النوم في الاضطراب ثنائي القطب
يُعرف أن النوم يلعب دورًا مهمًا في حدوث الاضطراب ثنائي القطب وتدبير حالاته. غالبًا ما يكون لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب نظم يوماوي أقل استقرارًا وأكثر تقلبًا.[1] قد يكون اضطراب النظم اليوماوي واضحًا حتى لو لم يكن الشخص المعني مريضًا بنفس الوقت.[2][3][4]
يعد انخفاض الحاجة إلى النوم أحد أعراض نوبة الهوس ونوبة الهوس الخفيف في الاضطراب ثنائي القطب.[5] غالبًا ما تكون اضطرابات النوم بمثابة بادرة لنوبة الهوس أو الهوس الخفيف أو الاكتئاب.[6][7] تظهر الأبحاث الحالية حول عمليات النظم اليوماوي وعمليات النوم والاستيقاظ أنها تلعب دورًا مهمًا في حدوث الاضطراب ثنائي القطب وتدبيره.[8] أظهرت الدراسات السابقة أن النظم اليوماوي بإمكانه تعديل الحالة المزاجية السائدة بشكل إيجابي.[9] عند اضطرابه، قد يكون له عواقب سلبية على المزاج.[10]
لذلك، تقترح فرضية المزامن الاجتماعي أنه في الاضطراب ثنائي القطب، يمكن تخفيف الاضطراب الأساسي في النظم اليوماوي من خلال تنظيم الإيقاعات اليومية والمزامن.[11] وفقًا لهذه الفرضية، قد يؤدي الكرب (حدث في الحياة مثلًا) إلى حدوث نوبات اكتئاب أو هوس خفيف أو هوس. على العكس، قد يكون للإيقاع اليومي المنتظم أثر إيجابي ويؤدي إلى تطبيع النظم اليوماوي. الهدف من البرامج العلاجية مثل علاج النظم بين الشخصي والاجتماعي هو تنظيم الإيقاعات الاجتماعية للمريض وبذلك، تطبيع الإيقاعات البيولوجية.[11]
اضطرابات النوم والاضطراب ثنائي القطب
[عدل]يرتبط تشخيص الاضطراب ثنائي القطب باضطرابات النوم المختلفة.[12] تشمل المراضات المشتركة الأرق وفرط النوم. تشمل اضطرابات النوم الأخرى ذات الصلة متلازمة طور النوم المتأخر واضطراب نوم الإيقاع اليوماوي وانقطاع النفس النومي واضطرابات نوم حركة العين السريعة واضطراب أوقات النوم والاستيقاظ.[12]
يرتبط الاضطراب ثنائي القطب أيضًا بارتفاع معدلات التفكير في الانتحار ومحاولات الانتحار. أُثبت أن اضطرابات النوم قد يكون لها أثر على خطر الانتحار لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب. وجدت إحدى الدراسات أن سوء نوعية النوم والكوابيس قد تزيد من خطر التفكير في الانتحار ومحاولات الانتحار.[13][14]
إمكانيات العلاج الخاصة باضطرابات النوم في الاضطراب الثنائي القطب
[عدل]علاج النظم بين الشخصي والاجتماعي
[عدل]الهدف الرئيسي من علاج النظم بين الشخصي والاجتماعي هو تنظيم كل من النظم اليوماوي ودورات النوم والاستيقاظ.[15] لتحقيق هذا الهدف، يعد الحفاظ على إيقاعات يومية منتظمة لممارسة الرياضة وتناول الطعام والنوم والاستيقاظ أمرًا أساسيًا في علاج النظم بين الشخصي والاجتماعي.[9] أظهرت الأبحاث أن دورة النوم والاستيقاظ (النظم اليوماوي والنوم) قد تخضع لعوامل اجتماعية وإرادية. بناءً على هذا النموذج البيولوجي الزمني، يهدف علاج النظم بين الشخصي والاجتماعي إلى تدبير أعراض الاضطراب ثنائي القطب.[15]
العلاج بالضوء للاضطراب ثنائي القطب
[عدل]تشير دراسة حديثة أيضًا إلى أن الاضطراب ثنائي القطب يرتبط بزيادة الحساسية للضوء.[16] في الدراسة، استجابت أربع نساء من الخمسة اللاتي تلقين جلسة تعرض للضوء في الظهيرة بشكل جيد. أُصيبت ثلاث من اللواتي تعرضن للضوء في الصباح بحالة مختلطة، واستجابت الأخرتين بشكل جيد. استنتج المؤلفون أن العلاج بالضوء قد يكون استراتيجية فعالة في علاج الاضطراب ثنائي القطب.[16]
الحرمان الكلي أو الجزئي من النوم
[عدل]يشمل العلاج الآخر المقترح لاضطرابات النوم الحرمان من النوم كليًا أو جزئيًا. تبين أن الحرمان الكلي أو الجزئي من النوم يحسن الحالة المزاجية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب المكتئبين.[17] أُثبت أن أعراض الاكتئاب الشديدة تعود غالبًا بعد وقت قصير من نوم المريض. تفترض نظريتان أن آليات النظم اليوماوي قد تكون السبب وراء ذلك.[17]
مراجع
[عدل]- ^ Gold، A. K.؛ Sylvia، L. G. (2016). "The role of sleep in bipolar disorder". Nature and Science of Sleep. ج. 8: 207–214. DOI:10.2147/NSS.S85754. PMC:4935164. PMID:27418862.
- ^ Jackel, Donna (4 Jan 2019). "The Truth about the Link Between Bipolar and Creativity". bpHope.com (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2024-05-28. Retrieved 2023-11-17.
- ^ Jones, Steven Huntley; Hare, Dougal Julian; Evershed, Kate (2005). "Actigraphic assessment of circadian activity and sleep patterns in bipolar disorder". Bipolar Disorders (بالإنجليزية). 7 (2): 176–186. DOI:10.1111/j.1399-5618.2005.00187.x. ISSN:1399-5618. PMID:15762859.
- ^ Harvey، Allison G.؛ Talbot، Lisa S.؛ Gershon، Anda (يونيو 2009). "Sleep Disturbance in Bipolar Disorder Across the Lifespan". Clinical Psychology. ج. 16 ع. 2: 256–277. DOI:10.1111/j.1468-2850.2009.01164.x. ISSN:0969-5893. PMC:3321357. PMID:22493520.
- ^ Diagnostic and statistical manual of mental disorders : DSM-5. American Psychiatric Association., American Psychiatric Association. DSM-5 Task Force. (ط. 5th). Arlington, VA: American Psychiatric Association. 2013. ISBN:9780890425541. OCLC:830807378.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: آخرون (link) - ^ Jackson، A.؛ Cavanagh، J.؛ Scott، J. (2003). "A systematic review of manic and depressive prodromes". Journal of Affective Disorders. ج. 74 ع. 3: 209–17. DOI:10.1016/s0165-0327(02)00266-5. PMID:12738039.
- ^ Sierra، P.؛ Livianos، L.؛ Arques، S.؛ Castelló، J.؛ Rojo، L. (2007). "Prodromal symptoms to relapse in bipolar disorder". The Australian and New Zealand Journal of Psychiatry. ج. 41 ع. 5: 385–91. DOI:10.1080/00048670701266854. PMID:17464729. S2CID:32501937.
- ^ Murray, Greg; Harvey, Allison (2010). "Circadian rhythms and sleep in bipolar disorder". Bipolar Disorders (بالإنجليزية). 12 (5): 459–472. DOI:10.1111/j.1399-5618.2010.00843.x. ISSN:1399-5618. PMID:20712747.
- ^ ا ب Murray، Greg؛ Allen، Nicholas B.؛ Trinder، John (1 يناير 2002). "Mood and the Circadian System: Investigation of a Circadian Component in Positive Affect". Chronobiology International. ج. 19 ع. 6: 1151–1169. DOI:10.1081/CBI-120015956. ISSN:0742-0528. PMID:12511032. S2CID:25680126.
- ^ Meyrer, Robert; Demling, Joachim; Kornhuber, Johannes; Nowak, Magdalena (2009). "Effects of night shifts in bipolar disorders and extreme morningness". Bipolar Disorders (بالإنجليزية). 11 (8): 897–899. DOI:10.1111/j.1399-5618.2009.00767.x. ISSN:1399-5618. PMID:19922558.
- ^ ا ب Grandin، Louisa D.؛ Alloy، Lauren B.؛ Abramson، Lyn Y. (1 أكتوبر 2006). "The social zeitgeber theory, circadian rhythms, and mood disorders: Review and evaluation". Clinical Psychology Review. ج. 26 ع. 6: 679–694. DOI:10.1016/j.cpr.2006.07.001. ISSN:0272-7358. PMID:16904251.
- ^ ا ب Van Der Helm، E.؛ Walker، M. P. (2009). "Overnight Therapy? The Role of Sleep in Emotional Brain Processing". Psychological Bulletin. ج. 135 ع. 5: 731–748. DOI:10.1037/a0016570. PMC:2890316. PMID:19702380.
- ^ Kaplan، Katherine A.؛ Gruber، June؛ Eidelman، Polina؛ Talbot، Lisa S.؛ Harvey، Allison G. (1 أغسطس 2011). "Hypersomnia in inter-episode bipolar disorder: Does it have prognostic significance?". Journal of Affective Disorders. ج. 132 ع. 3: 438–444. DOI:10.1016/j.jad.2011.03.013. ISSN:0165-0327. PMC:3139494. PMID:21489637.
- ^ Jamison, Kay Redfield (31 Jul 2000). "Suicide and Bipolar Disorder". The Journal of Clinical Psychiatry (بالإنجليزية). 61 (suppl 9): 47–51. ISSN:0160-6689. PMID:10826661. Archived from the original on 2023-11-17.
- ^ ا ب Frank، Ellen؛ Swartz، Holly A؛ Kupfer، David J (15 سبتمبر 2000). "Interpersonal and social rhythm therapy: managing the chaos of bipolar disorder". Biological Psychiatry. ج. 48 ع. 6: 593–604. DOI:10.1016/S0006-3223(00)00969-0. ISSN:0006-3223. PMID:11018230. S2CID:7926489.
- ^ ا ب Sit, Dorothy; Wisner, Katherine L.; Hanusa, Barbara H.; Stull, Stacy; Terman, Michael (2007). "Light therapy for bipolar disorder: a case series in women". Bipolar Disorders (بالإنجليزية). 9 (8): 918–927. DOI:10.1111/j.1399-5618.2007.00451.x. ISSN:1399-5618. PMID:18076544.
- ^ ا ب Harvey، Allison G. (1 يوليو 2008). "Sleep and Circadian Rhythms in Bipolar Disorder: Seeking Synchrony, Harmony, and Regulation". American Journal of Psychiatry. ج. 165 ع. 7: 820–829. DOI:10.1176/appi.ajp.2008.08010098. ISSN:0002-953X. PMID:18519522.