انتقل إلى المحتوى

مراجعة (كتابة)

يرجى إضافة قالب معلومات متعلّقة بموضوع المقالة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تُعد عملية المراجعة من الأنشطة الأساسية التي يقوم بها الكتّاب خلال عملية الكتابة، وهي أكبر بكثير من عملية تحرير الأسطر أو التدقيق اللغوي

المراجعة (بالإنجليزية: Revision)‏ هي عملية في الكتابة تتضمن إعادة صياغة النصوص، وإعادة ترتيب الفقرات والجمل والكلمات بما يتناسب مع الهدف والجمهور المستهدفين. ويمكن للكُتاب مراجعة كتاباتهم بعد الانتهاء من كتابة المسودة أو أثناء عملية التأليف. وتشمل المراجعة العديد من الاستراتيجيات المعروفة عمومًا بالتحرير، ولكن يمكن أيضًا أن تحدث تحولات مفاهيمية أكبر في الهدف والجمهور والمحتوى. وتأتي المراجعة ضمن عملية الكتابة بمجرد إنشاء مسودة، حيث يمكن للكاتب إعادة النظر في النص وتحسينه بشكل متكرر على مستويات مختلفة. وباستخدام استراتيجيات المراجعة الصحيحة، يمكن للكاتب تحسين جودة النص وزيادة قوة وجاذبية المحتوى.[1]

يمكن أن تشمل عملية المراجعة في مقال أو أي نص آخر عدة خطوات مهمة مثل تحديد الأطروحة الرئيسية، وإعادة النظر في التنظيم والهيكل، وكشف النقاط الضعيفة، وتوضيح الأدلة والرسوم التوضيحية، وتوضيح المحتويات غير الواضحة.

ويكمن الفرق بين المراجعات السطحية والمراجعات الشاملة في كمية الوقت التي يخصصها الكاتب. فالمراجعة تستغرق وقتًا طويلًا، ويخضع الكُتاب لعدة جولات من المراجعة قبل الوصول إلى المسودة النهائية. وعند تطبيق استراتيجيات المراجعة الصحيحة والمناسبة، يمكن للكاتب تحسين جودة النص وصياغته بشكل يتناسب مع الهدف والجمهور المستهدف.[2]

تُعدّ عملية المراجعة من الأنشطة الأساسية التي يقوم بها الكتّاب خلال عملية الكتابة، وهي أكبر بكثير من عملية تحرير الأسطر أو التدقيق اللغوي، فالكُتاب غالبًا ما يقومون بعمليات إعادة تنظيم وتحريرات كبيرة على المستوى الكلمات والإيضاحات في نفس الوقت.

وتوجد عدة نظريات تشرح أهمية المراجعة في الكتابة، منها نظرية النموذج ثلاثي المكوّنات التي طرحها ليندا فلاور وجون آر هايز[3] ونموذج جيمس بريتون وزملاؤه، الذي يصف عملية الكتابة بوصفها سلسلة من المراحل موصوفة في استعارات النمو الخطي، والتي تتضمن مرحلة التفكير، والاحتضان، والإنتاج.[4] وتُعد المراجعة التي يقوم بها الكاتب أو طرف ثالث جزءًا من هذه العملية، والتي غالبًا ما تقدم تعليقات توضيحية تصحيحية لتحسين النص المكتوب.

المراجعة بوصفها مفهوم مُستَهَلّ

[عدل]

تُعد المراجعة مفهوماً مُستَهَلّ.[5] حيث تُعتبر مفاهيم المُستَهَلّ ضرورية لفهم المزيد من الموضوعات الدراسية.[6] وقد يُنظر إليها في بعض الأحيان كتحدي للطلاب بسبب الوجهات النظر المسبقة.[5] قد يشجع نظام التسلسل الهرمي الذي أنشئ في إعدادات الفصل الدراسي بين المعلم والطالب، الطلاب على رؤية المراجعة بوصفها شكلاً من أشكال العقاب، مما يجبر الطلاب على إصلاح أخطائهم.[5] كما يعمل هذا النظام على جعل الطلاب يتقبلون ملاحظات المعلمين بشكل أفضل، ويمنحهم لقب "المؤلفون المشاركون" خلال كتابة الطلاب.[7]

التفكير في عملية المراجعة

[عدل]

يمكن النظر إلى مفهوم بيتر إلبو للتفكير من الدرجة الأولى والثانية كطريقة أخرى للتفكير في عملية الكتابة والمراجعة.[8] فالتفكير من الدرجة الأولى ينطوي على الحدس والإبداع، ويتكون من استكشاف الظلال وتوليد الأفكار.[8] ففي عملية الكتابة والصياغة، يتطلب الأمر التفكير من الدرجة الأولى في مرحلة ما قبل الكتابة والتي تشمل جمع المعلومات وتنظيمها والتفكير بشكل عام في ما يجب أن يتضمنه النص. أما التفكير من الدرجة الثانية، فينطوي على التحليل والنقد وتحسين النص، ويتضمن ذلك التفكير في الأفكار التي تم تطويرها من خلال الصياغة والتأكد من التعبير عنها بوضوح ودعمها بشكل جيد.[8]

تشجع الكتابة الانعكاسية (بالإنجليزية: Reflective writing) الكُتاب على التفكير بشكل أعمق في أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم.[9] التفكير الذي يُعرف أيضًا باسم ما وراء المعرفة.[10] يمكن اعتبار التفكير نوعًا من التفكير من الدرجة الثانية، حيث يتطلب من الكاتب التفكير بطريقة تحليلية ونقدية لعمله الكتابي. يتضمن هذا النهج التحليلي في التفكير فحص النص بعناية وتحليله من خلال النظر في الجمهور المقصود والغرض من قطعة الكتابة، وذلك من خلال الاستجابة لأسئلة مثل "من هو الجمهور المقصود؟" و"ما هي الفكرة الرئيسية؟" و"لماذا هذا مهم؟"[9] كما يمكن للتفكير المنهجي والتحليلي أن يساعد الكتاب في اكتساب المزيد من التبصر في عمليات التأليف والمراجعة. فالتفكير النقدي يوفر للكاتب طريقة لتطوير الإحساس بالهدف، وتحليل أفكاره، وتحديد أهداف المراجعة. وباستخدام هذه الطريقة، يمكن للكاتب تحديد الأهداف الرئيسية لعمله وتحديد النقاط.[9] ففي الكتابة، تعد المراجعة أداة قوية تعتمد بشكل كبير على معرفة الفرد ونواياه.[10]

المراجعة بوصفها عملية تعاونية

[عدل]

في البيئات التعليمية، يُعد تبادل المراجعات بين الأقران أو التعليقات على الأعمال المكتوبة أحد الممارسات الشائعة في الكتابة التعاونية. ويساعد هذا التفاعل بين الطلاب على تطوير مهارات الكتابة والتحليل النقدي والتفكير النقدي.[11] وفي الآونة الأخيرة، نظرًا للقدرات التعاونية للإنترنت، هناك كتّاب يقومون "بالتعهيد الجماعي" لمراجعات من عدة أشخاص، يساهمون في التعليقات التوضيحية الرقمية.[12]

تسمح مراجعة الأقران للكُتاب بالتعلم من بعضهم بعضاً، وتقييم القضايا التي قد تكون غائبة

شجعت مطالبات المعلمين بما تتضمن عملية الاختراع التعاون والتواصل بين الطلاب في الفصل، ممّا ينتج عنه تغذية راجعة بين أقرانهم. ويساعد هذا التفاعل على تحسين مهارات الكتابة والتحليل النقدي وتطوير المهارات الاجتماعية والاتصالية. وتسمح مراجعة الأقران للكتاب بالتعلم من بعضهم بعضاً، وتقييم القضايا التي قد تكون غائبة.[13]

ولقد وفر تقديم الأعمال للمراجعة من قبل الآخرين منظورًا خارجيًا للكُتاب، وهذا يساعد في زيادة فهمهم لكيفية تفسير كتاباتهم من قبل الجمهور المستهدف. فعندما يتلقى الكُتاب تعليقات وآراء من الآخرين، يمكنهم تحليل وتقييم هذه الآراء والتعليقات وتحسين عملهم وجعله أكثر فعالية في الوصول إلى الجمهور المستهدف، وتطوير مهارات الكتابة والتحليل النقدي. ويسمح للطلاب أيضًا بالتعلم ووضع الاستراتيجيات مع بعضهم البعض، حيث يمكن للمراجعين المختلفين أن يقدموا آراء وافتراحات متنوعة ومختلفة[14]

وتعزز تعليقات الزملاء مفهوم مجتمعات الخطاب والتواصل حيث يشارك الأفراد الأنواع واللغة والقيم والمفاهيم و"طرق التواجد" بشكل أفضل من المجموعة ككل[15] كما تمنح مجتمعات الخطاب والتواصل الكتاب مساحة للتعاون مع أولئك الذين لديهم درجة مناسبة من المحتوى ذي الصلة أو الذين يشتركون في مجموعة مشتركة من الأهداف.[16]

لمزيد من القراءة راجع الدليل المرجعي:

أ. هورنينج وأيه بيكر (محرران) (2006). مراجعة: التاريخ والنظرية والممارسة. (A. Horning & A. Becker (Eds.) (2006) Revision: History, Theory, and Practice)

مقالات ذات صلة

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ Elbow، Peter (1981). Writing with power : techniques for mastering the writing process. Oxford University Press. ISBN:978-0-19-512018-9. OCLC:993491749. مؤرشف من الأصل في 2023-03-30.
  2. ^ Allal، Linda؛ Chanquoy، L.؛ Largy، Pierre (2004). Revision Cognitive and Instructional Processes: Cognitive and Instructional Processes. New York: Springer Science and Business Media LLC. ص. 190. ISBN:9789401037761.
  3. ^ Flower، Linda؛ Hayes، John R. (1981). "A cognitive process theory of writing". College Composition and Communication. ج. 32 ع. 4: 365–387. DOI:10.2307/356600. JSTOR:356600.
  4. ^ Britton, James, Tony Burgess, Nancy Martin, Alex McLeod, and Harold Rosen. (1975). The Development of Writing Abilities (11-18) London: Macmillan Education.
  5. ^ ا ب ج Downs، Doug. Adler-Kassner، Linda؛ Wardle، Elizabeth (المحررون). Naming What We Know, Classroom Edition : Threshold Concepts of Writing Studies. ص. 66–67. ISBN:978-1-60732-578-9. OCLC:1253563203. مؤرشف من الأصل في 2023-03-29.
  6. ^ Wardle، Elizabeth؛ Downs، Doug (2020). Writing about writing (ط. 4th). Bedford/St.Martins. ISBN:1-319-33234-X. OCLC:1321787544. مؤرشف من الأصل في 2023-06-01.
  7. ^ Magnifico, Alecia Marie; Woodard, Rebecca; McCarthey, Sarah (1 Jun 2019). "Teachers as co-authors of student writing: How teachers' initiating texts influence response and revision in an online space". Computers and Composition (بالإنجليزية). 52: 107–131. DOI:10.1016/j.compcom.2019.01.005. ISSN:8755-4615. Archived from the original on 2023-03-08.
  8. ^ ا ب ج Elbow، Peter (1987). Embracing contraries : explorations in learning and teaching. Oxford University Press. ISBN:0-19-504661-7. OCLC:988428588. مؤرشف من الأصل في 2023-03-19.
  9. ^ ا ب ج "Reflective Writing and the Revision Process: What Were You Thinking? – Writing Spaces" (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-03-19. Retrieved 2023-03-19.
  10. ^ ا ب Lindenman, Camper, Jacoby, Enoch، Heather, Martin, Lindsay Dunne, Jessica (يونيو 2018). "Revision and Reflection: A Study of (Dis)Connections between Writing Knowledge and Writing Practice". College Composition and Communication. ج. 69 ع. 4: 581–611 – عبر JSTOR.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)[وصلة مكسورة]
  11. ^ Lisa S. Ede, Andrea A. Lunsford (1990). Singular Texts, Plural Authors. Carbondale. Southern Illinois Press.
  12. ^ Rijlaarsdam؛ Bergh، Huub؛ Couzijn، Michel (2007). Effective Learning and Teaching of Writing: A Handbook of Writing in Education. New York: Kluwer Academic Publishers. ص. 105. ISBN:978-1402027246.
  13. ^ "Benefits of Peer Review". www.southwestern.edu (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-03-19. Retrieved 2023-03-19.
  14. ^ Gerdes, Kendall; Beal, Melissa; Cain, Sean (30 Sep 2020). "Writing a Videogame: Rhetoric, Revision, and Reflection". Prompt: A Journal of Academic Writing Assignments (بالإنجليزية). 4 (2): 3–12. DOI:10.31719/pjaw.v4i2.64. ISSN:2476-0943. Archived from the original on 2023-03-11.
  15. ^ Johns، Ann (1997). "Discourse Communities and Communities of Practice: Membership, Conflict, and Diversity" (PDF). Text, Role, and Context: Developing Academic Literacies: 51–70. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-03-20.
  16. ^ "Discourse communities and communities of practice: Membership, conflict, and diversity"، Text, Role and Context، Cambridge University Press، ص. 51–70، 13 يونيو 1997، مؤرشف من الأصل في 2023-03-19، اطلع عليه بتاريخ 2023-03-19