انتقل إلى المحتوى

الموقف السعودي والإيراني من الحرب الأهلية السورية

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
يظهر في الصورة نصفي علمين: علم الحكومة السورية على اليسار وعلم المتمردين السوريين على اليمين. يستخدم هذا للإشارة إلى بذرة الحرب الأهلية السورية على EnWiki.

تعد الحرب الأهلية السورية التي اندلعت في عام 2011 واحدة من أكثر النزاعات تعقيدا في التاريخ الحديث حيث أظهرت صراعا عميقا بين قوى إقليمية ودولية. كان لكل من المملكة العربية السعودية وإيران مواقف متباينة تجاه هذه الأزمة مما ساهم في تأجيج الصراع وتعميق الانقسامات داخل سوريا.

دعمت السعودية فصائل المعارضة السورية معتبرة أن دعمها يأتي في إطار جهودها لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة بينما اعتبرت إيران أن دعمها لنظام الرئيس بشار الأسد هو جزء من استراتيجيتها للحفاظ على نفوذها الإقليمي ومواجهة الجماعات السنية المتطرفة.

مقدمة

[عدل]

تلعب المملكة العربية السعودية دوراً فاعلاً في السياسية الإقليمية والدولية ولها دور محوري في الخليج العربي وترجع أحد أسباب هذه القوة الإقليمية والسياسة الخارجية السعودية كانت في جل الفترات تتميز بالبراغماتية والمحافظة على الأوضاع الراهنة في منطقة الخليج العربي إلا أنه وفي ظروف إقليمية ودولية برزت كتصاعد تنظيم الحوثي في اليمن ودعم الجمهورية الإيرانية له بالإضافة إلى الاتفاق النووي الإيراني وضع السياسة الخارجية السعودية في موضع التصرف السريع في ظل هذه التحولات.

واتخذت إيران مواقف متباينة من حالة التغيير في المنطقة العربية فلكل ثورة وموقفها الخاص بها ففي تونس أعلنت إيران عن موقفها رسميا اتجاه الثورة التونسية من خلال بيان من وزارة الخارجية يشير إلى أن المهم هو تنفيذ مطلب الأمة التونسية أما ليبيا أيدت إيران الثورة الليبية ضد القذافي رغم رفضها التدخل الخارجي إلا أنها قدمت مساعدات إنسانية للثوار الليبيين قبل سقوط طرابلس وهذا ما صرح به وزير الخارجية الإيراني أما في البحرين فعرف التأييد للثورة البحرينية أكثر تصعيداً من الثورات السابقة وحشدت إيران كل أجهزتها الإعلامية والسياسية والدبلوماسية من أجل دعم الثورة وتأكيد شرعية مطالبها ورفض تدخل السعودية كما أيدت إيران معظم الثورات العربية ويعود ذلك للتوتر القائم بين الأنظمة العربية والنظام الإيراني ورأت انه حان الوقت لبناء علاقات مع الأنظمة الجديدة في حال سقوط هاته الأنظمة وهذا على خلاف موقفها من الثورة السورية لأن النظام السوري حليف استراتيجي لها ويحقق مصالحها.

ومن المعلوم أن السياسة الخارجية تقوم على مبادئ وثوابت ومعطيات جغرافية تاريخية دينية واقتصادية وأمنية وسياسية وضمن أطر رئيسية أهمها حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة ومع الدول العربية والإسلامية بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول وتدافع عن قضاياها وانتهاج سياسة عدم الانحياز وإقامة علاقة تعاون مع الدول الصديقة ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية.

الموقف السعودي من الأزمة السورية

[عدل]

تتبلور توجهات السياسية الخارجية السعودية في بروز مفهوم الردع الأمني لمجابهة الخطر المتوقع في المنطقة والذي يشكل محور السياسة الخارجية السعودية بعد أن ضرب الحوثيين مناطق جنوبية للمملكة العربية السعودية هذا فضلاً عن دعم إيران له هذه الأخيرة التي أصبحت تلعب دوراً إقليمياً ودولياً يشكل الخطر الحقيقي لدى صانع القرار السعودي الذي تطلب منه التحرك في خطة أمنية جسدتها المملكة العربية السعودية بعاصفة الحزم بتحالف عربي ضد الحوثيين في اليمن وهذا لتطويق الخطر الحوثي وضد الانتشار الشيعي في المنطقة.[1]

العلاقات السعودية السورية

[عدل]

تشير العلاقات السعودية السورية إلى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية فما برحت متقلبة منذ زمن طويل بسبب الأحداث الكبرى في المنطقة وقد تدهورت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسوريا إثر الحرب الأهلية السورية ودعوات السعودية العديدة إلى عزل بشار الأسد عن السلطة وقطعت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع سوريا بعد أن قررت إغلاق سفارتها في دمشق وطرد السفير السوري في عام 2012.[2]

العلاقات السياسية والدبلوماسية بين السعودية وسوريا

[عدل]

كانت العلاقات بين البلدين تتسم بالاضطراب منذ إنشائها كدول عصرية ففي الأربعينات حتى الستينات افتتحت بعثة سورية في المملكة العربية السعودية في عام 1941 ودافع الملك عبد العزيز آل سعود عن استقلال سوريا ولبنان من كل من السلالة الهاشمية والانتداب الفرنسي وقابل الملك عبد العزيز آل سعود شكري القوتلي الرئيس الأول لسوريا المستقلة في 17 فبراير 1945 في الفيوم في مصر وكان كلا البلدين أعضاء مؤسسين لجامعة الدول العربية التي أنشئت في عام 1945.[3]

وقد أدى تحالف سوريا مع إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية مرة أخرى إلى توتر العلاقات في بداية الثمانينات. وكانت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسوريا إيجابية في التسعينات في أعقاب الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990 حيث شاركت سوريا في الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي أنشئ للدفاع عن السعودية وتحرير الكويت وقد ألحقت الحرب الاسرائيلية اللبنانية عام 2006 مزيداً من الضرر بالعلاقات إذ دافعت سوريا عن حزب الله علناً وبدأت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسوريا في التدهور في أغسطس 2008 عندما تم استدعاء السفير السعودي إلى الرياض وسحبه وبالإضافة إلى ذلك قاطع الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مؤتمر قمة الجامعة العربية المعقود في دمشق في عام 2008.[4]

لقد كانت سياسة الانفراج السعودية السابقة مع دمشق هامة إلا أن الرياض لم تعتبر يوماً النظام الحاكم في سورياً حليفاً لها فالقيادة السعودية تبقى محافظة ومتطرفة ولديها بالمقابل نظرة قائمة بشأن الهيجان الثوري رغم أن الرياض ستسعى بالتأكيد إلى الحفاظ على مستوى عال من النفوذ لدى أية حكومة ما بعد الحكومة البعثية وإذا ما تمت الإطاحة بالرئيس الأسد فستسعى الولايات المتحدة إلى العمل مع السعودية ودول صديقة أخرى للتأكد من ألا تنجو العلاقات المالية والعسكرية السورية مع إيران من التحول. فالقيادة السعودية تسعى لإسقاط النظام الحاكم في سوريا بكل الطرق والوسائل وتوظف كل امكانياتها المادية وتحالفاتها الإقليمية والدولية لتحقيق ذلك الهدف من أجل ضرب التواصل ما بين ايران وحزب الله وفي المقابل تسعى القيادة الايرانية لإفشال ذلك وحققت نجاحًا ملموسًا في هذا الصدد حتى الآن على الاقل عام 2019 بدليل أن الرئيس بشار الأسد هو الوحيد الذي واجه ثورة في اطار ما يسمى بالربيع العربي وما زال في قمة السلطة في بلاده بفضل الدعم الايراني المادي والبشري واستطاع أن يحقق بعض المكاسب على الارض رغم ضخامة الهجمة وحجم القوى المقاتلة على الأرض لإسقاطه.[5]

العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السعودية وسوريا

[عدل]

كان أحد العلاقات الاقتصادية المبكرة بين المملكة العربية السعودية وسوريا عام 1950 عند التوقيع على اتفاق تجاري وقدمت المملكة العربية السعودية الدعم المالي إلى سوريا وتلتها اتفاقات تجارية أخرى غير أن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود قد ألغى جميع هذه الاتفاقات في 3 مايو 1966 بسبب الموقف العدائي الذي اتخذته الحكومة البعثية الجديدة في سوريا تجاه المملكة العربية السعودية.[6]

وفي عام 1997 كانت الصادرات السورية إلى المملكة العربية السعودية مجموع تكلفتها أكثر من 602 مليون ريال سعودي. وكانت المواد الرئيسية التي صدرتها المملكة العربية السعودية إلى سوريا بلغت تكلفتها 262 مليون ريال سعودي تقريبا. وبالإضافة إلى ذلك فإن المملكة العربية السعودية كان لديها استثمارات خاصة في سوريا بتكلفة بلغت 700 مليون دولار أمريكي في العام نفسه. وبلغ عدد المشاريع المشتركة نحو 50 مشروعا. وقد وقعت سوريا والمملكة العربية السعودية اتفاقا في 20 فبراير 2001 لإنشاء منطقة للتجارة الحرة. وفي ديسمبر 2001 وقع كل من البلدين والأردن مذكرة تفاهم بشأن إنشاء خط للسكك الحديدية يستخدمه الثلاثة جميعا للأغراض التجارية. وفي وقت لاحق انضم كلا البلدين إلى منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى.[7]

رؤية تحليلية لموقف المملكة العربية السعودية تجاه القضية السورية

[عدل]

في منتصف مارس عام 2011 بدأت الثورة السورية بشكل سلمي وفي 8 أغسطس 2011 وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خطاب تجاه ما يحدث في سوريا ذكر فيه أن: "مستقبل سوريا بين خيارين إما الحكمة أو الفوضى وطالب النظام السوري بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتفعيل إصلاحات شاملة. وأن المملكة تقف تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها". وفي 24 فبراير 2012 أثناء انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا قال الأمير سعود الفيصل: "أن الحل الوحيد لحل الأزمة السورية هو نقل السلطة طوعاً أو كرهاً" وعلى هامش المؤتمر خلال لقاءه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اعتبر الأمير سعود الفيصل أن تسليح المعارضة: "فكرة ممتازة" وأضاف: "لأنهم بحاجة إلى توفير الحماية لأنفسهم".[8]

وفي مطلع 2015 تولى مقاليد الحكم الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأكدت السعودية على ضرورة إيجاد حل دائم للأزمة السورية وأعلنت السعودية عن دعم المقاومة المعتدلة بالتعاون مع دول إقليمية ودول عظمى كما أكدت إن اتفاق جنيف 1 يمثل مدخلا لتحقيق الاستقرار في سوريا وتأكيداً على ثبات الموقف قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الحل السياسي يتمثل في تشكيل مجلس انتقالي يدير أعمال سوريا ويحافظ على مؤسساتها المدنية والعسكرية ويضع دستورا جديدا ويؤهل البلد إلى انتخابات ولا يشمل الأسد في المرحلة الانتقالية.[9]

وتدرك المملكة جيداً أن نفوذ إيران في سورية سيشكل خطراً كبيراً عليها إذا ما استمر في المستقبل ولهذا السبب كانت تصريحات مسؤوليها واضحة لجهة ضرورة رحيل بشار الأسد بحل سياسي أو عسكري. هذا الموقف وإن تم التعبير عنه بشكل أكثر حسماً قبل سابقاً بطرق أخرى فقمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض في مايو 2014 كانت واضحة في ما يتعلق بمصير بشار الأسد فقد دعت إلى عقد مؤتمر للمعارضة لبحث ترتيبات ما بعد الأسد ولم يعقد المؤتمر لأسباب كثيرة لكن من الواضح أن الولايات المتحدة لم تكن راضية عن عقده وفي الوقت نفسه أحالت النقاش السعودي معها حول مصير بشار الأسد إلى روسيا حتى لا تظهر أنها تمنع أي آلية تفضي إلى رحيله.[10]

الدور السعودي في الأزمة السورية ودوافعه

[عدل]

منذ اندلاع الثورة السورية والسعودية تحاول أن تجد لها مكاناً في مستقبل سوريا عن طريق تقويض النظام الإيراني ومصالحه بشكل كبير في سوريا الجديدة وخلال حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قدمت السعودية دعماً سياسياً وعسكريا للقوات المعارضة السورية المدعومة أمريكيا وخليجياً ومع وصول الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الحكم في المملكة في يناير 2015 زاد الدعم السعودي للمعارضة بشكل كبير حتى أصبح التخلص من بشار الأسد ونظامه هدف الرياض الأول وبات الآن أهم من الملف اليمني. ولديها ما يبرر إقدامها على هذه الخطوة ومن ذلك:

  • التراجع في اليمن رغم مرور أكثر من خمسة أعوام على العملية العسكرية في اليمن والمعروفة بعاصفة الحزم إلا أن الوضع لم يحسم بعد ولازال الحوثيون يسيطرون على عدة محافظات من بينها العاصمة صنعاء ولا زالت الصواريخ الحوثية تصل إلى مدن سعودية بين الحين والآخر مما دفع الرياض إلى انتهاج سياسية الحرب الطويلة والمفتوحة في اليمن ومحاولة فتح جبهات أخرى لوقف الزحف الإيراني الذي أصبح يهدد السعودية بشكل كبير.
  • الانتصار المعنوي: حيث يبرز هدف آخر وهو تحقيق أي انتصار ولو معنوياً في سوريا في حال تدخل السعودي بعملية عسكرية بما ينعكس بشكل إيجابي على سمعة الرياض والتي تحاول منذ وصول الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى الحكم تصدير فكرة أنها حامي الدول الإسلامية السنية أمام التغول الشيعي وربما تكون الفرصة الآن مواتية بسبب تطابق وجهة النظر السعودية مع تركيا فيما يخص الوضع في سوريا مما يساهم في ضمان وجود حليف قوي له مصلحة حقيقة في التدخل في سوريا وهذا الأمر متمثل في تركيا.
  • تقويض النفوذ الإيراني مع بدء الأزمة السورية: زاد التوتر بين الجانبين بشكل كبير حتى وصل إلى ذروته في يناير 2016 عندما قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بعدما تعرضت السفارة السعودية في طهران والقنصلية العامة للمملكة في مدينة مشهد الإيرانية للتدمير والحرق جراء إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر وتدرك السعودية أن النفوذ الإيراني لم يعد يصارعها على زعامة المنطقة فقط بل وصل إلى تهديد حدودها الجنوبية في اليمن والشمالية عبر سوريا والعراق ولذلك رأت أهمية أن تتحول من وضعية رد الفعل إلى الفعل من خلال مواجهة إيران في سوريا ومن هنا ترى الرياض ضرورة التقدم خطوات على الإيرانيين في سوريا لحسم القضية وإبعاد إيران عن السيطرة في المنطقة.
  • القضاء على تنظيم داعش: رغم أن الدافع الأساسي للتدخل السعودي في سوريا هو التخلص من نظام الأسد لكن التصريحات السعودية تؤكد أن التدخل هدفه الأساسي محاربة تنظيم داعش الذي أصبح يمثل تهديداً كبيراً لدول المنطقة وعلى رأسها السعودية خاصة وأن من أهم أهداف التنظيم الجهادي هو نزع الشرعية الدينية عن حكم آل سعود الذي يستمد جزءً كبيراً من شرعيته السياسية من المرجعية الإسلامية التي يرفعها كما أن إعلان الرياض أن تدخلها في سوريا لمواجهة داعش سيقدم السعودية على أنها تحارب الفكر المنحرف ويبعد عنها شبهة دعم المنظمات الإرهابية التي دائما ما تتهم بها الرياض منذ 11 سبتمبر.
  • منازعة تركيا على قيادة العالم الإسلامي: بعيداً عن التحالف الاستراتيجي الموقع بين الرياض وأنقرة في ديسمبر 2015 لا يزال هناك هاجساً سعودياً من تعاظم الدور التركي في المنطقة خاصة وأن شرعية النظام التركي تستند في الأساس على فكرة الدفاع عن الدول الإسلامية التي لا ترغب الرياض أن يشاركها فيها أحد فاذا ما تدخلت تركيا في سوريا ونجحت في أن تعيد ترتيب الأوضاع الميدانية لصالح المعارضة السورية فإن ذلك من شأنه تعظيم صورة تركيا لدى الشعوب العربية الإسلامية التي تنظر إلى حكومة العدالة والتنمية على أنها داعم لرغبات الشعوب العربية والإسلامية ومن هذا المنطلق ستسعى الرياض إلى الدخول في هذه العملية من أجل رفع أسهمها لدى الشعوب العربية خاصة بعد وصول الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والذي يتم تصويره على أنه "المدافع عن السنة في مواجهة التغول الشيعي الإيراني" ومن ثم لن يترك زعامة العالم الإسلامي لتركيا وحدها.
  • استنساخ التجربة اللبنانية في سوريا: مع تدهور الأوضاع في سوريا وتمدد مخططات الفوضى والتقسيم واحتمالات وجود محاصصة مستقبلية قائمة على التعدد العرقي والإثني بين أطياف الشعب السوري إذا ما تم التوصل لحل سلمى خلال الفترة المقبلة فإن التدخل السعودي في سوريا يكون لضمان حليف سني لها على غرار الوضع في لبنان تستطيع من خلاله أن موازنة الدور الإيراني والروسي فيها.
  • ممارسات الحليف الأميركي بعد التوافق بين إيران والغرب حول ملف طهران النووي: في يوليو 2015 شعرت السعودية أن علاقتها بواشنطن آخذة في التصادم وهو ما شكل دافعاً للرياض للتفكير في تبني سياسات تتسم بالمبادرة لمواجهة التغلغل الروسي الإيراني في المنطقة.

من خلال ما سبق نستخلص ما يلي:

الملاحظ أن القضية السورية أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين القوى المتنافسة فالكل يسعى لتحقيق مصالحة والتأكيد على أنه فاعل رئيسي في الساحة الدولية بشكل عام والساحة العربية بشكل خاص كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد منفردة بتقرير مصير الشرق الأوسط وبالأخص مع تصاعد الدور الروسي. كما إن تعسف بشار في إيجاد حل للازمة السورية هو تعسف غير منطقي لأن الأزمة الدائرة على الأراضي السورية هي بين أطراف دولية وإقليمية أكثر منها بين معارضة وشعب يرغب في تنحية نظام عن السلطة.

الموقف الإيراني من الأزمة السورية

[عدل]

اتخذت إيران مواقف متباينة من حالة التغيير في المنطقة العربية فلكل ثورة وموقفها الخاص بها كما أيدت إيران معظم الثورات العربية ويعود ذلك للتوتر القائم بين الأنظمة العربية والنظام الإيراني ورأت انه حان الوقت لبناء علاقات مع الأنظمة الجديدة في حال سقوط هاته الأنظمة وهذا على خلاف موقفها من الثورة السورية لأن النظام السوري حليف استراتيجي لها ويحقق مصالحها.

العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية الإيرانية السورية

[عدل]

اتسمت العلاقات الإيرانية السورية بالتعاون منذ قيام الثورة الإيرانية نتيجة الحاجة المتبادلة فكل منهما يحتاج إلى الآخر بسبب الخلافات بين قيادتي حزب البعث الحاكمتين للعراق وسوريا ووقوف سوريا مع إيران ضد العراق في سابقة غريبة ومتناقضة مع القومية العربية التي يتبناها حزب البعث السوري وأيضاً عوامل الصراع السوري الإسرائيلي وهيمنة سوريا على لبنان وحرص إيران على دعم الشيعة هناك ووجود الفصائل الفلسطينية في سوريا بالإضافة إلى إدراك الطرفين محدودية حلفائهم في المنطقة وقد ذكر عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري سابقاً في كتابه التحالف السوري الإيراني والمنطقة وجود استراتيجية إيرانية لترسيخ الوجود الإيراني في المنطقة منذ الأيام الأولى للثورة الإيرانية ولم يدرك نظام حافظ الأسد حينها هذه الاستراتيجية.

طبيعة العلاقات الإيرانية السورية

[عدل]

لم تكن العلاقة القوية بين إيران وسوريا وليدة انتصار الثورة الإيرانية بل أنها تضرب جذورها في تواريخ أسبق من ذلك عقب تصادم الفكرتين القومية العربية والقومية الفارسية فبعد حدوث التصادم بين جناحي حزب البعث في كل من سوريا والعراق بعيد وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر وكان ذلك دافعاً قوياً لقادة دمشق من أجل تقوية العلاقة مع إيران وأقيمت علاقات اقتصادية 1974 وبعد انتصار الثورة الإيرانية 1979 توطدت العلاقات خاصة بعد اتهام بغداد لدمشق بتدبيرها محاولة انقلاب ضدها مما جعل سوريا تتقارب مع إيران أكثر وصل إلى حد تأييدها الكامل في حربها ضد العراق وبعد أن بدأت الشكوك حول نية إيران لتصدير الثورة إلى دول الجوار اتخذت بعض الدول الإقليمية مواقف معارضة ومعادية لإيران إلا أن النظام السوري وقف إلى جانب الثورة الإيرانية.

إجمالا يمكن القول إن إيران تسعى إلى تكريس نفوذها في المنطقة من خلال حالة الفراغ الاستراتيجي التي وفرت لها البيئة المناسبة للتوغل الداخلي وذلك من خلال دعمها لبعض الأطراف الموالين لها في تهديد أمن واستقرار تلك الدول كما تستخدم إيران الموقع الاستراتيجي والموارد الاقتصادية والعسكرية كأدوات في تحقيق مصالحها القومية الخارجية بما يعزز نفوذها الإقليمي أيديولوجيا وسياسيا وعسكريا.

موقف إيران من الثورة السورية

[عدل]

في ضوء الرصد للموقف الإيراني من الثورة السورية بالإمكان القول إن هذا الموقف كان ثابتاً في دعم النظام ومتدرجا فيما يخص الانتفاضة السورية من التجاهل إلى اتهام المتظاهرين ونسبها إلى المؤامرة الخارجية التي تحاك ضد النظام السوري وتبنى وجهة نظر النظام السوري كليا إلى السعي لإيجاد مخرج لها. وقد أعلنت إيران منذ بداية الثورة السورية المندلعة في 18 مارس 2011 موقفاً مؤيداً للنظام السوري في مواجهته للثورة الشعبية وظهر ذلك التأييد من خلال التبني الكامل للرواية السورية وشن حملة إعلامية مماثلة للنموذج الإعلامي السوري ووصف الانتفاضة بالفتنة الشعبية ويمكن لأي متابع لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية ملاحظة مدى الدعم الإيراني للنظام السوري والتزام بنشر أخبار والرواية الرسمية للأحداث وقد وصل حجم التأييد الرسمي الإيراني للنظام السوري إلى أعلى درجات الهرم السياسي الإيراني ولم يظل أي مسؤول إيراني لم يعلن تأييده للنظام السوري ونسب ما يحدث في سوريا إلى إسرائيل والغرب فالتأييد الإيراني للنظام السوري كمحاولة استباقية الحماية التهديد للمصالح والحسابات الإقليمية. وأنقذ الرئيس الإيراني موقف الجامعة العربية إزاء قضايا سوريا ومقترحها بالتزام الديمقراطية في الوقت التي لم تجر الكثير منها أي انتخابات لحد الآن وأضاف أن الدول التي لا تملك النفط والثروة لم يكن الغربيون ليعيروا لهم أي اهتمام.

من كل ما تم ذكره يتبين حجم التأييد القوي الذي يحظى به النظام السوري من جانب إيران والتي لم تتوانى في دعم هذا النظام بكافة الأشكال مما مكنه من الصمود في وجه الضغوط الخارجية إضافة إلى الدورين الروسي والصيني في دعمه.

أسباب تأييد إيران للنظام السوري

[عدل]

يأتي التحالف الإيراني السوري على رأس أولويات مشروع إيران الإقليمي فعن طريقه يمكن لطهران ربط سلسلة جغرافية متصلة من النفوذ الإقليمي تبدأ من غرب إيران مروراً بالعراق وصولاً إلى سوريا التي تنظم سلسلة النفوذ الإيراني وصولاً إلى لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

لقد نشأ التحالف السوري الإيراني في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران وتطور مع مرور الزمن حيث تراجعت الدوافع الأولية للتحالف ظاهرياً واستمرت التطورات بين البلدين وعبر مجال مصالحها في التأثير على هدف وطبيعة علاقاتهما المتبادلة ويمكن ملاحظة مجموعة من العوامل التي تبرز كسمات دائمة لهذا التحالف واتجاهه المستقبلي ومن أهم هذه العوامل:

  • المصالح المشتركة بين الدولتين والدور الحيوي للشيعة في لبنان وبالنسبة لسوريا وإيران على حد سواء وإن كانت الاعتبارات مختلفة بالنسبة لكلا الفريقين.
  • الاعتبارات المتعلقة بميزان القوي الإقليمية والحفاظ على المصالح السياسية والاستراتيجية للدولتين المتحالفتين.

برهنت العلاقات السورية الإيرانية أنها أكثر ثباتاً وديمومة من أي علاقة أخرى في المنطقة.

الدور الإيراني في دعم النظام السوري

[عدل]

بعد عرض أهم أسباب التأييد الإيراني لسوريا سنتناول الدور الإيراني في دعم النظام السوري والوسائل التي استعملها النظام الإيراني في سوريا الذي لم يكتفي على شكل واحد من الدعم بل امتد إلى كافة الأشكال بما يضمن بقاء واستقرار النظام السوري في مواجهة الثورة والضغوطات الخارجية.

وسائل التدخل الإيراني في دعم النظام السوري

[عدل]

الدعم الإعلامي

[عدل]

تحركت وسائل الإعلام الإيرانية بالموازاة مع شبكة إعلامية عربية تضم عدداً من القنوات والصحف والإذاعات والمحللين والتي تدور في فلك النظام الإيراني والسوري وخاصة اللبنانية منها كقناة المنار التابعة لحزب الله وقناة أن بي أن التابعة لحركة أمل وبعض الصحف المحسوبة على هذا الخط ومواجهة الإعلام المضاد الذي تقوده الجزيرة وغيرها من القنوات التي تشن حربا إعلامية على النظام السوري ومؤيديه منذ البدايات الأولى للاحتجاج ويهدف الدعم الإعلامي الإيراني إلى إظهار أن المنتفضين السوريين محرضون وإرهابيون وثبت بصفة مكثفة الاعترافات التي نقلها الإعلام السوري لبعض الأفراد الذين ألقى النظام السوري القبض عليهم وهم يعترفون بمعاملتهم لإسرائيل تخويف الأقليات من التطرف العام عبر مساعدة النظام السوري في حملة إعلامية مباشرة تتعلق بالفتنة الطائفية والتطرف الذي ستواجهه هذه الأقليات في حال سقوط النظام السوري ترسيخ نظرية المؤامرة وإرباك الوضع العام ويركز القائمون على الحملات الإعلامية الموالية للنظام السوري.

الدعم العسكري

[عدل]

مع بداية الأزمة السورية سارعت إيران بمد النظام السوري بأسلحة وعتاد للمراقبة والقتال وهذا بعد التقارير الكثيرة التي أصدرت على دعم عسكري كبير لسوريا ولكن هذا الدعم لم يكن بشكل صريح أو معلن ونشر المئات من الخبراء العسكريين الإضافيين في سوريا. أيضاً قامت إيران بتمويل بناء قاعدة عسكرية على الساحل السوري والمساعدة في تطوير مجمع عسكري في مطار اللاذقية.

الدعم الاقتصادي

[عدل]

كشفت صحيفة اقتصادية فرنسية أن المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي وافق على تقديم بلاده دعما ماليا بقيمة 5.8 مليار دولار أمريكي لسوريا قصد تنشيط اقتصادها المتضرر جراء الخسائر القادمة التي تكبدها النظام وأضافت صحيفة ليزيكو نقلا عن تقرير سري بمركز الأبحاث الاستراتيجية المقرب من دوائر القرار بطهران أن الدعم المالي لسوريا وصل إلى 1.2 مليار دولار أمريكي بشكل عاجل إضافة إلى منحة 290 ألف برميل نفط يوميا بشكل مجاني.

وقامت طهران بالضغط على بغداد حكومة نوري المالكي الحليفة لتزويد دمشق بعشرة مليارات دولار أمريكي كدعم إضافي تحت غطاء عقد اتفاقات اقتصادية جديدة وتفعيل أخرى قديمة مع سوريا كما قامت كل من إيران والعراق سوريا بتوقيع اتفاق للغاز بقيمة 10 مليار دولار أمريكي وإنشاء وحدة اقتصادية شاملة وتحويل البلدين إلى سوق واحدة.

الدعم السياسي

[عدل]

استثمرت إيران علاقاتها السياسية والاقتصادية القوية مع روسيا والصين وتوافقها نفس الآراء في الملف السوري واستخدام الفيتو في مجلس الأمن مرتين ضد القرارات التي تدين النظام السوري مما منع التدخل الخارجي في الأزمة السورية وقامت إيران بالتحرك لمواجهة الضغوط الدبلوماسية والسياسية على النظام السوري وقد برز هذا الأمر جلياً من خلال التحرك على محور أنقرة وتعددت أنواع الحوارات والتكتيكات من تهديد مباشر والحوار معها وتعرف إيران أن سقوط بشار الأسد سوف يتنقل إلى عقر دارها وتصبح مهددة بالسقوط هي الأخرى.

من خلال هذا المبحث نستخلص ما يلي:

إجمالا يمكن القول إن إيران تسعى إلى تكريس نفوذها في المنطقة من خلال حالة الفراغ الاستراتيجي التي وفرت لها البيئة المناسبة للتوغل الداخلي وذلك من خلال دعمها لبعض الأطراف الموالين لها في تهديد أمن واستقرار تلك الدول كما تستخدم إيران الموقع الاستراتيجي والموارد الاقتصادية والعسكرية كأدوات في تحقيق مصالحها القومية الخارجية بما يعزز نفوذها الإقليمي أيديولوجيا وسياسيا وعسكريا.

مستقبل الأزمة السورية في ظل التنافس السعودي الإيراني

[عدل]

يعد صراع القوى الإقليمية في الشرق الأوسط ليس على ما يبدو وليداً لهذه اللحظة إنما هو صراع له جذور وثوابت تاريخية حيث تسعى كل دولة إلى تحقيق مصالحها وفرض إرادتها على ما عداها من الدول الشرق أوسطية المنافسة لها ولاسيما عقب ثورات الربيع العربي وبروز نسق إقليمي متعدد القوى الشرق أوسطية إلا إنه يبقى قيد التشكل ومن ثم فهذه المرحلة تعتبر انتقالية لتشكل نسق إقليمي جديد من حيث شكل وطبيعة التفاعلات والتحالفات وموازين القوى النسبية بين مختلف القوى الشرق أوسطية والتي منها قوى فاعلة غير عربية كإيران وإسرائيل وتركيا إلى جانب ذلك هناك قوى عربية فاعلة مثل المملكة العربية السعودية ومصر. كل ذلك ينذر باشتعال صراع للمحاور الجيوسياسي في مواجهة القوى الإقليمية ليصبح بذلك النسق الشرق أوسطى الجديد فوضوي بالدرجة الأولى وهذه صفة ليست جديدة على الصراع الشرق أوسطى بل متغلغلة وبقوة في أفاقه منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى الآن لا سيما منذ انهيار النظام العراقي من ناحية وتنامي التنظيمات الإرهابية كتنظيمي القاعدة وداعش من ناحية أخرى وبالتالي عملت القوى الإقليمية على دعم قوى المعارضة في المنطقة والفاعلين من غير الدول وفق العديد من المنطلقات الطائفية والعرقية لتسخيرها والاستفادة منها في حربها التنافسية مع القوى الإقليمية الأخرى كل ذلك أدى إلى التسريع من تنفيذ المخططات والمشاريع التي تستهدف منطقة الشرق الأوسط لتجعلها أكثر تفتيتاً وتقسيماً ولعل الأزمة السورية والمشكلة العراقية والأزمة اليمنية هو خير دليل على كم الانقسامات والصراعات الإقليمية في المنطقة.

بالنسبة للأزمة السورية فسوريا تقع في منطقة تعد من أهم المناطق الاستراتيجية في العالم فهي نقطة تقاطع العوالم الفارسية والتركية والعربية الأمر الذي جعلها منطقة خصبة لمحور تفاقم الأزمات الشرق أوسطية بين مختلف القوى الإقليمية ولذلك فقد تفاقمت الأزمة السورية بشكل سريع ومعقد للغاية خاصة بعد التورط الإيراني والتركي في سوريا إذ تعد إيران فاعل رئيسي في الأزمة السورية فهي داعم أساسي مساند للنظام السوري المتمثل في بقاء بشار الأسد في السلطة من جهة وحليف قوي لروسيا في الأزمة السورية من جهة أخرى ذلك بأن موقع سوريا الجغرافي يعد مجال خصب لإيران ارتأت فيه مجالاً حيوياً لسريان نفوذها بالمنطقة إذ أنها تخشى من سقوط نظام بشار الأسد وتقسيم سوريا وتحويلها لنظام حكم فيدرالي أو حتى الإتيان بنظام حكم مناوى لأفكارها وسياستها في المنطقة الأمر الذي قد يعرقل امتدادها ومد نفوذها وأسلحتها إلى الذراع الإيراني الأساسي لها والمسيطر تماماً على كافة الأوضاع اللبنانية وهو حزب الله بما يعنيه أن تسوية الصراع في سوريا وفقاً لمصلحتها لن يتحقق إلا من خلال بقاء بشار الأسد في الحكم.

إن التحدي الأهم الذي يمثله التدخل الروسي في سوريا بالنسبة لتركيا يتعلق بهدف تركي كبير يركز على إضعاف أكراد سوريا ومن خلفهم أكراد تركيا وحزب العمال الكردستاني المعارض فالتدخل الروسي في سوريا بات يمثل مكسباً كبيراً لأكراد سوريا المتحالفين مع النظام السوري وبالذات لما يعرف بوحدات الحماية الكردية التي قاتلت داعش في عين العرب كوباني وظلت تمثل تحدياً كبيراً لداعش في شمال سوريا ولكن كل هذه التحديات من وجود ثقل دولي مثل روسيا وإقليمي كإيران في دعمهم للنظام السوري بالإضافة إلى الأوضاع الداخلية المتأزمة من خلال أعمال حزب العمال الكردستاني المناوئ للنظام التركي ومحاولات الانقلاب الفاشلة على الرئيس رجب طيب أردوغان أدت لفشل الجانب التركي في الأزمة السورية مما اضطرها لإعادة صياغة سياستها بشأن سوريا وإعادة هيكلة خرائط المصالح بما يلزمه من تغيير شبكة التحالفات الإقليمية لا سيما مع إيران.

فعلى الرغم من الاختلاف الجوهري بين قوة إيران الإقليمية ومذهبها الشيعي إلا أن المصلحة تقتضى التفاوض بشأن تواجدهم بسوريا والتسوية للوضع السوري وبشروط روسية أساسية وهذا على نحو ما عبر به أحمد داوود أوغلو رئيس وزراء تركيا قبل أن يعلن استقالته في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني بتاريخ 5 مارس 2016 أن ما بين تركيا وإيران من جغرافيا وتاريخ يكفي لتأمين علاقة تعاون قوية بين البلدين وأضاف أيضاً ربما كانت لدينا وجهات نظر مختلفة لكن ليس بمقدورنا تغيير تاريخنا وجغرافيتنا ومن ثم سعت تركيا خلال هذه الفترة إلى الحصول على التأييد الإيراني في مجمل سياستها في سوريا إضافة إلى سعيها في الحصول على ضوء أخضر روسي للبدء في هجومها الجوي والبري على عفرين في الشمال السوري.

وقد جاءت الموافقة الروسية الضمنية مباشرة فور إعلان النظام السوري سيطرته الكاملة على مطار أبو الظهور العسكري الاستراتيجي والذي كان النظام وحلفاؤه يسعون للسيطرة عليه منذ مطلع شهر يناير 2018 غير أنهم فشلوا أكثر من مرة نتيجة مقاومة الفصائل المدعومة من تركيا وهو ما يشير إلى احتمالية حدوث صفقة بين تركيا من جهة وروسيا والنظام من جهة أخرى بالتنازل عن المطار مقابل السماح لها بدخول مدينة عفرين وذلك على غرار صفقة حلب مقابل الباب في ديسمبر 2016 عندما تخلت تركيا عن المعارضة السورية في مدينة حلب التي سيطر عليها النظام السوري وحلفاؤه مقابل السماح لقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا بالسيطرة على مدينة الباب.

من ناحية أخرى لا يمكن إغفال قوة إقليمية خطيرة مثل إسرائيل ومصالحها في المنطقة بصفة عامة وسوريا بصفة خاصة فإسرائيل في اندفاعها الوجودي نحو الهيمنة والسيطرة على الإقليم الشرق أوسطي قد لا يتحقق بصورة جيدة إلا من خلال المشاركة بل والحسم لبعض الملفات الشرق أوسطية لا سيما الأزمة السورية إذا تعتبر المصالح الأولية لوجود إسرائيل في المنطقة هو السيطرة والتهدئة والتأمين لحدودها ولذلك هناك رأيين في الداخل الإسرائيلي بشأن سوريا الأول يرى أن بقاء بشار الأسد في السلطة هو الأفضل لإسرائيل إذ أن البديل قد يكون إما فوضوي أو استيلاء الإسلاميين أو الجهاديين أو كليهما على الحكم في سوريا بينما يرى الرأي الثاني أن بقاء بشار الأسد في السلطة سيترك إسرائيل في مواجهة تحالف خطير على حدودها الشمالية يضم إيران وسوريا وحزب الله خاصة وأن ذكرى حرب لبنان (معركة الوعد الصادق 2006) لم تشظ من أذهان القيادة الإسرائيلية ومن ثم فإن رد الفعل الإسرائيلي إزاء الملف السوري يبقى حذر ودقيق للغاية. وإن:

وجود مخاوف مشتركة لا سيما فيما يتعلق بمستقبل المنطقة يدفع المسؤولين لكلا الطرفين في التفكير الجدي إلى تدعيم العلاقات وتجاوز الخلافات خاصة بعد ظهور تنظيمات إرهابية تحت غطاء الاسلام وهذا سبب كاف للتعاون في مكافحة الارهاب.

النتائج

[عدل]

الاستراتيجية الإيرانية تقوم على المصالح القومية الإيرانية التي تستثمر الموقع الاستراتيجي والموارد الاقتصادية كأدوات في الحفاظ على هذه المصالح بما يعزز قوتها وتأثيرها الإقليمي.

انعدام وفقدان الثقة بين دول الخليج العربي وإيران بما يؤدي إلى الاخلال في الأمن الخليجي.

استمرار إيران في تهديدها واستمرارها في برنامجها النووي يؤدي إلى مزيد من سباق التسلح في المنطقة وعدم الاستقرار.

السياسة الخارجية السعودية قائمة على رد الفعل وأن تفاقم التوتر والصراع لا يؤمن مصالح الدولتين فحسب بل إنها فرصة لزوال الامكانات الطيبة في علاقات المنطقة فضلا عن استمرار الوجود الاجنبي في المنطقة وعليه فإن حل القضايا الخلافية يأتي عن طريق تفعيل الدور التعاوني.

إيران تسعى لتكريس نفوذها في المنطقة من خلال دعمها للأطراف المتنازعة في الدول العربية التي شهدت ما يسمى بالحراك الشيعي.

أكثر التهديدات التي تواجه أمن الخليج العربي وتنطوي على حساسية كبيرة هي صحوة الانقسامات المذهبية ودخول مجتمع الخليج العربي في التمزقات القبلية والمذهبية وتفكك النسيج المجتمعي.

مصادر

[عدل]
  1. ^ "قراءة في الموقف السعودي من النظام السوري".
  2. ^ "دور السعودية في عملية السلام في سوريا".
  3. ^ "ما هي أبعاد الموقف السعودي من الأحداث في سوريا؟".
  4. ^ "الرياض تعيد فتح سفارتها.. كيف كانت علاقات السعودية وسوريا تاريخياً؟".
  5. ^ "لم أنهت المملكة دعمها للفصائل السورية؟".
  6. ^ "الخارجية السعودية: موقف المملكة ثابت من الأزمة السورية".
  7. ^ "السعودية تجدد موقفها الثابت من حلّ الأزمة السورية سياسياً".
  8. ^ "لماذا تتباين مواقف الدول الخليجية حيال التطورات المتلاحقة في سوريا؟".
  9. ^ "الجولان عربية.. موقف سعودي وضعها في رأس أولوياته واهتماماته".
  10. ^ "الحسابات الخليجية في الصراع السوري".