انتقل إلى المحتوى

كعك السيد

هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
كعك السيد
معلومات عامة
نوع المبنى
المنطقة الإدارية
البلد
معلومات أخرى
الإحداثيات
33°20′10″N 44°23′45″E / 33.33608374°N 44.39593187°E / 33.33608374; 44.39593187 عدل القيمة على Wikidata
خريطة
السيد حسين علي الدراجي السامرائي أحد أعلام بغداد في القرن العشرين صاحب محل كعك السيد في محلة الحيدرخانة في شارع الرشيد ببغداد
رخصة كعك السيد رقم 93 في بغداد ويظهر بها اسم كل من السيد مزاحم حسين علي والسيد محمد علي حسين علي أولاد السيد حسين الذين واصلوا العمل من بعده ويظهر العنوان شارع الرشيد منطقة الحيدرخانة

كعك السيد محل لصناعة الكعك يقع في محلة الحيدرخانة في جانب الرصافة من بغداد.[1]

خلفية[عدل]

كان أشهر أسماء بغداد في القرن العشرين وسمي نسبة إلى السيد حسين بن علي بن قدوري بن حبيب بن مصطفى السامرائي الحسيني الهاشمي الذي ينحدر من سلالة هاشمية بحتة والذي نشأ في إحدى أشهر العوائل البغدادية في العراق من مواليد بغداد 1859 كان يتقن النطق بالعربية والفارسية والكردية والتركية

في سنة 1906 سنة بدأ له عهد جديد،[2] فأصبح «چركچي» أي بائع كعك بعد أن ترك مهنته السابقة «البزازة» لبيع الأقمشة فتعلم مهنة صناعة الكعك من الذين سبقوه وخاصة الإيرانيين الذين لهم الخبرة الأولى في عمل الكعك وبعد أن اتقن المهنة بشكل كامل شيد الفرن الأول في بغداد بمنطقة الجنابات أو ما يعرف براس القرية في شارع الرشيد،[2][3] وبعد ذلك انتقل الفرن إلى الموقع الثاني قرب ساحة الرصافي حالياً، وأخيراً انتقل الفرن إلى الموقع الثالث أوائل العشرينيات هذا الموقع الحالي في محلة الحيدرخانة قرب جامع الحيدرخانة.[4] كان البناء آنذاك بسيطا ومسقفا بالخشب وحصران القصب وبقي على هذا الحال حتى أعيد بناؤه سنة 1937 بالشكل الحالي من الطابوق وقضبان الحديد على يده هو وخاله وبني على دورين الأرضي محل الكعك والدور الأول فندق عرف باسم فندق أم الربيعين.

صناعة الكعك[عدل]

كانت عدة العمل وتحضير المواد آنذاك بدائية جميعها فمادة الطحين تشرى حنطة تنظف وتغسل وتجفف ثم تطحن باليد بواسطة آلة الرحى، أما العجين فكان يعجن في المعجن المصنوع من الخشب ويحصل التخمير بوضع العجين قرب الفرن وبعد أن يختمر العجين ينقل إلى الطشت المصنوع من النحاس ويضاف إليه الدهن الحر وهو سمن حيواني وسكر ومضاف لهُ مادة كاربونات الصوديوم، أما الفرن فكان وقوده من الحطب أو الطرفة وبعد أن يكمل الإنتاج يوضع في السلال أو الكواشر المصنوعة من جريد النخل.والى جانب الكعك كان هناك «الجرك» و«البقصم» الذي يقدم مع الشاي للعائلة والضيوف وفي الأفراح ويوم المولد النبوي وفي مجالس العزاء،[1] ويوزع خلال شهر رجب حيث يضاف للجرك والبقصم خليط من الهيل والكبابة وجوزة بوة والكزبرة وحبة الحلوة. أما الفلفل الأسود فهو أحد أسرار الطعم الشهي في المعجنات.

بيع الكعك[عدل]

كان يعبأ الكعك باكياس ورقية بنية اللون ويباع ب الأوقية أما ميزان كعك السيد فكان مصنوعا من خوص النخيل والحبال وكانت عيارات الميزان من الحصى عبارة عن حصاة كبيرة لا يزال يحتفظ بها السيد إلى يومنا هذا حيث كان وزن الحصاة الواحدة 7,500 كغم أي نصف من والمن هو وحدة وزن تعادل 15 كيلو وقد حصل عليها من على ظهور الحيوانات التي كانت تنقل الحصى لتبليط شارع الرشيد سنة 1924.

ديكور المحل[عدل]

المحل كان كبيراً نسبياً واجهته مصنوعة من الخشب والمعمل مفصول عن المعرض بينهما باب. الكعك كان يعرض في دواليب من الخشب وغالباً ما تجد السيد يعمل بيده أو يشرف على عمل العمال بشكل يومي أو جالساً قرب المحل بعمامته الخضراء المميزة حتى أيامه الأخيرة.

ما بعد السيد[عدل]

عن عمر يناهز المائة وست أعوام توفي السيد حسين في بغداد عام 1965 والتزم ولداه مزاحم ومحمد علي الحفاظ على هذا الصرح العريق وأخذوا على عاتقهم الحفاظ على جودة الإنتاج. أما عدة العمل فقد أصبحت من الطراز الحديث وبدا الطلب يكبر والعمل بنفس المكائن القديمة أمر صعب جدا لكنهم لم يخرجوا عن نمط وجودة العمل بل أصبحت الحلويات الشرقية بمختلف أنواعها تنتج بشكل أساسي بعد أن كانت تصنع بالطلب فقط.

كعك السيد في الذاكرة[عدل]

كان بعض الشعراء حين يشترون الكعك من السيد يبدؤن بقراءة بعض القصائد داخل المحل حيث انشد الشاعر معروف الرصافي ما ظل في الذاكرة قائلا:

كلما فكرت بالكعك اشتريت
كعك السيد أحلى ما اشتهيت
طيب النكهة حلو طعمه
ولذا لم يخلُ منه قط بيت

ولقد ذاع صيت كعك السيد كافة أرجاء العراق والدول المجاورة دول الخليج ومناطق شمال العراق لأنه ينفرد بطعمه اللذيذ المميز، ومن زبائن كعك السيد العائلة المالكة في العراق ونوري سعيد باشا والزعيم عبد الكريم قاسم.وعائلة بيت البنية وبيت الدفتري والتتار وبيت الشالجي والمتولي وملا حمادي والسهروردي وعائلة بابان والسلوم والشروفي والبزركان حيث أن بيوتهم وبيت «السيد» قائمة حتى هذا اليوم إلا أنها شبه مهجورة. وقد انشد الزهاوي يوما فيه قائلا:

يا لذتي تجددي
بأكل كعك السيد
لنكهة تعرفها
كل بيوت البلد

أما الكتاب فقد كتبوا عنه الكثير لعل أشهرهم كاتب قصة الرجع البعيد للروائي فؤاد التكرلي.

المراجع[عدل]

  1. ^ ا ب هيفاء زنكنة (2000). مفاتيح مدينة. لندن: دار الحكمة. ص. 87. ISBN:978-1-898209-81-2. OCLC:754782015. OL:12247462M. QID:Q124515381.
  2. ^ ا ب محمد مظلوم (2013)، حطب إبراهيم أو الجيل البدوي: شعر الثمانينات وأجيال الدولة العراقية، دمشق: دار التكوين، ص. 192 - 193، OCLC:1413916907، QID:Q124515753
  3. ^ ميسلون هادي (2023). حلم وردي فاتح اللون (ط. 1). بغداد: المفكر للكتب. ص. 138. ISBN:978-9922-8586-0-9. OCLC:1417020860. QID:Q124515595.
  4. ^ حميد الربيعي (2021). جمرات يارا. دار صفصافة للنشر والتوزيع والدراسات. ص. 29. ISBN:978-977-821-178-8. OCLC:1274127584. OL:43855385M. QID:Q124515448.

روابط خارجية[عدل]