انتقل إلى المحتوى

انحشار فخذي حقي

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
انحشار فخذي حقي
معلومات عامة
الاختصاص طب الروماتزم  تعديل قيمة خاصية (P1995) في ويكي بيانات

الانحشار الفخذي الحقي هو حالة تشمل واحدة أو أكثر من التشوهات التشريحية لمفصل الورك، وهو مفصل كروي حقي.[1] يعد سببًا شائعًا لألم الورك وعدم الراحة لدى الشباب والبالغين في منتصف العمر.[2] يحدث عندما يلامس رأس الفخذ الكروي الحُق بشكل غير طبيعي أو لا يسمح بنطاق طبيعي للحركة ضمن التجويف الحقي.[3] قد يحدث تلف في الغضروف المفصلي أو الغضروف الشفاوي (النسيج الرخو) أو كليهما.[4] قد تترافق الحالة بأعراض أو تكون لا عرضية. قد يسبب فصال عظمي وركي.[1] تتراوح خيارات العلاج من المعالجة التحفطية إلى الجراحة.[5]

التشريح[عدل]

يصنف مفصل الورك على أنه مفصل كروي حقي. يسمح هذا النوع من المفصل الزلالي بالحركة والدوران في اتجاهات متعددة. هناك نوعان من العظام التي تشكل مفصل الورك وتشكل مفصل بين عظم الفخذ والحوض. يربط هذا المفصل الهيكل المحوري بالطرف السفلي. يتكون عظم الحوض، المعروف أيضًا باسم العظم اللامسمى، من ثلاث عظام مدمجة معًا: الحرقفة والإسك والعانة. تنقسم عضلات الورك إلى عضلات الفخذ الأمامية وعضلات الورك الخلفية. يعتبر كل من العصب الفخذي والعصب الوركي من أهم الإمدادات العصبية التي تمر عبر مفصل الورك.[6]

العلامات والأعراض[عدل]

الألم هو الشكوى الأكثر شيوعًا لدى مرضى الانحشار الفخذي الحقي.[7] ينتشر في عدة مناطق، ما يجعل التشخيص صعبًا، ولكنه يحدث بشكل شائع في المغبن والأرداف العلوية/أسفل الظهر والأرداف أو أسفل الأرداف وجانب الورك المصاب وأعلى الساق الخلفية.[3][7][8] تظهر الأعراض بشكل حاد أو تدريجي. غالبًا ما يكون الألم شديدًا ويسبب انخفاض مستوى النشاط والحركة.[7] أبلغ البعض أيضًا عن انخفاض نطاق حركة الورك المصاب.[9] تشمل الأعراض الأخرى ألم المغبن المرتبط بالنشاط وعدم وجود تاريخ سابق للرضح.[10] قد تحدث أيضًا مشاكل في القدرة على أداء أنشطة مثل ثني الورك العالي أو الجلوس المطول لدى الأفراد المصابين بالانحشار الفخذي الحقي.[10]

السبب[عدل]

يتميز الانحشار الفخذي الحقي بالاتصال غير الطبيعي بين عظم الفخذ القريب وحافة الحُق (تجويف الورك). في معظم الحالات، يعاني المرضى من تشوه في عظم رأس الفخذ أو الحُق أو اتصال فخذي-حقي ضعيف، أو أي من أو كل ما سبق.[3] سبب الانحشار الفخذي الحقي غير معروف حاليًا، لكن حُددت المسببات الخلقية والمكتسبة. أظهرت الدراسات زيادة في الإصابة بين الأشقاء، ما يشير إلى وجود مسبب وراثي. أظهرت إحدى الدراسات أيضًا شيوع الإصابة بين سكان القوقاز. أُبلغ أيضًا عن شيوع الإصابة بين الذكور.[11] رغم ذلك، لا يوجد دليل ملموس يشير إلى سمة وراثية وتدعم النظرية الأكثر تفضيلًا حاليًا أن الانحشار الفخذي الحقي (نمط الحدبات بشكل خاص) يعود إلى الحركات المتكررة التي تشمل الورك (مثل القرفصاء) بين الرياضيين الشباب.[11] تشمل الأنشطة المشددة التي يبلغ عنها عادةً القرفصاء المتكررة أو لفترات طويلة، وحركات لوي الفخذ، مثل الدوران أثناء ألعاب القوى، والدخول إلى السيارات والخروج منها، وحتى الجلوس لفترات طويلة.[7][12] قد يؤهب مزيج من هذه العوامل أيضًا إلى شكل من أشكال الانحشار الفخذي الحقي؛ بالدرجة الأولى، شذوذ ثانوي في نمو عظم الورك مع عوامل بيئية مثل الحركة المتكررة للساقين ضمن نظاق فوق فيزيولوجي.[13]

التشخيص[عدل]

يعد التقييم السريري الخطوة الأولى في التشخيص، لكنه نادرًا ما يكون كافيًا للتشخيص وحده، بسبب الطبيعة غير المتسقة والمبهمة للألم. يجب الاستفسار عن الطفولة والنشاط الحالي. يجب أن يتضمن الفحص البدني أيضًا تقييم الدوران الداخلي السلبي للورك عند الانثناء، إذ يقل نطاق الحركة بما يتناسب مع حجم آفة الحدبات. يجب أيضًا ثني الورك إلى 90 درجة، وتقريب الورك وتدويره داخليًا، ما يُعرف باسم اختبار فادير (FADDIR). يكون الاختبار إيجابيًا عندما يسبب الألم. يجب أيضًا إجراء اختبار فابير (FABER)، ويتضمن ثني الورك وتقريبه وتدويره خارجيًا.[11] يعد اختبار فابير مفيدًا عند التشخيص المتزامن لأمراض الشفا ويعتبر إيجابيًا إذا حرضت الوضعية شعورًا بالألم.[14] تشمل الطرق الإضافية غير الباضعة لمراقبة الانحشار الفخذي الحقي المحتملة التغييرات في المشية التي تشمل بسط الورك السفلي والدوران الداخلي لتصحيح النمو العظمي.[15]

التشخيص التفريقي[9][عدل]

الوقاية[عدل]

يجري التحقيق في الوقاية حاليًا. تهدف الوقاية إلى تجنب تلف المفاصل والفصال العظمي الوركي المبكر. تقيم الدراسات فعالية فحص المراهقين في المدرسة واستهداف الأفراد المعرضين للخطر بهدف التثقيف والعلاج الفيزيائي وتقليل المشاركة في الأنشطة/الرياضات التي قد تكون ضارة كما هو مشار إليه في قسم علم الأوبئة.[16]

العلاج[عدل]

يمكن تقسيم علاج الانحشار الفخذي الحقي إلى غير جراحي (تحفظي) وجراحي. غالبًا ما يوصف العلاج التحفظي لمن لم يتلقوا أي علاج بعد.[17] يشمل العلاج التحفظي العلاج الفيزيائي وتجنب الأنشطة التي تسبب الألم ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية. قد يشمل أيضًا حقن المفاصل بالكورتيزون أو حمض الهيالورونيك، خاصةً لمن يريدون تجنب الجراحة.[7]

يطبق العلاج الفيزيائي بهدف تحسين حركة المفاصل وتقوية العضلات المحيطة بالمفصل وتصحيح الوضعية وعلاج أي عجز عضلي أو مفصل قد يؤدي إلى تفاقم الحالة.[12] يمكن أيضًا إجراء تحليل حركي لتحديد أنماط الحركة المحددة التي قد تسبب الإصابة.[18] تجرى دراسات حالية لإثبات فعالية العلاج الفيزيائي، بدون نتائج قاطعة حتى الآن.[17]

يوصى بالعلاج الجراحي بشكل عام في حال استمرار ظهور الأعراض. يشمل التصحيح الجراحي لأي تشوهات عظمية تسبب انحشار وتصحيح أي آفات للأنسجة الرخوة، مثل تمزق الشفا.[7] الهدف الأساسي من الجراحة هو تصحيح ملاءمة رأس الفخذ والحُق لتشكيل تجويف في الورك يقلل من الاتصال بين الاثنين، ما يسمح بنطاق أكبر من الحركة. تشمل الإجراءات نحت رأس الفخذ و/أو تشذيب حافة الحُق.[19][20]

قد تكون الجراحة مفتوحة أو تجرى باستخدام التنظير.[8] اقترحت دراسة عام 2011 لتحليل الأساليب الجراحية الحالية لإدارة الانحشار الحقي الفخذي المترافق بأعراض، أن طريقة تنظير المفصل كانت لها نتائج جراحية مساوية أو أفضل من الطرق الأخرى مع معدل أقل من المضاعفات الشديدة عند إجرائها من قبل الجراحين ذوي الخبرة؛[21] لذلك نادرًا ما تجرى الجراحة المفتوحة حاليًا.[22]

علم الأوبئة[عدل]

أجريت أبحاث محدودة حول انتشار الانحشار الفخذي الحقي بين عامة السكان وفقًا لمراجعة الأدبيات التي أجراها الغرني (Algarni).[23] من ناحية أخرى، هناك العديد من المصادر التي تناقش انتشار هذه الحالة بين الرياضيين خاصةً الأصغر سنًا وذوو البشرة البيضاء.[24] يكون انتشار تشوهات عنق الفخذ في رياضات مثل الهوكي والتنس وكرة القدم والفروسية أعلى بسبب طبيعتها التي تجبر الرياضيين على حركات الانثناء القسري والمحمّل والدوران الداخلي.[23]

تكون آفات الحدبات أكثر شيوعًا لدى الذكور، بينما تكون آفات الكماشة أكثر شيوعًا لدى الإناث بسبب الاختلافات في التطور التشريحي للحوض.[14]

مراجع[عدل]

  1. ^ ا ب Pun S، Kumar D، Lane NE (يناير 2015). "Femoroacetabular impingement". Arthritis & Rheumatology. ج. 67 ع. 1: 17–27. DOI:10.1002/art.38887. PMC:4280287. PMID:25308887.
  2. ^ Dooley PJ (يناير 2008). "Femoroacetabular impingement syndrome: Nonarthritic hip pain in young adults". Canadian Family Physician. ج. 54 ع. 1: 42–7. PMC:2293316. PMID:18208954.
  3. ^ ا ب ج Banerjee P، McLean CR (مارس 2011). "Femoroacetabular impingement: a review of diagnosis and management". Current Reviews in Musculoskeletal Medicine. ج. 4 ع. 1: 23–32. DOI:10.1007/s12178-011-9073-z. PMC:3070009. PMID:21475562.
  4. ^ Agricola R، Weinans H (فبراير 2016). "What is femoroacetabular impingement?". British Journal of Sports Medicine. ج. 50 ع. 4: 196–7. DOI:10.1136/bjsports-2015-094766. PMID:26130699. S2CID:12149232. مؤرشف من الأصل في 2021-02-25.
  5. ^ Egger، Anthony C.؛ Frangiamore، Salvatore؛ Rosneck، James (2016). "Wolters Kluwer Health - Article Landing Page". Sports Medicine and Arthroscopy Review. ج. 24 ع. 4: e53–e58. DOI:10.1097/jsa.0000000000000126. PMID:27811519.
  6. ^ Prentice, William E. (21 نوفمبر 2016). Principles of athletic training : a guide to evidence-based clinical practice (ط. Sixteenth). New York, NY. ISBN:978-1-259-82400-5. OCLC:953984958.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  7. ^ ا ب ج د ه و Menge TJ، Truex NW (مايو 2018). "Femoroacetabular impingement: a common cause of hip pain". The Physician and Sportsmedicine. ج. 46 ع. 2: 139–144. DOI:10.1080/00913847.2018.1436844. PMID:29406812. S2CID:46857494.
  8. ^ ا ب Chakraverty، J.K.؛ Snelling، N.J. (2012). "Anterior hip pain – Have you considered femoroacetabular impingement?". International Journal of Osteopathic Medicine. ج. 15: 22–27. DOI:10.1016/j.ijosm.2011.09.003.
  9. ^ ا ب Ghaffari A، Davis I، Storey T، Moser M (نوفمبر 2018). "Current Concepts of Femoroacetabular Impingement". Radiologic Clinics of North America. ج. 56 ع. 6: 965–982. DOI:10.1016/j.rcl.2018.06.009. PMID:30322493.
  10. ^ ا ب Banerjee, Purnajyoti; Mclean, Christopher R. (Mar 2011). "Femoroacetabular impingement: a review of diagnosis and management". Current Reviews in Musculoskeletal Medicine (بالإنجليزية). 4 (1): 23–32. DOI:10.1007/s12178-011-9073-z. ISSN:1935-973X. PMC:3070009. PMID:21475562.
  11. ^ ا ب ج Egger، Anthony C.؛ Frangiamore، Salvatore؛ Rosneck، James (ديسمبر 2016). "Femoroacetabular Impingement: A Review". Sports Medicine and Arthroscopy Review. ج. 24 ع. 4: e53–e58. DOI:10.1097/JSA.0000000000000126. ISSN:1538-1951. PMID:27811519.
  12. ^ ا ب Kuhlman GS، Domb BG (ديسمبر 2009). "Hip impingement: identifying and treating a common cause of hip pain". American Family Physician. ج. 80 ع. 12: 1429–34. PMID:20000305.
  13. ^ Leunig M، Beaulé PE، Ganz R (مارس 2009). "The concept of femoroacetabular impingement: current status and future perspectives". Clinical Orthopaedics and Related Research. ج. 467 ع. 3: 616–22. DOI:10.1007/s11999-008-0646-0. PMC:2635437. PMID:19082681.
  14. ^ ا ب Starkey, Chad, 1959- (2015). Examination of orthopedic & athletic injuries. Brown, Sara D. (ط. Fourth). Philadelphia. ISBN:978-0-8036-3918-8. OCLC:893974504.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  15. ^ King, Matthew G; Lawrenson, Peter R; Semciw, Adam I; Middleton, Kane J; Crossley, Kay M (May 2018). "Lower limb biomechanics in femoroacetabular impingement syndrome: a systematic review and meta-analysis". British Journal of Sports Medicine (بالإنجليزية). 52 (9): 566–580. DOI:10.1136/bjsports-2017-097839. ISSN:0306-3674. PMID:29439949. S2CID:4859307.
  16. ^ Cakic، J.؛ Patricios، J. (يوليو 2014). "Femoroacetabular impingement: prevention or intervention? The sports physician's quandary". British Journal of Sports Medicine. ج. 48 ع. 14: 1073–1074. DOI:10.1136/bjsports-2014-093792. hdl:2263/42041. ISSN:1473-0480. PMID:24858362. S2CID:7104674.
  17. ^ ا ب Casartelli، Nicola C.؛ Bizzini، Mario؛ Kemp، Joanne؛ Naal، Florian D.؛ Leunig، Michael؛ Maffiuletti، Nicola A. (مايو 2018). "What treatment options exist for patients with femoroacetabular impingement syndrome but without surgical indication?". British Journal of Sports Medicine. ج. 52 ع. 9: 552–553. DOI:10.1136/bjsports-2017-098059. ISSN:1473-0480. PMID:28935688. S2CID:4817032.
  18. ^ Loudon، Janice K.؛ Reiman، Michael P. (مايو 2014). "Conservative management of femoroacetabular impingement (FAI) in the long distance runner". Physical Therapy in Sport. ج. 15 ع. 2: 82–90. DOI:10.1016/j.ptsp.2014.02.004. ISSN:1873-1600. PMID:24629576.
  19. ^ Nasser، Rima؛ Domb، Benjamin (2018). "Bone & Joint". EFORT Open Reviews. ج. 3 ع. 4: 121–129. DOI:10.1302/2058-5241.3.170041. PMC:5941972. PMID:29780619.
  20. ^ Bhatia، Sanjeev؛ Lee، Simon؛ Shewman، Elizabeth؛ Mather، Richard C.؛ Salata، Michael J.؛ Bush-Joseph، Charles A.؛ Nho، Shane J. (سبتمبر 2015). "Effects of acetabular rim trimming on hip joint contact pressures: how much is too much?". The American Journal of Sports Medicine. ج. 43 ع. 9: 2138–2145. DOI:10.1177/0363546515590400. ISSN:1552-3365. PMID:26180260. S2CID:1172435.
  21. ^ Matsuda DK، Carlisle JC، Arthurs SC، Wierks CH، Philippon MJ (فبراير 2011). "Comparative systematic review of the open dislocation, mini-open, and arthroscopic surgeries for femoroacetabular impingement". Arthroscopy. ج. 27 ع. 2: 252–69. DOI:10.1016/j.arthro.2010.09.011. PMID:21266276. مؤرشف من الأصل في 2021-06-13.
  22. ^ Kierkegaard، Signe؛ Langeskov-Christensen، Martin؛ Lund، Bent؛ Naal، Florian D.؛ Mechlenburg، Inger؛ Dalgas، Ulrik؛ Casartelli، Nicola C. (أبريل 2017). "Pain, activities of daily living and sport function at different time points after hip arthroscopy in patients with femoroacetabular impingement: a systematic review with meta-analysis". British Journal of Sports Medicine. ج. 51 ع. 7: 572–579. DOI:10.1136/bjsports-2016-096618. ISSN:1473-0480. PMID:27845683. S2CID:11254041.
  23. ^ ا ب Algarni, Abdulrahman D. (1 Jul 2013). "Femoroacetabular impingement in athletes: A review of the current literature". Saudi Journal of Sports Medicine (بالإنجليزية). 13 (2): 63. DOI:10.4103/1319-6308.123370. ISSN:1319-6308. S2CID:72759055.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  24. ^ Mallets, Emma; Turner, Ann; Durbin, Jeremy; Bader, Alexander; Murray, Leigh (Jul 2019). "Short-Term Outcomes of Conservative Treatment for Femoroacetabular Impingement: A Systematic Review and Meta-Analysis". International Journal of Sports Physical Therapy (بالإنجليزية). 14 (4): 514–524. DOI:10.26603/ijspt20190514. ISSN:2159-2896. PMC:6670054. PMID:31440404.
إخلاء مسؤولية طبية