انتقل إلى المحتوى

التهرب من الخدمة العسكرية في حرب فيتنام

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
التهرب من الخدمة العسكرية في حرب فيتنام

كان التهرب من الخدمة العسكرية ممارسة شائعة في الولايات المتحدة وأستراليا.[1] وكان تجنب الالتحاق بالخدمة العسكرية يحدث عن نحو كبير حتى قبل أن تنخرط الولايات المتحدة بقوة في حرب فيتنام. كانت جماعة طفرة المواليد الضخمة قد سهلت حدوث زيادة حادة في عدد الإعفاءات والتأجيلات، ولا سيما لطلاب وخريجي الجامعات. وبحسب باحث دراسات السلام والصراع ديفيد كورترايت، فإن ما يزيد عن نصف الـ27 مليون رجل المؤهلين للخدمة العسكرية كانوا قد مُنحوا تأجيلات أو إعفاءات أو كانوا قد استُبعدوا أثناء حرب فيتنام.[2]

التهرب من الخدمة العسكرية في أستراليا والولايات المتحدة[عدل]

الأهمية[عدل]

كان عدد مقاومي التجنيد في الولايات المتحدة كبيرًا. وبحسب كورترايت، «من بين الملايين ممن ]رفضوا[ تميز الآلاف ممن قاوموا نظام التجنيد الإجباري وعارضوا الحرب بصورة فاعلة».[3] في عام 1970 أفاد رئيس فريق العمليات الخاص بالرئيس ريتشارد نيكسون بشأن الجيش المؤلف بأكمله من قوات متطوعة أن عدد المقاومين «كان في تزايد ينذر بالخطر» وأن الحكومة كانت «شبه عاجزة عن القبض عليهم ومحاكمتهم».[4] من المعروف الآن أن نحو 570 ألف شاب كانوا قد صُنفوا خلال حقبة فيتنام كمرتكبي جنايات تتعلق بالتجنيد، ووُجهت رسميًا تهم بانتهاكات تتعلق بالتجنيد ضد نحو 210 ألف شاب،[5][1] وبالرغم من ذلك لك يُدن سوى 8,750 منهم ولم يسجن سوى 3,250. أحرق بعض المؤهلين للتجنيد بطاقات التجنيد علانية، إلا أن وزارة العدل لم توجه اتهامات سوى ضد 50 مؤهلٍ فحسب، أدين من بينهم 40. [6]

في عام 1964، أقرت أستراليا قانون تجنيد لإرسال جنودها إلى فيتنام. منذ عام 1966 حتى عام 1968 تنامت في أستراليا قوة من رافضي الخدمة العسكرية وبحلول عام 1967 نالت شعبية علنية مع تنامي حركة الاحتجاج. نُظمت حملات إعلامية من قبل منظمات مثل منظمة طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي ومنظمة أنقذوا أبناءنا بهدف نشر معلومات حول كيفية التهرب من الخدمة العسكرية.[1]

الاستمالة للتهرب[عدل]

مع تزايد قوة الجيش الأمريكي في فيتنام، سعى بعض الشبان إلى التهرب من الخدمة العسكرية من خلال التجنيد الاستباقي في القوات العسكرية التي كان من غير المرجح أن تخوض قتالًا في فيتنام. على سبيل المثال، يقول باحثا التجنيد الإجباري لورانس باسكير وويليام ستراوس أن حرس السواحل الأمريكي كان يوفي بذلك الغرض،[7] ولو أنهما أشارا إلى أن حرس السواحل كان ملزمًا بالحفاظ على جهوزيته للقتال في فيتنام،[8] وأن بعض أفراد حرس السواحل أدوا خدمتهم هناك وقُتلوا.[7] وبالمثل، كان البعض ينظر إلى الحرس الوطني في حقبة فيتنام كوسيلة لتجنب القتال في فيتنام، على الرغم من أنه لم تكن هناك أي ضمانة لذلك: إذ أُرسل نحو 15000 من مقاتلي الحرس الوطني إلى فيتنام قبل أن تبدأ بوادر نهاية الحرب.[9]

استشارات التهرب[عدل]

سعى شبان آخرون إلى التهرب من التجنيد عن طريق تجنب أي التزام عسكري أو مقاومته. ونالوا دعمًا في هذا الشأن من قبل بعض شخصيات ثقافة الستينيات المضادة. في عام 1965 تحايلت أغنية المغني فيل أوتشس «درافت دودجر راغ» على القوانين التي تحظر استشارات التهرب عبر هجاء يطرح قائمة إرشادية لتأجيلات متاحة: تمزق الطحال وضعف النظر وقدم مسطحة والربو وغيرها.[10]

سخر المغني الشعبي أرلو غوثري من مفارقة السعي وراء تأجيل بتصرفات مجنونة في أغنيته «أليسز ريسترانت»: «قلت، 'أريد أن أقتل! أقتل! أريد أكل جثث محروقة' وقال الرقيب، 'أنت ابننا'!».[11] شارك تولي كوبغربرغ، عضو فرقة ذا فوغز، في تأليف كتاب 1001 طريقة للتغلب على التجنيد. أيد الكتاب وسائل مثل الوصول إلى مجلس إدارة التجنيد بحفاضات الأطفال.[12] نصٌ آخر ذو صلة بالرجال في سن التجنيد كان رواية جولز فايفر الكرتونية من خمسينيات القرن الماضي مونرو، التي أُنتجت كفيلم قصير في وقت لاحق، والتي يُجند فيها عن طريق الخطأ طفل يبلغ من العمر أربع سنوات.[13]

كانت مجموعات استشارة التجنيد مصدرًا آخر لدعم المتهربين المحتملين من التجنيد. كانت العديد من هذه الجماعات نشطة خلال الحرب. كان بعضها مرتبطًا بجماعات وطنية، مثل لجنة أمريكا لخدمات الأصدقاء وطلاب من أجل مجتمع ديمقراطي، وكان بعضها الآخر تجمعات أكاديمية مؤقتة أو جماعات أهلية.[14] عمل العديد من الأفراد المدربين تدريبًا خاصًا كمستشارين لمثل هذه المجموعات.[15]

مقاومة عامة[عدل]

إلى جانب مجموعات استشارة التجنيد، ظهرت حركة كبيرة مقاومة للتجنيد.[16] لعبت فيها دورًا بارزًا منظمة طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي،[17] وأيضًا رابطة مقاومي الحرب[18] و«الاتحاد الوطني للسود المناهضين للحرب والتجنيد» التابع للجنة التنسيق الطلابية اللاعنفية،[19] وجماعات أخرى.[18] يقول كثيرون إن حركة مقاومة التجنيد كانت تحت قيادة منظمة تدعى المقاومة.[20] كانت قد أُسست من قبل ديفيد هاريس وآخرين في منطقة خليج سان فرانسيسكو في مارس من عام 1967، وسرعان ما انتشرت على الصعيد الوطني.[18] كانت شارة المنظمة الحرف اليوناني أوميغا، Ω ، رمز الأوم- وحدة المقاومة الكهربائية. أحرق أعضاء منظمة المقاومة بطاقات التجنيد الخاصة بهم علانية أو رفضوا أن يسجَّلوا في التجنيد. أودع أعضاء آخرون بطاقاتهم في صناديق في تواريخ محددة ثم أرسلوها بالبريد إلى الحكومة. كانوا قد جُندوا آنذاك، فرفضوا ذلك وخاضوا قضاياهم في المحاكم الفيدرالية. كان مقاومو التجنيد هؤلاء يأملون أن عصيانهم المدني العام سيساعد في إنهاء الحرب والتجنيد. ذهب العديد من الشباب إلى سجن فيدرالي بصفتهم جزءًا من هذه الحركة.[20] وبحسب كورترايت، كانت حركة مقاومة التجنيد في طليعة حركة مناهضة الحرب في عامي 1967 و1968.[2]

بعد الحرب، كتب بعض المتهربين من التجنيد ممن بقيوا في الولايات المتحدة مذكراتهم. كان من بين هؤلاء مذكرات ديفيد هاريس الأحلام تموت ببطء (1982)[21] ومذكرات ديفيد ميلر لم أكن أعلم أن الله جعل هونكي تونك شيوعيين (2001)[22] ومذكرات جيري إلمر مجرم من اجل السلام (2005)[23] ومذكرات بروس دانسيز مقاوم (2014).[24][25] كان هاريس أحد منظمي مناهضة التجنيد الذين سجنوا بسبب قناعاتهم (وتزوج لمدة قصيرة المغنية الشعبية جوان بيز)[21] وكان ميلر أول من حرق بطاقة تجنيده علانية من بين رافضي حرب فيتنام (وقد أصبح في وقت لاحق شريكًا للمعلمة الروحية ستارهوك)،[22] ورفض إلمر أن يسجَّل في التجنيد وأتلف ملفات مجلس التجنيد في عدة مواقع،[23] وقاد فرانسيز الفرع الأضخم من منظمة طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي (فرع جامعة كورنل) قبل أن يُسجن لتمزيقه علانية بطاقة تجنيده وإعادته إياها إلى مجلس تجنيده.[25] يعبّر هاريس على وجه التحديد عن إعادة نظر في مواقفه حول بعض جوانب الحركة التي كان جزءًا منها.[21]

الهجرة الأمريكية إلى كندا وأماكن أخرى[عدل]

الشعبية[عدل]

تؤكد المؤرخة الكندية جيسيكا كوايرز أن عدد المتهربين من التجنيد الأمريكيين القادمين إلى كندا كان «مجرد جزء بسيط» من أولئك الذين قاوموا حرب فيتنام،[26] وبحسب كتاب أصدره عام 1978 أعضاء سابقون في مجلس الرحمة الخاص بالرئيس جيرالد فورد، وُجهت تهم جنايات تتعلق بالتجنيد إلى 210 ألف أمريكي وغادر البلاد 30 ألفًا.[5] في الآونة الأخيرة، قدّر الباحث في دراسات السلام ديفيد كورترايت أن ما بين 60 ألف و100 ألف كانوا قد غادروا الولايات المتحدة، بصورة رئيسية نحو كندا أو السويد.[2]

مراجع[عدل]

  1. ^ ا ب ج "Early draft resistance in the Vietnam War, 1966-69". livingpeacemuseum.org. مؤرشف من الأصل في 2021-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-17.
  2. ^ ا ب ج Cortright, David (2008). Peace: A History of Movements and Ideas. Cambridge, UK: Cambridge University Press, pp. 164–165. (ردمك 978-0-521-67000-5).
  3. ^ Cortright (2005), cited above, p. 164.
  4. ^ Cortright (2005), cited above, p. 165 (quoting task force chair Martin Anderson).
  5. ^ ا ب Baskir and Strauss (1978), cited above, p. 169.
  6. ^ Baskir and Strauss (1987), cited above.
  7. ^ ا ب Baskir and Strauss, cited above, p. 54.
  8. ^ Baskir and Strauss, cited above, p. 14.
  9. ^ Baskir and Strauss, cited above, p. 51
  10. ^ Ochs, Phil (1965). "Draft Dodger Rag". Lyrics. Genius website. Retrieved 12 October 2018. نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Guthrie, Arlo (1967). "Alice's Restaurant Massacre". Lyrics. Genius website. Retrieved 17 January 2018. نسخة محفوظة 2020-11-29 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Kupferberg, Tuli; Bashlow, Robert (1968). 1001 Ways to Beat the Draft. New York: Oliver Layton Press. Originally New York: Grove Press, 1967. The book focuses on the United States in the 1960s. Neither edition has an ISBN number.
  13. ^ Feiffer, Jules (1989). The Collected Works, Volume II: Munro. Seattle: Fantagraphics Books. (ردمك 978-1-56097-001-9).
  14. ^ Satin, Mark (2017, orig. 1968). Manual for Draft-Age Immigrants to Canada. Toronto: House of Anansi Press "A List" reprint ed., Chap. 24 (listing the names ad addresses of 100 U.S. anti-draft groups from 38 states as of January 1968). (ردمك 978-1-4870-0289-3).
  15. ^ Tatum, Arlo, ed. (October 1968, orig. 1952). Handbook for Conscientious Objectors. Philadelphia: Central Committee for Conscientious Objectors, 10th ed., p. 6. Booklet of 100 pages, no ISBN.
  16. ^ Foley (2003), cited above, Introduction and Chaps. 1–6.
  17. ^ Sale, Kirkpatrick (1973). SDS. New York: Vintage Books / Random House, "Resistance 1965-1968" section, pp. 311–316. (ردمك 978-0-394-71965-8).
  18. ^ ا ب ج Ashbolt, Anthony (2013). A Cultural History of the Radical Sixties in the San Francisco Bay Area. New York: Routledge, pp. 127–128. (ردمك 978-1-84893-232-6).
  19. ^ Carson, Clayborne (1981). In Struggle: SNCC and the Black Awakening of the 1960s. Cambridge, MA: Harvard University Press, p. 271. (ردمك 978-0-674-44726-4).
  20. ^ ا ب Ferber, Michael; Lynd, Staughton (1971). The Resistance. Boston: Beacon Press. (ردمك 978-0-8070-0542-2).
  21. ^ ا ب ج Klein, Joe (13 June 1982). "A Protégé's Story". The New York Times Book Review, p. 3. Retrieved 2 February 2018. نسخة محفوظة 26 يناير 2021 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ ا ب Friedman, Sari (1 February 2002). "Stranger than Fiction". Berkeley Daily Planet, p. 1. Retrieved 2 February 2018. نسخة محفوظة 2020-10-30 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ ا ب Kehler, Randy (September 2005). "Felon for Peace: The Memoir of a Vietnam-Era Draft Resister". Fellowship, vol. 71, no. 9–10, p. 27. A publication of the Fellowship of Reconciliation.
  24. ^ Joseph, Paul (April 2015). "Resister: A Story of Peace and Prison During the Vietnam War". Peace & Change, vol. 40, issue no. 2, pp. 272–276. A joint publication of the Peace History Society and the Peace and Justice Studies Association.
  25. ^ ا ب Polner, Murray (18 May 2014). "Review of Bruce Dancis's 'Resister'". History News Network, an electronic platform at George Washington University. Retrieved 2 February 2018. نسخة محفوظة 2020-10-04 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ Squires, Jessica (2013). Building Sanctuary: The Movement to Support Vietnam War Resisters in Canada, 1965–73. Vancouver: University of British Columbia Press, p. 174. (ردمك 978-0-7748-2524-5).