انتقل إلى المحتوى

التضامن بين السود والفلسطينيين

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

يشير مفهوم التضامن بين السود والفلسطينيين إلى تاريخ طويل من النضال السياسي المشترك بين الشعب الفلسطيني والشعوب سوداء البشرة بعدما وجد كلاهما أرضية مشتركة للكفاح في مواجهة التمييز العرقي والإثني وضد الإمبريالية والصهيونية. كان هذا التضامن أحد العناصر الأساسية التي قامت عليها حركات أمريكية مثل حركة الحرية السوداء وحزب الفهود السود وحركة «حياة السود مهمة»، والتي ظهرت عام 2014.

لمحة تاريخية[عدل]

في الولايات المتحدة الأمريكية[عدل]

تعود جذور التضامن بين جماعات السود في الولايات المتحدة الأمريكية والفلسطينيين إلى خمسينيات القرن العشرين فقد كان الناشط الحقوقي الأمريكي مالكوم إكس واحدًا من أوائل الشخصيات الأمريكية الأفريقية التي دعمت القضية الفلسطينية عندما صرح في مؤتمر صحفي أقيم عام 1958 أن الالأمريكيين السود سيتعاطفون تمامًا مع القضية العربية. كثيرا ما انتقدت جماعة أمة الإسلام إسرائيل، وفي عام 1964 قبل عدة أشهر من اغتياله، زار مالكولم إكس فلسطين وقطاع غزة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين والتقى بقادة منظمة التحرير الفلسطينية.[1][2]

في أربعينيّات القرن العشرين، عبر الدبلوماسي الأمريكي من أصل أفريقي ووسيط منظمة الأمم المتحدة رالف بانش عن قلقه بشأن إقامة دولة إسرائيل بسبب التهجير المتوقع للفلسطينيين.[3] كان للعديد من النشطاء الحقوقيين الأمريكيين الذين ينحدرون من أصول أفريقية موقف إيجابي من الحركة الصهيونية قبل حرب عام 1967، معتبرين أنها تمارس نوعا من الكفاح من أجل أقلية مضطهدة، ولكن بعدما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة في أعقاب حرب الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967، أصبح الكثير من النشطاء السود ينظرون لإسرائيل باعتبارها كيانا عنصريا يحمل في طياته مشروعا إمبرياليا. وبعد اغتيال مالكوم إكس في عام 1965، تأسس حزب الفهود السود في عام 1966، وأظهر دعمه للقضية الفلسطينية ولحركات المقاومة المسلحة التي ظهرت في أعقاب حرب عام 1967، وطور الحزب علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية، وأكد أن كلا من حزب الفهود وحركة التحرير الفلسطينية يخوضان نضالًا مشتركًا ضد العنصرية والصهيونية والإمبريالية حيث اعتبروا أن الأمريكيين من أصل أفريقي شعبًا مستعمر داخليًا، وأن كل من الأمريكيين السود والفلسطينيين وشعوب العالم الثالث شعوبا مضطهدة من الاستعمار والإمبريالية.[4][5]

ملف:Black Liberation and Palestine Solidarity.jpg
غلاف الطبعة الأولى من كتاب تحرير السود والتضامن مع فلسطين

وفي عام 1967، كتبت ناشطة الحقوق المدنية إثيل مينور عمودًا للجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية بعنوان «تقرير العالم الثالث: المشكلة الفلسطينية: اختبر معلوماتك». وصف العمود الاستعمار الإسرائيلي في فلسطين، وربط نضال الأمريكيين السود بالنضال الفلسطيني.[6] وفي عام 1970، نشرت مجموعة مكونة من 56 ناشطًا أمريكيًا من أصل أفريقي بيانًا في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان «نداء من الأمريكيين السود ضد دعم الولايات المتحدة الأمريكية للحكومة الصهيونية في إسرائيل»، وأعلن البيان أن الأميركيين السود يجب أن يتضامنوا بشكل كامل مع إخوانهم الفلسطينيين، الذين يناضلون مثلهم من أجل تقرير المصير ووضع حد للقمع العنصري.[7] وفي أثاء انتفاضة فيرغسون التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2014 احتجاجا على مقتل مايكل براون، أرسل الفلسطينيون نصائح للمتظاهرين الأمريكيين عبر موقع تويتر بشأن مقاومة الغاز المسيل للدموع والتكتيكات العسكرية الأخرى، كما برزت الأعلام الفلسطينية وسط الاحتجاجات واستعمل المحتجون هتافا داعما للقضية الفلسطينية يقول: «من فيرغسون إلى فلسطين، الاحتلال جريمة!».[8] وفي عام 2016، نشرت حركة حياة السود برنامجها السياسي الذي يصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري ترتكب جرائم إبادة جماعية. واجه نشطاء الحركة اتهامات بمعاداة السامية في أعقاب ذلك، وتعرضوا لرد فعل عنيف من الممولين، وألغيت جميع الفعاليات الخاصة بهم.[9]

نشر الكاتبان الأمريكيان ماثيو كويست وليني برينر في عام 2013 كتابا بعنوان «تحرير السود والتضامن مع فلسطين»، وتضمن الكتاب مجموعة مقالات تناقش مواقف حركات التحرر الأمريكية الأفريقية من القضية الفلسطينية ومن دولة إسرائيل والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.[10][11] كان ردود أفعال الأمريكيين السود متباينة خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أعقاب طوفان الأقصى عام 2023، فبينما أبدت حركة حياة السود مهمة في شيكاغو دعمًا قويًا للفلسطينيين،[12] أعلنت جمعية ناشري الصحف الوطنية تضامنها بشدة مع إسرائيل.[13]

في جنوب أفريقيا[عدل]

كانت القضية الفلسطينية حاضرة في أذهان النشطاء والحقوقيين في جنوب أفريقيا أيضًا، ففي فبراير (شباط) عام 1990، وبعد وقت قصير من إطلاق سراحه وخروجه من السجن، أعرب نيلسون مانديلا عن دعمه لقضية فلسطين في عدة مناسبات، واحتضن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في لوساكا عاصمة زامبيا. في عام 1997، قال مانديلا:

نحن نعلم أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين.

وفي عام 2023، أكد المؤتمر الوطني الأفريقي دعمه لفلسطين في أعقاب الحرب على غزة ودعا إلى وقف إطلاق النار، وأشار الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا إلى إسرائيل على أنها دولة فصل عنصري، ودعا إلى حل الدولتين، وقال:[14]

لقد عانينا في ظل الفصل العنصري، لذا نحن نبدي اعمنا لفلسطين.

في المملكة المتحدة[عدل]

وفي المملكة المتحدة أعلنت منظمة حياة السود مهمة عن دعمها الواضح للفلسطينيين ووقوفها بجانبهم لتكوين جبهة موحدة في مواجهة الاستعمار.[15]

مراجع[عدل]

  1. ^ "The Complicated History Behind BLM's Solidarity With The Pro-Palestinian Movement". الإذاعة الوطنية العامة. مؤرشف من الأصل في 2021-07-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.
  2. ^ "التضامن الفلسطيني ونضال السود بأميركا.. تاريخ طويل مشترك". www.ajnet.me. 25 أكتوبر 2021. مؤرشف من الأصل في 2024-05-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-22.
  3. ^ "The long, complicated history of Black solidarity with Palestinians and Jews". Vox. 17 أكتوبر 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-23.
  4. ^ "'We Know Occupation': The Long History of Black Americans' Solidarity with Palestinians". بوليتيكو. مؤرشف من الأصل في 2021-05-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.
  5. ^ "The Black Panther Party on Palestine". جامعة هامبتون  [لغات أخرى]‏. مؤرشف من الأصل في 2022-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  6. ^ "A visual history of Black-Palestinian solidarity". ميدل إيست آي. مؤرشف من الأصل في 2024-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.
  7. ^ "The Roots of Black-Palestinian Solidarity". Yes!. مؤرشف من الأصل في 2024-05-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.
  8. ^ Bailey، Kristian Davis (2015). "Black-Palestinian Solidarity in the Ferguson-Gaza Era". American Quarterly. ج. 67 ع. 4: 1017–1026. DOI:10.1353/aq.2015.0060. ISSN:0003-0678. JSTOR:43822935. مؤرشف من الأصل في 2024-01-16.
  9. ^ evans, nia t. "Black Activists Began Traveling to Palestine in the 1960s. They Never Stopped". Mother Jones (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2024-01-16. Retrieved 2024-01-16.
  10. ^ "Black Liberation and Palestine Solidarity". AK Press. 22 أكتوبر 2013. مؤرشف من الأصل في 2024-04-25. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-11.
  11. ^ "Lenni Brenner: An Interview on Palestine Solidarity, Black Liberation and Anti-Zionism". Truth-out.org. مؤرشف من الأصل في 2024-02-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-11.
  12. ^ Cineas, Fabiola (17 Oct 2023). "The long, complicated history of Black solidarity with Palestinians and Jews". Vox (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-10-22. Retrieved 2023-11-30.
  13. ^ Correspondent, Stacy M. Brown, NNPA Newswire Senior National (9 Oct 2023). "Black America Divided Over Hamas' Attack on Israel, Raises Questions on Solidarity". The Atlanta Voice (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-12-09. Retrieved 2023-11-30.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  14. ^ "'We suffered under apartheid, we show solidarity with Palestine' - Cyril Ramaphosa, ANC". News24. مؤرشف من الأصل في 2023-10-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.
  15. ^ "Black Lives Matter UK stands with Palestine against 'colonialism' as Israel's illegal annexation looms". العربي الجديد. 29 يونيو 2020. مؤرشف من الأصل في 2024-05-23. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-29.