انتقل إلى المحتوى

مستخدم:رشاد رجب/ملعب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

جحا والأربعين حرامي ... بقلم رشاد رجب. من منا لم يتربى علي قصص نوادر جحا القديمة ، تلك الشخصية ذات الرونق الغبي ، الذي يلهم قارئي حكاياته السرور الدائم طوال فترة القراءة ، يطل علينا بأفكاره الغبية ، ولكنها بنظره تفكير منطقي لسذاجة عقله الصغير ، بين حماره، وزوجته ،وولده ، تكمن كل الحكاية، حماره الذي ضاق ذراعا من غبائه حتى بدا انه أذكى منه ، وزوجته التي تفرغت لإغضابه ، وإبراز سوء فهمه باستمرار للعامة ، وولده المسكين الغارق في بحر التخلف من كلا صانعيه ، ولكن الغريب بالأمر ، "الأربعين حرامي " ، كيف يتفق جحا"الغبي" مع "الأربعين حرامي " ، وليس مجرد اتفاق ، بل عين قائد عليهم بإرادتهم ، وزوجته وولده والعالم ينظرون ، كيف استطاع جحا "الغبي " ، أن يعين نفسه أمير علي اذكي اللصوص ، وأصحاب المغارة السرية ، التي لا تفتح إلا بالصوت ، وذالك لا يدل إلا علي ذكائهم الفذ ، ما الذي استجد ، تضاد غريب ، حين يهمون بالخروج ، لأداء دورهم "في النهم والسلب" ، يلتقطون لحيته ليتباركوا منها ، ويأخذون لنفسهم صور تذكارية ، لتهدئة العامة ، حتى يحلو لهم السرقة بدون مشاكل ، والأدهى من ذالك ، إن الشرطة تساعدهم في أداء وظيفتهم ألا قانونية ، من جهة تعمل علي رفع مكانتهم رغم أنهم يعلمون بمدى سوءتهم ، ومن جهة أخرى يقطعون أنوار المدينة حتى يتثنى للسارقين التجول بحرية داخل أكنافها ، وفي النهار حدث ولا حرج ، يلقون القبض علي بضع سارقين بسطاء ، أرغمهم هم الدنيا علي سرقة رغيف خبز ، أو حتى قطعة حلوى عفا عليها الزمن ، ويتركون من سفك خرابا بأهل البلد ، أمس كانوا مجرد أشخاص بلحى طويلة ، واليوم هم عنوان المقاومة والصمود ، عنوان التضحية والخلود ، زادوا من حماسنا حماس ، وفتحوا من بيوتنا دور عزاء ، بالأمس فقدنا الأب وألام والجنين ، وكل ذالك بفضل مساعدة السارقين لتوالي مناصبهم المزعومة ، وبضحكة مواسة قدم حجا والأربعين حرامي لبيت العزاء ، وما زال جحا والأربعين حرامي يعيثون في بلدي فساد ، من يجرأ علي نبذ حجا "الغبي "، والأربعين حرامي من وطني الضعيف ..!