انتقل إلى المحتوى

بوابة:الإسلام/شخصية مختارة/106

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اسم الضياء بخط الثلث

محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي، المقدسي الأصل، الجماعيلي، ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي. ولد بالدير المبارك، بجبل قاسيون، في مدينة دمشق، وكان ذلك في 6 جمادى الآخرة، سنة 569 هـ. كُنِّيَ بأبي عبد الله من قبيل تكنية أولي الفضل وقد استحب ذلك أهل العلم، ولم يكن يكنِّي نفسه كما هو ملاحظ في مصنفاته وعلى طباق السماع التي كان يكتبها بخط يده، وإنما اشتهرت كنيته ممن تتلمذ عليه وحدث عنه. ولُقب بـ ضياء الدين أو الحافظ الضياء، قال عنه المنذري في التكملة: «المنعوت بـ الضياء». وقد اشتهر بهذا اللقب وبه عُرف بين أهله وأقرانه ومعاصريه حتى إن المدرسة التي أنشأها دارًا للحديث عُرفت بالضيائية نسبة إلى هذا اللقب، وبه يذكره معظم العلماء والمحدثين في مصنفاتهم. نشأ الضياء في أسرة نذرت نفسها للعلم طلبًا وتطبيقًا ونشرًا، وكانت تعيش في بيتٍ واحدٍ يلقب بديرة الصالحين، وهي أسرة الشيخ أحمد بن محمد المقدسي، فكانت هذه الديرة أشبه بمدرسةٍ علميةٍ يأتي إليها الطلاب والغرباء من كل مكان، حيث يلزمون شيوخه وشيخاته ويأخذون عنهم أنواع العلوم. وبسبب هذه البيئة العلمية نبغ الضياء في كثير من العلوم. وكان أول تعليم تلقاه على يد والدته المُحدثة رُقيّة ولم يقتصر هذا التعليم على المراحل الأولى من حياته وإنما استمر مع نموه وتقدمه في السن. فقد أخذ عنها حفظ القرآن وحضر مجالس الحديث والرواية عن الرسول ، فروى عنها الكثير من الأحاديث والآثار منها الحديثان (865 و1860) في كتابه «الأحاديث المختارة»، والكثير من السير والتراجم لأهالي بيت المقدس، وأخبار هجرتهم. في سنة 576 هـ، أي في السابعة من عمره، تلقّى الحديث عن ابن صابرٍ وغيره، وطلب له أهله الإجازة من كبار العلماء، وذلك خلال رحلاتهم. ومنذ صغره لزم الحافظ عبد الغني المقدسي، وبه تخرّج في الحديث وغيره. كما لازم خاله الإمام الزاهد أبا عمر محمد المقدسي وخاله موفق الدين، وكان لرعاية خاله الأثر الكبير فيما وصل إليه الضياء من درجة علمية عالية. وله في كتابه «الأحاديث المختارة» أحاديث كثيرة رواها عنه.


...أرشيف للمزيد...