انتقل إلى المحتوى

مستخدمة:Salema younus/ملعب2

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Salema younus/ملعب2

تاكركوري هو موقع أثري وملجأ صخري يقع في جبال أكاكوس جنوب غرب ليبيا.[1][2] يُعد أحد موقعين عُثر فيهما على أقدم دليل على معالجة النباتات في الفخار،[3] وهو أول موقع صحراوي اُستخرج الحمض النووي القديم من شخصين مدفونين فيه،[4] كما أنه يحتوي على مصنوعات يدوية تشمل الأدوات العظمية، والأدوات الحجرية، والأدوات الخشبية، والفخار، ومنتجات الألياف، والتماثيل المنحوتة.[1]

الموقع الجغرافي[عدل]

يقع ملجأ تاكركوري الصخري في واد ضمن جبال أكاكوس، إلى الغرب منه يقع عرق تاكاركوري، وهو امتداد من الكثبان الرملية. يُسمى الوادي الذي يقع فيه الملجأ الصخري بوادي تكركوري، وهو يفصل بين جبال أكاكوس الجزائرية والليبية، وهو النقطة المركزية بين حوضين. يقع ملجأ تاكاركوري الصخري بالقرب من حدود ليبيا مع الجزائر، داخل منطقة فزان.[1]

المناخ[عدل]

من المرجح أن مياه وادي تكركوري كانت متدفقة من فترة أكاكوس المتأخرة حتى نهاية الفترة الرعوية الوسطى، مع وجود الأراضي الرطبة القريبة. كان هذا النهر يسمى وادي تنزوفت وبحيرتين بارزتين كانتا موجودتين بالقرب من تاكركوري هما بحيرة تاكركوري وغارات عودة. هذه البحيرات، إلى جانب سلسلة من البحيرات الصغيرة الأخرى في الكثبان الرملية القريبة، تدعم مجموعات متنوعة من النباتات والحيوانات المائية. تشير الكثافة العالية لبقايا الأسماك في تاكاركوري المرتبطة بهذه الفترة إلى أن الناس كانوا يصطادون بشكل روتيني بالقرب من المأوى الصخري. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود بقايا نباتات مثل البوتاموجيتون على قطع الفخار يُظهر أن البشر في تاكاركوري كانوا يعالجون النباتات المائية. في الفترة الرعوية المبكرة عانت البحيرات الصغيرة بسبب التحول المناخي. ومع ذلك، استمرت بحيرة تاكاركوري وجارات عودة طوال الفترة الرعوية الوسطى وحتى الفترة الرعوية المتأخرة. خلال الفترة الرعوية المتأخرة أصبحت الصحراء قاحلة بشكل متزايد، وأدى ذلك إلى خسارة البحيرتين بشكل كامل بحوالي 5000 سنة مضت. تشير الأدلة الأثرية إلى أن تواتر بقايا الأسماك انخفض مع زيادة الجفاف في المنطقة. يستنتج العلماء أن الأشخاص الذين يعيشون في تاكاركوري انتقلوا إلى الرعي حيث أصبحت الأسماك أقل توفرًا كمصدر للغذاء. وفي إطار الرعي تغيرت مصادر الغذاء نتقل الرعاة من الماشية إلى الحيوانات الأليفة الأصغر حجمًا. يشير تحليل الفخار المستخرج من الملجأ الصخري إلى أن الماء كان موجودًا بشكل عام أثناء عيش الناس في تاكاركوري، حتى في أوقات الجفاف.[5]

علم الآثار[عدل]

هناك العديد من المواقع الأثرية في منطقة وادي تكركوري، بما في ذلك الركام، والفن الصخري، والملاجئ الصخرية. تشتهر جبال أكاكوس بفنونها الصخرية، والتي تشتمل على نقوش صخرية وصور توضيحية تظهر شخصيات بشرية وحيوانية. لقد عُرفت الملاجئ الصخرية في هذه المنطقة منذ فترة طويلة بتسلسلها الطبقي؛ حيث تتمتع المواقع الأثرية داخل الملاجئ الصخرية عمومًا بحماية أكبر من البيئة الصحراوية القاسية مقارنة بالمواقع المفتوحة.نُقب في مواقع مشابهة لتاكاركوري منذ منتصف القرن العشرين.

تم بحث المأوى الصخري تاكاركوري من قبل فرق أثرية متعددة. ومن الجدير بالذكر أن ستيفانو بياجيتي وسافينو دي ليرنيا قاما بالتنقيب في تاكاركوري لعدة مواسم ميدانية في الأعوام 2003 و2004 و2006 كجزء من مشروع وادي تكركوري. أدت الأعمال الحديثة التي قامت بها جولي دون وستيفانيا فاي وفريقهما إلى معالجة نباتات جديدة واكتشافات الحمض النووي القديمة على التوالي. تحتوي الرواسب الرسوبية داخل المأوى الصخري على دليل على أن البشر احتلوا مأوى تاكاركوري الصخري لآلاف السنين، مما أدى إلى تغيير مسارات طعامهم تدريجيًا. خلال عصر الهولوسين في شمال أفريقيا، بدأ البشر عمومًا في الانتقال من الصيد وجمع الثمار إلى الرعي؛ يعد تاكاركوري أحد المواقع القليلة التي تحتوي على طبقات طبقية مفصلة للحفاظ على أدلة هذا التحول في السجل الأثري. كما حافظت البيئة المغلقة وجفاف الموقع على كثافة عالية من البقايا البيولوجية، بما في ذلك النباتات والحيوانات والبقايا البشرية. الفترات الأثرية الأربع التي احتل فيها البشر تاكاركوري هي فترة أكاكوس المتأخرة، والفترة الرعوية المبكرة، والفترة الرعوية الوسطى، والفترة الرعوية المتأخرة.

سلال[عدل]

عُثرعلى مجموعة واسعة من القطع الأثرية في تاكركوري بما في ذلك أنواع مختلفة من الأدوات والفخار والسلال. كما عُثرعلى قطع أثرية مختلفة داخل وحول منطقة الدفن في الجزء الخلفي منه، وتضمنت هذه القطع الأثرية تمثالًا صغيرًا لحيوان، وغطاء رأس من قشر بيض النعام، وقلادة.

يعد وجود السلال والسلع المنسوجة في الموقع أمرًا فريدًا، حيث لا يتم حفظ السلع المصنوعة من الألياف بشكل جيد في السجل الأثري. تُظهر هذه البقايا ما لا يقل عن ثمانية تقنيات نسج مختلفة، على الرغم من أنها جميعها مجدولة. التوأمة هي عملية يتم فيها تحريك الخيوط أفقيًا من خلال خيوط رأسية ثابتة. تم تصنيع معظم السلع المنسوجة من سيقان وألياف نباتية، على الرغم من أن بعضها كان يحتوي على ألياف حيوانية أيضًا. يعود تاريخ غالبية السلة إلى فترة الأكاكوس المتأخرة، وربما تم استخدامها لجمع النباتات البرية.

الفخار[عدل]

عُثرعلى مجموعة متنوعة من الفخاريات في تاكاركوري. الفخار الذي يعود تاريخه إلى بداية عصر الأكاكوس المتأخر يتزامن مع إدخال الفخار إلى الصحراء الليبية. يشير هذا إلى أن الصيادين وجامعي الثمار في تاكاركوري كانوا من أوائل الأشخاص في المنطقة الذين استخدموا الفخار. أُجري تحليل الفخار باستخدام منهجية كانيفا، حيث تبين اختلاف ألوان الأسطح حسب كل فترة احتلال، مما يدل على اختلاف عمليات التسخين والتبريد. توجد خمسة أقمشة مختلفة حيث ترتبط الأقمشة الخشنة والجدران السميكة بالمراحل المبكرة من الاحتلال وتوجد الأقمشة الدقيقة والجدران الرقيقة خلال المراحل اللاحقة. هناك نوعان رئيسيان من الزخارف الفخارية: المنقوشة والمنقوشة. من المحتمل أن تكون العائلات قد صنعت الفخار الخاص بها باستخدام مواد خام أُشتريت من المنطقة المحيطة.

أصباغ[عدل]

الأصباغ موجودة في تاكاركوري حيث تنقسم المصنوعات الصبغية إلى ثلاث فئات رئيسية: الأصباغ والعناصر المصبوغة والعناصر المطلية. ربما تمت معالجة الأصباغ الملونة في الملجأ الصخري لإنتاج صور توضيحية في تدرارت أكاكوس. تحتوي أحجار الطحن المتعددة السفلية والعلوية من المأوى الصخري على بقع صبغية ملونة مختلفة بما في ذلك الأحمر والأصفر. وتعود معظم هذه الحجارة إلى المراحل الأولى للاحتلال.تشمل الأنواع الأخرى من المصنوعات اليدوية ذات الصبغة الموجودة في تاكاركوري الرقائق والأدوات الحجرية وأدوات العظام والفخار والعصا الخشبية. أظهرت إحدى الحصاة المكسورة علامات الطلاء، وقد تكون الصور التوضيحية ذات الشكل الحيواني المحفوظة بشكل سيئ موجودة على الصخور في الملجأ. من المحتمل أن تكون الأصباغ قد تم الحصول عليها من داخل تادرارت أكاكوس.

النباتات[عدل]

لقد أنتج تاكاركوري وأوان أفودا قطعًا خزفية تحتوي على أقدم دليل على بقايا النباتات المعالجة في العالم. تتوافق بقايا النباتات الموجودة داخل الأواني مع النباتات التي كانت موجودة في الصحراء خلال عصر الهولوسين، وتشمل الأنواع البرية والمائية. يعود تاريخ هذه البقايا إلى 8200-6400 قبل الميلاد، وتتزامن مع الفترة التي كان فيها الناس يصطادون ويتجمعون في تاكاركوري.

ومع ذلك، هناك أيضًا أدلة على أن الرعاة في تاكاركوري استمروا في معالجة النباتات البرية في أوعية الطهي حتى بعد إدخال الحيوانات الأليفة. عُثر على قطع فخارية تحتوي على بقايا نباتات في طبقات طبقية تتزامن مع فترة الأكاكوس المتأخرة، والفترة الرعوية المبكرة، والفترة الرعوية الوسطى، مع اكتشاف معظمها من الفترة الرعوية الوسطى. تم استخراج بقايا الحيوانات والنباتات من أوعية الطهي، ولكن في تاكاركوري، كان أكثر من نصف الفخاريات يحتوي على بقايا نباتات. بعض أنواع النباتات التي تم اكتشافها تشمل نبات الكاتيل والبوتاموجيتون، وهو نبات مائي. كما تم العثور على بقايا نباتات غير مرتبطة بالفخار بكثرة في تاكاركوري.

الحمض النووي القديم[عدل]

تاكاركوري هو موقع "خمسة عشر مدفنًا للنساء والأحداث والأطفال" الذين ينتمون جميعًا إلى نفس المنطقة، وتعرفوا على مدافن أخرى في الوادي المحيط. حُددت أغلب المدافن بالقرب من بعضها البعض في عمق الملجأ، و ترتبط معظمها بالفترة الرعوية المبكرة، على الرغم من أن أفضل الأفراد المحفوظين يعود تاريخهم إلى الفترة الرعوية الوسطى.

قام شخصان من هذه الفترة بحفظ الأنسجة من خلال التحنيط، مما سمح لعلماء الآثار بتحليل أول حمض نووي قديم من الصحراء. كان العمل على الحمض النووي الصحراوي القديم غير ناجح في السابق بسبب عدم الحفاظ عليه. تظهر نتائج عينات الحمض النووي القديمة أن المرأتين لديهما أنماط فردية متطابقة من المجموعة الفردانية القاعدي لم تكن هذه المجموعة الفردانية موجودة من قبل في الصحراء الإفريقية. ويفترض الباحثون أن هذا النسب الجيني يمكن أن يكون قد جاء من الشرق الأدنى، وربما جنبا إلى جنب مع الرعاة الرعويين وممارسات الرعي منذ عشرات الآلاف من السنين. تم أيضًا تحليل الأفراد في تاكاركوري باستخدام التحليل النظائري. تدعم البيانات التي تم الحصول عليها فكرة أن الأشخاص المدفونين داخل الملجأ الصخري هم من نفس المنطقة الجغرافية.

المراجع[عدل]

  1. ^ ا ب ج Biagetti, Stefano; di Lernia, Savino (1 Sep 2013). "Holocene Deposits of Saharan Rock Shelters: The Case of Takarkori and Other Sites from the Tadrart Acacus Mountains (Southwest Libya)". African Archaeological Review (بالإنجليزية). 30 (3): 305–338. DOI:10.1007/s10437-013-9138-z. ISSN:1572-9842.
  2. ^ Cremaschi، Mauro؛ Zerboni، Andrea؛ Mercuri، Anna Maria؛ Olmi، Linda؛ Biagetti، Stefano؛ di Lernia، Savino (2014-10). "Takarkori rock shelter (SW Libya): an archive of Holocene climate and environmental changes in the central Sahara". Quaternary Science Reviews. ج. 101: 36–60. DOI:10.1016/j.quascirev.2014.07.004. ISSN:0277-3791. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  3. ^ Dunne, Julie; Mercuri, Anna Maria; Evershed, Richard P.; Bruni, Silvia; di Lernia, Savino (19 Dec 2016). "Earliest direct evidence of plant processing in prehistoric Saharan pottery". Nature Plants (بالإنجليزية). 3 (1): 1–6. DOI:10.1038/nplants.2016.194. ISSN:2055-0278.
  4. ^ Vai, Stefania; Sarno, Stefania; Lari, Martina; Luiselli, Donata; Manzi, Giorgio; Gallinaro, Marina; Mataich, Safaa; Hübner, Alexander; Modi, Alessandra (5 Mar 2019). "Ancestral mitochondrial N lineage from the Neolithic 'green' Sahara". Scientific Reports (بالإنجليزية). 9 (1): 3530. DOI:10.1038/s41598-019-39802-1. ISSN:2045-2322. PMC:6401177. PMID:30837540.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق PMC (link)
  5. ^ Eramo, Giacomo; Muntoni, Italo M.; Aprile, Anna; Pallara, Mauro; Rotunno, Rocco; Zerboni, Andrea; di Lernia, Savino (25 Aug 2020). "Networking through pottery characterisation at Takarkori rock shelter (Libyan Sahara, 10,200–4650 cal BP)". Archaeological and Anthropological Sciences (بالإنجليزية). 12 (9): 220. DOI:10.1007/s12520-020-01118-x. ISSN:1866-9565. {{استشهاد بدورية محكمة}}: no-break space character في |عنوان= في مكان 98 (help)