انتقل إلى المحتوى

الجدار الحديدي

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الجدار الحديدي
معلومات عامة
المؤلف
اللغة
النوع الأدبي

الجدار الحديدي هو مقال نُشر في الصحافة الروسية في عام 1923، وكتبه زيف جابوتنسكي، وهو صحفي يهودي ولد في روسيا باسم فلاديمير يفغينييفيتش زابوتنسكي وكان أحد قيادات الحركة الصهيونية،[1] وقد كتب المقال بعدما أن منع وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل الاستيطان الصهيوني على الضفة الشرقية لنهر الأردن، وقام بعد كتابته بتأسيس الحزب التصحيحي الصهيوني.[2]

توقع جابوتنسكي في مقاله إن العرب الفلسطينيين لن يوافقوا على وجود أغلبية يهودية في فلسطين، ورأى أن الاستعمار الصهيوني لفلسطين يجب إما أن يتوقف، أو أن يستمر بغض النظر عن السكان الأصليين لفلسطين، وهو ما يعني أن الاستيطان الصهيوني لا يمكن أن يستمر ويتطور إلا تحت حماية قوة مستقلة عن السكان الأصليين أو خلف جدار حديدي لا يمكن للسكان الأصليين اختراقه،[1] وقال إن الحل الوحيد لإقامة الدولة اليهودية في أرض إسرائيل هو أن يقوم اليهود أولاً بإقامة دولة يهودية قوية، وهو ما من شأنه أن يدفع العرب في نهاية المطاف إلى التخلي عن "قادتهم المتطرفين"، الذين شعارهم "أبدا!"، وتمرير القيادة إلى من وصفهم "بالجماعات المعتدلة"، التي ستتقدم إلى اليهود باقتراح يقضي بالاتفاق على تنازلات متبادلة.[3]

بعد أسبوع واحد من نشر المقال، نشر زيف جابوتنسكي كتابا بعنوان "أخلاق الجدار الحديدي" أكد فيه أن الأخلاق تأتي قبل كل شيء آخر، وأن الصهيونية بحسب ادعائه "أخلاقية وعادلة" لأنها تلتزم بالذات الوطنية باعتبارها مبدأًا مقدسًا يمكن أن يتمتع به العرب أيضًا.[4]

التأثير[عدل]

انتقد الصهاينة المعتدلون مقال جابوتنسكي لتصميمه على ضروره استخدام القوة العسكرية،[5] كما واجه زيف جابوتنسكي معارضة من حزب العمل الصهيوني المتأثر بالماركسية، والذي كان يقوده ديفيد بن غوريون. سعى حزب العمل إلى الوصول إلى الدولة بدون وسائل عسكرية، ولكنهم أيدوا في نهاية المطاف، استخدام القوة العسكرية للحفاظ على الدولة اليهودية. وعلى الرغم من أن تصميمه على استخدام القوة العسكرية لتعزيز الأهداف الصهيونية كان موضع استياء كل من الصهاينة المعتدلين والصهاينة في حزب العمل، إلا أن زيف جابوتنسكي لم يتخلى عن آرائه، ويرى البعض أن مقالته شكلت أسس فهم الصهيونية التحريفية، ولم تؤثر أفكارها على الصهاينة التحريفيين فحسب، بل على الحركة الصهيونية ككل.[6]

في عام 2000 نشر المؤرخ اليهودي أفي شلايم كتابا بعنوان «الجدار الحديدي: إسرائيل والعالم العربي» قدم فيه لمحة موجزة عن خلفية وتاريخ زئيف جابوتنسكي. شرح آفي شلايم في كتابه أيضا مُثُل جابوتنسكي التحريفية الصهيونية. وفي تحليله لأعمال جابوتنسكي، أشار شلايم إلى ادعاء جابوتنسكي بأن الجهود الرامية إلى إقامة دولة يهودية سوف تتطلب مساعدة القوى الغربية الأوروبية. ويجد آفي شلايم في تحليله لمقال الجدار الحديدي أن أتباع جابوتنسكي اعتبروا الأفكار الواردة في المقال أساسًا للصهيونية التحريفية، ولكنه خلص أيضًا إلى أن المعنى الكامن وراء الأفكار التي ابتكرها جابوتنسكي لم يكن مفهومًا تمامًا، حتى من جانب أتباعه. شدد آفي شلايم كذلك على أن جابوتنسكي رأى أن فكرة الجدار الحديدي ليست الحل النهائي لإقامة دولة يهودية، بل مجرد وسيلة لإنهاء العداء العربي تجاه الحركة الصهيونية، وسيكون العرب الفلسطينيون، بحسب مزاعم جابوتنسكي، مطلعين على الحقوق الوطنية في الدولة اليهودية المشكلة حديثًا، ولم يغفل آفي شلايم الإشارة إلى أن طبيعة هذه الحقوق غامضة، على الرغم من اقتراح الحكم الذاتي السياسي للفلسطينيين العرب. ويؤكد شلايم في مقالته اعتراف جابوتنسكي بالهوية الوطنية العربية الفلسطينية، كما يؤكد اعتقاد جابوتنسكي بأن التدخل العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق الدولة اليهودية.

رأى آفي شلايم في كتابه أيضًا أن ما حدث على أرض الواقع هو ما أسس له جابوتنسكي في مقاله حول الجدار الحديدي بالضبط، غير أن القادة الإسرائيليين وقعوا في غرام مرحلة فرض الدولة اليهودية بالقوة وأضاعوا الكثير من الفرص التي رفضوا فيها التوصل لحلول واتفاقيات تحقق السلام حتى عندما كانت قيادات الفلسطينيين على الجانب الآخر مستعدة لذلك.

المراجع[عدل]

  1. ^ ا ب Jabotinsky، Ze'ev (4 نوفمبر 1923). "The Iron Wall" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-11-04.
  2. ^ Zionist Freedom Alliance - Ze’ev (Vladimir) Jabotinsky نسخة محفوظة 2007-09-28 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ "الجدار الحديدي: إسرائيل والعالم العربي". www.ajnet.me. 3 أكتوبر 2004. مؤرشف من الأصل في 2024-05-25. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-25.
  4. ^ Jabotinsky، Ze'ev (11 نوفمبر 1923). "The Ethics of the Iron Wall" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2013-11-15.
  5. ^ Taylor، Alan R. (1 أكتوبر 1972). "THE ZIONIST ENIGMA: TWO ISRAELI INTERPRETATIONS: Simon N. Herman. Israelis and Jews, the Continuity of an Identity./Aharon Cohen. Israel and the Arab World". Journal of Palestine Studies. ج. 2 ع. 1: 138–141. DOI:10.2307/2535979. ISSN:0377-919X. مؤرشف من الأصل في 2024-05-25.
  6. ^ Shlaim، Avi (2015). The Iron Wall : Israel and the Arab World. London: Penguin. ISBN:978-0-14-197678-5. OCLC:1004569566. مؤرشف من الأصل في 2024-05-25.