احتجاجات مولدوفا 2015–2016
ابتداءً من ربيع عام 2015، شهدت مولدوفا احتجاجات واسعة النطاق وسط تدهور الوضع الاقتصادي وفضائح الفساد. اكتسبت الاحتجاجات زخمًا أكبر في سبتمبر عندما تظاهر ما يصل إلى 10،000 شخص في أكبر احتجاج عرفته المدينة منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في أغسطس عام 1991.
تم تنظيم الاحتجاجات من قِبَل حركة المواطنين الشعبية، حزب منصة الكرامة والحقيقة (بالرومانية: Demnitate și Adevăr)، التي تأسست في فبراير عام 2015 ردًا على فضيحة احتيال بنك مولدوفا عام 2014. يقود حزب منصة الكرامة والحقيقة محامون وصحفيون وشخصيات أخرى معروفة في مولدوفا.[1]
الخلفية
[عدل]في مولدوفا، إحدى أفقر دول أوروبا،[2] يعيش ما يقرب من 17% من السكان تحت خط الفقر.[3] وعلاوةً على ذلك، يبلغ متوسط الأجر في مولدوفا 129 دولارا شهريًا، ويقال بأنه أدنى مستوى معيشي في أوروبا.[4]
في عام 2014، فُقِد مبلغ مليار دولار من ثلاثة من البنوك الرائدة في مولدوفا.[5] في غضون يومين، تم تحويل قروض بقيمة مليار دولار إلى شركات مسجلة في المملكة المتحدة وهونغ كونغ لا يُعرف مالكوها النهائيون.[6] يدير مصرف مولدوفا الوطني بقية بنوك المدينة، ولذلك فقد غطيت هذه الخسارة من احتياطيات الدولة. تحمي هذه الطريقة المودعين فقط لكنها أحدث فجوة في المالية العامة في مولدوفا تعادل ثُمن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. يزعم المتظاهرون أن هذا أضر بمستويات معيشتهم.[7]
سلطت القضية الضوء على مشكلة الفساد في مولدوفا، وعلى الرغم من أن الحكومة وعدت بإجراء تحقيق، دعا قادة الاحتجاج إلى حملة عصيان مدني وإضراب عام ورفض دفع فواتير المرافق من أجل فرض استقالة الحكومة. وبالمثل، واستجابةً للفضيحة التي بلغت قيمتها بليون دولار، أنشئت في فبراير عام 2015 الحركة الشعبية للمواطنين المعروفة باسم حزب منصة الكرامة والحقيقة. يقود هذا الحزب محامون وصحفيون وشخصيات معروفة أخرى في مولدوفا.[8]
يُنظر إلى التوحيد مع رومانيا على أنه حلّ للأزمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في مولدوفا، لكن مع الأخذ في عين الاعتبار أيضًا تصاعد التوترات في أوكرانيا المجاورة. أظهرت استطلاعات الرأي حتى مايو 2015 أن 10 إلى 20 في المئة من سكان مولدوفا يؤيدون فكرة التوحيد.[9]
التسمية
[عدل]يطلق على الاحتجاجات في الصحافة الدولية اسم ميدان مولدوفا (بسبب ظروف مماثلة مع أوروميدان الأوكرانية) وحركة مناهضة الأوليغارشية. في مولدوفا، قامت وسائل الإعلام بتصنيف الأحداث على أنها ثورة حمراء، بسبب مشاركة الأحزاب الشيوعية والاشتراكية في الاحتجاجات.[10][11]
ملف الاحتجاجات
[عدل]شكّل المتظاهرون معسكرين متميزين: المتعاطفون مع أوروبا وأولئك الذين يدعمون الأحزاب الموالية لروسيا. لكن في حين أن التطلعات والأيديولوجيات قد تفصلهما، فإن كلا الجانبين لهما أهداف مماثلة: استقالة الحكومة وإدانة الأوليغارشية الفاسدة والانتخابات المبكرة.[12]
بالنسبة لأولئك الموالين لروسيا، أثارت قضايا الفساد أزمة ثقة في المشروع الأوروبي. وقَّعت مولدوفا اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي في عام 2013، تلتزم بالإصلاحات الأساسية والانتعاش الاقتصادي والتعاون القطاعي والعدالة، لكن المشاعر المعادية لأوروبا كانت تتزايد على نحو موازٍ. وجد استطلاع للرأي في أبريل عام 2015 أن 32% من سكان مولدوفا يفضلون الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك كان أقل بنسبة 46% مقارنة باستطلاع عام 2007 التي بلغت نسبته 78%.[13]
الجدول الزمني
[عدل]نظم الاتحاد الوطني للمزارعين في مولدوفا، والرابطة الجمهورية يونيأغروبروتيكت، والاتحاد الوطني للمزارعين أغروإنفورم، ورابطة مولدوفا - فروت في 27 مارس و 15 أبريل إجراءات احتجاجية قام بها المزارعون في جميع أنحاء البلد. وبحسب المنظمين، حشدت الاحتجاجات أكثر من 5000 مزارع. أغلقوا الطرق الوطنية بالآلات الزراعية.[14]
عارض المزارعون زيادة ضريبة القيمة المضافة من 8% إلى 20% وطالبوا بالوصول السريع إلى خط ائتمان يقارب €100 مليون مقدم من بولندا بسعر فائدة مدعوم. يقول المزارعون إنه بسبب انخفاض قيمة صرف الليو المولدوفي الناتج عن التأميم الفعلي للبنوك في قلب الأزمة الاقتصادية، لا يمكنهم خدمة القروض المستحقة. عقدوا عدة اجتماعات مع رئيس الوزراء ووزيري الزراعة والمالية، لكنهم لم يكونوا راضين عن النتيجة. شملت مطالب المزارعين تجديد أموال الدعم في عام 2015 إلى 1.2 مليار ليو مولدوفي، إلى جانب البدء بعملية الإقراض في الزراعة وانخفاض سعر الفائدة عليها.[15][16]
مظاهرة 5 أبريل
[عدل]تجمَّع عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد في وسط مدينة تشيشيناو، بناءً على دعوة من حزب منصة الكرامة والحقيقة، في إجراء احتجاجي على انهيار النظام المالي والمصرفي، لكن أيضًا ضد الفساد القضائي. ردَّد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكومة بقيادة شيريل غابوريتشي وطالبوا بتوحيد رومانيا ومولدوفا. استقال غابوريشي في 22 يونيو بعد تحقيق في مزاعم الاحتيال في مؤهلاته التعليمية وحلّ محله فاليريو ستريليك بشكل دائم في 30 يوليو.[17][18]
مظاهرة 3 مايو
[عدل]في 3 مايو، احتج ما يصل إلى 50,000 شخص ضد حكومة مولدوفا، قائلين بأنها قد فشلت في تنفيذ إصلاحات لضم البلاد إلى الاتحاد الأوروبي. دعا المتظاهرون الحكومة إلى التحقيق في فضيحة فقد مبلغ مليار دولار (ما يقرب من 1/8 الناتج المحلي الإجمالي للبلاد) من بنك الادخار الوطني والبنوك الخاصة: يونيبانك وبانكا دي إيكونومي وبانكا سوسيالا، في نوفمبر عام 2014 قبل الانتخابات البرلمانية. كلّف البنك المركزي شركة كرول إينك للاستشارات المتعلقة بالمخاطر بإجراء تحقيق أولي في أنشطة البنوك الثلاثة المنكوبة.[19] بقيت النتائج التي توصلوا إليها سرية، لكن في 4 مايو نشر رئيس البرلمان أندريان كاندو ما قال إنه تقرير الشركة على موقعه على الإنترنت. أفاض التقرير: «يبدو أن هناك خطة متعمدة للسيطرة على كل من البنوك والتلاعب بعد ذلك بالمعاملات للوصول إلى الائتمان، مع الحفاظ على صورة معاكسة تمامًا». تم تعبئة أنشطة الاحتجاج من قِبَل برنامج المواطنين الذي تم إنشاؤه حديثًا بعنوان «الكرامة والحقيقة» - يُزعم أنه تم تمويله من قِبَل فيوريل وفيكتور توبا، وهما رجلي أعمال منفيين - تنتمي إليهما شخصيات بارزة في المجتمع المدني المولدوفي.[20]
المراجع
[عدل]- ^ Moldova anger grows over banking scandal, بي بي سي نيوز (14 September 2015) نسخة محفوظة 2022-08-02 على موقع واي باك مشين.
- ^ "Moldova: One of Europe's poorest lands". EUbusiness. 30 نوفمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2022-12-13.
- ^ "Human Development Report 2014" (PDF). UNDP. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-10-25.
- ^ Lansford، Thomas، المحرر (15 أبريل 2014). Political Handbook of the World 2014. CQ Press. ص. 945. ISBN:978-1-4833-3328-1. مؤرشف من الأصل في 2022-12-13.
- ^ The great Moldovan bank robbery, بي بي سي نيوز (18 June 2015) نسخة محفوظة 2022-05-19 على موقع واي باك مشين.
- ^ The billion-dollar ex-council flat, بي بي سي نيوز (7 October 2015) نسخة محفوظة 2022-12-05 على موقع واي باك مشين.
- ^ Thousands join Moldova anti-government protest, بي بي سي نيوز (13 September 2015) نسخة محفوظة 2016-01-30 على موقع واي باك مشين.
- ^ Mallinder، Lorraine (10 يونيو 2015). "Moldova stuck in limbo between its east and west". The Irish Times. مؤرشف من الأصل في 2022-12-13.
- ^ Thousands Rally In Moldova For Unification With Romania, إذاعة أوروبا الحرة (15 May 2015) نسخة محفوظة 2022-12-13 على موقع واي باك مشين.
- ^ "Anti-corruption protests in Chişinău: A Moldovan Maidan?". VoxEurop.eu. 5 مايو 2015. مؤرشف من الأصل في 2022-12-13.
- ^ Călugăreanu, Vitalie (7 Sep 2015). ""Maidan" pașnic la Chișinău: demonstrație de amploare împotriva guvernanților". Deutsche Welle (بالرومانية). Archived from the original on 2022-12-13.
- ^ "Moldova's Maidan: Echoes of Ukraine crisis amid anti-corruption protest movement". International Business Times. 8 أكتوبر 2015. مؤرشف من الأصل في 2022-10-06.
- ^ Enache, Iuliana (21 May 2015). "UE pare să piardă lupta cu Rusia pentru Republica Moldova". Mediafax (بالرومانية). Archived from the original on 2022-12-13.
- ^ "Fermierii amenință cu blocarea tuturor intrărilor în Chișinău". Agora (بالرومانية). 27 Apr 2015. Archived from the original on 2022-12-13.
- ^ Basiul, Valentina (27 Mar 2015). "Mii de fermieri au protestat în R. Moldova, cerând subvenții mai mari pentru agricultură". Radio Europa Liberă (بالرومانية). Archived from the original on 2022-12-13.
- ^ "Ministerul Agriculturii NU cedeaza: Chiar daca fermierii ameninta cu proteste, nimic NU mai poate fi schimbat: "Asa a decis Guvernul"". Stirile Pro TV (بالرومانية). 10 Apr 2015. Archived from the original on 2022-12-13.
- ^ "Mii de persoane au protestat la Chişinău, la şase ani de la violenţele din aprilie 2009". Digi24 (بالرومانية). 5 Apr 2015. Archived from the original on 2022-12-13.
- ^ "Proteste de amploare la Chişinău; Mii de oameni au scandat: "Hoţii de la guvernare, la puşcărie!"". Jurnal.md (بالرومانية). 5 Apr 2015. Archived from the original on 2016-03-04. Retrieved 2016-01-21.
- ^ Baker، Mark (23 أبريل 2015). "Moldova's Missing Millions: Massive Bank Scandal Roils Chisinau". Radio Free Europe/Radio Liberty. مؤرشف من الأصل في 2022-12-13.
- ^ Tanas، Alexander (5 مايو 2015). "Moldova seeks to solve riddle of missing $1 billion". Reuters. مؤرشف من الأصل في 2022-12-13.
