انتقل إلى المحتوى

حرب الأنفاق

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

حرب الأنفاق تعني استخدام الأنفاق وغيرها من الكهوف تحت الأرض خلال الحرب. وغالباً ما تتضمن بناء مرافق تحت الأرض لأغراض هجومية أو دفاعية، واستخدام الكهوف الطبيعية الموجودة والمنشآت الاصطناعية تحت الأرض لأغراض عسكرية. ويمكن استخدام الأنفاق لتقويض التحصينات والتسلل إلى أراضي العدو لشن هجوم مفاجئ، في حين يُمكنها تعزيز الدفاع عبر إتاحة نصب الكمائن والهجوم المضاد والقدرة على نقل القوات من جانب من ساحة المعركة إلى آخر غير مرئي ومحمي. كما يمكن للأنفاق العمل كمأوى من هجوم العدو.

استخدم النَقّابون [الإنجليزية] التنقيب أدنى المدن المسورة والحصون والقلاع أو غيرها من المواقع العسكرية شديدة التحصين منذ العصور القديمة. وحفر المدافعون أنفاقاً مضادة لمهاجمة النَقّابون أو هدم نفق يهدد تحصيناتهم. ونظراً لشيوع استخدام الأنفاق في المناطق الحضرية، فإن حرب الأنفاق غالباً ما تكون سمة للحرب الحضرية، وإن كانت ثانوية عادةً. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما جرى خلال الحرب الأهلية السورية في حلب، حينما زرع مسلحو المعارضة في مارس 2015 كمية كبيرة من المتفجرات تحت مقر إدارة المخابرات الجوية السورية.[1]

تكون الأنفاق ضيقة مما يحد من مجالات إطلاق النار؛ وبالتالي فإن القوات في الأنفاق غالباً ما يكون لديها عدد قليل فقط من النقاط المُعرضة لإطلاق النار أو الرصد في أي وقت. ويمكن أن تكون جزءاً من متاهة واسعة النطاق لها طرق مسدودة وإضاءة خافتة، مما يخلق عادةً بيئة قتال ليلية مغلقة.

قبل البارود

[عدل]

العصور القديمة

[عدل]

يقدم المؤرخ اليوناني بوليبيوس في كتابه «التواريخ» وصفاً بيانياً للتنقيب والتنقيب المضاد أثناء الحصار الروماني لأمبراسيا:

«أظهر الأيتوليون مقاومة شجاعة لهجوم معدات الحصار، ولذلك لجأ [الرومان] في حالة من اليأس إلى الحفر والأنفاق. وبعد تأمين أحد الموقع الرئيسي لأحد أنفاقهم الثلاثة، وإخفاء فتحته بعناية بأغطية من القش، أقاموا أمامه ممراً مغطى أو رواقاً بطول حوالي مائتي قدم، موازياً للجدار؛ وبدأوا في الحفر من ذلك الموضع، وعملوا بلا انقطاع ليلاً ونهاراً، بالتناوب. ولعدة أيام لم يلحظهم المحاصرون وهم يحملون التراب عبر فتحة النفق؛ ولكن عندما بدت كومة التراب التي أُخرجت بهذه الطريقة في الارتفاع المتزايد بحيث يستحيل حجبها عن أولئك داخل المدينة، بدأ قادة الحامية المحاصرة في العمل بقوة لحفر خندق بالداخل، موازياً للجدار والرواق الذي يواجه الأبراج. وعندما انتهى حفر الخندق بالعمق المطلوب، وضعوا بعد ذلك في صف على طول جانب الخندق الأقرب إلى الجدار عدداً من الأواني النحاسية الرقيقة للغاية؛ وبينما كانوا يسيرون على طول قاع الخندق متجاوزين هذه الأواني، كانوا يستمعون إلى ضجيج الحفر في الخارج. وبعد تحديد المكان الذي تشير إليه أي من هذه الأواني النحاسية، والتي كانت شديدة الحساسية وتهتز عند سماع الصوت في الخارج، بدأوا في حفر نفق آخر من الداخل، بزاوية قائمة على الخندق، يؤدي تحت الجدار، بحيث يخترق نفق العدو تماماً. وهو ما انتهوا منه بسرعة، بينما لم يكتف الرومان بشق نفقهم إلى أعلى الجدار، بل دعموا أيضاً جزءاً كبيراً منه على جانبي نفقهم؛ وبالتالي وجد الطرفان أنفسهما في مواجهة مباشرة.[2]»

تعامل الأيتوليون مع الأنفاق الرومانية باستخدام الدخان الناتج من حرق الريش بالفحم.[2] - وهو أساساً شكل مبكر من أشكال الحرب الكيميائية.

طالع أيضاً

[عدل]

المصادر

[عدل]
  1. ^ "أكثر من 30 قتيلا في هجوم استهدف مبنى المخابرات الجوية في حلب". فرانس 24. 5 مارس 2015. مؤرشف من الأصل في 2024-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2015-03-05.
  2. ^ ا ب بوليبيوس. Histories. 21.28

مراجع عامة

[عدل]

للاستزادة

[عدل]

وصلات خارجية

[عدل]