محسن بن جعفر أبو نمي
محسن بن جعفر أبو نمي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 12 ربيع الأول 1306 هـ غيل باوزير، اليمن |
الوفاة | 20 شعبان 1379 هـ غيل باوزير، اليمن |
مواطنة | السلطنة القعيطية |
الديانة | الإسلام |
المذهب الفقهي | الشافعي |
العقيدة | أهل السنة والجماعة |
عائلة | آل باعلوي |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | رباط بن سلم |
المهنة | قاضي شرعي، وكاتب |
تعديل مصدري - تعديل |
محسن بن جعفر أبو نمي (1306 - 1379 هـ) قاضي وفقيه وشيخ رباط بن سلم والمعهد الديني بغيل باوزير، وصاحب أكبر مكتبة خاصة بحضرموت حيث ألّف مصنفات كثيرة تزيد على مئة كتاب في مختلف العلوم. تخرج به العديد من طلبة العلم وممن تولوا وظيفة القضاء في بلاد حضرموت تحت ظل حكم السلطنة القعيطية على الساحل الحضرمي.[1]
آل أبي نمي
[عدل](بضم النون وفتح الميم وتشديد الياء تصغير نامي) هم سلالة أبو نُمَيّ بن عبد الله بن شيخ بن علي المندرج بن عبد الله وطب بن محمد المنفر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله باعلوي، وهناك فرع آخر لآل أبي نمي من عقب علي بن عمر فدعق بن عبد الله وطب، ويظهر أنه كانت ثمة مصاهرة بينهم وبين الفرع الأول، فكان لقب آل أبي نمي لأمهم فعرفوا بـ«أبو نمي»، وهم أولاد عم الفرع الأول فكلاهما يرجعان لعبد الله وطب. وفي أشراف مكة الحسنيين هذا اللقب نسل الشريف محمد أبو نمي، فيحتمل أن يكون هناك اتصال بين هذه القبائل فكان من أسبابه التسمية أو التكنية هذه تبركًا أو تذكرًا لما عرف واشتهر من الترابط بين أشراف الحجاز وبين بني علوي.[2]
نسبه
[عدل]محسن بن جعفر بن علوي بن حسين بن عمر بن أحمد بن علوي بن أحمد بن شيخ بن أبي بكر بن علي بن عمر فدعق بن عبد الله وطب بن محمد المنفر بن عبد الله بن محمد بن عبد الله باعلوي بن علوي الغيور بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله بن أحمد المهاجر بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب، والإمام علي زوج فاطمة بنت محمد ﷺ.[3]
فهو الحفيد 34 لرسول الله محمد ﷺ في سلسلة نسبه.
مولده ونشأته
[عدل]ولد في مدينة غيل باوزير بحضرموت ليلة الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الأول قيل سنة 1306 هـ الموافقة لسنة 1887 م ويرجح أنه ولد قبل 1300 هـ لما يتناسب مع عمر أكبر أولاده. ونشأ بها في طاعة وقربة، وأدب وخلق، وتردد على عدد من كتاتيب الغيل لتلقي قراءة القرآن، وتعلم كتابة الخط. ولما قدم الشيخ محمد بن عمر بن سلم العقيلي، يعود في نسبه لعقيل بن أبي طالب، إلى غيل باوزير وأسس معهده سنة 1320 هـ كان من أوائل الملتحقين به، وكان سنّه حينذاك أربع عشرة سنة، ولازمه ملازمة تامة، وبه تخرج، وأخذ عنه علوما جمة.
شكل قدوم الشيخ محمد بن عمر بن عوض بن بكران بن سلم (المتوفى سنة 1329 هـ) إلى مدينة الغيل أول منعطف نوعي في حياته، حيث أثمرت العلاقة العلمية التي ربطت الفتى بأستاذه الشيخ تباشير النبوغ المبكر، حيث شرع التلميذ ذو السبعة عشر ربيعا في تأليف رسائل في العلوم التي كان يدرسها على يد شيخه، وكانت فاتحة تلك الرسائل «الغصن المورق في شرح السلم المتورق في علم المنطق» التي فرغ من تأليفها عام 1322 هـ، وفرغ بعد ذلك من تأليف «مطلع المريد إلى نظم جوهرة التوحيد» في ربيع أول سنة 1328 هـ. وفي نفس العام شرع في تسطير إعراب كلمة التوحيد بعنوان «الشرق والسيادة في إعراب كلمة الشهادة».
شيوخه
[عدل]وهنا نعدد بعض الأعلام الذين درس عندهم:
|
|
|
تلاميذه
[عدل]أخذ عنه الكثير من طلبة العلم النجباء، ومن جملتهم تلك الدفع التي تخصصت لدراسة أحكام القضاء وآدابه ليباشروا تولي القضاء وفصل المنازعات بين الناس، والذين بلغ عددهم ثمانية عشر قاضيا، ومن تلاميذه:
|
|
|
|
وغيرهم أعداد لا تحصر من طلبة العلم الشرعي ممن تولى تدريسهم في رباط ابن سلم العلمي وغيرهم من صروح العلم المعروفة.
مناصبه
[عدل]شغل أبو نمي منصب قاضي مدينة غيل باوزير في شعبان 1334 هـ حتى عام 1344 هـ، وانتقل بعد ذلك إلى المكلا حاضرة السلطنة القعيطية، وعمل فيها قاضيا حتى نهاية عام 1350 هـ، حيث كان حجّه إلى بيت الله الحرام في هذه السنة، ثم عاد إلى رباط الغيل في مطلع العام 1351 هـ للعمل مدرسًا فيه. وحدثت طفرة نوعية بعد ذلك في مشواره في العام 1353 هـ، ذلك أنه انتقل إلى المكلا بعد تعينه عضوا في مجلس القضاء الشرعي، المؤلف منه، ومن الشيخ عبد الله بن عوض بكير، والشيخ عوض بن سالم بلقدي. ثم عاد إلى الغيل وعمل بها قاضيا أوائل العام 1356 هـ، وانتقل في العام نفسه إلى المكلا للتدريس العام في مسجد السلطان عمر.
وخلال العام 1357 هـ عاد أبو نمي إلى الغيل رئيسا للتعليم في الرباط، وبعد افتتاح المعهد الديني بالغيل انتقل للعمل فيه مدرسًا ومديرًا للرباط، وفي العام 1374 هـ عمل مديرًا للمعهد الديني بالنيابة إلى أن أقعده المرض في آخر سنة من حياته، وكان يملك مدرسة في مدينة المكلا المعروفة الآن بسكة يعقوب.
أعماله
[عدل]تنوعت طرائق التصنيف عنده، فمنها المنظوم والمنثور والجداول «مشجرات» والمنثور منه ما هو شرح، ومنه ما هو حاشية، ومنه ما هو رسائل مستقلة. حيث أبدع في تقريب المادة العلمية من خلال الإجابات النموذجية، فيقدم السؤال مع الإجابة المشبعة. خذ مثلا لبعض هذه المؤلفات: «الجامع الشريف لغالب قواعد علم التصريف»، و«تسهيل المسير إلى علم التفسير»، و«الملح في علم المصطلح»، و«عجالة الطالب وهداية الراغب في علم المنطق».
ومن إبداعات أبي نمي في تقديم المادة العلمية شعرًا منها تقديمه منظومة في أحكام النكاح، تقع في ثلاثمائة بيت سماها «غرة الصباح في أحكام النكاح» ثم شرحها باسم «نشر الأفراح» ثم اختصرها في مئة بيت، وسماها «زهرة الأقاح في أحكام النكاح»، ثم شرح المختصرة باسم «العرف التفاح من رياض زهرة الأقاح في النكاح». ومن إبداعاته أيضا صناعة الجداول على طريقة التشجير، وهي أسلوب نادر في التصنيف لما يتطلبه من جهود مضنية، ومنها أحكام العبادات في ثماني كراسات، وأحكام المعاملات في ثماني كراسات أيضًا فيما تقام تسع كراسات في علم النحو.
قيل عنه
[عدل]وصف السيد ابن عبيد الله السقاف صديقه أبو نمي بأنه: «فقيه ذكي بحاثة، وهو أفقه رجال الساحل، وعليه يتخرج من يرشحونه للقضاء».
وقال عنه المؤرخ الشيخ سعيد بن عوض باوزير في كتابه «الفكر والثقافة»: «وكان حرصه على جمع الكتب العلمية واقتناؤها ورغبته الشديدة في القراءة والمطالعة من أهم الأسباب لاتساع معارفه وتمكنه من علوم الفقه واللغة العربية حتى أصبح مرجعا للفتوى والاستشارات القضائية حتى استطاع أن يدرس طائفة من القضاة الذين تعتمد عليهم الحكومة القعيطية اليوم في تولي وظائف القضاء». وقال: «كان السيد محسن شغوفا بالقراءة والمطالعة حتى كاد لا يرى إلا وفي يده كتاب، ولم يعرف عنه أنه فتر عن القراءة أو صدف عن المطالعة أو انصرف عن إلقاء الدروس العامة والخاصة». ويعدد الأستاذ باوزير مناقب شيخه منها أنه كان يزداد همة وتألقًا كلما تقدم به العمر، وكان ينفق بسخاء نادر في شراء الكتب في شتى العلوم والفنون، وأن مكتبة شيخه تعتبر أكبر مكتبة خاصة يملكها عالم في حضرموت.
وقال عنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بكير في كتابه «القضاء في حضرموت في ثلث قرن»: «وقد استطاع أستاذ هذه الفرقة وشيخها المرحوم العلامة السيد محسن بن جعفر بونمي العلوي بمقدرته العلمية أن يخرج وأن يدرب للبلاد مجموعة قيمة من القضاة».
ويذكر أنه حينما أتى أحد المستشرقين المتخصصين في الفقه إلى حضرموت، وقد التقى بكثير من علماء حضرموت، قال: «إن أبرز علماء حضرموت، ساحلها وداخلها، العلامة السيد محسن أبو نمي».
مؤلفاته
[عدل]خلّف مكتبة كبيرة فيها من نوادر الكتب، وكان ينفق عليها بسخاء، وتعد أكبر مكتبة خاصة في القطر الحضرمي حسب أقوال تلاميذه وعارفيه.[4] ابتدأ التصنيف فيها وعمره سبع عشرة سنة، فيستدرك على من صنف وهو دون العشرين كالسيد أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب، والسيد محمد بن أحمد الشاطري. وقد بلغت مؤلفاته أكثر من مئة وستين مؤلفا في شتى العلوم الشرعية واللغوية ولم يطبع منها إلا النادر، ونذكر عناوينها هنا:[5]
|
|
وفاته
[عدل]تُوفي بمدينة غيل باوزير وذلك بعد ظهر الأربعاء العشرين من شهر شعبان سنة 1379 هـ الموافق 17 فبراير 1960 م، ودفن صباح الخميس بجوار شيخه محمد بن عمر بن سلم وعلى قبرهما قبة بيضاء.
المراجع
[عدل]- ^ العيدروس، زين بن محمد (2016). مجلة الأندلس "فتح المغيث بشرح أنواع الحديث" (PDF). العدد 12. صنعاء، اليمن: جامعة الأندلس. ج. 15. ص. 259. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-02-05.
- ^ الشاطري، محمد بن أحمد (1406 هـ). المعجم اللطيف. جدة، المملكة العربية السعودية: عالم المعرفة. ص. 181.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - ^ بلفقيه، علوي بن محمد (1994). من أعقاب البضعة المحمدية الطاهرة. تريم، حضرموت: دار المهاجر. ج. الجزء الثالث. ص. 494.
- ^ القضماني، محمد ياسر (2014). السادة آل باعلوي وغيض من فيض أقوالهم الشريفة وأحوالهم المنيفة. دمشق، سوريا: دار نور الصباح. ص. 73.
- ^ "ذكر مؤلفات علَّامة ساحل حضرموت: محسن بن جعفر أبي نمي". ملتقى أهل التفسير. مؤرشف من الأصل في 2018-12-30.