انتقل إلى المحتوى

ثورة المختار الثقفي (685-686)

إحداثيات: 32°01′N 44°25′E / 32.017°N 44.417°E / 32.017; 44.417
غير مفحوصة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

بعد مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في معركة كربلاء عام 61 هـ (680م)، عمّت حالة من الغضب والحزن في المجتمع الإسلامي، خاصة في العراق، حيث كان أنصار آل البيت يشعرون بالخذلان لعدم نصرتهم للإمام الحسين. وفي ظل استمرار الحكم الأموي، تفاقمت حالة الاضطراب السياسي والاجتماعي في الكوفة والحجاز، مما أدى إلى تصاعد الحركات المناهضة للأمويين في هذا السياق، أعلن عبد الله بن الزبير رفضه لبيعة يزيد بن معاوية وبدأ حراكًا عسكريًا في مكة والمدينة . في المقابل، ظل العراق يعاني من الانقسامات السياسية والولاءات المتضاربة بين أنصار الأمويين وأنصار آل البيت، الذين كانوا يطالبون بالثأر لدماء الإمام الحسين. كانت هذه الأحداث تمهيدًا لانطلاق ثورة المختار الثقفي في الكوفة عام 66 هـ (685م)، حيث رفع المختار شعار القصاص من قتلة الإمام الحسين وتحقيق العدالة [1]

ثورة المختار الثقفي
جزء من الفتنة الثانية
اراضي وقعت تحت حكم المختار الثقفي (اللون الازرق)
اراضي وقعت تحت حكم المختار الثقفي (اللون الازرق)
معلومات عامة
التاريخ 66 هـ - 67 هـ (685م - 686م)
الموقع الكوفة، العراق
32°01′N 44°25′E / 32.017°N 44.417°E / 32.017; 44.417
النتيجة انتصار المختار الثقفي وتحقيق القصاص من قتلة الإمام الحسين
المتحاربون
الدولة الأموية
خلافة عبد الله بن الزبير
دولة المختار الثقفي
القادة
عبد الله بن مطيع
عبيد الله بن زياد 
عمر بن سعد أعدم
شمر بن ذي الجوشن أعدم
حرملة بن كاهل أعدم
سنان بن أنس أعدم
المختار الثقفي
عبد الله بن كامل الشاكري
كيان أبو عمرة
أحمر بن شميط
القوة
غير معروفة حوالي 10,000 مقاتل
الخسائر
ثقيلة (مقتل العديد من القادة) متوسطة
خريطة

اخذ الأمر من محمد بن الحنفيه

[عدل]

قبل إعلان ثورته، سعى المختار الثقفي للحصول على الشرعية والدعم من محمد بن الحنفية، ابن الإمام علي بن أبي طالب وأحد كبار شخصيات آل البيت. توجّه المختار إلى محمد بن الحنفية وأبلغه نيّته في الثأر لدماء الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته. وافق محمد بن الحنفية على دعم المختار بشرط أن يكون هدفه الوحيد هو القصاص من قتلة الحسين واسترداد حقوق أهل البيت و ذكر المؤرخون أنَّ المختار عندما رجع إلى الكوفة قال لهم: إنَّ محمد بن الحنفية بعثني إليكم أمينا ووزيرا، وأمرني بقتال الملحدين، والطلب بدم أهل بيته، فبايعوه [2] و أعلن المختار أن ثورته تنطلق بتفويض من محمد بن الحنفية، وهو ما أكسبه تأييدًا واسعًا من الشيعة والأنصار في الكوفة. لعب هذا الاتفاق دورًا محوريًا في تعزيز موقف المختار وإقناع الناس بالانضمام إلى صفوفهم. [3] و على الرغم من اعلان المختار الثقفي انه أرسل من قبل محمد بن الحنفيه الا ان الشكوك قد اتت من بعض انصاره حيث جاء عبد الرحمن بن شريح إلى وجوه الشيعة فقال لهم: إِن المختار يريد الخروج بنا ولا ندري لعل محمد بن علي لم يوجهه إلينا، فانهضوا بنا إِليه لنخبره خبره فإن رخص لنا في اتباعه اتبعناه، وإن نهانا عنه اجتنبناه فما ينبغي أن يكون شيء آثر عندنا من أدياننا [4] و خرج كلٌ من عبد الرحمن بن شريح الشبامي، والأسود بن جراد الكندي، وسعر بن أبي سعر الحنفي في عدة معهم إلى ابن الحنفية، فلما لقوه وسألوه عن إدعاء المختار في أنه مبعوثٌ منه للأخذ بالثأر لدم الإمام الحسينعليه السلام ، فقال ابن الحنفية: إِنَّ الفضل بيد اللَّه يؤتيه من يشاء، فالحمد للَّه على ما آتانا وأعطانا، وأما المصيبة بحسين فقد خصت أهله، وعمّت المسلمين، وما دعاكم المختار إليه، فو الله لوددت أَن اللَّه انتصر لنا بمن شاء من خلقه، فقالوا: هذا إذن منه، ورخصة [5]. وقد ورد في بعض الروايات أنَّ محمد بن الحنفية لما سأله القوم عن دعوى المختار قال لهم: قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين عليه السلام فلما دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم الذي جاءوا لأجله، قال عليه السلام: يا عم لو أنَّ عبدا زنجيا تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته، وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت فخرجوا وقد سمعوا كلامه، وهم يقولون أذن لنا علي زين العابدين نعليه السلام ومحمد بن الحنفية [6] وقد ذهب بعض علماء الشيعة كالخوئي، إلى أنَّ ثورة المختار الثقفي كانت بإذن من الإمام السجادعليه [7]

ذهب المختار الثقفي إلى إبراهيم بن مالك من أجل دعوته للثورة للأخذ بثأر الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء ممن قتلهم، وسلّمه كتاب محمد بن الحنفية الذي يدعوه فيه للثورة مع المختار [8]ولكن إبراهيم استراب أول الأمر من هذا الكتاب بسبب إختلافه في الأسلوب التعبيري عن كتب سابقة جاءته من ابن الحنفيه [9] ولكن شهد أشخاص مثل يزيد بن أنس الأسدي، وأحمر بن شميط البجلي، وعبد الله بن كامل الشاكري على صحة هذا الكتاب من ابن الحنفية، فاستجاب إبراهيم لهذه الدعوة وبايع المختار الثقفي [10]

بداية الثورة

[عدل]
شعار ثورة المختار الثقفي
شعار ثورة المختار الثقفي

اتفق المختار الثقفي أن تكون بداية الثورة في النصف من ربيع الأول 66 هــ، ولكن لاستكمال بعض الاستعدادات تقرر النهوض في يوم الخميس بعد النصف من شهر ربيع الأول [11] وكان أنصار المختار يترددون عليه مما أثار حفيظة أمير الكوفة الزبيري عبد الله بن [12] و أمر عبد الله بن مطيع من رئيس شرطته إياس بن مضارب أن ينشر الجواسيس ليستطلع حال المختار وأصحابه، وفي يوم الأربعاء - أي قبل يوم من موعد الثورة - اعترض إياس بن مضارب وجماعة معه إبراهيم بن مالك ومن معه حيث كان في طريقه لبيت المختار، فقتل إبراهيمُ إياسَ، فبدأت الثورة بذلك ودارت حرب بين إبراهيم بن مالك الأشتر والمختار الثقفي وأنصارهما في الكوفة من جهة وبين عبد الله بن مطيع وراشد بن إياس من جهة أخرى، قُتِلَ فيها راشد وتراجع ابن مطيع إلى القصر، فحاصره إبراهيم بن مالك الأشتر فيه، وبعد أيام فرّ ابن مطيع [13]

اعلان الثورة

[عدل]

بعد أن أخبر إبراهيمُ بن مالك المختارَ بقتله إياس بن مضارب، فقال المختار: بشّرك اللَّه بخير فهذا أول الفتح، ثم لبس المختار سلاحه وأمر فنودي: (يا مَنْصُور أمت)[14]وهو شعار النبي محمد في غزوة بدر[15]وفي غزوة بني المصطلق[16]ونقلت روايات أخرى أنَّ المختار أمر بعض أصحابه برفع شعار (يا لثارات الحسين) كشعار لبداية [17]

استجابة دعاء الامام علي زين العابدين

[عدل]

روي عن المنهال بن عمرو أنه دخل على الإمام علي بن الحسين السجاد عندما ذهب للحج، فسأله عن حال حرملة بن كاهل الأسدي، فأخبره أنه لا زال حيا في الكوفة، فرفع الإمام السجادعليه السلام يديه، ثم قال: اللَّهُمَّ أَذِقْهُ‏ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ، وقد حقق الله هذا الدعاء على يد المختار [18]

الحرب مع المروانيين

[عدل]

بعد انتصار ثورة المختار الثقفي في الكوفة واقتصاصه من أكثر قتلة الإمام الحسين عليه السلام ومن شارك في كربلاء، قرر الإقتصاص ممن أمر بقتل الإمام الحسينعليه السلام، فجهّز جيشا وكان تعداده تسعة الآف بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر وأمره بالتوجه إلى الشام للإقتصاص من قتلة الإمام الحسين [19]

معركة الخازر وقتل ابن زياد

[عدل]

أرسل المختار الثقفي يوم 6 أو 8 من شهر ذي الحجة سنة 66 هـ جيشا بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر إلى الشام، وخرج عبيد الله بن زياد بجيش كبير لمواجهة إبراهيم وجيشه وصارت المواجهة بين الجيشين في منطقة قرب الموصل [20]و بدأت الحرب في يوم 10 محرم سنة 67 هـ على شاطئ خازر قرب الزاب على مسافة 5 فراسخ من الموصل، انتصر فيها جيش إبراهيم وقتل عبيد بن زياد وعددا من قتلة الإمام الحسين ، ومنهم الحُصين بن نُمير وشُرحبيل بن ذي كلاع [21]وقيل: أنَّ إبراهيم أحرق أجسادهم بعد قتلهم،[22] بعد أن بعث برؤوسهم إلى المختار، فأرسلها فنُصبت بمكة

مراجع

[عدل]
  1. ^ .الأخبار الطوال، أبو حنيفة الدينوري،
  2. ^ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 12، ص 250
  3. ^ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4
  4. ^ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 384
  5. ^ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 384
  6. ^ المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 365.
  7. ^ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 19، ص 109
  8. ^ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 385 - 386
  9. ^ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 17
  10. ^ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 290.
  11. ^ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 18
  12. ^ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 74
  13. ^ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 113
  14. ^ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 390.
  15. ^ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 106
  16. ^ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 656
  17. ^ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 390
  18. ^ الاربلي، كشف الغمة، ج ‏2، ص 112
  19. ^ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 423.
  20. ^ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 423
  21. ^ ابن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ص 263.
  22. ^ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 608