مستخدم:اليوم العالمي للسماديت/ملعب
السماديت.
اليوم العالمي للسماديت يوافق 23 يونيو كل سنة
يشتهر بهذا الزي التقليدي في إريتريا
يعد "السماديت" أحد أشهر الأزياء التراثية لرجال عدد من القوميات الإريترية غرب البلاد في مقدمها التيغري والبلين والحدارب إضافة إلى بعض المناطق الساحلية، كما يمتد الزي جغرافياً ليطاول منطقة شرق السودان المحاذية لإريتريا، حيث القبائل المشتركة مثل بني عامر والحباب والبجا.
وزي "السماديت" عبارة عن مجموعة من القطع أولها الجلباب أبيض اللون (الثوب) والصديري، الذي غالباً ما يتراوح بين اللونين الأزرق الداكن أو البني، والسروال الأبيض الذي يشبه نظيره الهندي ثم اللحاف الطويل الذي يوضع من الركبة وحتى أعلى الكتف على شكل حرف الـ X، ثم الطاقية والعمة التي تلف على الرأس.
يعود سبب تفصيل الزي على نحو فضفاض، وباللون الأبيض إلى تناسبه مع المناخ شديد الحرارة الذي تتسم به منطقتا غرب إريتريا وشرق السودان، كما أن ثمة من يستغني عن الجلباب ويعوضه بقطعة منسوجة من قماش خفيف يكاد يكون شفافاً ويسمى بـ"العراقي".
زي الأعيان والمناسبات السعيدة
يقول الباحث في التراث الشعبي الإريتري عمر أبيب إن زي السماديت من أقدم الأزياء التراثية الذي لا تزال القوميات الإريترية الثلاث تحرص على ارتدائه في المناسبات العامة، وأشار إلى أن مسمى "سماديت" لا يطلق على هذا الزي إلا في حال اكتماله بقطعه السبع كاملة، وإن كان في بعض الأحيان يشار إلى اللحاف وحده بالمسمى ذاته، لكن كزي كامل فهي تشمل القطع السبع.
يضيف أبيب أن ثمة ضرورة للتفريق بين أنواع عدة من هذا الملبس التراثي، ففضلاً عن ارتباطه بمناسبات وأعراف محددة، فالمتعارف عليه أنه زي لأعيان القبائل والنظار أو العمد الذين يطلق عليهم "شيم" ومفردها "شوم" في حين يطلق عليهم في بعض المناطق مسمى "كنتيباي"، إذ يتميز هذا النوع الذي يرتديه كبار القوم والسن والمنصب بالبياض الكامل، ويمنع فيه إضافة أي لون آخر باعتبار أنه يضفي نوعاً من الوقار على مرتديه لوحدة اللون ورمزيته.
مراسم الـ"سمدوا"
يختص هذا النوع من السماديت بمناسبة الزواج، ويتميز بلون الصديري الأزرق الداكن أو البني أو لون آخر بحسب اختيار العريس. وثمة تقاليد معينة يختص بها العريس في زواجه الأول وهي احتفالية الـ"سمدوا" التي تقام في فجر يوم العرس، إذ يجتمع أصدقاؤه وإخوته وعشيرته لحضور مراسم تقليده عريساً، وأهم تقليد في هذه الاحتفالية يتمثل في ما يسمى الـ"سمدوا"، أي إلباسه السماديت في رمزية ذات دلالة تشير إلى خلعه ثوب العزوبية وارتداء ثوب التأهل للحياة الزوجية، ويقوم بهذه المهة إما والده أو أحد إخوته الكبار متبوعاً بالأهازيج والبخور، وفور ارتدائه السماديت تعلو الزغاريد ببلوغه عتبة إتمام أولى مراسم الاقتران.
في السياق يذكر الباحث المتخصص بالتراث الشعبي "بجانب السماديت يقلد العريس بإكسسوارات عدة منها (التكة)، وهي إسورة من الفضة الخالصة على يده اليمنى عبارة عن حزازة من خيط مضاف إليه الخرز في اليد اليسرى، والسوميت وهي سلسلة كبيرة من الخرز الخاص على رقبته ثم يهدى سيفاً وعصا.