انتقل إلى المحتوى

سل بطني

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
يرجى إضافة قالب معلومات متعلّقة بموضوع المقالة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

السل البطني (بالإنجليزية: Abdominal tuberculosis)‏ نمط من السل خارج الرئوي يصيب أعضاء البطن مثل الأمعاء والصفاق والعقد اللمفية البطنية. قد تكون الإصابة معزولةً أو تترافق مع بؤرة أولية (مثل الرئتين) في المصابين بالسل المنتشر.[1]

الوبائيات[عدل]

يسبب سل البطن 5% من حالات السل حول العالم، ويشكل سل الجهاز الهضمي 1-3% منها، وتبلغ نسبته أقل من 11-15% من الإصابات لدى طبيعيي المناعة.[1][2]

يملك قرابة 20% من المصابين بسل البطن إصابةً فعالةً. ازداد معدل وقوع هذا المرض في العقود الأخيرة مع زيادة انتشار العدوى بفيروس عوز المناعة البشري الذي يجعل المصابين أكثر عرضةً للسل.[3][4][5]

عوامل الخطر[عدل]

تشمل عوامل خطر الإصابة بالسل البطني حالات ضعف المناعة مثل العدوى بفيروس عوز المناعة البشري والداء السكري والخباثات الكامنة. يمثل تشمع الكبد واستخدام الديلزة الصفاقية عوامل خطر إضافية للمرض.

الفسيولوجيا المرضية[عدل]

هناك طرق عدة يصيب بها السل منطقة البطن. قد تدخل عصية السل البطن عبر تناول الحليب المخموج، وقد تصل عند المصابين بالسل الرئوي عبر هضم القشع الحامل للجرثومة. عندما يصاب السبيل الهضمي بعصية السل، تتشكل درنات ظهارانية في النسيج اللمفاوي للطبقة تحت المخاطية. قد يحدث تاليًا تنخر متجبن في الدرنة ما يقود إلى تقرح المخاطية، وفي هذه المرحلة قد تنتشر العصيات إلى العقد اللمفية المجاورة والطبقات الأعمق من الصفاق.[6]

قد ينتقل السل مع تيار الدم من بؤرته البدئية إلى مكان آخر في البطن، وتشمل مناطق الإصابة أعضاء البطن الصلبة والكليتين والعقد المفية والصفاق. يبدو أن السل ينتشر أيضًا إلى الصفاق مباشرةً من بؤر الإصابة المجاورة مثل أنبوبي فالوب وملحقات الرحم وخراج عضلة البسواس أو التهاب الفقار السلي الثانوي. يمكن أن تصل العدوى أيضًا من العقد اللمفية عبر القنوات اللمفية.[6]

الأعراض والعلامات[عدل]

تعتمد العلامات والأعراض المرافقة للسل البطني على موقع الإصابة. تشمل أشيع الأعراض الألم البطني والحبن والانسداد المعوي، وقد يصاب المرضى بالحمى وتغير عادات التغوط وفقدان الوزن والشعور بكتلة في البطن.[7]

قد يعاني البعض من أعراض نادرة مثل التعرق الليلي والغثيان وفقدان الشهية والإمساك أو الإسهال وظهور الدم في البراز وانثقاب الأمعاء، ويمثل الوصل الدقاقي الأعوري أشيع أماكن الإصابة المعوية، وهذا يعود لوفرة النسيج اللمفي في هذه المنطقة.[8][9]

الأنماط[عدل]

  • ضخامة العقد اللمفية السلي: وهي أشيع تظاهرات السل البطني، وتشمل الإصابة عادةً العقد اللمفية المساريقية والثربية، وتُبدي عادةُ منطقةً من التنخر الجبني.[6]
  • سل الصفاق البطني: يترافق غالبًا مع حبن وألم بطني، ويحدث في أغلب الأحيان بعد إعادة تنشيط بؤرة سلية كامنة.[10]
  • السل المعوي: قد تتزامن الإصابة في مناطق متعددة من الأمعاء، إذ تنفذ العصيات السلية إلى المخاطية مسببةً تنخرًا جبنيًا وتندبًا نسيجيًا.[6]
  • سل الكبد: قد تسبب إصابة الكبد سلًا دخنيًا منتشرًا في النسيج الكبدي وتدرنًا موضعًا. تبلغ نسبة إصابة الكبد في السل المنتشر نحو 20%.[11]
  • مواقع أخرى نادرة: مثل الجهاز البولي التناسلي والأعور والمري والمعدة والطحال، ويمثل الطريق الدموي أشيع سبل الإصابة.[6]

التشخيص[عدل]

غالبًا ما يكون التظاهر السريري للسل البطني لا نموذجيًا، وقد يكون الحصول على عينات نسيجية لتأكيد التشخيص إجراءً صعبًا، وتملك الطرق التشخيصية التقليدية قيمةً ضعيفةً، لذا يتأخر تشخيص المرض غالبًا. يُشتبه بالتشخيص غالبًا على أساس سريري مع وجود التظاهرات المرتبطة بالمرض أو العوامل الوبائية مثل وجود إصابة سابقة معروفة بالسل والتعرض المحتمل للعدوى. يرتفع الاشتباه بالإصابة السلية لدى الأفراد المضعفين مناعيًا، ويجب تقييم الإصابة البطنية في المصابين بالشكل السلي خارج الرئوي عند الاشتباه السريري.[1][12]

تؤكد الإصابة بكشف وجود المتفطرة السلية في سوائل الصفاق أو عينات الخزعة، وقد تدل الموجودات النسيجية المرضية مثل النخر المتجبن في الخزعات النسيحية على داء السل. يقيم التصوير المقطعي المحوسب إصابة الكبد أو الأعضاء الأخرى ووجود الحبن وضخامة العقد اللمفية والإصابة الصفاقية، وقد يكون التصوير بالأمراج فوق الصوتية مفيدًا في كشف ضخامة العقد اللمفية والحبن.[12][13]

التدبير[عدل]

يستجيب السل البطني غالبًا للعلاج بالأدوية المضادة للسل، وقد تعالج هذه الأدوية الحمى والحبن والنزف خلال أسابيع قليلة من بدء العلاج.[6][12]

التدبير الجراحي[عدل]

من المبرر اللجوء إلى العلاج الجراحي في السل البطني عند حدوث اختلاطات مثل الانثقاب والخراجات والنزف والنواسير والانسداد المعوي. هناك ثلاثة أنماط من الإجراءات الجراحية المجراة في السل البطني: الأول تصنيع مجازة معوية في المناطق المصابة من المعي، والثاني إجراء أكثر غزوًا يُسمى استئصال القولون النصفي يُزال فيه قسم كبير من المعي، بينما يُسمى الإجراء الثالث رأب وتصنيع التضيق، ويُجرى لإزالة الانسداد المعوي الناجم عن سل المعي. يُعالج الانثقاب المعوي الحاصل في السل البطني باستئصال القسم المصاب.[6][12][14]

مراجع[عدل]

  1. ^ ا ب ج Sharma، SK؛ Mohan، A (أكتوبر 2004). "Extrapulmonary tuberculosis". The Indian Journal of Medical Research. ج. 120 ع. 4: 316–53. PMID:15520485.
  2. ^ Sheer، Todd A.؛ Coyle، Walter J. (أغسطس 2003). "Gastrointestinal tuberculosis". Current Gastroenterology Reports. ج. 5 ع. 4: 273–278. DOI:10.1007/s11894-003-0063-1. PMID:12864956. S2CID:22336101.
  3. ^ Mehta، JB؛ Dutt، A؛ Harvill، L؛ Mathews، KM (مايو 1991). "Epidemiology of extrapulmonary tuberculosis. A comparative analysis with pre-AIDS era". Chest. ج. 99 ع. 5: 1134–8. DOI:10.1378/chest.99.5.1134. PMID:2019168.
  4. ^ Horvath، Karen D.؛ Whelan، Richard L. (مايو 1998). "Intestinal tuberculosis: return of an old disease". The American Journal of Gastroenterology. ج. 93 ع. 5: 692–696. PMID:9625110.
  5. ^ Mehta, Jay B.; Dutt, Asim; Harvill, Leo; Mathews, Kenneth M. (1 May 1991). "Epidemiology of Extrapulmonary Tuberculosis: A Comparative Analysis with Pre-AIDS Era". Chest (بالإنجليزية). 99 (5): 1134–1138. DOI:10.1378/chest.99.5.1134. ISSN:0012-3692. PMID:2019168. Archived from the original on 2021-08-12. Retrieved 2021-01-01.
  6. ^ ا ب ج د ه و ز Debi، Uma (2014). "Abdominal tuberculosis of the gastrointestinal tract: Revisited". World Journal of Gastroenterology. ج. 20 ع. 40: 14831–40. DOI:10.3748/wjg.v20.i40.14831. PMC:4209546. PMID:25356043.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  7. ^ Sircar، S؛ Taneja، VA؛ Kansra، U (سبتمبر 1996). "Epidemiology and clinical presentation of abdominal tuberculosis--a retrospective study". Journal of the Indian Medical Association. ج. 94 ع. 9: 342–4. PMID:9019081.
  8. ^ Chou، Chia-Huei؛ Ho، Mao-Wang؛ Ho، Cheng-Mao؛ Lin، Po-Chang؛ Weng، Chin-Yun؛ Chen، Tsung-Chia؛ Chi، Chih-Yu؛ Wang، Jen-Hsian (1 أكتوبر 2010). "Abdominal Tuberculosis in Adult: 10-Year Experience in a Teaching Hospital in Central Taiwan". Journal of Microbiology, Immunology and Infection. ج. 43 ع. 5: 395–400. DOI:10.1016/S1684-1182(10)60062-X. PMID:21075706.
  9. ^ Kalaç، N؛ Sahin، S؛ Gözü، A؛ Samurkaşoğlu، B؛ Yılmaz Aydın، L؛ Nazlıgül، Y؛ Tezer، A (2010). "[Very rare presentation of extrapulmonary tuberculosis: primary gastric tuberculosis]". Tuberkuloz Ve Toraks. ج. 58 ع. 3: 293–6. PMID:21038140.
  10. ^ Mehta، Jay B.؛ Dutt، Asim؛ Harvill، Leo؛ Mathews، Kenneth M. (مايو 1991). "Epidemiology of Extrapulmonary Tuberculosis". Chest. ج. 99 ع. 5: 1134–1138. DOI:10.1378/chest.99.5.1134. PMID:2019168.
  11. ^ Hickey، Andrew J.؛ Gounder، Lilishia؛ Moosa، Mahomed-Yunus S.؛ Drain، Paul K. (6 مايو 2015). "A systematic review of hepatic tuberculosis with considerations in human immunodeficiency virus co-infection". BMC Infectious Diseases. ج. 15 ع. 1: 209. DOI:10.1186/s12879-015-0944-6. ISSN:1471-2334. PMC:4425874. PMID:25943103.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  12. ^ ا ب ج د "UpToDate". www.uptodate.com. مؤرشف من الأصل في 2021-03-10. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-02.
  13. ^ Van Hoving، DJ؛ Griesel، R؛ Meintjes، G؛ Takwoingi، Y؛ Maartens، G؛ Ochodo، EA (30 سبتمبر 2019). "Abdominal ultrasound for diagnosing abdominal tuberculosis or disseminated tuberculosis with abdominal involvement in HIV-positive individuals". The Cochrane Database of Systematic Reviews. ج. 9: CD012777. DOI:10.1002/14651858.CD012777.pub2. PMC:6766789. PMID:31565799.
  14. ^ Pujari، B. D. (مارس 1979). "Modified surgical procedures in intestinal tuberculosis". British Journal of Surgery. ج. 66 ع. 3: 180–181. DOI:10.1002/bjs.1800660312. PMID:427385. S2CID:34116380.
إخلاء مسؤولية طبية