المحمدية مقّر بلديةودائرة تقع بالغرب الجزائري في ولاية معسكر، تعداد سكانها يتجاوز مائة ألف نسمة بضواحيها، تقع في سهل الهبرة الخصب المشهور بزراعة الحمضيات خاصة البرتقال. وهي ملتقى تجاري في المنطقة.
سميت البلدة بتسميات مختلفة منذ الوجود الروماني والفرنسي ثم بعد استقلال الجزائر:[3]
كاسترا نوفا (باللاتينية: Castra-Nova) وتعني الحصن الجديد وكانت محمية رومانية اندثرت إثر غزوات الوندال في القرن الأول بعد الميلاد.[4]
بعد دخول الفرنسيين في المنطقة سميت بيريقو (بالفرنسية: Perrégaux) نسبة إلى ألكسندر شارل بيريقو لقّبها المعمرون باريس الصغيرة وعرٌبها السكان المحليون بباريڨو.
المدينة يسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط معتدل قليلا ما ينخفض الترمومتر تحت الصفر شتاء ونادرا ما يفوق ال 41 صيفا
يبلغ المعدل المتوسط للتساقطات المطرية على مستوى بلدية المحمدية ما بين 300 و 380 مم/السنة.
تقع المحمدية في سهل الهبرة تمتد شرقا على ضفاف وادي الهبرة الذي ينبع من جبال بني شقران ويصب في دلتا المقطع الشهير بمعركة المقطع التي خاضها الأمير عبد القادر ضد الفرنسيين
الحـدود الإداريـة:
الموقع بالنسبة لمقر الولاية: تقع بلدية المحمدية على بعد 42 كلم عن مقر الولاية.
قبل وأثناء الحكم العثماني سكن المنطقة السهلية قبائل عديدة من أهمها البرجية وقبيلة سجرارة اختصت في تربية المواشي وزراعة القمح والأعلاف.
نظرا لكون موقع المدينة وما حوله كان عبارة عن مستنقعات تمتلئ بالمياه شتاء وبالأحراج صيفا سهل الهبرة تتخلله أدغال كثيفة وسبخات لا تجف حتى في أيام الصيف.
موقع المدينة كان عبارة مكان لمبيت القوافل التجارية المتجهة
جمع الفرنسيون جيشا قوامه 10000 جندي وأقفلو قاصدين نحو عاصمة دولة الأمير معسكر قامت معركة شرسة أدت بسقوط العاصمة معسكر وانسحاب الأمير وسكان عاصمته.
في 1838 بنى الفرنسيون محمية ومرتع للقوافل وسموها محمية باريقو (بالفرنسية: "Perrégaux") نسبة للجنرال الذي مات متأثرا بجراحه في حصار قسنطينة.
1853 نشأت قرية في سهل الهبرة بالقرب من المحمية الفرنسية.
1855 جاءت السلطات الفرنسية ب80 عائلة فرنسية أصلهم من مقاطعة الألزاس تحت حماية العساكر جلها قادمة من مدينة سيق التي تبعد 20 كم من القرية الحديثة المنشأ لتوزع عليهم قطع الأراضي المصادرة في محيط القرية.
29 جويلية 1858 تقرر إقامة مجمع حضري تحت اسم «باريقو» بمرسوم وقعه الإمبراطور نابليون الثالث في إطار مخطط عام لتعمير المستعمرة الجديدة.
تلاها فتح خط للسكك الحديدية من الجزائر إلى وهران الذي يعبر المدينة الجديدة المنشأ.
تشييد سد فرقوق الكبير الذي لا يبعد سوى ب 6 كم على مدخل المدينة الجنوبي ما بين 1865 إلى 1871 للاستفادة منه في الري الزراعي، سمح للمدينة بالازدهار وقدوم اليد العاملة التي بدأت تستقر أكثر فأكثر.
بعد 1871 إرتقت إلى بلدية تضم مدرستين، كنيسة للمعمرين، مسجد للسكان العرب ومحطة للسكك الحديدية حيث قدر تعداد سكانها في 1876 ب 2100 نسمة.
بوزيان القلعي وصديقه «جيلالي القاطع» هي أسطورة محلية تحكي كيف أن فردا واحدا عبر عن رفضه الأمر الذي حاول أن يفرضه المستعمر الفرنسي بالقوة من سلب للأراضي بحجة القانون أُعدم في 1876 بالحديقة العمومية ليكون عبرة للسكان المحليين.
15 ديسمبر 1881 سد فرقوق يتحطم للمرة الثانية وتدمر المياه الطوفانية المدينة التي خلّفت أكثر من 250 قتيل.
الأقواس وسط المدينة سكنت قبائل بني شقران المنطقة واستقرت بالمدينة الجديدة وعاشو فيها مفصولين عن السكان الأوربيين ورفضهم لوضعية الاستعمار ترجمت في تورة بني شقران في 1914.
1925 الشروع في بناء أول ورشة لصيانة السكة الحديدية والقاطرات بجنوب المدينة بها 800 عامل.
25 نوفمبر 1927 انهيار السد المائي لثاني مرة خلفت أضرار وخسائر هائلة بشرية ومادية تطلبت تدخل الجيش الفرنسي لمساعدة السكات وإعادة بناء الجسر الرابط بين المدينة ووهران.
شارك سكان المدينة الجزائريين في ثورة التحرير منذ اندلاعها في 1954 ومن أشهر الشهداء الذين قدمتهم المدينة هم الأخوة حجال.
5 جويلية 1962 باستقلال الجزائر غادر هربا كل الأوربيين من الفرنسيين والأقدام السوداء واليهود إلى فرنسا عبر موانئ وهرانومستغانم إلا القلة القليلة منهم فضلوا البقاء لأسباب عديدة كما أن إتفاقية إيفيان كانت تضمن لهم حق البقاء ثم أن السكان الجزائريين خلو سبيلهم.لكنهم ما لبثو أن غادروها نهائيا في العشر سنين اللاحقة.
واصلت المدينة نموها العمراني ونشاطها المتركز أساسا على الزراعة لكن مغادرة العنصر الأوربي صاحب الخبرة في هذا المجال أمر أثر على وتيرة التنمية الفعالة لوحظ أثره في سبب ازدهار المدينة ألا وهو السد المائي الذي بدأ يجف بسبب تراكم الأتربة في قعره
ففي الثمانينات لم يعد له مخزون يكفي السكان وري البساتين رغم كل المحاولات لإعادة تنقيته،
و مع دخول التسعينات والأزمة الاقتصادية ثم إعادة تقسيم الأراضي الزراعية التي كانت تستغلها تعاونيات الثورة الزراعية على الفلاحين الخواص انكشف الدمار الكبير في المستثمرات الفلاحية الذي خلّفه سوء التسيير ونقص المياه وظهر جليا أن المدينة مع الانفجار الديموغرافي الذي شهدته لم تواتر التطور الاقتصادي مما جعلها مركزا للبطالة.
تحول سكان المدينة لأعمال التجارة المتنوعة كاستيراد السلع فكان لها شيء من الازدهار والنمو لمدة قصيرة لم تتبعه استثمارات كبيرة مما جعلها تتعثر في ركب التطور مرة أخرى.
تعاني المدينة حاليا من مشاكل نقص المياه وتدهور القطاع الفلاحي مع شبه انعدام لأي صناعة في المدينة ما عدا شركة المصابيح filamp .
سكان المنطقة قبل تأسيس المدينة كان قبائل بني شقران العربية بمجيء الفرنسيين للمنطقة جاء بعائلات من فرنسا تحديدا الألزاس أولا ملكها قطعات أرضية سرعان ما تنازلو عنها لصالح الأقدام السود المتكونون أساسا من إسبان من منطقة الجزيرة والميريا أسسو كنيسة هي اليوم غير موجودة حيث هدمت في أواخر السبعينات وبني مكانها بنك ثم بمجيء السكة الحديدية استقر بها الكثير من العمال السودانيين من الجنوب الجزائري الذين اشتغلوا أساسا بالسكة الحديدية
العنصر اليهودي كان متواجدا بالمدينة من خلال التجارة وكان لهم معبد يدعى باللهجة العامية الشنوغة
بعد الاستقلال فضّل العنصر الأوربي واليهودي الهجرة لفرنسا أساسا وما تبقى فقط سوى الجزائريون
عدد السكان: بلغ عدد سكان المحمدية حسب آخر إحصاء 84750 نسمة
ينتشر بالمدينة نسيج عمراني حديث مقارنة بالمدن القديمة حيث لا نجد بناء تاريخ بناؤه أقدم من 1860 النسيج الأوربي يتركز في وسط المدينة بينما البناءات المبنية على نمط القصبات العتيقة نجدها في الهضبات المجاورة من أشهرها في المدينة حي القوادرية
شهدت المحمدية في بداية التسعينيات من القرن الماضي تغيرا كبيرا وأصبحت مركزا تجاريا في المنطقة وخصوصا بتجارة الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية بالشارع الرئيسي (المدعو طريق مارساي) على الطريق الوطني الرابع.
الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية التي تستغل ورشات لصيانة العتاد السككي
شركة فيلام لصناعة المصابيح الكهربائية.
توجد بالمحمدية منطقتين صناعيتين واحدة بدوار الصفافحة بجانب شركة فيلامب والأخرى في دوار البخايتية رقم 2 وتضم العديد من المؤسسات المصغرة.
من بين علماء المدينة المعروفين محليا هم السي بغداد وشخصية مقاومة معروفة هي بوزيان القلعي كما أن الثورة التحريرية خلفت رصيدها من الشهداء سميت بإسمهم شوارع ومؤسسات تعليمية
أولا كانت مسيرة من طرف السلطات الفرنسية، ثم تم تحويلها لسان دوني دو سيق بقرار إمبراطوري في 1865
و في الأخير، قرار إمبراطوري ل 30 سبتمبر 1870 أقام مركز باريقو وحولها لبلدبة مستقلة لها كامل الصلاحيات، بمجلسها البلدي المتكون من 7 مستشارين فرنسيين، آخر غير فرنسي، وأخر مسلم. ثم جاء قانون وألغى المستشارين غير الفرنسيين فصار في البلدية 9 مستشارين فرنسيين في المجلس البلدي.
في 1884، لما استوفى عدد السكان المحدد في القانون الإستعماري، صارت الإدارة برئيس بلدية، أولهم كان لويس لوران بنائبين و 21 مستشار بلدي و 2 من السكان الأصليين.
تنتشر بالمدينة مكتبات عمومية ودار للشباب وهي المركز الثقافي الأساسي بالمدينة بها تنشط فرق مسرحية وموسيقية وباقي النشاطات الثقافية.
منذ تأسيسه متحف الأمير عبد القادر الموجود خلف المحكمة الجديدة مغلق حاليا للزوار.
من الأعياد والمهراجانات التي تقيمها المدينة كل عام عيد البرتقال وموسم سيدي بلال في حي القرابة العتيق لدى جمعية سيدي بلال لمقدم حجبة بوزيد الله والجمعية البلالية لزروالي بلعباس وتمت عودت الوعادي (الوعدة) في مختلف ضواحي المدينة.