انتقل إلى المحتوى

مستخدم:جاسم محمد منحوش/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

العنف والحرب واثار التلوث البيئي في العراق— نشر هذا المقال بحلقات في -جريدة العراقية، أستراليا ، سدني العدد 402/14-8-2013

العراق وطني الذي كبلني جميله ، مثلما رحم امي الذي غذاني حنينه

بقلم : جاسم محمد منحوش – سدني

اولا:- الزحف الصحراوي ( التصحر) : تكلمنا سابقا عن مخاطر العنف في العراق ، وتاثيراته المدمره على مستقبل الاجيال القادمه ، وسوف نتتطرق الان إلى موضوع اخر وهو اشد فتكا في البيئه العراقيه الا وهو التلوث البيئي ، وسوف نتاوله في جميع ابعاده ، ومدى تاثيره ، وحجم الدمار الذي خلفه ويخلفه على الانسان الذي يقطن قرى ومدن حوض وادي الرافدين ، ومن هذه المشاكل هي مشكلة التصحر، وما نجم عنها من تلوث الهواء واختزال الاراضي الزراعيه. ( الزحف الصحراوي ، هو أحد اشكال التصحر ، والذي يؤدي إلى انخفاض او تدهورقدرة الانتاج الحيوي للتربة والنظام البيئي ، والذي يؤدي إلى خلق ظروف شبه صحراوية ، وانتشار ظاهرة الكثبان الرملية ، وهذا يحصل نتيجة لعوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية والنشاطات البشرية المختلفة..... )1

الزحف الصحراوي  ظاهره اخرى بدأ العالم ينتبه اليها حديثا وهي ما يطلق عليه بغزو الصحراء وامتدادها نحو الاراضي المعموره والزراعيه،  الامر الذي يؤدي إلى زيادة رقعة الاراضي القاحله في هذه المعموره ، ويتخوف من ذالك في ان تكون نسبة الاراضي القاحله تزداد على نسبة الارض المعموره – ونتيجه لما توالت الاحداث المدميه في العراق ، فقد اخذت رقعة التصحر تزداد بشكل ملحوض وتمثل ذالك في اختزال البيئه الطبيعيه – محمية الاهوار- وغابات النخيل المنتشره في محافظات العراق، وخاصه في منطقة السهل ، الرسوبي والمنتشره على مشارف نهري دجله والفرات وشط العرب خاصه ، وفي مدى الاعوام التي حدثت بها الحروب وبعدها  قلل من شان زراعة الحقول ، والثمار والفاكهه ، وفسائل النخيل ، فقد فقد لوحض مدى تاثير العنف في صرف النظر عن زراعة الحمضييات ، واشجار الفاكهه والحبوب ، فاغلب الممتهنين قد انخرطوا للأنضمام  في صفوف القوه العسكريه . وبدون مراعات للحاله التي كانوا يعتاشون عليها ،  هجر بساتينهم وزراعة فسائل النخيل وترك الاراضي بور .اضافه إلى سلبيات الزحف الصحراوي ، وكثبان الرمال المنتشره  في اطراف المدن والقرى والانهر ،  ندرة الغطاء النباتي الرعوي ، اثر على البدو الرحل مربي الاغنام الذين يتعقبون الكلأ والعشب ، فاصبح العراق من البلدان المستهلكه أكثر مما هو منتج في كل الابعاد ، وخاصه في مجال الثروه الحيوانيه والزراعيه والصناعيه . ( ويرى بعض العلماء ومنهم  بيفيريل ميغر ، ان مساحة الاراضي القاحله جزئيا وكليا في العالم تبلغ 36% من مساحة الارض الاجماليه . وهي نسبه عاليه بحد ذاتها حاليا. فكيف يكون الامر والنسبه في ازدياد مطرد.

الزحف الصحراوي ظاهره اخرى بدأ العالم ينتبه اليها حديثا وهي ما يطلق عليه بغزو الصحراء وامتدادها نحو الاراضي المعموره والزراعيه، الامر الذي يؤدي إلى زيادة رقعة الاراضي القاحله في هذه المعموره ، ويتخوف من ذالك في ان تكون نسبة الاراضي القاحله تزداد على نسبة الارض المعموره – ونتيجه لما توالت الاحداث المدميه في العراق ، فقد اخذت رقعة التصحر تزداد بشكل ملحوض وتمثل ذالك في اختزال البيئه الطبيعيه – محمية الاهوار- وغابات النخيل المنتشره في محافظات العراق، وخاصه في منطقة السهل ، الرسوبي والمنتشره على مشارف نهري دجله والفرات وشط العرب خاصه ، وفي مدى الاعوام التي حدثت بها الحروب وبعدها قلل من شان زراعة الحقول ، والثمار والفاكهه ، وفسائل النخيل ، فقد فقد لوحض مدى تاثير العنف في صرف النظر عن زراعة الحمضييات ، واشجار الفاكهه والحبوب ، فاغلب الممتهنين قد انخرطوا للأنضمام في صفوف القوه العسكريه . وبدون مراعات للحاله التي كانوا يعتاشون عليها ، هجر بساتينهم وزراعة فسائل النخيل وترك الاراضي بور .اضافه إلى سلبيات الزحف الصحراوي ، وكثبان الرمال المنتشره في اطراف المدن والقرى والانهر ، ندرة الغطاء النباتي الرعوي ، اثر على البدو الرحل مربي الاغنام الذين يتعقبون الكلأ والعشب ، فاصبح العراق من البلدان المستهلكه أكثر مما هو منتج في كل الابعاد ، وخاصه في مجال الثروه الحيوانيه والزراعيه والصناعيه . ( ويرى بعض العلماء ومنهم بيفيريل ميغر ، ان مساحة الاراضي القاحله جزئيا وكليا في العالم تبلغ 36% من مساحة الارض الاجماليه . وهي نسبه عاليه بحد ذاتها حاليا. فكيف يكون الامر والنسبه في ازدياد مطرد.

وقد برزت هذه الظاهره بشكل علني عام في موتمر هيئة الامم لدراسة ظاهرة الزحف الصحراوي " او تحول الارض الزراعيه إلى صحراء قاحله " وهو الموتمر الذي عقد في -نيروبي – عاصمة كينيا – في مطلع شهر سبتمبر "ايلول" عام 1977. ومن التقارير العلميه التي قدمت في هذا المؤتمر تبين انه خلال نصف القرن الماضي ابتلعت الصحراء الكبرى في أفريقيا 650,000 " ستمايه وخمسين" الف كيلو متر مربع من الاراضي الزراعيه او اراضي المراعي المتاخمه لحدود الصحراء الجنوبيه ، ولو استمر هذا الزحف دون ردع فان الصحراء ستبتلع نيروبي في مدى خمسة عشر عاما . كما تبين من صور الاقمار الصناعيه ان الصحراء تزحف على دلتا النيل الخصبه بمعدل 13 كيلو متر في السنه ..وفي السودان .. نجد نفس الظاهره اذ لاحض أحد العلماء المختصين بداسة البيئه ان شجر الاكاسيا الذي كان يحييط بالخرطوم عام 1955 اصبح اليوم ينمو على بعد 90 كيلو مترا منها ..وفي اقليم راجستان في الهند تزايد الغطاء الرملي بنسبة 8% في مدى ثمانية عشر عاما . وفي تشيلي تحولت اراضي كانت مراعي جيده إلى صحاري لا تحوي غير شجر الصبار وبعض العشب الذي لايقيم اود غير الماعز. كما تبين ان الجزائر مهدده بزحف الصحراء إلى اراضيها الزراعيه الخصبه ... ولذا قامت الحكومه الجزائريه بحمله لزرع حاجز من الاشجار في محاوله لصد هذا الزحف .. وتطمح الحكومه هناك في ان تزرع عشرين بليون شجره في مدى عشرين عاما ...-اما في العراق لم تلاحظ بوادر للوقايه من الكثبان الرمليه الزاحفه وتشجير المناطق المحيطه به وخاصة منطقة الهضبه الغربيه - ومع ان الكره الأرضيه مرت خلال تاريخها الطويل بفترات متعاقبه شهدت خلالها حالات من المد او الزحف الصحراوي اعقبها انحسار موجات المد تلك الا ان ذالك كان نتيجة لتقلبات مناخيه عامه . غير ان المد او الزحف الصحراوي الذي نشهده اليوم يتزايد باستمرار ولعل السبب الرئيسي فيه سوء تصرفات الانسان في تعامله مع بيئته . وقد يزيد من سرعته او ضخامته ان يتوافق مع ذالك انحباس المطر بضعة مواسم متعاقبه . وقد حدث مثل ذالك في اقليم الساحل الأفريقي – الذي يشمل الاراضي المتاخمه لحافة الصحراء الكبرى الجنوبيه – اذ اصيب هذا الاقليم بالجفاف واحتباس المطر مابين سنة 1970-1974 وخلال هذا الجفاف مات أكثر من مائة الف نسمة ونفقت ملاين الاغنام والابقار ةالجمال . ويعجب كثيرون من سكان الساحل لهذه الكارثه ... ذالك ان الجفاف واحتباس المطر لثلاث او اربع سنوات امر يحدث هناك بين الفينه والفينه ، ولم يسبق ان سبب كل هذه الماسي من قبل .)2. ( ارتبطت العلاقه بين البيئه والانسان عبر التاريخ بتطور المجتمعات البشريه وتنوع استخدامه للارض، وما احتوته من موارد طبيعيه متنوعه. ففي المجتمعات المتنقله وراء الكلأ والغذاء كانت علامات التدهور للارض ضعيفه نظرا لمحدودية سكان منطقة حوض وادي الرافدين . قياسا لحجم الموارد المتوفره . غير ان انتقال المجتمع من الرعي إلى المجتمع الزراعي بعد دخول الثوره الزراعيه ، ادى إلى استئناس النباتات والحيوانات في التلال المحيطه بالهلال الخصيب منذ حوالي عشرة الاف سنه . ان تطور استخدام الري في السهول الفيضيه لمنطقة حوض الرافدين والتي كان من نتائجها ان امتدت الثوره الزراعيه إلى أوروبا شمالا وغربا ، وما اعقبه من نظام انتاجية مصادر الغذاء بلغت مستوا متطورا قبل اربعة الاف عام قبل الميلاد ، ولكن المشاكل البيئيه بدات بالتزايد3 ..وما يميز مظاهر تلوث البيئه الهوائيه وبيئة التربه في العصور القديمه انها كانت بمستوى من المحدوديه ، بحيث لايظهر تاثيرها الواضح على الطبيعه ، بل ان العوامل البيئيه الاساسيه كانت الاقوى في السيطره على على مصادر التلوث المحدود ، وبالتالي الحفاض على نقاوة الطبيعه بشكل دائم من خلال ما يسمى بالدوره البيلوجيه للطبيعه والدوره الطبيعيه. وتدلل نتائج علم الاثار حول انظمة الري في سفوح مناطق اعالي نهري دجله والفرات ، انه كان أفضل من المناطق المحيطه بروافد النهرين حتى الالف السادس قبل الميلاد ، وفي قالب:منطقة الشمال الشرقي لحوض ما بين النهرين فان متوسط حركة فيضانات قنوات مياه الانهار الرئيسيه كانت متفاوته ...)4. ان العنف والحرب ، من المسببات الرئيسيه في خلق كل انواع التلوث في البيئه العراقيه ، تلوث الماء والهواء من الجوانب الرئيسيه التي تهز الحياة المدنيه في كل ابعادها ، ولما كان العنف يعني توقف او شل حركة جسم الدوله ، فهذا يعني ان الحرب هي السبب المباشر في تدمير البنى التحتيه ، وانعدام الخدمات ، فعدم وصول المياه الصالحه للشرب للمدن والقرى المحيطه بها ، وري الاراضي الزراعيه ، وندرة المياه في توليد الطاقه الكهربائيه ، ورمي النفايات النوويه في نهري دجله والفرات، وزيادة رقعة التصحر، لذا قد تتوقف الحياة بصوره كامله ! ، بعدم توفير اي من عناصرالحياة الضروريه النقيه . الماء ، التربه ، الهواء . وباتت البيئه العراقيه ملوثه بجميع ابعادها ، فان ازدياد رقعة التصحر، وقلة الاهتمام بالغطاء النباتي وعدم تشجير المدن واطرافها ، يساهم في انتشار الغبار الرملي القادم من المنطقه الصحراويه الغربيه ، فتثير الاعاصير الصيفيه وخاصه في شهورالصيف - مايو ، يونيو ، يوليو ، أغسطس ، سبتمبر - الرمال في التحرك محدثه عاصفه رمليه تحجب الرؤيه تماما ، كما حصل هذا الصطيف ،وذكرت صحيفة الزمان الدوليه عن حدوث ( عاصفة رملية اجتاحت العاصمة ومدن الوسط والجنوب ،افضت إلى حجب الرؤية بصورة تامة في بعض المدن ، كالنجف التي اصبح الوقت فيها عند الظهيرة قريبا من الغروب. وادت العواصف الرملية إلى تصاعد حالات الاختناق لدى الاشخاص المصابين بالربو وضيق التنفس الذين اكتظت بهم المستشفيات في العديد من المدن ، فيما قلت الحركة في مناطق اخر بسبب عدم وضوح الرؤية لدى سواق المركبات. وذكر بيان لهيئة الانواء الجوية ان "حركة الطيران توقفت في مطاري بغداد والنجف لسوء الاحوال الجوية فيما بلغت سرعة الرياح في العمارة 42 عقدة وفي كربلاء 26 عقدة وتردت الرؤية في النجف إلى مئة متر وتكونت الغيوم التي حجبت الاشعاع الشمسي تماما لوجود الغبار الكثيف تحته " ... وشهدت محافظة النجف اجواء مغبرة بكثافة مع توقف لحركة الطيران في مطارها وقلت حركة العجلات واغلقت الاسواق والمحال التجارية عند منتصف الظهر، بسبب انعدام الرؤية التدريجي حتى اصبح الجو يميل للون الاحمر الغامق والظلام الدامس هو الاخر الذي اجتاح السماء. وهي حالة نادرة لم تشهدها المحافظة منذ أكثر من خمسين عاماً ، بحسب قول مختصين بالأنواء الجوية .......من جانبها اعلنت صحة النجف عن استقبال نحو 700 حالة اختناق جراء العاصفة الترابية التي ضربت المحافظة .وشهدت محافظتا بابل وكربلاء عاصفة ترابية حجبت الرؤية لمسافات قصيرة…………….)5. والعواصف الترابيه تغطي اغلب محافظات الوسط والجنوب في حالة اثارتها. ان تلوث أحد عناصر الحياة وهي الماء والهواء والتربه يشكل خطرا على مستقبل الحياة العامه في العراق، وعلى النظم الحياتيه ، الايكولوجيه البشريه human ecology والديمغرافيه -: الحركة السكانية الموجودة كحجم السكان و كثافتهم و توزيعهم - يتلوث الهواء : بسبب عدة امور ، بثاني اوكسد الكاربون، وثاني اوكسيد الكبريت ، وبالشوائب،وبمركبات الكلورو فلوروكربون ، وتلوث الهواء بالامطار الحمضيه ، والعناصر الطبيعيه . اما الماء : فانه يتلوث بالمواد الكيميائيه ، والتلوث بالمبيدات الحشريه ، وبالمخصبات الزراعيه ، وبمياه الصرف الصحي ، وبمخلفات البترول ، والتلوث النووي . ويعدان الاخيران من أكثر مخاطر تلوث البيئه بشكل عام ، والبيئه العراقيه بشكل خاص . نتيجة الاهمال والتطبيقات الفاشله ، وعدم الاحتراز ووضع الحلول ، وعدم تخصيص الاموال اللازمه في الحفاض على البيئه ، لهذا الجانب الانساني والطبيعي الهام ، والاهتمام بامور اقل شانا ، مما يوحي بتبذير المال العام ، وانهاك البلد تحت وضع سياسات فاشله ، فتبقى البيئه العراقيه فقيره من كل شي ، سوى ما حباها الله من طبيعه اهملت لعدة قرون ، والتلوث النووي الذي عرض الحياة المدنيه خطرالامراض المزمنه ، نتيجة الحروب السابقه ، وكان اخطرها تدمير الاسلحه البالستيه ابان حرب الخليج الاولى والثانيه ، وقصف مفاعل الرضوانيه في السابع من حزيران عام 1981.

وسوف نتطرق إلى ابعاد ومخاطر هذه الملوثات في ابحاثنا لاحقا انشاء الله...( والتلوث كلمه ذات معنى عام، وهي تعني ظهور شيئ ما في مكان غير مناسب ، ولا يكون مرغوبا فيه في هذا المكان . وقد يكون الشي مرغوبا فيه اذا وجد في مكان اخر، فزيت البترول مثلا شي نافع ومرغوب فيه عندما يستخرج من باطن الارض وتستعمل مقطراته وقودا في محركات السيارات ، الا انه عندما ينتشر على قالب:سطح مياه البحر ، او يظهر على رمال الشواطئ ، فانه يعتبر شيئا غير مرغوب فيه وضارا بصحة الانسان . وكذالك يعتبر المبيد الحشري د.د.ت. مفيدا عند استعماله في ابادة البعوض ، اوغيره من الحشرات ولاشك انه قد ساعد بصوره غير مباشره على انقاذ حياة كثير من الناس ، ولكن عند الاسراف في استخدام هذا المبيد إلى حد ان يبدا في التجمع في اجسام الطيور، والاسماك وغيرها ، من حيوانات الصيد ، فانه يصبح شيئا غير مرغوب فيه ، وماده ملوثه تسبب كثير من الاضرار . ويبدو من هذا التعريف انه استهدف المصالح المباشره للانسان واثر مثل هذا التلوث المباشر في راحته وصحته ، ولكن التعريف الحديث للتلوث اوسع من ذالك كثيرا ، فهو يشمل كل ما يوثر في جميع عناصر البيئه بما فيها من نبات وحيوان وانسان ، وكذالك كل ما يوثر في تركيب العناصر الطبيعيه غير الحيه مثل : الهواء ، والتربه، والبحيرات ، والبحار، وقد صدق من قال : ان الانسان بدء حياته على الارض وهو يحاول ان يحمي نفسه من غوائل الطبيعه ، وانتهى به الامر بعد الاف السنين، وهو يحاول ان يحمي الطبيعه من نفسه.....)6. ان اي امر طارئ على البيئه اذا كان سلبيا ، فانه يودي إلى اخلال في التوازن البيئي ، ومن ميزات البيئه هو التوازن الدقيق بين عناصرها المختلفه ، فاما ان يكون طبيعيا كالفيضانات ، واحتراق الغابات ، فالجذور تعود بعد فتره كما كانت ، ولربما يوفر ذالك نشاطا للطبيعه النباتيه في النمو أكثر، ولكن اذا تدخل الانسان في دمار البيئه ، فان ذالك يحدث خلل في التوازن البيئي العام ، كما لاحضنا ذالك في تجفيف الاهوار ،الذي احدث خلل في التوازن الطبيعي ، عام 1992 ، وابادة حلبجه الذي احدث خللا في التركيبه الديمغرافيه العراقيه ، ويعبر العلماء عن طبيعة هذا التوازن بانه التوازن الحقيقي بين العناصر المكونه ويطلقون عليه ( باسم النظام البيئي ecosystem)) وهو نظام متكامل يعيش فيه كل المساهمين في توازن تام ، ويعتمد كلا منهم على الاخر ، في جزء من حياته واحتياجاته، ويقوم كلا منهم بمهمته في هذا النظام خير قيام ...)7 اي ان النمو والاحتكاك يوفر حاله من النشاط الاقتصادي ، على النقيض من والاباده التفرقه . . اضافه إلى التوازن هنالك التكيف البيئي : الذي يمنح الحياة انتعاش وتعايش وامتزاج بين كل |الاطياف والعرقيات والاثنيات، في الوقت الذي لم تتوافق البيئه العراقيه لهذا النمط من التكيف الان ، بعد ان كانت حافله بربوعها كل اجناس البشر .وكانوا ، سعداء بافراحهم وطقوسهم ، مبتهجين بسفرهم وحضرهم وعاداتهم وحضارتهم وتعارفهم وتقاربهم ، الامر الذي اخرج البيئه من رونقها المروجي الاخضر المبتسم إلى الجدب والتصحر ، ومن التوالد والنمو ، إلى إلى الاباده والهرم، ومن الابتسامه إلى التعاسه . ( ويعد العراق أحد البلدان الذي يعاني من مشكلة الكثبان الرملية المتحركة حيث تقدر نسبة المساحات المتأثرة بالكثبان الرملية بحوالي 30,6% من مساحة العراق وتمتد بشكل حزام من مدينة بيجي إلى الجنوب الغربي مرور بسهل وادي الرافدين وبعرض يتراوح من 5-25 كم....الكثبان معتدلة السرعة 1-5 امتار ، الكثبان السريعة 6-20 متر ، الكثبان السريعة جداً أكثر من 20متر....)8.



المصادر:- 1- الدكتور عبد الجبارجلوب حسن المالكي / استاذ مساعد صيانة التربة والمياه كلية الزراعة / جامعة البصرة مقاله : بعنوان:

         الزحف الصحراوي والتهديدات المحتملة للكثبان الرملية في مناطق الاهوار.

2- زهير الكرمي : العلم ومشكلات الانسان المعاصر ، 1978ص174-176. -ولينظر ايظا كتابنا ( الاهوار والبيئه المتصحره في حوض وادي الرافدين ) غير مطبوع 3- هنري دي فوت(1986) : اساسيات علم الاراضي. جون وايلي وايتانه، القاهره ، ص 22. 4- - الدكتور علي حنوش: العراق مشكلات الحاضر وخيارات المستقبل :الطبعه الاولى ، 2000، بيروت ، لبنان ص28.

5-       - /5/2012 Issue 4191 – Date 5 Azzaman International Newspape
         جريدة الزمان الدولية العدد 4191 التاريخ 5»5»2012 
6-      الدكتور: احمد مدحت اسلام ، التلوث مشكلة العصر، 1990ص17.
7-     التلوث مشكلة العصر : مصدر سابق ص9.

8- لزحف الصحراوي مصدر سابق .