حرب المرتزقة
حرب المرتزقة | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من حروب بونيقية | |||||||
الفيلة الحربية لعبت دورا مفصليا في حرب المرتزقة. فسيفساء أرضية واقعة في ساحة الشركات (Piazzale delle Corporazioni) في أوستيا أنتيكا.
| |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
إمبراطورية قرطاجية (جيش قرطاج) |
جيش مرتزقة قرطاج | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
حرب المرتزقة (بالفرنسية: Guerre des Mercenaires) هو تمرد منظم من قبل مرتزقة ينتمي أغلبهم للجيش القرطاجي، وذلك بعد الحروب البونقية الأولى (264 ق.م و241 ق.م)، والتي انتهت بخسارة المدينة البونيقية.[1] هذه الحرب جائت مباشرة بعد اتفاقية السلم الموقعة مع الجمهورية الرومانية والتي دامت لثلاث سنوات وأربعة أشهر (ربيع 241 ق.م ونهاية 238 ق.م).
الحروب البونيقية الأولى انتهت عند رغبة أعضاء الأوليغارشية القرطاجية بوضع حد لكلفة الحرب الباهضة، وليست لخسارة قرطاج، حتى وإن تسببت الحرب في تدمير 500 سفينة في 23 سنة، وكذلك حتى وإن كانت خسارة معركة الجزر العقادية شديدة. اتفاقية سلم 241 ق.م كانت ثمنها باهض بالنسبة لقرطاج، حيث أنه كان هنالك أزمة اقتصادية مستعرة وخزائن الدولة فارغة.
التمرد هو في البداية، أن المرتزقة كانوا من أصول عرقية مختلفة، والذين كانوا قد شاركوا في هذه الحروب، لم يتم تسديد أجورهم. سلطات قرطاج غيرت اتجاهها، تصاعد النزاع أدى إلى فتح صراع مع الوحدات القديمة التي حاربت في صقلية.
انضم إلى المتمردين بعد ذلك مجموعة من الليبيين (الموجودين حاليا في شمال أفريقيا)، والذي يعطي لهذا النزاع طابع الحرب الأهلية، وهو الذي ذكره المختصون. حتي وإن كان عدم الرضا يأتي أساسا من عدم توزيع أجور المرتزقة، فإنه بعد ذلك تم إضافة عدة أسباب سياسية تتعلق أساسا بالعبودية القرطاجية على شعوب المنطقة.
بعد الفظائع التي ارتكبت من قبل الجانبين المتحاربين، ازدادت الحرب عنفا وقوة، حسب بوليبيوس الذي روى وقائع هذه الحرب في كتابه قصص. الكاتب الفرنسي جوستاف فلوبير في 1862 نقل وقائع هذه الحرب بطريقة درامية في رواية سلامبو.
المصادر الأولية
[عدل]يعد المؤرخ بوليبيوس (نحو 200 – 118 قبل الميلاد) المصدر الرئيسي لكل جوانب الحروب البونيقية تقريبًا، وهو إغريقي بُعث إلى روما عام 167 قبل الميلاد كرهينة.[2][3] وتشمل أعماله كتيبًا مفقودًا حاليًا حول التكتيكات العسكرية،[4] ولكنه معروف اليوم بكتابه التواريخ، الذي كتبه بعد عام 146 قبل الميلاد، أو بعد قرن من هذه الحرب.[2][5] ويُعتبر عمل بوليبيوس موضوعيًا بشكل عام ومحايدًا إلى حد كبير في ما يتعلق بوجهات النظر القرطاجية والرومانية.[6][7]
دُمرت السجلات القرطاجية المكتوبة إلى جانب العاصمة، قرطاج، عام 146 قبل الميلاد، وبالتالي فإن رواية بوليبيوس عن حرب المرتزقة تستند إلى العديد من المصادر اليونانية واللاتينية التي أصبحت مفقودة الآن.[8] كان بوليبيوس مؤرخًا تحليليًا وأجرى مقابلات شخصية مع المشاركين في الأحداث التي كتب عنها حين أمكنه ذلك.[9][10] وكان ضمن طاقم سكيبيو أيميليانوس عندما قاد جيشًا رومانيًا خلال الحرب البونيقية الثالثة في حملة عبر العديد من مواقع معارك حرب المرتزقة.[11] وذُكرت هذه الحرب في جزء واحد فقط من الكتاب الأول من بين 40 كتابًا تشكل مؤلفه التواريخ.[12] كانت دقة رواية بوليبيوس محل جدل كبير على مدار الـ 150 عامًا الماضية، لكن الإجماع الحديث على قبولها لقيمتها الاسمية، وتعتمد تفاصيل الحرب في المصادر الحديثة بشكل كامل تقريبًا على تفسيرات رواية بوليبيوس.[12][13][14] ويرى المؤرخ الحديث أندرو كاري أنه «يمكن الاعتماد على بوليبيوس إلى حد ما»؛[15] بينما يصفه كريغ تشامبيون بأنه «مؤرخ مطلع ومجد ومتبصر بشكل كبير».[16] كتبت تواريخ أخرى للحرب لاحقًا، ولكنها إما مجزأة أو موجزة.[3][17] ويأخذ المؤرخون الحديثون أيضًا بعين الاعتبار التواريخ اللاحقة التي كتبها ديودور الصقلي وديو كاسيوس، على الرغم من أن المؤرخ الكلاسيكي أدريان غولدزورثي يرى أن «رواية يوليبيوس هي المفضلة في حال الاختلاف مع الروايات الأخرى».[10] وتشمل المصادر الأخرى النقوش والعملات المعدنية والأدلة الأثرية.[18]
مراجع
[عدل]- ^ 2.4-2.6 نسخة محفوظة 7 أبريل 2005 على موقع واي باك مشين.; Livy, History of Rome, 21:18.10, 21:19.2-19.4, 21:41, 30:44.1-44.2, Perioche, 19.12-19.13 نسخة محفوظة 14 فبراير 2009 على موقع واي باك مشين.; Naevius,41-43; Nepos, 21:1.4-1.5; Polybius, 1:62.4-63.3, 3:27.1-27.6, and 3:29.2-29.10; Silius, 6:687-697 نسخة محفوظة 29 مارس 2006 على موقع واي باك مشين.; Victor, 41.2; Walbank, 565. نسخة محفوظة 18 نوفمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب Goldsworthy 2006، صفحة 20.
- ^ ا ب Tipps 1985، صفحة 432.
- ^ Shutt 1938، صفحة 53.
- ^ Walbank 1990، صفحات 11–12.
- ^ Lazenby 1996، صفحات x–xi.
- ^ Hau 2016، صفحات 23–24.
- ^ Goldsworthy 2006، صفحة 23.
- ^ Shutt 1938، صفحة 55.
- ^ ا ب Goldsworthy 2006، صفحة 21.
- ^ Champion 2015، صفحات 108–109.
- ^ ا ب Goldsworthy 2006، صفحات 20–21.
- ^ Lazenby 1996، صفحات x–xi, 82–84.
- ^ Tipps 1985، صفحات 432–433.
- ^ Curry 2012، صفحة 34.
- ^ Champion 2015، صفحة 102.
- ^ Goldsworthy 2006، صفحة 22.
- ^ Goldsworthy 2006، صفحات 23, 98.