انتقل إلى المحتوى

محاولة ترامب أخذ صورة له في كنيسة القديس يوحنا

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
محاولة ترامب أخذ صورة له في كنيسة القديس يوحنا
معلومات عامة
جزء من
البلد
المكان
بتاريخ
1 يونيو 2020 عدل القيمة على Wikidata
يُصوِّر
المشاركون
الأسباب

في 1 يونيو عام 2020، وسط احتجاجات جورج فلويد في واشنطن العاصمة، استخدم مسؤولو تنفيذ القانون الغاز المسيل للدموع وغيره من أساليب مكافحة الشغب الأخرى لإخلاء المتظاهرين السلميين بقوة من ميدان لافايت والشوارع المحيطة به، وإفساح طريق للرئيس دونالد ترامب وكبار المسؤولين للمشي من البيت الأبيض إلى كنيسة القديس يوحنا الأسقفية. حمل ترامب الكتاب المقدس ووقف مستغلًا فرصة التقاط صور له من قبل الصحف أمام بيت الأبرشية (ساحة الكنيسة)، والتي تضررت من حريق أثناء الاحتجاجات في الليلة السابقة.[1][2][3]

استُهجنت عملية إخلاء المتظاهرين من ميدان لافايت على نطاق واسع باعتبارها متطرفة ومخالفة للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الذي يقضي بحرية التجمع. قبل زيارة الكنيسة مباشرةً، ألقى ترامب خطابًا يحث فيه محافظي الولايات الأمريكية على إخماد الاحتجاجات العنيفة باستخدام الحرس الوطني «السيطرة على الشوارع»، أو «نشر جيش الولايات المتحدة وحل المشكلة بسرعة».[4][5]

أدان القادة العسكريون السابقون والقادة الدينيون الحاليون والمسؤولون المنتخبون من كلا الطرفين ترامب لهذا الحدث، رغم أن بعض زملاء ترامب الجمهوريين دافعوا عن الإجراءات. وصفت صحيفة ذا نيويورك تايمز الحدث بأنه «انفجار من العنف في ظل البيت الأبيض لم يشهده أحد منذ أجيال» وربما إحدى اللحظات المميزة لرئاسة ترامب. قدمت مجموعات الحريات المدنية دعوى قضائية فيدرالية ضد ترامب، والمدعي العام الأمريكي وليام بار، وغيره من المسؤولين الفيدراليين، زاعمةً أنهم انتهكوا الحقوق الدستورية للمتظاهرين. اعتذر الضابط مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، لاحقًا عن دوره في محاولة التقاط الصور لترامب.[6]

خلفية

[عدل]

في 25 مايو عام 2020، قُتل جورج فلويد، وهو رجل ذو بشرة سوداء يبلغ من العمر 46 عامًا، على يد ضابط شرطة ذي بشرة بيضاء من مينيابوليس، الذي ضغط بركبته على عنق فلويد لعدة دقائق أثناء الاعتقال. أثار مقطع فيديو القتل احتجاجات وأعمال شغب واسعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.[7]

«القانون والنظام»

[عدل]

خلال حملته الرئاسية، أعلن ترامب نفسه «مرشح القانون والنظام»، في إشارة إلى محور سياسي شاع في أواخر الستينيات من القرن العشرين على يد ريتشارد نيكسون ثم الحاكم رونالد ريغان. وكرر الموضوع في خطابه الافتتاحي: «هذه المجزرة الأمريكية تتوقف هنا وتتوقف الآن». بعد أيام من الاضطرابات الداخلية في مايو، عاد ترامب إلى نشر رسالة القانون والنظام.

في ليلة 28 مايو، نشر ترامب على تويتر، «هؤلاء السفاحون يسيئون لذكرى جورج فلويد، ولن أسمح بذلك. تحدثت للتو مع حاكم [مينيسوتا] تيم والز وأخبرته أن الجيش معه طوال الطريق. عند مواجهة أي صعوبة سنتولى زمام الأمور، ولكن عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار. وشكرًا! اتُهمت التغريدة على تويتر لاعتبارها «تمجد العنف». قال ترامب لاحقًا إنه لم يكن يدعو إلى العنف، مشيرًا إلى إمكانية قراءة التغريدة على أنها تهديد أو بيان للحقيقة وأن التغريدة «نُشرت على أنها حقيقة وليست بيانًا». في مقابلة لاحقة، ذكر أنه كان ينوي أن تُقرأ التغريدة على أنها «مزيج من الاثنين». في 31 مايو، غرد ترامب: «القانون والنظام».[8][9]

في مكالمة جماعية صباحية مع حكام الولايات الأمريكية في الأول من يونيو، قال ترامب، «عليكم بالسيطرة، إذا لم تسيطروا، فأنتم تضيعون وقتكم. سوف يدهسونكم. ستبدون كمجموعة من الحمقى. عليكم بالسيطرة». وأضاف المدعي العام بار أن «استجابة مسؤولي تنفيذ القانون لن تنجح ما لم نسيطر على الشوارع». قال وزير الدفاع مارك إسبر في المكالمة، «يجب أن نسيطر على ساحة المعركة. لديكم إمدادات قوية من الحرس». انتُقد الوزير إسبر لاحقًا لاستخدامه مصطلحات عسكرية فيما يتعلق بالاضطرابات المدنية.[10][11][12]

ذكر مسؤول كبير في البنتاغون أن ترامب قال في اجتماع منتصف النهار في الأول من يونيو، «نحن بحاجة للسيطرة على الشوارع. نحتاج إلى 10000 جندي هنا [في واشنطن]. أريد ذلك الآن». تمت مناقشة التماس قانون الانتفاضة لنشر القوات العسكرية في الخدمة الفعلية من قبل نائب الرئيس مايك بنس الذي شجع عليه، لكن عارضه كل من المدعي العام، بيل بار، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلي. التُمس القانون آخر مرة في عام 1992 بناءً على طلب كاليفورنيا ردًا على أعمال شغب رودني كينغ. طُبق أيضًا خلال حركة الحقوق المدنية لفرض الدمج العرقي المدرسي وإلغاء التمييز العنصري.

في خطابه الذي ألقاه في حديقة الورود في الأول من يونيو قبل التقاط الصورة، أعلن ترامب: «أنا رئيس القانون والنظام».

زيارة الملجأ وردود الفعل

[عدل]

في 29 مايو، تجمع مئات المتظاهرين خارج البيت الأبيض. بعد الساعة السابعة مساءً بقليل، عبرت مجموعة من المتظاهرين حواجز مؤقتة بالقرب من وزارة الخزانة، على بعد نحو 350 قدمًا من الجناح الشرقي. وضعت وكالة الخدمة السرية البيت الأبيض في حالة إغلاق وأوصت ترامب وعائلته بالانتقال إلى مركز عمليات الطوارئ الرئاسي، وهو ملجأ تحت الأرض، وهذا ما فعلوه. أمضى ترامب نحو ساعة في القبو.

بقي هذا الإجراء الأمني سرًا حتى نشرته صحيفة ذا نيويورك تايمز في 31 مايو. وبحسب ما ورد، أغضبت التغطية الإعلامية ترامب، الذي شعر أنها أعطت الانطباع بأنه كان يختبئ أثناء الاحتجاجات. سخر النقاد من ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفوه بأنه «جبان» ولقبوه بـ«فتى الملجأ». قال ترامب إنه كان في الملجأ «لفترة قصيرة جدًا... وبهدف التفتيش» ليس بهدف الاحتماء من خطر وشيك. ناقض المدعي العام ويليام بار هذا الادعاء لاحقًا، إذ قال إن احتجاجات 29 مايو «كانت سيئة للغاية لدرجة أن وكالة الخدمة السرية أوصت الرئيس بالنزول إلى الملجأ». بحسب ما ورد، أدى استياء ترامب من التغطية إلى قراره بتنظيم التقاط صورة له في كنيسة القديس يوحنا.[13][14][15]

حريق بيت الأبرشية

[عدل]

اشتعلت عدة حرائق خلال الاحتجاجات في واشنطن ليلة 31 مايو، بما في ذلك حريق في الطابق السفلي من بيت الأبرشية، وهي ساحة كنيسة القديس يوحنا الأسقفية. اقتصر أول حريق في حضانة الكنيسة وأخمده رجال الإطفاء. وفقًا لكاهن الكنيسة، القس روب فيشر، خلال الاحتجاجات «أشعل حريق في الحضانة، في قبو بيت الأبرشية». كتب فيشر أن النيران كانت صغيرة، ودمرت غرفة الحضانة لكنها تركت بقية الكنيسة سليمة، باستثناء الكتابة على الجدران التي أصلحت بسرعة. زعم ترامب لاحقًا أن «الكنيسة أُلحقت بأذى شديد» وأعاد تغريد ادعاء كاذب بأن الكنيسة «قُذفت بقنابل نارية من قبل إرهابيين».

المراجع

[عدل]
  1. ^ Barnes، Sophia (1 يونيو 2020). "Historic Church Near White House Damaged Amid Unrest; Leaders Pray for Healing". WRC-TV. مؤرشف من الأصل في 2020-10-05. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-03.
  2. ^ Tan، Rebecca؛ Schmidt، Samantha؛ Hawkins، Derek (2 يونيو 2020). "Before Trump vows to end 'lawlessness,' federal officers confront protesters outside White House". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 2021-04-23. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-02.
  3. ^ Lowe، Lindsay (2 يونيو 2020). "A look at damage inside historic St. John's Church, which burned during protests". اليوم. مؤرشف من الأصل في 2020-10-05. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-06.
  4. ^ Epps، Garrett (2 يونيو 2020). "Trump's Grotesque Violation of the First Amendment". The Atlantic. مؤرشف من الأصل في 2020-06-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-02.
  5. ^ Baker, Peter; Haberman, Maggie; Rogers, Katie; Kanno-Youngs, Zolan; Benner, Katie; Willis, Haley; Triebert, Christiaan; Botti, David (2 Jun 2020). "How Trump's Idea for a Photo Op Led to Havoc in a Park". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-06-06. Retrieved 2020-06-03.
  6. ^ Helene Cooper (June 11, 2020). "Milley Apologizes for Role in Trump Photo Op: 'I Should Not Have Been There'" نسخة محفوظة June 11, 2020, على موقع واي باك مشين.. The New York Times.
  7. ^ Hill, Evan; Tiefenthäler, Ainara; Triebert, Christiaan; Jordan, Drew; Willis, Haley; Stein, Robin (31 May 2020). "8 Minutes and 46 Seconds: How George Floyd Was Killed in Police Custody". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-06-05. Retrieved 2020-06-02.
  8. ^ Zeitz, Josh. "How Trump Is Recycling Nixon's 'Law and Order' Playbook". Politico Magazine (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-10-29. Retrieved 2020-07-04.
  9. ^ Nelson, Louis. "Trump: 'I am the law and order candidate'". Politico (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-07-02. Retrieved 2020-07-04.
  10. ^ Malone, Clare (29 May 2020). "Trump Has Returned To His 2016 Law-And-Order Rhetoric, But It Might Not Sit So Well In 2020". FiveThirtyEight (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2020-07-10. Retrieved 2020-07-04.
  11. ^ "Will Trump Follow Nixon's 1968 'Law and Order' Playbook?". National Review (بالإنجليزية الأمريكية). 9 Jun 2020. Archived from the original on 2020-12-25. Retrieved 2020-07-04.
  12. ^ "Trump declares himself the 'law and order' president". The Mercury News (بالإنجليزية الأمريكية). 1 Jun 2020. Archived from the original on 2021-02-15. Retrieved 2020-07-04.
  13. ^ Gittleson, Ben; Phelps, Jordyn (3 Jun 2020). "Police use munitions to forcibly push back peaceful protesters for Trump church visit". ABC News (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-06-05. Retrieved 2020-06-06.
  14. ^ Lejeune, Tristan (1 Jun 2020). "Trump mobilizes military in DC to quell protests as tear gas fired into crowds". The Hill (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-02-15. Retrieved 2020-06-06.
  15. ^ Shabad، Rebecca (29 مايو 2020). "Where does the phrase 'When the looting starts, the shooting starts' come from?". NBC News. مؤرشف من الأصل في 2020-06-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-10.