مستخدم:حسن وسكوك
الصّناعة اعتمد ظهور الصّناعة على التطوّرات التي عاصرتها الحضارات والشعوب، فاستطاعت المجتمعات أن تتحوّل من رعويّة وزراعيّة؛ مُعتمدةٍ على رعي الماشية والزراعة إلى مجتمعات صناعيّة متطوّرة ومُتقدّمة، تمتلك مجموعةً من المُؤسّسات والمُنشآت التي تُحوّل الموادّ الخام المُنتشرة على سطح الأرض أو الموجودة داخلها إلى صناعات وإنتاجات متنوِّعة.[١] والصّناعة هي مجموعة من العمليّات التي تُحوّل الموادّ الخام إلى موادّ نهائيّة، تُقدّم فوائد للمستهلكين، أو تُصدَّر إلى دول أُخرى،[١] وتُعرَّف بأنّها الفنّ الذي يُنفّذه الإنسان حتّى يصير مهنةً له. تُصنَّف الصّناعة إلى صناعاتٍ تقليديّةٍ تشمل مجموعةً من الحِرف والأعمال اليدويّة، وصناعاتٍ حديثةٍ تعتمد على المصانع والمعامل؛ وذلك عن طريق استخدام الموادّ الأوليّة وتحويلها إلى موادّ أُخرى.[٢] أهميّة الصّناعة تتميّزُ الصّناعة بدورها الإيجابيّ المُؤثّر في البيئة الاقتصاديّة الإقليميّة والقوميّة، كما تُساهم في تطوّر المستوى المعيشيّ للأفراد في مختلف مجالاتها، وفيما يأتي مجموعة من النقاط التي تُوضّح أهميّتها:[٣] تُوفّر الصّناعة المستلزمات السلعيّة؛ عن طريق الحِرَف الأوليّة، مثل: التّعدين، والتحجير، والرعي، والزراعة، والصيد البحريّ والبريّ، ويُساهم ذلك في تعزيز النشاط الاقتصاديّ الخاص بهذه القطاعات. تُوفّر الصّناعة فرصاً وظيفيّةً ومِهَناً للعمالة التي تُعاني البطالة، وحتّى تزيد الكفاءة الخاصّة بالعمالة يتمّ افتتاح مراكز للتأهيل والتدريب؛ حيث تتخصّص بتعليم العمّال كيفيّة التعامل مع المعدات والآلات الحديثة المُستخدَمة بشكلٍ مستمرّ في الإنتاج. تدعم الصّناعة الناتج المحليّ الإجماليّ؛ بسبب مساهمة عمليّاتها في إضافة منفعة وقيمة للموادّ المُستخدَمة في العملية الإنتاجيّة؛ ممّا يؤدي إلى زيادة ثروة الشعوب؛ لذلك تتميّز الدول الصناعيّة بمستويات معيشة ممتازة. تُساهم الصّناعة في إنتاج سلع نهائيّة؛ ممّا يؤدي إلى تطوّر عدّة قطاعات اقتصاديّة، مثل قطاعات: الخدمات، والطاقة، والنقل، والزراعة، كما تهتمّ الصّناعة بإنتاج سلع استهلاكيّة قادرة على رفع مستويات معيشة الأفراد من السُكّان. تُؤثّر الصّناعة في الأماكن والأقاليم؛ حيث تُؤدّي إلى ظهور تغييرات رئيسيّة في المشاركة الفعّالة الخاصة بكلّ إقليم ضمن الحركات الاقتصاديّة؛ عن طريق اختيار الأقاليم لمجالات صناعيّة مُحدّدة، تمتلك مجموعةً من المقومات المحليّة. يُساعد تقدُّم الصّناعة على تعزيز الاستقلال الاقتصاديّ والسياسيّ، ويدعم تحقيق الاكتفاء الذاتيّ. أنواع الصّناعة تُقسَم الصّناعة إلى عدّة أنواع، هي:[٤] الصّناعة البدائيّة: هي الصّناعة التي تعتمد على قوّة يد الإنسان والحيوان، ويُطبَّق هذا النوع من الصّناعة غالباً داخل البيوت؛ لذلك تُعرَف أيضاً بالصّناعة المنزليّة، ومن الأمثلة عليها الغزل، وصناعة الطعام، وغيرها، وتُعدّ الصّناعة البدائيّة من الصناعات العالميّة، ولكن تراجعت أهميّتها مع تطوّر الحضارات وصولاً إلى غيابها في المجتمعات المُعاصرة. الصّناعة البسيطة: هي الصّناعة التي تُساهم في تقليل وزن الخامات أو حجمها، أو تُساعد على نقلها، أو حفظها، وتدعم هذه الصّناعة إعداد المنتجات المُستخدَمة في أنواع أُخرى من الصناعات، وتُساهم في تشكيلها وفقاً لتصميمها النهائيّ المقبول لاستخدام الأفراد من المستهلكين، ولا تستخدم الصّناعة البسيطة أيّ نوع من أنواع الخامات الأُخرى، كما تتميّز بأنّها من الصناعات التي تظهر ضمن مواقع إنتاج المواد الأوليّة والخام، ولا تحتاج إلى نقلها إلّا إذا كانت صناعةً مُتخصصةً بأنواع مُحدّدة من المعادن. صناعة المجتمع: هي نوع خاصّ ينتمي للصّناعة البسيطة، وتُعرَف أيضاً باسم صناعة الخدمات؛ لأنّ المجتمعات تحتاجها حتّى تُحقق الإشباع لاستهلاكها، وتعتمد أهمية هذه الصّناعة على الحضارة، فكلّما تطوّر مستوى الحضارة ازدادت حاجات المجتمع للصناعات، ومن الأمثلة عليها: وسائل النقل، والتّجارة، والقطارات، وتصليح السيارات، والكهرباء، والهواتف، والمخابز. الصّناعة المُركَّبة: هي الصّناعة المُتخصصة بالمُدن، وتُعدّ هذه الصّناعة مركبة حسب طُرُق إنتاجها ووسائل توزيعها، وتتميّز بالحاجة إلى استخدام آلات مركبة ومُعقدة، والاعتماد على أكثر من مادّة أوليّة وخام في عملية الإنتاج، ولا تهدف هذه الصّناعة إلى النقل أو الحفظ بل تظهر في استخدامات خاصّة، وغالباً ما تُصنَع لاستخدام المُستهلك النهائيّ وليست وسيطاً لصناعة أُخرى، كما لا تُصنَع للاستخدام المحليّ فقط بل من الممكن تسويقها للاستخدام الخارجيّ، ومن الأمثلة على الصناعات المُركّبة: صناعة الساعات، والسيارات، والمواد الكيميائيّة. مُقوّمات الصّناعة تحتاج الصّناعة العديد من المقومات، وهي:[٥] الموادّ الخام: هي موادّ أوليّة، يجب أن يكون موقع المُنشأة الصناعيّة قريباً منها. قوّة العمل: هي حاجة الصّناعة لاستخدام عمالة قادرة على العمل. مصادر الطاقة: هي القوّة المطلوبة لدعم تشغيل الآلات في إنتاج المصانع. السّوق: هو الموقع الذي يُستخدَم لبيع الإنتاج الصناعي، ولكن لا يُستخدَم السّوق في الصناعات التكنولوجيّة؛ بسبب وزنها القليل، وتكاليف نقلها الرخيصة. وسائل النقل: هي الشبكة التي تُسهّل الحركة الخاصة بنقل المنتجات. الموقع: هو حاجة الصناعات لوجود مناطق تُساعد على الوصول إليها. رأس المال: هو الأموال التي تُستثمَر في بداية الأعمال والمشروعات التجاريّة. سياسة الحكومة: هي السياسة التي تدعم التنمية الصناعيّة في بعض الدول. العلاقة بين المجتمع والصّناعة تُلخَّص العلاقة بين المجتمع والصّناعة بناءً على طبيعة المجتمع ونوعيّته، ومن الممكن تقسيم المجتمعات إلى ثلاثة أشكال، هي:[١] المجتمعات المُتقدّمة: لا تُعدّ الصّناعة فيها هدفاً رئيساً، بل تُمثّل الوسيلة التي تساعد على توفير حاجات الأفراد، وتعزيز الاستقلال السياسيّ المدعوم باستقلال اقتصاديّ واقعيّ، معتمد على إنتاج كميات كبيرة بأسعار قليلة؛ عن طريق التكنولوجيا التي تُطوّر وسائل الإنتاج وأساليبه. مجتمعات العالم الثالث: هي المجتمعات التابعة للدول الرأسماليّة؛ حيث تمتلك نظاماً اقتصاديّاً تابعاً يعتمد على استيراد الآلات والموادّ، مع متوسّط دخل وناتج قوميّ قليل، وضعف في الصّناعة؛ من حيث المهارات، والنوع، والتقنيات المستخدمة فيها. مجتمعات الوطن العربيّ: تُعدّ الصّناعة العربيّة ضعيفةً ولم تحقق تكاملاً اقتصاديّاً، وتختلف بين الدول العربيّة؛ بسبب تنوّع الظروف الخاصة بكلّ دولة، واختلاف طبيعة التطورات الاقتصاديّة فيها