بوابة:الوطن العربي/مقالة مختارة/74
كارثة تسمم الحبوب في العراق 1971، هي حادثة تسمم جماعي بدأت في أواخر عام 1971 بسبب مادة ميثيل الزئبق. حيث أن الحبوب التي إستوردها العراق من الولايات المتحدة والمكسيك كانت تحتوي على مادة ميثيل الزئبق الذي يعمل كمبيد للفطريات ولم تكن الشحنة معدة للاستهلاك البشري، إنما كانت مخصصة ومعدة كبذور للزراعة فقط. ولكن هذه الحبوب السامة استهلكت كغذاء من قبل الفلاحين العراقيين المقيمين في المناطق الريفية، إذ يعود سبب ذلك إلى عدة عوامل، منها استعمال اللغة الأجبنية للكتابة على العلامات التعريفية بدلا من اللغة العربية، إضافة إلى تأخر توزيعها عن موسم نمو المحاصيل الزراعية، مما جعل الفلاحين يستعملونها في الطبخ وبدأ الناس يعانون من الخدران (تنمل الجلد)، والرنح (انعدام التنسيق الإرادي لحركة العضلات)، وفقدان البصر، إضافة إلى أعراض مشابهة لمرض داء ميناماتا الذي ظهر في اليابان. ولقد بلغ عدد الوفيات حوالي 650 شخص، ولكن الأرقام المقترحة لا تقل عن عشرة أضعاف هذا الرقم، وتعد حادثة عام 1971 أكبر حادثة تسمم بالزئبق في وقتها، حيث بلغت ذروة حالات التسمم في شهري كانون الثاني وشباط وتوقفت في نهاية شهر آذار. أوصت التقارير بعد الكارثة على تشديد الرقابة، وتحسين وضع العلامات التعريفية، وتسليم الحبوب المعُالجة بالزئبق، إضافة إلى مشاركة واسعة من منظمة الصحة العالمية في رصد ومنع حوادث التسمم. كما أكدت التحقيقات على أن الخطر الأكبر يتعرض له الأجنة والأطفال الصغار بشكل خاص. خلال الفترة من 9 إلى 13 نوفمبر من نفس العام، عقد في بغداد مؤتمر عن التسمم بسبب البذور المعالجة بألكيل الزئبق، وأيدت توصيات تقرير منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، واقترحت كذلك أن تقوم وسائط الإعلام المحلية والوطنية بنشر حالات التفشي، بما في ذلك الحجم والأعراض؛ واعتبر أن توزيع هذه المعلومات ضروري. كما وضعت خطة عامة لجمع المعلومات ذات الصلة من الميدان وإمكانية التحليل لمزيد من الابحاث.