بوابة:الإسلام/مقالة رئيسية/20
تفسير القرآن العظيم المشهور بـ "تفسير ابن كثير"، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المعروف بابن كثير (المتوفى 774 هـ)، هو من أشهر الكتب الإسلامية المختصة بعلم تفسير القرآن الكريم، ويُعدُّ من أشهر ما دُوِّن في موضوع التفسير بالمأثور أو تفسير القرآن بالقرآن، فيعتمد على تفسير القرآن بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، وكذلك يذكر الأحاديث والآثار المسندة إلى أصحابها، وأقوال الصحابة والتابعين، كما اهتم باللغة العربية وعلومها، واهتم بالأسانيد ونقدها، واهتم بذكر القراءات المختلفة وأسباب نزول الآيات، كما يشتمل على الأحكام الفقهية، ويعتني بالأحاديث النبوية، ويشتهر بأنه يخلو من الإسرائيليات تقريبًا، ويضعه البعض بعد تفسير الطبري في المنزلة، ويفضله آخرون عليه. لم يحدد ابن كثير تاريخ بدايته في كتابة هذا التفسير ولا تاريخ انتهائه منه، لكن يستنبط البعض الحقبة التي ألفه فيها استنادًا إلى عدد من الأدلة؛ منها: أنه ألف أكثر من نصف التفسير في حياة شيخه المزي (المتوفى 742 هـ)، استنادًا أنه ذكر عند تفسير سورة الأنبياء شيخه المزي ودعا له بطول العمر، وأن عبد الله الزيلعي (المتوفي 762 هـ) اقتبس منه في كتابه تخريج أحاديث الكشاف، مما يدل على أنه قد انتشر قبل عام 762 هـ. ويُرجَح أنه انتهى من التفسير في يوم الجمعة 10 جمادى الآخرة 759 هـ، لما جاء في النسخة المكية والتي تُعتَبر أقدم النسخ، وقد جاء بآخرها: «آخر كتاب فضائل القرآن وبه تم التفسير للحافظ العلامة الرحلة الجهبذ مفيد الطالبين الشيخ عماد الدين إسماعيل الشهير بابن كثير، على يد أفقر العباد إلى الله الغني محمد بن أحمد بن معمر المقري البغدادي، عفا الله عنه ونفعه بالعلم، ووفقه للعمل به آمين بتاريخه يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة من سنة تسع وخمسين وسبعمائة هلالية هجرية». يُعتَبر تفسير القرآن العظيم من الكتب التي انتشرت في خزائن المكتبات الإسلامية، فقد وُجِدت نسخه في مكة والرياض ومصر وإسطنبول والهند والمغرب وإيرلندا وباريس.