص منه، مع الأخذ بِعين الاعتبار أنَّ هُناك بعض المتاجر والمحلَّات المُتخصصة ببيع الحيوانات كانت تعرض تماسيح صغيرة للبيع بطريقة غير شرعية. أشار طبيب بيطري في مُقابلةٍ مع جريدة الجُمهوريَّة أنَّ تماسيح النيل لم يُعثر لها حتَّى الآن على مُستحثاتٍ ضمن حُدود الأراضي التابعة لِلجُمهوريَّة اللُبنانيَّة، لكنَّها كانت تعيشُ في القدم في أنحاء أُخرى من الشَّام، وفي الأُردُن. وفي الحقيقة فإنَّ بعض أنهار الشَّام الجنوبيَّة، أي فلسطين والأُردُن، اشتهرت عبر التاريخ بوُجود تماسيحٍ فيها، ومن أبرزها نهر الزرقاء الذي اقترن اسمه بالتماسيح مُنذُ القدم، فعرفه الرومان بـ«نهر التمساح»، وأطلق عليه الصليبيون تسمية «نهر التماسيح»، والفُرس «سيل التمساح».

تابع القراءة