مستخدم:باسم/ملعب 2
| ||||
---|---|---|---|---|
الحكم | ||||
مدة الحكم | 926 - 973هـ\1520 - 1566م | |||
عهد | توسع الدولة العثمانية | |||
اللقب | القانوني، مُبارز الدُنيا والدين، مُحتشم، أبو النصر والجهاد | |||
التتويج | 926هـ\1520م | |||
العائلة الحاكمة | آل عثمان | |||
السلالة الملكية | العثمانية | |||
نوع الخلافة | وراثية ظاهرة | |||
ولي العهد | مُصطفى (1520 - 1553م؛ قُتل) بايزيد (1553 - 1559م؛ أُزيح) سليم (1559 - 1566م؛ تولَّى) |
|||
معلومات شخصية | ||||
الاسم الكامل | سُليمان بن سليم بن بايزيد العُثماني | |||
الميلاد | 900هـ\1494م طربزون، البنطس، الدولة العُثمانيَّة |
|||
الوفاة | 21 صفر 926هـ\6 أيلول (سپتمبر) 1566م زغتفار، مملكة المجر |
|||
مكان الدفن | مسجد السُليمانية، إسطنبول، تركيا | |||
الديانة | مُسلم سُني | |||
الزوج/الزوجة | انظر | |||
الأولاد | انظر | |||
الأب | سليم الأوَّل | |||
الأم | عائشة حفصة سُلطان | |||
الحياة العملية | ||||
المهنة | سُلطان العُثمانيين وخليفة المُسلمين | |||
الطغراء | ||||
تعديل مصدري - تعديل |
خادم الحرمين الشريفين الخاقان المُجدِّد المُفخَّم والسُلطان الغازي الأعظم مُبارز الدُنيا والدين[ا] أبو النصر والجهاد سُليمان خان بن سليم بن بايزيد العُثماني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: غازى سُلطان سُليمان خان اوَّل بن سليم بن بايزيد عُثمانى)، ويُعرف اختصارًا باسم سُليمان الأوَّل، وبلقبه الأشهر سُليمان القانوني (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: قانونى سُلطان سُليمان) أو سُليمان العظيم (بالتُركيَّة العُثمانيَّة: مُحتشم سُليمان)،[la 1][la 2] هو عاشر سلاطين آل عُثمان وثامن من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم بعد والده سليم الأوَّل وأجداده من بايزيد الثاني إلى مُرادٍ الأوَّل، ورابع من حمل لقب «قيصر الروم» من الحُكَّام المُسلمين عُمومًا والسلاطين العُثمانيين خُصوصًا بعد والده سليم وجدَّاه بايزيد والفاتح، وثاني خليفة لِلمُسلمين من بني عُثمان، والخامس والسبعين في ترتيب الخُلفاء عُمومًا. عدَّه بعض المُؤرخين قديمًا حادي عشر سلاطين آل عُثمان باعتبار سُليمان چلبي بن بايزيد، الذي نازع أخاه مُحمَّد الأوَّل المُلك سُلطانًا، ثُمَّ نُبذت هذه الفكرة على اعتبار أنَّ سُليمان چلبي لم يحكم بصفةٍ قانونيَّة ولم يستقم له مُلك جميع بلاد الدولة آنذاك، وأُجمع على تسمية هذا السُلطان بالأوَّل واعتباره عاشر مُلُوك هذه الدولة.[2]
بلغت الدولة العُثمانيَّة في عهد هذا السُلطان أعلى درجات الكمال والازدهار،[2] وتحوَّلت لقُوَّةٍ عالميَّةٍ كبيرة على الصعيدين العسكري والاقتصادي، بحيث لم تعد مُجرَّد فاتحة لأوروپَّا، بل صار وُجودها ضروريًّا لحفظ التوازن السياسي في القارَّة المذكورة. وتقدَّمت الفُتُوحات في زمنه تقدمًا عظيمًا، فاشتملت الدولة العُثمانيَّة على كامل البلقان والأناضول والمشرق العربي والمغربين الأدنى والأوسط وهيمنت على أذربيجان وأقسامًا من القفقاس والمغرب الأقصى لفترةٍ من الزمن، واعترفت بعض الدول الإسلاميَّة في الهند وجنوب شرق آسيا بتبعيَّتها للدولة العُثمانيَّة، وذلك بفضل قُوَّتها البحريَّة التي تطوَّرت تطورًا ملحوظًا في هذا العهد، حتَّى زاحمت الإمبراطوريتين الپُرتُغاليَّة والإسپانيَّة على زعامة المُحيط الهندي والبحر المُتوسِّط،[la 3] وهزمت أساطليهما في عدَّة مواقع.
دام عهد هذا السُلطان ستًا وأربعين سنة تقريبًا (926 - 973هـ\1520 - 1566م)، فهو أطول السلاطين العُثمانيين حُكمًا،[la 4] وكان غازيًا مُجاهدًا، فقد شارك بنفسه في ثلاث عشرة حملة عسكريَّة بين أوروپَّا وإيران، وقضى ما مجموعه عشر سنواتٍ وشهرًا واحدًا من فترة حُكمه مُتنقلًا مع جُيُوشه ومُشاركًا في الفُتُوح.[la 5] رعى العُلُوم والفُنُون، وازدهرت العمارة في أيَّامه ازدهارًا غير معهود، وكان أبرز أعلامها المعمار سنان الدين آغا، وسعى إلى توحيد الأحكام الشرعيَّة في طول البلاد وعرضها للحيلولة دون تعدد آراء القُضاة في المسألة الواحدة، فكان أن لُقِّب نتيجة هذا الجُهد بالـ«قانوني»، وقيل بل لُقِّب به لأسبابٍ أُخرى، ومن أبرز العُلماء الذين برزوا في عهده ورافقوا مسيرته، الإمام أبو السُّعود أفندي. يُعد عهد سُليمان القانوني العصر الذهبيّ للدولة العُثمانيَّة،[la 6][3] وذُروة أواخر العصر الذهبي للإسلام. وما أن انقضى هذا العهد حتَّى أُصيبت الدولة بالضعف وأخذت تتراجع قُوَّتها،[3] وليس معنى ذلك أنها سارت نحو نهايتها بخُطىً وثيقة، بل أخذت بعده في الوُقُوف تارة والتقهقر أُخرى.[4]
اجتمعت في سُليمان القانوني صفاتٍ حميدةٍ عديدة، فكان رحيمًا رؤوفًا شفوقًا برعيَّته،[5] عاقلًا عادلًا مُتسامحًا[6][7] هادئ الطباع غير بطَّاشٍ أو مُتهوِّرٍ كأبيه سليم، واختلف عنه في ناحيةٍ مُهمَّةٍ أُخرى، هي حُبُّه للأناقة والأُبَّهة وفخامة اللبس، ومن أبرز مواهبه التي اشتهر بها صياغة الحُلي ونظم الشعر.[8] كادت سنوات حُكمه أن تكون مثاليَّة لولا قتله ابنه مُصطفى ثُمَّ عصيان ابنه الآخر بايزيد في أواخر عهده، وقيل أنَّ مُحرِّكة هذه الأحداث كانت زوجة السُلطان خُرَّم خاتون[ب] الشهيرة باسمها الأصلي «رُكسلانة»، التي رغبت بتولِّي ابنها سليم عرش آل عُثمان بعد أبيه. ولعلَّ من أهم مساوئ هذا العهد بداية الامتيازات الأجنبيَّة في الدولة العثمانيَّة،[9] فهي وإن لم تؤثِّر حينها على هذه الدولة وهي في ذُروة مجدها وقُوَّتها وتتعامل مع الدول الأوروپيَّة ندًا لند، إلَّا أنَّ الأخيرة استغلَّتها لاحقًا لتتدخَّل في الشؤون العُثمانيَّة الداخليَّة.
حياته قبل السلطنة
[عدل]وُلد سُليمان في مدينة طربزون خلال ولاية والده سليم عليها. وتختلف المصادر في تحديد يوم ميلاده بدقَّة، فقيل يوم 7 صفر 900هـ[ج] المُوافق 6 تشرين الثاني (نوڤمبر) 1494م،[la 7][la 8] وقيل في 1 شعبان 900هـ المُوافق 27 نيسان (أبريل) 1495م،[2][la 9] وقيل في 1 مُحرَّم 900هـ المُوافق 1 تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1494م.[6] والدته هي عائشة حفصة سُلطان المُتوفاة سنة 1534م.[la 10][la 11] قضى سنوات طفولته في طربزون مع أخيه بالرضاعة يحيى أفندي. وعندما بلغ السابعة من عُمره، أُرسل إلى إسلامبول لييتلقَّى عُلُومه في مكتب الأندرون بسراي طوپ قاپي، فدرس الطبيعيَّات والتاريخ والآداب والدين والشُؤون العسكريَّة.[la 12] وكان أبرز أساتذته الشيخ خير الدين أفندي القسطمونئي.[8]
شارك سُليمان بحملته العسكريَّة الأولى ما أن بلغ الثانية عشر من عُمره، فقد كان الصفويُّون حينها يتحرَّشون بالعُثمانيين في شرق الأناضول، فسار إليهم الشاهزاده سليم مُصطحبًا معه ابنه سُليمان، وقابلهم قُرب أرزنجان وانتصر عليهم.[10] عُيِّن سُليمان أميرًا على سنجق شبين قرەحصار سنة 1508م ليبدأ في التمرُّس على شُؤون الحُكم، ولكن عمِّه الشاهزاده أحمد، أمير سنجق أماسية، اعترض على هذا التعيين لمُلاصقة السنجقان، والتمس من والده السُلطان بايزيد أن يُعيِّن ابن أخيه في مكان آخر، فاستجاب له ونُقل سُليمان إلى سنجق بولي. لكنَّ أحمد اعترض مُجددًا على هذا لقُرب هذا السنجق من دار السلطنة، وسعى إلى إبعاد ابن أخيه مُجددًا ليصفى لهُ المُلك، فأجابهُ بايزيد رعايةً لخاطره وعيَّن سُليمانًا على سنجق كفَّة بالقرم،[11] فسافر إليها واستلم منصبه خلال شهر تمُّوز (يوليو) 1509م.[la 13][la 14]
عاش سُليمان مُتنقلًا بين إسلامبول وأدرنة بعد تربُّع أبيه على عرش آل عُثمان سنة 1512م.[la 14] فناب عنه في إسلامبول لمَّا خرج سليم لمُلاحقة أخيه أحمد في السنة المذكورة.[12] وفي سنة 1513م عُيِّن سُليمان أميرًا على سنجق مغنيسية،[la 15] وصادق خلال هذه الفترة مملوكًا روميًّا كُلِّف بخدمته، هو إبراهيم البرغلي، فصار خليله ومن أخص خاصَّته، وأوَّل صدرٍ أعظم في سلطنته.[la 12][la 14] وفي سنة 1516م عيَّنه السُلطان سليم لمُحافظة أدرنة خلال حملته على المماليك في الشَّام ومصر، فبقي في منصبه هذا إلى أن رجع السُلطان من حملته، فاستقبله ثُمَّ عاد إلى مقر ولايته السابقة، أي مغنيسية،[13] وبقي فيها إلى أن بلغه خبر وفاة السُلطان سليم.
تربُّعه على العرش والأحداث المُرافقة
[عدل]تُوفي السُلطان سليم في ليلة السبت 9 شوَّال 926هـ المُوافق 22 أيلول (سپتمبر) 1520م، وأخفى طبيبه الخاص خبر موته عن الحاشية ولم يُبلغه إلَّا للصدر الأعظم پيري مُحمَّد باشا الجمَّالي وللوُزراء، فاجتمعوا وقرَّروا إخفاء هذا الأمر حتَّى يحضر الشاهزاده سُليمان من مغنيسية خوفًا من أن تثور الإنكشاريَّة كما هي عادتهم.[14] بقي خبر وفاة السُلطان طي الكتمان طيلة تسعة أيَّام،[15] حتَّى وصل الشاهزاده سُليمان إلى إسلامبول ودخلها في يوم 16 شوَّال المُوافق فيه 29 أيلول (سپتمبر)، وكان بانتظاره على إفريز السراي جُنُود الإنكشاريَّة، فقابلوه بالتهليل وطلب الهدايا المُعتاد توزيعها عليهم عند تولية كُل سُلطان. وبعد ظُهر ذلك اليوم وصل الصدر الأعظم پيري مُحمَّد باشا وأخبر عن وُصُول جُثمان السُلطان سليم في اليوم التالي.[2] وفي صبيحة اليوم التالي، أي 17 شوَّال المُوافق 30 أيلول (سپتمبر) جرت رُسُوم المُقابلات السُلطانيَّة، فوفد الأُمراء والوُزراء والأعيان يُعزُّون السُلطان الجديد بوفاة والده ويُهنِّؤنه بتربُّعه على العرش في آنٍ واحد، وهو يُقابلهم بملابس الحداد. وعند الظُهر وصل موكب جنازة السُلطان سليم، فخرج سُليمان لِمُقابلتهم عند أسوار المدينة، واكتنف تابوت أبيه حتَّى مسجد الفاتح حيثُ أقيمت صلاة الجنازة،[15] ثُمَّ خرج الجمع بالسُلطان الراحل حتَّى وُري الثرى على أحد مُرتفعات البلد، وأمر السُلطان سُليمان ببناء جامعٍ شاهقٍ عُرف بِمسجد السليميَّة، ومدرسةٍ في المحل الذي دُفن فيه والده.[2]
وكانت باكورة أعماله بعد توزيع بقشيش الجُلُوس على الإنكشاريَّة تعيين أتابكه قاسم باشا مُستشارًا خاصًا، وإبلاغ توليته عرش آل عُثمان إلى كافَّة الوُلاة وأشراف مكَّة والمدينة المُنوَّرة بخطاباتٍ مُفعمة بالنصائح والآيات القُرآنيَّة المُبيِّنة فضل العدل والقِسط في الأحكام ووخامة عاقبة الظُلم، واستهلَّ مُنذ ذلك الوقت جميع خطاباته بآيةٍ شهيرةٍ من سورة النمل:﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَيْمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾.[2]
دفع المظالم
[عدل]بدأ السُلطان سُليمان عهده بدفع المظالم التي أحدثها والده السُلطان سليم، وكان في مُقدِّمتها إعادة الأعيان الذين اصطحبهم سليم من مصر والشَّام إلى إسلامبول بعد تمام انتصاره وضمِّه لهذين القطرين إلى الدولة العُثمانيَّة، فأمر بإحضارهم وكانوا قُرابة ستمائة بيت،[د] وعاملهم برفقٍ ولين وأذن لهم بالعودة إلى أوطانهم، وسمح لمن يرغب منهم بالمُكوث في إسلامبول أن يفعل ذلك.[17][18] وكان في مُقدِّمة هؤلاء الخليفة العبَّاسي مُحمَّد المُتوكِّل على الله، فأمر بإحضاره إليه وأكرمه، ورتَّب له في كُلِّ يومٍ ستين درهمًا،[19] ثُمَّ أعاده إلى مصر حيثُ ظلَّ يُمارس صلاحيَّاته بصفته «خليفة» إلى أن أدركه الموت سنة 950هـ المُوافقة لسنة 1543م.[20][21] وقد زُيِّنت القاهرة ابتهاجًا، ومدح الشاعر والأديب مُحمَّد بن قانصوه من صادق الناصري السُلطان قائلًا:[22]
ثُمَّ أمر السُلطان بعد ذلك برد أموالٍ كان والده قد أمر بمُصادرتها من عددٍ من التُجَّار، وذلك أنَّ السُلطان سليم منع التجارة العُثمانيَّة مع الدولة الصفويَّة كي يُضيِّق الخناق الاقتصادي على الصفويين، فلم يلتزم عدد من التُجَّار بهذا القرار، ولمَّا علم سليم بذلك صادر أموالهم ومُمتلكاتهم وضمَّ بعضها إلى بيت المال وأنفق بعضها الآخر، فأصدر سُليمان أمرًا باستردادها وإعادتها كاملةً لأصحابها، وكان بعضها قد تلف، فضمنه السُلطان من خزينته بالتمام، ولمَّا وجد أنَّ تُجَّارًا من هؤلاء قد ماتوا، ردَّ أموالهم إلى ورثتهم.[17][18] ثُمَّ أمر بشنق أمير سنجق قَلِّيبُلِي جعفر باشا لما أظهره من مظالمٍ وتعديات على حُقُوق الناس، وليكون عبرةً لسائر الأُمراء والولاة، وكذلك أمر بعزل بعض آغوات السلحداريَّة لتعدِّيهم على بُيُوت أعيانٍ من أعيان العاصمة، وقبض على بعض هؤلاء الأشقياء وقتلهم.[17][18] ومن أبرز المظالم التي دفعها أيضًا إعادة عددٍ من الأولاد النصارى إلى مسقط رأسهم في سنجق «برزرين» ببولونيا، وذلك أنَّ أمير السنجق المذكور كان يُرسل غلمانًا إلى إسلامبول ولأرباب الدولة قائلًا أنهم أسرى حرب، في حين وصل لمسامع السُلطان أنهم أُخذوا من أهلهم غصبًا، وأنَّ هؤلاء الأهالي ليسوا إلَّا رعايا مُسالمين، فما كان منه إلَّا أن أرسل جاووشًا[ه] إلى تلك الجهات ليُحقِّق في الأمر، ولمَّا تبيَّن صحَّة الادعاءات أمر بقتل الأمير وكتخداه.[18]
اعتبر المُؤرِّخ العُثماني إبراهيم أفندي البجوي أنَّ التوفيق الذي رافق السُلطان سُليمان في حملاته العسكريَّة ومسيرته السياسيَّة كان نتيجة دُعاء المظلومين له في بداية عهده بعد أن أنصفهم. قال البجوي: «وَهكذا فإنَّ الدُعاءَ الذي كان نتيجةً لهذا، وبُكاءَ الفرح الصَّادر من هؤلاء المظلومين لم يَدَع لَدى من أَحاطوا عِلمًا بالأحوَال المذكورة أيَّة ريبة في أنَّ ذلك سيكُون باعثًا لِنيلِ السُلطان صاحب السَّعادة ثمرة العمل الصَّالح الذي قام به في الدَّارين، وباعثًا لطُول عُمره المُبَارَك».[18]
عصيان جانبردي الغزالي
[عدل]لم تكد تمضي بضعة شُهُور على تولِّي سُليمان العرش حتَّى بلغه عصيان والي دمشق جانبردي الغزالي، وهو من أصحاب السُلطان المملوكي قانصوه الغوري الذين خانوه في واقعة مرج دابق وانحاز إلى العُثمانيين.[2] وكان الغزالي قد استغلَّ وفاة السُلطان سليم وحداثة سن السُلطان سُليمان وأعلن العصيان على الدولة العُثمانيَّة في شتاء سنة 926 - 927هـ = 1520 - 1521م. والواقع أنَّه، بعد هزيمة المماليك، احتفظت الديار المصريَّة والشَّاميَّة بقدرٍ كبيرٍ من الحُكم الذاتي الداخلي، فقد وُضع القطران تحت إشرافٍ دائمٍ من جانب القادة العسكريين المماليك الذين انحازوا للسُلطان سليم، فعُيِّّن جانبردي الغزالي واليًا على دمشق وخاير بك واليًا على مصر، ومُنحا استقلالًا داخليًّا شبه تام، حيثُ كان كلٌ منهما يملك قُوَّاته العسكريَّة الخاصَّة وجهازه الإداري.[24][25] نفَّذ الغزالي في بادئ الأمر السياسة العُثمانيَّة المرسومة، فقمع حركة البدو قُرب بعلبك، وشنَّ عليهم حملتين في حوران، وساد البلاد في عهده هُدُوءٌ تام.[26][27]
ويبدو أنَّ طبقة المماليك القديمة التي أحاطت بالغزالي لم تتقبَّل المُثُل العُثمانيَّة العُليا عن العدالة ومُحبَّة الرعيَّة، بل كانوا يكرهون النُظُم العُثمانيَّة، فأخذوا يسعون لاستعادة سُلطانهم وامتيازاتهم السابقة التي حُرموا منها.[24] وعندما توفي السُلطان سليم سارعوا بإعلان تمرُّدهم رافضين أداء اليمين للسُلطان الجديد، وحاولوا إحياء دولة المماليك. راهن جانبردي الغزالي، الذي اتَّسم بالتقلُّب السريع في سبيل الوُصُول إلى تحقيق طُمُوحه، على الفوضى القائمة في إسلامبول وعلى مُساعدة المماليك في مصر، بل إنَّه حاول التماس الدعم من الشاه إسماعيل الصفوي،[la 16] فجمع قُرابة اثني عشر ألف مُقاتل،[28] وقيل خمسة عشر ألف،[17] من التُركمان والأكراد والمماليك الشراكسة، وفيهم نحو خمسمائة رامٍ بالرصاص، وأعلن انفصال الديار الشَّاميَّة عن السلطنة العُثمانيَّة واتخذ لنفسه لقبًا مملوكيًّا هو «الملك الأشرف»، وأمر بالدُعاء له في خطبة الجُمُعة، ونقش اسمه على النُقُود، وقضى على حامية دمشق العُثمانيَّة، وطرد العُثمانيين من بيروت وطرابُلس الشَّام وحماة وغيرها من المُدُن.[28][24][29]
لكنَّ التمرُّد لم يحظَ بتأييد السُكَّان الذين أدهشهم الانقلاب، ولم يكن المماليك في مصر على مُستوى ما عُلِّق عليهم من آمال، فقد حافظ خاير بك على ولائه للباب العالي، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فأرسل الرسائل المُتبادلة مع الغزالي إلى السُلطان سُليمان.[25][30] وفي مطلع شهر ذي القعدة 926هـ المُوافق لشهر تشرين الأوَّل (أكتوبر) 1520م، جمع الغزالي عساكره وتلقَّى مُساعدةً من فُرسان الإسبتاريَّة في رودس؛ وشنَّ حملةً على حلب فحاصرها، لكنَّها صمدت في وجهه.[24] وفي تلك الأثناء كان السُلطان قد سيَّر لقتال الغزالي الوزير فرحات باشا وأمير ذي القدريَّة علي بك بن شهسوار، وكان الأخير هو الأسرع إلى حلب، ونجح في تشتيت قُوَّات الغزالي الذي اضُطرَّ إلى التراجع نحو دمشق، فخرج والي حلب قراجة باشا فيمن معه من العسكر، وانضمَّ إلى علي بك، فتتبعوا الغزالي من طريق حماة وحمص إلى دمشق حيث التقاهم فرحات باشا في بقيَّة العسكر. ونشبت بين الطرفين معركة في موضعٍ يُقال له «المصطبة» قُرب دمشق، في 17 صفر 927هـ المُوافق 27 كانون الثاني (يناير) 1521م، فانهزم العُصاة، وحاول الغزالي الهرب مُتنكرًا بزيّ الدراويش، غير أنَّه وقع في الأسر وقُتل مع جميع أعيانه يوم 27 صفر المُوافق 6 شُباط (فبراير)، وأرسل فرحات باشا رؤوسهم إلى العتبة السُلطانيَّة.[17][24][30]
ألغى السُلطان بعد هذه الحادثة الحُكم الذاتي للديار الشاميَّة، وجعلها تتبع الباب العالي مُباشرةً،[24] وعيَّن بكلربك الأناضول أياس مُحمَّد باشا واليًا على دمشق، وجعل كلًا من بيت المقدس وغزَّة والرملة سنجقًا مُستقلًا لأمير، وكانت قبل ذلك مُفوَّضة للغزالي. وكان الشاه إسماعيل لمَّا راسله جانبردي الغزالي يطلب منه العون قد تجهَّز للهُجُوم على الممالك العُثمانيَّة، لكن ما أن وصله خبر مقتله وفشل ثورته حتَّى فُسخت عزيمته، وتوجَّه إلى قزوين، إلَّا أنَّ السُلطان أمر فرحات باشا بأن يُرابط في نواحي قيصريَّة مع ما عنده من العسكر سوى طائفة القپوقوليَّة، ويحفظ تلك الحُدُود والثُغُور إن شنَّ الصفويُّون هُجومًا عليها.[17]
الأوضاع السياسيَّة في أوروپَّا
[عدل]ما أن استقرَّ السُلطان سُليمان على تخت المُلك حتَّى عادت السياسة العُثمانيَّة تتجه نحو الغرب، لتبدأ مرحلة أُخرى من العلاقات المُتجدِّدة مع أوروپَّا اتَّسمت بالتوسُّع في البلقان والبحر المُتوسِّط. وسبب ذلك أنَّ فُتُوح السُلطانين بايزيد الثاني وسليم الأوَّل قد وفَّرت لسُليمان وضعًا استراتيجيًّا فريدًا شرقًا وغربًا. فقد زالت الدولة المملوكيَّة وأُلزم البنادقة والصفويُّون حُدودهم، في حين لم تكن قد اكتملت بعد قُوَّة إمبراطوريَّة آل هابسبورغ الصاعدة التي كانت في طور الحُلُول محل مملكة المجر باعتبارها العدو الرئيسي في المنطقة المُمتدة شمال نهر الطونة (الدانوب). كما أنَّ الأُسطُول القوي الذي شُيِّد خلال رُبع القرن السابق قد أتاح لسُليمان سلاحًا جديدًا يُمكِّنه من التصدِّي لأعدائه برًّا وبحرًا، بالإضافة إلى أنَّ ضم أراضي الخلافة القديمة قد وفَّرت لسُليمان مصادر دخلٍ وفيرة وهيبة كبيرة في العالم الإسلامي بحيث كان باستطاعته أن يصل بدولته إلى قمَّة الازدهار والعظمة.[31] وكان السُلطان الشاب قد وقف على أوضاع أوروپَّا وسياسات دولها مُنذُ أن كان وليًّا للعهد، وعلم بالمُنافسة المريرة، من أجل تاج الإمبراطورية الرومانيَّة المُقدَّسة بين آل ڤالوا وعلى رأسهم فرنسوا الأوَّل ملك فرنسا، وآل هابسبورغ، وعلى رأسهم شارلكان ملك إسپانيا، والمعروف أنَّ الأخير فاز بعرش الإمبراطوريَّة وجمع، إضافةً لتاج إسپانيا، مُلك صقلية والنبلطان والبُلدان المُنخفضة والنمسا وألمانيا، فاكتسب بذلك سطوةً جبَّارة جعلته يحتل مركز الصدارة في القارَّة الأوروپيَّة، بحيثُ انزعج كُلٌ من البابا ليون العاشر وفرنسوا الأوَّل سالف الذكر وهنري الثامن ملك إنگلترا وحُكَّام البُندُقيَّة.[32][33] والواقع أنَّ فرنسوا الأوَّل كان وحده القادر على مُنازعة شارلكان على السيادة في أوروپَّا، في الوقت الذي كانت فيه الدول الأوروپيَّة الأُخرى مُنهمكة بمُشكلاتها الداخليَّة. فالبابويَّة كانت غارقة في خوفها من العُثمانيين، وتُنافسها البُندُقيَّة، وتُواجه الانشقاقات الكنسيَّة، والپُرتُغاليُّون مُنهمكون بمُغامراتهم البحريَّة لتطويق العالم الإسلامي والبحث عن ثروات الشرق، وهنري الثامن مُنكفئ على مُشكلات الإصلاح الديني التي أثارها في إنگلترا؛ إلَّا أنَّ هذا لم يمنعهم من إظهار ضيقهم بطُمُوح شارلكان لتوحيد أوروپَّا، وأن يجعل من التاج الذي يلبسه تاجًا للعالم المسيحي.[33]
لم يعترف السُلطان سُليمان مُطلقًا بانتخاب شارلكان إمبراطورًا، وهو الذي اتَّصف بأنَّه أشد ما يكون تعصًّبًا ضدَّ المُسلمين، وأشد ما يكون تصلُّبًا، إذ رأى أنَّ دوره الأوَّل يكمن في توحيد الأوروپيين والسير في مُقدِّمتهم لمُحاربة العُثمانيين، لذلك، كان بُرُوز خطر اتحادٍ مسيحي ضدَّ العُثمانيين قائمًا بعد انتخاب شارلكان، رُغم فشل البابويَّة مرارًا في إقامة مثل هذا الاتحاد. لكنَّ السُلطان لم يخشّ ذلك بسبب القُدرات القتاليَّة العالية للجُيُوش العُثمانيَّة التي تُخوِّلها التفوُّق على جُيُوش أي دولةٍ أوروپيَّة، إلَّا أنَّ الخطر ظلَّ قائمًا بجميع الأحوال، والروح الصليبيَّة مُتغلغلة، ومهما كانت خلافات المُلُوك والأُمراء النصارى فإنَّعم دائمًا ما يتفقون على حرب العُثمانيين. وقد تبيَّن لشارلكان أنَّ الزحف العُثماني سيتواصل باتجاه الغرب بعد الفاصل الذي دفع السُلطان سليم شرقًا. لذا رأى السُلطان أنَّ واجبه تجاه الإسلام وأهله، وبصفته حاكم أبرز دولةٍ إسلاميَّة في العالم، يدفعه للمُقاومة دون انقطاع لتوسيع رقعة الديار الإسلاميَّة وإبعاد الخطر الصليبي الذي يتهدَّدها على الدوام.[34]
وقرَّر شارلكان أن يعهد إلى أخيه فرديناند، الذي يقتسم معه إرث ومُلك والدهما مكسمليان الأوَّل إمبراطور الرومانيَّة المُقدَّسة، بمُهمَّة الدفاع عن أوروپَّا الوسطى أمام الزحف الإسلامي. وفرديناند هذا هو زوج حنَّة يَغلُونِيكة شقيقة لويس الثاني ملك المجر، وقد هدف أن يُصبح فرديناند مُستقبلًا ملكًا على المجر وبوهيميا لأنَّ لويس كان عقيمًا.[la 17] إضافةً إلى هذا الهدف المُستقبلي، فإنَّ شارلكان وجد نفسه يُواجه ثورة البلديَّات في إسپانيا من جهة، والأحداث التي نتجت عن حركة الإصلاح الپروتستانتي من جهةٍ أُخرى، ما جعله يُحجم عن الاشتراك بنفسه في حرب العُثمانيين. وهكذا فإنَّ هذه الظُرُوف دفعت أوروپَّا بأكلمها وقسمٌ من العالم الإسلامي إلى الحرب، فالبُندُقيَّة وجنوة اللتان يعنيهما مُباشرةً أمر مُمتلكاتهما القريبة والبعيدة، اضطُرَّتا إلى المُواربة بين الخصمين. أمَّا فرنسا فإنَّ مصلحتها فرضت عليها أن يكون لها حليفٌ في الشرق لحمايتها من الخطر الإمبراطوري الهابسبورغي، وكذلك أُمراء ألمانيا الپروتستانت، الذين وجدوا أنفسهم مُتأرجحين بين ميلٍ لاستغلال ما يفرضه العُثمانيين من توازنٍ ضدَّ الإمبراطوريَّة الرومانيَّة المُقدَّسة، وبين إعراضهم عن الانتفاع من مُساعدة العُثمانيين بوصفهم مُسلمين.[34]
والواقع أنَّهُ يُمكن النظر إلى القرن السادس عشر الميلادي على أنَّه مُفترق تاريخي تقرَّر، انطلاقًا منه، شكل توزيع القوى على طرفيّ العالم الإسلامي الشرقي والمسيحي الأوروپي في الغرب، ووقعت فيه أشد المعارك البحريَّة والبريَّة هولًا، وتوقَّفت على نتائجها مواقع الطرفين المُتحاربين، أي الدولة العُثمانيَّة المُتنامية، وعلى رأسها السُلطان سُليمان القانوني، والإمبراطوريَّة الرومانيَّة المُقدَّسة، وعلى رأسها شارلكان ثُمَّ ابنه فيليپ، وقدَّمت كلٌ منهما نفسها حاميةً لدينٍ وحضارة «في مُعادلةٍ مُتناقضة الأبعاد والتوجُّهات السياسيَّة والحضاريَّة».[33]
فتح بلغراد
[عدل]ما أن وصلت رؤوس جانبردي الغزالي ومن معه من العُصاة إلى العتبة السُلطانيَّة، حتَّى ورد خبر قتل السفير الذي أرسله السُلطان إلى ملك المجر لويس الثاني لإعلامه بارتقائه العرش، ويُطالبه بدفع الجزية السنويَّة المُقترحة منه، مُقابل تجديد الصُلح.[2] ويبدو أنَّ لويس هذا كان قد عزم على فكِّ أيِّ تعهُّداتٍ كانت قد أُعطيت للعُثمانيين من قِبل أسلافه، لذلك ذهب إلى حد قتل الرسول مبعوث السُلطان. أثار هذا العمل حفيظة سُليمان، فاستشاط غضبًا وأعلن الحرب على المجر.[35] والحقيقة أنَّ المجر كانت تُشكِّلُ سورًا منيعًا ضدَّ التقدُّم العُثماني في أوروپَّا مُنذ عهديّ يُوحنَّا هونياد وابنه متياس كورڤن.[34] ويبدو أنَّها ضعفت بعد ذلك بفعل بُرُوز قُوَّة الطبقة الأرستقراطيَّة على حساب الملكيَّة القويَّة والطبقة العسكريَّة، ولازدياد الضغط الاقتصادي على الطبقة الزراعيَّة الفقيرة، ما أدَّى إلى حُدُوث اضطراباتٍ اجتماعيَّة واقتصاديَّة نتيجة هذه الخلافات السياسيَّة. ومن جهةٍ أُخرى، فقد نتج عن اعتلاء عرش المجر مُلُوكٌ ضعاف إلى عدم استغلال انشغال العُثمانيين في إيران والشَّام ومصر للنظر في أحوال مملكتهم والتهيُّؤ للحرب،[36] وهكذا فإنَّ الظُرُوف كانت مُهيَّأة تمامًا ليستكمل العُثمانيين زحفهم غربًا.
دامت ترتيبات الحرب طيلة شتاء سنة 927هـ المُوافقة لسنة 1521م،[35] فأرسل السُلطان أولًا من بحر البنطس (الأسود) خمسين غُرابًا صغيرًا مملوءة بالعتاد والحوائج بقيادة دانشمند ريِّس، وأمره بأن يدخل بها من بحر البنطس إلى نهر الطونة، وكذلك أرسل أوامره إلى أُمراء السناجق الواقعة بين نهريّ الطونة وصوه بأن يُعدّوا أربعمائة سفينة من سُفُن القرش، ثُمَّ خرج من إسلامبول في 10 جُمادى الآخرة المُوافق 17 أيَّار (مايو)،[17] على رأس جيشٍ من مائة ألف جُندي،[la 18] وثلاثة آلاف جمل مُحمَّلة بالبارود والرصاص، وثلاثين ألف جملٍ مُحمَّلة بالمؤن، وعشرة آلاف عربة مُحمَّلة بالطحين والشعير، وفيلة مُدرَّعة، ومدافع.[37] كان هدف الحملة مدينة بلغراد، البوَّابة المؤدية إلى ما وراء نهر الطونة، ومفتاح أوروپَّا الوسطى، وأقوى قلعة للمجر على الحُدُود العُثمانيَّة، وإذا كُتب لهذه المدينة أن تسقط فستُصبح الطريق إلى بودا وويانة (ڤيينَّا) مفتوحة أمام العُثمانيين.[35] والمعروف أنَّ السُلطان مُحمَّد الفاتح كان قد حاصر المدينة سابقًا لكنَّه فشل في فتحها. وعلم المجريُّون أنَّ موجةً جديدةً من الجيش العُثماني تزحف باتجاههم، فاستنجدوا بدول أوروپَّا، لكنَّ هذه الدول تلكَّأت، ذلك أنَّ البُندُقيَّة كانت تُفاوض الباب العالي بشأن عقد مُعاهدة تجاريَّة، والبابا كان مُنهمكًا بمُشكلاتٍ داخليَّة، وكذلك كان ملك بولونيا زغمُنت العجوز والإمبراطور شارلكان، الذي نصح الملك لويس بإبرام هدنة مع السُلطان لكسب الوقت.[35]
وسُرعان ما وصل الجيش العُثماني إلى صوفية عن طريق أدرنة، فقسَّمه السُلطان ليزحف على محاورٍ ثلاثة،[35] فسيَّر قرەأحمد باشا في عسكر الروملِّي لفتح شباج على نهر صوه، ففتحها في 2 شعبان 927هـ المُوافق 8 تمُّوز (يوليو) 1521م،[2] وأرسل السُلطان إلى أمير سمندريَّة خسرو بك يأمره بأن يُحاصر بلغراد فيمن معه من عساكر الثُغُور، وأمدَّه بألف إنكشاريّ. ثُمَّ سيَّر الصدر الأعظم پيري مُحمَّد باشا إلى سمندريَّة، فأخرج منها مدافع كبيرة وأرسلها في السُفن التي وصلت إليها عبر نهر الطونة مُتَّجهةً إلى بلغراد، وكان السُلطان قد أرسل في عقبه عشرة آلاف عزبي، فلحقوا به في سمندريَّة، فسار الصدر الأعظم بهم إلى مُحاصرة بلغراد.[17] أمَّا السُلطان فسار إلى شباج ومنها نحو بلغراد عبر بلاد سرم، وقد هدف السُلطان من وراء تكتيكه العسكري هذا إلى التمويه على الحملة وصرف انتباه المجريين عن وجهتها الأساسيَّة.[38] وفي يوم 27 شعبان المُوافق 31 تمُّوز (يوليو) وصل السُلطان مدينة زمون، وكان خسرو بك قد افتتحها،[39] فخطب بالجُنُود وحثَّهم على فتح بلغراد بالإنعام والمواعيد الجميلة.[40]
حاصر العُثمانيُّون بلغراد، وامتدَّ حصارها وقصفها وقتال حاميتها قُرابة ثلاثين يومًا، وضيَّق الجُنُود الخناق على أهلها، ونفَّذوا عمليَّات اقتحامٍ مُنظَّمة حتَّى تمكنوا من الدُخُول إليها بعد أن نسفوا أكبر بُرجٍ في تحصيناتها، فسارع الأهالي لطلب الاستئمان من السُلطان، فأمَّنهم على أنفُسهم وأهلهم وعيالهم وأموالهم، وتسلَّم المدينة يوم 25 رمضان 927هـ المُوافق 29 آب (أغسطس) 1521م بعد أن أخلت الجُنُود المجريَّة قلعتها، ودخلها السُلطان وصلَّى الجُمُعة في إحدى كنائسها التي حُوِّلت مسجدًا،[41][40] وخيَّر أهلها بين المسير إلى بلادٍ مسيحيَّة وبين المكث فيها، فسار البعض ومكث البعض. ثُمَّ بثَّ السُلطان سراياه إلى فتح الحُصُون القريبة من المدينة، ففُتحت العشرات منها، مثل «ترقاص» و«ديمتروفجة» و«قارلوجة» و«قمانجة» وغيرها. كما سيَّر الآقنجيَّة وأُمراء الروملِّي للإغارة على أطراف المجر، فساروا وأغاروا عليها وعادوا مُحمَّلين بالغنائم والأسرى. ولمَّا تمَّ أمر الفتح واغتنام العسكر، غادر السُلطان بلغراد بعد أن ترك فيها حاميةً من ثلاثة آلاف جُندي ومائتيّ مدفع، ثُمَّ أذن للعسكر في الرُجُوع لأوطانهم، ورجع هو أيضًا إلى إسلامبول فوصلها في 17 ذي القعدة المُوافق 19 تشرين الأوَّل (أكتوبر).[40][37]
وبسُقُوط بلغراد أُزيل ذلك الحاجز الذي حال دون تقدُّم العُثمانيين غربًا، وصارت هذه المدينة أكبر مُساعدٍ للدولة العُثمانيَّة على فتح ما وراء نهر الطونة من الأقاليم والبُلدان،[41] وأضحى الطريق نحو بودا، العاصمة المجريَّة، مفتوحًا.
مُعاهدة البُندُقيَّة مع الدولة العُثمانيَّة
[عدل]سُرعان ما انتشرت أصداء انتصار العُثمانيين في أوروپَّا، وكانت رُسُل دوقيَّة المسكوب وجُمهوريَّتا البُندُقيَّة ورجوسة أوَّل من وفد لتقديم التهاني للسُلطان.[41] وكان من مصلحة البُندُقيَّة، وهي دولة تجاريَّة، استمرار العلاقة الحسنة مع الباب العالي بفعل أنَّ مرد ثروتها يعود إلى التجارة البحريَّة، وأنَّ حُريَّة التنقل في البحار هي الشرط لهذه الحركة التي من دونها تختنق الجُمهُوريَّة، والتهديد الوحيد الذي يُمثِّلُ خطرًا عليها وعلى مُمتلكاتها قد يأتي من الدولة العُثمانيَّة، والسياسة الوحيدة المُتوخاة هي التلاؤم بقدر الإمكان، عبر إقامة علاقةٍ حسنةٍ مع الباب العالي، وقد ساعدها على ذلك أنَّ علاقتها بالدولة العُثمانيَّة، في عهد السُلطان سليم وبداية عهد السُلطان سُليمان لم تكن مُتوتِّرة، لذلك فإنها عملت، عن طريق سفيرها في إسلامبول، على تجديد الامتيازت وعقد مُعاهدة مع الدولة العُثمانيَّة، وُقِّعت في 1 مُحرَّم 928هـ المُوافق 1 كانون الأوَّل (ديسمبر) 1521م، أيَّدت المُعاهدات السابقة وأضافت إليها بعض الزيادات التي تطلَّبتها واقعيَّة الظُرُوف السياسيَّة والاقتصاديَّة. والجدير بالذكر أنَّ البُندُقيَّة كانت مُستعدَّة لكُل شيء مُقابل حماية تجارتها في شرقيّ البحر المُتوسِّط. وأهم ما جاء في هذه المُعاهدة، التي تضم ثلاثين بندًا، ما يلي:[42]
- ضمان أمن التُجَّار وسلامتهم.
- تحديد مُدَّة إقامة القُنصل في إسلامبول، ووُجوب تبديله مرَّة كُل ثلاث سنوات.
- إعفاء جميع تُجَّار البُندُقيَّة من الجزية.
- عدم وضع عراقيل في وجه تجارة البُندُقيَّة مع دول شمالي إفريقيا.
- عدم جواز تنقُّل التُجَّار البنادقة في أنحاء الدولة العُثمانيَّة من دون إذن القُنصل، وفي حال وفاة أحدهم تُنظَّم قضيَّة إرثه من طرف القُنصل.
- يحق للقنصل إرسال مُترجمين لحُضُور المُرافعة التي تُقام ضدَّ الرعايا البنادقة أمام المحاكم العُثمانيَّة.
- تدفع حُكُومة البُندُقيَّة إلى الحُكُومة العُثمانيَّة جزيةً سنويَّة قدرها عشرة آلاف دوقيَّة لقاء احتلالها جزيرة قبرص، وخمسمائة دوقيَّة لقاء احتلالها جزيرة زانطة.
تكمن أهميَّة هذه المُعاهدة في أنَّها تحتوي على الأُسس الرئيسة التي نُظِّمت على أساسها المُعاهدات مع الدول الأوروپيَّة الأُخرى، وقامت عليها الامتيازات القُنصليَّة في بلاد الدولة العُثمانيَّة.[42]
فتح رودس
[عدل]شرع السُلطان، بعد تمام فتح بلغراد وتوقيع المُعاهدة مع البُندُقيَّة، في التجهيز لفتح جزيرة رودس واستخلاصها من أيدي فُرسان الإسبتاريَّة، الذين كانوا يحكمونها مُنذُ أن طُردوا من الشَّام حينما استردَّ المُسلمون مدينة عكَّا سنة 690هـ المُوافقة لسنة 1291م. ومُنذُ ذلك الوقت صارت هذه الجزيرة شوكة في خاصرة المُسلمين، فما برح الإسبتاريُّون يعتدون على السُفُن الإسلاميَّة ويُساعدون القراصنة النصارى ويقطعون طُرق الحُجَّاج المُسلمين إلى الحجاز، فضلًا عن قطعهم خُطُوط المُواصلات البحريَّة العُثمانيَّة، وإغارتهم على سواحل الأناضول والشَّام، ويُهدِّدون الطُرق الواقعة بين إسلامبول ورودس. وبشكلٍ عام، فإنَّ هذه الجزيرة كانت تتحكَّم بعُقدة مواصلات شرقيّ المُتوسِّط، وتُشكِّل حلقة اتصال بين إسلامبول ومصر.[43][37] ومن المعروف أنَّ السُلطان مُحمَّد الفاتح كان قد حاول فتح هذه الجزيرة في أواخر عهده، لكن لم يُكتب له ذلك، فدرس السُلطان سُليمان تلك المُحاولة دراسةً جيِّدة ليستفيد منها،[37] بعد أن رأى أنَّ اقتلاع هذه الشوكة صار واجبًا، كي لا يكون للنصارى مركزٌ حصين في وسط بلاده تلجأ إليه أساطيل الدول المُعادية وقت الحرب،[41] وكي لا تُقطع الطريق بين إسلامبول ومصر، وكي يُطهَّر الحوض الشرقي للمُتوسِّط فيصير بحرًا عثمانيًّا خالصًا.[43][44]
دعا السُلطان الديوان الهمايوني للاجتماع للتباحث في مسألة فتح هذه الجزيرة، فأشار الصدر الأعظم پيري مُحمَّد باشا بضرورة ذلك، وحثَّ السُلطان على الإقدام دون تردُّد،[la 19][la 20][la 21] وكذلك فعل السردار جوبان مُصطفى باشا وأمير البحار مُصلح الدين ريِّس بن قورد.[la 22] والحقيقة أنَّ الفُرصة كانت مؤاتية لتحقيق هذا العمل الكبير لانشغال مُلُوك أوروپَّا في شؤونهم الداخليَّة، ففرنسوا ملك فرنسا وشارلكان كانا مُنهمكان بمُحاربة بعضهما، والبابا ليون العاشر كان مُشتغلًا بمُجادلة ومُقاومة الراهب الألماني مارتن لوثر مُؤسس الپروتستانتيَّة، وبلاد المجر مُضطربة بسبب عدم اتفاق أُمرائها وأعيانها وصغر سن ملكها لويس الثاني. لكن رُغم ذلك فإنَّ السُلطان أرسل إلى شيخ الفُرسان «فيليپ ڤلیه دوليل آدم» (بالفرنسية: Philippe Villiers de L'Isle-Adam)، قبل الشُرُوع في الحرب، كتابًا يعرض عليه إخلاء الجزيرة والانسحاب منها بكُلِّ من معه من النصارى الذين يؤثرون المُهاجرة على البقاء، مُتعهدًا له بعدم التعرُّض لأنفُسهم ولأموالهم، لكنَّ الشيخ المذكور لم يقبل.[45]
أمر السُلطان ببناء سُفُنٍ عظيمة لإحكام الحصار على الجزيرة، ثُمَّ عيَّن جوبان مُصطفى باشا سردارًا على العسكر وأرسله في السُفُن إلى جانب رودس، وانضمَّ إليه قُبطان قَلِّيبُلِي «بُلاق مُصطفى باشا» أثناء توجهه إلى هدفه، فوصل عدد السُفن العُثمانيَّة المُحاصرة إلى سبعمائة سفينة،[46] وقيل أربعمائة.[la 23] ثُمَّ خرج السُلطان نفسه من إسلامبول وبرفقته الصدر الأعظم وشيخ الإسلام علي أفندي الزنبيلي،[37] وعبروا إلى أُسكُدار فيمن معهم من العسكر في 10 رجب 928هـ المُوافق 3 حُزيران (يونيو) 1522م، وفي أثناء ذلك وصل إلى الركاب السُلطاني فرحات باشا وشكى للسُلطان من علي بك بن شهسوار أمير ذي القدريَّة، وادَّعى أنه يعتدي على الرعيَّة ويميل إلى العصيان وغير ذلك من الأُمور، حتَّى أذن له السُلطان بقتله، ففعل وشفى صدره من غيظه القديم عليه لمَّا سبقه في إخماد فتنة الشيعة بالأناضول زمن السُلطان سليم. وبعد قتله مكث فرحات باشا في ثُغُور الممالك العُثمانيَّة ليحفظها من هُجُوم الصفويين بقيادة الشاه إسماعيل إن أراد ذلك.[46] أمَّا السُلطان سُليمان فإنَّه لمَّا وصل إلى كوتاهية انضمَّ إليه بكلربك الروملِّي أياس باشا مع أُمراء تلك البلاد وعساكرها، فسيَّر الصدر الأعظم پيري مُحمَّد باشا مُقدِّمةً إلى الجزيرة، ثُمَّ عبر السُلطان أيضًا من مرمريس في غُرابٍ سريع السير سُمّي «يشيل مَلَك» أي «الملاك الأخضر».[46][37]
وفي غُضُون ذلك، كان السردار جوبان مُصطفى باشا قد وصل رودس، وفتح في طريقه جزيرة «هركة» من لواحق رودس، فشاور القباطنة والمُجرِّبين في غزوات البحر، وقرَّروا ترك جميع السُفُن الكبيرة في موضعٍ يقطع الإمدادات على الإسبتاريين، ثُمَّ سار هو في ثلاثمائة غُراب سريع الحركة إلى مُحاصرة القلعة، ودخلوا تحتها بحيث كانت قلل المدافع تمرُّ من فوقهم، ثُمَّ رسوا في ميناءٍ يُعتقد أنه مرسى السُفُن، فأمضوا ليلتهم هُناك وهم يُهلِّلون ويُكبِّرون ويُكثرون من مُناجاة الله قائلين «يا فتَّاح».[46][47] ولمَّا وصل السُلطان إلى الجزيرة يوم 4 رمضان المُوافق 28 تمُّوز (يوليو)، قسَّم الجيش لمُحاصرة القلعة، فجعل الصدر الأعظم على يمينها، وبجانبه بكلربك الأناضول مُصطفى قاسم باشا، وجعل جوبان مُصطفى باشا على اليسار، وأمام القلعة قرەأحمد باشا مع بكلربك الروملَّي أياس باشا وآغا الإنكشاريَّة، وباشروا القتال في 5 رمضان المُوافق 29 تمُّوز (يوليو).[46]
دام الحصار والقتال خمسة أشهرٍ كاملة، بذل فيها كُلٌ من العُثمانيين والإسبتاريين النفس والنفيس للانتصار على الآخر، فحاول العُثمانيُّون اقتحام القلعة المرَّة تلو الأُخرى، فصُدُّوا. قال البجوي: «... وَسعوا وجدُّوا بالقَدر الذي لم يُعلم حتَّى ذلك الوقت أنَّ سعيًا واجتهادًا هكذا قد حَدَث في سبيل أيِّ قلعةٍ قط، حتَّى إنَّهُ مشكوكٌ في أن يحدث مثله فيما بعد، وقد شُنَّت أكثر من مائة هجمَة، حتَّى أصبحت أبراج وأسوار القلعة مصبوغة باللَّون الأحمر القاني من دم الشُهداء الذين كان يتزايد عددهم في كُلِّ هجمةٍ عن العدِّ والإحصاء».[47] والحقيقة أنَّ قلعة الفُرسان كانت في قمَّة الحصانة، ويُحتمل أنها كانت أحصن من بلغراد، بل لعلَّها كانت أحصن قلاع العالم،[37] كما أنَّ المُحاصرون دافعوا عنها دفاع الأبطال، خُصوصًا الرُهبان، وقيل أنَّ النساء كانت تُساعد الرجاء في الدفاع بإلقاء الأحجار على المُحاصرين وصب الزُيُوت الحارَّة على رؤوسهم، لكنَّ لم يجد كُل ذلك شيئًا في النهاية أمام المدافع العُثمانيَّة الجبَّارة،[45] كما أخذ الجُنُود ينقرون أطراف القلعة ويُلغِّمونها بالبارود، فهدموا مواضع كثيرة من أسوارها، وصاروا يقتحمونها المرَّة تلو الأُخرى، فيصدَّهم الإسبتاريُّون. وفي أثناء ذلك وصل إلى الجزيرة أربعٌ وعشرون غرابًا مملوءًا بالذخائر والبارود والمؤن من جانب مصر، أرسلها واليها خاير بك، فساعد ذلك في إطالة أمد الحصار، حتَّى اضُطَّر المحصورون في نهاية المطاف إلى التسليم بالهزيمة.[46] وفي 2 صفر 929هـ المُوافق 21 كانون الأوَّل (ديسمبر) 1522م، أرسل شيخ الفُرسان اثنين من رُهبانه إلى السُلطان يطلب منه الأمان والسماح لهم بإخلاء الجزيرة خلال اثنيّ عشر يومًا، بشرط أن تبتعد الجُيُوش العُثمانيَّة عن المدينة المحصورة مسافة ميلٍ من كُلِّ جهاتها حتَّى لا يحصل للمحصورين ضرر عن خُرُوجهم، فقبل السُلطان ذلك.[45]
وفي 5 صفر المُوافق 24 كانون الأوَّل (ديسمبر)، دخل السُلطان القلعة واستلمها بالأمان،[46] وقابل شيخ الإسبتاريين الذي شكره على مُعاملته السمحة، وسماحه للفُرسان بالخُرُوج، ومُعاملته الأهالي النصارى بالحُسنى،[48][49] فواساه السُلطان وامتدحه، وأنعم عليه بخلعةٍ سنيَّة،[49][45] وقال: «إني لآسفٌ لاضطراري إلى إخراج مثل هذا الشيخ الجليل من دياره».[50] وفي شهر ربيعٍ الأوَّل 929هـ المُوافق لشهر كانون الثاني (يناير) 1523م، أبحر فُرسان الإسبتاريَّة إلى جزيرة إقريطش، ثُمَّ غادروها بعد ثماني سنواتٍ إلى وطنٍ أكثر ديمومة في مالطة،[49] فعُرفوا مُنذ ذلك الحين بـ«فُرسان مالطة». وهكذا اقتُلعت وأُزيلت من شرق المُتوسِّط آخر دولة لاتينيَّة كاثوليكيَّة من بقايا الحملات الصليبيَّة، لتُصبح آخر دولةٍ صليبيَّة يقضي عليها المُسلمون. ويُقال أنَّ البابا أدريان السادس كان خلال هذه الأيَّام يُجري مراسم عيد الميلاد في كاتدرائيَّة القدِّيس بُطرس في رومة، فتدحرجت حجارة سقطت من حافَّة سقف الكاتدرائيَّة نحو قدميه، فتشاءم قائلًا: «سقطت رودس».[48]
أمَّا السُلطان فقد أمر بفتح جميع الجُزر الصغيرة التابعة لرودس، ففُتحت كُلَّها، مثل قوص وسُنبكي، إضافةً لمدينة بُطرُم التي كانت بحوزة الإسبتاريين. كما أُطلق سراح قُرابة ستة آلاف أسيرٍ مُسلم كانوا في الجزيرة، وأُعفي أهلها من الروم من الجزية لثلاث سنوات، وأُسكنت بالمُسلمين القادمين من الأناضول.[48] كذلك احتفظ العُثمانيين بالغُراب «يشيل مَلَك» الذي عبر به السُلطان إلى رودس كما أُسلف، وأبقوه في الترسانة البحريَّة للجزيرة لقرونٍ عديدة، وعرضوه على زُوَّاها.[37]
فتنة المماليك في مصر
[عدل]فُتُوحات تتر القرم
[عدل]ضم الأفلاق وفتنة الإنكشاريَّة في إسلامبول
[عدل]ابتداء المُراسلات بين السُلطان وملك فرنسا
[عدل]الحملة الأولى على المجر
[عدل]فتح قلاع وارادين وإيلوق وغيرها
[عدل]واقعة موهاج الكُبرى
[عدل]فتح مدينتيّ بودا وبست
[عدل]فتح قلاع سكدين وتبتل وباج ومجالينة
[عدل]تنظيمات السُلطان في المجر وعودته إلى إسلامبول
[عدل]فتن الملاحدة
[عدل]فتنة بابا ذو النون
[عدل]فتنتا قلندر وسيدي بك
[عدل]ظُهُور الملاحدة في إسلامبول
[عدل]الحملة على النمسا
[عدل]أسباب الحملة
[عدل]سُقُوط بودا واستنجاد ملك المجر بالسُلطان
[عدل]خُرُوج الحملة الهمايونيَّة إلى النمسا
[عدل]استرداد مدينة بودا
[عدل]الحصار العُثماني الأوَّل لمدينة ويانة (ڤيينَّا)
[عدل]عودة السُلطان إلى إسلامبول
[عدل]الحصار العُثماني الثاني لمدينة ويانة
[عدل]الصُلح العُثماني النمساوي
[عدل]حرب الصفويين أو حملة العراقين
[عدل]أسباب الحرب
[عدل]قُدُوم خير الدين بربروس إلى إسلامبول
[عدل]خُرُوج الحملة الهمايونيَّة إلى إيران
[عدل]ضمّ العُثمانيين مدينة تبريز للمرَّة الثانية
[عدل]ضمّ بغداد وسائر العراق
[عدل]ترتيبات السُلطان وعودته إلى إسلامبول
[عدل]ضمّ إفريقية وفقدانها
[عدل]الامتيازات القُنصليَّة وإعدام إبراهيم باشا
[عدل]حرب البُندُقيَّة والعُصبة المُقدَّسة
[عدل]اتحاد الفرنسيين والعُثمانيين على مُحاربة النمسا
[عدل]فتح كليس
[عدل]الإغارة العُثمانيَّة على سواحل بولية
[عدل]حصار جزيرة قُرفس
[عدل]واقعة بروزة الكُبرى
[عدل]الحملة على البُغدان
[عدل]تهادن ملك فرنسا وإمبراطور الرومانيَّة المُقدَّسة
[عدل]الحملة الثانية على المجر
[عدل]الجهاد البحري في الحوض الغربي للبحر المُتوسِّط
[عدل]تجديد التحالف العُثماني الفرنسي
[عدل]هزيمة الإسپان في الجزائر
[عدل]استنجاد ملك فرنسا بالعُثمانيين
[عدل]الصُلح الفرنسي الإسپاني
[عدل]ضمّ عدن وحملة المُحيط الهندي
[عدل]الحملة الثالثة على المجر
[عدل]الصُلح مع النمسا
[عدل]عودة الحرب مع الصفويين
[عدل]لُجوء القاص ميرزا إلى العُثمانيين
[عدل]ضمّ أرمينية وأذربيجان مُجددًا
[عدل]ضمّ العُثمانيين مدينة تبريز للمرَّة الثالثة
[عدل]الإغارة على الكرج
[عدل]عودة السُلطان ثُمَّ خُروجه مُجددًا ردًا على الشاه
[عدل]مقتل الشاهزاده مُصطفى
[عدل]الصُلح العُثماني الصفوي
[عدل]ضمّ طرابُلس الغرب
[عدل]عودة التعاون بين العُثمانيين والفرنسيين
[عدل]استنجاد مُلُوك الهند بالسُلطان ضدَّ الپُرتُغاليين
[عدل]ضمّ العديد من بلاد المغرب
[عدل]الفتنة بين أبناء السُلطان سُليمان
[عدل]واقعة جربة
[عدل]حصار مالطة
[عدل]فتح زغتفار ووفاة السُلطان سُليمان
[عدل]شخصيَّته وصفاته
[عدل]الدولة في عهده
[عدل]زوجاته وأولاده
[عدل]في الثقافة الشعبيَّة
[عدل]هوامش
[عدل]- ^ أي المُبارز لإعلاء شأن الدين والدولة.[1]
- ^ هي التي عُرفت عند كثيرٍ من الناس في الوطن العربي باسم «هويام» بسبب مُسلسل «حريم السُلطان»، حيثُ حُرِّف اسمها تحريفًا مُبالغًا لسببٍ غير معلوم، لعلَّه بسبب قربه من اللفظ التُركي من جهة (بالتركية: Hürrem)، والجهل بكيفيَّة كتابته بالأحرف العربيَّة من جهةٍ أُخرى.
- ^ لم يُذكر التاريخ الدقيق كاملًا وفق التقويم الهجري في المراجع المُستخدمة في هذه المقالة، وإنَّما حُدِّد باستخدام مُحوِّل التاريخ في موقع «نداء الإيمان» نظرًا لأنَّ تاريخ ميلاد صاحب الترجمة وفق التقويم الميلادي ذُكر كاملًا. ذُكرت هذه المعلومة في هذه الحاشية لإتمام الفائدة.
- ^ البيت في مثل هذا التعبير يُقصد به العائلة. يُقال: «بَيتُ الرَّجُل: عِيَالُه»،[16] أي أنَّ السُلطان سليم اصطحب معه قُرابة ستمائة عائلة من عائلات أعيان مصر والشَّام إلى إسلامبول.
- ^ «الجَاوُوْشِيَّة» مُفردُها «جَاوُوشٌ» أو «جَاوِيشٌ» وحُرِّف لفظُه بِالعربيَّة فصار «شَاوِيشٌ»، والرَّسمُ العُثماني الأصلي هو «چَاوُش» (بالتركية: Çavuş). هو نوعٌ من المُوظفين في الدولة العُثمانيَّة كانوا يُستخدمون في مجموعةٍ من الوظائف، أهمها: خدمة الديوان الهُمايُوني أثناء انعقاده، ونقل الأخبار بين القادة والعساكر في ساحات القتال على وجه الخُصُوص، وخدمة السُفُن وأُمراء البحريَّة. والجاووش في الأصل يعني الحاجب، وهو صاحب البريد والدليل في الحُرُوب وجامع الأخبار وقائد الفرقة المُكوَّنة من عشرة جُنُود.[23]
المراجع
[عدل]فهرست المراجع
[عدل]- بِاللُغتين العربيَّة والعُثمانيَّة
- ^ منجم باشي (2009)، ص. 702.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح ط فريد بك (1981)، ص. 198-199.
- ^ ا ب جحا وآخرون (1972)، ص. 146.
- ^ فريد بك (1981)، ص. 252.
- ^ البكري (1995)، ص. 104-105.
- ^ ا ب منجم باشي (2009)، ص. 703.
- ^ حلاق (2000)، ص. 29.
- ^ ا ب أرمغان (2014)، ص. 66-67.
- ^ حلاق (2000)، ص. 31.
- ^ أوزتونا (2010)، ص. 206.
- ^ منجم باشي (2009)، ص. 598.
- ^ أوزتونا (2010)، ص. 213.
- ^ منجم باشي (2009)، ص. 664، 688.
- ^ منجم باشي (2009)، ص. 694.
- ^ ا ب أوزتونا (2010)، ص. 236.
- ^ مسعود (1992)، ص. 184.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح منجم باشي (2009)، ص. 704-707.
- ^ ا ب ج د ه بجوي (2015)، ص. 32-33.
- ^ ابن إياس (1984)، ص. 365.
- ^ الزركلي (2002)، ص. 147.
- ^ مصطفى (1986)، ص. 87.
- ^ ابن إياس (1984)، ص. 385-386.
- ^ صابان (2000)، ص. 80 - 81.
- ^ ا ب ج د ه و إيفانوف (1988)، ص. 77-78.
- ^ ا ب أوزتونا (2010)، ص. 261.
- ^ ابن إياس (1984)، ص. 382.
- ^ سعد الدين (1863)، ص. 382-383.
- ^ ا ب ابن إياس (1984)، ص. 383.
- ^ حتي (1972)، ص. 311.
- ^ ا ب طقوش (2013)، ص. 209.
- ^ مصطفى (1986)، ص. 88.
- ^ الشناوي (1985)، ص. 225-235.
- ^ ا ب ج الكيلاني (1999)، ص. 111-112.
- ^ ا ب ج طقوش (2013)، ص. 179-180.
- ^ ا ب ج د ه طقوش (2013)، ص. 181.
- ^ كولنز (1993)، ص. 83-84.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح أوزتونا (2010)، ص. 262.
- ^ طقوش (2013)، ص. 182.
- ^ بجوي (2015)، ص. 107.
- ^ ا ب ج منجم باشي (2009)، ص. 707-708.
- ^ ا ب ج د فريد بك (1981)، ص. 202-203.
- ^ ا ب الصباغ (1989)، ص. 94-95.
- ^ ا ب طقوش (2013)، ص. 183.
- ^ ديورانت (1988)، ص. 102-103.
- ^ ا ب ج د فريد بك (1981)، ص. 203-206.
- ^ ا ب ج د ه و ز منجم باشي (2009)، ص. 709-712.
- ^ ا ب بجوي (2015)، ص. 113-114.
- ^ ا ب ج أوزتونا (2010)، ص. 263-264.
- ^ ا ب ج طقوش (2013)، ص. 184.
- ^ جحا وآخرون (1972)، ص. 142.
- باللُغات التُركيَّة والأوروپيَّة
- ^ Tüzün (2004), p. 19.
- ^ Tüzün (2008), p. 477.
- ^ Mansel (1998), p. 61.
- ^ Ágoston (2009), p. 541–545.
- ^ Sakaoğlu (2012), p. 20.
- ^ Atıl (1987), p. 24–33.
- ^ Lowry (1993), p. 21.
- ^ Clot (1992), p. 25.
- ^ Öztuna (2014), p. 9.
- ^ Fisher (1993), p. 9.
- ^ Özdamarlar (2009), p. 4.
- ^ ا ب Noel (1973), p. 36.
- ^ Uzunçarşılı (1983), p. 234.
- ^ ا ب ج Sakaoğlu (2012), p. 4.
- ^ Clot (1992), p. 28.
- ^ Spuler, Bagley and Kissling (1997), p. 68-69.
- ^ Clot (1992), p. 61.
- ^ Popović (2018), p. 6.
- ^ Küçükdağ (2007), p. 68-69.
- ^ Uslubaş & Keskin (2007), p. 482.
- ^ Triposkoufi & Tsitouri (2002), p. 170.
- ^ Altintop (2021), p. 91.
- ^ Kinross (1977), p. 176.
ثبت المراجع (مُرتَّبة حسب تاريخ النشر)
[عدل]- كُتُب ودوريَّات باللُّغة العربيَّة:
- شفيق جحا؛ منير البعلبكي؛ بهيج عثمان (1972)، المُصوَّر في التاريخ (ط. 1)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 6، QID:Q119020382
- فيليب حتي (1972)، تاريخ سورية ولُبنان وفلسطين، ترجمة: جورج حداد؛ عبد الكريم رافق، مراجعة: جبرائيل جبور (ط. 3)، بيروت: دار الثقافة، OCLC:891846493، QID:Q127155770
- محمد فريد (1981)، تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة، تحقيق: إحسان حقي (ط. 1)، بيروت: دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، OCLC:6150666، QID:Q113541212
- ابن إياس (1984)، بدائع الزُهُور في وقائع الدُهُور (PDF)، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ج. 5، QID:Q123956503
{{استشهاد}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - عبد العزيز الشناوي (1985). أوروبَّا في مطلع العُصُور الحديثة (ط. 5). القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية. ج. 1.
- أحمد عبد الرحيم مصطفى (1986)، في أُصُول التاريخ العُثماني (ط. 2)، القاهرة: دار الشروق، OCLC:4771066482، QID:Q119368991
- نيقولاي إيفانوف (1988)، الفتح العُثماني للأقطار العربيَّة 1516 - 1574، ترجمة: يوسف عطا الله، مراجعة: مسعود ضاهر (ط. 1)، بيروت: دار الفارابي، OCLC:25214737، QID:Q125952959
- ويل ديورانت (1988)، قصَّة الحضارة (PDF)، ترجمة: مجموعة، بيروت: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، ج. 26، QID:Q114441478
- ليلى الصباغ (1989)، الجاليات الأوروبيَّة في بلاد الشَّام في العهد العُثماني في القرنين السادس عشر والسابع عشر (العاشر والحادي عشر الهجريين) (ط. 1)، بيروت: مؤسسة الرسالة، ج. 1، OCLC:27113273، QID:Q126382586
- جبران مسعود (1992)، الرائد: معجم لغوي عصري رتبت مفرداته وفقاً لحروفها الأولى (ط. 7)، بيروت: دار العلم للملايين، OCLC:122863932، QID:Q115308810
- بول كولنز (1993). العُثمانيُّون في أورُبَّا. ترجمة: عبد الرحمن عبد الله الشيخ. القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب. ISBN:977-01-3231-4. QID:Q119114178.
- ابن أبي السرور البكري (1995)، المنح الرحمانيَّة في الدولة العُثمانيَّة: وذيله، اللطائف الربَّانيَّة على المنح الرحمانيَّة، تحقيق: ليلى الصباغ (ط. 1)، دمشق: دار البشائر، OCLC:33598636، QID:Q125850560
- شمس الدين الكيلاني (صيف 1999 \ 1420هـ). "العُثمانيُّون والأوروبيُّون في القرن السادس عشر". مجلَّة الاجتهاد. دار الاجتهاد. ج. 11 ع. 43.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: تحقق من التاريخ في:|السنة=
(مساعدة) - حسان حلاق (2000)، تاريخ الشُعُوب الإسلاميَّة الحديث والمُعاصر (ط. 1)، بيروت: دار النهضة العربية، OCLC:4770535155، QID:Q119079207
- سهيل صابان (2000). المعجم الموسوعي للمُصطلحات العُثمانيَّة التاريخيَّة (PDF) (بالعربية والتركية العثمانية). الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية. ISBN:9960-00-149-0. OCLC:46695616. OL:13209635M. QID:Q124168574. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-08-05.
- خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 7، OCLC:1127653771، QID:Q113504685
- أحمد منجم باشي (2009)، جامع الدُّول في التَّاريخ: قسم سلاطين آل عُثمان إلى سنة 1083هـ، تحقيق: غسان علي الرمال (ط. 1)، مكة المكرمة: دار الشفق للطباعة والنشر، OCLC:543658290، QID:Q119705199
- يلماز أوزتونا (2010)، موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري: 629 - 1341هـ / 1231 - 1922م، ترجمة: عدنان محمود سلمان (ط. 1)، بيروت: الدار العربية للموسوعات، ج. 1، QID:Q119025953
- محمد سهيل طقوش (2013). تاريخ العُثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة (ط. 3). بيروت: دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع. ISBN:978-9953-18-443-2. OCLC:1025663587. QID:Q107311111.
- مصطفى أرمغان (2014). التاريخ السرِّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان. ترجمة: عبد القادر عبد اللي (ط. 1). بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون. ISBN:978-614-01-1122-6. OCLC:913807734. QID:Q119023002.
- بجوي إبراهيم أفندي (2015). التاريخ السياسي والعسكري للدولة العُثمانيَّة: من عهد السُلطان سُليمان القانوني حتَّى عهد السُلطان سليم الثاني. ترجمة: ناصر عبد الرحيم حسين (ط. 1). القاهرة: المركز القومي للترجمة. ج. 1. ISBN:978-977-92-0181-8. QID:Q123996363.
- باللُّغة العُثمانيَّة:
- سعد الدين محمد حسن جان التبريزي (١٨٦٣). تاج التواريخ في تاريخ آل عثمان (بالتركية العثمانية). إستانبول: طبعخانۀ عامره.
- باللُغات التُركيَّة والأوروپيَّة:
- Barber, Noel (1973). The Sultans (بالإنجليزية). New York: Simon & Schuster. ISBN:0786106824.
- Kinross, Lord (1977). The Ottoman Centuries (بالإنجليزية). İstanbul: Sander Kitabevi. ISBN:0688030939. Archived from the original on 21-03- 2022.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
and|تاريخ أرشيف=
(help) - Uzunçarşılı, İsmail Hakkı (1983). Osmanlı Tarihi (بالتركية). Ankara: Türk Tarih Kurumu Yayınları. Vol. II. ISBN:975160012X.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(help) - Atıl, Esin (Jul–Aug 1987). "The Golden Age of Ottoman Art". Saudi Aramco World (بالإنجليزية). Houston, Texas: Aramco Services Co. Vol. 38, no. 4. ISSN:1530-5821. Archived from the original on 2011-07-06. Retrieved 2007-04-18.
{{استشهاد بمجلة}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Clot, André (1992). Suleiman the Magnificent : The Man, His Life, His Epoch (بالإنجليزية). London: Saqi Books. ISBN:9780863561269.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Fisher, Alan (1993). "The Life and Family of Süleymân I". In Halil İnalcık; Cemal Kafadar (eds.). Süleymân The Second [i.e. the First] and His Time (بالإنجليزية). Istanbul: Isis Press. ISBN:9754280525.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Lowry, Heath (1993). "Süleymân's Formative Years in the City of Trabzon: Their Impact on the Future Sultan and the City". In Halil İnalcık; Cemal Kafadar (eds.). Süleyman the Second [i.e. the First] and His Time (بالإنجليزية). Istanbul: The Isis Press. ISBN:9754280525.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Spuler, Bertold; Bagley, F. R. C.; Kissling, H. J. (1997). The Last Great Muslim Empires (بالإنجليزية). Leiden: Brill. ISBN:9004021043.
- Mansel, Philip (1998). Constantinople: City of the World's Desire, 1453–1924 (بالإنجليزية). New York: St. Martin's Griffin. ISBN:0312187084.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Anna Triposkoufi, Amalia Tsitouri, ed. (2002). Venetians and Knights Hospitallers Military Architecture Networks (بالإنجليزية). Hellenic Ministry of Culture. ISBN:9789602145357.
- Tüzün, Güler (2004). "Muhteşem Süleyman". Tarihte Olağanüstü Kişiler (بالتركية). Ana Yayıncılık. ISBN:9757760838.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Küçükdağ, Yusuf (2007). "PÎRÎ MEHMED PAŞA" (PDF). TDV İslâm Ansiklopedisi (بالتركية). Türkiye Diyanet Vakfi. Vol. 34.
{{استشهاد بموسوعة}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Uslubaş, Tolga; Keskin, Yılmaz (2007). Alfabetik Osmanlı tarihi ansiklopedisi (بالتركية). Karma Kitaplar. ISBN:9789944321501.
- Tüzün, Güler (2008). "Kanuni". Britannica Bilgi Hazinesi (بالتركية). İstanbul: Sabah. ISBN:9757930326.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Ágoston, Gábor (2009). "Süleyman I". In Masters, Bruce (ed.). Encyclopedia of the Ottoman Empire (بالإنجليزية). Infobase Publishing. ISBN:9781438110257.
{{استشهاد بموسوعة}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Özdamarlar, Metin (2009). "Kanuni Sultan Süleyman". Zirvede Tek Başına (بالتركية). İstanbul: Timaş Yayıncılık. ISBN:9789752638877.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Sakaoğlu, Necdet (Aralık 2012). "Kanunî 10 yılını seferlerde 36 yılını sarayda geçirdi". NTV Tarih (بالتركية). İstanbul: Doğuş Yayın Grubu. No. 47. ISSN:1308-7878.
{{استشهاد بمجلة}}
: تحقق من التاريخ في:|التاريخ=
(help) - Öztuna, Yılmaz (2014). Kanuni Sultan Süleyman (بالتركية). İstanbul: Ötüken Neşriyat A.Ş. ISBN:9786051552361.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Popović, Marko (2018). "Siege of Belgrade in 1521 and restoration of fortifications after conquest". Belgrade: 1521-1867 (بالإنجليزية). Belgrade: The Institute of History.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: ref duplicates default (link) - Altintop, Fatih (2021). Türklerin Tarihi (بالإنجليزية). Fatih altıntop.