انتقل إلى المحتوى

رسالة في استخراج المعمى

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
رسالة في استخراج المعمى
الصفحة الأولى من الرسالة
الصفحة الأولى من الرسالة
الصفحة الأولى من الرسالة
المعلومات العامة
النوع رسالة علمية
التاريخ قرابة 850 م
اللغة العربية
المؤلف يعقوب بن إسحاق الكندي
الشكل والمحتوى
الحجم 12 صفحة، قرابة 6500 كلمة
المحتويات التعمية واستخراج المعمى
تاريخ ومكان حفظ المخطوطة عُثر عليها عام 1987 م في مكتبة السليمانية، إسطنبول
رقم القيد 4832


رسالة في استخراج المعمى هي رسالة بحثية ألفها يعقوب بن إسحاق الكندي، والمعروفة بأنها الأولى التي تذكر استخراج المعمى التكراري. حتى منتصف القرن التاسع، كانت الطريقة الأكثر شيوعًا لتعمية الرسائل في العالم هي التعمية وحيدة الألفبائية  [لغات أخرى]‏ (حيث يُعَيَّن حرف معمى وحيد لكل حرف من النص المعمى). وقد وصف العالم العربي المسلم الكندي في عمله طريقة فعالة لاستخراج مثل هذه الرسائل المعماة، مما حفز بالتالي تطوير التعمية المتعددة الألفبائيات.[1][2] في الدول الأوروبية، بدأ استخدام المعميات المتعددة الألفبائيات فقط في القرن الخامس عشر.

نبذة تاريخية

[عدل]

عهد الخليفة المأمون إلى الكندي بإدارة بيت الحكمة، وكان ذلك بعد إتمام دراسته، حيث بدأ العمل في ترجمة المخطوطات اليونانية لأرسطو وغيره من الفلاسفة إلى اللغة العربية.[3] واجه الكندي أول مرة خلال عمله الحاجة إلى استخراج النصوص المعماة، حيث كانت بعض المخطوطات التي كان عليه ترجمتها معماة.[4] تعرض الكندي للاضطهاد في عهد المتوكل (منذ 847) بسبب معتقداته الدينية والفلسفية، حيث كان متأثرًا بفكر المعتزلة. صُودرت مكتبته وتعرض هو للضرب. وقد ضاع العديد من مخطوطاته، بما في ذلك رسالته في استخراج المعمى.[3] إلا أنه وصلت إلينا نسخة من المخطوطة، وعُثرت عليها بالصدفة في مكتبة السليمانية بإسطنبول عام 1987. تحتوي هذه النسخة على عدد كبير من الأخطاء النحوية والموضوعية الجسيمة، ومن الواضح أنها كتبها ناسخ ليس لديه فهم كبير في اللغويات والإحصاء الرياضي.[5]

المحتوى

[عدل]

في المقدمة، يصف الكندي رسالته بأنها دليل موجز وواضح من شأنه أن يساعد القارئ على إتقان التقنيات الأساسية لاستخراج المعمى بسرعة.[6] يمكن تقسيم بقية الكتاب تقريبًا إلى خمسة أجزاء:

  1. خوارزميات استخراج المعمى - وصف للطرق الرئيسة لاستخراج المعمى، بما في ذلك استخراج المعمى التكراري؛
  1. الأنواع الرئيسة من المعمِّيات - تصنيف المعميات الوحيدة الألفبائية والمتعددة الألفبائيات؛
  1. خوارزميات استخراج المعمى لأنواع معينة من المعمِّيات - خوارزميات لكسر المعميات المحددة؛
  1. الحروف العربية: ترتيبها وتكرارها - معطيات إحصائية يمكن استخدامها عند استخراج الرسائل المعماة باللغة العربية؛
  1. تركيبات الحروف في اللغة العربية - نظرة أعمق في السمات اللغوية للغة العربية.

خوارزميات استخراج المعمى

[عدل]

يبدأ الكندي الجزء الموضوعي من رسالته ببعض الاعتبارات في الإحصاء الرياضي. يقارن الأبجدية بالمادة التي يمكن صنع شيء منها عن طريق منحها الشكل المطلوب. على سبيل المثال، الذهب هو مادة، والكؤوس والأساور وغيرها من الحلي المصنوعة منه هي أشكال مختلفة من هذه المادة. ولذلك فإن جميع المصنوعات من الذهب لها خصائص متشابهة. بالإضافة إلى ذلك، فإن لكل لغة أنماطًا معينة يمكن استخدامها لاستخراج الرسائل المعماة. على سبيل المثال، تحتوي ألفبائيات العديد من اللغات (بما في ذلك العربية) على عدد من الصوامت أكبر من عدد الصوائت. ومع ذلك، إذا أخذت أي نص وأحصيت تكرار كل حرف فيه، فإن الحروف الأكثر تكرارًا ستكون الصوائت[7] (في اللغة العربية، الحرف الأكثر تكرارًا هو الألف "ا"، وفي اللغة الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإسبانية الحرف "e"، وفي الروسية الحرف "о").[8] يصف المؤلف طريقة استخراج المعمى التكراري على النحو التالي: [7]

«  فمما نحتال به لاستنباط الكتاب المعمى إذا عرف بأي لسان هو، أن يوجد من ذلك اللسان كتاب قدر ما يقع في جلد أو ما أشبهه، فنعد ما فيه من كل نوع من أنواع حروفه، فنكتب على أكثرها عددًا الأول، والذي يليه في الكثرة الثاني، والذي يلى ذلك في الكثرة الثالث، وكذلك حتى نأتي على جميع أنواع الحروف، ثم ننظر في الكتاب الذي نريد استخراجه فنصنف أيضًا أنواع صوره، فتنظر إلى أكثرها عددًا، فنسمه بسمة الحرف الأول، والذي يليه في الكثرة فنسمه بسمة الحرف الثاني، والذي يليه في الكثرة فنسمه بسمة الحرف الثالث، ثم كذلك حتى تنفد أنواع صور حروف الكتاب المعماة التي قصد لاستنباطه.  »

الحروف العربية: ترتيبها وتكرارها

[عدل]

قدم الكندي جدولاً بالتكرارات المطلقة لحروف الأبجدية العربية، والتي حسبها في عينة من سبع أوراق من النص.[9]

الحرف تكراره الحرف تكراره الحرف تكراره الحرف تكراره
ا 600 ر 155 س 91 ش
ل 437 ع 131 ق 63 ض
م 320 ف 122 ح 57 خ
ه 273 ت 120 ج 46 ث 17
و 262 ب 112 ذ 35 ط 15
ي 252 ك 112 ص 32 غ 15
ن 221 د 92 خ 20 ظ 8

ولسبب ما، لم يشر المؤلف إلى تكرارات حروف الشين والضاد والخاء، مع الإشارة إلى مكانها في الجدول، مرتبة حسب الترتيب التنازلي للتكرارات.

يبلغ عدد حروف الأبجدية العربية 28 حرفًا. من بين هذه الحروف، يمكن أن تشير 27 إلى صامتًا، و3 صوائت ممدودة (الألف والواو والياء)، ولا توجد أحرف تشير إلى صوائت غير ممدودة. وهكذا فإن الصوامت البحتة هي السائدة في الكتابة العربية. ولكن هذه الحقيقة لا تتعارض مع ما ورد في بداية الرسالة من أن الحرف الأكثر شيوعاً في كتابة أي لغة هو عادةً الصائت، لأن هذا الحرف في اللغة العربية هو الألف.[9]

المراجع

[عدل]
  1. ^ Singh (1999), p. 19-24.
  2. ^ Габидулин, Кшевецкий, Колыбельников (2011)، ص. 11, 12.
  3. ^ ا ب Mrayati, Alam, At-Tayyan (2003), p. 77.
  4. ^ Mrayati, Alam, At-Tayyan, p. 86-95.
  5. ^ Mrayati, Alam, At-Tayyan (2003), p. 111.
  6. ^ Mrayati, Alam, At-Tayyan 2003، صفحة 81.
  7. ^ ا ب Mrayati, Alam, At-Tayyan 2003، صفحة 122—130.
  8. ^ "Анализ текстов". StatSoft. مؤرشف من الأصل في 2012-01-06. اطلع عليه بتاريخ 2012-01-04.
  9. ^ ا ب Mrayati, Alam, At-Tayyan 2003، صفحة 166—170.

معلومات الكتب الكاملة

[عدل]