محمد عبدالرزاق السعيد

مولدة ونشأته وحياته التعليمية

محمد بن عبدالرزاق بن محمد بن سعيد بن عبد اللّه بن محمد بن سعيد بن فايز بن نصار ( الملقب بالمدير)، ولد في مدينة جلاجل يوم الأربعاء الموافق 1346/8/10هـ الموافق 1928/2/1م ونشاء بين والديه كما ينشئ الطفل المتمتع بحنالهما وعطفهما، وترعرع تحت رعايتهما. وفي عام 1351هـ دخل المدرسة لتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم لدى معلم الصبيان في ذلك الحين الأستاذ فوزان بن عبدالله القديري، وقد ختم القرآن قراءة إمرار في عام 1355هـ، وفي 1355/12/2هـ توفيت والدته ثم ذهب والده إلى قرية الداهنة لطلب العيش وتركه وأخيه عبد العزيز وأخته لطيفة - رحمهم اللّٰه - عند أخوالهم تحت رعاية جدهم لأمهم عبد الله بن عبد العزيز بن إبراهيم السلمان ومكث عندهم ستة أشهر، ثم عاد والده عبدالرزاق وتزوج وأخذهم للعيش معهم في بيته، ثم سافر والده إلى هجرة الأرطاوية وبدأ بمزاولة مهنة التجارة هناك، وفي شهر ذي القعدة من عام 1356هـ انتقل محمد واخوانه إلى الأرطاوية حيث استقر المقام بهم هناك، بعدها عاد محمد إلى الدراسة على قاضيها الشيخ علي بن زيد الغيلان فأعاد عليه قراءة القرآن ثم شرع في قراءة بعض العلوم الشرعية في التوحيد ثلاثة الأصول وفي الفقه شروط الصلاة وآداب المشي للصلاة. وفي 1360/8/28هـ سافر إلى الرياض برفقة طالب العلم سليمان بن عبدالكريم السليمان وهو من أهل مدينة الغاط وسكان هجرة الأرطاوية ووصلا إلى الرياض ضحى اليوم التالي، ثم بدأ الدراسة بقراءة القرآن على يد معلم الصبيان محمد بن سينان، يماني الجنسية وبدأ في دراسة اللغة العربية والتوحيد والفقه على يد سماحة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بن عبداللطف آل الشيخ وقد استفاد منه كثيراً، وكان يزامل طلبة العلم الذين سكن معهم ومنهم فضيلة الشيخ إبراهيم بن أحمد النغيمش والشيخ سلطان بن محمد بن سلطان والشيخ حمود بن سبيّل والشيخ محمد بن عبد الكريم السليمان. وتعلم الحساب على يد أستاذة الشيخ عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز السلمان ثم عاد إلى مدينة جلاجل في عام 1362 ومنها إلى الأرطاوية وقد حج والده في ذلك العام برفقة عمه إبراهيم بن عبدالله بن ناصر السعيد وفي طريق عودة والده هزل بعيره ولم يقدر على مواصلة السير فحملوا متاع والده على بعير العم إبراهيم وتركا البعير في الطريق، وهو ما كان يحصل في ذلك الزمان، وقد أصابهم ضيق في العيش في ذلك الوقت مما اضطرمحمد بن عبدالرزاق السعيد للعمل عند عبد المحسن بن عبد الله بن عواد وأخيه عبد الرحمن بخمسة عشر ريالاً في الشهر ولمدة خمسة أشهر، ثم انتقل إلى روضة سدير للعمل عند أخواله عبد الرحمن بن محمد السلمان بعشرين ريالاً في الشهر ولمدة عشرة أشهر بعد العمل طلية الفترة السابقة جمع محمد مبلغاً وقدره ( 175 ريالاً ) جعله يعود إلى الرياض لمتابعة الدراسة على يد الشيخ عبد اللطيف، وفي عام 1365هـ عمل عند أحد تجار الرياض وهو التاجر علي بن سليمان الفوزان بعشرين ريالاً في الشهر وتدرج مرتبة في الارتفاع حتى بلغ ستون ريالاً في الشهر، ثم بدأ في مزاولة التجارة مع أخيه عبدالعزيز بتجارة محدودة .

وفي يوم الجمعة الموافق 1370/1/2هـ تزوج بإبنة خالة منيرة بنت إبراهيم بن عبدالله السلمان، وقد عمل في عام 1372هـ فراشا في المدرسة الأهلية فكان يعمل في الصباح ويدرس في الليل في المدرسة الليلية واستطاع إنهاء الدراسة في فترة وجيزة جداً حيث حصل على الشهادة الابتدائية في عام 1373هـ، بعدها ترك الوظيفة وانتظم في دراسة المرحلة المتوسطة والتى كانت تعرف في ذلك الوقت بالمرحلة الثانوية، وحصل على شهادة الكفاءة المتوسطة في عام 1376هـ، بعد ذلك اضطرته ظروف المعيشة على ترك الدراسة والعمل ككاتب في المدرسة الثانوية والمتوسطة وذلك في 1377/3/8هـ ومكث في هذا العمل سنتين، بعدها أعلن عن مسابقة لشغل وظيفة مدير مدرسة وتقدم لها ولكن لم يباشر العمل في إدارة المدرسة إلا في يوم 1380/3/1هـ وذلك بسبب عدم بتعيينه في مدينة جلاجل إلا في ذلك العام، حيث عين مديراً لابتدائية ومتوسطة جلاجل واستمر في العمل كمدير للمدرسة حتى شهر رجب من عام 1385هـ حيث تم فصل المرحلة الابتدائية عن المتوسطة وعين بعدها مديراً للمرحلة المتوسطة، وقد التحق بدورة لمديري المدارس المتوسطة والثانوية ومعاهد المعلمين بالطائف عام 1385هـ، واستمرر في العمل حتى أول شهر صفر من عام 1401هـ، حيث انتقل للعمل في إدارة التعليم بـالمجمعة رئيساً لقسم الأراضي حتى نهاية شهر شعبان من عام 1406هـ حيث طلب إحالته إلى التقاعد المبكر، وبعدها بدأ بمزاولة الأعمال الحرة .

فقدانه لعينة اليسرى

في عام 1353هـ أصيبت عيناه بالرمد الصديدي ولازمة الألم لمدة شهرين فقدت بعدها بصره في عينة اليسرى واستمر الألم بسبب الالتهابات حتى سافر إلى مصر برفقة سليمان بن عبدالعزيز الفايز عام 1379هـ حيث أجرى طبيب العيون علي مرتضى عملية استئصال للعين اليسرى بمبلغ وقدره ستة جنيهات مصرية وكانت تعادل ستون ريالاً سعودياً.

وفاة والدة

وقد توفي والدة بتاريخ 1377/2/18هـ في مدينة الرياض ولم يكن حاضراً في ذلك الوقت بل كان في الأرطاوية ولم يعلم بوفاة والده إلا بعد يومين وكذلك أخيه عبدالعزيز لم يكن حاضراً حيث كان يدرس بالطائف ولم يكن عند والده إلا أخيه الأصغر عبدالرحمن وقد أشرف على تجهيز والده وغسله وتكفينه سليمان بن عبدالعزيز الفايز .

أبرز الأعمال التي قام بها محمد بن عبدالرزاق السعيد:

1. تأسيس الجمعية التعاونية والتي تشرف على محطة البنزين في عام 1393هـ .
2. تأسيس نادي سدير بجلاجل عام 1395هـ
3. تأسيس شركة كهرباء جلاجل عام 1396هـ .
4. تأسيس صندوق أسرة السعيد عام 1409هـ

وقد عمل رئيساً لهذه المرافق باستثناء صندوق أسرة السعيد حيث رغب في أن يكون نائب لرئيس مجلس الإدارة .

وفاته رحمه الله:

توفي محمد عبدالرزاق محمد السعيد في يوم الأحد 1439/6/23هـ الموافق 2018/3/11م في مستشفى حوطة سدير بعد وعكة صحية لازمته لمدة أسبوع، وقد صلي عليه ودفن في ذات اليوم بمدينة جلاجل.

غفر الله له ورحمه واسكنه فسيح جناته