قرطبة (بالإسبانية :Córdoba) مدينة وعاصمة مقاطعة قرطبة التابعة لمنطقة أندلوسيا في جنوب إسبانيا وتقع على ضفة نهر الوادي الكبير، على دائرة عرض 38ْ شمال خط الاستواء. اشتهرت أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا حيث كانت عاصمة الدولة الأموية هناك. من أهم معالمها مسجد قرطبة. اعتماداً على المعلومات التي أدلى بها ياقوت الحموي بشأن أصل مدينة قرطبة أن أصل كلمة قرطبة ترجع إلى مصدرين، أولهما أعجمي روماني وثانيهما عربي. أما معنى الكلمة في اللغة العربية فيقصد بها العدوُ الشديد. وفي رواية أخرى أن التعبير قرطبة بمعنى صرعه، وتعني أيضاً أن «القرطبا» هو السيف كأنه من «قرطبة» أي قطعه. فتح المسلمون الأمويون قرطبة على يد القائد مغيث الرومي مولى الخليفة الوليد بن عبد الملك في سنة 92هـ/ 710م، وجعل الأمويون قرطبة مقراً لولاتهم على الأندلس فظلت كذلك حتى سقوط الدولة الأموية على أيدي العباسيين عام 750م. و لكن لم يعل شأن قرطبة إلا مع قدوم الأمير الأموي عبد الرحمٰن الداخل إلى الأندلس فاراً من العباسيين، فاستولى على مقاليد الأمور في الأندلس الإسلامية وجعل قرطبة عاصمة له عام 756م. وقد كان هذا بداية لعصر قرطبة الذهبي، حيث أصبحت عاصمة الأندلس الإسلامية بأكملها وأهم مدينة في شبه الجزيرة الأيبيرية.
طليطلة (بالإسبانية: Toledo)، مدينة إسبانية تقع على بعد 75 كيلومتراً جنوب العاصمة الإسبانية مدريد. مدينة طليطلة هي عاصمة مقاطعة طليطلةومنطقة كاستيا لا منتشا في وسط إسبانيا. تقع المدينة على مرتفع منيع تحيط به أودية وأجراف عميقة، تتدفق فيها مياه نهر تاجه. ويحيط وادي تاجة بطليطلة من ثلاث جهات مساهما بذلك في حصانتها ومنعتها. اسم «طليطلة» تعريب للاسم اللاتيني "توليدوث" وكان العرب يسمون طليطلة «مدينة الأملاك» لأنها كانت عاصمة مملكة القوط. فتحت على يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد عام 712م بعد انتصارهم بمعركة وادي لكة على القوط. ظلت طليطلة بعد ذلك تتمتع بتفوقها السياسي على سائر مدن الأندلس. وفي عهد محمد بن عبد الرحمٰن الأوسط عام 233هـ خرجت عليه طليطلة فبرز إليها بنفسه وهزم المتمردين، وانتظمت في عهد خلافة عبد الرحمٰن الناصر، وازدهر فيها فن العمارة. عبر مؤرخو العرب عن عظمة موقع طليطلة، من ذلك ما ذكره الحميري في كتابه الروض المعطار في خبر الأقطار إذ يقول: «وهي على ضفة النهر الكبير، وقل ما يرى مثلها إتقانا وشماخة بنيان، وهي عالية الذرى، حسنة البقعة»، ثم يقول في موضع آخر: «ولها من جميع جهاتها أقاليم رفيعة، وقلاع منيعة، وعلى بعد منها في جهة الشمال الجبل العظيم المعروف بالشارات».
مدينة الزهراء هي مدينة أندلسية ملكية مشهورة، تقع على بعد 30 كم من قرطبة، وتشتهر بعمارتها وما استخدم فيها من الذهبوالرخام. قام ببنائها الخليفة الأمويعبد الرحمٰن الناصر لدين الله بين أعوام 936و940م. وقد بناها لتماثل قصور دمشق العاصمة الأموية القديمة، بعد أن ضاقت قرطبة عاصمة الخلافة، بما يتطلبه ملكه العظيم من استكمال الفخامة الملوكية، ووجود القصور والأبهاء والرياض الشاسعة. واستمر العمل في إكمال صروحها العظيمة ومرافقها الفخمة بقية عهد الناصر، ومعظم عهد ولده الحكم المستنصر بالله، أي زهاء أربعين عامًا، ولم يدخر الناصر جهدا ولا نفقة في تشييد حاضرته الجديدة وتجميلها وزخرفتها، وأنشأ فيها قصر الخلافة العظيم، وقصره الخاص المسمي «بالمؤنس»، وزودها بنفيس الرياش والتحف والذخائر النادرة، وأسبغ عليها أروع ما تمخص عنه العصر من ضروب الرونق والفخامة والبهاء. ازدهرت المدينة لنحو 80 عاماً، ثم هجرها أهلها من جند قرطبة خلال ثورة البربر. ومن حينها انطمرت، ولم يعد اكتشافها إلا عام 1911. وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية حتى الآن نحو 10% من مباني المدينة البالغ مساحتها 112 هكتاراً.
إشبيلية (باللغة الإسبانية: Sevilla، سيفييا) عاصمة منطقة أندلوسياومقاطعة إشبيلية في جنوب إسبانيا، وتقع على ضفاف نهر الوادي الكبير. مساحتها 140,8 كم². فتح المسلمون إشبيلية في شعبان سنة (94هـ - 713م) بقيادة موسى بن نصير بعد حصار دام شهراً واحداً وأقام عليها عيسى بن عبد الله الطويل، وهو أول ولاتها من المسلمين. اشتهرت إشبيلية بشكل كبير إبان حكم المسلمين لإسبانيا في العصور الوسطى وكان يطلق عليها أيضاً اسم «حمص» نسبة لنزول جند الشام فيه أول مرة. وفي أواسط القرن التاسع الميلادي أمر عبد الرحمٰن الأوسط ببناء أسطول بحري ودار لصناعة الأسلحة فيها. وكان من أشهر حكامها المعتمد بن عباد، ومن أهم معالمها منارة خيرالدا التي بنيت بأمر من السلطان أبو يوسف يعقوب المنصورالموحدي. ومن أبرز سكاتها حينذاك إبراهيم بن سهل المشهور بديوانه. في غرة شعبان سنة 646 هـ حاصر ملك قشتالة وليونفرديناند الثالث إشبيلية، ودخلها بعد حصار دام سنة وخمسة أشهر. وفي الأعوام التالية حاول سلاطين الأسرة المرينية بمراكش استرجاع المدينة من المسيحيين إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وبذلك خرجت إشبيلية من أيدي المسلمين.
سرقسطة (بالإسبانية: Zaragoza) هي عاصمة مقاطعة سرقسطة وهي أيضا عاصمة منطقة أراغون في شمال شرق إسبانيا، تقع على نهر إبره. من أهم معالم المدينة قصر الجعفرية، الذي بناه المقتدر أمير طائفة سرقسطة، في النصف الثاني من القرن الحادي عشر للميلاد. وصفها ياقوت الحموي فقال: «سرقسطة، بفتح أوله وثانيه ثم قاف مضمومة وسين مهملة ساكنة وطاء مهملة. بلدة مشهورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة ذات فواكه عذبة لها فضل على سائر فواكه الأندلس مبنية على نهر كبير وهو نهر منبعث من جبال القلاع قد انفردت بصنعة السمور ولطف تدبيره تقوم في طرزها». وذكر آخر أن اسمها مشتق من اسم قيصر أغسطة، «وهو الذي بناها، وذكر أنها بنيت على مثل الصليب وجعل لها أربعة أبواب: باب إذا طلعت الشمس من أقصى المطالع في القيظ قابلته عند بزوغها، فإذا غربت قابلت الباب الذي بإزائه من الجانب الغربي، وباب إذا طلعت الشمس من أقصى مطالعها في الشتاء قابلته عند بزوغها وهو الباب القبلي؛ وإذا غربت قابلت الباب الذي بإزائه». فتحها المسلمون سنة 714م، وسقطت من أيديهم سنة 1118م عندما اجتاحها الأراغونيين.
بلنسية (بالإسبانية: Valencia) هي عاصمة مقاطعة بلنسية في شرق إسبانيا على البحر المتوسط ومن أكبر مدن البلاد. فتحها المسلمون عام 714م، وأرسيت فيها وفي مدائن شاطبةودانية وساجنتوم قواعد الحكم الإسلامي. ولم يساير المسلمين الإفرنج في إطلاق اسم «الإشبان» على تلك المدينة، بل غيروا بعض حروفه وأدخلوا تعديلا علي رسمه فأصبح "بُلَنْسِية"، وأوردوه بهذا الرسم في مؤلفاتهم التاريخية والجغرافية. وإلى المسلمين في عهد دولتهم بالأندلس يرجع الفضل في ازدهار سهل بلنسية، فقد شقوا على جانبي النهر أو الوادي الأبيض إحدى وثلاثين ترعة، وأجروا منه المياه لري أراضيه كلها بالراحة. وكانوا يسمون هذه الترع السواقي. ودخل هذا الاسم العربي في لغة الإسبان، وبقي ماثلاً فيها حتى الآن. وقد كانت في العهد الإسلامي ثالثة مدائن الأندلس في الترتيب بحسب عدد سكانها الذي تجاوز آنذاك ربع مليون نسمة. تأسست مملكة إسلامية في بلنسية عام 401هـ -1010م على يد اثنين من موالي المنصور بن أبي عامر، لكنهما تمردا وأعلنا استقلالهما على أن يكون الحكم شركة فيما بينهما، ولم يلبث أن توفي أحدهما، فأبعد أهلها الآخر عن المدينة، وصارت بلنسية خاضعة لحكم أمير برشلونة إلى أن فتحها عبد العزيز بن عبد الرحمٰن حفيد المنصور بن عامر. ووقعت بلنسية في القرون التالية تحت سيطرة ملوك الطوائف. ثم المرابطين، ثم الموحدين، إلى أن استولى عليها الفرنجة عام 1238م بعد سقوط قرطبة بسنتين.
مالقة (بالإسبانية: Málaga) هي مدينة إسبانية قديمة واقعة في جنوب البلاد وهي عاصمة مقاطعة مالقة في منطقة أندلوسيا. تطل على البحر المتوسط وتقع وسط منطقة كوستا دل سول وهي أهم ميناء إسباني بعد برشلونة. تحيط بها الجبال، ويوجد حولها نهري غوادالمدينا وغواداهورس، مناخها اللطيف المعتدل يجذب إليها السواح بشكل كبير. عُرب اسمها إلى مالقة أيام الحكم الإسلامي لإسبانيا. في القرن الثامن الميلادي كان فتح مالقة من أيسر وأسهل الفتوح الإسلامية حيث فتحت فيما يبدو مرتين: الفتح الأول في زمن طارق بن زياد وكان فتحا هامشياً قصياً ما لبث فيه أهل المدينة أن استعادوا مدينتهم، والفتح الآخر كان فتحاً حقيقياً أكد الفتح الأول والراجح أنه تم في عام 94- 95هـ. قامت مدينة مالقة بدورٍ تاريخي كبير في البناء السياسي والاقتصادي لدولة الإسلام في الأندلس على عصر الطوائفوالمرابطين وبلغت قمة المجد والازدهار الحضاري في عصر الموحدين وأكثر منه في عصر النصريين. خضعت مالقة إلى حكم المرابطين عام 483هـ بعد معركة الزلاقة وفي عام 547هـ انتقلت للموحدين. وفي عام 625هـ وبعد ضعف الموحدين ضم محمد بن يوسف بن هود مالقة إلى مملكته، وظل حاكمها حتى توفي. تمت محاولات مسيحية للسيطرة على مالقة عامي 887هـ و888هـ ولكنها فشلت، وبعد فترة عاود القشتاليون المحاولة فاستطاعو السيطرة على مالقة بعد حصار طويل وذلك في سنة 892هـ.
ألمرية مدينة إسبانية أندلسية وعاصمة مقاطعة المرية، تقع في جنوب شرق إسبانيا على البحر المتوسط. ألمرية مدينة حديثة النشأة نسبياً مقارنة بباقي مدن إسبانيا أمر ببنائها الخليفة عبد الرحمٰن الناصر لدين الله سنة 344هـ، وجاء اسمها من وظيفتها إذ كانت تتخذ مرأى ومرصدًا لمدينة بجانة وهناك قول آخر في سبب تسميتها وهو أن المدينة سميت بالمرآية (من كلمة المرآة) لأن المدينة ومعالمها تنعكس على المياه من حولها وكأنها مرآة. لما قدم النورمان إلى ألمرية، وأغاروا عليها ابتنيت فيها المحارس حتى صارت هي وبجانة بابي الشرق، وصارت منذ سنة 310هـ ذات مكانة كبرى وفى عهد المستنصر ارتفعت ألمرية إلى مصاف المدن الأندلسية الكبرى كقرطبةوغرناطة. على إثر سقوط الخلافة الأموية بالأندلس تفككت الدولة الأندلسية واقتسم رؤساء الأندلس أهم مدنها فيما عرف بعصر الطوائف. تغلب على ألمرية خيران العامري فتى المنصور بن أبي عامر سنة 405هـ، ثم أصبحت مملكة ألمرية بعد ذلك تابعة لمعن بن صمادح، وخلفه ابنه أبو يحيى محمد بن معن. ووقعت ألمرية تحت حكم المرابطين بعد معركة الزلاقة سنة 484هـ، وبعد ضعف دولة المرابطين وقعت تحت حكم الموحدين عام 542هـ. واستسلمت إلى الملوك الكاثوليك، وفرديناند وإيزابيلا، سنة 1489م.
بطليوس مدينة إسبانية تقع بالقرب من الحدود البرتغالية. أسسها عبد الرحمٰن بن محمد بن مروان. كانت عاصمة دولة بنو الأفطس. تقع بطليوس في منحنى نهر وادي يانة على مقربة من الحدود البرتغالية وهي مدينة كبيرة عتيقة الطراز تجوز إليها فوق قنطرة حجرية عظيمة طولها 500 متر وترجع إلى العصر الروماني ثم جددها المسلمون بعد ذلك. كانت بطليوس حتى منتصف القرن الثاني الميلادي خراب لم يعن بها المسلمون حتى اضطرام فتنة ابن مروان الجليقي الثائر بماردة وبناها وحصنها في سنة 875م وامتنع بها حيناً. وفي عهد الأمير عبد الله في أواخر القرن التاسع أعلن الجليقي الطاعة وعاونه الأمير بالرجال والمال لتجديد بطليوس فبنى بها الجامع ومسجد داخل القصبة وهكذا قامت بطليوس كقاعدة أندلسية جديدة تحتل من ذلك الحين مكانها في تاريخ الأندلس. وعند انهيار الخلافة الأموية وقيام دويلات الطوائف كانت بطليوس قاعدة إمارة مستقلة في ظل بني الأفطس الذين تملكوا بطليوس وما حولها سبعين عاماً (1022 - 1094م). حاول البرتغاليون انتزاع بطليوس بقيادة ملكهم ألفونسو هنريكيز في المرة الأولى سنة 556هـ/ 1161م، وقد استردها المسلمون على الفور، والثانية في سنة 565هـ/ 1169م و عاد المسلمون واستردوها مرة أخرى. وبقيت في يد المسلمين إلى أن استولى عليها النصارى بقيادة ألفونسو التاسع ملك ليون وذلك في سنة 626هـ/ 1227م.
الجزيرة الخضراء (بالإسبانية: Algeciras) («ألخِثيراس») هي إحدى بلدياتمقاطعةقادس، التي تقع في منطقة الأندلس جنوب إسبانيا وعلى بعد 20 كيلومتر من الشمال الشرقي لمدينة طريفة. قام المسلمين بإعادة بناء المدينة عام 711م، بعد أن كان البرابرة الجرمان وحلفائهم الوندال قد دمروها، لتكون بذلك أول مدينة عربية للمسلمين في الأراضي الأيبيرية، وتمتعت بحكم مستقل لفترة قصيرة من سنة 1035م إلى سنة 1058م. بعد قرون من حكم المسلمين للأندلس، وصلت حروب الاسترداد للجزيرة الخضراء، وفي يوليو من عام 1309 فرض فرديناند الرابع ملك قشتالة حصاراً على الجزيرة الخضراء وجبل طارق وسرعان ما سقط جبل طارق في أيدي المسيحيين لكن الجزيرة الخضراء صمدت على مدى ثلاث عقود. ثم عاد الحصار للجزيرة الخضراء في عهد ألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة، وتناوب على حصارها كلاً من «خوان نونيز دي لارا»، و«خوان مانويل بيدرو»، و«فرنانديز دي كاسترو»، و«خوان الفونسو دي لا سيردا»، وأمير جبل العيون. كما قام بحصارها فرسان من إنكلتراوفرنساوألمانيا، حتى أن الملك فيليب الثالث ملك نبرة شارك بحصارها بمئة من الخيالة و300 من المشاة. وسقطت الجزيرة الخضراء في آذار من عام 1344 بعد سنوات من الحصار.