انتقل إلى المحتوى

مستخدم:الكاتب احمد عطية/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

صحافة العصافير


*احمد عطية


عمر بطيشة

عمر بطيشة

انفلونزا الخنازير

الشئ لزوم الشئ

كاميرات


ليس غريبا ان يتحول عدد من الصحفيين والإعلاميين إلى عصافير لجهاز "امن الدولة" في ظل نظام ديكتاتوري قمعى لا يعرف قيمة حرية الرأى ولا يقيم وزنا لحق التعبير والكلام ويريد ان يسبح الكل بانجازاته ويتغنى بأمجاده التى لا يراها أحد غيره.

ويحاول بشتى الوسائل التعتيم على جرائمه وفضائحه التى تزكم الأنوف في الداخل والخارج ويساوم هذا وذاك من اجل منصب يلهث وراءه – وهو يعلم علم اليقين عدم استحقاقه له - او من اجل مال يسيل له لعابه.

وكم من شخص يجلس على كرسي رئيس التحرير ومستواه المهنى لا يرقى لأقل محرر يعمل تحت رئاسته وللأسف أصبح هذا الانحراف ظاهرة في الصحافة المصرية وفى المكاتب الإعلامية عموما بالعاصمة المصرية القاهرة وان كانت الأسباب تختلف في تلك الأخيرة الا أن كل الطرق في النهاية تؤدى إلى روما .


عمر بطيشة

اذكر ان برنامج الاعلامى الكبير الأستاذ عمر بطيشه الذى كان يذاع على البرنامج العام " شاهد على العصر " كان قد استضاف في مطلع الثمانينيات الدكتور حسن عباس زكى وزير الاقتصاد الأسبق.

فقال ضمن ما قال تعليقا على باب العصفورة في جريدة الوفد : اننى اخشي ان يتحولوا كلهم إلى عصافير وربما الاستدلال هنا ليس دقيقا لكنى أردت ان استعير لفظة العصافير من استأذنا الكبير حسن عباس زكى .

ورغم المدلول السلبي لكلمة العصفورة والعصافير الا ان الذين يلهثون وراء تلك الصفة كثيرون وهم لا يستحون ويتمتعون بقدرة كبيرة على التلون مثل الحرباء كما يجيدون النفاق واختلاق الأكاذيب ويحاولون الباسها رداء الصدق والحق تمويها على الناس.

فهم يدورون مع كل من دار حسب الظروف وفق ما يريد ويعرفون ما يريد سريعا ويزينونه له ويصورونه في صورة العبقرى وان احدا في العالم لم يسبقه فيما يطرح من افكار  ويوهمونه بانه ملهم وانه رمز وانه كذا وكذا ...


انفلونزا الخنازير

الغريب ان ظاهرة العصافير لم تقتصر على الصحف المصرية فقط بل انتقلت عدواها – شأنها في ذلك شأن انفلونزا الخنازير - إلى مكاتب الصحف والفضائيات العربية العاملة في القاهرة فما من مكتب الا وفيه عصافير زرعها او ساعدها جهاز امن دولة الرئيس المخلوع نظير خدمات يقومون بها.

واعرف أحد تلك المكاتب التى تعج بعصافير مختلفة الالون ومتنوعة الأشكال والأحجام يتجسسون على زملائهم باستخدام احدث الوسائل التكنولوجية رغم أن هؤلاء وأولئك كلهم عصافير لكنهم يتبارون ويتنافسون من اجل إرضاء أسيادهم بكل وسيلة.
وحتى يستطيع مدير هذا المكتب الإمساك بالخيوط كلها في يده استضاف نفرا من ضباط مباحث" امن الدولة" يوما كاملا وأغدق عليهم من لذيذ الطعام وحملهم عند رحيلهم بالهدايا الثمينة حتى ينال رضا افراد الجهاز المشئوم .

وهو اليوم بعد حل جهاز "امن الدولة" يصب لعناته عليهم ويحاول ان يصور انه كان يعانى من ممارساتهم ومن قهرهم شر المعاناة رغم ان الواقع غير ذلك تماما.

الشئ لزوم الشئ

اعرف مدير مكتب آخر يحرص على إظهار تدينه بكل حيلة تساعده على تحقيق أهدافه ولا مانع من إطلاق لحيته " الشئ لزوم الشئ " ولكنه من هذا التدين خواء وكأنه لا يدرك حديث النبى صلى الله عليه وسلم " الدين المعاملة ؟ ولا حديثه : عن المرأة التى كانت تصوم النهار وتقوم الليل ولكنها تؤذى جيرانها فاخبرنا صلى الله عليه وسلم انها في النار. فيبيح هذا الرجل لنفسه التجسس على البريد الالكتروني للزملاء والاطلاع على محتوياته بل يستخدم برامج للتجسس على أجهزة الحاسب الخاصة بهم بحجة مراقبة ومتابعة العمل وبزعم ان ذلك جزء من مهامه .


كاميرات

كما يستخدم كاميرات في تتبع عوراتهم وكأنه ملاحظ انفار او مشرف على عمال في مصنع ملابس وكان الأولى ان يدفعه تدينه إلى ان يدرك ان الله نهى عن التجسس على الناس و تتبع عوراتهم . فقال : " اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" . وكان اولى بتدينه ان يدفعه إلى ان يقرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم - : " إيّاكم والظّنّ , فإنّ الظّنّ أكذب الحديث , ولا تجسسوا , ولا تحسسوا . ولا تباغضوا , وكونوا عباد الله إخوانا ".

وكذلك حديثه صلى الله الله عليه وسلم في التحذير من عاقبة هذه الأعمال في الدنيا والآخرة : " يا معشر من قد أسلم بلسانه، ولم يُفْضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتّبعوا عوراتهم، فإنه من تتّبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو بجوف رحله) .


-- احمد عطية