انتقل إلى المحتوى

مستخدم:دلة كراشاي محمد/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المقدمة ان البشرية ومنذ تواجدها على مستوى الأرض وتوسعها وتفرعها قد احتاجت الى من يسوس أمورهم ويجمع كلمتهم ويوحد أهدافهم حماية لهم لكيانهم ومصالحهم وخاصة مع ظهور كيانات مختلفة سواء كانت دينية أو عرقية وانتشرت عوامل كثيرة أصبح التهديد واستخدام القوة والنفوذ هو المظهر الذي غلب على ممر العصور فظهرت الدويلات وتقسمت الأمم وأصبح القوي يأكل الضعيف . بعيدا كل البعد عن القيم التي رسختها الأديان السماوية ونهج الأنبياء من تحريم القتل بغير حق . وفي هذا الصدد لما قامت الدولة الإسلامية في المدينة التي جمعت أسمى معاني التسامح والنبل والإخاء تحت قانون سطره خير خلق الله عليه أفضل الصلاة والتسليم وسار ثابثا قويما اصلح به الرعية وحمى كل الأجناس وضمن جميع حقوقهم ضمن الإطار الإسلامي وسماحة الإسلام . وقد كانت الأمة المسلمة موحدة امتدت مع الوقت لتصل الى أقطار حدود فارس والروم ومع وفاة سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه سنة 632 م / 11 من الهجرة بدأت تظهر بعض الشقاقات على الحكم ومن الأولى به وكانت بدايتها مع تولي الخلافة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه . في حادثة سقيفة بني ساعدة وكيف استطاع سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أن يقنع الأنصار بأحقية سيدنا أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة جمعا للكلمة وتوحيدا للصف . واستمر الأمر على نحو ذلك في خلافة عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم حيث ترجع شورى تعيين الخلفاء على أيد علماء يسمون أهل الحل والعقد . وهكذا سار الحكم الإسلامي السني في مقابل التأويل الشيعي الذي يرى خلاف ذلك . فالإشكالية المطروحة : ما هو مفهوم الخلافة عند الشيعة ؟ وكيف خرجوا على طريق المسلمين في هذه المسألة ؟ وقد عمدنا في بحثنا على وضع خطة بحث متكونة من النقاط الأساسية التالية . 1- المقدمة 2- المبحث الأول : الشيعة النشأة والمعتقد العام أ‌- نشأة التشيع ب‌- المعتقد العام 3- المبحث الثاني مفهوم الخلافة التعريف والشروط أ‌- التعريف ب‌- شروط تولي الخلافة 4- المبحث الثالث : الخلافة عند الشيعة أ‌- المفهوم ب‌- شروطها 5- الخاتمة 6- قائمة المصادر والمراجع 7- الفهرس

المبحث الأول : الشيعة النشأة والمعتقد العام أ‌- نشأة التشيع :

   الشيعة هم الذين شايعوا عليا رضي الله عنه على الخصوص. وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية، إما جليا، وإما خفيا. واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره، أو بتقية من عنده. وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية، وهي ركن الدين، لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفاله وإهماله، ولا تفويضه إلى العامة وإرساله. (1)
يقول ابن خلدون في كتابه ( تاريخ ابن خلدون ) اعلم أن مبدأ هذه الدولة ان أهل البيت لما توفى رسول  الله صلى الله عليه وسلم كانوا يرون أنهم أحق بالأمر وأن الخلافة لرجالهم دون من سواهم من قريش (2)

ب‌- المعتقد العام

- ابن حزم الأندلسي رحمه الله : قال : وأما قولهم - يعني النصارى - في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين , إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة ....وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر. (3)

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( ومن اعتقد من المنتسبين إلى العلم أو غيره أن قتال هؤلاء بمنزلة قتال البغاة الخارجين على الإمام بتأويل سائغ فهو غالط جاهل بحقيقة شريعة الإسلام ..لأن هؤلاء خارجون عن نفس شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته شرا من خروج الخوارج الحرورية , وليس لهم تأويل سائغ فإن التأويل السائغ هو الجائز الذي يقر صاحبه عليه إذا لم يكن فيه جواب كتأويل العلماء المتنازعين في موارد الاجتهاد . وهؤلاء ليس لهم ذلك بالكتاب والسنة والإجماع , ولكن لهم تأويل من جنس تأويل اليهود والنصارى , وتأويلهم شر تأويلات أهل الأهواء ) (4)



المبحث الثاني : مفهوم الخلافة التعريف والشروط أ‌- تعريف الخلافة : لغة : مصدر خَلَفَ يخلف خلافة، أي بقي بعده أو قام مقامه، والخلافة: اسم للمنصب الذي يتبوؤه من يخلف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في إجراء الأحكام الشرعية ورئاسة المسلمين في أمور الدين والدنيا . والخلافة كذلك: نيابة المرء عن غيره، إما لغيبة المنوب عنه، وإما لموته، وإما لعجزه اصطلاحا : قال الدكتور محمد خلدون : الخلافة والإمامة تدلان على معنى واحد عند أهل السُّنَّة ، وهي عند ابن خلدون: «حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية، والدنيوية الراجعة إليها» ، فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به وعرَّفها التفتازاني والماوردي بأنها: «رئاسة عامة في أمر الدين والدنيا، خلافة عن النبي - صلى الله عليه وسلم . وفي مآثر الإنافة: هي الولاية العامة على كافة الأمة والقيام بأمورها والنهوض بأعبائها. (5) ب - شروط الخلافة : قال الأستاذ الدكتور عبد الفتاح ظافر كبارة : (6)



المبحث الثالث : الخلافة عند الشيعة المفهوم والشروط أ‌- مفهوم الخلافة عند الشيعة : إنّ منصب الإمامة أو الخلافة عند الشيعة الإمامية هو (ديني) بالأصل، وما قضايا السياسة أو السلطة أو الحكومة إلا اضافات قد تضاف إليه، فهو منصب مستقل بحد ذاته يتعلق بالأمور (الدينية) بالدرجة الأولى، فمهمة الإمام عند الشيعة هي استخلاف النبي (صلى الله عليه وآله) في وظائفه من هداية البشر، وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم، فهو يبين لهم الأحكام، ويفسّر لهم القرآن، ويوضّح لهم المعارف، ويشرح لهم المقاصد، ويصون الدين من التحريف والدس. فالإمامة عند الشيعة هي منصب إلهي، وهي امتداد واستمرار للنبوة باستثناء الوحي التشريعي، ولابدّ أن يكون تنصيب أو اختيار أو اصطفاء الإمام من الله سبحانه وتعالى على لسان النبي (صلى الله عليه وآله). يروى في (أصول الكافي) عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: "ولايتنا ولاية الله لم يبعث نبي قط إلا بها". وفي نفس الصفحة يروي عن الإمام السابع أبي الحسن موسى بن جعفر الصادق أنه قال: "ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولم يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ووصية علي رضي الله عنه" (7) في كتاب (أصول الكافي) كتاب (الحجة)، باب بعنوان: إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام، يروي عن الإمام السادس جعفر الصادق أنه قال: " إن الحجة لا تقوم لله عز وجل على خلقه إلا بإمام حتى يعرف . ب‌- شروط الخلافة عند الشيعة وضع الشيعة الإمامية شروطًا لمن يتولى «الإمامة»، فالشرط الأول والأهم: أن يكون منصوصًا عليه من قبل الله تعالى ورسوله، وهذا يقتضي عدم اشتراط سن معين فيه، فالإمام هو من ورد النص بالإمامة عليه من المعصوم، سواء أكان صغيرًا أو كبيرًا. وسواء أكان أكبر الأولاد أو أصغرهم. والشرط الثاني: أن يكون معصومًا، والشرط الثالث: أن يكون مستجمعًا لأصول الكمالات النفسانية، وهي «العلم، الفقه والشجاعة». والشرط الرابع: أن يكون أفضل الأمة في كل ما يعد كمالًا نفسانيًّا، والشرط الخامس: براءته من كل عيب منفر في خلقته، أو في نسبه وأصله، أو في حياته العملية، كالصناعات والحرف الركيكة، كالحياكة، والشرط السادس: أن يكون مخصوصًا بكرامات إلهيَّة، يظهرها الله تعالى له حين يحتاج إليها في تصديق الخلق له. يقول أبوجعفر محمد بن يعقوب الكليني، في كتابه «أصول الكافي»: «الرأي عند الشيعة الإمامية إنما انحصرت في أبناء مولانا الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وأنها ثابتة في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، وأنها لا تعود في عم أو أخ، ولا في غيرهما من القربات بعد الحسنين».

الخاتمة : و في الأخير مما لا شك فيه أن مسألة الخلافة والإمامة لا زالت محل خلاف قائم حتى في وسط الشيعة أنفسهم الذين اختلفوا وافترقوا وتشعبوا الى فرق عديدة كل على حسب الأصول والأسس التي سار عليها مفهومهم من حيث الإستمادة على مصادرهم الخاصة وما تفرزه حوزاتهم من أفكار وتختلف تماما على ما تم اعتماده في منهج أهل السنة والجماعة . وهذا كله كان عاملا أساسيا وجوهريا في اتخاذ طرق معادية للطرف الآخر ما أنتج صراعات تاريخية سياسية كانت أو عقائدية هدفها المعلن في السرية استرجاع الحق المسلوب وان كانت التقية قد لعبت على عقول كثير من دعاة التقريب فأنتجوا جسدا متعدد المصادر والأكيد سيتحطم في أول فرصة متاحة . أهم المصادر والمراجع : 1- الملل والنحل للشهرستاني تحقيق عبد العزيز محمد الوكيل – الجزء الأول –ص 146 2- تاريخ ابن خلدون – المجلد 4 ص 170 3- الفصل في الملل والنحل ابن حزم –المجلد 2 ص 213 4- مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية – المجلد 28 – الصفحة 482 5- تعدد الخلفاء ووحدة الامة للدكتور محمد خلدون أحمد نورس المالكي الجزء الأول –ص 19 6- ولاية الرجل الأسرية والعامة في الإسلام – أد عبد الفتاح ظافر كبارة – دار النهضة2009 7- أصول الكافي للكليني ص 276