سطر التاريخ العماني سيرة الكثير من المجيدات العمانيات النبيهات الفقيهات الأديبات الصالحات شقائق الرجال ومصانع الأبطال وملهمات للقوة والطموح والرفعة في كل مكان وزمان .. ورجال عمان البواسل عبر التاريخ من حرروا البلاد من براثن الاستعمار البرتغالي الغاشم ومن سطروا أمجاد عمان عبر التاريخ ومن أسسوا امبراطورية يشهد لها التاريخ في كل زمان، لم يكن نابع ذلك من فراغ بل كان أساسه قوة المرأة العمانية الأم والزوجة والابنة. لقد كان لنساء عمان الكثير من المواقف في شتى المجالات الحياتية بعمان والتاريخ يشهد ويدون بأنها قد تفوقت كذلك في الفقه وطلب العلم وزاحمت الفقهاء بعلمها وقوة اطلاعها لتصبح بعضهن فقيهات عالمات يرجع الناس لهن للفتوى وحل المسائل الفقهية التي تلامس مشاكل الرجال والنساء على السواء ، بل تجاوزت مكانتها والأخذ برأيها في بعض القضايا السياسية مثل الفقيهة العالمة الكفيفة الشيخة عائشة بنت راشد الريامية البهلوية التي عاشت في أيام دولة اليعاربة، حيث تنتمي إلى أسرة علمية في بهلاء وعاشت تقريبا ما بين القرنين 11 و12 للهجرة، ولقد رزقها الله بذكاء حاد وبصيرة نيرة واشتهرت بعلمها الغزير منذ أن كانت صغيرة وفي ريعان شبابها رغم فقدانها لبصرها فكانت حريصة كل الحرص على التفقه في أمور دينها وطلب العلم فسافرت من بهلاء إلى الرستاق رغم صعوبة التنقل أيامها لتزداد علما بعدما أخذت الكثير من والدها الشيخ الفقيه راشد بن خصيب الريامي، وفي الرستاق تتلمذت على يد الشيخ العالم مرشد بن محمد بن راشد الأغبري البوصافي وبخاصة في علم المواريث وأحكامها.